اللإمامحى ابو لير

بت مه لتملرالرهم

مقدمة الطعة الآولى :

الحمد لله رب العالمين » والصصلاة والسلام على سيدئا محمد خنام النبيين » أما بعد » فهذه مذ كرة فى تاريخ الحدل » تشتمل على ملخص للمحاضرات التى ألقيت.على طلبة السنة الثانية من كلية أصول الدين ٠‏ تحريت فها الايجاز . من 'غيز إخلال فى بيان الخلاف. ومواضعه » والإطئاب من غير إملال ى بيان صور الجدل وأحواله م ْ

وأسأل الله التوفيق » وأن يجعسل لها ثمرتها المرجوة وهى تربية. روح الجدل المنظ في نفوس أولئك الطلبة الذين مبيكون أنفسهم ليكو نوا وعاظا ومرشدين .

والله سبحانه وتعالى المستعان .

يناير سنة ١94‏ محمد أبو زهرة

ه ث © هيبي ١‏ هبو - أ

تدور على الألسئة عبارات المناظرة والجدل والمكابرة » وأحياناً تطلق إحداها فى مرضع الأخرى ؛ وى الحق أن بينها اختلافاً واضحاً فى الاصطلاح :

فالمناظرة يكون الغرض منها الوصول إلى الصواب ف الم و ضوع الذى اختافت أنظار المتناقشين فيه . الاستدلال .

والمكابرة لا يكرن الغرض منها إلزام الخصم » ولا الوصول للق ؛ بل اجتياز ا مجلس » والشبرة أو مطلق اللجاجة » أو غر ذلك هن الأغراض التى لا تغنى فى الحق فتيلا .

ويلاحظ أمران :

أحدهما : أن المناقشة الواحدة قد تشتمل على كل هذه الأنواع الثلاثة » قد يبتدىء المناقشان متناظرين طالبين للحق » فينقدح فى ذهن أحدههما رأى يثبت عايه » وبأخذ فى جذب خصمهه إليه » وإلزامه به » وحينئد تنقلب المناظرة جدلا . وقد تدفعه اللجاجة إلى التعصب لرأيه » وتأخحذه العزة بالإثم » تبدو له الحجج واضحة على نقيض رأيه » ويبدهه خصمه بالدليل تلو الدليل » فلا بحر جواباً » ومع ذلك يستمر فى لجاجته » فيتتقل اللحدل إلى مكابرة . وقد تشتمل المناقشة على جدل ومناظرة ؛ كأكثر الخاورات السقر اطية . كان سقراط يبتدىء مجادلة خصمه فما يدعيه ؛ وى يقخمه ) فيقتنع يجهله » ثم يناقشه حتى يأخل بيده إلى الحق .

-

ثانبما : أن الحدل قد يطلق فى اللغة وبراد منه المناظرة كقوله تعالى + د وجادلم بالتى هى أحسن © وقوله ثعالى : دولا نمادلوا أهل الكتابه إلا بالتى هى أحسن » . وقد تطلق المناظرة ويراد مها الجدل أو المكابرة لغة . كقول الغزالى فى رسالة ( أبا الولد) : أمبا الولد إى أنصحك بعانية أشياء اقبلها منى لثلا يكون علمك خصما عليك يوم القيامة » تعمل منها أربعة » وتدع منها أربعة : أما اللواقى تدع . فاح داها ألا ثناظر أحداً فى مسا ما استطعت لأن فبها آفات كثيرة ؛ فإمها أكبر من لفعهسا » إذ هى منبع كل خلق ذميم » كالرياء والحسد + والكبر والححقد والعداوة والمباهاة وغيرها إلخ . إلخ . . والمناقشة التى تجر إلى هذه الرذائل إتما هى جدل أو مكابرة) وسنطلق ف كتابتنا كلمة الحدل على ما يشمله هو والناظرة . العناية بالجدل :

| وقد عنى العلماء فى الإسلام بالتدل والمناظرة عناية شديدة » من يوم. أن نشب الحلاف الفكرى بن العلماء ورجال الفكر فى هذه الآمة » والتبت عنايتهم وضع تراعد تتم الحدك واشاظرة + لحى يكونا ف دائرة المنطى والفكر المستقم ؛ أسموها عل الجدل ؛ أو عل أدب البحث والمناظرة » وقد قال فيه ابن خلدون فى مقدمته : وأما الجدل فهو معر فة آداب المناظرة ؛ التي

رى بين أهل المذاهب الفقهية وغيرهم ؛ فإنه يلا كان باب المناظرة فى الرد والقبول منسعاً » وكل واحد من المتناظرين فى الاستدلال والجواب يرسل عناله فى الاحتجاج » ومنه ما يكون صواباً » ومنه ما يكون خطأ فاحتاج الأئمة إلى أن يضعوا آدابا وأحكاما يقف المتناظران عند حدودها فى الرد والقبرل وكيف يكون حال المستدل والمجيب غ٠‏ وحيث يسوغ أن يكون مستدلا » وكيف بكون مخصوصاً منقطعاً ومحل اعتراضه أو معارضته » وأين يجب عليه السكوت ؛ وللتصمه الكلام والاستدلال » ولذللك قيل فيه إنه معرفة بالقواعد من الحدود والآداب فى الاستدلال التى يتوصل مبا إلى حفظ رأى» أوهدمه : كان ذلك الرأى من الفقه أو غيره لله وأول من كتب فيه ايزدوى والعميدى » ثم كير التأليف فيه من بعدها .

الاجس|ا موه

لاجدل إلا حيث الاختلاف فى إدراك حقيقة من الحقائق ٠‏ ولو أردنا أن بع مبدأ هذا الاختلاف الفكرى بين بنى الإنسان » ما اهتدينا » ويظهر لى أن ذلك النوع من الاختلاف قدم بقدم الإنسان فى هذه الأرض » ابدأ معه حيث ابتدأ ينظر إلى الكون فيشده بعظمته » وتأخذه السرة فى إدراك كتبه وحقيقته » وإذا كان العاماء يقولون أن الإنسان من بوم نشأته أمل ينظر نظرات فلسفية إلى الكون » فلابد أن نقول : إن الصور والأخيلة الى تشر ها ثلك النظرات تتلف فى بنى الإنسان باحتلاف ما وقعت عليه أنظارهم وما أثار إعجامهم » وكلا خطا الإنسات خطوات فى سبيل المدنية و الحضارة اتسعث فرجات لحلاف » حتى تولد من هذا الاختلاف المذاهب الفلسفية » والديانات غير المنزلة » وغير ذلك .

وأسباب الاختلاف فى الحقيقة كثرة جدا منها :

عمرض الموضوع ق ذاته :

تصدى الفلاسفة من قدم الزمان لدراسة مو ضوعات غامضة فى ذاتها » وليست الطرق لفهمها وإدراكها معبدة » فكل برى ما تع عليه بصيرته ؛ وما ديه إليه هويته » ور مما كان الحن مجموع أقوالم . وقد قال أفلاطون فى مثل هذا المقام : إن الحق لم يصبه الناس ق كل وجوهه ؛ ولا أنحطئوه فى كل وجوهه » بل أصاب كل إنسان جهة » ومثال ذلك عميان انطلقوا إلى فيل » وأخذ كل منهم جارحة منه فجسها بيده » ومثلها فى نفسه فأخير الذي مس الرجل أن لق الفبل طويلة مستديرة شدبة بأصل الشجرة » وأخبر الذى مس الظهر أن خلقته شيبة بالحضضبة العالية والراببة المرتفعة »

0

وأحمر الذى مس أذنه أنه منبسط دقيق يطويه وينشره فكل واحيك مهم

قد أدى بعض .ما أدرك؛وكل يكذب صاحبه » ويدعى عليه النطأ وا +تهل فيا

يصفه من خلق الفيل » فانظر إلى الصدق كيف بمعهم. ؛ وانظر إلى الكذب والخطأ كيف دخل علهم حتى فر قهم .

ومن الموضوعات التى كان تمواضبا سبباً ف الاستلاف -حقيقة النفس وححقرقة المنذبىء للكون فى فثرة من الرسل»ومسألة صفات الله سبحاله وتعالى .

تموض موفضع الأزاع :

كثيراً ما يختلف المتجادلان » ويشئد بينهما اللحلاف لأن موضع الأزاع

م يعلم بالتعيين ؛ وكان سقراط يقرل : .إذا عرف.موضسع النزاع بطل كل

حلاف . وذلك لأن كلا امتناظرين الغنتلفين فى طلب الحقيقة بقع نظره على ما لا بقع عليه نظر الآخر » ويبنى حكه على ما وقع عليه نظره » فكأنه فى الحقيقة لم يتلاق مع خصمه فى موضموع » وذلك كا إذا رأى أحد الناظرين وجها لقَرطاس قحم | ما رأى » ورأى الآتخر وجها آخر فحكم | مما رآه ولذلك كان سقراط يعى كل العناية بدلالات الألفاظ ؛ ليفهم كلا الخصمين كلام الآخر ؛ فيتلاقيا في نقطة واحدة » وإذا ثلاقيا نحم البلات .. |

اختلاف الرغبات والشبوات : |

قال إسسبينوزا : إن الرغبة هى التى ترينا الأشياء مليحة لا بصيرتنا . وإذا كانت الرغبة تستولى على مقياس الحسن والقبح على النفس ذلك. الاستيلاء » كا قال ذلك اسلدكم م * ورغبات الناس عنتلفة متضاربة » فلايد إذن من أن يختلفوا باختلافها » وتثباين آراؤهم لتباين رغباتهم .

أخمزان فس الأمزجة :

قال ويليام جيمس : إت تاريخ الفلسفة هو تاريخ التصادم بين الأمزجة البشرية © وهذا الاختلاف بن ارس له أيشاً شأنه في ميذدان الأدبء

لس امس

والفن والحكومة . وذلك قول حق » :إن كثرأ من المتلاف الآراء سيبه اختلاف أمزجة القائلين لها . فذو لمراج العصى الحاد برى ما لا يراه الو رع الهادئ » وإذا كانت الأحوال العارضة للإنسان من هدوء أو غضب »2 واستقرار واضطراب نجعل آراءه مختلفة باختلافها » فلابد أن يعتقد أن اختلاف شخصينف المراج داع لكثير من اختلافهما فيا يذهبان إليه من آراء »

اختلاف الاتجاه : ظ

جاء فى الجزء الثالث من رسائل إخران العصفا : القياسات عتلفة الأنواع » كثرة الفنون » كل ذلك محسب أصول السنائع والعلوم وقواندباء مثال ذلك أن قياسات الفقهاء لا تشبه قياسات الأطباء » ولا قياس الم بسن يشبه قياس النحويت ولا المنكلمين » ولا قباسات المنفلسفين تشسبه فياسات الجدليين » رهكذا قياس المنطئين ل الر ياضيات لا نشيه قياسات الجدلم”, ؛ ولا نشبه قياساتهم ى الطزيعيات ولا الإلهيات . وإذاكان لكل عل أقيسة خاصة به ؛ فمن غلبت عليه أفيسة علم إذا محث فى مورضوع مع صاحب عل آثخر يمختلف نظراهما » وكل ينبعث فى تفكيره روح علمه » واعتير ذلك: بالحلاف بان المعمّزلة والفقهاء والمحدثين فى مسألة غيلق القرآن » فإن الاختلاف نما كان سببه اختلاف مناهج البحث » وإن شنت فقل اختلاف عقايئن : إحداهما تستنبط العقائد من الآثار كما تستنبط الأحكام العملية » والأخرى تسير وراء العقّلّ مهتدية به » ومندفعة فى تيآره .

تقليد السابقين ومحا كاتهم من غير نظر إلى الدليل ؛ ونقص للبرهان :

كثير؟ ماحكى القرآن الكريم عن المشركين تقايدهم للآباء » ونعى علبم إشمال العقل فى مثل قوله تعالى : ه وإذا قيل لم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا » أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شسيئاً ولا ستدون ؛ . وقرله تعالى : ١‏ وكذلك ما أرسلنا من قبلك فى قرية من نذير إلا قال مثر فوها إنا وجدنا آباءنا على أمة » وإنا على آثارهم مقتدون 6

د هل ند

ولا ترال نزعة تقليد السابقيئ فى نفوس الناس » وإن كانوا يتفاوتون فها قوة وضعفاً ؛ وإن سلطان الأفكار الثىأكسبتها الأجيال قداسة يسيطر على القلوب فيدفع العقول إلىوضءأقيسة وبراهين لبيان حسنها » وقبيح غييرها . وطبعى أن يدفع ذلك إلى الاخئلاف » والمشاحنة » والنحادلة غير المنتجة » لأن كلا يناقش وهو مغلول بقيود الأسلاف » من حيث لا يشعر . وأو.فكتي قيود المنناظرين للاح لهما وضح الق المبين » وأشد ما يكون الاختلاف بسبب التقليد فى المسائل الاجتاعية .

اخمتلاف الدارك : بعض الناس قد ناه الله عقلا راجحا » وبصيرة نافذة ) وفكر ثاقباً يدرك الموضوع من كل نواحيه » ويم بظواهره وخخوافيه » وبعضمم فيه قصور نظر » فلا يستطيع إحاطةالموضوع بنظرة شاملة » وفيه قصور فكرء فلا يدأب فى البحث عن الحقيقة إلى اللهاية » ولابد أن مَمْتلف النتائج التى : محصل من كان على هذه الشاكلة عما يصل إليه من كان من الصئف الأول» وقد جاء فى رسائل إخوان الصفا : إنك تجد كثيرا من الناس يكون جيد التخيل : دقيق العيز: ) سريع التصور د كوراً ؛ ومنهم من يكون بليداً » بطىء الذهن » أعمى القلب ء ساهى النفس »© فهذا أيفياً بعض أسباب الختلاف العلماء قى الآر اء والمذاهب أنه إذا اختلفت إدر اكاتيم اختلفت أراذم واعتقاداتهم غسب ذلك .>

الرياسة وحيب السلطان :

كشيرا ما يدفم الغرض ذا السلطان إلى الأخذ يآراء ساقته إلا رغبة ملحة جامحة » ومحمل كثيراً من العلماء الذين جعلوا قلومهم سلعة تباغ بثمن نحس على الناداة مها » وانحادلة لنشرها » وقد يندفع هؤلاء ف دعوتهم حى مخيل إلمبم أنبم مخلصون فيا يدعون إليه » أو أنه محض اللدق والصواب وينبرى للرد علجم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه » نندبوا أنفسيم

دآ[ م تلذود عن الحقيقة ؛ وحفظ ذمارها ء فتكون بين الفريقين نار مشبوبة ؛ روى عن النى يلع أنه قال : ١‏ أحوف ما أخاف على أمتى رجسل منافق » علم اللسان » غير حكم القلب يغيرهم بفصاحته وبيانه » ويضلهم مجيله 2 وقلة معرفته » . التعصب : إذا تغلبت على الإنسان فكرة » فتجتاز عله ؛ ونسيطر عليه » و منعه من: أن تصل إليه فكرة تناقضما » أو خخاطرة تنازعها » تبتاج أعصابه » ويشور ثورته إن هوجم فما » ومنشأ هذا التعصب الثائر » إما قوة الإيمان بالفكرة » أو أعصاب ضعيفة تمنع من إدراك مالم يقب إلا أولا » أو غرور ونخيلاء » وحيها كان التعصب لرمته المجادلة أوالمكابرة »وقد ين على الإنسان . موضع التعصب فى نفسه ؛ فيحسب أنه مخلص فى طلب الحق » وهو منطو على عصبية تدفعه » وقد تبين له الحقيقة إذا راقب نفسبه » و<اسها حساباً

عسيرا .

سيطرة الأوهام :

تستولى على كثير من الناس أوهام نجمعلهم يسلمون بأفكار غريبة فى فائما وهم باعتناقهم لما يخالفون من لم يقعوا تحت تأثير أوهامهم » وليست تلك الأوهام مقصورة على العرام » بل إنها قد تكون فى أشد أحوالها عند بعض خواص العلماء » ولقد قال بعض الحكماء الأوربيين : إن خيرة العلماء ينسون قواعد العم ومناهجه حيا يكونون إزاء حوادث السحر . وما ذلك إلا لسلطان الأوهام .

َل تسب جاه

العقلية العربية :

الجدل بن شخصين صورة لنازعيما الفكرية » وااهاتبما المقلية » لذلاك كان من الضرورى عند دراسة الجدل ق أمة دراسة عمّليتها ».وما عر ضص لا من منازع ؛ وإذا كنا ندصدد دراسة تاري الحدل عند العرب » كان هن اللازم أن نعرف العثلية العربية .

اختلف العلماء ق حقيقة العقلية العربية بن مغال ق إعلائهم ؟ ومغال فى التصغير من شأنهم » فالجاءحظ يجملهم نظراء الفرس والروم واليونان والهند بل أعظم » وابن خلدون يقرل فهم : ه أببد الناس عن العلوم » لأآن العلوم ذات ملكات معتاجة إلى التعلم ؛ فاندرجت فى جملة الصنائع » والعرب أبعد الناس عنها كما قدمنا » فصارت العلوم لذلك حضرية ؛ وبمد العمرب عنها وعن سوقها » والمضر لذلك العهد هم العجم أو من فى معناهم من الموالى ولذلك كان حبلة العلل الإسلام أكبر هي المبيم » أو المستسجمون باللغة والمربى » وم يقم محفظ العلم وندوينه إلا الأعاجم : ٠‏

ويقرل أولرى ق وصيف العرلى ؟ عاك الطبع مشاعر ه وليس ديه

جال للخيال ولا للعراطف » ولا يميل كثيراً إلى دين ؛ ولا يكثرث لذىء إلا مقدار ما ينتجه من فائدة عملية . ١‏ ظ

ويقول ريئان فى كتابه اللغات السامية » واصفا الأم السامية » وعنها العر ب : إن الأمم السامية كلها على اختلاف' نزعاتما أثم قصيرة اللكوال » جافة التصور » تدرك الأشياء إدرا كا أوليا » ولا تتعمق فى ها ؛ ولا تسترسل فى كشف الحقائق ومعرفتها » ونم على الأشياء لأول وهلة ؛ حكم الممتقد

لد لد

الجازم بصحة الشىء الذى أفنعته التجارب والراهين, التطعية » شمالاتها غخدودة وإدراكاتها معدودة » ونظمها الاجتياعية معروذة مجدودة »© لا تعرف الانتقال.» غير قابلة للمرونة » وغير غير أهل 'للتقسدم ء لبس فى نظم “وما ما يدل على سعة الإدراك ولاعلى أثرالتفبكر 2 وليسلا فى عل الأدب. الغنول أثر يذكر بالنسبة لما تركته الأثم الأخرى مما يدل على مجدها ومظاهر الرى ف الاجماع وق باب الفنون . وقال : إن الأثم السامية لا فلسفة لها » ولا أثر للقوانين والنظم فها » وإن الشرائع التى أرشسدت العالم ومحت منه ظللات الجهالة لا وجود لها عند الأثم السامية . ثم قال نإن هذا كله برى فى بلاغتهم . ويقول : الشعر العرنى يعوزه .الاختلاف والتنوع » فوضوعات الشعر مدرد: قليلة العدد -جداً عند الساميين . وقد تبع هذا الرأى كثير من علماء أورويا ف منتصف القرن الماضى .

ويظهر للمتأمل فى هذا الكلام أنه بصف العرب بالقصور الفكرى وبعد ذلك فهم طبعاً وجبلة ولازمة من لوازمهم لا تفترق علهم .

وى الحق أننا تجده قد تجنى على الحقيقة » وظل التاريخ». إذ أنكر على العرب بلاغتهم فى كلامهم » وخيالم الشعرى »© فقد عد'عدم ضوع شع رهم دليلا على نقص تفكب رهم بالطبيعة والسليقة . فإن التاريخ الأدبى العربى يضعهم فى وصث أقوى الأثم أدبا » وأكثرها إنتاجاً » لا ينكر أنه ينقصه الشعر القصصى والشعر الٌنيل » ولكن ليس معنى ذلك نقصان فطرتهم عمن انتشر بينهم هذ ان النوعان ؛ لآن البيئة الفكرية لها حكمها » وهذان النوعان لا يسودان إلا ف أمة ها علوم وتسود فها الكثابة والندوين ؛ والعربكانت أمة أمية » علومها تجارب » ودراستها تلقين » ومعارفها تؤخصذ باللسان والمشافهة » والتمرس بالحياة وأتوالها .

ولسنا ننكر أن العرب لم تكن عنده, فى الجاهلية علوم كاملة » وبحوث . متنوعة وأفكار فلسفية عميقة كفلسفة اليونان ؛ وحكمة المند » بل نقول

غ ؤس

ها قاله صاحب الملل والتحل فى حكماء العرب : هر شرذمة قليلة » وأكثر حكنهم فلتات الطبع » وخطرات الفكر. ولكن ليس ذلك لأن عقل العرنى غير قابل للعلوم » بل لأنه فى عصره الجاهل لم تعرضص له ثقافات واسعة النطاق » تنظ فكره ؛. وتييلٌه لبحث علمى منظ, يتقصى أطرافه ) وبتعدق فى ظواهره »© ونخوافيه .

وماكان كل ذلك إلا من أثر البيئة الطبيعية والأحوال الاقتصادية ول بحن فيه نطرة وجبلة » وخاصة لاتفارقه » كما يدعى ذلك الآورلى المتعصب .وإن لبس لبوس العلماء » ولوكان القصور الفكرى الذى ظهر فى عرب الجاهلية فطرة وجيلة ماءكان من سلالتهم أولئك الفلاسفة الأعلام » كالكندى .وغيره ؛ من حملة للفكر الإسلاتى الذذين قال قييم العلامة سديو : بذل العرب هتهم ف العناية مجميع ما ابتكرته الأفهام البشرية من المعلومات والفنون ؛ واشتبروا فى غالب البلاديخصوصاً أورويا النصرانية بابنكارات تدل على أنهم أتمتنا فى المعارف » وائا شاهد على علو شأتهم الذى جهله الفرنجة من أزمان بعيدة . بل إن ذلك العالم الخلص فى طلب الحقيقة برى فى طبسع العرب الاستعداد المعارف والعلوم » إذ يقول فنهم : كانوا مستعدين استعدادا .طبيعياً » لأن يكرنوا وسائط بلاغ بين اليم ..

ولقد تصدت ذاثرة المعارف للريطانية لإبطال ادعاء رينان وأمثاله من أن القصور الفسكرى طبيعة العقل العربى ؛ فقد جاء فمبا قبا : وليس من صواب الرأى ما فعله رينان ولا سن بإضافهم صفات خاصة إلى الجنسن السائى هى. ى الواقع ناشئة عن عوامل خارجية:» فهى نتبجة البيثة التى عاشوا فبا . الأحوال التى أحاطت مهم » وإنهم لؤ عاشوا فى بيئة أخرى وى أحوال أخربى لظهرت لم صفات جديدة .

ولسنا مغالين إذا قلنا أن العرب من ناحية الاستعداد لطبي ككل الثم

إذوات الأعصاب الحادة القوية ؛ على استعداد لتلق أرق المافات إن تنبيات لها أسباما » ولذلك ظهرت نحرث فلسية عميقة دقيقة لكثير ممن عنرا بالفلسفة

م ©

منهم أيام أن ازدهرت العلوم والمعارف فى العصر العيابى » كما اشتبر كثير منبم بالاستقصاء والضبط والنظر ف العلوم نظرة كاملة شاملة مستنبطة .. كانخايل بن أحمد فى استنباطاته اللغوية » والشافعى فى محوثه الشرعية القائونية » وها عرب بالثقافة والسلالة .

معلومات العرب ودياناتهم : ٠‏ كانت معلومات العرب قليلة ساذجة » ولم تكن ها علوم بمعناها الحقيق : وكان كثير من معلوماتهم ميناه التجارب الشخصية الى توارثوها خلف: .عن سلف » كعلاجهم بالكى وغير ذلك .

ْ وقد وصلت إلجم بعض المءلومات تسربت إلهم من مجاورهم الفرس والرومان » لاختلاطهم مهم ف التجارة » أو بامحاورة . ولذلك كانت القبائل التى فى الأطراف كالفساسنة والمناذرة أكثر ثقافة وأرق علوماً ؛ وكذلك القبائل التى كانت تختلط بالفرس والرومان فى التجارة كقريش » كانت أرق فكرا » وأوسع عرفالا .

وكانت الصحراء مأوى للذين يفرونت بعقائدهم وحريائهم الدينية . كالكلدان » فإنهم لما أغار علمهم الفرس ف القرن الخامس قبل الميلاد + وفتحوا بلادهم » وأرهقوهم » ونقبوا عن قلوجهم » فحاولوا أن يغيروا عبادتهم انسابوا فى الجزيرة العربية » وأفاد العرب منبم معلومات كثيرة فى.. الفلك أخخذوا عنم بعض ما علموا وما وصل إلبم من علٍ اهنود وغيرهم . ظ ور بما كان أقوى ما يدل على أن العرب أخذوا من هؤلاء بعض ما كان عندهم

ويعصوصاً ف الفلك أن كثيرا من أسماء النجوم والأبراج تشير مع عربيتها إلى أصلها الكلدانى . فكلمة مريخ معربة مرداخ الكلدانية » وكلمة الفور أصلها بالكلدانية ثورا » والعقرب عقربا » وغير ذلك :

2

ديانات العرب :

العبادة ننيجة لأحد شعورين :

١‏ شعور الإنسان بأن قوة خفية لا يستطيع أن يدرك كبها تتسيير العالم » وتدفعه إلى الحركة فى دقة وإحكام » وهو شعور مستكن فى أعماق النفس متغلغل فى أبعد أغوارها » لا يتزعه منهاءشراء أو جدال » حتى لد ' قال بعض السكاء : إن إدراك الله بدهى »© وعرفانه. بالفطرة والوجدان » لا بالمناق والقياس :

؟ شعور المرء شخطأ بأن سوسا من المحسوسات أو قوة ليست لخيره تسيطر على الأشياء تشعور المصريين أن للعجل قوة تسيطر علهم » .وهذا شعور يدفع إلى الحطأ » ولكن كان له أثره فى الزمن القديم .

وقد كانت الجمهرة العامى من العرب عندها هذان الشعور ان » فدفعهم الأول إلى عبادة الله » واعتقدوا أنه خالق الكون » وبارىء اللسم » وشعورهم الثانى » دفعهم إلى عبادة الأوثان تقرباً مما إلى الله زلى ما حكى الله عم فى قوله تعالى : : ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلنى » . ولكن كيف وجد عندهم الشعور بأنق الأصنام قزّة تقرمم إلى الله سبحانه وتعالى ؟

. يفول بعض المؤرخحين فى سبب ذلك : إن العرب كانوا يأعذون شيئا .من أحجاز الكعبة إذا رحلوا من مكة » وأقاموا فى غسرها » فيعظمونها تعظيمهم للكعبة 3 فانتشر لذلك تعظم الحجارة بيهم » ولما ذهب حمرو ابن -لى النزاعى إلى بلاد الشام » ورأى ما يفعله أهلها من تعظم التاثيل » والتقرب با أخذ طائفة ة مبا » وأقامها على الكعبة ( وقد كان سادنها ) 6 .ودعا العرب إلى عباذتها . ويظهر أن إيائيم بالأصمنام لم يكن على دعامة من الحق . ١‏

قال العلامة درزى : كانوا فى ظاهر أمرهم يمجدون الأصنام ويحجون

إلى محراسا .. ويلبحون القرابين فى هياكاها . . على أن عقيدتمم ل تزد على هذا القدر من المظاهر » نقد كانرا لايترددورت فى نحطم آللتهم إذا ا تتحقق نبوءتها . . وقد تنزل بأحدهم كارثة » فينذر لأحد الأصنام أن يذبح نعجة قرياناً له إذا انكشفت تحمته » فلا يكاد يزول عنه اللخطر حبى يستبدل بامعجة غزالا » لا يكلفه ثمنه أكير من أن يصطاده بيده ,

فالنفس العربية لم تكن مذعنة تمام الإذعان » مؤمنة تمام الإيمان بتللك الأحجار » ولقدوجدمنمفكر بم من أنكر علهم عبادة الأوثان » واعتقد بو حدانية الله سبحانه وتعالى » خخالق الكون من غير شك ولا إنكار .

وقد انتشرت المسيحية والبودية فى بلاد العرب »؛ فالمسسيحية كانت منتشرة فى الجنوب » وفى نجران .وى غساسنة الشام » وقد قال دوزى : كانت المسيحية فى ذلك الزمان بما نمويه من معجزات . وما فا من عقيدة التغليث » وما يتصل بذلك من رب مصلوب قليلة الجاذبية » بعيدة عن التأثير فى نفس العرلى الساخخر الذكى . وأما البودية : فقد سكنت الجزيرة العربية من الزمن القديم » إذا وقد إلها طائفة من البود الأولين » الذين كانوا أوغلوا فى الصحراء بعد خر وجهم من مصر » وفر إلمبا طوائف من الهود الذين مجوا بعقائدهم لا فتح مختنصر أورشلم » ودك أسوارها » ومزق الجود كل ممزق » ومن هذه الطوائف قريظة وبنو النضير ؛ ولما عاد البود إلى بيت المقدس بعد ذلك التمزيق ثم شردهم الإمبراطور أدريان الذى ثاروا عليه ؛ ألحن بهم الأذى وشتتوا مرة ثانية » كان مهم كثيرون جاءوا إلى الجزيرة ؛ هذا وقد دحل المودية بعض القبائل العربية » وكانت المبودية فى زمن دين اليمن الرسنى وحانت المدينه قبيل الإسلام مرجع الهود ومثابتهم فها أحبارهم » وربائيرهم . ويظهر أن القبائل الجاورة للفرس كان مها من تسربت إليه بغض المبادىء امحوسية ؛ بل من آحادها من اعتنق هذه الديانة » ومنهم من كانوا من الصابئة

1 ( م ١‏ - تاريخ الجدل )

5

الذين كانوا يقدسون الكواكب »؛ وذاك لدخول كثير من الكلدان فى البلاد العر بية » وفموم شاع تقديس الكواكب واحيرامها .

هذا ولما البودية والنصرانية وا محموسسية والصابئة من أثر فى البلاد فى جاهليتها » ولما نفثه البود والنصارى وانحوس بين المسلمين بعد الإسلام من سموم الحرافات » وبذور الفئن البى ترتب علا تفرق المسلمين بعد الإسلام فرقاً مختلفة فى السياسة وأصول الاعتفاد » لهذا وذاك نتكلٍ عن كل ديانة من هذه الديانات كلمة مؤجرة أشد الإيجاز .

البودية :

نزلت التورأة مشتملة على شريعة مومى عليه السلام » واستمرت معمولا ما مهم » بيهم إليها أنبياؤهم الذين جاءوا من يعد موسى عليه السلام حى أغار على بلادهم ختنصر قف المرة الآأولى والثانية » وأجلام عن بلادهم ظ فلما عادوا بعد ذلك » ومضت قرون عدة : اختلفوا لعروض التغيير والنبديل » فى أصولم الدينية واستمروا فى اختلافهم الثشديد بعد , تحر يب الرومان بلادهم وانتبت أفكارهم الدينية إلى كتاب معره التلمود أخخفوا عنه كثراً مما جاء به موسى عليه السلام » وزادوا فيه أحكاماً من رأسهم .

قال المقريزى : وصاروا منذ وضع هذا التلمود الذى كتبوه بأيد مهم » وضمنوه ما هو من رأمهم » ينسبون ما فيه إلى الله تعالى » ولذلك ذمهم الله فى القرآن الكريم بقوله تعالى : ٠‏ فويل للذبن يكتبون الكناب يأيدهم » ثم بقولون هذا من عند الله » ليشتروا به تنآ قليلا » فريل لم ما كتبت أبدمم » وويل لم ما يكسبون ٠‏ . وقول المقريزى أيضاً : لما جاء عانان رأس الجالوت إلى العراق أنكر على البود عملهم ذا الالمود ؛ وزعم أن ' الذى بيده هو اللين 3 لأنه كتب من النسخ التى كتبت من مشنا 6١9‏ مومي

(1) المشنا معناه استخراج الأحكام من الأمر الإللى .

ا اك

وقد افنرقت البود بعد نريب بلادهم ثلاث فرق :

: الربانيوث‎ ١

وهم الذين أخذوا بمافى التلمود » واعتيروا أمر البيت الذى بى ثائيا بعد التخريب كالأول » ويئزلوله منزلته فى التقديس والاحترام .

07 القراء :

وهم لا يعتيرون فى التقديس إلا البيت الأول ؛) ود يعر ون التلمود 5 ويأخذون مما فى التوراة فقط .

“ا السمرة :

وهم من الفرس الذين تبودوا وأقاموا بالشام » وهؤلاء يزعمون أن التوراة الى بأيدى اليهود ليست توراة مومى » أما توراة موبى فهسى ما بأيد.هم .

وقد افترقوا فى طريق فهم كتيم على ثلاث فرق أيضا :

١‏ - الفروشم : وقال المقريزى أن معناها المعتزلة » وهؤلاء بقولون كا قال المقريزى : بمافى التوراة على معنى ما فسره الحكماء من أسلافهم :

؟ - وطائفة يقال لها الصدوقية » ومذهبم كا قال المقريزى أيضا : القول بنص التوراة » وما دل عليه القول الإلمى فيها دون ما عداه .

وطائفة الصلحاء ومذههم الاشتغال بالنساك وعبادة الله والأخحل بالأفضل والأسل فى الدين .

هذا وقد تأثر البود بالفلسفة البونائية » لوقوعهم تحت سلطان اليونان والرومان قرونا » وكان من أحبار الود مَنْ تعلء الفلسفة اليونانية .

جاء فى كتاب فجر الإسلام للأستاذ الجليل أحد أمين : قال بلدوين فى

سد 8 امم

كتابه معجم الفلسفة :إن الشرق والغرب اختلطا فى الاسكندرية » وامتزجت آراء رومة واليونان والشام فى المديئة والعلوم والدين بآراء الشرق الأقصى فى ذلك » فنشأت قضية جديدة عمل على إيجادها نحث الغرب وإهام الشرق » واتصل الدين بالفاسفة اتصالا وثئيقا » كان من نتانمه ظهور عقائد دينية » لاهى من الفلسفة المحضة » ولا من الدين الخالص » بل أخذت بطرف من كل » وجاء ذلك من عاملن :

أحدهما : ميل الهود إلى التوفيق بين معتقداتهم الدينية والعلم الغرلى الذى كان متأثرا بالعلم اليونال .

وثانهما : أن المفكرين الذين استمدوا آراءهم من المسفة اليونانية رأوا أن يوفقوا بين معتقداتهم الفلسفية » والقضايا الدينِة المحضة التى جاء ا المشارقة .

ومن أى الجهتين نظرنا » رأينا أن النتيجة » كانت فلسفية ديئية » لاهى فلسفة محضة » ولاهى دين خالص . جاء البود إلى البلاد العربية » ومعهم تلك الذخائر من الفكر » لذالكه أدذلوا على العرب بتلك الثقافة وكانوا يقولون عن عرب الجاهلية : ماعلينا فى الآميين سبيل . وأثروا فى أفكار المسلمين » وكان كثير من الفكن البى وقعت بين المسلمين لهم اصبع قبا ؛ أو هم موقظوها ومثيروها . فعيد الله ابن سبأ كان على رأس الفتنة النى انتهت بقتل الحليفة الشهيد عمْان » وكعب. الأخبار أدخل القصص واللترافات فى أفكار كثير من المسلممن . وكان البود أحد ثلائة : فريق بقوا على مبوديتهم ٠‏ وفريق دخلوا ى الإسلام ظاهرا وأبطنوا غيره » وآخترون دخلوا ى الإسلام ولكنهم متأثرون بأقاصيصهم 5 وأخبار أعبارهم » وأولثك وهؤلاء أدخلوا فى الكتب الاسلامية وخصوصا فى بعض كتب التفسير شيثا كثيرا من أوهامهم وهم جميعآ كانوا من حملة الثقافة اليونانية الى كان ها الأثر الا كبر فى الفكر الاسلاى أيام ازدهار العلوم فى الدولة العباسية . '

الال النصرانية :

النصرانية دين توحيد » نزل على سيدنا عيسى عليه ااسلام » فقد دعا إلى التوحيد » وحث بنى إسرائيل وغيره, على التسامح والعفو » والدعوة بالبركة على المعتدين .وغيرهي » وف الحملة جاء الامجيل فيه موعظة وهدى, ' المتقين.ولكن بعد انتقال المسيسح إلى الرفيق الأعلى » أخلت عقيدة التوحيد تلبس لبوسا يبعدها عن لبه » ويظهر أن ذلك لم يتم دفعة واحدة » فالتاري ٠‏ محاءثنا أن من النها رى فرقة هى أصحاب" بولس ااشمشاطى » وكان بطرير كا , بأنطا كية كانوا يأحذون بالتوحيد المحرد » ويقواون إن عيسى عبدالله ورسوله ككل الأنبياء » وكان بولس هذا إذا سئل عن الكلمة وروم القدس » قال: لا أدرى » ومنهم فرقة أريوس » ركان قسيسا بالاسكندرية اعتقد التوحيد » وكرن عيسى عبد الله وملرقه » ولكنه زاد على ذلك أله كلمة الله الزى تلق مها السموات والأرض ويظهر أن هذه كانت الخطوة الأرلى إلى التعدد والتثليث .

ثم جاءت فرقة اسمها البرئرانية » وهم يقولون أن عيسى وأمه إلمان » ولعل هؤلاء هم الذين قال الله فيهم : (أأنت قلت للئاس اتخدونى وأى إلهن من دون الله و .

م جاءت بعد ذا فكرة التثليث » وقد أجمع القائارن به على أن معبودهم ثلائة أقا ثم » وهذه الأقائيم الثلاثة ة شىء واحد » وهو جوهر قدد.م ومعناه أب وابن وربوح القدس ؛ والجميع إله واحد ؛ وأن الا بن نزل من السماء » فتدرع جسداً من مريم » وظهر للناس نحى ويرئ وبنى" » ثم

قتل وصلب » وخرج ه من القبر » فظهر لقوم من أصحابه ؛ فعرفوه حدق معرفة » هم صعد إلى السماء )١(‏ .

0

, بتصرف قليل‎ 4١90 المقريزى ب 4 صن‎ )١(

ا[ #9 ده

ولكلبم اختلفوا ى طبيعة المسييح من حيث اجتاع: الألوهية والانسانية فيه :

فالملكانية ترى أن المسيح إله تام كله » وإزسان تام كله ؛ وليس أحدهما غير الآآخر » ومريم ولدت الإله والإنسان » وأنمما ابن الله ؛ ولكن الذى صلب وقتل الإنسان منه » والإله لم يئله ثىء .

واللسطوريون يرون مثل ذلك ولكنهم يقولون أن ار ولدت الإنسان » ولم تلد الإله منه » والإله لم ينله شىء +

والعربيونٌ:قالوا إن الله والانسان اتحدا فى طبيعة واحدة هى الذدين قال الله فيهم : «لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح أبن مريم ) .

وكان بين هذه المذاهب جدال عنيف ف العقائد كما سكين .

وقد دخل مذهبان من هذه المذاهب ق البلاد العربية قبيل الاسلام وهما النسطورية واليعاقبة » كان الأولون فى الحيرة » والاخرون فى الشام .

وكان للتصارى أثر فى العرب فى الجاهلية وفى الاسلام . ففى الجاهلية دل كثير من العرب ف النصر انية ؛ فانتقلت إلبم بعض الثقافات الى كانت عند النصارى » وقدكانوا متأثرين بفلسفة الاسكندرية » وكان النساطرة هم أسائذتها فى فارس » فلا غرابة من أن تصل أثارة من هذه الثقافات إلى النفس العربية » وقد أثار النصارى كالبود حركة جدل ونقاش ف اللناهلية سنبيتم! عند الكلام على الجدل ف الجاهلية إن شاء الله .

الدوسية :

لب المجرسية فرضص قوئين تننازعان العالى :إحداهما قوى اللير ‏

. 44 ص‎ ١ الفصل فى الملل والنحل لابن حزم ب‎ )1١(

وا

وثائيتهما فوى الشر .- ورمزوا للأولى بالنور » والثائية بالظلمة . وقد قال الشهرستانى فى الملل والنحل عن المجوس : زعموا أن الأصلين لا يجوز أن يكونا قديمين أزليين ؛ بل النور أزلى ؛ والظلمة محدثة . ثم اختلفوا ى حدوما من ااثور على فرق #نلفة يطول بنا الدول لو عمدنا إلى ذكرها .

ومهما يكن هن الآمر » فآلمة اللحير فى نزاع مستمردافا مع آللة الشر.

عبادة الانسان إعانة لآة الدير » وفعله فى الحياة يجب أن يككون فيه هذا الم أيشا ؛ وقد جاء فى اد نجوس مصلحون مثقفون غروا كثرأ من لب العقيدة واءدتلفت آرا وهم الحاقية والاجماعية » ومن هؤلاء زرادشت الذى يجمه بعض العلماء نى الفرس ؛ ومانى » ومزدك .

الزرادشتية :

وملخص تعالم الأول أن قوى البير شىء واحد سماه « يزدان »»وقوى الشر شبىء ء واحد مى ١‏ أهرمن » وبذلك يكون عنده قوتان إحداهما للخر» والأخرى للشر . ويقول صاحب الملل والنحل ف مذهيه : كان دينه عيادة الله » والكفر بالشيطان » والأمر بالمعروف » والبى عن المنكر واجتناب الحبائث . وقال : النور والظلمة أصلان متضادان » وكذلك يزدان وأهرمن وها مبدأ وجود العالم » وحدثت ت التراكيب من امئز اجهما . ومن هذا ترى أنه يعر قوى الخير والشر غير الإله الأعظم » وأن الإله الأعظم وهو الله سبحانه وتعالى » جعل هاتين القَوئين مبدأ » وهما يتغالبان نحت سلطائه » ولأن صح هذا لكان هذا المذهب قريباً من المذاهب التوسحيدية » ولايعد من مذاهب التنويه » ومن مبادئه أن أشرف عمل للإنسان الزراعة والعناية باثائية » وحث على العمل حنى إنه حرم عل أصابه الصومء لكيلا يضحفه

عن العمل » ففضل أن يكونوا أقوياء .عاملان . على أن يكونوا صواماً زهاداً غير عاملين » وقد أثبت ت أن للإنسان حياتين 50 دنيا وحياة أخرى. وأن الأخرى الباقية 3 وفما اير كله ٠‏ كا أليت الصراط والحساب »؛ والنواب والعقاب .

- 2

المانرية :

وهم أتباع مانى » وقد كان راهيا يحران(2 . وقد سن ب ذلك لنفسه مذهباً جامعاً بن الررادشئية والمسيحية » وقال الأسئاذ برون ف ديانته : لأن تعد زرادشتية منصرة أقرب من أن تعد نصرانية مزردشة(©) . وهر يؤمن ببرة عسى وزرادشت » ويدعى أنه هو ابار قليط الميشر به الإتحيل » وقد. قال : إن العالم يرجع فى تكوينه إلى قوى الحير وقوى الشرء وكلتاتما نحت سلطان الله كما قال زرادشت » ولكنه تلن عنه بأن زرادشت رأى أن ثى امتزاج النور بالظلمة طريقا لنصرة الححر على الشر » ولما كان هذا الامتزاج فى الدنيا » فهو يرى أن الر فى صراع مع الشر » وأن اللحدر سينتصر حتّا فى هذا العالم » ولذلك ١حث‏ على التناسل » وعلى العمسل عل تعمير هذه الدنيا » أما مانى فبرى أن امنزاج التور بالظلمة شر » يجب ش احلاص منه » ولذا حرم التكاح حتى نستعجل هذا النناء .

يروى أن قاض قضاة الفرس فى عهد ببرام ناقشه فقال له : أنت الذى تقول بتحريم النكاح لتستعجل فاء العالم ؟ . فقال مانى : واجب أن يعان النور على خلاصه » لقطع النسل » فقال القاضى : فن الحق الواجب أن يعجل لك هذا الخلاص الذى تدعو إليه » وتعان على إبطال الامتزاج " الملموم . فبت مانى » فأمر به » فقتل ,

وقدكان يدعو إلى الزهد وترك العمل .

وما قال فيه برام عند قتله : إن هسذا نخرج داعياً إلى مخريب العالم فالواجب أن نيدأ بتخر بب نفسه قبل أن يتببأ له شىء من مراده , وقد

. سرح العيون‎ )١( ٠ فجمر الإسلام‎ 00

5-2 0

اضطهد أتباعه قبل الإسلام » ولكا.م بخ ذلك عاشوا إلى الإسلام » بل استمروا إلى القرن الثالث عشر الميلادى ؛ وأخل مذهبم أناس من أوربا .

المرد كية :

وهم أتباع مزدك » وقد كان يرى أن العالى مكون من عنصرين : النور والظلمة » كالمانوية ؛ غير أنه زاد علهم الأخد بأن الور مختار حساس »؛ وأن الظلمة ليست كذلك » و أن امتزاج النور بالظلمة وقع بالائفاق من غير اختبار ؛ وقد دعا إلى مذهب اججّاعى اشتراكى يخرب ٠‏ وقال الشبر ستائى فيه : كان مزدك ينبى الناس عن الخالفة والمباغضة والقتال : ولما كان أكر ذلك إنما يتقع بسبب النساء والأموال أحل -النساء + وأباح الآموال ا وجعل الناس شركة فبا كاشتراكهم فى الماء والنار والكلا. .

وقال الطبرى فى تاريخه : قال مزدك وأصمابه أن الله إنما جعل الأرزاف فى الأرض ء ليقسمها العباد بيهم بالتساوى » ولكن الناس تظالموا فبا ؛ وزعموا أنهم يأخحذون للفقراء من الأغنياء » ويردون من المكثرين على ' اللفلن » وأن من كان عنده فضل من الأموال والنساء والأمتعة ». فليس هو بأولى من غيره ؛ فافترض السغلة ذلك » واغتنموه وكاتفوا مزدك وأصابه » وشابعوهمء فابتل الناس مهم » وقوى أمره؛ حبتى كانوا يدخلوك على الرجل فى داره » فيغلبونه على منزله ونسائه وأمواله » وحملوا قباذ(© على تزيين ذلك » وتوعدوه مجخلعه » فلم يلبثرا إلا قليلا حتى ضار لا يعرف الرجل منْهم ولده » ولا المولود أباه » ولا يملك الرجل شيئاً مما يقسع به .

وهذا كاترى مذهب اشتراكى فوضوئيعرب » بئاه ها بينا على دعوى نشر الحبة بين الناس . ولأن فيه خلعا لكل قيود الاجماع والفضيلة ؛ ودعوة للانسياق وراء الرذيلة » وانطلاق الشبوات والنزوات + اندفعت حموع

. قاذ ملك الفرس فى إبان ظهور ردك‎ )١(

0

لمناصرته ولا ترئب على ذلك من ابر اد.ى والفساد حار بم ملوك فارس غير قباذ » بل قيل إن قباذ هو الذى قتل مز دكاو بعد أن رأى من الفساد ما هزع الأخلاق ؛ وضيع الأنساب » وأذهب المروءات؛ويعد أن تفاقم الشر وادلم الأمر ؛ وذاعت العداوة مما أسوره دعوة إلى المحبة » ومع اشتداد الدولة الفارسية فق محا ربتهم والقضاء علبم » تسربت إلى قليل من المسامين يعن أرائهم كا سنبينه إن شاء الله تعالى . ٠‏

هذه هى الديانات الثلاث التى اعتؤرت العقل الفارسى قبل الإسلام . وقد سرى بعضبا إلى العرب ف الداهلية . انظر إلى ما قاله ابن قتيبة ى كتابه المعارف : كانت المجوسية ق عم » منهم زرارة ٠‏ وحاجب بن زرارة ) و منهم الأقرع بن حابس » كان مجوسياً . كاسرى كثر من أفكارهم إلى : بعض المسلمين الذين دلوا فى الإسلام وق رؤوسهم تعاليمها » فاستمرت مستولية على شعورهم » مع أنهم ارتضوا الإسلام ديا » ومنهم من دخلو] فى الإسلام ظاهراً » وأضمروا ثلك النحل باطنا » وهؤلاء وأولئك كانوا سببا فى ظهور كشر من الفرق الإسلامية . كما أن بعض الفرق ماكانت إلا خاربتهم ؛ وسترى أنهم كانوا السبب الأكبر ى حركة اتدل ى أصول الاعتقاد بين المسلمين .

الصابئة :

اضطربت أقوال المؤرخين والعلماء فى حقيقة الصابئة اضطراباً كبراً واخختلفوا فى شأنهم اتتلافاً لم يجتمعوا فيه على رأى » ول ينتبوا معه إلى قول يطمين إليه الفؤاد .

فقد قال أبو بكرالر رن ف كتابه أحكام القرآن : إنهم فريقان : أحدهها بنواحى كسكر والبطائح 2 وهم صنف من النصاوى وإن كانوا خالفين لهم فى كشر من دياناتهم ( لآن النصارى فرق كثيرة ) وهم ينتمون إلى يحى ابن

ل الال سه

زككريا وشيث » وينتحلون كتبآ يزعمون أنها كتب الله التى أنزها على شيث ابن آدم » ويحبى بن زكريا » والنصارى تسمنهم يوحناسية . وفرقة أخرى قد تسمت بالصابئين وه, الحرانيون الذين بناحية حران » وهم لا ينتمون إلى أحد من الأنبياء » ولا ينتحلون شيئاً م نكتب الله .

وقال فى موضع آآخر من كتابه : والصابئون الذين يعرفون ببذا الاسم فى هذا الوقت 7(© ليس فهم أهل كتاب ٠‏ وانتحالهم فى الأصل واحد » أعنى الذين بناحية حران ‏ والذين بناحية البطائح ى سواه واسط » وأصل اعتقادهم تعنا بم الكواكب السبعة » وعبادتما » واتخاذها آلهة » وهم عبدة لأوئان فى الأمسسل إلا أن منذ ظهر الفرس على إقلم العراق ٠‏ وأزالوا للكة الصابئن » وكاتوا لطأ لم يجسروا عل عباد الأرثان ظاهرا » لأمبم منعوهم من ذلك » وكذلك الروم وأهل الشام والجزيرة كانوا صابئين » فلما تنصر قسطنطين حملهم بالسيف على الدخول ف النصرانية » فيطلت عبادة الأوثان من ذلك الوقت » ودخلوا فى خمار النصارى ف الظاهر » وبق كشر منبم على تلك النحلة مستخفين بعبادة الأوثان » فلما ظهر الإسسلام دنخلوا فى جملة التصارى »؛ ول يميز المسلمون بيهم وبين النصارى »© إذ كانوا ظ مستخفين بعبادة الأوثان كائمين لأصل اعتقادهم » وم أكم الناس لاعتقادهم

وهم أمور وحيل فى صبيائهم إذا عقلوا فى كمان ديهم وعنهم أتحل الإسماعيلية كان المذهب »؛ وإلى مذههم أنبت دعوهم . وأصل الجميع اتخاذ الكوا كب السبعة آلمة وعبادتها » واتخاذه أصنماً على أسمانها » لا خلاف بينهم فى ذلك وإنما الحلاف بين الذين بناحية حران » وبين الذين بناحية البطائح فى شىء من شرائعهم ؛ وليس فسم أهل كتاب .

والذى يستخلص من هذا الكلام أن القرن الرابع المجرى لم يشبد إلا

"0١ الوقت الذى عات فيه أبو بكر الرازى هر القرن الرابء المجري نقد ترق سنة‎ )١(

من الهجرة .

5-6

صنفاً واحداً من الصابئين » بعضبم يسكن بالبطائح » وبعضهم يسكن بحران » وقد اتفق اميم فع تباين الأصقاع على عبادة الكواكب » وإن اختلفا فى بعض الشرائع » لافى لب الاعتقاد » ويظهر أن بعضبم قد ليس مسوح النصارى وظهر بمظاهره, » استخفاء بدينهم 3 وكمانا حقيقة أمرهم :

أما قبل القرن الرابع » فيفيد كلامه إنهم كانوا فريقين : أحدهما يتتتحل دين التصارى تقية وسحوفاً » ولذا يقول : والذى يغلب فى ظنى ف قول, ألى حنيفة فى الصابئن أنه شاهد قوماً منهم 1 يظهرون أنهم نصارى وأنهم بقرءرن الإنجيل وينتحلون دين المسيح ثقية » لآن كشراً من الفقهاء لايرون إقرار معتقدى مقالتهم باللوزدة ». ولا يقبل مهم إلا الإسسلام أو السيف . ويقول : وأما أبو بوسف ومحمد فقالا إن الصابئن ليسوا أهل كتاب » ولم

وإذا كان لنا أن نستخلص من هذا شيئاً فهو أن الفربتين كانا قبل القرن الرابع متقاربين إلى درجة الالتباس ؛ و لذا كان ذلك الاختلاف بين أ حنيفة وصاحبيه ؛ بل إن الاختلاف فى سقيقتهم لم يكن فقط بين فتهاء الحنفية » بل كان بين فقهاء التابعين أيضاً » فقّد روى عن امسن البصرى أنه كان يول فى الصابئين هم بمزلة اموس » وروى عن مجاهد أنه قال : الصابئون قوم من المشركين بين الود والنصارى ليس لم دين » وروى عن جابر أنه صثل عن الصابئين : أمن أهل الكتاب وطعامهم ونساؤه حل المسلمين ؟ فقال : نم ؛

ومن هذا تررق أن حقيقتهم كانت ملتبسة ,<لى نشهاء التابعسين 34 ولذا اختلفت أنظارهم 3 وتباينت آراؤهم 2 ولو كانت حفيتتهم معروفة على التعيين أهم أهل كتاب أم ليسوا أهل كتاب ؟ ما اختلفوا ذلك الاختلاف . وذلك الالتباس كان لتقارب من انتحل منهم نحلة النصارى من غيرهم .

64لا امه

ولنترك الفقهاء فى سخلافهم » ونول وجهنا شطر مؤرخى الملل والتحل؛ فستجد أن الشبرستائى يذكر أن الصضابئة فريقان :

: أصماب الر وحانيات‎ -1١

وهؤلاء يعتقدون أن الله سبحانه وتعالى فاطر السموات والأرض ؛ وهو مقدس عن ممات الحدئان ء والواجب معرفته هوالعجز عن الوصول إلى جلاله » وإنا يتقرب إليه بالمتوسطات المقربين لديه » وهم الروحانيون المطهرون المقدسون فعلا وحالة » الذين فطروا على التقديس والنسبيح ؛ لا يعصون الله ما أمره, ويفعلون ما يؤمرون » ثم إنهم يرون فى الروحانيات أنهم يترسطون ف الايجاد وتصريف الأمور ؛ شع المطر روحانى يدبره ؛ وقد اعتقد هذا الفربق من الصابئة أن الروحانيات قد حلت ق السيارات السبع ؛ فقدسوهاء- أو عيدوها .

؟ ‏ أصعاب الأشخاص :

وقد قالوا مقالة الأولين فى أن الله هوالمنشىء الأول ؛ وأن الروحانيات متوسطات فى الايجاد والاختراع ٠»‏ وأنها نحل فى السيارات » ولكن لما كانت السيارات تطلع وتأفل اتمخذوا أصناماً على مثال اميا كل وهى السيارات ؛ كل شخص ف مقابل هيكل » فكانوا ببذا من عبدة الأوئان » وقد ذكر الشبرستانى بعد ذلك أن الحليل إبراهم ناظر الفريقين » فابتدأ بكسر مدهب أصعاب الأشخاص » ثم ناظر أصحاب المياكل الروحانيين . وقد ذكر الله ذلك فق قوله تعالى : « فلما جن عليه الليل رأى كوكبا » ....... الآيات .

ويفهم من كلام الشبرستانى ومن المناظرات الى ساقها بين من سماهم حنفاء » والروحانيين أن من الصابثة من اعتقد أن الروحانى هو الوسيط وهو الذى يعبد من غير نظر إلى هيكله 22 ,

(1) يراجع الموضوع كله فى الملل و التحل للشمرستاق ب © .

لل 6

ويقول ف الحرانيين ابن الندم فى الفهرست كلاما كالذى أئبته الشبرستانى ولكنه يزيد عليه أن هؤلاء انتحلوا امم الصابئة فراراً من القتل » ومحكى فى ذلك أن اللمأمون اجتاز فى آخر أيامه بديار مغر يريد بلاد الروم للغزو : فتلقاه الناس يدعون » وفهم جماعة من الحرانيين » وكاث زيمم إذ ذاك لبس الأقبية ؛ وشعورهم طويلة » فأنكر المأمون زمم » وقال م: من أنتم من الذمة ؟ فقالوا : نحن الحرانية » فقال : أنصارى أتتم ؟ قالوا : لاء قال : فبود أنتم ؟ قالوا : لا. قال : فجوس أنتم ؟ قالوا : لا . قال لم :أفلكم كتاب أم نبى ؟ فجمجموا فى القول . فقال لم : فأنتم إذن الزنادقة » عبدة الأوثان » وأنتم حلال دماق م ؛ لاذمة لكم . فتالوا : نحن نؤدى الزية . فقال لم : إنما تؤخذ الجزية ممن خخالف الإسلام من أهل الأديان الذين ذكرهم عز وجل فى كتابه » فاختاروا أحد أمرين : إما أن تنتحلرا دين الإسلام » أو دينا من الأديان الثى ذكرها الله فى كتابه » وإلا أمرت بتتلكم » واستئصال شأفتك(0) ؛ ويقول:إن المأمون رحل إلى الروم وهم قد أسلم بعضهم » وبعضهم قد انتحل اسم الصابئة ليكون فى دين ذكر فى القرآن .

والحق ألى أشك فى صدق هذه الحكاية :

- لأنه بعيد جداً أن يكون المأمون غير علبم بعقيدة الحرانيين : إذ المأمرن يعد من العلماء الفلاسفة الذين أوتوا حظا كبيراً من عل الملل والتحل فكين لا بعرف شيئاً عن ملة قوم من رعيته ؟

ؤلأن بعض التابعين قد وصمموا الصابئة بالوصف الذى عليه الحر انيون من أنهم بعبدون الكوا كب والأوئان » إذن فالحرانيون كان يطلق علبم اسم الصابئة قبل اللمأمون .

(1) الفهرست ص 4498 .

ط## اله

ولأن أبا حثيفة و صاحبيه اختلفا فى سقيقة الصابئة كا علمت » وأن صاحبيه وصفا الصابئة بالأوصاف التى يوصف ما الحرائيون ؛ فاللحرائيون إذن كان يطلق علهم اسم الصابئة قبل أن 8 المأمون » لأن الصاحبين عاصرا.الرشيد » ومن قبله » كما يعلم كل من له مام بالتاريخ .

-. ولآن القعبة تذكر أن الأمون سألم أهم نصارى ؟ أهم برد ؟ أهم موس ؟ ولم نشر إلى أنه سأخم أهم صابئة مع أن الصابئين ذكروا يجوار المبود والنصارى وبعيد أن يغفل المأمؤن عن الصابئتن” » وهو المجادل الاضر البدسة » القوى العارضة » الذى قضى أكثر حياته فى نضال فكرى قوى .

وعلى ذلك فنحن ميل إلى أن الخرانيين كان يطلق علهم اسم الصابثة قبل المأمون بل قبل عجىء الإسلام » كما تبين من فحوى كلام ألى بكر الرازى ؛ وتميل مع ذلك إلى أنهم كانوا يقدسون الكواكب » ومنهم من أقتبس من النصر انية والبودية على ما علمت » كما اقتدس المانوية من المسيدحيةم على ما ذكرنا من أن دياناتهم كانت مزجا من النصرانية والزرادشتية .

بتى أن نتكم ف أمر قد أثاره بعض الباحثين وهو أهؤلاء الصابئون هم المذكوروئف القرآن الكريم أم صابئة القرآن غيره, ؟ ومن هم ؟

قد رأيت أن ابن النديم قد حكم بأن صابثة القرآن ليسوا هم الحرانيين » ولامن يقار بوهم . وبرجوعنا إلى كتب التفسير نجد المفسرين قل اخستلفوا فى حقيقتهم كاختلاف المؤرخين وعلماء الملل والنحل أيضاً .

فالراغب الأصفهانى فى مفردائه فى غريب القرآن يقول: الصابئون قوم

على دين نوح 6 وقيل:لكل خارج من دين إل دين صالىء .

وشيخ المفسرين ابن جربر يقول : قالوا :الذين عنى الله بهذا

2 00

الاسم قوم لا دين هم . . . عن نجاهد: الصابثون ليسوا مؤداً ولانصارى ولا دين للم + ثم يروئ عن عطاء أنه قال : الصابئون أهل دين من الأديان كانوا يمجزيرة الموضل7© يقولون:لا إله إلا الله ؛ ولم يؤمنوا برسول .

وفخر الدين الرازى يروى الاختلاف فى شأنهم فروى أن بعض المفسرين يقول إنهم طائفة من المجرسن والهود » وأن بعضهم يقرل إنهم بعبدون الملائكة . ثم مختار هو أنهم يعبدون الكواكف فيقول : ثالئبا وهو الأقرب أنهم قوم يعبدون الكواكب .

والحافظ ابن كشر يروى الأقوال السابقة ويزيد علها قول الدليل أنهم قوم بشبه دينهم دين النصارى » وقول القرطبى [نهم موحدون ويعتقدون تأثبر النجرم : وأنها فاعلة .

وهكذا تدور أقوال المفسرين الأقدمين حول هله الأقرال » والكثرة ترى أنهم بعبدون الكواكب أو أن لا أثرآ فأعلا فى الكون .

والمتأخرون من المفسرين لم مخرجوا عن ذلك النطاق » فالآلوسى يقول فى شأنهم : هم قوم مدار مذههم على التعصب للروحانيين ) وانخاذم وسائط ؛ ولمالم يتيسر لم التقرب إلها باعيانها والتلبى منها بذوائها » فزعت جماعة متهم إلى هياكلها » فصابئة الروم مفزعها السيارات » وصابئة المند مفزعها الثوابت» وحماعة نزلوا عن الطهياكل إلى الأشخاص الى لا تسمع ولا تيصر » فالفرقة الأولى هم عيدة الكوا كب » والثانية هم عبدة الأوثان وكل من هاتن الفرقتن أصناف شبّى » ممختلفون فى الاعتقادات والتعبدات .. وقيل هم قوم موحدون يعتقدون تأثير النجوم ء وقيل إنهم يقرون بالله تعالم »«ويقرءون الربور » ويعيدون الملائكة وقد أخذوا من كل دين شيا .

() عله يقصد السابئين الذين كانوا باليطائح » وقد علمت أنهم كانو! يتفقون مع الرائيين ' ف عبادة الكوا كب ء ويختلفون هلهم فى بمشى الشرائع . ١‏

2

والأستاذ الإمام الشبخ مد عبده يتردد بين كوهم فرقة من النصارى». وببن كونهم أهل دين آخمر » فيقول :

وأما الصابئون » فإن كانوا فرقة من النصارى كا يظهر من الرفاق بشما' فى كشر من التقاليد » كالمعمودية والاعر اف وتعظم يوم الأحد » فالأمر. طاهر »؛ وهو أن حككهم كحكلهم » وإن كان الخلط عندهم أكثر ». والبعد عن الأصل أشد ؛ حتى إنهم اعتقدوا تأثر الكراكب » وأحاطت نهم البدع من كل جانب ؛ على ألم أقرب إلى روح المسيحية من النصارى » فإن عندهم الرهد والتواضع اللذين بفيضانمن كل كلمة تور عن المسيح عليه السلام والنصارى هم أشد أثم الأرض عتواً وطمعا وإ افأفى حظوظ الدنيا . وبقال إن الصابثة ملة مستقلة يؤمنون بكثير من الأنبياء المعروفين » ولكن قد اختلط علهم كما اختلط على الحنفاء من العرب » إلا أن عندهم من التقاليد والأحكام مالم يكن عند العرب

مضطرب فسيح ؛ وبزدحم من الآراء » ييه العقل فى اختبار رأى. يطمئن إليه ويسكن عنده » ولكن مع ذلك نلمح من بين ثناياها » ومن خلال ذلك المعترك أن صابثة القرآن هم قوم بقدسون الكواكب أو يعبدوتما مع أخذ من النصرائية » وهذا هو القول الذى عليه الكبرة الغالبة » وهو الذى يتفق مع التحقيق التاريخى الذى أسلفناه .

والنتيجة من ذلك السياق » وهده المقدمات أن الصابئة قوم يعبدون. الكراكب أو يقدسونها » وقد خلطرا بذلك بعض المبادىء النصرانية وبعض. تقاليد النصارى » كما خلط مانى بالزراد شتية مبادىء نصرانية » وأن هؤلاء. هم الصابئة المذ كورووق القرآن الكريم والله أعلم بالصواب .

(م" - تاريخ ادل ):

ا #4

الحدل ببن أهل هذه الديانات :

رأيت البلاد العربية كانت مسرحاً لكشر من الدبانات » ومضطر يا فسيحاً للنحل الختلفة » وحيما اجتمع أهل دينين » فلابد أن الاحتكاك يشستد بينبما » يأخذ أحياناً صورة الحدل البياتى » وأحياناً أخرى يمتشق الخحسام » وتتقارع الأسنة بدل مقارعة الحجج . والتاريخ يروى أن البلاد العربية كان فا هذان النوعان من الاحتكاك . فذو نواس البودى كان يحاول نشر المودية ببن نصارى نجران بالسيف » بعد أن عجز عن استّالتهم بالحجة والرهان » والحرب كانت قائمة وشديدة بين القبائل الوثنية بالمدينة وبين البود » وقد حكى القرآن الكريم ذلك عنم .

وأما الئزال بالبيان » والجدل باللسان فقد كان كشراً . وإنا ذاكرون

لك طرفاً منه ؛ واصفين حاله » مبيئين شعيه وألواعه فنه :

الجدل بين النصارى واللشركين :

وكان ذلك بين القبائل العربية المشركة الى تجاور القبائل التصرائية » لأن النصارى كثيراً ما كانوا يدعون تلك القبائل إلى عقيدتهم » ويبشرون ما وينذرون بالبعث والنشور » وغير ذلك مما كان بعض العرب ينكره » وقد حكى القرآن الكرم عنبم ذاك ذقوله تعالى : ١‏ أئذا متنا وكنا تراباً أثنا للى خلق جديد ) .

بل كان القسيسون والرهبان يردون الأسواق العربية » ويعظون ويبشرون ويذ كرون البعث والجنة والنار ؛ ولعل خطبة قس بن ماعدة الى اشتبرت فى كتب الأدب من ذلك النوع . ولكن يظهر أن العقل العربى الفطرى لم يسنسغ عفيدة التثليث » ولا الإيمان برب مصلوب » لذلك تصدوا للرد على النصارى وإبطال دعاو هم ٠‏ وكانت المناقشة بين الفريقين التحام عقل ساذج قطرى »

5

لا يدرك تعقيداً » وعقل معقد يدعو إلى عقيدة ليس من السبل استساغتهاء » وقد روى ف التاريخ مناظرة تصور لك ذلك الالتحام تمام التصوير » وهاهى ذه ما حاطها من أحوال .

أراد الأساقفة أن ينصروا المنذر الثالث ملك الحيرة حوالى عام 17م

من الميلاد » وأن المنذر ليصغى إلهم إذ دخل عليه قائد من قواده » فأسر إليه بضع كلات » ول يكد ينتهبى منها حتى بدت على أسارير الملك أمارات الحرن العميق » فتقدم إأيه قسيس من القسيسين » يسأله عما أشجاه » فأنجابه الملك: يا له من خصسير سبىء » لقّد علمت أن رئيس الملائكة قد مات » فوا<سرتاه عليه » فقال السيس : هذا محال » وقد غشك من أخصرك + فإن الملائكة شمالدون ستحيل عاءهم الفناء » فأجابه الماك : أحىن ما تقوله؟ وتريد أن تقنعنى بأن الله ذائه عموت02) ,

انظر إلى تلك المناقشة التى تلمح فها قوة العقّل التى ترد أعمّد المسائل إلى أقرب البدهيات » ليدركها النظر السليم 2 وليفحم امحادل العنيد » وأل" تلمح سذاجة الفطرة القوية » قد التقت مع التفكير المعقد فحلت عقّدنه 4 وبينت له ما ينبغي أن يدركه الفكر القويم

ولكن يظهر أن النصارى كانوا يلحنون علهم بالحجة » عندما كانوا يعمدون إلى نحطم عقدة العرب فى عبادةٌ الأوثان وإنكار البعث وغيرها , وكانوا يدون عليهم بعلمهم وثقافتيم . وكلى أولئك مسائل تجعل لم الغلب. ف مقام الجدل أحياناً . ولأجل هذا وماسبقه من استقامة الفكر العربى كانت المنازلة الفكرية سجالا ؛ لا انتصار لأحد الفريقين على الآخر .

. جاء هذا ف كلام المستشرق دو زى ترجمة الآستاذ كامل كيلا‎ )١(

ل #4 عه

جدل البود مع المشركين :

تغلفل البود ف ابلاد العربية » واختلطرا بأهلها » وكانت بينهم منافسات ومناز عات » كالخال بين طائفتين من الناس » لم تتوحد مشاعرهماء

:ولم تجمعهما عادات ؛ والوحدة الجنسية بينهما قوية الأواصر والمنازع الدينية

ليست متحدة » وقد كان البود يحاولون نشر ديهم ف البلاد العر بية كلها » والعرب ينفرون من دعوتهم » لأنم وجدوا ف اليبود قوماً مغالين ى تقدير أنفسهم ؛ ومتزلتهم الدينية » حتى قالوا نحن أبناء الله وأحباؤه » ومن . كانت هذه حاله لا يجيب الناس داعيه » ولا يَعْشَوْنَ ناديه'» ولآن من البود من كانوا يستبيحون أموالم ؛ ولا يوفون بعهدهم » كما حكى القرآن الكريم عتبم؛ قال تعالى : « ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك » ومتهم ما إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك » إلا ما دمت عليه قائماً » ذلك بأنهم قالوا ليس علينا فى الآمين سبيل » .

فهم كانوا ينظرون إلى العرب كأنهم فى المزل المرن » والمكان الدون 4 فطبعى أنهم إذا دعوهم إلى دينهم لا يدعونهم بالحسنى والرفق » ولايحاولون اجتذاهم » .وأولئنك يحدون ف أخلاقهم ومعاملاتهم لم ما لا يرغهم ق المودية » لذلك كانت تكير الليادلات والملاحاة » وانخاصمات . وقد أشار القرآن الكريم إلى شىء من ذلك فى مثل قوله تعالى فى شأئيم : «ولما جاءهم كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به » .

وقد حكى أصحاب السير والمفسرون شيئاً من تلك المناقشات من ذلك ما جاء فى السبرة النبوية لابن هشام منسوباً إلى سلمة بن سلامة من أهل بدر قال : كان لنا جار من مبود فى بنى عبد الأشبل قال فخرج علينا يرما من ببنه حبّى وقف على بنى عبد الأشبل . قال سلمة وأنا يومئذ أحدث من فيه

لا لس

سنا على بردة لى » مضطجع فبا بفناء أهلى » فذكر القيامة والبعث والحساب والمزان والجنة والنار ؛ قال فقال ذلك لقوم أهل شرك » أسعاب أوئان » لا برون أن بعثاً كائن بعد الموت » فقالوا له وبحلك يا نلان » أو ترى هذا كائناً » إن الناس يبعئون بعد موتهم إلى دار فيبا جنة ونار » يجزون” قبا بأعماهم . قال نعم : والذى بمحلف به ويود أن له حظه من تللك النار أعظم تنوز فى النار يحمونه » ثم يدخلونه إياه فيطينونه عليه » بأن بنجو من تللك النار غداً ؛ فقَالوا ومحك يا فلان » ها آية ذلك ؟ قال نى مبعوث من نحو هذه البلاد » وأشار بيده إلى مكة والهن ؛ فقالوا : ومتى نراه ؟ قال فنظر إلى » وأنا من أحدتهم من » قال إن يستنفد هذا الغلام مره يدركه , ألا "ترى من هذا صورة وإن لم تكن كاملة لمناظرة » وضم فما عقيدة البعث .وناقشوه فا » ثم أنى لم بما رآه دليلا » وفيه تبشير بالنى عثج .

جدل المشركين مع الحنفاء :

علمت أنه كان من بين العرب من أنكر على المشركين عبادة الأوئان > فهجروها ؛ وممهم من دل النصرانية » ومنهم من دحل البودية » وممهم من بتى على عبادة الله وحده » ولم ير فى المسيحية والمودية فى عصره دينآً بطمان إليه قلبه » وتسكن إإيه نفسه » وسمى أولئك حنفاء(ا» وكانوا يقولون

)١(‏ وادعى بعض الفرئجة أن الحفاء هم مشركو العرب » وذلك تقول يالل ليس له أساس من الحقيقة » وقد شالفهم بعشن الفر ئمة » تشبد ملييم بعض أهلهم » وءن هَزْلاة دوزى “نهو يقول فى اعنفاء : كان الحئفاء رأى واحد في رففس السودية والسيحية مما » والاعثر اف بدين إبر أهيم . ٠.‏ . وكانت شريعة الحنماء سمحة رشيدة وأسيسة الحجة سملة الاتناع لمؤلاء العرب العمليين » صالحة لأن تكرن دين العرب قاطبة . ويقول الأمتاذ الإمام الشيخ محمد عبده فى الرد على الفريق الأول من الفر ية : قال بعض المشتغلين بالعر بية من الافر نح أن الحنفية .هى ماكان عليه العرب من الشرك » واحتجرا على ذلك بقول بعس النصارىق ز من الجاهلية : إن فملت هذا أكون حنيفا . وإنها لفلسفة جاءت من الجهل بالنة » وقد تأر يعض علماء 'الافرئج فى هذا ؛ فل يجد ما يحتج به إلا عبارة ذلك النصراف » وهو الآن يجمم كل ما نتل -

سا7 سد

أنهم آخذون بديانة إبراهم عليه السلام ٠‏ وكانت دعوتهم إخوالهم العرب لجر عبادة الأوئان حافزة للجميم على المناقشة » ولم ينظر العرب إل6م, نظرة عاطفة » بل اصطهدوه وأخرجوه من ديارهم ء لما وجدوهم مار بونهم نه ألفوه 0 و بجدوا لى حجة يردون ما علهم 3 وحمما وحددتث. قوماً آخذين بعقيدة راسخة » لا يستطيعون الدفاع عبا » ولا الإبراء علدها ؛ وأمايهم قوم ينقضوما ء فلا يقوون على الرد علهم ١‏ فاعم 3 العاجز ين سيعمدون إلى القوة حيث عجزوا عن الدليل ؛ وامحل مبم البرهان. وءن الخنفاء زيد بن عمرو بن نفيل » وإنا ذاكرون لك شيا من أمره » لتنصور كيف كان بناقش ق عقيدهم ؛ وكيف اضطهد فى عقيدته . قال فيه ابن هشام » بعد أن ذكر دخول من أنكروا عبادة الأوثان فى النصرانية والبودية : وأما زيد بن حمرو بن نفيل » فوقف فلم يدخل فى عبودية- » ولا نصرانية » وفارق دين قومه ء فاعتزل الأوثان والميتة والدم والذبائئج أت تذبح على الأأوثان »؛ ونبى عن قتل الموءودة وقال : أعيد رب إبراهم 3 وبادى قرمه بعيب ما هي عليه » قال ابن إماق » حدئى هشام بن عروة عن أبيه عن أمه أسماء بنت ألى بكر رفى الله عنبما قالت : لقد رأيت زيد بن حمرو ابن نفيل شبخاً كبيراً » مسنداً ظهره إلى الكعبة » وهو يقول : يا معشم قريش ٠»‏ والذى نفس زيد بن عمرو بيده » ما أصبح منكم أحد على دين أبر اهم غير ى ثم يقول : الهم ولأ أعلم أى الوجوه . أحب إليك عبدتك به ولكنى لا أعلم ؛ ثم يسسجد على راحته . وكانت زوجه صفية بنت الحضرى تناقشه وتنكر عليه عبادته . > عن العرب من هذه المادة لينظر كيف كانوا يستعمطونها . ولا دليل فى كلمة النصيرانى العربى عل أن الكلمة ندل لغة عل الشرك » وإنما مراده بكلمته الام من دين العرب بطلقا . وذاك أن بعف العرب كانوا يسمون أنقسهم المنغاء وينتسبون إلى إبراهيم ويزمون أمم عل دينه . وكان الئاس يسموثهم الحفاء أيضا . والسبب فى هذه التسمية أن سلفهم كانوا على ملة

إبراهم سقيقة .

اا## ا

ولما اعتزم الخروج من مكةالمكرمة استنكارا لعبادة أهلها الأوثان » منعه عمه الحطاب بن تفيل من اللدروج وعاتبه » وجعل زوجهصفيةهذمعيناً عليه ؛ تخره كلا أراد الحروج ولبيأ له » وقد استمر يناقشبم فبا ارتآه » ويدعوهم إليه حتى أغروا به سفهاءهم »ع وآذوه كراهة أن يفسدعلهم ديهم » وأن يتابعه أحد » فضاقت به الخال » وخعرج إلى المو صل والجزيرة ؛ طاباً لقرم يتدينون بدين إبراهم ؛ وهو حيما حل ناقش دن يلاقهم من أهل الديانات : حتى إنه شام البودية والنصرانية » فلم يرض شيئاً منبما » ولما توسط بلاد لم عائداً إلى مكة المكرمة داعياً.إلى عقيدته قتلوه » وقد قال فيه الننبى : إنه ببعث أمة واحدة ) .

ألا ترى من هذا صورة مصغرة لجدل » كان يقوم بين المشركين ؛ وأولئك الموحدين » وقد كان جدل قوم ؛ وصلوا بعتولم إلى الحق ؛ فوم من قوة النفس وقرة الفكر شطر كبير » مع قوم اتبعوا ما ألفوا » وم يريدرا أن يغروه » فبيئا ترى فى الأولين حركة فكر وقوة استدلال ؛ ترى ف هؤلاء حوداً وعكوفاً على فكرة بالية » وكسلا ذهنياً منعهم من التحليق فى

غير الحو الفكرى الذى عاشوا فيه وألفوه حقاً كان أو باطلا » وكذلك يكون دائما الجدل بين النشطاء ذوى الفكر المستقل العامل » والمقلدين ذو الفكر التايع الخامل » وسترى صورة لذلك النوع من الجدل » هى على أوضح مهاج له » وأبين شكل من أشكاله فها يل .

جرل و عصرالستحوة

جاء النى يكم بدين يخالف كل الأديان الثى كانت فى البلاد العربية ؛ فى عقائده » وعباداته » وشرائعه الاجماعية » وآدابه الخلقية » من بعد أن. كان يسود البلاد العربية عبادة الأوثان . جاءه, محمد ينه بعبادة إله واحد. هو الله الذى لا إله إلا هو الى القيوم » ولكل إنسان أن يدعو الله فيجيبه من غير وساطة « ادعونى أستجب لم ؛ وأن يفهم الديزسكتاب وسنة رسوله من غير توسيط أحد » فليس لأحد كائناً من كان سلطة على الناس فى. عقائدهم » وبذلك خخالف دين محمد الهود والنصارى ١‏ الأذين اتخذوا أحبارهم

ورهبامم أرباباً من دون الله » .

وقد آمن البى يلم وتابعوه ٠‏ كا أمرهم ذلك الدين الحنيض بالأنبياء السابقين » نفخالف بذلك البود والنصارى أيضاً الذين يريدون ألا يعترفوا بغيرالبردية أو النصرانية ديئً » ؛ وقالرا كونوا هوداً أو نصارى تبتدوا » قل. بل ملة إبراهم حنيفاً ؛ وماكان من المشركن ء قولوا آمنا بالله » وما أتزل إلينا ؛ وما أتزل إلى إبراههم وإسماعيل وإسعاق ويعقوب والأسباط » وما أو مومى وعيسى » وما أوى النييون من رمم » لا نفرق بين أحد معهم ؛ وحن له مسلمون » فإن آمنوا يمثل ما أمنتم به » فقد اهتدوا » وإن ثولوا: فإنما هى فى شقاق فسيكفيكهم الله » وهو السميع السلم » .

دعا ذلك الدين الجديد إلى الإيعان محياة أخخرى » فنبا محزى الإنسان. بالكمر خيراً » والشر شرا : « فمن يعمل مثال ذرة خيراً يره ؛ ومن يعمل,

2 1

عثقال ذرة شرا يره ؛ . وبذلك شالف ماكان عليه بعض المشركين من إنكار البععث والنشور فقد قالوا « ذلك رجع بعيك ع .

خالف ذلك الدين فى آدابه وشرائعه كثرا مماكان عليه المشركون قى الجاهلية » وحرم الدعوة إلى العصبية الجاهلية » فقال عليه الصلاة والسلام : « ليس منا من دعاإإعصبية » أو قاتل على عصبية » . وإن شئت أن تعرف خخلاصة ما جاء به ذلك الدين مالفا ما كان عليه العرب فى جاهليتهم » فاستمع إلى ما روى عن جعفر بن أى طالب » إذ قال مخاطباً النجائى ملك الحبشة :

كنا قوماً أهل جاهلية ؛ تعبد الأصنام ء وتأكل المينة » وتأنى الفواحش ونقطع الأرحام » ونسبىء الجحوار » ويأكل القوى منا الضعيف » فكنا على ذلك » حتى بعث الله إليئا رسولا منا نعرف نسسيه وصدقه وأمانته وعفافه » فدعانا إلى الله لنوحده » ونعبده » وتملع ماكنا نعيد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان » وأمرنا بيصدق الحديث ؛ وأداء الأمانة » وصلة الرحم ؛ وحسن الجوار » والكف عن الحارم والدماء ؛ ونبهانا عن الفواحش » وقول الزور » وأكل مال لبتم » وقذف المحصنة » وأمرنا أن نعبد الله وحده » لانشرك به شيئاً » وأمرنا بالصلاة والركاة والصيام » فصدقناه وآمنا به » فعدا علينا قومنا فعذبونا » وفتئونا عن ديننا » ردرنا إلى عبادة الأوثان من عباة الله تعالى » وأن نستحل ماكنا نستحل من الحبائث » فلما قهرونا وظلمونا » وضيقوا علينا » وحالوا بيننا وبين ديئنا خر جنا

جاء محمد يلم بكل ذلك » فخالف العرب قاطبة فى كل ماكانت عليه من عبادة » فكان طبيعياً أن تحدث دعوته هذه حركة فكرية جدلية واسعة النطاق » وأن تكون شاغلا للذهن العربى حقبة طويلة من الزمان » بل إن الإنسان لا يعدو الحقيقة إذا قال : إن النى يلتم بمجرد أن دورى صوته

0 0

الرهيب فى اللتزبرة العربية منادياً العرب عامة وقريشاً خاصة » قائلا : إن الرائد لا يكذب أهله »: والله لو كذبت الئاس ماكذبتكم ؛ ولو غرردته الناس ما غررتكم ؛ والله الذى لا إله إلا هو إلى لرسول الله البيكم خاصة وإلى الناس كافة » والله لموئن كما تنامون » ولتبعئن كما تستيقظون » ولتجزون بالإحسان إحساناً » وبالشر شرا وإنما للجنة أبدأ أو النار أبدا » وإنكم لأر ل.

ن أنذ, ر بن يدى عذاب شديد .

مجرد أن نادى اانى يِلِثْرٍ ذلك النداء »' صارت الجزيرة كلها تتحدث. ف ثأنه » وتتجادل فى أمره ) بن حائر مضطرب بين قديم قد ألفه » وجديد قد عرفه ؛ ومنكر ملاح » لآنه رأي فى الجديد ما يناقفن غايائه ومآرب»وميال إلى ما قال الرسول يله » لأأنه رأى فيه وضح الحق المببن » بل إن الجدل فى شأن النى يِل نجاوز فى عصره ربوع البلاد العربية إلى الروم والفرس والحبشة » كما رأيت من كلام جعفر بن أنى طالب السابق للنجاشى » وكا سلبين فى مناقشة هرقل لأنى سفيان :

ولأجل أن تحصر الجمدل ق عصر النى ك2 نقول : إن الحدل ق عصره عليه العصلاة والسلام » كان من نواح ثلاث :

(1) جدل النى يلت مع المشركين .

(ب) وجدله عليه الصلاة والسلام مع البود والنصارى .

) وجدل العرب والروم والحبشة مع بعض القرشيين .

جدل البى عليه الصلاة والسلام مع المشركين :

دعا النى عليه الصلاة والسلام إلى ربه بالحستى: » وببن فم عقيدة الإسلام

باتى هى أحسن . يقول ابن جرير الطبرى فى تاريحه : صدع رسول الله لَه بأمر الله » ونادى قومه بالإسلام » فلما فعل ذلك لم يبعد منه قومه »+

وم بردوا عليه بعض الرد فيا بلغنى حتى ذكر آلنهم » وعاما + فلما فعل

سد "0 الل

ذلك ناكروه » وأحمعوا على خخلافه وعداوته إلامن عصم الله منهم بالإسللام وهم قليل مستخفون . ويفهم من هذا أن المشركين عندما ناداهم رسول الله ل بالدعوة أعرضوا ونفروا » ولكن لم يظهروا له عداوة » ويظهر أن البى مر لاحظ ذلك الأعراض » نأراد أن يحلسم إلى مناقشته ٠‏ والمناقشة ببن الأكفاء مك الصواب »2 ومخبار الحقيقة » فذكر الهم ؛ وبين بطلان عبادتها » فأقبلوا مجادلين » ولكن الجدل باللسان أعجزهم » وهم القوم الخصموت ؛ فعمدوا إلى الاستبزاء والسخربة » وأغروا السفهاء به َل 9 التقل الأمر من دل ومقارعة بالحجة إلى أضطهاد ومقاطعة للنبى عليهالصلاة والسلام » مما تعلم أمره فى السيرة النبوية .

وهنا نذكر لك شيئاً من . جدلم له عايه الصلاة والسلام يصور لك حالغ ؤيبئن مام .

جاء فى سيرة ابن هشاع أن المشركين عندما قساقوا بالنى عليه الصلاة والسلام وذهيت معه كل حيلة لم ؛ وبعثوا إليه ليكلموه ويخاصموه » فجاء إلهم عليه الصلاة و السلام فقالوا له : يا محمد إنا قد بعثنا إليك لتكلمك ع وإنا والله ما نعلى رجلا من العرب أدخخل على قومه مثل ما أدخلت على قرمك ؛ لقد شتست الآباء » وعبت الدين » وشتمت الآطة » وسفهت الأحلام » وفرقت المباعة » لما بتى أمر قبيح إلا جته فيا بيننا وبينك » فإن كنت إبما جعت بهذا الحديث تطلب به مالا حمعنا لك من أموالنا حتى تكرن أكير نا مالا » وإن كنت إنما تطلب الشرف فيئا » فنحن نسودك علينا » وإن كنت تريد به ملكأ ملكناك علينا » وإن كان هذا الذى يأتيك رئياً تراه قد غلب عليك بذلنا لك أموالنا فى طلب الطب لك حتى ذرئك منه » أو نعذر فيك .

فقال لهم رسول الله 2 : مالى ماتقرلون » مأجثت عا جنتك به

أطلب أموالكم ٠‏ ولالشرف فيك ولا للك عليك ظ كن

سد ع اسم

فبلتكم رسالات ولى ؛ ونصحت لكم » فإن تقبلوا منى ما جنتكم به فهو حظكم فى الدنيا والآخحرة » وإن تردوه على أصير لأمر الله » حتى يحكم اللد

قالوا؛يا محمد 6 فإن كنت غير قابل منا شيئاً ثما عرضنا عليلك » فإنلك , .قد علمت أنه ئيس من الناس أحد أضيق بلدا » ولا أقل ماء » ولا أشد عيش منا فسل لنا ربلث الذى بعثئك يما بعثئك به فليسر عنا هذه الحبال التى قد ضيقت علينا » وليبسط_لنا بلادنا » وليفجر لا فبا أنمارا كأنهار الشام والعراق ء وليبعث لنا من مفبى من آبائنا » وليكن فيمن يبعث لنا مهم قمى بن كلاب » ذإنه كان شيخ صدق » فبألم عما تقول أحق هو أم ياطل ؟' فإن صدقرك صدقتاك » وعرفنا به منزلتك من الله » وأنه بعثك رسو لة كا تقول . _ 1

لخ سارات اك وسلاه عليه : ايلا يلت ايك + عا جنم من الله ما بعثتى يه » وقد بلنتكم ما أرسلت به إل يكم ؛ فإن تقبلوه فهو حظكم فى الدنيا والآخرة»وإن تردوه علمّ أصير لآ مر التمال ؛ حت بكر لله بينى ويشكم .

قالوا: فإذا لم تفعل ؛ فسل ربك أن يبعث معك ملكا يصدقك مما : تقول > وبراجعنا عنك ؛ وسله فليجعل لك جناناً وقصورآ ٠‏ وكنوزاً من ذهب وفضة ؛ يعينك بها مما ئراك تبتغى ؛ فإنك تقوم فى الأسواق كيا نقوم ؛ وتلتمس المعاش يا نلمسه» حتى نعرف فضلك ومئزلتك عند ربك » إن. كنت رسولاكا تزعم .

فقال لهم رسول الله يلاما أنا بفاعل » وما أنا بالذى يسأل ربه هذاء ما بعنت إلبكم مبذا ؛ ولكن الله بعتتى بشيراً ونذيراً ٠‏ فإن تقبلوا

50 امم

ما جنتكم به فهو حظكم فى الدنيا والآخرة.وإن تردوه عل أصر حتى يكم الله بينى وبينكم . قالوا:فأسقط علينا كسفاً من السماء كرا زعمت أن ربك لوشاء- فعل » فإنا لانؤمن لك إلا أن تفعل . فقال رسول الله يَِِيَه: ذلك إلى الله.. إن شاء أن يفعله بكم فعل .

٠‏ قالوا يا محمد أفا علم ربك أنا سنجلس معك » وتسألك.عما سألناك. عنه » ونطلب منك ما نطلب » فيتقدم إليك فيعلمك ماتراجعنا به ) ويخرك ما هو صانع ف ذلك منا إذا لم ثقبل منك ما جئتنا به » إنه قد بلغنا أنك إنما يعلمك هذا رجل باليامة » يقال له الرحمن ؛ وإنا والله لا نزمن بالرحمن أبداً » فقد أعذرنا إليك يا محمد » وإنا والله لا نتركك وما بلغت . منا » حتى نبلكك ء أو تبلكنا .

هذا ما ذكره ابن هشام » وقد رأينا فى القرآن الكرم "رد على كل ما قالوه ؛ وقد كان يتلوه بن ظهر انهم صباح مساء . وبعلمهم أنه آية نبوئه) ومعجزة رسالته » وقد حكى الله تعالى مطالهم والرد علبا فى سورة الإسراء إذ قال تعال تكلاته : « وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاء أو تكون لك جنة من أخيل وعنب » فتفجر الأنبار خلاها تفجر » أو تسقط السماء كا زعمت علينا كسفاً » أو تأت بالله والملائكة قبيلا » أو يكون لك بيت من زخخرف ء أو ترق ف المماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتاباً نقرؤه » قل سبحان رلى » هل كنت إلا بشراً رسولا . قل لو كان. فى الأرض ملائكة بمشون مطمئنين » لأزلنا علمهم من السماء ملكا رسولا » قل كنى بالله شهيدا بينى وبيك, إنه كان بعباده خبيراً يصيرا ؛ .

وقد بين سبحانه قبل ذلك الحجة القائمة علهم » والآية الراضمحة » وهى. القرآن الكرم فقال تعالتكلماته : ٠‏ قل لين اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا عمثل هذا القرآن لا يأنون بمثله » ولوكان بعضبم لبعض ظهيرا ».ورد الله تبارك وتعالى علهم إنكار كون البشر رصولا » وزعمهم أنه لابد أن بكون ملكا

45 سا

.بقوله تعالى فى سورة الأنعام : « وقالوا لولا أنزل عليه ملك » ولو أنزلتا ملكا لتفى الأمر ؛ ثم لا ينظرون » ولو جعلناه ملكا لحعلناه :رجلا . وللبسنا عيبم ما يلبسون ؛ .

وترى من هذا أنهم ينساقون وراء مطالب لا يقصدون بها إلا تعجيز النبى يَلِبّوٍ » والنى يله برد الحجج بالقرآن الكريم ؛ ويبين لم أنه الحجة القائمة علهم : فإن أنوا بمثله بطل كل دعوى يدعبا ؛ وإذا لم يأتوا وعجروا .وجب أن يسلموا بكل ما يدعى .

كان النى يلم يرد علمم بالقرآن الكريم ؛ ويتلوه على مسامعهم » «فير ون فيه رداً قاطعاً » ومعلماً قائماً » يثبت عجزهم » فقالوا كا حكى الله علبم فى قوله تعالى : «وقال الذبين كفروا لا تسمعوا هذا القرآن » والغوا فيه لعلكم تخلبرن ١‏ . ولكن القرآن الكريم كان يجذسم إليه » ويجحدون ى أنفسبم شوقاً ملحا إلى سماعه .

ولما أمملت مهم كل الحجج ٠‏ ذهبوا إلى الهود يستشر وهم ى شأن الى يلقم » ويسألونهم علماً بالكتاب » لكى يستطيعوا الرد على البى عليه .الصلاة والسلام » فقالوا لم : سلوه عن ثلاث تأمركم من » فإن أخيركم مبن فهر نبى مرسل ء وإن لم يفعل فالرجل متقول قَرَوَا فيه رأيكي . سلوه عن فتية ذهبوا فى الدهر الأول : ماكان أمرهم ؟ فإنه قد كان لم حديث عجيب ؛ وسلوه عن رجل طواف قد بلغمشارق الأرض ومغارما : ماكان نبؤه ؟ وسلوه عن الروح ماهى ؟ فسأل المشركون النى يلك عن هذه المسائل فانتظر عليه الصلاة والسلام حتى نرلت سورة الكهف مشتملة على الأجوبة فكان الثلائة هم أصعاب الكهف » والطواف هو ذو القرئين ؛ والروح كان اللجواب عنها فى سورة الإسراء : « ويسألونك عن الروح ؛ :قل الروح من أمر رنى 4 وما أوتيتم من العلم إلا قليلا » :

من هذا كله ترى صورة لحدل المشركين مع الى يللم ؛ هم معاندون

ل 9# لم

مكابرون » ولذلك وقفوا موقف المعاند الذى يجادل ليعجز لا ليطلب الحق. والصراب » كان همهم فى جدلم أن يقدموا مطالبء لا حدود لا وكل ما تجود. به مخيلئهع يقدمونه مطلباً » ويتخذون من عدم إجابته حجة بير هنون ما » ودليلة مموها يقدمونه » والنى ينه يرد علبم ؛ ويتلو القرآن الكرم وفيه إبطال 'مومبهم » وهو الحجة القائمة علبم الى لا يستطيعرن لها رداً » وكلا شعروا بقوتها » وشدة وطأتبا على باطلهم » وغزوها للفوسبم » وهم المعاندون | المكابرون اندفعوا فى أقوال واهية » الغرض يدفع إلبا » والحقد يوسوس نفوسهم با ؛ واستمع لما يقوله أبو جهل كبير سفهائهيم ؛ وزعم الشر فهم : تنازعنا تحن وبنو عبد مناف الشرف » أطعموا فأطعمتا » وحملوا فحملنا » وأعطوا نأعطينا » حتى إِذا محاذينا على الركب ٠»‏ وكنا كفرس رهان ٠»‏ قالوا:منا نى يأتيه الوحى من السماء قتى ندرك مثل هذا ء والله لا- نؤمن به أبداً ولا نصدقه ,

وقد اعتصم النى هَل » فى جدله معهم بصفات جعلته المثل الكامل للبشر .

فقد اعتصم بالولم والصير على الأذى » وخفض الجناح والرفق وحسن المعاملة وكا نإذا اشتد أذاهم ؛ وانغمروا فى الشر إلى لخاهم ؛ قال مقالة الصابر المطميكن : ١‏ اللهم اغفر لقوى فإنهم لا يعلمون » وكان إخلاصه 0 ظ لما يدعو إليه داعياً لأن يمعل الكشرين من ذوى القلوب النعرة ينساقون لسماع قوله » وإذا سمعوا القرآن فقت قلوجم بالإمات » فمن كتبه الله . من السابقين سارع ؛ ومن لم شدر له الله ذلك » سلط عليه من شياطبتهم من . يوسوس إليه » فيفسد عليه ما اطمأن به قلبه » وعمرت به نفسه ؛ كاكان. شأن عتبة بن ربيعة وغيرهم . وقد كان ملم مع الصفات السابقة التى كانت تجعل كلامه ينساغ ى النفوس قوى الشخصية » ذا مهابة روحية . جاء فى تاريخ الطرى عن عمرو.

7 5 'ابن العاص : اجتمع أشرافهم يوماً فى الحجر » فذكروا رسول الله يلتم فقالوا ما رأينا مثل ما صير نا عليه من هذا الرجل قط » سه أحلامنا » وشتم آباءنا » وعاب ديئنا » وفرق حماعتنا » وسب آلتنا » لقد صيرنا منه على أمر عظم ؛ فبيها هم كذلكءإذ طلع رسول الله صلى الله عليه وسلم » فأقبل بعشى حت اسئل الركن » ثم مر مهم طائفا بالبيت فلما مر مهم غمزوه ببعض القرل » فعرفت ذلك فى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مضى ء «فلما مر بم الثانية غمزوه مثلها » فعرفت ذلك فى وجهه » ثم مضى ثم مر سم الثالئة » فغمزوه بمثلها » فوقل فقال : أتسمعون يا معشر قريش» أما والذى نفس محمد بيده » لقد جنتكم بالذبح.قال: فأحذت القوم كلمته حتى ما مهم رجل إلاكأتما على رأسه طائر واقع » وحتى أن أشدهى فيه مقالة قبل ليرفؤه بأحسن ما مجد من القول حتى أنه ليقول : انصرف يا أبا القاسم راشدا » ذوالله ما كنت جهولا . فاائبى صلى الله عليه وسلم مع صيره على الأذى ع وحلمه وخفض جناحة ماكان فى نظرهم المهين »© الصغير الشأن ؛ الفسئيل الأمر .

| جدل النى صلى الله عليه وسام مع اليهود والنصارى :

لم يذدكر كتّاب السير شيثاً من الاحتكاك الذى وقع بن النبى صلى التدعليه .وسلم وبين البود وهو بمكة المكرمة حى هاجر إلى المدينة المنورة فالتقى ممم إذ كانوا مسآكنين للمسلين وجيرانا لهم وطبيعى أن يدعوهم البى صلى الله عليه وسلم إلى دينه » لعموم رسالته ووجوب تبليغ دعوته » وكان الظاهر أن مجيبوه أدعوته عليه الصلاة والسلام لأنبم كانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا بنبى قد جاء زمانه.وقد حكى الله عنهم ذلك فى مثل قوله تعالى : « وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءه, ما عرفوا كفروأ يبه ؛ فلعنة الله على الكافرين ).

3

الناس على ما[ تاهم الله من فضله ولأنهم رأوا فى أنصار النبى صلى الله عليه وسلم أقواما من خصومهم فى الجاهلية » فأسروا العداوة » ونايذوه الشر » ولآن البود لايعير فون بنى من غير بى إسرائيل » بل كانوا يعدون ظهور رجل من غير بى إسرائيل يدعو إلى توحيد الإله 6 وتمجيد إبراهم ومرسى » وسائر النبيين أمرا غريبا فى البشر » ولعل ذلك هو الذى دفعهم لآن يقولوا نحن أبئاء الله وأحباؤه 2 وكان هو المحرك لغرورهم الذى دفعهم إل الإنكار والمكابرة والمهاترة » ولذلك اندفعوا لمجادلة النى صى الله عليه وسم »؛ وسائر المسلمين وناتشوهم مناقشات دينية أخذت أولا دورا ديا هادئا » ثم أخذت من جانهم سا واستبزاء وخيانة حتى اضطر الى صل الله عليةوسم إل إجلاء بعضهم » ومخاربة الآخرين » وى دور امحادلة كانت المحادلة واسعة والنطاق غير محدود » لآن النى يليم كان مخاطب أقراماً بقرون بكتاب ويؤمنوث برسول » فالنى كان يلزمهم بما جاء فى كتمهم وينعى عامهم مخالفتهم لما جاءت به رسلهم » وه, كانوا لعلمهم بالكتاب يوجهون أسئلة فبا شىء من الدقة والمعرفة وإن كانوا ضالن . وقد أمر الله نبيه أن يجادهم برفق وحسن موعظة » فقال تعالى : « ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن » وقال تعالى : « وجادلم بالتى هى أحسن » . وقد كان النى علي ينكر فى جدله معهم :

محريفهم التورأة واختلافهم فباءويكفى ذلك الاختلاف وطعن كل فريق فيا عند الآخرين»يكفى ذلك دليلا على الشك فى حقيقة ما بأيدمهم . قال تعالى : ٠‏ فويل للذين يكتبون الكتاب بأيدمم ثم بقولون هذا من عند الله ليبشتروابه نمآ قليلا » فويل لم مما كنبت أيدهم » وويل لهم مما يكسبرن 4 .

؛ تاريخ الجدل )

سم 8 © ليده

وأنكر مهم التى يللم عخالفنيم للأحكام الى أتى مبا الأنبياء ٠‏ وهج رهم لشرائعها وتحاولمم الأخذ بغيرها إن وجدوا فيه مايخالن مأرهم » ورغباتمم الدئيوية » ويتفق مع أكلهم الرشوة الى كانوا يقبلوتها من «الكبراء ليغبروا بها تحكم الله . قال تعالى فى شأنهم عند ما حكوه ى شأن الرانى رجاء أن يحكم عليه الصلاة والسلام بغير الرجم ليوافق هواهم: : وكيف يحكمو نك وعندهم التوراة فنا حكم الله » ثم يتولون من بعد ذلك » وما أولئك بالمؤمنين . إنا أنزلنا التوراة فبها هدى ونور يحكم ما النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله » وكانوا عليه شبداء ).

3

- وأنكر منهم النى يلت أنهم كانوا لا بتلقون تعالم دينهم من كته » بل من الأحبار . وأولئك يعبئون بأفكارهم ؛ ولا يعلمونهم حقبقة كتبم » وقد قال الله فم وق النصارى : « اتخذوا أحبارهم ورهباجم أرباباً من

دون الله ».

ونعى عليه الصلاة و السلام؛ أنهم متعصبون » أشداء فى تعصهم إلى درجة أنهم كانوا يتواصون بعدم الإيمان لأحد من غير جنسبم ولو دخل الإعان قلوهم : وغزت الحقيقة نفوسهم » وقد قال تعالى حاكياً قول بعضهم « ولا تؤمنوا إلا للن تبع دبنكم ؛ قل إن المدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيم أو محاجوكر عند ربكم قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء » و الله واسع علم يختص برحمته من يشاء » والله ذو الفضل العظم »

- ونعى علهم النى يَِكنَمْ أكلهم أموال الناس بالباطل وأكلهم الرربا » وقد لبوا عنه ؛ واستحلال بعضهم أموال العرب زاعين أنهم أميون ؛ وليس للم سبيل على أهل العم والفكر والثقافة » قال تعالى فى شأنهم ١‏ ومهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا مادمت عليه قائماً ذلك

ا

بأنهم قالوا ليس علينا فى الأمين سبيل » ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون » ٠‏

وأنكر مهم النى يِل حر صبم الشديد على الدنيا وتمسكهم بملاذها وشبواتها » وليس ذلك بشأن الأقوام المتدينين الذين يقدسون الدين » ويعبدون الله راجين ما عنده ٠.‏

وقد كانت المناقشة تدذعهم إلى كثير من المهاترات » فكان النبى عليه الصلاة و السلام يأخذها علوم » من مثل ادعانهم أن جريل عدوهم كا بأخل غيرها من مثل ادعاتهم أن اله فقير وهم أغنياء .

هذا بعض قليل مما كان ينكره ممم عليه الصلاة و السلام » ويدلل به حجة علبهم » ودليلا على بطلان ما هم عليه » وما هم متمسكون به .

وقد كانوا هم فى مجادلاتم يدعون أن إبر اهم عليه السلام كان على ديانتهم وقد رد الله علهم تلك الدعوى فى قوله تعالت كلاته : ١‏ ما كان إبراهم مبودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً » وماكان من المشركين » .

وقد احتجوا على النى ملل بوجود النسخ فى الشريعة الإسلامية ؛ وأنكروا نسخ المعجزات والآيات » فرد الله علهم ذلك بقوله تعالى : ما ننسخ من آية » أو ننسها » نأت مخير مها أو مثلها » ألم تعلم أن الله على كل شىء قدير » .

وكانوا يطلبون آية أخرى تدل على رسالة النى يِل » غر القرآن » ويدعون أن تلك الآية عهد من الله إلبم ألا يؤزمنوا بغسيرها ؛ وقد قال تعالى حا كيا عنبم : ١‏ الذين قالوا إن الله عهد إلينا » ألا نؤمن لرسول »

حنى يأتينا بقربان تأ كله النار» قل قد جاءكم رسل من قبلى بالبينات وبالذى قلم ع فم قتلت.ه.هم إن كنم صادتين ؛. وطلبوا من النى يله أن ينؤزل

ل شه سم

علبم كتابا من السماء يقردونه » وقد قال تعالى حكاية عنهم : ٠‏ يسألك أهل الكتاب أن تتزل علهم كتابا من السماء » ققد سألوا موسى أكير من ذلك » فقالوا أرنا الله جهرة » فأخذتهم الصاعقة بظلمهم /.

وترى من هذا أن جدلم مع النتى ملق كان كجدل أسلائهم مع مومى عليه السلام ؛ جدل المتعنتين الذين لا يطلبون رشادا ء ولا بغر سدادا» ولا يريدوث حقا بنصرونه ‏ بل باطلا يلوون ألستهم به » والتى يأخدهم برفق وعطف وأناة حينا » وحزم ينا » وقد أمره الله تعالل » أن يطلب إلبم أن يتمئرا الموت إن كانوا حمًا صادقن فى تكذيبم فى دعواه ؛ فما تمنوا لأنهم يعرفون بيهم وبين أنفسهم صدق ما يدعى عليه الصلاة والسلام .

وكانوا مجادلون غير ذلك فى أمور كثيرة » وقد آن لنا أن محكى للك بض مناظراتهم للنى يلم » لتعرف منبها أن النى يك كان يعاملهم برفق فيستحلفهم بأنبيائهم » ويلز مهم مهم » جاء فى السيرة النبوية لابن هشام : أن نفراً من أحبار مبرد » جاءوا رسول الله يلم ؛ فقالوا : يا محمد ء أخيرنا عن أرسع نسألك عبن » فإن فعلت ذلك اتبعناك » وصدقتاك » وآمنا بلك فقال لهم رسول الله َم : عليكم بذلك عهد الله وميثاقه » لن أنا أخبرتكم بذلك لتصدقتى . قالوا : نعم . قال : فاسألوا عما بدا لكم . قالوا : فأخيرنا كيف يشبه الولد أمه. » وإْما النطفة من الرجل ؟ فقمال لهم رصول الله يلت : أنشدكم بالله وبأيامه عند ببى إسرائيل » هل تعلمون أن نطفة الرجل ببضاء غليظة » ونطفة المرأة صفراء رقيقة » فأيها غلبت صاحبها كان لا الشبه » قالوا : اللهم نعم . قالوا فأخيرنا كيف نومك ؟ فقال : أنشدكي بالله وبأيامه عند بثى إسرائيل » هل تعلمون أن نوم الذى ترعمون ألى لست به » تنام عينه وقلبه يقظان ؟ فقالوا : اللهم نعم . قال : فكذلك نوى ؛ تنام عينى » وقلبى يقظان . قالوا: فأخيرنا عما حرم إسرائيل على نفسه ؟ قال : أنشدكم بالله ؛ وبأيامه عند ببى إسرائيل » هل تعلمون

هعس

أنه كان أحب الطعام والشراب إليه ألبان الإيل ولحومها ؛ وأنه اشتكى شكوى فعافاه الله منْها » فحرم على نفسه أحب الطعام والشراب إليه شكرا لله . قالوا : اللهم نعم . قالوا : فأخبرنا عن الروح . قال : أنشدكي بالله» وبأيامه عند بنى إسرائيل هل تعلمونه جيريل » وهو الذى بأتينى . قالوا : للهم نعم » ولكنه يا محمد لنا عدو » وهو ملك إنما يأى بالشدة » ويسفك الدماء » ولولا ذلك لاتبعناك » فأنزل الله عز وجل فيهم : ١‏ قل من كان عدوا لجبريل » فإنه نزله على قلبك بإذن الله » مصدقا لما بين يديه » وهدى وبشرى للمؤمنين» إل قوله تعالى « أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق مم 6 .

وترى من هذه المناظرة كيف كان النبى مَل رفيقا بم » عطوفا علييم يقسم عليهم بأحب أيامهم إليهم » ليستدنهم إليه ؛ وى الوقت نفسه يازمهم مما عندهم » فيازمهم مما يقرون » وهكفا يكون انجادل الآريب » فكيف | إذا كان المجادل رسولا من رب العالمين ؟

هذا جدل النى يله مع البرد » وقد كان كثيرا ء لأن الاحتكاك كان كثراً بسبب الجوار .

وأما جدله عليه الصلاة والسلام مع النصارى نقد كان قليلا » لبعدم عنه يليه » وعدم اختلاطهم بالمسلمين إلا قليلا .

وكان النى يي فى جدله معهم .باجمهم فى عقيدة الثليث * وببين كفرهم با كما قال تعالى : « لقّد كفر الذين قالوا إن الس ثالث ثلاثة , . وينكر علهم ادعاءضم أن عيسى وأمه إلمان من دون الله » وينكر علهم أن الله هو المسيسح ؛ وينكر عليهم عبادة الصليب ؛ وأكلهم اللحتزير ؛ وأدعاءض أن لله ولداً . وم يكونوا ينقدمون باعئراضات كشرة على المبادىء الاسلامية. لشعورهم بأمها تثبت على المناقشة والاستدلال » وممن جادهم النى يلثم نصارى تجران بالمديئة المنورة .

ااه سد

وكتب السيرة تبين أنبم أوفدوا وفدا إلى النى سلِثَّرِ » وهد بمكة المكرمة » إذ بلغهم خبره من مهاجرى الحبشة » فسارعوا ١‏ بالقدوم عله ؛ حنى بروا صفاته » مع ما ذكر مثا فى كتوم * فقرأ سيم القرآ ن الكرم ؛ تآمنوا كلهم فمّال لهم أبى جهل : : ها رأينا ركبا أحق منكم » أرساكم تددم تعلمون خمر هذا الرجل » فصبأتم » فقالوا:سلام عليكم » لاتجاهلك كم ؛ لكم ما أنم عليه ولنا ما اير نا » فأنزل ق ذلك قوله تعالى ٠:‏ والنين !تنام . الكتاب من قبله ه, به يؤمنون * وإذا يتلى عليهم ؛ قالوا آمنا به إنه اق من ربنا » إنا كنا من قبله مسلمين وأو لك يؤتون أجر هم مرتين بما صيروا ؛ ويدرءون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون * وإذا سعوا اللغو ' أعر ضوا عنه » وقالوا لنا أعمالنا ولكم أ عمالكم » سلام عليكم لا نبتغى الجاهللن » . وأوندا له عليه الصلاة والسلام وهو بالمدينة المنورة وفداً » يتألف من ستين رجلا ء وقد أهدوا إلى النى ينه هدية » بسطا ومسوحا » فقبل البوحء ورد البسطاء ودعاهم إل لى الإسلام » فأبوا » وقالوا: كنا مسلمين . فقال عليه الصلاة والسلام يمنعكم من الإسلام ثلاث : عبادتكم الصليب ؛ وأكلكر لم اللدازير » وزعمكم أن لله ولد . قالرا :فمن مثل عيسى خلق من غير أب » فأنزل فى ذلك قوله تعالى : و إن مثل عيسى عند الله ؛ كثل آدم خلقه من تراب » ثم قال له كن فيكو ن.الليق من ربلك فلا تكن من المسربن » وليظهر الله ألهم فى شك من أمرهم أنزل قوله تعالى : ٠‏ حاجك فيه من بعد ماجاءك من العلم . . . . إل . فدعاه عليه الصلاة والسلام إلى المباهلة » فرفضوا » وقبلوا الجزية » وقد جاء فى البخارى : عن زفر بن الخذيفة قال : جاء العاقب والسيد صاحيبا جران إلى رسول الله عَلبَهٍ يريدان أن يلاعئاه » قال : فقال أحدهما لصاحبه : لا تفعل » فوالله كان نيا » فلاعنا » لا تفلم نحن ولا عقبنا من بعدنا . قالا : إنا نعطيك ما سألتنا » وابعث معنا رجلا أميئاً » ولا تبعث معنا إلا أميناً » فقال: لأ بعين مدكم رجلا أبن حق أبن » فاسنشرف له أصماب رسو الله سلثر » فقال : قم يا عيدة بن الخراح ء فلما قام قال وسول اله َه : هنا أمين هاده الآ

8

د 88 لم

تحدث الملرك فق شأن النى يلم : شغلت دعوة النى مِلِتَمٍ » البلاد العربية كا بينا.يل إنبا نجاوزت هذه ابلاد » وأخذ ينحدث بشأنها قيصر فى بلاده » وكسرى مع طاغوته .

وإنا ذاكرون لك حديث قيصر الروم مع أنى سفيان » فقد أخد شكلن تحاورة ء ومناقشة » وهاهو ذا الحديث » كيا جاء فى البخارى فى كتاب بدء الوحى : عن عبد الله بن عباس أن أبا سفيان بن حرب ء أخيره أن:هرقل أرسل إليه فى ركب من قريش » وكانوا نجاراً بالشام » فى اللدة الى كان رسول يليو » ماد فها أبا سفيان وقريشاً » فأتوه » وهو بأيلياء » فدعاهم : فى مجلسه ؛ وحوله عظماء الروم » ثم دعاهي ودعا ترحمانه » فقال : أيكم أقرب نسب ذا الرجل الذى يزعم أنه نبى ؟ نقال أبو سفيآن : قلت أنا أقر هم نسبآً . قال : أدنوه منى ء وقربوا أصحابه ؛ فاجعلره, عند ظهره » ثم قال لترحانه » قل لم : إفى سائل هذا عن هذا الرجل : فإن كذببى فكذبوه . قال : فوالله لولا الحياء من أن يأثروا على كذباً » لكذبت عليه ثم كان من أول ماسألنى عنه » أن قال : كيف نسبه فيكم ؟ قلت : هو فينا ذو تسب . قال : فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله . قلت : لا . قال : فهل كان'من آبائه من ملك ؟ قلت : لا . قال : فأشراف الناس يتبعرنه أم ضعفاؤهم ؟ قلك : بل ضعفاؤهم . قال : أيزيدون أم ينقصون؟ قلت : بل يزيدون . قال : فهل يرئد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخعل فيه ؟ قلت : لا . قال : فهل كنتم تتبمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟ قلت : لا . قال : فهل يغدر ؟ قلت : لا. ونحن منه فى مدة لا ندرى ماهو فاعل فبا : قال : ول يمكن كلمة أدخل فبا شيئاً غير هذه الكلمة . قال:فهل قاتلتموه قلت : نع, . قال : فكيف كان قتالكم ؟ قلت : الحرب بيننا وبينه سجال » ينال منا ونئال منه . قال : ماذا يأمركم قلت :

يقول اعبدوا الله وحده » ولا تشركوا! به شيئاً » واتركوا ما بقرل

ةد آباؤكي » ويأمرنا بالصلاة » والصدق ء والعفاف » والصلة ذتمال للآر حمان : قل له سألتك عن نسبه » فذكرت أنه فيكم ذو نسب ء فكذلك الرسل 0 تبعث فى نسب قومها » وسألتك هل قال أحد منكم هذا القرل »> ذذكرت أن لا . فقلت : لو كان أحد قال هذا القول قبله » لقلت رججل يتأنى. بقول قيل قبله . وسألتك هل كان من آبائه من ملك » فذكردتك أن لاع قلت فلو كان من آبائه من ملا قات رجل يطلب .ملك أبيه . وسألتك : هل كنم تتبمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال فذكرت أن لا » فقد عرفت أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس » ويكذب على الله . وسألتك:أشراف الناس أتبعره أم ضعفاؤٌش. فل 5 رت أن ضعناءهم اتبعره وه , أتباع الرسل + وسألنك أيزيدون أم نتتصون . فذكرت أنهم يريدون » وكذلك أمر العان حتى يتم . وسألتك أبرتد أحدهم سخطة لديته بعد أن يدخل فيه ؟ فذكرت ١‏ أن لاءوكذلك الايمان حين تخااط بثشاثشته القلوب.وسألتك هل بغدر فذكرت

أنه يأمركم يأن تعدو االله ولا تشركوابه شيئأو بنها كمعن عبادة الأوثان< ويأمركم بالصلاة والصدق وااعفاف . فإن كان ما تقول حقاً فسي.لك موضع قدى هاتين > وقد كنت أعلم أنه خارج ؛ ل أكن أظن أنه منكم فلو أنى أعم أنى أخاص إليه لتجشمت لماءه » ولوكنت عنده لغسلت عن قدميه » هم دعا بكتاب وسول لله ييلتَمِ ؛ الذى بعث إلى عظم_بصرى قدفعه إلى هر قل» . فقرأه ٠‏ فإذا فيه « بسم الله الرحمن الرحم من محمد بن عبد الله ورسوله إلى هر قل عظم 0 . سلام على من اتبع المدى ؛ أما بعد فإل أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسم يؤنك الله أجرك مرتين فإن توليت فإتما عليك الربسيين . ويأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله رلا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضا أرباباً من دون الله فإن تولوا ققولوا اشبدوا بأنا مسلمون » قال أبو سفيان:فلما قال ما قال وفرغ من قراءة الكتاب كثر الصخب وارتفعت الأصوات وأخرجنا فقلت لأصعالى حين أخرجنا: لقد أمر أمرابن ألى كبشة إنه يخافه ملك بنى الأصفر.فما زلت موقنا أنه سرظهر حتى أدخمل الله عل الإسلام .

وكان ابن الناطور صاحب إيلياء محدث أن هرقل حين قدم أيلياء ؛ أصبح خبيث النفس . فقال بعض بطارقته قد استدكر نا هيئتك » قال ابن اناطور » وكان هرقل حزاء » ينظر فى النجوم . فقال لم حين مألوه : إنى رأيت الليلة حين نظرت ف النجوم ملك الكتان قد ظهر » فمن يختئن من هذه الأمة » قالوا:ليس مختئن إلا البود ؛ فلا ,مك شأنهم » واكتب إلى مدائن ملكك ؛ فيقتلوا من فنبا من البود ؛ فبيما هم على أمره, أتى هرقل رجل أرسل به ملك غسان يخير عن خير رسول الله يلم ؛ فلما استخيره هرقل قال :اذهبوا فانظر وا أمحتين هو أم لاء» فنظروا إليه فحدثوه أنه مختن » 'وسأله عن العرب . فال مختتنون » فقال هرقل هذا ملك الآمة قد ظهر » ثم كتب هرقل إلى صاحب له برومية وكان نظيرة فى العم » وسار هرقل إلى حمص فلم يرم حص حتى أتاه كتاب من صاحبه يوافق رأى هرتل على خروج النبى يليو وأنه نبى » نأذن هرقل لعظماء الروم ؟؛ ف دسكرة له محمص ء ثم أمر بأبوامبا فغلقت » ثم اطلع فقال : يا معشر الروم » هل لكم ف الفلاح واارشد ؛ وأن يثبت ملككم ؛ نتبايعوا طهذا البى » فحاصوا خيصة حمر الوحش إلى الأبواب » فرأوها غاقت © فلما رأى هرقل نفرتمهم » وأيس من الإيعان »> قال : ردوه على »؛ وقال إى قلت مقالتى آنفاً أختير شدتكي على دينكم » فقد رأيت » فسجدوا له » ورضوا عنه » فكان ذلك آخحر شأن هرقل . رواه صالح بن كيسان ويونس ومعمر عن الرهرى .

فى هذين الحديئن ترى صورة واضحة لاشتغال هرقل وأهل مملكته أمر البى يلِتّمِ ودينه . وترى صورة الجدل الذى كان يجحرى بينه وبين كل من له اتصال ومعرفة بالنى يلم » وفرق كل هذا ترى نور الإممان » وقد أفسدته المطامع والرغبات والشبوات » فهذا هرقل شام نور الإبمان فلاحت بارقته » وطلب المدى ؛ فائيثق له فجره : وملك عليه نفسه وحسه

ا 5

ولكنه السلطان » والرغبة فى بقائه ؛ واللحوف من ذهابه » إن خالف أهل مملكته » كل هذا أفسد عليه قلبه . وطمس نور الإيمان فى نفسه » فآثر الفانية على الباقية » والعاجلة على الآلجلة » فكان ذلك خسسراناً مبيناً . وكذلك تعبث شبوة السلطان بثورة الإعان » وتغلب الشسبوة الدليل » وتستولى سورة الملك على قوة الحق فى النفس » فيكون الضلال مع العلى » واشكفر مع المعرفة » والمبتان مع العرفان » والله الحادى .

ومن الملوك الذين تحدثوا فى أنه يلت النجاشى ملك الحبشة » واسمه أصحمة)فقد بعث النى يللم إليه كتاباً يدعوه فيه إلى الإسلام وكان الرسول له عليه الصلاة و السلام عمرو بن أمية الضمرى » فجادل النجاشى فى العقيدة الإسلامية » وقال له : يا أصحمة إن علمَ القول » وعليك الاسماع » إنك كأنك فى الرقة علينا » وكأنا فى الثقة بك - منك » لأنا لم نظن بك مرا قط إلا نلناه » ولم نخفك على شىء قط إلا أمناء » وقد أخذنا الحجة عليك من فيك » الإنجيل بيننا وبينك شاهد لا برد » وقاض لا يجور » وف ذلك الموقع الحز ؛ وإصابة المفصل » وإلا فأنت فى النى الأىء كالهود فى عيسى ابن مريم ؛ وقد فرق النى يلم رسله إلى الناس » فرجاك لما لم يرجهم » وأمنك على ما خافهم عليه مخير سالف وأجر يننظر . فقال.النجاثى : أشبد بالله أنه البى الأمىء الذى ينتظره أهل الكتاب وإن بشارة موسبى براكب اهار كبشارة عيسى براكب الكمل » وإن العيان ليس بأشنى من البير .

ثم كتب النجاثى إل النى يللم بإسلامه .

ج كال المتمان

علمت أن النى يلتم كان عماده فى جادلة المشركين والهود والنصارى وغيرهم ؛ القرآن الكرم » يحمتج به علهم لإثبات دعواه ؛ وكلا أوردوا اعتراضاً نزل ف الرذ علبم قرآن كرم ؛ فيتلوه علهم النى يلم . ويعلن م به وضح الحن إن كانوا له طالبين © ويرد كيده فى نحورهم إن كانوا معانئدين مستكرين. . . | وثى الحق أن كتاب الله فوق أنه معجزة النى يللم الكترى » وفوق أنه مشتمل على أكثر الأجوبة عن الأسئلة التى اعترض يبا المشركون وغيرهم على الإسلام هو فوق هذا وذاك المثل الكامل الذى لا يتسانى إلى بيانه متكم أو محتجكولا يناصى أساليب احتجاجه واستدلاله مستدل أو مجادل » لذلك وجب عليئا أن نعرف شيئاً من طرائق جدله واستدلاله لاطمعاً فى محاكائه » ولا طلباً لمساماته » ولكن للاقتباس من نوره » والاستشاءة بضوئه » والاهتداء سبديه » «لنجيب أمره » قال تعالى : ٠ادع‏ إلى سبيل ربك بالحكة والموعظة الحسنة » وجادلم بالتي هى أحسن » .

وأى مسلك سلك القرآن الكرم للاستدلال على ما جاء به من بينات » ولإثيات ماجاء به من حق ؟ أسلك مسلك المنطق والرهان ؟ أم مسلك الحطابة والتأئير بالبيان ؟ أم مسلك الجدل والإلزام ؟

من أجل أن نعرف ذلك على التحقيق » وكيف كان أثر القرآن الكرم فى النفوس ومكانته من الحق » وجب أن نكل كلمة فى أصناف الناس و.! يناسب كل صنف من خخطاب * وما بليق حم من دليل » فتقول :

اك ا

إن طبائع الناس متفاوتة » ومشارببم متباينة » وأهوازهم متضاربة ومسالكهم ف طلب الوق ختلفة

فهم من يصسدق بالبرهان. » ولا يرضيه إلا قياس تام أو ما بجحرى براه » ويسير فى طريقه » وهؤلاء هم من غلبت علهم الدراسات العقلية والازعات الفلسفية » وكان لم من أوقاتهم ما أزجوه فى دراسات واسعة النطاق ؛ وعلوم سيطرت علمهم ٠‏ فسادهم التأمل الفلسى والمازع العلمى ,

والمستقرى لأحوال الأثم , المتئبع لشئون الاجمّاع مجد أن هذا الصنف من اماس قلة فى الكون الإنسالى وعدد محدود بالنسبة الغيزهم من بى الإنسان إذ أن أكثر من فى الأرض قد انصرف إلى المهن المادية » فاكان له وقت يزجيه فى تلك التأملات » ولعل هذا هو الصئف الذى أمر الله نبيه أن يدعوه بالحكمة فى قوله تعالى : ١‏ ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة » الآية .

ومنع من غلب عليه مذهب دبى أو غير ديتى قد استأثر بلبه » وسيطر على هواه»وسد مسامع الإدراك فى قليه » إذ استولت عليه نحلة مذهبية » فتعصب لطا » والتعصب يعمى ويصم » وبجعل النفس لا تكاد تسيغ الحق إلا بمعالحات عسيرة إذ أن ذلك لايكر ن إلا بالطب لأدواء الغوس » وأدواء النفوس أعسر علاج؟ وأعز دواء من علاج الأجسام ؛ وهؤلاء لا بد لهم من طرق جدلية تزيل ما لبس الحق علهم » ويتخذ الحق مما قوة مما يعتقدرن » إذ يلزمهم ما عندهم »© ويفحمهم عا بين أيدسهم » ويتخذ هما يعرفون وسيلة لقبول ما يرفضون » وهذا الصنف من الناس وإن كان أكير عدداً من الأول إلا أنه ليس اللمهور الأعظم » ولا الكثرة الغالبة بن الناس ٠‏ ولعله الصنف الذى أمرنا الله سبحانه وتعالى ممجادلته باللى هى أحسن ف الآبة الكرمة الآنفة الذكر . |

أما الجمهور الأعظ من الناس فليس هؤلاء ولا أولئك » بل هو اق تفكره أقرب إلى الفطرة ؛ فيه سلامتها وفيه سذاجتها » فيه حسلها وحمالها ؛

هس ]آا| -

وفيه إخلاصها وبراءتما » وهو للا يخاطب بتعقيد المنطق » ولا بتفكير الفلاسفة » ولا بما يرضى' المتفكرين تفكراً علمياً . بل يليق به ما التقى فيه المق بالتأ ير الوجدالى ». وما اختلطت فيه اللقائق بطرق إثار: لأهواء وميول» وما التقت فيه سياسة انق بسياسة اليا » وليس ذلك ! إلا بالأسلوب الحطانى ؛ أو ما يقرب منه ,

والقرآن الكرمم نزل بتلك الشريعة الأبدية التى جاءت للكافة » وبعث حا البى يليم للناس جميعاً بشيراً ونذير؟ من غير أن نقصر دعوته على قببل » ولا أن تخص شريعته يجبل * بل بعث للأحمر والأسود إلى أن يرث الله الأرض ومن علمما » لذلك وجب أن يكون القرآن الكريم وهو حجته التكرى كا علمثت ع فيه من الأدلة والمنادمج العقلية ما يقنع الناس جيعاً على اختلاف أصنافهم ؛ وتباين أفهامهم » وتفاوت مداركهم» ووجب أن يكون أسلوبه الفكرى والبيانى محيث لا يعلو على مدارك طائفة » ولايزل عن مدارك ٠‏ أخرى ؛ ولا يرمى طائفة دون أخرى » بل يصل إلى مدارك الجميسع جد فيه المثقف بغيته » والفيلسوف طلبته » والعامة من سواد الشعب غايتهم .

وكذلك ساك القرآن الكريم » فالمتدبر لآيائه والمتفكر فى مناه بمه جد فا

ما يعلم الجاهل » ويثبه الغافل » ويرضى بمة العالم . اقرأ قوله تعالى : «أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رئقاً فنتقناهما » وجعلنا من الماء كل شىء حى أفلا يبصرون » . اقرأ هذه الآية وارجع البصر فها كرتن ظ ألا تراه فا قد وجه الأذهان | إلى عظم قدرته وقوة سلطاله على الوجود » وبين كيف اخترع وأبدع » وبرأ على غير مثال سبق ليثيت أنه وحده الأحق بالعبادة من غير أن يشاركه وثن أو صن . وألاترى أن الشخص من الدهماء يقرؤها ».فبرى فيبا علماً بمالم بكن بعلم . وقد أدركه فى أيسر كلفة وأقرب طريق » وأبلغ بيان ٠‏ ويرى فما المالم الفيلسوف الباحث فى نشأة الأكوان دقة العلم وإحكامه وموائقته لأصدق ما و«مل إليه العقل البشرى مع مو الببان وعلو الرهان . فتيارك الذى أنزل الفرقان .

الك سه

واقرأ قوله تعالى : « ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه من نطفة فى قرار مكين » ثم خلقنا النطفة علقة » فخلقنا العلقة مضغة » فخلقنا المضغة عظاماً » قكسوناً العظام مما » ثم أنشأناه خلقاً آخر » فتبارك الله أحسن الخالقين ثم إنكم بعد ذلك لهيثون » ثم إنكم يوم القيامة تبعثون » إلخ الآيات الكرمات . ثم تدبر فى آيات الله البينات » تجد أن العانى يستفيد منبا علماً غزيراً » فوق أنه يستدل منها على قدرته جل وعل على الإعادة » انا قدر على الإبداع والإنشاء » ويقرؤها العام بدقائق تك<وين الإنسان » والدارس لحياة الحيوان جرثومة » فجنينا » فوجوداً على ظهر الوجود حياً » فرى دقة العلى » وصدق الحكاية عن أدق مسائله » حتى لقد قرأها بعض كبار الأطباء فى أوربا » فاعتقد أن محمداً يلل أمهر طبيب رآته الأجيال السابقة » فلما عل أنه كان أميا لا يقرأ ولا يكتب آمن بأن هذا من عند الله بارىء النسم » جلت قدرته .

وهكذا يرى القارىء لكتاب الله سبحانه » وما فيه من أدلة أنه واضح للعانى يدرك منه ما يناسب خياله » ويسمو إليه إدرا كه » وما يدركه منه صادق لا شبة فيه ؛ ويرى فيه العالم الباحث اق حمائق صادقة » ها وصل إللبا البحث الحديث » إلا بعد نجارب ؛ ومجهودات عقّلية عنيفة ؛ وكلما ازداد المتبصر فى الآبات التى تتعلق بالكون ف القرآن الكريم تأملا » ازداد استبصاراً » ورأى علماً أسمى مما يدركه الإنسان بتجاربه » وأعلى هما مبتدى إليه بعقله المحرد 200 .

)0 تصدى ابن رشد لإثبات أن الحكيم الفيلسوف يستفيد من أدلة القرآن الكر يم كا يستفيد. العاى الجاهل » ويرى فيه ما يرضى شبوته المقلية » وبين ذلك فى كتاب فصل المقاك قال :

لا كانت طرق التصديق مها ما هى عامة لآ كثر لأئاس » أعنى وقوع التصديق من قبلها » وهى الخطابية والجدلية » والحطابية أعم*من الجدلية » ومها ما هى تخاصة بأقل الئاس » وه للبرهانية » وكان الشرع مقصوده الأول العناية بال كثر من غير إدال لتنبيه اللواص » كانت أكثر اللرق المصرح بها فى الشريعة الإسلامية على أربعة أصناف : -

أت اا ا

هذا الحدى الكريم » وبذلك اللحق البين » وبتلك الدلائل البينات وعظ القرآن الكرم وجادل » فن أى الأنواع دلائله » ومن أى الأصئاف حججه أهى من قبيل الأدلة البرهانية أم من قببل الأدلة الجدلية ؟ أم من قبيل الأدلة الحطابية ؟ .

وقد آن لبا أن نجيب عن ذلك السؤال » فتقول : قال ابن رشد إن أدلة القرآن من قبيل الأدلة الجدلية » واللنطابية » وقال إن أكثرها خطاق وبعضها جللى قصد فيه الإلزام والإفحام .

وفى الحق أن أسلوب القرآن أسمى من الحطابة ؛ وأسمى من المنطق , قينا تراه قد اعتمد فى مسالكه على الأمر ا نسوس ؛ أو الأمور البدهية النى لا عارى فمبا عاتل 6 ولا يشلث فمبا إنسان 4 ترأه قد لل 2 بعصص. قيود النطق الى نتعلق بالأقيسة وأتماطها ء والقضايا وأشكالما » ءن غير أن مل 5 أسدها : أن تكون مع أنها مشتركة خاصة بالً.رين جميعا » أعنى أن تكون فى التصور و التصديق ,بتينية مع أنها خطابية أو جدلية » وهذه المقابيس هى المثاييس الى عرض لتدياتما مع كونها مشبورة أو مظنوئنة أن نكون بقينية » وعرض لنتائجها أن أخذث نفسبا درن مثالاتها » وهذا الصئف من الأقاويل الشرعية ليس له تأويل » والجاحد له أو المتأول كائر . والصئف الثانى : أن تكون المقدمات مع كوبا مشبورة أو مظنوئة يقيئية » وتكون النتائج مثالات للأمور الى قصد إنتاجها » وهذا يتطرق إليه التأويل » أعنى لنتائجه , وألغالثك : عكس هذا » وهو أن تكون النتائج هى الأمور الى قصد لتنتائجها نفسبا » واتكون المقدمات «شهورة » أو مظنوئة من غير أن يعرضس لها أن تكون يقينية . وهذا أيفاً لا يتطرق إليه تأويل » أءى لنتائمه » وقد يتطرق مقدماته . والرابع : أن تكون مقدماته مشبورة أو مظنوئة من غير أن تعرضص لا أن تكون يقيئية وتكون تعائجه مثالات لما قصد إنتاجه ء وهذه فرض الهوامى فيا التأريل » وفرض الجمهرر إمرارها عل ظاهرها » وبالجملة » فكل ما يتطرق إليه من هذه التآويل لا يدرك إلا بالبر هان » تفرضن المواص فيه هو ذلك التأويل ؛ وفرذن الجهورهو سماها عل ظافرها فى الو جهين جميعا؛ أعنى فى التصور والتصديق إذ كان ليس ؤ طباعهم أ كاثر من ذلك وقد يمر نس نظار فى الشريعة تأويلات من قبل تفال الطر ق المشتركة بمضما على بعض فى التصديق .

7 25 ذلك بدقة التصوير وإححكام التحفيق » .وصدق كل هااشتمل عليه من مقدمات ونتائج فى أحكام المقل » وثمرات المنطق . ولذا نحن لا تعسسد أسلوب القرآن الكرم منطتاً » وإن كان فيه صدقه ونحقيقه » وهو إلى الأسلوب الدتطاى أقرب ؛ وإن كان كله حتا » لا ريب فيه » ميل : من ححكم حيد © وإنك لتْرى كثيراً من ع أوصاف الأسلوب الخطان قد القرآن الكر م فا بالمثل الكامل » فتصريف فنون القول من استفهام 3 تقرير إلى إخبار قد نا فيه القرآن الكريم مناحى تعلو على قدر البشر » وكثير من أشكال الأقيسة الحطابية تراه قد استعمل فى القرآن الكريم على مثال أكمل من اشتعمل فى الخطابة . 1 ونستطيع أن نذكر بعض مناحى القرآن الكرم فى الاستدلال ولا نستطيع لما إحساء ء ومن مناحيه فق الاستدلال :

الأقبسة الاممارية :

وهى الأقيسة التى محذف فها [<دى المقدمات وهى شائعة الاستعال الاستدلال الخطان » قال ابن سيا فى الشفاء : اللحطابة معولة .على الضمير(') والتثيل . وإن الناظر فى أدلة القرآن الكريم المستقرئ لها » يرى أكثرها قد حذفت فيه إحدى المقدمات » ولقد قال الغزالى محق : إن القرآن مبناه الحذف والإيجاز(") . واقرأ قوله تعالى يرد على النصارى الذين يزعمون أن عد عيسى ابن الله لأنه خلق من غير أب : « إن مثل عيسبى عند اله كثل آدم خلقه من تزاب » ثم قال لهكن فيكون ه الحق من ربك فلاتكن من المميرين » ألا ترى فى هذا دليلا قوياً مبطلا لما يدعرن » وق الوقت نفسه لم تذكر فيه سوى مققدمة واحدة » وهى إثبات ممائلة آدم

)١(‏ الفمير هو القياس الاغمارى والسثيل هو إلحاق أير بأمر لامع بِيدّبما ويسمى هذا فى عرف النقهاء قياسا » بِيمًا يسمى فى عرف المناطقة تمثيلا . )١(‏ يقصد الخذف والاجاز فى شكل الأئيسة ,

سد 58 سب

لعيسى » وطوتى ما.غداها » وكأن سياق الدئيل هكذا إن آدم خلق.من غير أب كعيسى » فلو كان عيى ابن سيب ذلك لكان آدم أولى ؛ لكن آدم ليس ابناً باعتر افك » فعيسى ليس ابن أبضاً . وأنت ترى أن حذف هذه. المقدمات قد أعطى الكلام طلاوة » وأكسبه روئقاً » وجعل الجملة مثلا” 'مأثه؛ أ يفيد فى الرد على النصارى وفى الوعظ العام » إذ هو يذكر الجميع بأن آدم ( والناس جميعاً ينبون إليه » من تراب » وهكذا يرى التنبع لكثيز مما فى القرآن الكريم من استدلال ؛ وما يشمل عليه من احتجاج .

القتصص : ْ

ومن الأساليبالتى اتفذها القرآن الكريم طريقاً للإقتاع والتأثير القصص .. وتضمن القصة الآدلة على بطلان ما يعتقد المشركون وغيرهم »؛ وقد يكون موضوع القصص راجلا حير ما من يجادهم القرآن الكريم إذ يدعون نحا كاته فى دينه » واتباعه ق ملته » فيجىء برهان الله على لسانه . فيكون ذلك أكبر اجتذاباً لأفهامهم ٠‏ وأقوى تأثيراً فى قلوبهم. انظر إلى قصة إبراهم عليه الشلام مع أبيه ؛ وقصته مع قومه ترى فى القصتين أدلة واضحة قوية ©. تثبت بطلان عبادة الأوثان . وذلك لأن إبراهم عليه السلام كان شرف. العرب » ومحتدهم الذى إليه ينتسبون , وقد كانوا يزعمون أنهم على ملته ؛ فإذا جاءهم احير عنه بأنه .كان موحداً ؛ وسيق. لي ما كان تحتج به على قومه. وأبيه كان ذلك مؤثراً .أى تأثير فى قلومهم ! ومن ذلك قوله تعالى حاكيا قول إبراهم لأبيه ليبين له بطلان عبادة الأوثان : « واذكر فى الكتاب إبراهم ؛ “إندكان صديقاً نبي » إذ قال لأبيه يا أبت » لم تعبد مالا يسمع ولا سصر » ولا يغنى عنك شيا . يا أبت إفى قد جاءنى من العلم مالم يأنك فاتبعتى أهدك صراطاً سوياً » ألاترى أن الكلام متضمن إبطال عبادة الأوثان عل أبلغ وجه ه إذ بن أنما لا تسمع ولا تبصر فهى دون الإنسان » وكيف. يعبد الإنسان ما دونه ؛.وفوق ذلك فالعبادة دعاء » وكيف يدعو الإنسات ها لا يسمع ولا يبصر .

م ه ‏ تاريخ الجدل)

يه

وإن بحىء الدليل قى ضمن خير لرجل يعرف بفضاه المجادلون » يعطى

من جهة الدليل فى ذاته » ومن جهة أن الذى قاله رجل محترم فى نظرهم » يدعون مم أنهم أتباعه » فهم ملزمون بقوله » مأخوذون برأيه . وقد نجىء الدليل أحيانا على لسان حيوان فى قصة فيكون فى ذلك غرابة تسترعى الذهن » وتشر الانثياه ؛ وتملا النفس بالحقيقة إيمانا ؛ كما' جاء دليل التوحيد على لسان المدهد فى سورة القل » إذ يقول الله سبحانه وتعالى حا كيا عن سيدنا سليان عليه السلام : « وتفقد الطير قال مالى لا أرىالمدهد» أم كان من الغائين ‏ لأعذبنه عذاباً شديداً أو لأذمحنه أو ليأتينى بسلطان" مبين د فمكث غير بعيد » فقال أحطت مالم تحطبه » وجئثك من سبأ بنبأ يقن * إن وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شىء » ولا عرش عظم د وجدتبا وقومها يسجدون للشمس من دون الله » وزين لهم الشيطان أعماللم نصدهم | عن السبيل فهم لا مبتدون ألا يسجدوا لله الذى مرج اللحب ء فى السموات والأرض وبعلم ما فون وما تعلنون ا الله لا إله إلا هو .رب العرش العظم » . قياس الخلف : وهو الذى يتجه فيه إلى إثبات المطلوب بإبطال نقيضه وقد يتعجه إليه الفرآ ن الكريم فى استدلاله كإثباته سبحانه وتعالى الوحدانية بقوله تعالى : «لو كان فبماآطة إلا الله لفسدتا » فسبحان الله رب العرش عما يصفون» وقولة تعالى : ١‏ ما الخد الله من ولد وما كان معه من إله » إذن لذهب كل إله عما خلق » ولعلا بعضهم على بعض » . وقوله تعالى : ١‏ لو كان معه آلمة كما يقولون »؛ إذن لابتغوا إلى ذى العرش سبيلا » . وكإثيات الله سبحانه وتعالى أن القرآن الكريم من عند الله بقوله تعالى : «ولو كان من عند غير الله » لوجدوا فيه اختلافا كثيراً » . ففى كل هذه الآيات الكر مة قد أثبت المطلوب بإبطال نقيضه » وأنت ترى أن حذف بعض المقدمات فى أكلها غ؛ يدل عل كثرة الإضمار فى دلائل القرآن الكريم 1

السير والتقسم :

وهو باب من أبواب اتدل » يتخذه المجادل حجة لإنطال كلام خصمه بأن يذكر أقسام الموضوع المجادل فيه » ويبين أنه ليس من خواص واحد مها ما يوجب الدعوى الى يدعبا اللخصم » وقد ذكر السيوطى أن من أمثلته فى القرآن الكرم قوله تعالى : ٠‏ نمانية أزواج من الضأن اثنين » ومن المعز اثنين » قل 1 لذكرين حرم أم الأنثيين » أم ما اشعملت عليه أرحام الأنثيين نبثوق بعلم إن كنم صادقين ؛ ومن الإبل اثنين » ومن البقر اثنين » قل آلذكرين حرم أم الأنثيين » أم ما اشتملت عليه أرحام الأثثيين ؛ أم كنم شهداء إذ وصاكم الله بهذا » فمن أظم ممن افنرى على الله كذبا » ليضل الناس بغير علم » إن الله لا يهدى القوم الظالمين »

وبين السيوطى وجه الاستدلال فقال : إن الكفار لما حرموا ذ كور الأنعام ثارة وإنامها أخرى رد الله تعالى ذلك علوم بطريق السير والتقسيم » فقال : إن اللحاق لله تعالى » خلق من كل زوج مما ذكر ذكراً وأنى » فم جاء به نحريم ما ذكرثم » أى ماعلته لا يلو إما أن يكون من جهة الذكورة ؛ أو الأنوثة » أو اشمّال الرحم الشامل هما ؛ أو لابدرى له علة ؛ وهو التعبيدى بأن يأخذ .ذلك عن الله تعالى » والأخذ عن الله تعالى » إما بوحى وإرسال رسول ؛ أو سماع كلامه » ومشاهدة تلقى ذلك عله ؛ وهو معنى قوله «أم كتتم شبداء إذ وصاكم الله بهذا » » فهذه وجوه التحرم » ثم لا ترج عن واحد مبا » والأول بلزم عليه أن يكون جميع الذكور حراماً » والثانى بازم عليه أن تكون حميع الإناث حراماً » والثالث يلزم عليه ثحرم الصنفين معأ ؛ فبطل ما فعلوه من حرم بعض فى حالة » وبعض ف حالة » لأن العلة على ما ذكر تقتضى إطلاق التحرم » والأخذ عن الله بلا واسطة باطل » ولم يدعوه » وبواسطة رسول كذلك »؛ لأنه لم يأت إلمهم رسول قبل النى ل » وإذا بطل حميع ذلك » ثبت المدعى » وهر أن ما قالوه افتراء على الله تعالى وضلال 6©09 ,

(1) الإتقان فى علوم القرآت .

سم ار السا

اميل : ٠‏ وهو أن يقيس المستدل. الأمر الذى يدعيه على امر معروف ويبين الجهة الجامعة بيبما ء والآيات الكرعة الثى تنبج ذلك المتيج كثيرة ؛ انظر إلى قوله تعالى : يا أها الناس إن كم فى ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب »؛ م من نطفة » م من علقة م ثم من مضغة عخلقة وغير عملقة » لنبين لكم ؛ ونقر فى الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى » ثم تخرجكم طفلا » ثم لتبلغوا أشدكم ؛ ومنكم من يتوق » ومنكم من برد إلى أرذل العمر» لكيلا يعم من بعد علم. شيثاً » وترى الأرض هامدة » فإذا أنزلنا علبا الماء اهتزت» وربت ؛ وأنبعت من كل زوج ميج ء ذلك بأن الله هو البق » وأنه يحبى ش الموق » وأله على كل شىء قدبر » وأن الساعة آتية لا ربب فبا » وأن

لله يبعث من فى القبور ) . ألا تراه سبحانه وتعالى قاس أمر الإعادة للإنسان خخلقاً سوياً فى الحياة الآخرة الذى كان يشر استغراب العربٍ على الآمر الذى ليس موضع ريب » ولا مجال للشك فيه ٠‏ وهو الإنشاء الأول » وكان القياس على أبلغ و جه وأحمل أسلوب » قد التقى فيه الجلال والكثال والهال ؛ ومثل ذلك قوله تعالى فى سورة يس حاكياً اعيراض المشركين والرد علبهم : ( وضربلنا مثلا ونسى خلقسهء قال : من يحي العظام وهى رمم ؟ قل يحيهبا الذى أنشأها أول مرة وهو بكل خخلق علم » الذى جعل لكم من الشجر الأخضر نار » فإذا أنم منه توقدون ؛ أو ليس الذى خلق السموات والأرض بقادر على أن مخلق مثلهم ٠‏ بلى ؛ وهر الخلاق العلم ٠‏ .

وهكذا فى القرآن الكريم شبىء كثير فى هذا الباب بلغ من ممو البيانأقصاه» وبلغ من قنته أعلاها ؛ وأخص ما يتجه إليه سئة التدرج من المحسوس إلى المعقول ٠‏ ومن المشاهد إلى الغائب فى بيان يأشخذ بالألياب ٠‏ ويقطع كل مجادل مرتاب .

58 ل

هذا ويلاحظ القارىء للقرآن الكرم ء المتتبع لأحكامه » المتبصر ى أدلته » أن جدل القرآن الكرم يتجه أحياتاً كثرة إلى إرشاد المحادل » والأخذ بيده إلى الحق » وتوجيه نظره إلى حقائق الأشياء » وما قى الكون من عير ؛ كنا ترى فى قوله تعالت كلاته : ( أفلم بنظروا إلى السهاء فوقهم كيف بنيناها » وزيناها » ومالها من فروج . والأرض مندتاها : وألقينا فا رواسى ؛ وأنبتنا فما من كل زوج ميج ٠‏ تبصرة وذكرى لكل عبد منيب » ونزلنا من السياء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب التصيد ؛ والدخل بأسقنات ها طلع نضضصيد » رزْقاً للعباد وأحيينا به بلدة ميتاً * كذلك الحروج ». وكا ترى فى قوله تعالى فى سورة الرحمن : ١‏ الر حمن»هعلم القرآن د خخلق- الإنسان + علمه البيان. يه الشمس والقمر محسبان د والدجم والشجر يسجدان د والسماء رفعها ووضع المزان ال تطغوا فى المزان »د وأقيموا الوزن بالقسط ولا تمسروا المزان #. والآارض وضعها للأنام بد فا فاكهة والنخل ذات الأكام بد والحب ذو العصف والريحان بر فأى آلاء ربكما تكذبان ب خخلق الإنسان من صلصال كالفخار يد وخلق الجان من مارج من نار ب فبأأى 1 لاء ربكا تكذبان © إلخ .... .وق هذا ترى الحدل متجهاً كل الانجاه إلى الإرشاد والأخذ بيد السامععن إلى الحقيقة السامية » وهى توحيد الله جل وعلا . ١‏

وأحياناً يبتدىء بإلزام المجادل وإفحامه . ثم يأخذ بيده إلى التقيقة إذ يبدنها له واضحة كاملة » كا ترى فى قوله تعالى رداً على ما زعمه المشركون من أن الرسول يجب أن يكون ملكا : « وقالوا لولا أنزل عليه ملك » ولو أئزلنا ملكا لقضى الأمر ثم لا ينظرون م ولو جعلناه ملكا اللعلناه رجلا وللبسنا علممم ما يلسون ) .

وكا ترى فى رده سبحانه وتعالى على البود عندما ادعوا أنه قد عهد إلبم ألا يؤمنوا برسول » حى يأئهم بقربان تأكله النار» فقد قال سبحانه وتعالى حاكياً وراداً : ١‏ الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن ارسول

شاه “#8 سه

حدى بأتينا بقربان تأكله النار ء قل قد جاءكم رسل من قبل بالبينات وبالذى فلم ظ فلم نتلتموه إن كنتم صادقين ٠‏ » وكا يرى فى قوله تعالى يرد على من أنكر أن يأزل الله على بشر شيئاً فقد قال جلت قدرته : ٠‏ وما قدروا الله حق قدره » إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شبىء » قل من أنزل الكتاب الذى جاء به مومرى نوراً وهدى للناس ؛ .

وف هذه الآبات كلها ترى الإلزام المفحم والحجة القاطعة » والفيصل 27 الفارق » قد ألزم به ٠الخصم‏ » وآد : عد ولب موجه 6 وأرشد إلى الحجة 2 ووضعت له الصور والأعلام 0 ليسير على التادة 3 بعد أن بددت وأذهب ضرء الح ظلام فكره » فن أنى واستكير بعد ذلك فهو من الأخسرين أعمالا . ا

وعند توجيه الله سبحانه وتعالى نظر المحادل أو القارىء إلى الحقائق من غير اتجاه إلى إلزام من أول الأمر أو بعد إلزامه وإفحامه » يكون تصاريف البيان ومناحى التأثر » والعبارات النى تخاطب الوجدان » و تمس مواطن الإحساس » تتنوع المناهج ؛ وتتكرر المعانى بدوت أن تفقد جدتما وطلاوتها ؛ بل مع التكرار تزداد الفائدة » وتكثر الُرات»وتنوع الأساايب من استفهام إلى تعجب إلى ديد إلى إخبار » ويمختلف الانجاه إلى مواضع الاستدلال ومصادره '

فسرة يكون الاستدلال 'يرد المسائل إلى أمور بدهية معروفة , ْ أو حقائق مشهورة مألوفة مخر بين يدمها المحادل صاغراً » كما ترى فى رد والأرض » ألى يكون له ولد » ولم تكن له صاحبة » وخلق كل شىء وهو بكل شىء علم ؛ ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل ثبىء فاعبدوه : وهو على كل شىء وكيل » لا تدركه الأبصار » وهو يدرك الأبصار » وهو اللطيف الخبير » .

د إلا د

ألا ترأه سبحائه قد استدل على بطلان أن يكون له ولد سبحانه بأمر معروف مألوف » لا عارى فيه أحد وهو أنه لو كان له ولد لكان له صاحة » دم يلاع أحل أن له سبحانه صاحية فيجب ألا يكون له ولد . وأحيانا بغر دب سبحانه وتعالى الأمثال » ليقرب الحقائق للأفهام ويدئمبا من الأنام »؛ ومن ذلك قوله تعالى ى الرد على من يعبدون الأصنام : عيدو من دون اق مالا لك لم رز من السموات والأرض فيعا : ولا يستطيعون ب فلا تضربوا لله الأمثال » إن الله بعا م » وألتم لاتعلمون » ضرب الله مثلا عبداً ماركا لا بقدر على ثبىء ؛ ومن رزقناه منا رزقآً حنا » فهو ييفق من مرا وجيرا ع هل يستورة ع اد ف بل أكارم لا يعلمون وضرب الله مثلة رجلين أحدهما أبكم ٠‏ لا بقدر على شىء 2 وهو كَل على مولاه » نا يوجيه لا يأت مر هل يستوى هو ومن يأمر بالمدل وهو على صراط مستقم ) فى هذه الابات الكربمة قد ببن سبحانه وتعالى بطلان عبادة الأوثان : لأنها لا تملك رزقاً » ولا تنفع ولا تضر ء وضرب مثاين يبيئان أنه لا يستوى فى عرف الناس ومألوفهم غير القادر مع القادر فكيف يسوى الوثتى بين القادر سبحانه وبين أحجار لا تنفع ولا تضر .

وأحياناً يوجه نظر الناس إل امخلوقات » وإلى مانى الكون ما يدل على قدرة الصانع » وعلٍ المبدع » وإرادة الجبار . انظر إلى قوله تعالى : ١‏ وإلهكم إله واحد » لا إله إلا هو الرحمن الرحم يا إن فى خاق السموات والأرض واختلاف الليل والنبار والفلك الى تحرى فى البحر بما يتفع الناس » وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها » وبث فبا من كن دابة » وتصريف الرياح والسحاب المسخر ب بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون 0 .

وأحيساناً يقص سبحانه وتعالى على الناس خير قوم كانت حالهم كحال من يثبت بطللان اعتقادهم ؛ مضمنا القصص الآدلة على بطلان ها يعتقدون » وصحعة ما بدعو إليه النى يل » وقد بينا ذلك فها مضى »

7 رشاة

ولنكتف هنا بالتيمن بقراءة هذه الآيات الكريمة المشتملة على أروع القصص. وأبلغ الاستدلال وهى قول الله تعالى فى سورة الشعراء : ١‏ واتل علمم نبأ إبراهم * إذ قال لأبيه وقومه : ما ثعيدون ؟ #دقالوا تعبد أصناما » فنظل خا عا كفين » قال هل يسمعونكم إذْ تدعون أو ينفعونكم 5 أو يضرون قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون ا قال أفر يم ماكتتم تعبسدون»اتم وأباذكم الأقدمون بد فإنهم عدو لى إلا رب العالمين » الذى خخلقى فهو دين يد والذى هو يطعمنى ويسقان عد وإذا مرضت فهو يشفين “د والذدى . يميتتى ثم شنيين ب والذى أطمع أن يغفر لى خطيئتى يوم الدين بده رب هب لى حكما وألحقى بالصالكين يد واجعل لى لسان صدق ق الأخرين د واجعلى من ورئة جنة العم » .

وبلاحظ أن القرآن الكريم فى اللندل الذى يلزم الخصم ويفحمه يجيئه فى الإفحام من أقرب الطرفق » وأشدها إلزاما . ومن ذلك ما حكاه اللد سبححانه وثعالى فى مجادلة راصم لمدعى الألوهية . فقد قال تعالى : «ألتر إلى الذى حاج إبراهم فى فى ربه أن آ تاه الله الملك » إذ قال إبراهيم ولى الذى يحبى ويميت قال أنا أحبى وأميت » قال إبراهم : فإن الله يأثى بالشمس من المشرق : فأت بها من المغرب ؛ فبت الذى كفر » والله لا هدى القوم الظالمن » : وقد مرت بك آبات أخرى ؛ منها يتين كيف كان الإلزام من أقرب طريق .

وطرق القرآن الكريم فى هذا كثيرة :

-١‏ مبا التحدى كما تحدى الله سبحانه وتعالى بالقرآن » وكا نحدى إبراهم مدعى الأاوهية بأن يأنى بالشمس من المغرب .

؟ - والأخل عوجب كلام الخصم واستنباط ما بريده من ذلك قو له تعالى ف شأن المنافقين والره عليهم : «لن رجعنا إلى المدية ليخرجن الأعز منها الأذل . ولله العزة وألرسوله والمؤمتعن ؛ .

اد

“اس وما مجاراة اللخصم فيا يقول ثم التعقيب عليه بما يبطل مدعاه ومن ذلك قوله تعالى حاكياً عن الرسل مع أقوامهم « قالت لم رسلهم أ الله شك فاطر السموات والأرض ؛ يدعوكم ايغفر لكم من ذنوبكم وي خركم إلى أجل مسمى ؛ قالوا : إن أنتم إلا بشر متلنا تريدون أن تصدونا عماكان يعيد آياء نا فأتونا بسلطان مبين ‏ قالت لمم رسلهم : إن تحن إلا بشر مثلكر ؛ ولكن الله يمن على من يشاء من عباده ٠‏ وما كان لنا أن أتبيكم يسلطان إلا بإذن الله » وعلى الله فليتركل اللزمنون » .

فترى من ذلك أن الرسل سلموا بالمقدمة التى بنى علها الأقوام رفشيم ولكلهم نقضوا الننيجة بقوهم « ولكن الله يمن على من بشاء » فكأنبم قالوا ماقلتموه من أننا بشر حق » ولكن ما تربدون أن تبنوه عليه من إثيات ٠‏ أننا لسنا برسل باطل ؛ لأن الله يمن على من يشاء من عباده ء فلا مائع من أن يمن علينا بالرصالة + ش هذه قبسة من ذلك النور العظم الذى أضاء الله به الكليقة » لتبتدى الأجيال بهديه » وتسير-على ضوئه » وتعشو إليه إذا أظلمت علا الجهالات وناهت فق مسالك الباطل » ومثارات الشيطان » وما أردئا بذلك البيان إحصاء لطرق القرآن الكري فى اسندلاله » ولا استقراء لمسالكه فى جدله » فدون ذلك تنفق القوى » وينبت الظهر » ويقصر الشأو » ولكن أردنا أن يرى القار ى» الكريم مثلا من طرق جدل القرآن الكريم.ء وكيف كانت أعلى من المنطق تدقيقاً » وإن لم تتقيد بأساليب المناطقة » ولا بأشكال الأقيسة ؛ ففها التقديم والتأخير والحذف والإطناب تبعاً لحسن البيان لا ئبعاً لأشكال الرهان . وكانت مع ذلك أعلى من اللدطابة » وإن كان بيانه المثل الأعلى للخطباء .

ولو أن المتكلمين الذين عنوا بإثباتالعقائد » والجدل فبا » سلكوا مسلا القرآن الكريم » وساروا فى شيعه ع الكان علمهم أكثر فائدة » وأدنى جنى وأبنع ماراً » ولكنهم سلكوا مسلك المنطق وقيوده » والرهان وأشكاله » فكان علمهم للمخاصة » من غير أن يفيد العامة » وقد وازن العر الى بين نذر بنى

ل سد

القرآن: الككريم وطريق المتكلمين فى رسالة(إلجام .العرام عن عم الكلام ) وقال فى ذلك : أدلة القرآن الكرم مثل الغذاء ينتفع به كل إنسان » وأدلة المتكلمين مثل الدواء ينتفع به آحاد الناس » ويستضر بدالأكثرون . بل إن أدلة القرآن الكريم كاماء الذى ينتفع به الصبى الرضيع » والرجل القوى» . وسائر الأدلة كالأطعمة التى ينتفع مها الأقوياء مرة » و يمرضون مبا أخرى » ولا ' بنتفع مها الصبيان أصلا .

وق الح أن الناس لو شغلوا بدراسة القرآن الكريم وما فيه من استدلال لينهجوا على نبجه(2 . ويسيروا فى طريقه لكان هم من ذلك عم كثير » فإن

)١(‏ قد استنبط الفزالى من القرآن الكريم غخمسة من أشكال الاستدلال ساها ميز ان التعادل الأأكير » و ميز ان التعادل الأوسط ؛ وميزان التمادل الأصغر » وميزان التلازم ؛ وميزان الععايد .

ومثل للأول بما جاء على لسان إبراهيم عليه السلام فى مجادلته مدعى الألوهية إذ قال : ه إن الله يأق بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب » . وقال أبو حامد فى ذلك : رأيت فى هذه الحجة أصلين قد ازدوجا » فتولد مهما نتيجة هى المعرفة © إذ القرآن الكريم مبناه على الحذف والإيحاز » وكال صورة هذا الميزان : كل من يقدر عل إطلاع الشمس نهر الإله نهذا أصل ؛ وإلى هو القادر على الإطلاع وهذا أصل آخر ؛ فلزم من مجموعهما أن إلى هو الإله دونك يا مروذ.

ومثل الثاف بقوله تعالى حاكيا عن إبراهيم : « فلما جن عليه اليل رأى كوكبا » قال هذا ربى » فلما أفل ؛ قال : لا أحب الآفلين » ويقول فى بيانه:وكال صورة هذا الميزان أن النجم 1 قل ء والإله ليس يآ فل » فالقمر ليس بإله » ويفرق بينه وبين الأول ٠‏ أما هذا واحداهما موجية والأشرى سالبة .

ومثل ثالث بقوله تعالى : « وما قدروا الله حق تقدره : إذ قالوا ما أنزل اله على بشر من ىم ) قل من أنزل الكناب الى جاء به مومى ثورا وهدى ناس » ويفرق بينه و بين السابقين بأن.نتيجته جزئية + وهى إثبات إنزال الله سبحانه وتعالى الكتب على بعفن البشر .

ومثل الرابع بقوله تعال : و لو كان فيهما ؟ لهة إلا الله لفسدتا » فسيحان الله رب العرش عما يصفوت » .

ومثل للخامس بقوله تعالى : « قل من يرزقكم من السمواتو الأرض » قل الله ٠‏ وإنا أر إيا كم لعلى هدى أو فى ضلال هبين » . ويقول رحمه الله بعد بيان هذه الأقسام” : ميتم

هلا ا

القرآن الكريم قد اشعمل على مناهج فى الاستدلال » والجدل » والتاثير تكشئل عن أدق نواميس النفس الإنسانية » وتبين شيئاً كثيراً وال امهاعات النفسية والفكرية » وفيه الطب لأدوائها » والعلاج الناجع لأمرامبا : والدواء الشاق لعللها » وثى مناهجه البيانية المثل الأعلى للكلا م المؤثر و الحجج الدامغة 0 واعتير ذلك بأثره فى مالفيه من المشركين ش وأثره قّ المسلمين الأولين .

ولقد بلغ من أثره فى المشركين أن كل من كان يسمعه يثاله من نوره قب . سمع الوليد بن المضيرة النى ييه يقرأ القرآن الكريم : مخاطباً قريشاً :

فوالله ما منكم رجل أعرف بالأشعار منى ؛ ولا أعلم برجزه » ولا بقصيده منى » والله ما يشبه الذى يقول شيئاً من هذا » والله إن لموله الذى يقوله لحلاوة » وإن عليه لطلاوة » وإنه لمثير أعلاه » مغدق أسفله » وإنه ليعلو | ولا يعلى عليه » وإنه ليحط, ما نحته .

وكان كل من داناه منبم مس نوره قلبه » وئال وجدانه أثره : حى لقد تناهى زحمارٌ هم عن سماعه ؛ وتعاهدوا على ذلك : لما رأوه من ميل كل من ممعه الإيمان .

وقد كان من أثر القرآن الكريم فى المؤمنن الأولين أن عكفوا عليه يرتلونه ' ويتفهموته » ويتعرفرن أحكاءه وهراميه » وجصلوه معلمهم الأول » ومرجعهم إذا اختلفوا » ومسل العقائد ينبلون منه ما يقوى إيانهم » ويثبت يقينهم » ولم يعرفوا حجة سواه؛ ولا ممجة غير طريقه وهديه » به يجادلون وعن هليه يصدرون .

> الأول ميزان التعادل ( الآ كبر والأوسط والأصفر) لأن فيه أصلين متعادلين كأنهسا كفتان متحاذيتان ؛ وسميت الثافى ميزان التلازم لآن أحد الأصلين يشتمل على جزأين أحدهما لازم والآخر ملزوم كقوله تعالى ن لو كان فيهما آ لهة إلا الله لفسدتا » نإن قرله تعالى لفدتا لازم » واللزوم قوله تعاليى ٠‏ لو كان فيهما آ لهة ! ؛ ولزمث النتيجة من نفى اللازم » وسميت الثالث ميان التعائد لأنه را جع إلى حصر قسدين بين النفى والإثبات » يثزم من ثبوت أسدهما نفى الآخر » ومن نفى أحدهما ثبوت الآخر ؛ شين القسمين تمائد وتضاد ,

العمل بعراتئ مسد

تمهيد ف افير اق الآمة وسيبه :

جاء فى البخارى : عن زينب بنت جحش أنها قالت : استيقظ النى ته من النوم محمراً وجهه يشول لا إله إلا الله » ويل للعرب من 0 قد اقترب » . ويروى عن النى عَِكْمْ ؛ أنه قال : « افر قت الود عل إحدى وسبعين فرقة » وافترقت النصارى على اثشين وسبعين فرقة » وستفرق أمتى على ثلاث وسبعين فرقة ) . وى بعض الروايات إسقاطٍ النصارى »وق بعضبا زيادة كلها فى النار إلا واحدة . وقال المقبل فى كتاب ( الع الشامخ ) حديث افتّراق الآمة إلى ثلاث وسبعين فرقة رواياته كثشرة ©» يشد بعضها بعفاً » حيث لا تقى ريبة ق حاصل معناه .

ونرى من هذه الآثار أن البى للم تنبأ -بذا الافتراق قبل وقوعه » وأخمر عن حدوث الفئن قبل أن تنبت فى الرؤوس » وتلك خخصائص النبوة ومزايا الرسالة » وقد أخصر لتننبه الأذهان ؛ وتعتصم بالحق © وتتجنب الشطط والفئن فى كل حال أمر واقع » ليس له من دافع » ولماذا اختلف المسلمون » وبين أيدسبم كتاب الله لا يضلوث ما إن تمسكوا به » وأمامهم سنة رسول ألله 2 ؛ من أخذ مها اعتصم من الشر بسور شديد ؛ لا يأئيه الباطل ولا يصل إليه زيغ الشيطان ؟

إن أسباب اختلاف المسلمين كثيرة لا يمكن تقصها ‏ ولا يستطيع الباحث استقراءها » إذ أن كل فكرة نبتت وكل فرقة نشأت ٠»‏ أحيطت نشأتها بأسباب تضافرت على تكوبها » وتآزرت ق إحداتما » فلدكتف ببيان”' الأسباب إجمالا » وقد يغنى الإجمال عن التفصيل » والتعمم عن التخصيص

وهاهى ذى .

ل #/#اث#ا لس

| المصبية العربية :

كان العرب »© منقسمين إلى شعبين عظيمين » قحطانيين وعدنانيين > وبين الفريةين التنافس الشديد » والعداوة المستحكمة ٠»‏ والتفار الذى لا يكون معه اتفاق » وكان العدنانيون أنفسهم على قسمين . ربعبين ومضرين وك حرب.على الآخر لا يسالمه : ولا مادنه » ولا يساكنه . والقبائل العزبية فما بيه فى تناحر شديد ء وثقاتل : وتتازع مسشمر :

فلا جاء الإسلام حرم النداء بالعصبية فها حرم » فقد قال تعالى : « يا أمبا الناس إنا خلةئا كم من ذكر وأنثى 2 وجعلنا كم شعوباً وقبائل” لتعارفوا إن أكرمكي عند الله أتقاكم » .' وقد قال يل * «كلكم لآدم ؛ وآدم من تراب ؛ لا فضل لعربى على أعجمى إلا بالتقرى » . وقال مَل و ليم منا من دعا إلى عصبية » ليس منا من قاتل على عصبية » ليس منا من مات على العصبية » ,2

فسترت العصبية حيئاً من الزمان أخناً بتلك التعاليم العالية » وهذه الآداب السامية » ولكن سرعان ما استيقظت ناراً مشبوبة على الوحدة, الإسلامية » والامعة الدينية » فظهر ت العصبيات فى الإسلام » ظهرت أولا ! ف الردة .

يروئ أن مسيلمة الكذاب حيما تنبأ فى بنى حنيفة » اتبعه الناس على العصبية » وكان منجم من يقول : إنا لنعل أن بحمداً صادق . ومسيلمة كاذب ». والكن . كاذب ربيعة أجن إلينا من صادق مضر . ولا انتبت الردة خمدت العصبية » -حتى استيقظت ق. الفئن الإسلامية. بعد. ذلك , وكإن بعض الخلا والأمراء من الأمويين يذكى نيزائها ويؤجج ليما » حتى عادت جاهلية : ونور الإسلام فى. الآفاق * وقد كانت تلك العصبية سيباً فى , نشوء فرق إسلامية واخختلافها ؛ حتى إنك لترى أ كثر. الحوارج ريعيين .

الا سد

التنازع على الحلافة وطلب الملك :

لعن الله طلب الملك »> فقد كان شرا مستطيراً على الوحدات والجامعات فى الأثم » وقد ابتلى الله الأمة الإسلامية بذلك النوع من الابتلاء » وأحياناً كانت تتغلب قوة الإبمان على رغبات النفوس » 5 حدث فى الاختلاف بين المهاجرين والأنصار» فقد تغاب الإعان القوى؛ ودوى صوت الحق فى وسط تلك الزوبعة » فقرت الأمور » وأقروا على الخلافة أمثلهم ٠‏ وأقواهم | إبماناً . وأحياناً كانت تنتصر الرغبة ىا حدث ف مئازعة معاوية لعلى فى اللحلافة » وقد اشتدت الحن بعد ذلك » وتشنعت الإحن » وكانت الحوارج بفرقهم » والشيعة بنحلهم » وانقسم المسلمون بذك فرقآ وأحزاباً دكل حزب عا لدهم فرحون 0.٠‏

دخرل طوالف كشرة فى الإسلام : من أصعاب الديانات القديمة » والملل والتحل السابقة » فقد بقى أولئك على كثير مما ورثوه من عقائدهم ؛ إذ لم يستطيعرا أن مخلصوا منه» وأن سبجروه دفعة واحدة » فقد مكنته الأجيال فى قرارات نفوسهم » ومنهم من كانوا يحاولون أن مخلعوا ذلك القدم ؛ ولعضميم ن تزعوا إلى تقريب الإسلام مما ألفوه ؛ وتفسيره بماعرفوه » وقد يكون ذلك منهم وهم لا يشعرون ٠‏

مجاورة المسلمين لكثير من أهل الديانات القديمة » وسريان كشر من أفكار أولئك إلى المسلمين خصوصاً » »لم يكن ثابت العقيدة قوى الإبمان ؛ وقد دلنا على ذلك تقارب كثير من آراء بعض المبود والنصارى » فري تقار باً شديداً ببن آراء فرقة الفروشم من الييود ؛ من آراء المعتزلة » وترى تقارباً شديداً بن أفكار الرافضة الذين يدعون أنهم مسلموت وآراء البود : قال ٠‏ ابن عبد ربه فى الجزء الأول من العقد الفريد ناقلا عن.الشعبى :

أحذرله .الأهواء المضللة » وشرها الرافضة ء فإنها مبود هذه الآمة » ييغضون الإسلام كما يبغض البود النصرانية » ول يدخلوا فى الإسلام » رغبة ولارهبة من الله » ولكن مقتآ بأهل الإسلام » وبغيآ علهم » وقد حرقهم

5 "2

علىبن أنى طالب رضى الله عنه بالثار » ونفاهم إلى البلدان ؛ منهم عبد الله بن سب" ناه إلى ساباط وعبد الله بن سباب نفاه إلى الحازر » وأبو الكر دس . وذلك أن محبة الرافضة محبة الرود . قالت الرودئلا يكون المللك إلا ى آل داود . وقالت الرافضة لا يكرن الملك إلا فى آل على بن أنى طالب . وقالت المبود: لا يكون جهاد فى سبيل الله » حتى يخرج المسيخ النتظر . وينادى مناد من السماء . وقالت الرافضة:لا جهاد فى سبيل الله حبى مرج المهدى ؛ وينز ل من السماء . والبود يؤخرون صلاة المغرب حى تشتبك الننجوم وكذلك الرافضة » : والبود لا ترى الطلاق الثلاث شيئاً وكذا الرائفضة » والبود لاترى على النساء عدة وكذا الرافضة . . والبود تبغض جبريل وتقول:هو عدونا من الملائكة » وكذلك الرافضة تقول:غلط جيريل فى الوحى إلى محمد » بتر على ابن أنى طالب . والبود لا تأكل لحم الجزور » وكذلك الرائضة . ١م‏ باختصار قليل . وثرى من هذا كيف كانت التعالم المودية تسرى إلى بعض من يدعوله الإسلام » إما لإغمارهم غير الإسلام » وإظهارهم الإسلام ؛ وإما لأنبا سرت إلى بعض ضعفاء الإيمان من جاور مهم » ولعله كان من الرافضة الفريقان . محاولة أعداء الإسلام إفساد الأمر ببن المسلمين : فقد نشروا بينهم أهواء . مردية» وأفكاراً باطلة كما كان يفعل الرنادقة والقرامطة وغيره, ؛ فقدكانوا يفعلون ما بفعلون مستظلين بلواء الإسلام منتمين إليه . قال ابنحز م فىكتاب الفصل : والأصل فى أكير خروج هذه الطوائف عن ديانة الإسلام أن الفرس كانوا من سعة الملك وعلو اليد على حميع الأثم » وجلالة الحطر ى. أنفسهم ؛ حتى إنبم كانوا يسمون أنفسهم الأحرار والأبناء ؛ وكانوا يعدون. جمييع الناس عبيداً للم » فلما امتحنوا بزوال الدولة عنهم على أبدى العرب » وكانت العرب أفل الأثم عند الفرس خخطراً » تعاظمت الأمور » وتضاعءفت. لدمهم المعسيبة » وراموا كيد الإسلام , بلمحاربة فى أوقات كثيرة » فى كل. ذلك يظهر الحق . . . فأظهر قوم منبم الإسلام » واستالوا أهل التشيع :

به عثأراب

.بإظهار عبة أهل البيت ؛ واستشناع ظلم على رضى الله عنه » ثم سلكوا مهم مسالك شتى » أخرجوهم عن الإسلام ؛ نقوم منبم أدخلوه, إلى القول بأن رجلا ينتظر » يدعى المهدى ».. عنده حقيقة الدين » إذ لا يجوز أن يوذ الدين من هؤلاء الكفار » إِذ نسيوا أصواب وسول الله 2 إلى الكفر ( .وقوم خترجوا إلى نيوة من ادعوا له النبوة » وقوم سلكوا مم المسلك الذى ذكرنا من القرل بالحلول » وسقوط الشرائع ) وآخرون تلاعبوا فاوجبوا خمسين صلاة ف كل يوم وليلة .

ترجمة الفلسفة ىق آخر العصر الأمرى والعصر العباسى :

كان للكتب الفاسفية المترحمة أثر واضح » إذ غزا الفكر الإسلاى كثر من المنازع الفلسفية » والمذاهب القديمة فى خالق الكون » وظهر كثر من علماء. المسا سن نزعوا منزع الفلاسفة الأقدمين ٠»‏ وأخخذوا بطريقتهم .

وظهر فى العصر العباسى أقوام شكيون » ينزعون فى الشك متزع السوفسطائية الذين ظهروا فى اليونان والروم » فكان كل ذلك ضِغئا على إبالة : أضاف إلى أساب اللدلاف أسباباً أقرى وأشد خخطراً . ش

التعرض لبحث كثير من المسائل التى ليس فى استطاعة العقل البشرى: الوصول [لها منفرداً عن الشرع » كسألة إثبات الضفات ونفما » ومسألة قدرة العبد بجوار قدرة الرب » وغير ذلك 6 فإن البحث ى هذه المبائل يفسح باب واسعاً من أبواب الاختلاف ». إذ تختلف الأنظار » وتتباين. المسالك . ويتجه كل .انجاها يخالف الآخر ؟ وربما كانت أكثر المسائل التّى .وقع فبا الاختلاف بين الأشاعرة والمعتزلة من هذا القبيل .

ورود اللمأشابه فى القرآن الكريم :

إن بعض ذوى الأفهام حاول الوصول إلى تأويله وإدراك كنه المراد

فاختلفوا فى ذلك » وبعض آآخر » ممن يضربون بينهم وبين الريغ -حجاباً .مستوراً توقفوا +

ب ااه

استنباط الأحكام الاسلامية :

اختلف المسلمون بسبب استنباط الأحكام الإسلامية من الكتاب والسنة إذ تشعبت أمامهم طرق تعرف الأحكام » وكل أخل بما انقدح فى نفسه من رأى » أو بما اقتنع به من حديث أو أثر . وربما كان هذا اللحلاف أخف أنواع الدلاف خطراً » وأقراها أثراً » وأبينها ثمراً » إذ نتج من مجموع الآراء المختلفة المتفارية قانو ن كم ؛ يعادل أحكم- القو انين وضعاً » وأدقها نظاماً » وأعدلها منهجاً » وأقواها على مسايرة الزمن » ومساوقة الفطرة

ظهر القصص فى عصر الشهيد عمان رضى الله عنه » وكرهه على رضى الله عنه حتى أخرج القصاص من المساجد 27 » لماكانوا يضعونه فى أذهان الناس من خرافات وأساطر » بعضها مأخوذ من الديانات السابقة بعد أن دخلها التحريف » وعراها التخبير . وقد كثر القصص كثرة فاحشة فى عصر الأموين وكان بعضه صالحاً » وكثير منه غير صالح . وربما كان السبب فق دخول كثير من الإسر ائيليات فى كتب التفسير وكتب التاريخ الإسلاتى هذا القصص الذى لايتحرى فيه الصدق واللق فى بعض الأحيان . وطبيعى أن أفكاراً غير ناضجة تلقى فى مالس القصص امختلفة قد تكون سبباً من أسباب الملا وخصوصاً إذا شايع القاص صاحب مذهب » أو زعم فكرة » وشايع الآخر غيره » فإن ذلك الحلاف يسرى إلى العامة ؛ وتسوء العقى ؛ وقد كان شىء من ذلك محدث ف العصور السابقة .

. وم يسن إلا الحسن البمرى‎ )١( ) ش (م7- تاريخ الجدل‎

جل المناطو وكطيكلها! سين . 7 قويت الوحدة الإسلامية ى عصر الخليفتن الأولن » حتى إنه ماكان١‏ , يدث خلاف إلا انتبى إلى اماد » ولا افتراق إلا انتبى باتغاق » حتى ظهرت الفتن فى عصر الخليفة الثالث» فاتبم الذين ظلموا أهراءم بغير عم » وانشقت الوحدة الإسلامية ؛ واشعبت من غير تلاق » وانفرعت من غير اتفاق » وركبت الأهواء الرءوس » وقامت فتنة خير وصف لنا ما جاء فى حعيح البخارى : عن أنى هريرة قال : قال رسول الله لَه : « ستكون فتن القاعد فيا خير من القائم ؛ والقائم خصير من الماثى » والماشى خخير من الساعى » من تشر ف طا تستشرفه ؛ فن وجد فبا ملجأ أو معاذاً » فليعل به » ولسنا الآن بصدد بيان هذه الفتن ولككنا ذاكرون آثارها فى الحدل الإسلاتى مع الإشارة إلى أسباما فى موضعه , وقد تناول الجدل فى عصر الخحلفاء الراشدين شعباً ثلاثة : ١‏ جدلا فى الإمامة , ؟- وجدلا فى أصول العقيدة . وجدلا فى الفروع . | ول بكن الجدل فى هذه الشعب بمقدار واحد © بل يتفاوت فا تفاوتاً الإمامة :

قبل أن نذكر لحلاف فى الإمامة والجدل فبها نتقدم بكلمة موجزة عن كتبها والداعى إلما ؛ والشروط الشرعية فها .

5 قال ابن خلدون ق بيان حقيقة الحلافة والفرق بينها وبين الملك : إن الملك الطبعى هو حمل الكافة على مقتضى الغرض والشبوة » والسيابى هو : حمل الكافة على مقتضى النظر العقلى فى جلب المصالح الدنيرية ودفه قع المضار. واتخلافة هى حمل الكافة على مقتفى النظر الشرعى فى تعاطهم | لأخروبة والدئيوية الراجعة إلبا ؛ إذ أحوال الدنيا ترجع كلها عند الشارع إلى اعتبارها

بمصالح الآخرة » فهى ف الحقيقة خلافة عن صاحب الشرع في حراسة الدين وسياسة الدنيا به .

وهذه التفرقة بين الملك والخلافة كانت واضحة فى عصر الخلفاء الراشدين ؛ كانوا رضوان الله تعالل عنهم مقيمين لحدود » منفذين لأحكام الشرع الشرريف » -حراساً على الناس فى تنفيذه ؛ دعاة إليه ؛ مبيدن لأشحكامه ؛ موضحين لما عساه يهم على الناس » وقد كان ذلك شأن اللحلاقة حى انقابت ملكا عضوضاً » كا ورد بذلك الأثر .

ولماف الخلافة من المعنى الدينى ؛ والرقابة على تنفيذ الشرع الشريف كانت من قبيل فروض الكفاية » فيجب على الكافة إقامة خليفة » محيث يمون حيعاً إن م يقر . قال ابن حزم فى كتابه الفصل : اتفق جمييع أهل المئة ؛ وجميسع لمر جئة » وجميع الشيعة © وجميم اللموارج على وجوب الإمامة » وأن الأمة واجب علما الانقياد لإمام عادل » يقم فهم أحكام الله ويسوسبم بأحكام الشريعة الى أنى ما رسول الله مَليْهِ ٠‏ حاشا النجدات

من اللتوارج » فإنهم قالوا : بارع الس فرش الإبانة ؛ وأ ليم أ ينعاطوا اق بينهم : وهذه فرقة ما نرى بق منهم أحد » وه المنسوبون إلى نجدة بن عويمر الحنثى بالمامة » وقول هذه الفرقة ساقط يكنى فى الرد إليه وإبطاله إجماع كل من ذكرنا على بطلانه » والقرآن الكرم والسنة النبرية الشريفة قد وردا بايجاب الإمام » من ذلك قول الله تعالى : ١‏ أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأدر. منكم ( مع أحاديث كثيرة اح ق طاعة الأثمة وإيجاب الإمامة » ثم بين أن الفرض إقامة إمام واحد ولا يجوز إقامة

5 1

إمامين : فقال . . « ثم اتفق من ذكر نا من يرى فرض الإمامة على أنه يجوز كرون إمامين فى وقت واحد ىق العالم » ولا يجوز إلا إمام واحد إلا محمد ابن كراع السجستانى » وأيا الصباح السمر قندى » وأصمابما » فإنبما أجازوا كون إمامين وأكثر فى وقت واحد » واحتج هؤلاء بقول الأنصار أو من قال منهم بوم السقيفة للمهاجرين : منا أمير » ومنكم أمبر ؛ واحتجوا أيضاً بأمر على والحسن مع معاوية » وكل هذا لا حجة لم فيه ؛ لأن قول الأنصار رضى الله عنهم ما ذكرنا لم يكن صواباً » بل كان خطأ » أدام إليه الانجتهاد » وخبالفهم فيه المهاجرون » ولابد إذا اختلف القائلان على قولين متناقضين من أن يكون أحدهما حقاً » والآخخر خخطأ » وإذا كان ذلك كذلك فواجب رد ما تنازعوا فيه إلى ما افرض الله عز وجل للرد إليه عند التنازع ٠»‏ إذ يقول سبحانه : « فإذا تنازعتم فى شىء ء فردوه إلى الله والرسول » إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر » فنظرنا فى ذلك » فوجدنا رسول الله يلتم » قد قال : إذا بويع لإمامن فاقتلوا الاآخر منهما » وقال تعالى : « ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا » وقال تعالى : ٠‏ ولا ثنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ؛. رإذا كان إمامان فقد حصل التفرق امحرم ووجد التنازع » ووقعت المعصية ,

فصح أن قول الأنصار رضى الله عنهم خطأ رجعوا عنه إلى الحق وعصمهم الله من العادى عليه » وأماأ مر على والدسن ومعاوية فقدصح عنالنبى يِلّهِ أنه أنذر مخارجة نخرج من طائفتين » وأنه تقتلها أول الطائفدن باحق , نكان قائل تلك الطائفة على رضىى الله عنه » فهو صاحب البلا شك ع وكذلك أنذر عليه الصلاة والسلام بأن عماراً تقتله الفئة الباغية » فصح أن. عليأ هو صاحب الحق » وكان علق السابق إلى الإمامة فصح بعد أنه صاحبها وأن من نازعه فيبا فخطىء » فعاوية رحمه الله مخطىء ؛ مأجور مرة : نه مجتهد » ولا حجة فى خطأ امخطىء ؛ فبطل قول هذه الطائفة أيضاً . أ ه . باختصار قليل ٠‏

وقد ذكر ابن خلدون شروط الإمامة فال :

ثرا سس

وأما شروط هذا المنصب فهى أربعة : العم ؛ والعدالة » والكفاية ع وسلامة الحواس . واختلف فى شرط خامس وهو النسب القرشى . وقد اشترط ابن حزم أن يكون رجلا لقول رسول الله يلتم : ٠لا‏ يفلح قوم أسندوا أمرهم إل امرأة » .

أما الاختلاف الذي أشار إليه ابن خطدون فى النسب القرثئى فواسم النطاق » مثراتى الأطراف متلش النواحى » قال ابن حزم : اشتلف لقائلون على وجوب الإمامة فى قربش» فذهب أهل السنة » وحميع الشيعة » وبعض المعتزلة » وجمهور الحرجئة إلى أن الإمامة لا تجوز إلا فى قريش خخاصة من ولد فهر بن مالك » وأنهة لا تجوز فيمن كان أبره من غير بنى فهر بن مالك » وإن كانت أمه من قريش » ولا فى حليف » ولافى مول ؛ وذهبت الخواريج كلها » وجمهرر المعتزلة » وبعضي المرجئة إلى أنما جائزة فى كل من قام بالكتاب والسنة » والواجب أن يقدم الحبشى + لأنه أسبل لخلعه إذا حاد عن الطريقة .

ثم قال : واختلف القائلون بأن الإمامة لا تجوز إلا فى قريش . فقالت طائفة : هى جائزة جميمع ولد فهر »ء وهذاقول أهل السنة » وجمهؤر المرجئة » وبعض المعتزلة . . وقالت طائفة:لا تجوز الحلافة إلا فى ولد على ابن أنى طالب . . وبلغنا عن بعض بنى الحارث بن عبد المطلب أنه كان يقول لا نجوز الحلافة إلا فى بنى عبد المطلب خاصة » وبراها فى حميع ولد عبد المطلب » وهم أبو طالب © وأبو لهب ؛ والحارث » والعباس » وبلغنا عن رجل كان بالأردن أنه يقول لا تجوز الحلافة إلا فى بنى أمية بن عبد شمس » ورأينا كتاباً مؤلفاً لرجل من ولد عمر بن اللخطاب رضى الله عنه بحتج بأن المحلافة لا نجوز إلا لولد ألى بكر وعمر رضى الله عنهما . 0

وترئ من هذا أن جماهير العلماء من المسلمين يرون أن الحليفة من قريش ومن عداهم أقل عدداً وأضعف ناصراً » وقد احتج أولئك الكثرة من العلماء محديث الأنمة من قريش » وف روابة : الأمراء من قريش . وإذا رجعنا إلى أقوال الرواة والشراح فى ذلك اللديث نرى أمرين :

اك سه

أحدهما : أنهم اختلفرا فى معناه » فريق سر ج الحديث على أنه خير بما سيقع » وهر أن الإمامة التقيقية الشرعية سككون فى قريش » لاى غير هم ؛ وفريق قال إن المقصود الأمر والتكليف ؛ واستمع إلى ما يقوله ابن حجر فى شرح حديث ابن عمر عن الى يِل ١‏ لا بزال هذا الأمر فى فريش ما بى اثنان , . التقدير لا يزال هذا الآمر أى لا يسمى بالحليفة إلا من يكون من قريش » إلا أن يسمى به أحدهم من غيرهم غلبة وقهراً . وإما أن بكون المراد به الأمرء وإن كان لفظه لفظ الخير . ثم قال : قال التووى : حك حديث ابن عمر إلى يوم القيامة ماب من الناس اشان » وقد ظهر ما قاله يلتم » فن زمنه إلى الآن لم تزل الحلافة فى قريش من غير مزاحمة هم على ذلك » ومن تغلب على الملك بطريق الشركة © لا يتكر أن اللكلافة ف قريش»؛ وإتما يدعى أن ذلك بالنيابة عنهم . ثم قال : قال القرطى : هذا الحديث خبر عن المشروعية أى لا تنعقد الإسامة الكبرى إلا لقرثى » مهما وجد منهم أحد » وكأنه جنح إلى أنه خبر بمعتى الأمر .

لانهما : أن الروابات تضافرت على أن أولوية قرش مقيدة بعد للم ؛ وإقامتهم الحق ٠.‏ بل طاعة كل متول مقيدة بذلك » ومن ذلك ع قوله ننه لقريش : ١‏ أنتم أولى الناس مذا الأمر » ما كنتم على اللميق » إلا أن تعدلوا فتاحوا كما تلحى هذه اللخريدة » . وقوله يلش : و استقيموا لقريش ما استقاموا لكم » إن لم يستقيموا » فضعوا سيوفكم على عر اتقكم ؛ فأبيذوا خضراءهم » فإن لم تفعلوا فكونوا زراعين أَُشسْمّياء » .

ويفهم من كل هذا أن القرشى أولى بالحلافة ما تساوى مع غيره كفاية وعدلا » فإن لم يكن فى كفاية غيره ء وعدالته » فغيره أولى ‏ ويؤيد ذلك ماروى عن عمر رضى الله عنه » أنه قال : إن أدركنى أجلى » وأبوعبيدة حى استخلفته » فإن أدركنى أجلى » وقد مات أبو عبيدة استخلفت معاذ أبن جيل » ومعاذ بن جبل غير قرثى + وقرله يليم ؛ 9اسبعوا وأطيعوا» وإن استعمل عليكم عبد حبشى » كأن رأسه زبيبة ». فهذا وذاك يؤيد جواز أن تكون الولاية فى غير فرشى .

لآم اس

اخمتلافا المسلمين ى الخلافة :

ولنرجع إلى انختلاف المسلمين فى الخلافة فى عصر الحلفاء الراشدين » فنقول:اخختل:. المسلمون بعد رسول الله يَلِثَرٍ » ى شأن من مخلفه فى ولاية أمر المسلمين ؛ فالأنصار رأوا أن الحليفة يكون منهم » لما لى من فضصيلة الإيواء رصرة »ولخي صمحلة الإدلام ؛ ونصراء ادس ين » والدعاة إليه » ولم يروا أن النى يلثم » خصها ببطن من بطون العرب » ولا بقبيلة من قبائلهم . وفريق آخر على رأسبم أبو بكر » رأوا أن الأمر المهاجرين » وفريق ثالث جعلوها فى بنى هاشم » وئادوا بعلى لامتيازه على كل بنى هاشم بالسابقة فى الإسلام » والدفاع عنه » والمواقف ق الحل »؛ والعلم والفقه فى الدين » ولم يدم اللدلاف طويلا : فإن الفريق الوسط قد غلب الفريقين» وتبعه جماهير المسلمين » وسكن الرأى الأول حتى نادى به الخوارج ؛ وحمد الرأى الثالث ححتى استيقظت رءوس الفتن ق عهد الخليفة الشبيد عهان رضى الله عنه»وذلك لأن شخصية الخليفتين » وما قد قدماه من فداء وبلاء عبرا الأنظار » فلم يفكر الناس فى رجعة أو انتكاث .

وفوق ذلك فقد شغل المسلمون بالجهاد فى سبيل الله » والتعاون قى تدبير الأمور لتلك الفتوم التى اتسعت مها رقعة الحكم الإسلاى ؛ ولذلك لم محفظ التاريخ من امحادلات قى الخلافة من لدن وفاة الننبى 2 » إلى الخليفة الثالث عهان رضي الله عنه إلا جادثة الأنصار ر للمهاجرين. » وانتباء الأمر عبايعة ألى بكر رضى الله عنه » وإلا امتناع على رضى الله عنه وبعض أهل بيته ومن يلتمون إليه عن البيعة زمناً قيل إنه ستة أشبر » وما تخلل ذلك من مناقشات له رخى الله عنه فى إثبات حقه فى اللخلافة » وإدلائه إلما بقرابته وسابقته » ولما بايع أحسن الطاعة وم يحدث نفاراً » وم يشاقق نخليفة في| يعتقده حقاً له » فأدى للخلافة حقوقها ٠‏ ولولى الأمر ما يجب له من نصيحة وموعظة حسنة » ومشورة خالصة .

وقد سلك الصحابة ف طريق انتخاب الخلفاء ثلاثة مسالك » لأنهم لم

ب ؤم سس

يدوا نصاً شرعياً بقيدهم بطريق » ويأخذم, بمذهب » إذ الشرع ترك الثاس أحراراً فيه » يسلكون أى مذهب يوحى به العقل » وتوافق عليه الكثرة لأن ذلك يختلف باختلاف الأزمنة » فلم بقيدهم الشرع بطريق قد يصلح فى زمن » ورا لا يصلح ق غيره .

والمسالك الى سلكها الخلفاء :

-١‏ طريقة الانتخاب المباشر من المسلمين » وقد حصل ذلك ف انتخاب ألى بكر رضى الله عنه الذى ثم سريعاً قى سقيفة بنى ساعدة .

؟ - وطريقة العهد لمن بعده» وكان ذلك لا يتم إلا بعد مبايعة المسلمين لمن يعهد إليه » وقد حصل ذلك قى انتحخاب الفاروق عمر رضى الله عنه إذ انحتاره أبو بكر ٠‏ وعهد إليه » ثم أخط البيعة له من المسلمين . ولو أردنا أن نرد الحقائق إلى نصاءها فى هذه الطريقة » لقلنا إن عهد الحليفة ماكان اقتراحاً وقد نفذه المسلمون مبابعتهم ذلك المستخلف . والأمر الذى جعل أبا بكر يعمد إلى ذلك هو خوفه أن يضيع أمر الآمة سدداً بدداً » والجيوش قد ذهبت فاتحة » ضاربة فى الأرض » والأعداء فى كل مكان يتر بصرن الدوائر بالمسلمين ويريدون الفرصة فيلهزوئا .

وطريقة الاختيار الشورى من أشخاص يعينبم الحليفة » ليختار ملهم من مخلفه . وقد فعل ذلك عمر رضى الله عنه عندما ضربه أبو لؤلؤة المجوسى لعنه الله . والذى حصل أن ثلاثة من الستة الذين عينهم عصر ؛ فوضوا لعيد الرحمن بن عوف اختيار على أو عمان » فاختار عمات رضى الله عنه » وبايع الناس » وما اعتر عمان خليفة إلا بعد أن تمت له اأبيعة من المسلرين بالمدينة المثورة . و على ذلك يمكننا أن نقول إن الانتخاب العام كان روح هذه الطريقة » والفرق بينها وبين سابقتها. أن هذه اقتراح باتتسفاب شخص من بين سئة » قال علهم حمر رضى الله عنه أن رسول الله يقر 0 :مات وهو علهم راض » فم جد لأحدهم نضلا على الآخرين » و يرد أن يتتحمل التبعات ححياً وميتاً .

ع اقذأراس

لفن ى عهد عهان رضى الله عنه ٠‏

استيقظت الفتن فى عهد الشهيد عمان رغضى الله » وكان العامل فا خسة عناص : ْ

أونما : سماحة القرشيين وكبار المهاجرين والأنصار بالذهاب إلى الأقالم ء فإن أولئك ذهبوا إلى البلاد » فانسابرا فما بعد أن كان عمر رضى الله عنه قد منعهم منها » وقد كان فهم جرأة على الحكام بسب بقدمهم السابقة فى الإسلام » ثم من القرشين من كونوا أرستقراطية عربية » لها مجالس خاصة ؛ ٠‏ ومميزات تجعل لم الصدر » وقد اختلفوا فى هذه امالس ؛ وتناولوا الخليفة وعماله بالنقد» ومنالمهاجرين الأولين من رأى أعمالا ينكرها » وأموراً م يقرها ؛ فشدد النكير بسبها على الحليفة » وعماله » كنا فعل أبو ذر رضى الله عنه » فإنه يروى أنه كان يقول فى الشام : والله لقد حدثت أعمال ما أعرفها » وال ما هى فق كتاب الله » ولا فى سنة تبيه يكم » والله إنى لأرى حقاً يطفأ » وباطلا بحيا » وصادقاً مكذباً » وأثرة بغير تق » وصالطاً مستائراً عليه : فقال حبيب بن مسلمة الفهرى لمعاوية : إن أبا ذر لمفسد علبكم الشام » فتدارك أهله » إن كان للك فيه حاجة » وقد كثرت أقواله على هذه الشاكلة حتى شكى معاوية إلى الخليفة المقتول عمان رضى الله عنه منه » فآمره عهان بأن محمله إليه .

وثرى من هذا كيف كان سماح عمان لؤلاء العلية من الصحابة فانحا باباً لنقد أمره بين أقوام قريبى عهد بكفر ؛ أو دلوا فى حكم المسلمين كار هن لا طائعين ؛ ولو أبقاهم جواره لاستطاع أن يحد متهم المستشارين والمعيندن إن أراد ذلك .

انها : اشتهار سيدنا عمّان رضى الله عنه نحبه لأقار به وليس ى ذلك من إثم ولا لوم » ولكنه وثق بكثير من الأمويين وهم أسرته © وبعضيهم ليسوا بأهل هذه الثقة » فكان يستشيرهم فى كثير من أمور الدولة » وبذلك نفر منه عظماء من علية الصحابة ذوى السيق فى الإسلام » كطلحة » وسعد

سد ,ةا مس

ابن أ وقاص ؛ والسيدة عاأئةة أم ' اؤمنن 3 لهم رأوه قل أنخمذ يشاور هؤلاء بدل أن يشاور أولئك السابقين الأونين من المهاجرين والأنصار » والذين اتبعرهم بإحسان , وقد كان عمر رضى الله عنه قد اختص بشوراه اللخاصة أولئك الممتازين » وكان كلا جد أمر من الأمور ذوات الحطر جمع سكان المدينة أمعين » واستشارهم فى شورى عامة .

وقد كان أولئك الأمويون يحاولون القبض على ناصية الأمور . يروى أن عمّان لما أحاط به المصريون والكوفيون والبصريون » استعان بعلى رضى الله عنه فى صرف المصريين » فصرغهم © وأشار عليه غلى بأن يكلم الناس بكلام يسمعونه م يشهد الله على ما فى قلبه من التزوع والإنابة » فتك بكلام ؛ فرق له التاس 6 وبحى كثير ون مهم ع وارثئدث القلوب الشاردة وكادت القضب ترجع إلى أجفانها ؛ وتموت نوازع الشر فى خلاياها » ولكن مروان جاء إليه » وقال له بأى أنت وأى » والله لوددت أن مقالتنك هذه كانت» وأنت متنع منيع » فكنت أول من رضى با » وأعان علا » ولكئلك قلت ما قلت حين بلغ احزام الطبيين » وخلف السيل الزبى » وحين أعطى الخطة الذليلة الذليل » والله لإقامة على خطيئة تستغفر منها أحمل من توبة توف علبا . وإنك إن شنت تقربت بالتوبة » ولم تقر بالحطيئة » وقد اجتمع إليك على الباب مثل الحبال من الناس » فقال عهان : فاخخرج إلهم , فكلمهم ؛ فإنى لأستحبى أن أكلمهم » فخرج مروان إلى الباب والناس يركب بعضهم بعضاً » فقال: ما شأنكم ٠‏ فقد اجتمعم كأنكم قد اجتمعتم نبب »: شاهت الوجوه ؛ وكل إنسان آتحذ يأذن صاحيه » جثتم تريدون أن تتزعوا ملكنا من أيدينا » اخرجوا عنا . أما والله لأُن رميتمونا ليمرن عليكم منا أمر لا يس سكم 6 ولك نحمدوا غب رأيكم . ارجعوا إلى منازلكم » فإنا والله ما نحن مغلوبين على ما فى أيدينا 9 .

69 الطير ى المزء الخامس صففحة ١١19‏ » قد نقل ذلك الطيرى » وهو من الدمّات 2 ونبتى كيف يكون وقم هذا الكلام فى النفوس » لابد أن يكون بأسا من إشكاء ؛ وهم اليأس العصيان ء وكذاك كان . 1

اكب

الثها : تولية بعض العال فإنهم لم يكونوا من ذوى السبق » وبعضهم قد أباح سيدنا محمد يَرْلِيَرٍ دمه » إِذْ ارتد بعد إيمان » وهو عبد الله بن سعد ابن ألى السرح ولاه أمر مصر بعد عمرو بن العاص » فاكتسب منتمرو عدوا فقد أحذ عمرو يؤلب الناس على عثان » ححتى إنه روى فى الطبرى أنه كان يقول : والله إن كنت لألى الراعى فأحرضه عايه . وأما عبد الله بن سعد فد كانت ولايته مصر سبباً لنشر قالة السوء عن سيدا عئان رضى الله عنه إذ أخل الئاس يتتحدثون فى شأن توليته ؛ وهو الرجل الذى آمن ثم كفر » ثم كذب على رسول الله َلثم » وادعى أنه لبس على المسلمين دينهم » إذ قال إنه كان يكتب القرآن الكر يم خلاف ماكان يأمره به يلتم ؛ وغير ذلك هن الدعاوى اللحطرة الى نسبت إليه .

وفوق هذالم يكن البر الرحم الذى يأسو اراح الناغرة بحسن سياسة) ويرقاً النفوس الثائرة متذق وكياسة » بل كان فى سياسته العنف الذى لم يمازجه عدل . أهل مصر جاءوا يشكون ابر شبدده فيه ؛ فألى أبن أبى السرح ١‏ بعض من آ تأه من قبل عمان من أهل مصر ء حتى فئله ؛ فابطر إلى الرجل كيف يستبين بأمر أمير المؤمنن » وكيف تدنعه غوايته إلى الحرأة على إبذاء من أوصام بالعدل بينهم » والرأفة مبم . ثم إذا شعر الناس بآن أمر الخليفة بون على من ولاه » ألا ييسون من إقامة العدل » وق اليأس فتح باب حول بين الشعوب ؛ والنزوع إلى الفتن والآثام والشرور .

رابعها : لين سيدنا عمان رفى الله عنه :

لم يكن سيدنا عان رجلا عنيفاً من يأخذون الأمور بالشدة » ويعالجونما

سالآة س

وكثير من الفئن لا تعالج إلا بالسيف ولاتؤخط إلا بالشدة » ولو أن سيدا عمّان رضى الله عنه أخذ أولئك العصاة بالشسدة عندما تحركت رءوس إلى الانتقاض » وقضى على فتنهم حتى أيأسبم من أن تكون الثورة وسيلة للعلاج » ثم بعد ذلك يأخذ فى رد الأمور إلى نصاءها ومعالمتها » وأبعد الولاة الذين كانوا سبباً فى شيوع القالة وانتشار السوء » او فعل ذلك لنجا ) ولكنه آثر العافية للناس » وكان أهل المدينة وعظماء الصحابة كلا هموا حمل سيوفهم للوقوف فى وجه أولئك الذين ساوروا المدينة ثبطهم ومنعهم ) فإن الرواة يقولون إن مامائة من الصحابة كانوا على استعداد لحمل السلاح » وكلهم من بقايا السيف » وبقابا السيف أب عدداً » وأحفظ للبيضة » وأشد من بحامون عن الحوزة » وقد منعهم سيدنا عمان من التقدم لإخراج هؤلاء إيثاراً للعافية » .ومنعاً للقتل والقتالك » فكان هو رضي الله عنه أول فداء » وأول قربان أل فى تلك الشران التى تأججت .

خامسها : وهو أعظم الأسباب » وجود طوائف من الناقين على الإسلام الكائدين له بين ربوع المسلمين » فعملوا على تفريق أهله » وتمزين وحل” نهم » وتضييعهم سلداً بدأ » ولاجامعة تجمعهم . وكان أولئك يلبسون لباس الغيرة على الدين » ويشيعون السوء عن عهان ؛ ويذكرؤن علياً بالخير » وينشرون روح النقمة والعرد ببن الشعوب الإسلامية » ويتعخذون من بعض ما يفعله ولاة لعثيان ما يبنون عليه دعوتهم » لآنهم يحبون أن تشيع المظالم فى الذين آمنوا » بوكان الطاغوت الأكبر نرلاء حيعاً عبد الله بن سبأ . واستمع إلى ما يقوله الطبرى فيه : كان عبد الله بن سبأ وودياً من أهل صنعاء » أمه

اعد ماد م مل ف دا اين ,عاو طلام؛ بدا ببلاد الحجاز » ثم البصرة ٠‏ ثم الكوفة ٠‏ ثم الشام » فلم يقدر على ما بريد عند أحد من أهل الشام ؛ فأخر جره 3 حى أن مصر » فاعتمر فهم ء فقال لم فيا يقول > لعجب ممن يزعم أن عيسى يرجع » ويكذب بأن حمداً لم يرجع » وقد قال عز وجل : « إن الذى فرض عليك القرآن لرادك إلى

56

معاد » . فحمد أحق بالرجوع من عيسى » فقيل عله » ووضم لم الرجعة » فتكلموا فبا . ثم قال للم بعد ذلك : إنه كان ألف لى ؛ 1 ولكل نبى وصى » وكان على وصى محمد . ثم قال : محمد نياكم الأنبياء وعلى خاتم الأوصياء » ثم قال بعد ذلك من أظل من لم يز وصية سول الله كته » ووثب على وصى رسول الله يليمِ ؛ وتناول أمر الأمة » ثم قال مم بعد ذلك إن عئان أخذها بغير -حى ؛ وهذا وصى رسول الله ب فاميضوا فى هذا الأمر فحركوه » وابدءوا بالطعن على أمرائكم ٠»‏ وأظهروا الأمر بالمحروف والنبى عن المنكر تستميلوا الناس ٠»‏ وادعوههم إلى هذا الأمر » فبث دعاته ؛ وكاتب من كان اسنخض فى الأمصار » وكاتبره : ودعوا فى السر إلى ما عليه رأمهم » وأظهروا الأمر بالمعروف والهى عن انكر » وجعلوا يكتبون إلى الأمصار كنبا يضعونها فى عيوب ولاتهم ؛ وبكاتتهم إخوائهم بمثل ذلك . ويكتب أهل كل مصر منهم إلى مصر آخر عا يصنعون فبقرؤه أوائك فى أمصارهم ؛ وهؤلاء أمصارهم ٠‏ حتى تناولوا بذلك المدينة » وأوسعوا الأرض إذاعة » وهم يريدون غير ما يظورون ويسرون غير ما يبدون ؛ فيقول أهل كل مصر إنا لفى عافية مما ابتى به هؤلاءء إلا أهل المديئة . فإنهم جاءم ذلك عن جمسع الأمصار » فقالوا : إنا لى عافية ما فيه الناس .

انظر إلى أولئك المنافقين الذين يعيثون فى الأرض كيف ملأون الحو صياحاً » ويجارون بالشكاوى الكاذبة » ونبئئى كيف يكون حالم إذا وجدوا هناة لأمر ؛: أو ذثباً سابقاً أو لا حقاً لوال » لا بد أن يذيعوه وينشروه ؛ تملئوا تفوس الناس بأن أمر الآمة قد فسد وضاع » ولبوقظوا فيهم إحساساً بأن ظلماً واقع » وعدلا ضائع » ويشعروه باليأس من النصفة إلا بتغيير ؛ وفى التغيير تأريث للعداوات وتذكية لنيران الأحقاد » وفتح أبواب الشر على مصاربعها ' نتفشل الآمة » وتذهب ريحها » وذلك ما يبغون .

تضافرت الأسباب السابقة » فأوجدت ثلك الفئّن الى ابتدأت بقتل .ذلك

85 سس

الخليفة الشهيد » وانتبت بتقسم الأمة الإسلامية إلى فرق وشيع وأحراب تتجادل أحياناً باللسان » وتتناحر أحياتاً بالسيف .

ف ظل تلك الفئن نبتت الشيعة » وإن كان لعلى أنصار فى الحقيقة » قبل ذلك يرجع وجودهم إلى الحلاف الأول الذى نشأ » بعد وفاة التى يِل 2 ولكن لم يأخمذوا شكل طائفة تجمعها آراء ومبادىء تتعلق بالإمامة » إلا بعد أن أخد عبد الله بن سبأ يدعر دعوته هذه » وينشر ذلك الرأى الذى ارتآه طريقاً لغابته » ولما قتل سيدنا على رضى الله عنه أخذت آراء الشيعة تنسع وتنقسم فرقاً مختلفة على ما سبين إن شاء الله تعالى عند الكلام على الشيعة

وى صدى هذه الفئن » وآ ثارها الى استمرت طول مدة الخليفة الرابع على كرم الله وجهه » وجد الحوارج الذين خخرجوا على على رضى الله عنه بعد التحكم » وأخذوا ينادون بثلك الكلمة التى كانوا يرددونها وهى «لاحكم إلا لله » وقد أخذوا يجادلون علياً : وعلى يجادلم » حتى قتلوأ عبد الله بن خباب بن الآأرت » ول يسلموا قائله » وقالواءكلنا قتله » فقاتلهم على رضى الله عنه حتى كاد يبيدهم .

الجدال ف الحلافة ق هذا العصر :

كثر الجدال ف الحلافة الإسلامية فى ثلاثة أدوار ى عصر الخلفاء الراشدين : فنى الدور الأول كان بدور الجدل أولا حول استحقاق الأنصار و المهاجرين للخلافة»وكان الأنصار يحتجون بالنصرة والإيواء » والمهاجرون ولون أسلمنا قبلكم وقدمنا فى القرآن الكريم عليكم » ويحتجون بأنهم أقر باء ى مله » وقد انتبى ذلك الجدل بالإقرار للمهاجرين » وقد كانت زوح .بن تسود المتجادلين » والإخلاص كان يسيطر على الفريقين » و لذلك انتبى لاف وشيكا . وقد عقب ذلك خخلاف آخر قوامه شعور على بأنه أحق لافة لقرابته القريبة » وهو يحتج بقوله تعالى : « وأولو الأرحام بعضهم ببعض ف كتاب الله » . ويمتج بأن المهاجرين احتجوا بان رسول الله يلل ففازوا » وإنة يكن الفلج ل فالهاشميون أؤلى » لأنمم الأقربون » وإلا

د 356 اس

فالأنصار على حجتهم . وقد انتبى ذلك الجدل ببايعة على رخى الله عنه ' لأى بكر نخليفة رسول الله يلتم » لأنه لم برد لهذه الأمة شقاقاً ولانفاراً » فاخلاص الصحابة هو فى الحقيقة الذى حسم الداء .

أما الدور الثاى فقد كان فى تلك الفتن التى قامت فى آخر عصر الخليفة الثالث رفي الله عنه » وقد كان بعضه يحرى سراً فى الأقالم كالذى كان يجرى بن السبعية فها بينهم » وقوام هذا النوع الغرض » وقصده الكيد » فهو من نوع التآمر المفسد » وكان بعضه يجرى علناً فى صورة شكوى من الظلم والظالمين » .وبعضه كان يحرى فى صورة نقد ما كان ينتقد بعفضض الصحابة رضى الله تعالى عنهم أعمال سيدنا عمان . ربعضبم كان يصارحه با . وبعضهم كان يتحدث فى المجالس ناقداً مستنكراً ما كان يفعل عمرو بن العاص بعد عزله » وعمار بن ياسر وطاححة وعبد الر حمن بن عوف » السيدة وعائشة رفضى اله تعالى عنها وغيرهم .

وكان عمّان رضى الله عنه إزاء نبال النقد التى كانت تصوب إليه من كل ناحية يدافع عن نفسه وعن ولأنه » ويرد على ما مباجمه به خصومه ٠‏

وإنا ناقلون للك مجادلتين من المحادلات لتعرف منبما شكلها » وروحها والدوافع إلمها :

إحداهما : أنه لما كثرت القالة فى شأن عمّان رضى الله عنه وعماله » اجتمع نفر من أصءاب رسول الله َل » فكلموا على بن أنى طالب فدخل على عهان ؛ وقال له : الناس ورا » وقد كلمونى فيك والله ما أدرى ما أقول » وما أعرف شيئاً تجهله » ولاأدلك على أمر لاتعرفه » إنك لتعلم ما نعم » ها سبقناك إلى شىء فنمخرك عنه » ولا خلونا بشىء فنبلغكه » وما خخصصنا بأمر دونك » وقد رأيت وسمعت وصبت رسول الله يلم ؛ ونلت صبره . وما ابن ألى قحافة بأولى بعمل الحق منك » ولاابن اللنطاب بأولى بشىء من اللسير منك » وإنك أقرب إلى رسول الله يله رحا , ولقد نلت من صبر رسول الله يلك مالم ينالا » ولا سبقاك إلى شىء »

اكقاب

فالله الله ى نفسكك * فإنك والله ما تبصر من عمى » ولا تعلمى من جهل وإن الطريق لواضح بين » وإن أعلام الدين لقائمة » تعلم يا عممان أن أفضل عباد الله عند الله إمام عادل. هدى وهدى ع فأقام سنة معاومة'» وأمات' بدعة متروكة » فوالله إن كلا لبين » وإن السنن لقائمة , لها أعلام » وإن شر الناس عند الله إمام جائر ضل + وضل به ء نأمات سنة معلومة ؛ وأحيا بدعة متروكة » وإلى معت رسول لله يلل » يقول : يؤى بوم القيامة بالإمام الجخائر » وليس معه نصير ولا عاذر ؛ فيلق قى جهنم » فيدور ف جهم كا تدور الرحى » ثم يرتط فى شمسرة جهنم ؛ وإنى أحذرك الله وأحذرك سطوته ونقمانه » فإن عذابه شديد ألم » وأحذرك أن تكون إمام هذه الآمة المقتول»فإنه يقال : يقتل فى هذه الآمة إمام فيفتح علبا الفتل 1 والقتال إلى يوم القيامة » وتلبس أمورها علها » ويتركهم شيعاً » فلايبصرون لمق » لعلو الباطل » يموجون- فبا موجا » ويمرجون فبا مرجاً » فقال عمان : قد والله علمت ليقولن الذى قلت . أما والله لوكنت مكانى ماعنفتك » ولا أسلمتك » ولا عبت عليك ؛ ولا جئت منكراً إن وصلت رحا وسددت خلة » وأديت ضائعاً ووليت شبباً من كان عمر يولى » أنشدك الل ياعلى : هل تعل أن المشيرة ابن شعبة ليس هناك : قال نم » قال فتعلم أن عمر ولاه » قال نعم ء قال فلم تلومنى » إن وليت ابن عامر ل رحنه وقرابته : قال على:سأشيرك إن عمر بن اللحطاب كان كل من ولى » فإثما يطأ على صماخه » إن بلغه عنه حرف جلبه » ثم بلغ به أقصئ الغابة » وأنت لا تفعل » ضعفت » ورفقت على أقاربك ٠»‏ قال عمان : م أقاربك أيضساً » فقال على : لعمرى إن رحمهم مى لقريبة » ولكن الفضل فى غيرهم . قال عّان: : هل تعلم أن عمر ولى معاوية نلافته كلها ؟ فقد وليئه » فقال على : أنشدك هل تعل أن معاوية كان أخوف من عر من برف غلام حمر منه .. قال نعم' : قال: فإن معاوية يقنطع الأمور دونك » وأنتدلا تعلمها ». فقول للناس: هذا أمر عمّان ء فيبلغك ولاتغير على معاوية , ثم خرج على من عنده © , 1

(1) الطرى جرء غامس صنسة باه .

ب لاى -

ويسنتبط القارنىء هذه المحادلة :

. ألم سيذنا عمان لتشئيع الناس عليه واستتكان الصحابة له‎ ١

؟! وأنه لايرى تولية الأقارب]لايراً برمه » مادام لم يقرهم على ظلم >

وإنه مختار ولاة لا يقلون عن عمر » فيرد عليه على بأن المأخوذ عليه ضعفه ورفقه مهم » واستبدادهم بالأمر دونه » وبأن الفارق بينه وبين مسر أن عمر كان شديداً على ولاته سهابونه ويخافونه فلا يقطعون الأمور دونه .

| فالجدل بحوم حول العمال وشئوتبهم والحك, علهم ؛ وهذه صورة .لما كان يجرى بين الناس عامة » والصحابة نخاصة » وتلمح قى ثبايا الألفاظ شيئاً من تجانى النفسين » وإن كان كلاهما يريد هداية لاغواية فها » وحما قائما لاظلم مجانبه » فالصورة الى تعطا لنا هذه انجادلة 00

أ التجاق بين المتجادلين .

؟- الختلااف وجهة النظر ؛ وإخلاص كل منبما فها يرى .

انيما : أنه لما جاء وفد الكوفيين والبصريين معنرضين على عمان. جمعهم ف المسجد » وقد أحاط بهم أصداب رسول اله يَلقرٍ » فقال : بعد كلام » إن هؤلاء ذكروا أموراً قد علموا منها مثل الذىعلءتم ؛ إلا أنهم زعموا: أنهم يذاكرونها » ليوجبوها على عند من لا يعلم ؛ وقالوا : أنم الصلاة . السفر وكانت لا تتم . ألا وإفى قدمت بلدا فيه أهلى ٠‏ فأنممت » أ كذلك * قالوا:اللهم نعم : ؤقالواتحميت حمى ؛ وإفى والله ما حميت حمى قبلى » والله. ما موا شي لأحد :ما جروا إلا ما غلب عليه أهل المدينة » ثم لم بمنعوا من رعيه أحداً واقتصروا لصدقات المسلمين يمحمونها » لثلا يكون ببن من يلها وبين أحد تنازع ؛ .ثم مامنعوا ولا تحوا من! أحد ؛ ومالى من يعبر غير راحلين » ومالى ثاغية ولا راغية » وإنى قد وليت » وإنى أكثر العرب بعيرا وشاة » فالى اليوم شاة ولا بعير غير بعير ين لحجى » أ كذلك ؟ قالوا:اللهمنم .

رم 7 - تاريخ الجمل »

33 هذاه

-.وقالوا كان الرآن الكريم كتباً فتركثها إلا واحدة . ألا وإن القرآن واحد » -جاء من عند واحد » وإتما أنا فى ذلك تابع » أكذلك ؟ قالوا نعم , وقالوا » إنى رددت الحكر ؛ وق سيره رسول الله يلم » من مكة المكرمة إلى الطائف ثم رده رسول الله يلقم » فرسول الله يلتم سبره » ورسول الله يلثم رده ؛ أكذلك ؟ قالوا اللهم نعم . وقالوا استعمات الأحداث » ولم أستعمل إلا مجتمعاً مختملا . مرضياً وهؤلاء أهل عملهم ظ فساوهم عنه ؛ ومؤلاء أهل بلدهر . ولقد ولى من قبل أحدش منهم » وقيل فى ذلك لرسول الله يلت أشد مما قبل لى فى استعاله أسامة » أ كذلاث ؟ قالوا. اللهم نعم . قال -: يعيبون للناس «ما لا يفسرون.وقالوا أنى أعطيت ابن أنى سرح ما أفاء الله عليه وإنما نفلته نمس ما أفاء الله عليه من الحمسن 4 فكان مائة ألف + وقد أنفذ مثل ذلك أبو بكر وعمر رف الله عنهما » فزع المند أمهم يكرهون ذلك ». فرددته :علمهم » وليس ءذاله للم أكذلك ؟ قالوا نعم . وقالوا إنى أحب أهل بي .وأعطهم ٠»‏ فأما حى فإنه لم يمل معهم على جور » بل أحمل الحقوق عامهم وأما إعطازهم فإنى أعطهم من مالى » ولا أستحل أموال المسلمين لنفسى : .ولا لأحد من الناس » ولقد كنت أعطى العطية الكبيرة الرغيبة من صلب «مالى أزمان رسول الله ينه وأبى بكر وعمر رضى الله عنهما » وأنا يومعذ -حريص شحيح أفحين أتيت على أسئان أهل بتى » وفتى عمرى : .وودعت الذى لى ق أهلل » قال الملحدون ماقالوا . وإنى والله ما حملت على مصر من الأمصار فضصلا » فيجوز ذلك أن قاله » وقد رددته عليهم وما قدم على الأحماس » ولا يحل لى منهم شىء » فولى المسلمون وضعها فى أهلها دوي . . وما “كل إلا من مالى . .

وترى من .ذلك الدفاع الحكم الذى دافع به سيدنا عان رضى الله عنه وساجل الصحابة فيه وذاكرهم إياه صورة لما كان يجرى من النقد المر العنيف له رضى الله عنه » وما كان يشيعه السبئيول من قالة السوء . وما يعثلون على ترويحه من باطل مزيف » فقد أجمسل رضى الله عنه ذكر. الاعتراضات التى كانوا يعترضون مها عليه » وبين وجه الحق فيا يفعل » وأنه

سه 55 س

كان على ببلِ من أمره » وعلى حجة من دينه » ولكنبم مغرضون لابريدون رشادا » ولاييغون سداداً . فجادلته لم مجادلة رجل مخلص مع آخر يتربص به الدوائر » ويتسقط هفواته لينفذ أغراضاً ويلق فى نفوس عنه إعراضاً : ومن كان شأنه كذلك لا تقدمه الحجة » ولا.بديه الدليل . ومن يضلل الله فلا هادى له ,

أما الدور الثالك فقد كان بعد أن بويع على رضى الله عنه باللحلافة » فقد تقدمت طائفة من كبار الصحابة تناقش علياً الحساب » وتدعوه إلى القصاص من قتلة عمان رضى الله عنه ؛ وقد حاول على رضى الله عنه أن يعرف القاتل.من بينهم » فا استطاع إليه سبيلا : وانتظر أن بجىء أولياء الدم يرفعون الأمر إليه » ويطلبون القود » وبمعاونتهم يستطيم العثور على القائل » ولكن بدل أن يأ أولئك الأولياء بما هو الشرع » أنحذوا يتهمون علياً بالممالأة فى قتله » وحماية القائلين » وصار الأمر هرجا » وتقدم جمع من المسلمين على رأسهمالسيلاة عائشة رضى الله عنها » وطلحة والزبير » وحاربوا علياً فى واقعة الجمل المشبورة » وقد نخلل ذلك مجادلات كشرة:فى ذلك الموضوع . منها ما جاء فى العقد الفريد عن ألى حرب عن ألى الأسود عن أبيه » قال خرخت مع عمران بن حصين وعمان بن حنيف إلالسيدة عائشة ع فقانا: أخمر ينا عن مسيرك هذا » عهد عهده إليك رسول الله يَلنَمِ » أم رأى رأبتيه . قالت:بل رأى رأيته حين قتل عهان بن عفان » إنا نقمنا عليه ضر به بالسوط » وموقع المسحاة المحماة » وإمرة سعيد والوليد . وعدوتم عليه فاستحللتم منه الثلاث : حرمة البلد » وحرمة الخلافة » وحرمة الشهر الحرام أمرك إن مصصتموه كا يماص الإناء » ففضبنا لكم من سوط عمان » ولا نغضب لعمان من سيفكي ! !| ! قلنائما أنت. وسسيفنا وسوط عمان » وأنت حبيس يلب ؛ أمرك أن تقرى فى يبتك »© فجفت تضريين الناس بعضهم ببعض . قالت:وهل أحد يقاتئنى أو يقول غير هذا ؟ قلنا: نعم قالت ومن يفعل: ذلك » هل مبلغ عنى يا عمران ؟ قال :. لنت مبلغاً عتلك.

ب +*١٠ا‏ اه

حرفا واحداً . قلت لكتى .بلغ عنك ء فهات ماشئت .. قالت : اللهم افتل مذئماً قصصاً بعهان وارم الأشثر بسبم من سهامك لايشوى ٠‏ وأدرك عماراً بحدرته على عمان .

وبعد واقعة الجمل » ظهر طمع معاوية فى الخلافة وإن كان قد ستكره 0 بطلب قتلة عمان . وكان جدل كثير بن المسلمين أسهما أسحق باللحلافة »

نت المراساة دائمة بين معاوبة وعلو نبصورة واضحة لهذا الجدل » وإنا

0 أنى طالب رفى الله عنه يتبين لك منه كيف كان -جدل الرجلن » وكيف كان محتج كل لحقه » وها هو ذا :

أما بعد ققد أتانا كتابك تذكر فيه اصطفاء الله حمدا يلقي وآله لديئه » وتأييده إياه بمن أيده من أصصابه » فلقد خبأ لنا الدهر مئلك عجباً » إذ طفقت تخير نا ببلاء الله عندنا » ونعمته علينسا فى نبينا » فكنت فى ذلك كناقل القر إلى هجر ء أو داعى مسدده إلى النضال . وزعت أن أفضل الناس فى الإسلام فلان وفلان أمراً إن تم اعتزلك كاه . وإن نقص لم يلحقك ثلمته . ما أنت والفاضل والمفضول » والسائس والمسوس ع وما للطلقاء وأبناء الطلقاء ع والمييز بن المهاجرين الأولين ؛ وترتيب درجامهم » «وتعريف طبقانهم .هببيات لقد حن قدح ليس منها ٠‏ وطفق يحكم فيس من عليه » ألا تربع إلى الإنسان على ظلعك وترضى بقصور ذرعلث » وتتأخر حيث أخخر لك القدر “ا عليك غلبة المغلوب ولا ظفر الظافر . وإنك لذهاب ف التيه ؛ رواغ عن القتصد ؛ ألاترى غير مخر » ولكن بنعمة الله أحدث أن قوماً استشبدوا فى سبيل الله من المهاجرين ولكل فضل » ححتى إذا «استشهد شبيدنا قيل سبد الشبداء ع وخصه رسول الله يَلتَمْ » بسسبععين تكبرة عند صلاته عليه », أولاثرى آن. قوماً قطعت أيدمهم فى سبيل الله ؛ ولكل فضل » ٠‏ حتى إذا فعل بواحدنا ما فعل بواحدهم قبل الطيار فى المنة وذو الجناحين » ولولا ما: نمى الله عنه من تزكية المرء نفسه لذكر ذا كر فضائل حمة تعرفها قلوب الو منين ه ولا نمجها آذان السامعين»فدع منك من

- ١٠١١ هس‎

مالت به الرمية ٠‏ فإنا صنائع ربنا » والناس بعد صنائع لنا » لم بمنعنا قدريم عزنا » ولا عادى طولنا على قومك إن خلطنا م بأنفسنا » فلكحنا » وأنكحنا فعل الأكفاء » ولستم هناك » وأنى يكرن ذلك كذلك » ومنا لنى ييه » ومنكم المكذب » ومنا أسد الله ومنكم أسد الأحلاف ؛ ومنا سيد شباب أهل الجنة » ومنكم صبية الثار ؛ ومنا خخعر نساء العالمين » ومنكم حمالة الطب » ق كثير مما لنا ٠‏ وعليكم . فإسلامنا قد سمع ء وجاهليتنا لاتدفم؛ وكتاب الله جمع ماك شل عنا » وهو قوله تعالى : « وأولو الأرحام بعضهم أولى يبعض فى كتاب اله ؟” » وقوله تعالى : « إن أوللى الناس بإبراهم للذين اتبعوه وهذا الذى والذين آمنوا والله ولى المزمنين» . فنحن مرة أولى بالقرابة وتارة أو بالطاعة . ولما احنج المهاجرون على الأنصار يوم السقيفة برسول الله يلثم : فلجوا علهم » فإن يكن الفلج به » فالحق أنا دونكم ؛ وإن يكن بغبره فالأنصار على دعواهم . ْ وزعمت أنى لكل اللحلفاء حسدت » وعلى كلهم بغيت » فإن يكن ذلك كذلك فلست الجناية عليك فيكون عذرها إليك ؛ وئلك شكاة ظاهر عنك عارها . وقلت إفىكنث أقاد ما يقاد الجمل اممشوش حتى أبايع ؛ ولعمر الله أردت أن تذم فدحت » وأن تفضح فانتضحت ؛ وما على المسلم من غضاضة فى أن يكون مظلوماً » مالم يكن شاكا فى دينه » ولا مرتابا بيقينه » وهذه حجتى إلى غبرك قصدها » ولكنى أطلقت لك مها بقدر ما سئح من ذكرها . ش ثم ذكرت ماكان من أمرى وأمر عمان فلك أن جاب عن هذه لرحمك منه ع فأينا كان أعدى عليه » وأهصدى إلى مقائله » أمن بذل نصرته فاستقعده واستكفه ؟ أم من استنصره فتراخى عنه » وبث المنون إلبيهء حي أنى قدره عليه ؟ كلا والله.: ١‏ لفد عل الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هل إلينا ؛ ولا بأثرن البأس إلا فليلا » : وما كنت لأعتذر من ألى أنقه عليه أحدائاً » فإن كان الذنب إليه

| 5

إرشادى وهدايى له فرب ملوم لاذنب لمء وقد يستفيد الظنة المتنصح : و إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيق إلا بالله عايه توكلت وإليه أنيب ) .

وذكرت أنه ليس لى ولأععالى إلا السيف » فاقد أضحكت بعد استعبار» مى ألنيت بى عبد المطلب عن الأعداء ناكلين » و بالسيف مدوفين ؛ لين فلولا يلحق الميجا حمل فسيطابك من تطلب » ويقرب منك ما تستبعد » و أنا مرقل وك فى جحفل من المهاجرين والأنصار والتابعين لم بإحسان»شديد زحامهم * ساطع قتامهم ؛ متسربلين سربال الموت » أحب اللقاء إليم لقاء رهم » قد صحبتهم “ذربة بدربة » وسيوف هاشمية قد عرفت مواقع نصاها فى أخيك وخخالك وجذك » وأهلك ( وما هى من الظالمين ببعيد ) .

وثرى من ذلك الكتاب كيف” الحدة مسيطرة على الفريين المتناظرين وكل مجادلة بينهما بتبادل كتب كانت توسسع الهموة : وتمزق اللحرق ٠»‏ ولا ترقق الفتق »© وإذا التقوا إلى فكرة جامعة فى مراسلة تثافرا بعدها » واشتد النغار » وأحد الفريقين يحتج بالسابقة فى الإسلام » والقرابة القريبة كا ترى » والآخر وهو معاوية لا يفضل نفسه على على » ولكن يلطخه بدم عمان رضى الله عنه » وبثير شبهات حوله وحول أعماله مع اللخلفاء السابتين » ولكل أقوام يصدقون دعوته » ويصدرون عن رأيه » وينبضون محجته؛ و قدلبس الح ؛ وغشى بستائرمن بطلان » ولوكانت الحسجة وحدهاتشق حجب الظلمات لكان ما أدلى به على رضى الله عنه كافياً لإزالة الشبات ؛ ورد الحق إلى نصابه » ولكن الحجة لا تكنى إلا إذا كانت النفوس على فطرئها » ول تعبث .با مطامع وأغراض » وسبحان من تنزه عن اللبطأ والغرض واختص بالعلم وهو الواحد القهار . '

وقد استمر الجدل بينهما فى شأن الحلافة حتى كان التحكيم ٠‏ فلما كان انشقت الوحدة فى جئود على رضى الله عنه : وأصبح بأسبم ينهم شديداً , وانتقلت المناظرة إلى جواز التحكم 5 م أذت المحادلة دوراً آخر ق شأن.

م “ا هس

مر تكب الكبيرة » وصار الحوارج الذين لم يجوزوا التحكم بعد أن نادوا به ينتقلون من فكرة مبتدعة إلى أخرى » لا بقيدون أنفسهم بفكرة أو نظر على ما سنبيز .رهم عند الكلام علبم إن شاء الله تعالى م ْ

الجدل فى أصول الدين فى عصر اللخلفاء الراشدين :

كان المسلمون الأواون هن المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان يشتقون عقيدتمم من القرآن الكريم » وبعرفون مايثيق بذائه تعالى » وما ينزه عنه جل وعلا من آياته تعالت كلماته » ولذالم يكن بيئهم جدل فى شأن من شئون العقائد » مبذا جاءت الأخبار » وتواردت الآ ثار . قال المفريزى ف خخططه : اعم أن الله تعالى لما بعث من العرب نيه محمداً يَلْثّمِ » رسولا إلى الناس ميعاً » وصفه لم رهم سبحانه وتعالى بما وصف به نفسه الكريمة . فى كتابه العزيز الذى نزل به على قلبه يم » الروح الأمين » ويما أوحى إليه ربه تعالى » فم يسأله يلت » أحد من العرب بأسرهم قرومم وبدوهم عن معنى ثبىء من ذلك » كما كانوا يسألونه يتم » عن أمر الصلاة والركاة والصيام واللحج وغير ذلك مما لله فيه سبحانه وتعالى أمر ونبى © وكا سألوه لتم » عن أحوال القيامة والجنة والنار ؛ إذ لو سأله إنسان منهم عن شىء

الي

من. الصفات الإلهية لنقل كنا نقات الأحاديث الواردة عنه وُه ؛ فى أحكام الخلال والحرام » وف الترغيب والترهيب وأحوال القيامة والملاحم والفتن ؛ وتو ذلك ثما تضمنته كتب الحديث معاحمها » ومسائيدها وجرامعها . ومن أمعن النظر ف دواوين الحديث النبوى الشريف ؛ ووقف على الآ ثار السلفية عم أنه لم يرو قط من طريق صحبح ولاستمم عن أحد الصحابة رخى الله عنهم معاختلاف طبقاتيم »؛ وكترة عدده ء أنه سال رسول لله يلع ؛ عن معنى شثىء ثما وصط الله سبحانه وتعالى به نفسه الكرعة فى القرآن الكريم وعلى اسان نبيه يله ؛» بل كلهم فهموا معنى ذلك » وسكتوا عن الكلام ق الصفات » نعم ولا فرّق أحد منهم بين كونها صفة ذات أو صفة فعل وإنما أثبتوا له تعالى صفمات أزلية من العم والقدرة ء والحياة والإرادة

ااة*؟ ب

والسمع والبصر » والكلام والجلال وال كرام » والجود والإنعام ٠‏ والعر والعظمة » وساقوا الكلام سوقاً واحداً .

والحقيقة أن بلك الأحوال التى ذكرها كانت خاصة «!!؛ هنين الصادق الإيمان الذي نأسلموا وجوههم لله تعالى » أما غبر هم فققد كان منهم أسئلة "كشرة الغرض منها تعجيز النبى يم » وقد حكى الله سام بقوله تعالى ٠‏ فأما الذين فى قلوهم زبغ فيتبعوث ما تشابه منه ابتغاء الفتئة + وابتفاء تأويله » وما يعم أويله إلا الله » والراسخون فى العلم بقولون آمنا به » كل من عند ربنا » وما يذكر إلا أولو الألباب » .

وبظهر أن المسألة التى كانت أحياناً نثر بعض مئاقشات فى عصر النى. . لم ؛ مسألة القدر » وهى المسألة التى شغلت أذهان أصعاب الديانات القديمة وسرت إلى المشركين » حتّى كانوا أحياناً محتجون مبا » وقد.حكى الله سبحانه وتعالى عنهم بعض 'ذلك + فقال تعالى حاكيا عنهم : ٠‏ لو شاء الله ما عبد نامن دونه من ثىى ء ؛ . وحكى قول طائفة أخرى » فقال سبحانه : ١‏ أنطعم من لو يشاء الله أطعمه ٠6‏ : وقال تعالى مبيئاً حال المشركين : « سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شبىء » كذلك كذب الذين من قباهم » حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندم من عل ؛ فتخرجوه لنا ؟ إن تتبعون إلا الظن » وإن أنتم إلا رصون » .

وبقول الألوسى فى تفسر هذه الآبة : لم بربدوا هذا الكلام الاعتذار عن ارتكاب القبيمح إذ لم يعتقدوا قبح قبسح الله أفعالم » وهى أفعى لم ٠‏ بل هم كا نطقت به الآبات يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ٠‏ وأنهم يعبدون الأصنام ليقربوم | إلى الله زاى فى » وأن التحريم إنما كان من الله عز وجل فا مرادهم بذلك إلا الاحتجاج على أن ماارتكبوه حق ومشروع ومرضى عند الله » بناء على أن المشيثة والإرادة تساوق الأمر وتستلزم الرضا كنا زعمت المعتزلة فيكون حاصل كلامهم إن ما نرتكبه من الشرك والتحريم وغيرهما » تعلقت

به مشيثة الله تعالى وإرادته » وكل ما تعلقت به مشيثته وإرادته » فهو مشروع ومرضى عنده .

ب 5٠١2‏ به

وترى من ذلك أن أولئك المشركين » إنما يشرون مسألة القستدر .. ويحتجون با على النى َل . ظ

وقد كان يظهر فى عصر النى مل مثارات أخرى غير القدر » يشرها أرباب الشكوك من النافقين » ومن تأثروا بتعالم قديمة . قال الشبرستانى؛ . واعتير حال طائفة جادلوا فى ذات الله » تفكرا فى جلاله ؛ وتصرفاً فى أفعاله ؛ حتى ملعهم وخوفهم بقوله تعالى : ١‏ وبرسل الصواعق فيصيبما من يشاء ؛ وهم بيجادلون ق الله ؛ وهو شديد اال » . فهذا ما كان ؤزمانه عليه الصلاة والسلام » وهو على شوكته » وقوته وصحة بدنه » والمنافقون مخادعون فيظهرون-الإسلام » ويبطنون النفاق » وما بظهر نفاقهم فى كل وقت بالاعئراض على -حركاته وسكناته : فصارت الاعتراضات كالبذور ؛ وظهرت منها الشبات كالزرع .

غير أن أقوى المسائل ظهوراً فى زمن النى يليم القدر » وقد نبى الى 2 عن الخلوض فيه » والإمساك عن ذكره مع وجوب الإبمان به » فقد ورد فى -حديث سؤال جبريل للنى يه أن جيريل عليه السلام قال فأخرق عن الإعان قال : 0 أن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر

وتؤمن بالقدر خيره وشره © :

. وجاء فى المئية والأمل عن عبد الله بن عمر قال : وحدثئى أوعر , بن اللحطاب أنه جمع رسول الله يل » يقول : مثل عل الله فيكم 'كثل المماء التى أظلتكم والأرض الى .أقلتكي » فكما لانستطيعون الخروج من السماء والأرض كذلك لاتستطيعون الدروج من علٍ الله » وكا لا تحملكم السماء والأرض عل الذنوب ؛ كذلك لا محملكم عل الله عليها »

والإعان بالقدر نوع من الإذعان لله » والإقرار بإحاطة عامه بكل شىء وتقديره فى الأزل كل ماهو كائن على مقتضى المك,ة » ولذا حث النبى يلت » على الإمان به . وأما البى عن الليوض ؛ فلأن الحوض مضاة الأفهام » ومزلة الأقدام » وحيرة العقول قى مضطرب فسيح من المذاهب

- والآراء » وذلك يدفع إلى الأرقة .والانقسام » فى غير نفع وجداء » ولآن إثارة الجدل إثارته فى أمر » ليس فى سلطان النحادل الإقناع فيه » وليس بيد أحد من الدلائل اطلية مام الثلاف وعدي ان من أن تتوزعها عوامل الانقام ؛ لهذا وذاك : بى النى ييه » عن الوض فى القدر ) وأمر المسلمين بالإمساك ؛ ويكنى النقل دللا ما دام قد ثبت صدقه من غير ريب ونسبته إلى الله سحازه من غير أميراء . ودا انتقل النى يلتم » واختلط المسلمون بغسيره من الآهم وأصماب الديانات القدمة كالتصارى والمود » وفهم من يكبت القدر ومن بنفيه » ايتدأت الماقشة فى القدر تأحذ شكلا لا يلثم مع ما أرشد إلبه النبى . برزى أن عمر أنى بسارق فقال : لم سرقت ؟ فقال : قفى الله على » فأمر به فنقطعت بده وضرب أسواطاً ( فقيل له فى ذلك » فقال : : اقمع للسرقة » والحاد أا كذب على الله م نترى دن دذما أن" ذلا الرجل زعم أن الشدر قل اخرر الجر عه 4 لأنما مكتوبة » ولذلاك سائه عذراً . ولد زعم بعض الااس أن الاعتقاد بالقدر يوحب عدم المسذر 4 تقيل لعدر رضى الله عله عئدماأ امتنع عن دخول مدينة مبا طاعون : أفراراً من قدر الله ؟ قال عمر : نفر من تدر الله إلى قدر الله . فكأن عمر رضى الله عنه يبن له أن قدر الله ميط بالإنسان قى كل الأحوال ؛ وأنه لامع الأخذ بالأسباب ٠‏ وأن ذات الأسباب مقدورة فيجب علينا الأخذ نبا » والسسير فى طريقها إقامة للشكاليف وتحملة وقد زعم بعض الذين اشتركوا فى قتل سيدنا عمان رضى الله عنه أنبم ما قتلوه إثما قتله الله » بل حين حصبوه قال بعضهم له الله هو الذى يرميلئ. فقال عمان رضى الله عنه : كذبتم » لو رمانى الله ما أخطأق ٠‏ وما كانت كل هذه الظنون » وتلك الشمهات إلا بعض ما زرعه المبود والنتصارى والمجوس ف نفوس المسلمين. ومسألة القدر كانت من المسائل التى ثارت ولا عجاجة

5 البحث » واضطربت فيا العقول؛وف النفس شبوة الاطلاع على كل مجهول» وتعرف كل مبهم » فكان بعض الناس يحد ف المناقشة فى القدر إر ضاء لنبمة العقل » وإشباعاً للحاجته » فخاضوا فى حديثه » وبعض الذين ليس للدين ف نفوسهم حريجة » قد وجدوا فى حديث القدر اعتذاراً عن متاحهم , وتبريرا لمفاسدهم » فهم ساروا فيا يشبه الإباحية وإسفاط التكليف كما فعل بعض انوس » وهؤلاء كانوا ثمن دخلوا فى الإسلام حديثاً » وليسوا ممن استقرت فى نفوسهم عةيدته . وقد كان حديث القدر يشتد » والمناقشة محمد » كلما اتسع نطاق الفتن ) وكلما عبئت الأهواء بالقلوب ؛ ولذا كان الخوض فيه فق عهد على أشد وأحد » جاء فىنهج البلاغة وشرحه لابن ألى الحديد : قام شييخ إلى على عليه السلام فقال : أخيرنا عن مسيرنا إلى الغام , أكان بتضاء الله وقدره . فقال : والذى فلق الحبة » وبرأ النسمة » ماوطثنا موطتاً » ولا هبطنا وادياً إلا بقضاء الله وقدره . فال الشيخ : فعند الله أحتسب عناى » ما أرى لى من الأجر شيئاً » فقال : مه أمبا الشيخ ؛ لقد عف الله أجرة فى مسيرم » وألتم سائرون » وف منصرفكي وأنتم منصرفون » ولم تكونوا فى شىء من حالاتك, مكر هين » ولا مضطربن . فقال الشيخ : وكيف والقضاء والقدر ساقانا . فقال : ويحك لعلك ظننت قضاء لازماً » وقدراً حا » لوكان ذلك كذلك لبطل الثواب والعقاب » والوعد والوعيد » والأمر والبى » ول تأت لائمة من الله لمذنب » ولا محمدة لنحسن ؛ ولم يكن المحسن أولى بالمدح من المسبىء» ولا المسبىء أولى بالذم من المحسن » تلك مقالة عباد الأوئان » وجنود الشيطان » وشبود الزور » أهل العبى عن الصواب » وه, قدرية هذه الأمة ومجرسها » إن الله أمر نخيراً » ونبى نحذيراً » وكلف تيسيراً ؛ ولم يعص مغلوباً » ول يطع كارهاً ؛ولم يرسل الرسل إلى خلقه عبثاً » ولم يخلق السموات وما بينبما باطلا : م ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كذروا من النار » فال الشيخ:فا القضاء والقدر اللذان ماسرنا إلا بهما ؟ فقال:هو الأمر من الله والححكي ؛ ثم تلا قوله

0 لم١5‏ سه

سبحانه وتعالى :‏ وقضى ربك ألا تعبدوا إلاإباه ؛ فنبض الشيسخ مسرورا؟ً .' : وهو يقول :

أنت الإمام الذى نرجو بطاعته 2 يوم النشور من الرحمن' رضوانا

أوضحت من ديننا ماكان ملتسا جزاك ربك عنا فيه إحساناً

وقد أستمر الكلام فى القدر يكثر وينمى ؛ ويزيد وينتشر » حتى نشأت الفرق الإسلامية كنا سنبين فى العصر الأموى .

هذا هو القدر والجدل فيه فق عصر النى يلثم وعصر انخلفاء الراشدين .

وقد جد ى عصر على رضى الله عنه الللدل فى مسألة أ أخرى تتعلق: بأصو ل الدين ؛ وهى مسألة مرتكب الكبيرة » فإن البحث فى هذه المسألة أثاره اللآو ارج بعد التحكيم ؛ إذ حكوا بكفر من قال بالتحكم ‏ وكفروا علياً ومن معه لتحكيمهم . وقد جر هذا إلى المناقشة فى شأن مرتكبه الكبيرة ع وأخخذ الجدل فمها يدو ويزيد » حتى اخمتلفت العلماء فمرا اسختلافا طويلا » وكانت من عوامل افتراق المسلمين ؛ بل بعدها بعض العلماء زأس مسائل المعتزلة التى عنوا مها » حتى نحاتهم اسعهم , كا سنبين فى نشأة المعتزلة

فى العصر الأموى.إن شاء الله تعالى .

وهناك مسائل أخرى تتعلق بأصول الاعتقاد أثارها السبثية . وأخذوا يبثونها فى عهد على كرم الله وجهه » بل فى آخر عهد عيّان رضى الله عنه . وهى مسألة الرجعة . وشخلاصتا : اعتقاد أن النى يِلِتَهِ سيرجع » ونشروا بين بعض المسامين عقيدة تناسخ الأرواح » وغالوا حتّى ادعوا حلول الإله » وقد كان من زمهم السياسى الذى خخلطوه بعقيدة دينية أن علياً كان نبي » ولكن جبريل أخطأ وجاء إلى محمد مله » ثم غالوا أكثر من ذلك » فادعوا أن علياً إله » وقد قتل على من قال هذا القول عدداً كبيراً ٠‏ ولا قتل على زعم ابن سبأ أن المقتول لم يكن علياً وإنما كان شيطاناً تصور للناس ف صورة على » وأن عليآ صعد إلى الدماء كنا صعد إليها عيدى ابن مريم ؛ دزي بعض المبثية أن عليآ فى السحاب وأن الرعد صوته ء وكان عبد ال بن

2 00- ١8 0

سبأ يقؤّل : لوجتتمونا يدماغه فى صرة: ل نصدق بموته 6. لا يموت حتى, ينزل تمن السهاء ويملك الدنيا محذاقرها ؛ وغير ذلك من الترهات والأباطيل ..

سقنا هذا كله لتعرف كيف عششت الأو هام واتخرافات فى ٠‏ الرءوس » وكيف وجدت مع وضوح بطلانها وظهور فسادها » وبعدهةنء عن كل معقول أقؤاماً يبشرون ما ويتقبلونها بقبول حسن » وهذه أمور تذل على أن. هؤلاء قوم قريبو عهد بعقائد فاسدة بينبا وبين ذلك النوع من الأوهام ملاءية ومانسة »© أو قوم ينشرون بن الدهماء أمثال تلاك المفاسد ليفسدوا علهم دينيم ويمزقوا جمعهم ؛ ويجعلوا أمورهم إلى خبال ؛ وقوتهم. إلى اضحلال » وملكهم إلى زوال © وسترى أن الغرس قد آلى أكله بعد حين)إذ تناحرت الأراء » وتئنازعت.المذاهب فى العصر الأموى على نحو من ' التنازع لم بعد.ى أم فتية تحمل معها ذخيرة من إيمان وت » ورسالة خخالدة إلى الكون الإنسانى » ولولاً رحمة ميم ربك.» القغى على الآمة من يوم أن ظهرت. قوتها » ولكن الله أراد لها الوجود ٠‏ ختى تتم رسالتها »؛ فكان ما أراد وهو العزيز الحكم .

الخدل ق الفروع : :

كات الناس فى زهن النى يَلِنهْ » إذا التس عليهم حكم أمر من الأمور سألوا التى يلتم » فيجيجم عليه الصلاة والسلام بما أوحى الله به . وكثيرآ ماكان ينزل ف موضوع الال قرآن كر » فلما تقل عليه الصلاة السلا إلى الر فبق الأعلى وحدئت أحداث » وجدت فق شئو ن الاجتاع شئون » وعرضصت أمرر ؛ وتعقدت الأحوال الاجتاعية كانوا يبرجعون فى تعرف أحكامها إلى كتاب الله منبحانه » فإن ل مجدوا فيه نصاً يستنبطر ن منه ما يريدون انجهرا إلى . المأثور عن رسول الله يلِتّدِ » من قول أؤ فعل أو تقرير » فإن لم بجدوا ق-ذلك أثراً » اجتهدوا أرتاءهم .

وقد عرف الرأى ابن القم فقال : خصوه عاريراه القلب بعد فيكر . وتأمل » وظلب لمعرفة وجه الصواب مما تتعارض فيه الأمارات (') . فإذا

00 أعلام الموقمين + الجرء الأول © صافحة ونم ,

عللاس

استفرر أهم على أمرمن الأمورنفذوه . وكان طبيعيا أن مختلفوا عند بحث الأمور عل النحو السابق » فإن الأنظار تختلف » ووجوه الصواب والراطلتتشابه +

نما يروى فى ذلك أن جدة جاءت إلى سيدنا ألى بكر رضى الله عنه تأله مير انها فى تركة وزعها . فقال ما لك فى تاب الله من شبىء وماعامنا لك فى سئة رسول الله يلتم شيئاً » فارجعى » حتى أسأل اناس . فسأل الناس ؛ فقال المغرة بن شعبة حضرت رسول الله لتر أعدااها السدس » نقال:هل معك غيرك » فقام محمد بن مسلمة » فقال مثل ذلك » فأنفذه لما بو بكر » ثم جاءت الجدة الأخرى إلى عمر بن اللخطاب رضى الله عنه تسأله عيراثما » فال ما لك فى كتاب الله من شىء » ولكن هو ذلك السدس ؛ فإِنْ اجعسمنا فيه قهو بينكا #وأيكاء خلت به فهو ها . ش

وكانت اختلافات الصحابة رضى الله عنهم منشؤها واحد هما يأفى :

: اختلافهم فى فهم القرآن الكريم‎ ١

() لاحتّال اللفظ أكير من معنبين كاختلافهم فى المراد من القرء فى قوله تعالى : «والمطلقات يثر بصن بأنفسهن ثلاثة قروء: . فقّد فهم أبن مسعود وجمر رضى الله عنهما » أن القرء الحيضة » وفهم زيد بن ثابت أنه الطهر .

ز(ب)أو لتعارض ظواهر النصوص كاختلافهم ف عدة الوفاة للحامل » «فقّد قال على رضى الله عنه تعتد بأبعد الأجلين عملا بآية البقرة وآية الطلاق : وقال عمرو بن مسعود تعتد بوضع الحمل عملا بآية الطلاق © .

؟ ‏ اختلافهم بسيب معرفة بعضهم لحديث لم يروه الآخرون .

اختلافهم بسبب الرأىء فإنه باب واسع » ولكل إنسان نظره » وانجاه فكره ؛ وقد يرى مالايرى الآخرون »؛ ويظهر أن أكثر اللملاف

0 0 نال تمال ق سورة البقرة : «والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربسن بانفسهن أربة أشهر وعشرا » . وقال تمالى فى سورة الطلاق : « وأولات الأحمال أجلهن أن يضمن حلين » . فالنس الأو ل يشمل للموامل ء والثانى يشمل عده الوفاة ,

ب اأأس

كان ذلك منشأه ؛ وقد أثر كثير من المسائل كانت تختلف فيا أنظارهم 4 ومن ذلك احتلافهم فى توزيع التركة عند اجتّاع الحد مع الإنموة » فقد كان. من رأى ألى بكر أن الجد أولى بالتعصيب من الأخ » وأما عمر فقد توقف. حتى سأل الصحابة » فقال زيد بن ثابت : يا أمير المؤمدن شجرة نبتت. فانشعب منبا غصن » فانشعب من الغصن غصنئان » فا جمل النصن الأول أولى من الغصن الثانى . فكان جعله أخاً حتى يصير ثالث ثلاثة » وكان على. مجعله أخأ حتى يصير سادس مستة (2 .

وقد كان جدال الصحابة فى الفروع رائده الاخيلاص وطلب الحقيقة »ولذا م يكن بينهم تناحر فببا ولا تنازع ولااتعصب :بل طلب للحق أبا كان و؛ حث عن. الصواب من أية ناحية أخذ » ومن أية جهة استبان ؛ قطبمااقرآن الكر.م والسنة النبوية الشريفة ومدارهم إصلاح الأمة ٠‏ فكانوا حقاً آخذين بقوله تعالى :9 فإن تناز عتم ى شىء فردوه إلى الله والرسول إن كلتم تؤمنون بالله واليوم الاخخر, ذلك خسير وأحسن تأويلا ؛ . بل إن ذلك الاختلاف كان فيه شحذ للأذهان » واستخراج للأحكام من القرآن الكريم » واستنباط قانون شرعى. من الكتاب الكريم والسنة النبوية الشريفة .

وقد روى الشاطى قى كتاب الاعتصام أن ذلك النوع من الاختلاف. رحمة»فقال : روى عن القامم بن محمد قال؟لفد نفع الله باخخئلاف أصعاب رسول الله لَه ى العمل » لا يعمل العامل بعلم رجل منهم » إلا لأنه رأى أله فى سعة . وعن ضمرة بن رجاء قال اجتمع عمر بن عبد العزيز والقاسم ابن محمد فجعلا يتذا كران الحديث . قال فجعل عمر يجىء بالثشىء خالف فيه القاسم . وجعل القاسم يشق ذلك عليه حتى تبين فيه . فقال له شمر : لا تفعل » ها يسرنى باختلافهم حمر النعم . وددى ابن وهب عن القاسم أيضاً قال :لقد أعجبنى قول عمر بن عبد العزيز . ما أحب أن أصحاب محمد منت لا يختلفرن » لأنه لو كان قولا واحداً لكان الناس قى ضيق »

بس يميت

)١(‏ ملخس من أعلام الموفمين لابن الت » قجزء الأول » صفحة 6ه( ء

وإنهم أنمة يقتدى .بهم » فلو أخذ رجل بقول أحدم كان سنة » ومعى, هذا أنيم نتحوا للناس باب الاجتباده وجواز الاختلاف فيه » لأنهم لى لم يفتحوه لكان التبدون ف ضيقن ؛ لأن مجال الاجتباد » ومجالات الظنون لا تتفق عادة » فيصير أهل الاجتباد مع تكليفهم باتباع ما غلب على ظلوتهم مكلفين باتباع خلافهم ؛ وهو نوع من تكليف ما لايطاق » وذلك من أأعظم الفيق , ٠‏ ْ

'فوسع الله على الأمة بوجود الدلاف الفروعى فبم ء فكان فتح باب للأمة الدخول فى هذه الرحمة أ ه07) :

من هذا نرى أن الباحدن لا يرون فى اللحلاف فى الفروع إلا نمرات ناضجة ل ابتعثه ال رآن الكريم » والسنة النبوية الشريفة فى نفوس الناس من البحث العقلى وتدبير شئونهم بالشورى ومبادلة الرأى » مستضيكئن بسنة النى لَه ٠‏ ومستظلين بأحكام القرآن السكريم : التفصيلية والإجمالية لا يعدونها ولا يتجاوزون هدايتها . وقد دفعهم إلى البحث الدينى الحر كثرة الحوادث . وتشعب الشئون الاجزاعية واولتهم تعرف أحكامها من الدين الإسلاتى » .وكان فى ذلك كل الخر والهداية » وسنوا لمن بعدهم بعملهم سنناً قو يمة وطريقاً مستقيماً .

. 11١ الاعتسام , سام اه صن‎ )١(

مسرل ف العصّرالأموى

عمهيبد :

م تنته الفئن بمقئل الخليفة الراببع الإمام على بن ألى طالب رفى اللدعنه » بل كان قتله ابتداءفتنة أشد خحطراً؛ وأقوى فى حياة المسلمين أثرأًء إذ ابتدأت اللملافة تصير ملكأ عضو ضاً » وقد كانت من قبل تقوم على الشورى » واختيار أمئل المسلمين : وأقواهم فى دين الله ؛ وأشدهم فى ذات الله . وكا أن التاريخ م برو لنا أن ملكا أعطى شعبه حقه اختياراً » كذلك لم يرو التاريخ أن شعباً ذاق حلاوة الشورى »؛ يسلمها من غيراضطرار» بل من غير أن تقوم زعازع من الفتن » وثورات تأكل الأخشر واليابس » وإذاكان ذلك الشعب لم يتعود الحضوع للسلطان من غير وازع من دين » فالحال أشد , والفئئة أ-ميد » والحطر داهم » والبلية عامة » وذللك ماكان فى البسلاد الإسلامية » فإِن العرب لم يتعودوا الحضوع السلطان ؛ إلا بعد أن خخالطت قلو.هم بشاشة الإيمان » ولم يخضعوا إلا لقوم فنوا فى الله » واحتسبوا أنفسهم لحماية دينه » وحفظ الحق » والدفاع عن حياضه ؛ فلما تقدم الأموبون لنسم عرش هذه الأمة من غير اختيارها ولم نكن لم سابقة فى. الإملام لتمن, حكمهم » ولا قرابة قربية من الى يي تشفع لهم » ولما كان ذلك كذلك لم يسم الناس لم الأمر طوعاً ؛ ولم يعطوهم الرياسة اختياراً بل قاومرهم وناضلوهم ٠‏ وتألبوا علهم من كل ناحية .

وزاد الأمور تعقيداً ؛ والبلية حدة . أن الأنصار الذين آووا رسول الله ملت ونصروه ٠‏ رأوا فى قيام ملك الأموين ؛ وهم خصوميم فى ٠‏ اسلحروب الإسلامية “-إعادة لسلطان الجاهلية على الإسلام » ثم إن الأموين

(م8- تاريخ الجدل )

كأاه

لم يستدنوا قلوب الأنصار » بل أعادوا العداوة جذعاً » وفرضوا فهم خصوماً ينارئونهم » ويلاحومم ؛ ونحت ظل تلك الخال الى كانت تغرىه بالعداوة والبغضاء نشبت الحرب بين الأموين وأبناء الأنصار » وكانت موقعة الحرة. التى أبيحت فها مدينة رسول الله يَلِكْمْ للجند يعيثون فها فساداً ؛ من غير رادع من دين ؛ ولا مراعاة لهرمة » ولا حفاظ لمروءة ونموة » فكان ذلك ضغنا على إبالة » وإيقاداً لنار الفتنة » وإاباً للثررة .

وهناك أبناء على رضى اله عنه يسامون السف » وبرادون على الذل دهم الأترباء الأقربون للبى الكريم يي : والعترة الطاهرة » وذرية النى يله » ف عروقهم يجرى دمه شري ؛ ول نفوسهم تسرى روحه الطاهرة » قتل اللحسين بن على سيد شباب أهل الجنة كما ورد فى الآثر قتلة فاجرة » وذهب دمه عبيطا من غر أن تراعى حرمة قرابة أو دين ؛ وأخذت بنات على سبايا إلى يزيد » وهن بنات ابنة النى يكم » وذريته » ونسله» وضئضئه وفروعهء ولم يسم على فى قبره من أذاهم » بل جعل شيدخهم معاوية لعن على على المنابر أمراً محتوماً » وفرضاً واجب الأداء : وقد نهاه بعض المسلمين الصادق الإيمان فم ينته » وأرسلت إليه أم سلمة زوج رسول. الله يلم » إذ بلغها ذلك كتاباً » تقول فيه : إن> كم تلعنون الله ورسوله على منابرم » وذلك أنكم تلعنون عل بن أل طالب ومن أسبه » وأشبد أث الله أحبه ورسوله ٠ ٠‏ فلم بلتفت معاوية لكلامها » وصار اللعن من بعده سنة. متبعة » حتى أبطلها عادل الأموين عمر بن عبد العزيز .

وهناك مجوار هؤلاء وأولئك الموالى » فإنا وإن مدحنا الأمويين لنزعتهم العربية وإ حياهم لراث العرب ويجدهمم » فلن محمد قهم ظلمهم للموالى > وهضمهم حقوقهم » فإن الناس حميعاً سواء فى الإسلام » لا فنضل لعربى على أعجمى إلا بالتقوى ء وقد أوقع الأمويون بالموالى ظلماً شديداً حتى. لقد حرموهم .حقوقهم فى عطاء اليش إن غزوا » وخخالفوا بذلك قسمة اللد أتى شرعها فى الغنائم . ولذلك أسبم الموال فى الانتقاض عل الأمرين »

' ولم يقروا لم يحكم طائعين » وإن أدل شىء على أن الظلم الواقع علمهم .هر الذى دفعهم إلى الانتقاض أن الختار الثقنى لما قام يثورته على الملك الأموى كان أكثر أنصاره من الموالى » لأنه جعل لمم حقاً فى الغنائم كحق العرب ) ول حفل بنقمة بعض العرب ذلك عليه . قال الطبرى فى تارئخه : لم يكن في| أحدث الختار ثىء هو أعظم من أن يروه يمح الموالى نصيبه من البىء . وطالما كانوا يقولرن :مدت إلى موالينا » وهم قء أفاءه الله علينا » وهذه البلاد حميعاً » فأعتقنا ر قامهم ؛ تأمل الأجر فى ذلك والثواب والشكر : فلم ترض لم بذلك ؛ حتى جعلتهم شركاءنا فى فيثنا .

لما سبق كله كانت البلاد الإسلامية تموج بالفتن » وتموج بالشر » وإن سكنت فى الظاهر فسكون الثار المتأججة تحت الرماد .

وى وسط ذلك المضطرب السيابى وجد مضطرب فكرى » لا بقل عنفاً عن هذا المضطرب » بل كان كلاهما بتغذى بالآخر » ويستمد منه قوة وحياة » وكشير من المسائل البِى كانت موضع تنازع واختلاف البعثت من السياسة واضطراب الناس فى أمرها » فالفرق التى ابتدأت سياسية ثم خلطت بالسياسة غيرها من الأمور الدينية نمت وترعرت ف ظل ذلك الاضعاراب» فا لحوارج والشيعة والمرجئة وغيرها نما غرسبم » واستغلظ سوق نبتهم ف ظل التنافس السياسى » والتقاتل على السلطان . وقد.وجدت عوامل أخرى زادت الحركة الفكرية قوة ونماء وحدة أعظمها :

( !1 ) الاحتكاك ببن حضارات مختلفة » فى الأصقاع الإسلامية التقت حضارة فارس بحضارة الرومان ‏ وحضارة السريان وفلسفة البونان » وأظل الجميع الإسلام » فنتج من ذلك المزج بين العناصر المتنافرة اضطراب فكرى وتناحر مذهبى » وكان أشد البقاع الإسلامية تصويراً لذلك الاختلاط العراق ولذا ظهرت فيه النحل امختلفة » والمذاهب الدينية المتضاربة » وقد قال ابن أنى الحديد فى شرح نبج البلاغة فى علة اعتناق الروافض للذهب الحلول والمغالاة فى عل رضى الله عنه : ومما ينقدح لى فى الفرق بين هؤلاء القوم

ب "١اأ‏ ب

الروافض ) وبين العرب الذين عاصروا رسول الله يليو وله » أن هؤلاء

منالعراق » وسا كنى الكوفة ؛ وطيئة العراق » مازالت تنبت أرباب الأهواء » وأصماب النحل العجيبة » والمذاهب البديعة » وأهل هذا الإقلبم أهل بصر .وتدقيق ونظر وبحث عن الآراء والعقائد » وشبه معترضة فى اللذاهب ؛ وقد كان منهم فى أيام الأكاسرة مثل مانى » وديصان » ومزدك ؛ وغيرهم . وليست طينة الحجاز هذه الطينة » ولا أذهان أهل الحجاز هذه الأذهان .

ونرى من هذا أن العراق كان مز دحم الآراء فى المعتقدات من قديم » ذلك لآنه كان يسكنه عدة طوائف من حل مختلفة من قديم » والمذاهب التى نشأت يبدو فها اخختلاط العقائد المتضاربة »' فالديصانية والمانوية ليست إلا مزجا لثنوية الغهوس بالمبادىء النصرانية » وهكذا ترى كثيراً مما ظهر من النحل الختلفة فيه استنباط عقيدة من جموع عقيدئين أو عدة عقائد .

( ب) والموالى الذين حرموا السيادة والسلطان انصرفوا إلى دراسة العقائد وتعرف أسرارها ء وسبر أغوارها » والوصول إلى أعماقها » ولذلك كان اليل الذى ولى عصر الصحابة فى فقه الدين » والعكوف على دراسة . الحديث وروايته من الموالى » فسعيد بن جبير » والشعبى » وابن سيرين » والحسن البصرى كل هؤلاء من الموالى » وهم من عليه التابعين » وأصماب. القدم الثابتة ى فهم الدين » والوصول إلى أبعد أغواره .

غير أنا إن رأينا فى هؤلاء التابعين من الموالى' إخلاصاً مبيناً لذلك الدين الكريم » وإدراكاً للبابء » وفهماً لمراميه » فن الموالى من لم يفهم الدين على حقيقته ولم يدركه كنا انبعث من ينبوعه . ؤذلك لنحلتهم القديمة التى استمكنت فى نفوسهم ففهموا الدين على ضوئها » وأدركوه على صورتها » فالتبس علهم أمره ؛ ولآن منهم من كان يدخل على المسلمين مبادىء إالحاد نكاية بالإسلام ومقتأ لأهله » وإفساداً لأمره » وقد نقلنا نف كلام ابن حزم ق ١‏ هذا المقام فارجع إليه .

1187 ل

١ج‏ ) الفلسفة :

اتدأت الآر اء الفلسفية تنتشر بين المسلمين باختلاطهم بالفرس

واليوئان والرومان » وكل هؤلاء كان للعلوم والفاسفة ىق بلادهم القدح المعلى » وكان بالعراق مدارس فلسفية كما كان بفارس قبل الإسلام مثلها ؛ وقد تعلم فها من العرب الحارث بن كلدة : وابنه النضر .

ولما جاء الإسلام ى تلك الأصقاع وجد من سكانها من يجيدونها ومن يعلٍ المسلمين مبادئها » وكان للسريان فى ذلك العمل الظاهر ؛ والآثر الواضح » وقد كان ذلك ق العصر الأموى ؛ وإن لم يكن بمقدار ما كان ى العصر العبابى » فيروى ابن خلكان : أن خالد بن يزيد بن معاوية وكان من أعلم قريش يفنون العلم » وله كلام فى صنعة الكيمياء والطب » وكان بصيرأ مبذين العلمين ٠‏ متقئا لحما » وله رسائل دالة على معر فته وبر اعته . وأخخذ الصنعة عن رجل من الرهبان يقال له مريانس الروى وله فها ثلاث رسائل » تضمنت إحداهن ما جرىله مع مريانس المذكور » وصورة تعلمه منه » والرموز التى أشار إلا .

وقد ترعرع وسط تناحر سيامى شديد » كشر العنف قوى الصخب .

من هذا تعرف مقدار التناحر الفكرى الذى كان بين المسلمين فى ذلا العصر » وبيها كان العرب يعيشون فى مشتجر السيوف » وق ميادين القتال » كان الموالى منص رفن إلى دراسات دينية عميقة» كانت شديدة الأثر فى نفو س المسلمين » وكان من آثارها الفرق الإسلامية التى شغل كشير منها أفكار المسلمين فى ذلك العصر » وبعفضها قد غرست أصوله فيه ؛ ولم تثمر ثحراتها إلا العصر الذى وليه » ولأن جدل ذلك العصر كان أكتره بين الفرق الختلفة وجب أن نذك ركلمة عن أظهر هذه الفرق» وأظهر ماتعتنق من عقائد وآراء ع وجدل كل فرقة » ثم نتكلم بعدئك ف الجحدل ف الفروع :

ب ١8‏ س

الفرق الإسلامية

شغلت الفرق الفكر الإسلاتى فى ذلك العصر » واستولت عليه استيلاء ناماء وقد ابتدأت سياسية تزع منزعا سياسياً » وإن كانت طبيعة السياسة الاسلامية ذات صلة بالدين » وهو قوامها ولبا » لذلك نقول إن الغرق السياسية التى نشأت فى ذلك العصر كانت كل ميادثها نحوم حول الدين ٠»‏ فتقرب منه حيئاً » وتبتعد عنه أحياناً » ثم إذتلك الفرق خلقت بتلك البحوث الدينية فى سياسة الناس + بحوثاً أخرى تتعلق بأصول الإمان والاعتقاد . فكان لا رأى قائم بذائه » مستقل ف الاعتقاد وأصول الإبمان » بل فى الأحكام العملية أحياناً » وإن كانت العوامل فى تكوينها السياسة ومايتعلق با .

وقد قام على أثر تلك الفرق السياسية التى خلطت ببحبا .” راسة بعوثاً فى العقائد فرق أخخرى لا تبحث إلا فى الاعتقاد » وكان قوام يحبا أحياناً مسائل دينية تتعلق بأصل الإبمان وأحياناً كان قوام البحث فى القدر» وقدرة الإنسان يجوار قدرة الله سبحائه وتعالى ؛ وغير ذلك .

ولنبدأ بالكلام فى الفرق السياسية وجدها .

سم 18أ اس

١ الفرق‎

المسسيعة

الشيعة أقدم الفرق الإسلامية » وقد علمت أنهم ظهروا بمذهييم السياسى ف آتدر عصر عهان رضى الله عنه » ونما وترعرع فى عهد على رفى الله عنه ؛ إذ كان كلا اختلط رضى الله عنه بالناس ٠‏ ازدادوا إعجايا بمواهبه وقوة دينه وعلمه » فاستغل الدعاة ذلك الإعجاب » وأخخذوا ينشرون تجلهم بن اناس . ولما جاء العصر الأموى ووقعت المظالم على العلويين ؛ واشتد نزول أذى الأمويين هم » ثارت دفائن امحية لم والشفقة علممع » ورأى الناس

ف على وأولاده شبداء هذا الظلم 2 فاسع نطاق المذهب الشيعى » وكارة أنصاره .

وقوام هذا المذهب :

أن الإمامة ليست من مصالح العامة النى تفوض إلى نظر الأمة » ويتعين القائم مبا يتعيينهم ؛ بل هي ركن الدين ء وقاعدة الإسلام » ولا مجوز لنى إغفالها » وتفويضها إلى الأمة ؛ بل يجب عليه تعيين الإمام لم » ويكون معصوماً عن الكبائر والصغائر 212 .

وأن على ؛ بن أبى طالب كان هو الخليفة الختار من النبى صلى لله عليه وس وأنه أفضل الصحابة رضوان الله تبارك وتعالى علهم » ويظهر أن الشيعة ليسوا وحدهم الذذين كانوا يرون تفضيل على رضى الله عنه على سائر الصحابة »

إل إن من يعض السابقين من الصحابة من كان برك ذلك » ومنه تمارين ياسر

والمقداد بن الأسود وأبو ذر الغفارى » وسلبان الفاربى » وجابر .بن عبد الله » وأى بن كعب » وحذيفة » وبريدة » وأبو أبوب ؛ ونبل بن حنيف » وعمان بن حنيف » وأبو اليم بن التمبان ». وخخزممة بن ثابت »

. مقدمة ابن خلدرن‎ )١(

ه +الأاهس

وأبو الطفيل عامر بن وائلة » والعباس بن عبد المطلب » وبنوه وينو هاشم كافة » وكان الْر بعر من القائلن به فى بدء الأمر » ثم رجع » وكان من بى أمية قوم يقولون بذلك » مهم خالد بن سعيد بن العاص © و متهم عمر ابن عبد العزيز )١(‏ .

ولم يكن الشيعة على درجة واحدة : بل كان مهم الغالون فى تقدير على وبنيه » ومنهم المعتدلون المقتصدون . وقد اقتصر المعتدلون ى تفضيله على بقية الصحابة من غير تكفير لأسحد . وقد حكى ابن أنى الخديد نحلة المعتدلين » وهو منبم . فقال : كان أصصاينا أصعاب النهاة والخلاص والفوز فى هذه المسألة » لأمبم سلكوا طربقة مقتصدة : قالوا : هو أفضل الحلق فى الآخرة وأعلاهم منزلة فى الجنة » وأفضل الحلق فى الدنيا » وأكثرهم خصائص ومزايا ومناقب » وكل من عاداه أو حاربه أو أبغضه » فإنه عدو الله سبحانه وتعالى » وخالد فى النار مع الكفار والمنافقن إلا أن يكون من قد ثبتت توبته » ومات على توليه وحبه . فأما الأفاضل من المهاجرين والأنصار الذين ولوا الإمامة قبله » فلو أنكر إماتهم وغضب علهم » وسفط فعلهم » فضلا عن أن يشهر علمم السيف ؛ أو يدعو إلىنفسه » لقلنا إنهم من المالكين كنا لو غضب علهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله ) لأنه قد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وآ له قال له : حربك حرنى ؛ وسلمك سلمى »؛ وأنه قال : اللهم وال من والاه ء وعاد من عاداه » وقال لهئلا حبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق . ولكنا رأيناه رضى إمامتهم » وبايعهم » وصلى خلفهم » وأنكحهم » وأكل فيئهم ٠‏ فلم يكن لنا أن نتعدى فعله » ولا نتجاوز ما اشتبر عنه » ألا ترى أنه لما برىء من معاوية » برئنا منه » ولما لعنه لعناه » ولما حكم بضلال أهل الشام » ومن كان فمبم من بقايا الصحابة كعمرو بن العاص ٠»‏ وعبد الله ابنه وغيرهما حكن أيضاً بضلالم . والحاصل أننا لم نجعل بينه وبين البى صلى الله عليه وسم وآله

(؟) شرح نبج البلاغة لابن أب الحديد ,

اكاب إلا رتبة النبوة » وأعطيناه كل ماعدا ذلك من الفضل المشترك بينه وبينه و نطعن فى أكابر الصحابة الذين لم يصح عندنا أنه طعن فهم ؛ وعاملناهم عا عاملهم به غليه الصلاة والسلام 22 ,

أما الغالون المتطرفون من الشيعة » فقّد رفعوا علياً إلى رتبة النبرة » حى لقد زعم بعضهم أن النبوة كانت له » وأن جيريل أخطأ » وذهب إلى النى صلى الله عليه وسلم 259 بل إن كثيراً مهم رفعوا علياً إلى مرتبة الإله وقالوا له ه أنت ( الله ) . ومنهم من زعم أن الإله حل فى الأنمة على ويليه وهو قول يوافق مذهب النصارى فى حلول الإله فى عيسى ؛ ومنهم من ذهب إلى أن كل روح إمام حلت فيه الألوهية تنتقل إلى الإمام الذى بليه . .

وقد كان أكثر الغلاة على أن آخر إمام يفرضونه لا موت » بل هو حى يرزق باق حتى يرجع فيملأ الأرض عدلااكا ملئت جورا وظاما فطائفة قالت إن على بن ألى طالب حى لم بعت وهم السبثية » وطائفة قالت إن محمد بن الحنفية حى برضوى عنده عسل وماء » وطائفة قالت إن نحبى ابن زيد لم يصلب ولم يقتل بل هو حى يرزق » والإثنا عشرية : يزجمون إن الثافى عشر من أتمهم هو محمد بن الحسن العسكرى ويلقبونه المهدى دخل ف سرداب بدارهم بالحلة » وتغيب حين اعتقل مع أمه ؛ وغاب هنالك ؛ وهو مخرج آخخر الزمان فيملأً الأرض عدلا ... وهم ينتظرونه لذلك »2 ويقفون كل ليلة بعد صلاة المغرب يباب هذا السرداب وقد قدموا مركبا » فبتفون باسمه.ء ويدعونه للخروج حتى تشتبك النجوم » ثم يتفضون ويرجئون الأمر إلى الليلة الآ ئية .. وبعض هؤلاء الغلاة يقول إنه الإمام الذى مات وسير جع إلى حياته الدنيا » ويستشهدون لذلك مما وقمع ى القرآن

000 2 بيج البلافة , (؟) وهم ااخرابية وسموا بذك لأبهم قالوا أنه يشبه النبي صل الله عليه و سل كما يشبه ألنر اب الغراب .

ده ١9‏ اسع

الكرم من قصة أهل الكهف ٠‏ الذى مر على قرية » وقتيل بنى إسرائيل حن ضرب بعظام البقرة الى أمروا بذمحها © . '

وبعض هؤلاء خخلطوا -بذه الآراء الفاسدة آراء اجمّاعية خطرة مفسدة » للنسل » هادمة للأديان » فاستحلوا اللدمر والمبنة ونكاح المجارم » وأنكروا القيامة وتأولوا قوله.تعالى : « ليس على الذين آمنوا وعملوا الصاللحات جناح فها طعموا » إذا مااتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات » . وزعموا أن مافى القرآن الكريم من حرم الميتة والدم وللم الختزيركناية عن قوم يازم بغضهم » مثل أنى بكر وحمروعمان ومعاوية » وكل ماف القرآن الكرم من الفرائض الى أمر الله سبحانه مها كناية عمن تلزم موالا هم مثل على والحسن والحسينوأو لادهي 20 :

ومن ذلك نرى أن الشيعة مزييج من-الأراء » ومرتع لكر من الأفكار» ونحلة قد ضلت بها أوهام كثيرة ؛ وسيطرت علبا خواطر باطلة » ومبادىء من ملل قديمة » وقد أرادوا أن يلبسوها بلباس الإسلام . فضاقت عن أن نسعهم عقيدة الإسلام السامية النقية وهى عقيدة التوحيد .

وقد تساءل بعض العلاء الأوربيين عن أصل الشيعة » وهى مبادىء لاشك دخيلة فى الإسلام » فقد ذهب الأستاذ ولحوسن إلى أن العقيدة الشيعية نبعت من البودية أكثر مما تبعت من الفارسية » مستدلا بأن مؤسسها عبد الله ابن سبأ وهو مبودى » وبميل الأستاذ دوزى إل أن أصلها فارسى ؛ فالعرب تدين بالحرية » والفرس يديئون بالملك » وبالوراثة فى البيت امالك » ولا يعرفرن معنى لانتسذاب الخليفة ؛ وقد مات محمد صلى الله عليه وسلم 2 يدرك ولداً » فأوللى الناس بعده ابن عمه على بن أبى طالب » قن أخدل الحلافة منه كأنى بكر وعمر وعمان والأموين فقد اغتصبا من مستحقها »

. مقدمة ابن خلدون بتصرف‎ )1١(

. الملل و النحل الشهرستاق . و اللطط للمقريزى‎ )١(

(6) قد تقدم أن هذا رأى الشعمى كما جاه فى العقد الفريد وتد بيئا ذلك فى سبب اختلانات المسلمين .

ا 2

وقد اعتاد الفرس أن ينظروا إلى الملك نظرة فبا معنى إلى » فنظروا هذا النظر نفسه إلى على وذريته وقالوا إن طاعة الإمام أول واجب » وأن طاعته طاعة الله 0 ,

ويقول فان فلوتن:قد أثبت بالفعل أن من مذاهب الشيعة ما كان مباءة العقائد الأسيوية القدعة كالبوذية والمانوية وغيرهما © ,

والحق الذى لا مرية فيه أن الشيعة كانت مستراداً لكثر من الديانات القدعة الأسيوية ففها من المذاهب الهندية مبدأ التناسخ الذى بقول إن روح الإنسان تنتقل إلى إنسان غيره » فقد طبق بعضهم ذلك المذهب على أعُنهم » وقالوا إن روح الإمام تنتقل إلى الذى يليه » وأخذوا من اللرهمية القدممة والمسيحية هبدأ حلول الإله فى الإنسان » وأخذوا من البودية شيعا كشراً, وقد حكينا لك مقالة الشعى الى نقلها ابن عبد ربه فى العقد الفريد فارجع إلها » وقال فى ذلك ابن حزم فى بيان أن عقيدة رجوع الأنمة مأخوذة من البودية : سار هؤلاء ى سبيل البود القائلين إن إاياس عليه السلام وفنحاس ابن العازار بن هارون عليه السلام أحياء إلى اليوم » وسلك هذا السبيل بعض تركى الصوفية » فزعموا أن الحضر وإلياس عليهما السلام حيان إلى الآن ؛ وادعى بعضهم أنه يلق إلياس فى الفلوات. واللحضر فى الأمروج والرياض وأنه مى ذكر حضر على ذكره () . |

وهكذا نرى الشيعة كانت طلالكثير من أهراء وملل وحل قدمة دخلت على السلمين لإفساد الإسلام . أو نحت تأثير التربية والإلف » فدخلوا فى الإسلام » ولم يستطيموا نزع القدم .

هذه إلمامة موسجزة بينت أحوال الشيعة إجالا : ونريد بعد ذلك أن نذى

. نجر الإسلام للاستاذ الجليل أحد أءين‎ )١(

6 السيادة العربية . (*) الفصل ب صس ١8١‏ ه

س ١94‏ هس بعض فرقهم المشبورة وتاريح نشأتها » لنكون على بيئة من أدوار هذه النرقة فنقول :

السسبلية :

م أتباع عبد الله بن سبأ وكان جوديا من أهل الحبرة » أظهر الإسلام وأمه أمة سوداء . ولذلك يقال له ابن السوداء » وقد علمت أنه كان من أشد الدعاة ضد عمان : وقد تدرج فى نشر أفكاره ومفاسده بدن اللمسلمين وأكبرها موضوعة على على رضى الله عنه .

أذ ينشر أولا بين الناس أنه وجد فى التوراة أن لكل نبى وصيا وأن علياً وصى محمد صلى الله عليه وس وأنه خبر الأوصياء » كما أن محمداً خر الأنبياء » ثم حكم أن محمداً سرجع إلى الحياة الدنيا » وكان يقول عجبت لمن يقول برجعة عسى ولابقول برجعة محمد » واستدل على ذلك بقوله تعالى : .إن الذى فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد » . ثم تدرج من هذا إلى الحكم بألوهية على رضى الله عنه » ولقد هي هذا بقتله إذ بلغه عنه ذلك . ولكن بباه عبد الله بن عباس ٠‏ وقال له : إن قتلته اممتلف عليك أصحابك ؛ وأنت عازم على العود لقتال أهل الشام » فنفاه على إل ساباط المدائن » ولما فتل رضى الله عنه » استغل ابن سبأ محبة الناس له كرم الله وجهه » وأخد ينشر حوله الأكاذيب الى تجود مبا مخيلته إضلالا للناس وإنساداً » فصار بذكر للناس : أن المقتول لم يكن عليا وإئما كان شيطانا تصور للناس فى صورته ء وأن عليا صعد إلى السهاء » كما صعد إلمبا عبس ابن مرم عليه السلام . وقال : كاكذبت الهود والنصارى فى دعواهها قتل عيسى كذلك كذبت اللحوارج فى دعواها ققل على » وإنما رأت البود والنصارى شخصا مصلوبا شهوه بعيسى » كذلك القائلون بقئل على رأوا قتيلابشبه عليا فظنوا أندعلى : وقد صعد إلى السماء » وأن الرعد صوته والرق بسمه + ومن سمع من سسبثيين صوات الرعد يقول السلام عليك يا أمر المؤمنين » وقد روى عمر بن شرحبيل أن ابن سبأ قيل له إن عليا قد قتل

ب ١56‏ سمس فقال إن جنتمونا بدماغه فى صرة لم نصدق بموته ؛ لا موت حتى ينزل من السماء »_ويملك الأرض بحذافرها )١(‏ .

م أباع امختار بن عبيد الثفنى » وقد كان خارجيا » ثم صار من شيعة على رضى لله عنه . وقد قدم الكوفة حين قدم إلها مسلم بن عقيل من قبل الحسين رضى الله عنه » ليع حالها ؛ وخر ابن عمه بأمرها . وقد أحضر عبد الله بن زياد امختار » وضربه ثم حبسه إلى أن قتل الحسين . فشفع له زوج أشعته عبد الله بن عمر ٠»‏ فأطلق سترفحه على أن مخرج من الكرفة فخرج إلى الحجاز » وقد أثر عنه أنه قال فى أثناء مسيره : سأطلب بدم الشبيد المظلوم المقتول سيد المسلمين » وابن بِنْتٍ سيد المرسلن الحسين بن على . فور بكلأقتلن بقتله عدةمن قتلعلىدم حبى بن زكر ياءثم لمق بابن الزببر » وبايعه على أن يوليه أعماله إذا ظهر » وقاتل معه أهل الشام ؛ م رجع إل الكوفة بعد موت يزيد »“وقال للناس : إن المهدى ابن الوصى بعتى إليكم أمينا ووزيرا »ع وأمرنى بقتل الملحدين والطلب يدم أهل به . والدفع عن الضعفاء . وزعم أنه جاء من قبل محمد بن الحنفية لأنه ولى دم الحسين رضى الله عنه » ولآن محمداً رضى الله عنه » كان ذا مزلة بين الناس امتلآت القلوب بمحبته » إذ كان كثر العلم غير المعرفة :.رواد الفكر ‏ مصيب النظر فى العواقب » قد أخيره أبوه أمير المؤمنن على رضى الله عنه أخبار الملاحم , ولكن أعلن محمد بن الحنفية الراءة من امْتار على الملأ من الأمة : وعلى مشبد من العامة » إذ بلغته أوهامه » وأكاذيبه » وعرف خبىء نياته . ومع تلك البراءة ؛ فقد تبع الختار هذا بعض الشيعة » وأخذ هو يتكهن بينهم ؛ ويسجع عا يشبه مع الكهان » حتى روى أنه كان يقول : أما ورب البحار » والنخيل والأشجار » والمهامه والقفار » والملائكة الأبرار » لأفتلن كل جبار» يكل لدن خطار ومهند بتار .. حتى إذا أقمت عمود الدين »

. الفرق بين ألفرق لبد القاهر البغدادى‎ )١(

ب كلال ٠ه‏

وزابلت شع صدع المسلمين » وشفيت غليل صدور المؤمنن » لم يكير عل زوال الدنيا » ولم أأحفل بالموت إذا ألى . وقد أخذ الحتار فى اربة أعداء العلوين ؛ وأكثر من القتل الذريع فههم وم يعلم أن أحداً اشترك فى قتل سين إلا أسكن نأمته » فحيبه ذلك فى نفوس الشيعة . فالتفوا حوله » وأحاطوا به » وقاتلوا معه » ولكن هزم فى قتال مصعب بن الزبر إذ انتصر عليه وقتله . وعقيدة الكيسانية لا تقوم على ألوهية الأثمة كالسيئية الذين يعتقدون حلول اللزء الإلمى فى الإنسان كما بينا » بل تقوم على أساس أن الإمام شخص مقدس » يبذلون له الطاعة » ويثقون بعلمه ثقة مطلقة » ويعتقدون فيه العصمة عن البطأ » لأنه رمز للعلم الإلهى . ويدينون كالسبئية برجعة الإمام » وهو ق نظرهم بعد على. والحسن والحسين محمد بن الحتفية » ويقول بعضهم إنه مات » وسرجع » وبعضهم وهم الأكثرون يعتقدون أنه لم ممت » بل هو مجبل رضوى عنده عسل وماء » وقد كان من هؤلاء كثير عزة إذ يقول : ألا إن الأثمة من قريش2 ولاة الحق أربعة أسواء على والقثلاثة من بنيه هم الأسباط ليس مم خفاء فسبط سبط إبمان وبر وسبط غييته كربلاء وسبط لايدذوق الموت حبى١٠2‏ يقود الخيل يتبعه اللواء تغيب لايرى عنهم زمانا١‏ برضوى عنده عسل وماء ويعتقدون البداء » وهو أن الله سبحانه وتعالى يغير ما يريد تبعا لتغثر علمه » وأنه بأمر بالشىء ثم يأمر مخلافه . وقد قال الشررستائى : وإئما صار اختار إلى اختيار القول بالبداء » لأنه كان يدعى على ما محدث من الأحوال إها بوحى يوحى إليه » وإما برسالة من قبل الإمام » فكان إذا وعد أصحابه بكون شىء ؛ وحدوث حادثة » فإن وافق كونه قرله جعء دليلا على دعواه دإن م يوافق قال قد بدا لربكم .

الوك 1 ليننا

ويعتقدون أيضا تناسيخ الأرواح » وهو خخروج لرو من جسد وحلوطا قْ جيك آخر . وقد علمت أن هذه الفكرة مأخوذة من الفلسفة المندية القدعة .

وكانوا يقولون : إن لكل ثىء ظاهراً وباطناً » ولكل شخص روحاً ولكل تزيل تأويلا » ولكل مثال'فى هذا العالم حقيقة » والمنتشر ى الآفاق من الحكر والأسرار ؛ مجتمع فى الشخص الإنسانى » وهو العلم الذى استأثر على عليه السلام به ابنه محمد بن الحتفية . وكل من اجتمع فيه هذا لعلم فهو الإمام حا 290 .

.وترى من هذا الذى ذكرثاه وهو بعض تخاريقهم أنبم جانفوا ميادىء الإسلام » وبعدوا عن روحه » ورفعوا الأثمة إلى مراتب التبيين » وكأنهم اعتقدوا أن رسالة النى صلى الله عليه وسم مااتبت موته » بل بقيت قى

بيته من بعده ,

الزيدية :

هذه الفرقة هى أقرب فرق الشيعة إلى الماعة الإسلامية وهى لم تغل فى معتقداتبا » ولم يكفر الأكثرون مها أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الأولين » ولم ترفع الآثمة إلى مرتبة ثبة الإله » ولا إلى مرتبة النبيين ؛ وإمامها زيد بن على بن امسن رضى الله عهم » تحرج )١(‏ على هشام ابن عبد الملك بالكوفة فقعل و صلب بكناسة الكوفة وقوام مذهبه وهو مذهب هذه الفرقة قة إلى أن عراها التغيير .

: ويقول المسعودى ق سبب يخروجه‎ )1١(

كان زيد قد دخل على هشام بالرصافة » فلا مثل بين يديه لم ير موضعا بحلس فيه » فجلس

حيث انتهى به مجلسه , وقال:يا أمير المزمئين ليس أحد يكير عن تقوى الله ؛ ولا يصغر دون تقوى الله . فقال هشام , اسكت لا أم لك » أنت الى تازعك تفسك فى اكلاقة » وآنت ابن أمة . قال:يا أمير المؤمئين إن لك جوايا » إن أحببت أسبتك به » وإن أحببت أسكت عنه . نقال : بل أجب . قال إن الأمهات لا يقعدون بالر جال عن الغايات 5 وقد كانت أم إساعيل عس

-18ااه

أن مام منصوص عليه بالوصف لا بالاسم » وأوصاف الإمام الى قالوا إنه لابد من وجودها حى يكون إماما يبايعه الناس وهى كونه فاطميا ورعا » عالما » سيا » مخرج داعيا الناس لنفسه » وقد خخالفه فى شرط الحروج كثير من الشيعة وناقشه فى ذلك أخوه محمد الباقر » وقال له : على قضية مذهبك . والدك ليس بإمام » فإنه لم مخرج قط » ولاتعرض للخروج +

إنه بجوز إمامة المفضول فكأنهذه الصمفات عندهم للإمام الأمثل الكامل» وهو مبا أولى من غيره . فإن اختار أولو الحل والعقد فى الأمة إماما لم يستوف بض هذه الصفات ؛ وبايعوه حت إمامته » ولزمت ببعته » وبنى على ذلك الأصل صعة إمامة الشييخين أنى بكر وعمر رضى الله عنهما » وعدم تكفير الصحابة ببيعتهماء فكان زيد يرى أن على بن ألى طالب أفضل الصحابة إلا أن الحلافة فوضت إلى ألى بكر لمصلحة رأوها » وقاعدة ديئية راعوها » من تسكين" ثائرة الفتنة » وتطيب قلوب العامة » فإن عهد الحروب الى جرت فى أيام النبوة كان قربيآ » وسيف أمبر المؤمنن على عليه السلام عن دماء المشركين لم بحف » والضغائن فى صدور القوم » من طلب الثأر كنا هى) فا كانت القلوب تميل إليه كل الميل » ولا تنقاد له الرقاب كل الانقياد ؛ وكانت المصلحة أن يكون القيام -هذا الشأن لمن عرفوه باللئ والتودد والتقدم بالسن » والسبق فى الإسلام ؛ والقرب من رمنول الله صلى الله عليه وسلم (0)

سد أمةالأم إسحاق صل الله عليهما وسل . فل بمنعه ذلك أن يمثه الله نبيا » وجعله العرب أيا » فأخرج من صلبه خير البشر محمد صلى الله عليه وسلَ . فتقول لى هذا » وأنا أبن فاطمة وابن على ؛وقام وهو يقول :

شرده اللوف وأزرى بيه كذاك من يكره حر الجلاد منشرق الكفين يشكو الجوى22 تتكثه أطراف هرو ناد قد كان فى الموت له راحة ولموت حثم فى رقاب العباد إن محدث الله له دولة يترك آثار العدا كالرمساد

ففئ علها إلى الكرفة » وجرج عبا ؛ ومعه القراء والأشرات . )1١(‏ الملل والتسل الشهرستاق .'

ب 1955 س

وقد خذل زيدا أكثر الشيعة لقوله بذلك الأصل . قال البغدادى فى كتابه الفرق بينالفرق : لما استحر القتال بينه ( زيد ) وبين يوسف بن عمرو. الثقى قالوا إنا ننصرك على أعدائك بعد أن تخرنا برأبك فى أنى بكر وعمر اللذين ظلا جدك على بن ألى طالب . فقال زيد : إنى لا أقول فما إلا خمراً .. واثما خرجت على ببى أمية الذين قتاوا جدى الحسن » وأغارو اعل المدينة يوم الحرة » ثم رموا بيت الله الحرام محجر المتجنيق والثار ٠‏ ففارقوه عند. ذلك .

ومن مذهب الزيدية جواز ختروج إمامن فى قطرين مختلفين محيث يكون. كل واحد منبما إماما فى قطره الذى خرج مادام متحليا بالأوصاف الى بيناها » ويفهم من هذا ألهم لا مجوزون قيام إمامين ق قطر واحد » لأن. ذلك يستدعى أن يبايع الناس الإمامين » وذلك منبى عنه بصريح الآثر' .

وقد كان الزيديون » بعتقدون أن مرتكب الكبيرة مخلد فى التار مالم ينب توبة نصوحا » وه, قد اقتبسوا ذلك من المستزلة الذين يقولون هذم. المقالة » وذلك لأن زيداً رحمه الله كان ينتحل تحلة المعتزلة » إذ تتلمذ. لواصل بن عطاء شيخهم فى الأصول » وأخذ عنه آراءه فبا . وروى أن ذلك كان من أسباب بغض سائر الشيعة له إذ أن واصلا كان يرى : أن على ابن أنى طالب ى حروبه الى جرت بينه وبين أسعاب اللحمل » وأصعاب الشام » ماكان على الصواب بيقن » وأن أحد الفريقةن مئبما كان على الخطأ لابعينه (') . وذلك أمر لايرضى الشيعة . ولما قتل زيد بايع الريديرن ابنه- نجبى 2 ثم قتل هو أيضا ثم بويع بعد نحبى محمد الإمام » وإبراهم الإمام. فقتلهما أبو جعفر المنصوركولم ينتظ. أمر الزيدية بعد ذلك . ومالوا عن القول بإمامة المفضول » ثم أخذوا يطعنون فى الصحابة كسائر الشيعة » فذهبت عنهم بذلك أولى خصائصهم .

< . الملل والتعل لشهرستاق‎ )١( ) تاريخ الجدل‎

ب +*اؤ س

الأمامية : القائلون بأن إمامة على رضى الله عنه ثيتت بالنص عليه بالذات ن البى ص لى الله عليه وسلم نصا ظاهر ا ويقينا صادقا من غير تعريض بالوصفٍ ل إشارة بالعين . قالوا:وماكان فى الدين أمر أهم من_تعيين الإمام حى تكرن منارقته الدنيا على فراع قلب من أمر الأمة » فإنه إذا بعث أرة الحلاف وتقرير الوفاق » فلامجوز أن يفارق الأمة » ويتركهم هملا يرىكل واحد مهم رأيا » ويسلك كل واحد منهم طريقا » لا يوافقه عليه غيره » بل جب أن يعين شخصا هو المرجوع إليه ؛ وينص على واحد هو الموثوق به » والمعول عليه (أ) . ويستدلون على تعيين على رضى الله عنه بالذات ببعض آثار عن النى صلى الله عليه وس يدءون صدقها ؛ وصعة سئدها » من مثل : من كنت مولآه. فعلى مولاه ء واللهم وال من والآه وعاد من عاداه . ومثل:أقضاكر على ) وغير ذلك من الآثار الى يدعون ها . ويشك علاء الحديث فى صلقها , ويستدلون أيضاً باسنتباطات من أمور كلف ال: يل علا ليام جا ؛ ؛ وكلف غيره أخرى ؛ فيستنبطون مثلا » من تكليف البى ب مله علياً قراءة سورة براءة دون ألى بكر أنه أولى بالخلافة . ويستثبطون من إرسال أف بكر وصمر ف بعث أسامة مؤمراً علبما جدارة على بالخلافة دونبما » لأنه ما أمر عليه قط . وهكذا استدلالاهم , ول يقتصروا على استحقاق على اللحلافة دون سائر الصحابة » بل تعدوأ ذلك إلى الحكم بتكفير جل الصحابة ورمبم بالظلم والعدوان » فشطوا بذلك شططا كثيراً » وجاوزوا المحجة » وحادوا عن الصواب . وقد أتفق الإمامية على إمامة اسن ثم الحسين بعد على » واتختلفوا بعد ذلك فى سوق الإمامة » ولم يغبتوا على رأى واحد ء بل انقسموا فرقا عدها بعضهم نيفا وسبعين ع وأعظمها فرقتان : الاثنا عشرية » والإسماعيلية .

اللا

() الملل و النسل للشهر ستاق .

153 هس

أما الأولون ففرون أن الحلافة بعد الحسدن لعلى زين العابدين ٠»‏ ثم محمد الباقر بن زين العابدين ثم + شر الصادق بن الباقر » ثم لابئه موسى الكاظم ثم لعلى الرضا ثم محمد النواد ثم لعلى المادى ثم للحسن العسكرى » ثم لمحمد ابنه وهو الإمام الثالى عشر » ويزعمون أنه دخل سرداباً فى دار أبيه بسر من رأى » وأمه تنظر إليه » ول يعد بعد ء ثم اتحتلفوا فى سنه فقيل كانت سنه إذ ذاك أربع سنوات : وقيل ثمانى سنوات » وكذلك اختلفوا فى حكله » فقال بعضهم إنه كان فى هذه السن عا ما مما جب أن يعلمه الإمام > وأن طاعته كانت واجية ,

وقال ارون كان الحكم لعلاء مذهيه : حى بلغ فوجبت طاعته .

الامجاعيلية :

وهى طائفة من الشيعة الإمامية تقتسب إلى إسماعيل بن جعفر » ويسمون. أيضاً بالباطنية لقولم بالإمام الباطن » ويسمون الملحدة لما فى مقالهم من الالحاد ». إذ قد خلطت التشيع عذاهب فاسدة مشتقة من الديانات القدمة ومن الفلسفة والأوهام ؛ وكا امتد مهم الزمان زاد مذهيم فسادا » ولق الناس من أعماهم شر كبر .

تقول هذه الطائفة أن الإمام بعد جعفر الصادق ابنه إسماعيل بنص من أبيه » وفائدة النص وإن كان قد مات قبل أبيه إنما هر بنّاء الإمامة فى عقيه ع ثم انتقلت الإمامة من إسماعيل إلى محمد المكتوم وهو أول الأثمة المستورين ) “وبعد محمد المكتوم ابنه جعفر المصدق ٠‏ وبعده ايئه محمد الحبيب » وهو أخخر المستورين » وبعده ابئه عبد الله المهدى الذى ملك المغرب » وملك بعده بوه مصر » وهي الفاطميون )١(‏ . 00

وقد اضطهدت تلك الطائفة فى أول أمرها فيمن اضطهد » حتى فر معتنقو مذهها إلى فارس ٠»‏ وهناك خالط مذهبم آراء الفرس القدمة

. مقدمد ابن خلدون‎ ) ١(

رفن 3

وغيرها » وقام فها رجال ذوو أهواء » يقضون لبانامهم باسم الدين فتولوا زعامتها . وأول ناشرى دعوتها رجلله يقال ديصان » أخخذها عن عبد الله القداح ؛ ونشرها فى بلاد فار بدا له أن ينشرها فى قلب الدولة » فجاء إلى البصرة » ودعا الناس مرا وجذب إليه رجلا من وجهاء العن » كان بزور مقابر البيت » فاتفقا على بث الدعوة لآ ل البيت فى العن » ونفذا ما ديرا . ثم أرسل القداح رجلن إلى المغرب لسبولة انقيادهما للرعاة وقال لهما:احرثا الأرض حى بأنى صاحب البذر . ثم سال سيل الدعوة الشيعية فى بلاد المغرب » حتى أخل الفاطميون ملك الأغالبة ف أفريقية » ثم اقتطعوا .مصر من الحليفة العبابى على ما هو معلوم فى التاريخ .

جدرل امشيمم

قد رأيت فما أخمر ناك عن هذه الفرقة ونحلها أن أول مظهر يسودها ألما لا تعرف الآراء إلا من وراء الرجال . فقوام مذهها تقديس الرجال وتقدير آرائمهم من وراء ذلك التقديس » يزنون القول بقيمة قائله » ولايعرفون القائل من وراء مذهبه؛وقد اسمهوت كر نهم محبة آل البيت محبة غالوا فبا » فأوردتهم موارد الهلكة » وأوبأت عاقبتهم » وأفسدت مواههم ؛ وسدت مسامع الإدراك فى نفوسهم وأصبحوا حائرين بائرين » لايدركون سدادا » ولا يبغون رشادا » وه فى هذا يشبون المريدين الذين اسبوت نفوسهم عظمة رجل » فأصبحوا لا ينهمون الدين إلا من وارد فكره » والح إلا إذا صدر عن ينبوعه » وقد أغرم الشيعة بأتمنهم ؛ وجدوا فى الدعوة للم سراً وإعلاناً .

وأول ماكانوا يتؤجهون إليه فى دعوتهم وجدالم أن يجيثوا إلى المسم على براءته » وصفاء نفسه من دون المذاهب ويذكروا له بالثناء آل الببت ويعطروا ألستهم مدحهم»وأىمسل لامبئز قلبه لآل الرسول يريم » ولايتقبل بقبول حسن عبيق ذكرهم ؛ وأريج .مدحهم » وهم سلالة النبى صلى الله عليه وسل وعثرته وعصبته وأقرباؤه الأطهار الأبرار » فإذا استدنوا سامعهم بعطر الثناء ذكر و١‏ المظالم الواقعة ممم والماثم الى ارتكبت فى جانهم » وأى امرىء لا يألم لظم نازل بالأبرار . فإذا أحسوا من نفس سامعهم دنو قابه من قلومهم » وفكره من أفكاره : هجموا عليه بثّر هائهم وأباطيلهم وأهوانهم الفاسدة » ثمن عصمه الله جا واكتى ممحبة الطاهرين » ومن كتب الله عليه الشقوة سقط فكان مع الآ نين .

1194 اه

ويعمدون ف تأييد ترهاتهم إلى كثرة التحديث عن الرسو ليلق فى فال آل البيت » وقد حفظت هم أحاديث كثيرة فى هذا الباب قد رد امحدئون أكرها . ومن ذلك ما عزوه إلى البى صلى الله عليه وسلم أنه قال : أهل بي كسفيئة نوح » من ركبا تجا » ومن عدل عنها غرق . وما عزوه إليه عليه الصلاة السلام أنه قال: من ن مات على حب آل محمد مات شبيدا » ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمنا » ومن مات على بغض آل محمد مات كافرا ؛ ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الللنة . وما يعزوئه إلى النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلى رضى الله عنه:أما ترضى أن تكون مى مازلة هرون من موسى إلا أله لا نبى بعدى .

وإذا أعوزهم النص ؛ أو عدلوا عنه اتجهوا إلى التأويل الفاسد البعيد. الذى لا يعقله عقل خلا من الموى » وبعد عن أدران الغزض » من مثل تأويل بعضهم امحرمات بأنها أبو بكر وعمر ٠‏ وقد ذكر الشعى تأويلات بعض الشيعة ومثل يعثل جيد قال ا تأويل الروافض فى القرآن الكريم إلا بتأويل رجل مضعرف من فى مخزوم من أهل مكة المكرمة » و-جدته قاعدا بفناء الكعبة الشريفة فقال : ما عندك ق تأويل هذا البيت فإن بى نمم يغلطون فيه . ويزمون أنه قيل فى رجل مأبم » وهو قول الشاعر :

بينا زرارة متب بفنائه ١‏ وجاشع وأبو الفوارس مبشل

فقلت له:وما عندك أنت فيه . قال البيت هو هذا البيت » وأشار بيده إلى الكعبةالمشرفة »وزرارة الحجر زرر سحول البيت فقلت له فمجاشع .قال زمزم جشعت بالماء . قلت فأبو الفوارس . قال أبو قبيس جبل مكة . قلت:فابشل.ففكر طويلا ؛ ثم قال:أصبته » هو مصباح الكعبة )١(‏ .

وهذا المثل ينطبق على الغلاة منهم » وأما المعتدلون فقد علمت أنهم أقرب إلى الحق » وأدلنى إلى الرشاد .

. العقد الفريد لابن عبد ريه‎ )١(

اس وقد كانوا إذا أمحلت مهم الحجة » وضعف لدم الدليل » وخشوا تادهم » زعموا أنه لم يطق ما يعتقدون » ولم يدرك فكره ما وصلوا إليه ؛ وما تعمقوا فيه » جاء فى العقد الفريد : ثم قال الأعشى دخلت على المغيرة أبن سعد » وقد كان رافضيا » فسألته عن فضائل على » فقال إناك لانحتماها + ولت 8 بلى 2 فذكر أدم صلوات الله عليه 4 فثَال عبى مير نه ؛ ثم ذكر من دونه من الأنبياء » فال على خمر منْهم ؛ حتى الأبى إلى محمد يلت فمال على مئله . فقات كذبت عليه لعنك الله » فال قد أعلتك أنلك لامحتمله . وسيم من كان يدعى أن للأشياء ظاهراً وباطنا 3 وأن الباطن قا انمتص يه الأنمة » ومن يفضون به إليه » وهو فى كل الأحوال سر مكتوم عن النثماء وأكثر الناس . وف الحق أن ذلك النحو من الدعوة والجدل لم يكن منيم جميعا »> بل كان ف الغلاة فقط» أما المعتدلون فقد كانت دعاو معتدلة وجدطم يدل على إنصافهم فى الجملة » يعتمدون فى استدلالم على أحاديث يقرها بعض محدق اللماعة الإسلامية؛وعلى تأويلات لاشطط فبا » ولا تبعد عن العقل كشراً »

نماذج من جدل الش.عة مناظرة للشيعة ف ملس عمر بن عبد العزيز

روى ابن الكللى قال :

ًا عمر بن عبد العزيز جالس فى مجلسه » دتل حاجبه » ومعه امرأة أدماء طويلة حسنة الجسم والقامة ؛ ورجلان متعلقان مها » ومعها كتاب من ميمون بن مهران إلى عمر » فدفعوا إليه الكتاب ففضه فإذا فيه : بسم الله الرحمن الرحم إلى أمير المومنين عمر بن عبد العزيز من ميمون بن مهران ؛

اسه سلام عليك ورحمة الله وبركاته . أما بعد : فانه ورد علينا أمر ضاقت به الصدور ؛ وعجزت عنه الأوساع » وهربنا بأنفسنا عنه ووكلتاه إلى عالمه لقول الله عز وجل : ١‏ ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستتبطوته مهم » . وهذه المرأة والرجلان أحدهما زوجها والاخر أبوها . وإن أباها زعم أنه زوجها حلف بطلاقها أن على بن بن أنى طالب خير هذه الآمة ) وأولاها برسول الله ييه وأنه يزعم أن ابنته طلقتمنه » وأنه لا يجوز له فى دينه أن يتخذه صبرا » وهو يع ألها حرام عليه كأمه » وإن الزوج يقول كذبت » لقد بر قسمى » وصدقت مقالى » وإلها امرأق على | رغم أنفك ؛ وغيظ قلبك » فاجتمعوا إلى" ختصمون فى ذلك . فسألت الرجل عن ينه . فقال : نعم قد كان ذلك . وقد حلف بطلاقها أن علياً خير هذه الأمة » وأولاها برسول الله يلتم » عرفه من عرفه » وألكره من أنكره ؛ فليغضب من غضب » وليرض من رضى » وتسامع الناس بذلك » فاجتمعوا له وإن كانت الألسنة مجتمعة » فالقلوب شى . وقد علمت يا أمير المؤمنين اختلاف الناس فى أهوائهم ؛ وتسرعهم إلى ما فيه الفتنة » فأحجمنا عن الى كم لتحكم ما أراك الله » وأنهما تعلقا با ؛ وأقسم أبوها ألا يدعها معه ؛ وأقسم زوجها ألايفارقها » ولو ضريت عنقه » إلاأن حكم عايه بذلك حاكم لايستطيع مخالفته » والامتناع منه » فر فعنا إليك يا أمر المؤمنين » أحسن الله توفيقاك وأرشدك .

قال : فجمع حمر بن عبد العزيز بى هاشم ٠‏ وببى أمية » وأفخاذ قربش » ثم قال لأنى المرأة : ما تقول أها الشيخ ؟ قال يا أمير المؤمنين هذا الرجل زوجته ابتى » وجهزنها إليه بأحسن مايجهز به مثلها » حتى إذا أملت خيره » ورجوت صلاحه حلف بطلاقهاكاذبا » ثم أراد الإقامة معها » فقال له عمر؛ لعله لم يطلق امرأته » فكيف حلف ؟ قال الشيخ : سبحان الله » الذى حلف لأبين حنتاً ؛ وأوضح كنبا من أن مختلج فى صدرى منه شك

7( لم مع سن وعم » لأنه زعم أن عليا خير هذه الأمة » وإلا فامرأته طالق ثلاثا . فقال للزوج ما تقول » أهكذا حلفت . قال : نعم . فقيل أنه لما قال نم كاد املس يرتج بأهله » وبنو أمية ينظرون إليه شزرا » إلا ألهم لم ينطقرا بشىء ؛ كل ينظر إلى وجه عمر © فأكب عمر ملي ينكت الأرض بيده » والقوم صامتون ينظرون ما يقوله » ثم رفع رأسه » وقال :

إذا ولى الحكومة بين قوم أصاب الحق » والمس السدادا وما مير “الأنام إذا تصدى شلاف الحق » واجتنب الرشادا

ثم قال للقوم : ما تقولون فى عمن هذا الرجل » فسكتوا . فقال : سبحان الله » قولوا . فقال وجل من بى أمية : هذا حكم فى فرج » ولسنا مترىء على القول فيه » وأنت عالم. بالقول مؤتمن لم وعلبم . قال:قل ماعندك فإن - القول ما لم يكن يحق باطلا ويبطل حقا جائز على فى مجلسى . قال : لا أقول شيئا . فالتفت إلى رجل' من بى هاشم من ولد عقيل بن أنى طالب » فقال له ماتقول فها حلف به الرجل يا عقيل » فاغتنمها » فقال يا أمير المؤمندن » إن جعات قولى كا » وحكى جائراً . قلت » وإن لم يكن ذلك فالسكوت أوسع لى» وأبى للمودة: قال. قل: وقولك حكمء وحكنك ماض . فلا سمع ذلك بنو أمية قالوا : ما أنصفتنا يا أمير المؤمنين . إِذ جعلت الحكم إلى غير نا » ونحن من لحمتك وأولى رحمك . فقال عمر : اسكتوا عجزا ولؤما. » عر ضت ذلك عليكم آثفا » فما انتدبثم له . قالوا : لأنك لم تعطنا ما أعطيت العقيل » ولا حكتنا كا حكتهء فقال عمر إن كان قد أصاب وأخطأتم » وحزم وعجزثم.» وأبصر وعميتم فما ذنب عمر لا أبالكي . أتدرون مامثلكم قالوا لا ندرى . ثم قال : ما تقول يارجل . قال : نعم يا أمير المؤمدن مثلوم كا قال الأول :

دعيم إلى أمر فلما عجزتم تتناوله من لايداخله عجز فلما رأيتم ذاك أبدت نفوسكم20 نداما . وهل يغى من الحذرالخرز

سا ١48‏ هس

فقال عمر : أحسنت وأصبت قل ما سألتك عنه ؛ قال يا أمير المؤمنن بر قسمه ول تطلق امرأته . قال وأنى علمت ذاك ؟ قال نشدتك الله يا أمر المؤمنين ألم تعلم أن رسول الله يلم قال لفاطمة علا السلام وهو عندها ف بيتا عائد لها يابنية ما علتك ؟ قالت الوعك ياأبتاه » وكان على غائبا ف , بعض حوائج النى يِل فقال لا أنشئيين شيئا ؟ قالت : نعم أشتبى عنبا . وأنا أعلم أنه عزيز وليس وقت عنب . فقال يللم إن الله قادر على أن مجيئنا به ء ثم قال اللهم اثتنا به مع أفضل أمى عندك منئزلة: فطرق على الباب ودخلومعه مكتل قد ألى عليه طرف ردائه فقال له صلى الله عليهدوسل ما هذا ياعلى ؟ قال عنب التمسته لفاطمة . فقال:الله أكير اللهم كما سررتى بأ خصصت علياً بدعوق فاجعل فيه شفاء بنيى ثم قال كلى على اسم الله يا بنية » فأكلت وما خخرج رسول الله يِه حى استقلت وبرأت» فقال حمر.: .صدقسته وبررت أشبد لقد ممعته ووعيته يارجل » شل بيد امرأتك » فإن عرض لك . أبوها فاهشم أنفه » ثم قال:يا ببى عبد مناف » والله ما نجهل ما يعلم غير نا ولا بنا عمى فق ديئنا .

وكتب إلى ميمون بن مهر ان:عليك السلام»فإى » أحمد إليك الله الذى, لا إله لاهو . أما بعد فقد فهمت كتابك ورد الرجلان والمرأة وقد صدق الله مين الزوج » وأبر قسمه » وأئبته على نكاحه > فاسئيقن ذلك واعمل به والسلام عليك ورحمة الله وبركاته .‏ '

بن (1)

مناطر الىأمول وويفصيي لعل

روى أت المأمون أرسل إلى أربعين عالما من علياء الأمة ؛ ولما استقر مهم

بعشت' إليكم معشر القوم إلى المناظرة ؛ قن كان به سى ء من الحبكن يع بفسه »و قد مايقل » فن راد د منكر | الكلاء فهناك » وأشار بيه . فدعوا له . ثم ألي مسألة من الفقه » فال يا أبا محمد : قل » وليقل القوم من بعدك ؛ فأجابه محى(؟) » ثم الذى يليه » حى أجاب آخمرنا آخر نا فى العلة وعلة العلة » وهو مطرق لابتكلم ؛ حتى إذا انقطعالكلام ؛ التفت إلى محبى » فقال يا أبا معمد » أصبت النواب » وتركت الصؤاب » غم بزل بده على كل واحد ما مقاته ء وضلى» يضم ويصوب يزوم » حى أى على آخرهم, . كم قال : إفى لم أبعث إليكم لهذا » ولكتى أ أن أبسط لكم أن أمير المؤمنين أراد مناظرتكم ف مذهه اذى مو عليه ع والذى يدين الله به قلنا » فليفعل أمر المؤمنين » أوفقه الله . فقال : إن أمير المؤمنين يدين الله » على أن على بن أى طالب شير خلفاء الله بعد رسوله لله وأول الناس باللتلافة له ء قال إسق(*) : فقلت يا أمر المؤمنين + إن فينا من لا يعرف ماذكر أمير المؤمنين فى على » وقد دعانا أمبر المؤمنين للمناظرة . فقال يا إعمق اخخير » إن شئت سألتك أسألك » وإن شئت أن تسأل فقل . قال إنق فاغتنمتها منه فقلت : بل أسألك يا أمير المؤمنن . قال : سل » قلت : من أين قال أمير المؤمندن أن على بن ألى طالب أفضل

» هذه المناظرة آثر نا نقلها فى هذا المرضوع » وإن كانت قد قيلت فى العصر العبانى‎ )١( . لأنبا تصور تفكير معتدلى الشيعة فى شأن على رفى الله عنه‎ . هو يحبى بن أكثم قاضى نناة المأمون » وكنيته أبوتحمد‎ 20

() هو إعق بن إبراهم بن حاد بن زيد راوى هذه المناظرة .

ب +8 أ اس

الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم » وأحقهم بالخلافة بعده . قال : يا إنمق خير لى عن اأناس م يتفاضلون » حتى يقال فلان أفضل من فلان . قلت بالأعمال الصالكة . قال صدقت » قال فأخعرنى عمن فضل صاحبه على عهد رسول الله ينه » ثم إن المفضول عمل بعد وفاة رسول الله يلل بأففل من عمل الفاضل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم » أيلحق به ؟ فقال يا أبا إحق لا تقل نعم » فاننك إن قلت نعم أوجدت لك فى دهرنا هذا من دو أكثر منه جهادا وحجا وصياما وصلاة وصدقة » فقلت أجل يا أمير المؤمتين » لا يلحق المفضول على عهد رسول الله ينه الفاضل أبدا , دال يا عمق » فانظر مارواه لك أصحابك » ومن أخحذت عنهم دينلك » وجعلبم قدوتك من فضائل على بن أنى طالب » فقس علبا ما أتوك به من فضائل ألى بكر » فإن رأيت فضائل أنى بكر تشاكل فضائل على فل إنه أفضل منه » لا والله » ولكن قس إلى فضائله ماروى لك من فضائل ألى بكر وعمر فإن وجدت لمما من الفضائل ما لعلى وحده » فقل إنبما أفضل منه » لا والله » ولكن قس إلى فضائله فضائل أى بكر وعمر وعمان » فإن وجدتها مثل فضائل على » نقل [نهم أفضل منه » لا والله» ولكن قس بفضائل العشرة الذين شبد لمم رسول الله وُه بالجئة » فإن وجدتها تشاكل فضائله » فقل إمهم أفضل منه » قال يا إنعق أى الأعمال كانت أفضل يوم بعث الله رسوله يله » قلت الإخلاص بالشبادة » قال أليس السبق إلى الإسلام . فقلت نعم . قال اقرأ ذلك فى قوله تعالى : « والسابقون السابقون أولئك المقربون » إنما عتى من سبق إلى الإسلام » فهل علمت أحد سبق عليا إلى الإسلام . فلت يا أمر الؤمنين » إن عليا أسلم وهو حديث السن » لا مجوز عليه الحكم » وأبو بكر أسلم وهو مستكقل مجوز عليه الحكم . قال أخيرنى أبما أسلم قبلا » ثم أناظرك من بعده فى الحداثة والكمال : قلت:على أسلم قبل أنى بكر على هذه الشريطة » فقال نعم » فأخيرفى عن إسلام على حن أسم » لامخلو من أن يكون رسول الله يلتم دعاه إلى

الإسلام » أو يكون | إلهاما من الله . قال فأطرقت . فال لى يا إسحمق لا تقل إطاما فتقدمه على رسول الله مث ٠‏ لآن رسول الله مَل يِه م يعرف الإسلام حتى أتاه جر يل عن الله تعالى » قلت أجل » بل دعاه رسول الله يلت إلى الإسلام . قال يا إسمق فهل ملو رسول الله يت من أن يكرن دعاه بأ اق أو تكلف ذلك عن نفسه » قال : فأطرقت » فقال يا إبحق لا تنسب رسول الله يرنه إلى التكلف » فإن الله سبحانه وتعالى يقول : ١‏ قل : وما أنا من المتكلفين » قلت أجل » يا أمير المؤمنين » بل دعاه بأمر الله . قال : فهل من صفة الحبار جل .ذكره أن يكلف رسله دعاء من لا مجوز عليه 5 . قلت أعرذ يالله . فقال أفتراه فى قياس قولك باإتعق أن عليا أسلم صبياء لايجوز علي شك ؛ وأنه قدكلف رسول اله يلت دن دعاء الصبيان مالايطيقون » فهل يدعوهم الساعة ويرتدون بعد ساعة ؛ فلا يب عليهم فى ارتدادهم شىء ٠‏ ولامجوز علمم حكم الرسول يله » أترى هذا جائزاً عندك أن ينسبه إلى رسول الله يله . ٠‏ قلت أعرة باق م قال : يا إعق فأراك إثما قصدت لفضيلة أفضل سا رسول الله يل عليا » على هذا الللق أبانه مبا علهم » ليعرفوا فضله » ولو كان الله أمره بدعاء الصبيان لدعاهم كما دعا عليا . تلت بل . قال فهل بلغلك أن رسول الله يلم دعا أحداً من الصبيان من أهله وقرابته » لا تقول أن علا ابن سمه . قلت لا أعل ولا أدرى أ نه فعل » أو لم يفعل . قال ثم أى الأعمال كانت أفضل بعد السبق إلى الإسلام ؟ قلت الجهاد فى سبيل الله . قال : صدقت » فهل تجد لأحد من أصماب رسول الله يل ما نجد لعلى فى الجهاد ؟ قلت : فى أى وقت ؟ قال : فى أى الأوقات شنت ؟ قلت : لاأريد غيرها » قال فهل نجد لأحد إلادون ما تجد لعلى يوم بدر » أخيرنى كم قتلى بددر ؟ قلت : نيف نيف وستون رجلا من المشركن . قال فكم قتل على وحده ؟ قلت : لا أدرى . قال : ثلاثة ة وعشرين أو اثندن وعشرين » والأربعون لسائر الناس » قلت : يا أمير المؤمنين كان أبو بكر مع رسول الله يِه فى عريشه . قال يصنع ماذا ؟ قلت يدبر . قال : ومحك يدبر' دون رسسول الله يلك ؛ أم معه شريكا ؛ أو افتقارا من

ب 159 سه .رسول الله يلت إلى رأبه » أى الثلاث أحب إليك ؟ قلت : أعوذ بالله أن يدبر أبوبكر دون رسول الله يلم أو يكون معه شريكا » وأن يكون برسول الله يليه افتقار إلى رأيه . قال : فا الفضيلة فى العريش ؟ أليس من ضرب بسيفه بين بدى رسول الله يلم أفضل من هو جالس ؟ قلت : با أمر المزمندن ء كل اليش كان مجاهدا . قال : صدقت : كل جاهد » ولكن الضارب بالسيف امانى عن رسول الله يل وعن الخالس أفضل هن الجالس . أما قرأت كتاب الله تعالى : ١‏ لايستوى القاعدون من ال مو منين غير أولى الضرر والجاهدون قى سبيل الله بأموالم وأنفهم » فضل الله الحاهدين على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسى ؛ وفضل الله اماهدين .على القاعدين أجرا عظها ؛ قلت : وكان أبو بكر وعمر مجاهدين . قال : فهل كان لأنى بكر وعمر فضل على من ل يشهد ذلك المشبد . قلت لعماء قال فكذلك سبق الباذل نفسه فضل ألى بكر وعمر . قلت أجل » وإن لأنى بكر فضلا . قال أجل لولا أن له فضلا » ما قيل أن عليا أفضل منه » فا فضله الذى قصدت له الساعة . قلت قول الله عز وجل : « وثانى اثنان » إذ هما فى الغار » إِذ يقول لصاحبه لاتحزن إن الله معنا » . فنسبه إلى صصيه ع قال باإسسق أما إنى لأحملك على الوعر من طريقك » إنى وجدت الله تعالى ) نسب إلى صحبة من رضيه » ورفى عنه ولو كافرا وهو قوله : «قال له .صاحبه » وهو محاوره أكفرت بالذى خلقك من تراب » ثم من نطفة » ثم سواك رجلا » لكن هو الله رلى » ولا أشرك بربى أحداً » . قلت إن ذلك صاحب كان كافرا وأبو بكر مؤمن . قال فإذا جاز أن ينسب إلى صعبة من رضيه » وزضى عنه كافرا » جاز أن ينسب إلى صعبة نبيه يله مؤمنا » .وليس بأفضل المؤمدن » ولا الثانى » ولا الثالث » قلت يا أمير الم منين إن قدر الآية عظم » إن اللدتعالى يقول : «ثانى اثدن إذ هما فى الغار إِذ يقول لصاحبه لانحزن إن الله معنا» . قال ياإععق ؛ تأنى إلاأن أ:, حك إلى الاستقصاء .عليك » أخيرنى عن حزن أنى بكرء أكان رضا أم سخطا . قلتإن أبا بكر

م

إنما حزن من أجل رسول الله يلم خحوفا عليه وغا أن يصل إلى رسول اللة. َيِه ثى ءمن المكروه . قالليس هذا جوالى»إنما كان جوالى أن تقول رضى أم سغط . قلت بل كان رضا الله . قال : فكأنه جل ذكره بعث إلينا رسولا ينبى عن رضا الله عزوجل » وعن طاعته . قلت أعوذ بالله . قال أو ليس فد زمت أن حزن ألى بكر رضا الله . قلت بلى . قال : أو لم تحد أن القرآن. الكر.م شبد أن رسول الله يقال لا تحر ننبياً له عن الخزن . قلت أعوذ بالله , قال يا إسحق إن مذهى الرفق بك :لعل الله يردك إلى الحن» ويعدل بك عن الباطل لكثرة ما تستحيذ به .. يا إ/حيق من أفضل أمن كان معه فى الغار أم من نام على فراشه » ووقاه بنفه . حت تم لرسول الله يِه ماأراد من. اللهجرة . إن الله تبارك وتعالى أمر رسوله أن بأمر عليا بالنوم على فراشه ) وأن بى رسول الله ينه بنفسه ؛ فأمره رسول الله صلى الله عليه وس 4 فبكى على رضى الله عنه . فقال له رسول الله يكم ما يبكيك يا على أجزعا من الموت ؟ قال لا والذى بعئك بالحق يارسول الله » ولكن خوفا' عليك . أفتسلم يارسول الله ؟ قال نعم . قال سمعا وطاعة » وطيبة نفسى بالفداء. لك يارصول الله » ثم أتى مضجعه واضطجم . وتسجى بثوبه » وجاء.. المذركرن من قريش فحفوابه » لا بشكون أنه رسول الله يلم ؛ وقد أجمعوا أن يضربه من كل بطن من بطون قربش رجلضربة بالسيف . لثلا يطلب الحاميون من البطون بطنا بدمه » وعلى يسمع ما القوم فيه من. إنلاف نفسه.ولم يدعه ذللك إلى الجزع كما جزع صاحبه فى الغار ؛ ولم يزل. على صابرأ محتسباً فبعث الله ملائكته » فنعته من مشركى قريش حتى أصبح > فلا أصبح قام فنظر القوم إليه فقالوا : أين محمد ؟ قال ؛ ما علمى ممحمد. أين هو . قالوا فلا ثراك إلا مغروراً بنفسك منذ ليلتنا » فلم يزل على" على مثل ما'بدأ به يزيد ولا ينقص » حتى قبضه الله إليه » يا عق أترى حديث أنت. مبى مازلة هرون من موسى . قلت نعم يا أمير المؤمئدن قد امعته وسمعت- من صمحه . ونجحده . قال » فن أوثق عندك من سمعت منه فصححه أم من.

54اا-

جحده . قلت : من صحه . قال . فهل بمكن أن يكون رسول الله يبه مزح مبذا القول » قلت أعرذ بالله . قال : فقال قرلا لامعى له » فلا يوقف عليه ؟ قلت أعوذ بالله . قال أفا تعم أن هرون كان أخا موسى لأبيه وأمه م قلت بلى . قال : فعلى أخمورسول الله يلقم لأبيه وأمه . قلت : لا. قال أوليس هرون نبيا » وعلى غير نبى ؟ قلت بلى . قال : فهذان الخالان معدومان فى .حت على فا معنى قوله أنت منى منزلة هرون من مومى . قلت له [ها أراد أن يطبب بذلك نفس على لما قال المثافقون » إنه خلفه استتقالا له قال فأراد أن يطيب نفسه بقول لامعنى له . قال فأطرقت + قال يا إمسق له معنى فى كتاب الله . قلت وما هو يا أمير المؤمنين قال قوله عز وجل حكاية عن موسى أنه قال لأخيه هرون : : اخلفنى فى قوى » وأصلح » .ولا تنبع سبيل المفسدين » . قلت ياأ مير المؤمندن إن موسى خلف هرون ى قرمه وهو حى » ومضى إلى ربه » وأن رسول الله ييتْهِ » خلف عليا كذلك حين خرج إلى غزاته » قال كلا » ليس كا قلت » أخيرنى عن موسى حين خلف هرون » هل كان معه حين ذهب إلى ربه أحد من أصعابه أو أحد .من بنى إسرائيل . قلت : لا . قال : أو ليس استخافه على جاعتهم م .قلت : بلى . قال : فأخيرنى عن رسول الله يلت حين خرج إلى غزاته » هل خلف إلا الضعفاء والنساء والصبيان فأنى يكون مثل ذلك » وله عندى تأويل آخر من كتاب الله سبحانه يدل على استخلافه إياه » لايقدر أحد أن محتج فيه » ولا أعلم أحد احنج به ء وأرجو أن يكون توفيقا من الله . قلت وما هو يا أمير المؤمنن ؟ قال : قوله عز وجل حين حكى عن موسى قوله : « واجعل لى وزيرا من أهل » هرون أخى اشدد به أزرى» وأشركه ف أمرى » كى نسبحك كثر؟ ونذكرلك كثيراً » إنك كنت بنا بصيرا » 6 بفآنت مى يا على بمازلة هرون من موسى وزيرى من أهلى وأخى ء شد الله به أزرى » وأشركه فى أمرى » كى نسبح الله كشراً » “ونذكره كثيراً » فهل يقدر أحد أن يدخل فى هذا شيئا غير هذا . ولم يكن ليبطل قول النى يلي

هت 58أا اس

وأن يكون لامعنى له . فقال نحبى بن أكم القاضضى » يا أمير المؤمنين قد أوضحت اللق من أراد الله به اللحدر » وأثيت مالا يقدر أحد أن يدفعه » قال إنعق فأقبل علينا . وقال : ماتقولون ؟ فقلنا : كلنا يقول بقول أمير المؤيدن أعزة الله . فقال والله » لولا أن رسول الله مكْيّةٍ قال اقبلوا القرل من الناس » ماكنث لأقبل منكم القول . اللهم قد نصحت لم القول . اللهم إنى قد أخرجت الأمر من عثى . اللهم إنى أدبنك بالتقربب إليك حب على وولايته . أه . من العقد الفريد لابن عبد ربه حذف قليل +

#4 # »

١م‏ و#وأس تاريخ الجدلة)

الخوارج

هم أشد الفرق الإسلامية دفاعا عن اعتقادهم ؛ وحاسة لأفكار همع وشدة فى تدينهم واندفاعا ومبورا فيا يدعون إليه » وما يفكرون فيه » وهم فى اندفاعهم وتهورهم يستمسكون بألفاظ قد أخذوا بظواهرها؛ وظنوها دينا مقدساى لا ميد عنه مؤمن : ولا خالف سبيله إلا من مالت به نفسه إلى البتان » ودنعته إلى العصيان . استر عت ألبامهم كلمةدلا حم الاشعناتخذوها دينا بنادون به فى وجوه مخالفهم » ويقطعون به كل حديْث . فكانوا كلا رأوا عليا يتكلم قذفوه مبذه الكلمة .

وقد روى أنه رضى الله عنه قال فى شأنهم عندما قالوها وكرروا قولا » د كلمة حق براد مها باطل » نم إنه لاحم إلا لله » ولكن هؤلاء يقولون لا إمرة إلا لله » وأنه لابد للناس من أمير بر أو فاجر » .عمل قى, إمرته المؤمن » ويستمتع فببا الكافر » ويبلغ الله فا الأجل ٠‏ ولجمع به الىء ؛ ويقاتل به العد و ٠‏ وتأمن به السبل » ويؤخذ به للضعيف من القوى » حبى يستريح بر » ويستراح من فاجر » .

وقد اسسهوتهم فكرة البراءة من عهان وعلى والحكام الظالمن حت احتلت أفهامهم ؛ واستولت على مداركهم استيلاء تاما » وسدت علهم كل, طريق للوصول إلى الحق ؛ فن ثبرأ من عمان وعلى وطلحة والزبير والظالمن من بى أمية سلكوه فى جمعهم وأضافوه إلى عددهم » وتساوا معه فى بادكء أخرى من مبادتهم رما كانت أشد أثر » واللىلاف فا يبعده عنهم أكثر من الخلاف فى هذا اشرو .

خرج ابن الزبير على الأموين فناصروه ووعدوه بالبقاء على نصرته والفتال فى صفه +- وما علموا أنه لايتيرأ من أبيه وطلحة وعل وعئان تابوه

- وقارقوه » ولما ناقش تمر بن عبد العزيز شوذيا اللخارسجى كان ممز اللدلاف ء ومفصل المناقشة هو الترؤ من أهل بيته الظالمن » مع إقرار الخوارج أنه خالفهم ومنع استمرار ظلمهم ؛ ورد إلى الناس مظالمهم . ولكن استيحوذت علهم فكرة الترؤ فكانت الحائل بيهم وبين الدخول فى غار اللباعة الإسلامية. وإنبم ليشهون فى استحواذ الألفاظ العراقة على نفوسهم واستيلائها على مداركهم اليعقوبيين الذين ارتكبوا أقسى الفظائع » وأشد الشنائع فى الثورة الفرنسية . فقد استولت على هؤلاء ألفاظ الحرية والمساواة والإخاء » وياسمها قتلوا الناس » وأهرقوا الدماء» وأوائك استولت عليم ألفاظ الاعان ع ولا حكم إلا لله » والدرق من الظامين » وباسمها أباحوا دماء المسلمن وخحضبوا البلاد الإسلامية بالدماء » وشنوا الغارة فى كل مكان » ويظهر أن الهاسة الى امتازوا مما كانت الوحدة الجامعة بيهم وبين اليعقوبين » وما صدر عن الفريقين من أعمال متشاءبة » كان هذه الماسة وقوة العاطفة . قال العلامة جوسثاف لوبون فى وصف اليعقوبيين ف كتابه الثورة الفر نسية ؛ وتوجد النفسية اليعقوبية خاصة عند ذوى الأخلاق اللمتحمسة الضيقة » ونتضمن هذه النفسية فكرا قاصرأ عنيداً » وكل شىء خارج عن الإعان بالفكرة غير مؤثر فما ؛ وما تغلب على الروح اليعقوبية من العناصر العاطفية بجعل أيعقونى كثير السذاجة . ولماكان ذا لا يدرك من الأمور إلا علائتها الظاهرية » فإنه ين أن ها يتولد فى روحه من الصور الوهمية ( ويفوته ارتباط الحوادث بعشها ببعض » وما ينشأ عن ذلك من عايج ؛ لا حول بصره عن خياله أبدا » إذن فاليعقربى لا يقترف الاثام لتقدم منطقه العقل » إذ لا مملك منه إلا قليلا » وإتما يسير مستيقنا » وعقله الضعيف مخدم اندفاعاته حيث يثردد ذو الدارك السامية فيقف . وإن هذا الوصف البديع اليعقوبين هو وصف كامل صميح لأكار نواحى الحوارج النفسية . وسترى فيا يلى من الحوادث والمناقشات ما يويد ذلك ويثبت صعته .

ول تكن اللواسة والقسك بظواهر الألفاظ ؛ لم تكن هذه فط هى

الىة١‏ يس

الصفات الواضحة.قى التوارج » بل هناك صفات أخرى منها حب الفداء 'والرغبة فى المورت ٠‏ والاسهداف للمخاطر من غير داع قوى يدفع إلى ذلك ورعا كان منشأ ذلك هوسا عند بعضبم ء واضطرابا فى أعصابم » لامجرد الشجاعة والقّسك بالمذهب فقطءوإنهم ليشبون فى ذلك :النصارى الذبين كانوا نحت حكم العرب فى الأندلس . فقد أصاب فريقا مهم هوس جعلهم بقدمون ءلى أسباب الموت وراء عصبية جامحة » وفكرة فاسدة .

واقرأ ماكتبه الكرنت هنورى دى كاسترى قى وصفهم فإنك سترى وصفاً ينطبق على كثر من النواحى على الوارج » فقد قاك : أراد كل واحد ( من هؤلاء النصارى ) أن يذهب إلى مجلس القضاء ليسب محمداً ويموت » ْ فنقاطروا عليه أفواجا أفواجا » حتى تعب الحجاب من ردهم . وكان القاضى يصم الآذان ليكلا يحم علبم بالإعدام » والمسلمون مشفقون على هؤلاء

ولقدكان من الخوارج من يقاطع عليا ثن خخطبته بل من يقاطعه ى صلاته) ومن بتحدى المسلمين محتسبا الله فى ذلك ظانا أنه قربة يتقرب بها إليه . ولا قلا بد له بن خباب بن الآرت ويقروا بن جاريت.» قن هم عل ادفعوا إلينا قتلته . قالوا : كلنا قتلته » فقائلهم على حى كاد يبيدهم » ول يمنع ذلك بقيهم من أن يسيروا فى طريقهم موغلين فى الدعوة إلها واللواسة لها » فبيهم وبين أولئك النصارى شبه قريب من هذه الناحية .

وفى الحق إن الاخلاص للإسلام كان صفات كثير مهم » وإن كان معه هوس بفكرة فيه ٠‏ والتأثر بناحية واجدة من نواحية » يروى أن عليا رفى الله عنه أرسل إلهم ابن عباس يناقشهم » فلا صار إلهم رحبوا به وأكرمره » فرأى منهم جباها قرحة لطول السجود » وأيديا كثفنات الإبل ؛ علمهم نص مرحضة )١(‏ ) , فاخلاصيم لديمبم فق الحملة أمر لا موضع فيه. لارئياب » ولكنه إخلاص قد عراه ضلال لفهم الدين وإدراك لبه ومرماه > فالمسلم اخالف لم لاعصمة لدمه . بيهما الى دمه معصوم .

. 5 ب‎ ١1#” الكابل ليزه صن‎ )١(

ع أ سس

قال أب العباس الممرده فى الكامل : من طريف أخبارهم أنهم أصابوا مسلا ونصرانيا » فقتلوا المسلم » وأوصوا بالتصرائى » ولقهم عبد الله بن خباب » وف عنقه مصحف ومعه امرأته وهى حامل ؛ فقالوا إن الذى فى عنقك ليأمرنا أن نقتلك .. قالوا نما تقول فق ألى بكر وعمر؟ أئتى خمرا . قالوا فا تقول فى على قبل التحكم وى عيان فى ست سنين فأأثى شرا » قالوا فا تقول فى التحكم ؟ قال : أقول إن عليا أعلم بكتاب الله منكم » وأشد توقيا على دينه » وأنفذ بصيرة » قالوا إنك لست تتبع الهدى, | إنا تقبع الرسجال على أسمامما ؛ ثم قربوه إلى شاطىء النهر فذنحوه ... وساموا رجلا نصرانيا بنخلة له » فقال هى لحم » فقالوا والله ماكنا لتأخذها إلا بشمن . قال : ما أعجب هذا أتقتلون مثل عبد الله بن خباب ء ولاتقبلوا منا حبى نحخلة . 0

ولماذا كان التعصب للفكرة » والهوس لا والتشدد فها مع الحشونة فى الدقاع » والبور فى الدعوة إلها وحمل الناس علبا بقوة السيف »2 والعنف والقسوة بدرجة لا رفق فببا » وحال لا تتفق مع سماحة هذا الدين ؟

السبب فق ذلك فما أعتقد أن الحوارج كان أكره من عرب البادية » وقليل مهم كان من عرب القرى » وهؤلاء كانوا ى فقر مدقع » وشدة وبلاء قبيل الإسلام » ولما جاء الإسلام لم ترد حالتهم المادية حسنا » لآن كثيراً منهم استمروا فى باديتهم. بلأوانها وشدتها وصعربة الحياة فبها » وأصاب الإسلام شغاف قلوهم مع سذاجة ف التفكر وضيق ف التصور » وبعد عن العلوم . فتكون من مجموع ذلك نفوس مؤمنة متعصبة لضيق نطاق العقول سباء ومتهورة مندفعة وزاهدة » لأنها لم يجد » والنفس الى لاتجد إذا عمرها إمان » ومس وجدائها اعتقاد صبيح » انصرفت عن الطموح إلى شهبوات الدنيا » وملاذ هذه الحياة » وانجهت إلى الحياة الأخرى ؛ وإلى نعيمها والرغبة ف العتع مملاذها » والابتعاد عما يؤدى إلى جحيمها وشقانها » ولقد كانت معيشهم دافعة لى على الحشونة والقوة والعنف إذ النفس صورة

1١6‏ ا

لما تألفوترى» ولو أنبم عاشوا عيشة رافهة فاكهة بنوع من النعم '“لان ذلك من صلابهم » ورطب شدتهم » ونيهئه من حدم .

يروى أن زياد ابن أبيه بلغه عن رجل يكتى. أبا الير من أهل البأس والنجدة أنه يرى رأى الحوارج فدعاه » فولاه ورزقه أربعة آلاف درهم 3 كل شبر » وجعل عمالته فى كل سنة مائة ألف » فكان أبوالجر يقول : مارأيت شيئاً خيراً من لزوم الطاعة » والتقلب بين أظهر الجاعة » فلم يزل والآ حتى أنكر منه زياد شيئا فتنمر لزياد فحبسه ؛ فلم مخرج من حيسه حى مات .

انظر إلى النعمة كيف ألانت من طباعه » وهذبت من نفسه » وجعلته سمحا رقيقا بعد أن كان متعصبا عنيفا .

ونحن إن وصفنا الحوارج بالإخلاص فى خروجهم على على والأموين من بعده » لا نتكر أن هناك غير العقيدة » أموراً أخرى حفزتمهم على الخروج , من أعظمها وضوحا ؛ أنبم كانوا حسدون قريشا على استيلامهم على الخلافة » واستبدادهم بالأمر دون الناس » والدايل على ذلك أن أكثر هم من القبائل الربعية الى كانت بينها وبين القبائل المضرية الإحن الجاهلية » والعداوات القدمة الى خفف الإسلام من حدما » ولم يذهب بكل قوتما » بل بقيت منها أثارة غير قليلة مستمكنة فى القلوب » متغلغلة فى النفوس . وقد تظهر فى الآراء والمذاهب من حيث لا يشعر المعتئق للمذهب» الخد بالرأى , وأن الإنسان قد يسيطر على نفسه هوى يدفعه إلى فكرة معيئة » وتخيل إليه أن الإخلاص راشده والعقل وحده مبديه » وهذا أمر واضح فى الأمور الى نجخرى فى الحياة فى كل ظراهرها » فالإنسان ينفر من كل فكرة اقترنت مما يؤله » وإذا كان ذلك كذلك » فلابد أن نتصور أن اللتوارج وأكثرم ربعيون رأوا الحلفاء قوما مضربين » فنفروا من حكمهم » وانجه تفك رهم إلى آراء فى الحلافة تحت ظل ذلك النفور من حيث لا يشعرون » وظنوا أنه خض الدين » ولب اليقين » وأن لا دافع لم إلا الإخملاص لدينهم » والتوجه

ب إؤإهأ ابه لرمهم ؛ وبذلك زين لم سوء عملهم فرأوه حسنا وليس مانع لديئا أن يكون الإخلاص فى طلب الدين لاتشوبه شائبة » ولم مختلط به أى درن من غرض أو عارض من سوء هو الذىدفع بعضبم إلى المتروج . والله أعلم ما نحى الصدور . واللجوارج آنا رأيت أكرهم من العرب . والموالى كانو! فببمعدداً قليلا مع أن آراءهم ف الملافة من كان | أن نجعل للموالى الحق فى أن يكونوا خلفاء عندسا تتوافر فى أحدهم شروطها ؛ إذ اللحوارج لا يقصرو ن الخلافة على بيت من بيوت العرب » ولا على قبيل من قبيلهم + بل لا يقصرونما على جنس من الأجناس أو فريق من الناس » والسهب فى تفور المواى عن مذههم أنهم هم كانوا ينغرون من الموالى ؛ ويتعصبول ضدهم . وقد روى ابن ألى الحديد أن رجلامن الموالى خطب أمرأة خارجية » فقالوا لها فضحتنا . . وربما لو تركوا تلك العصبية لتبعهم كثر ون من الموالى . ومع أن الموالى فى اللتوارج كانوا عدداً قليلا نرىكهم أثرأ فى بعض فرقهم . فالزيدية (41 ادعوا أن الله سبحائه وتعالى يبعث رسولا من العجم يتزل عليه كتابا ينسيخ بشرعه الشريعة المحمدية » والميمونية9© أباحوا نكاح بئات الأولاد وبنات الإخوة والأخوات 20 , وهذه كما نرى مبادىء كفر . فارس » وهم الذين يقبعون الأنكحة السابقة من الكلام السابق عر فنا عقلية الحوارج ونفسيئهم وقبائلهم » والدق أن على قريش وكل القبائل المضرية . وأوال آراهم » وأحكمها وأسد ها أن الخليفة لا يكرن إلا بانتخاب حر ييح يقوم به عامة المسلمين » لا فريق دون فريق » ولاجمع دون جمع )١(‏ أتباع يزيد بن أب أئيسة الخارجى ,

(؟) أتباع ميمون العجردى . (") الفرق بين الفرق للبغدادى .

لاقلا

ويستمر خخليفة ما دام قائما بالعدل » مقها الشرع ؛ مبتعداً عن اللنطأ والزيغ , فإن حاد وجب عزله أو قتله .

ولا يرون أن بيتا من بيوت العرب اخختص بأن يكون الخليفة فيه » فليست الحلافة فى قريش كا يقول غير هم ؛ وليست لعرنى دون أأعجمى 2 والجميع فا سواء » بل يفضلون أن يكون الخليفة غير قرشى ليسبل عزله أو قتله إن خالف الشرع وحاد عن الحق » وجانب الصواب » إذ لا تكون له عصبية » ولاعشيرة تؤويه » ولا ظل غير ظل الله يستظل به » وعلى هذا الأساس اختار أوائلهم عبد الله بن وهب الراسبى وأمروه علهم » وسموه أمير المؤمنين » وهو ليس.بقرثئى » وقد علمت حجة ذلك الرأى وما قيل فى شأن الحديث الصحيح : ( الأثمة فى قريش ) فبا سبق . وكان ذلك المبدأ جديراً بأن يغرى جاهر المسلمين باعتناق مذههم » ولكن ازدراءهم ' بالموالى واستباحهم لدماء المسلمين » وسببم للنساء والذرية » وطعتهم ى إمان على وكشير من البيت . كل هذا حال بينهم وبين قلوب الناس أن تصغى إلهم .

ولا ننسى أن نذكر هنا أن النجدات من الحوارج يرون أنه لا حااجة للناس إلى إمام قط » وإتما علهم أن يتناصفوا فها بيهم » فإن رأوا أن ذلك لايم إلا بإمام محملهم على اق فأقاموه جاز » فإقامة الإمام فى نظرهم ليست واجبة بإيجاب الشرع ٠‏ بل جائزة إن افتضتها المصلحة » ودعت إلبا الحاجة » وقد سبق الرد على هذا المذهب عند الكلام على الحلافة فارجع إليه :

وبرى الحوارج تكفير أهل الذنوب ولم يفرقوا بان ذنب يرتكب عن قصد للسوء . ونية للإثم » وخطأ فى الرأى والاجتباد يؤدى إلى عخالفة وجه الصواب » ولذا كفروا علياً بالتحكم » مع أنه لم يقدم عليه عختار؟ 2 ولو سل أنه اختاره فالأمر لا يعدو مجنهداً أخطأ ولم يصب إن كان ال لبس من الصواب ؛ فلجاجتهم فى تكفيره رضى الله عنه دليل على أنهم يرون أن الخطأً فى الاجباد 2 مخرج عن الدين » ويفسد القن » وكذلك

ب “ه6١‏ نع

كان شأن طلحة والزبير وعمان وغيره من علية الصحابة الذين خالفرهم في جزية من المزثيات ء فكفروهم للاجباد انأ فى زعهم . وقد ساق ابن ألى الحديد ألم الى تمسكوا ا فى تكفير مرتكب الكبيرة ؛ ورد علما » ولاستمنا وجه الرد » وإنما ممنا ذكر بعض هذه الأدلة لنعرف مها وجهات نظرهي ء وكيف كانوا يفكرون » وسترى أن تفكر هم كان سطحيا » لا يتعمقون فى بحث ١‏ ولا بتقصون أطراف موضوع . وهذه الأدلة كشرة » مها قوله تعالى : «ولله على الناس بحج البيت من استطاع إليه سبيلا » ومن كفر فإن الله عَنْى عن العالمين » فجعل تارك املنج كائر؟ » وترك الحجكبيرة » فكل مرتكبكبيرة كافر فى زعمهم » ومنها قوله تعالى : «ومن لم محكم ما أنزل الله فأولتك هم الكافرون» وكل. مر تكب الأونوب قد حكم بغير ما أنزل الله ف زعمهم فهوكافر » ومنها قوله ' تعالى : «١‏ يوم تبيض وجوه وتسود وجوه » نأما الذين اسودت وجوههم ؛ أكفرثم بعد إممانكم فذوةوا العذاب ا كتتم تكفرون » قالوا والفاسق لا يجوز أن يكون من أبيضت وجو ههم ء فوجب أن يكولٌ ممن اسودت وجوههم » ووجب أن يسمى كافراً » لقوله تعالى « مما كثم تكفرون ؛ . ومنها قوله تعالى ٠١:‏ وجوه يومئل مسفر ةع«ضاحكة مستبشرة # ووجوه يومئذ عليا غيرة د ترهقها قارة بد أولئك هم الكفرة الفجرة ) والفاسق على وجهه غيرة » فوجب أن يكون منالكفرة . ومنبا قوله تعالى : « وللكن الظالمن بآبات الله مجحدون » أثبت الظالم جاحدا » وهذه صفة الكفار . ْ ْ كل هذه الدلائل كنا ترى ظواهر نصوص » قد نظروا إلمها نظرا سطحيا ولم يدركوا مراسبا ولا أسرارها : ولم يصيبوا هدفها . وكان على رضى الله عنه محتج على من عاصروه مهم بالحجج الدامغة » والآدلة القاطعة » وما قاله رادا علهم : فإن أبيتم أن تزعمرا إلا أنى أخطأت » وضللت » فلم تضلون )1١(‏ ملنص من تبج البلاغة لابن أبى الحديد المجلد الثاى من لاءم م8٠"‏ وارجع إلى الموضوع كاملا فيه ,

0

عامة أمة محمد ميا وآله بضلالى » وتأخذونهم مخطى ؛ وتكفرونهم بآنونى » سيوفك م على عواتقكم تضع وها مواضع البرء والستم ٠»‏ وتخلطون من أذنب عن لم يذنب » وقد علمتم أن رسول الله ملك عله وآله رجم الزالى صن مم صل عليه » ثم ورثه أهله » وقتل لقتل » وورث يراك أهله ؛ وقطع يد السارق وجلد الرانى غير الحصن ثم قسم علدهما من الىء » ونكحا المسمات فأخذهم رسول لله يرنه وآله بذنومم » وأقام حق الله فهم » ولم بمنعهم سبمهم من الإسلام ء ولم مخرج أساءهم من بين أهله .

وى ذلك الكلام الم رد مفع لم لا بمارون فيه » ولايستطيعون أن يثيروا حوله غباراً » ولعله رضى الله عنه عدل عن الاحتجاج بالكتاب إلى الاحتجاج بالعمل الذى كان عليه النى يله » لأن العمل لا يقبل تأويلا » لا يفهم إلا على الوجه الصحيح ؛ فلا ينسع لنظراتهم السطحية » وتفكيرهم الذى لا يصيب إلا جانبا واحدا ؛ ولا يتجه إلا إلى انجاه جزنى » وفى الانجاه الجن فى فهم العبارات والأساليب ضلأل عن مقصدها » وبعد عن مرماها » وف النظرة الكلية الشاملة الصواب ؛ وإدراك الحق من كل نواحيه , فهو رضى الله عنه جادلم بالعمل ؛ حى يقطع عليهم كل تأويل » ولك بين للم وضح الحقيقة من غير أن مجعل لتلبيساتهم الفاسدة » أى باب من أبواب الحيرة والاضطراب .

هذه جملة الآراء الى اعتنقها أكثر هم » ول يتفقوا فى غيرها على مذهب أو رأى أو نظر ٠‏ بل كانوا كششرى اتليلاف » يشجر يدهم اللجلااف لأصغر الأمور وأقلها ؛ وربما كان هذا هو السر فى كثير من البزاماتهم . وكان المهلب بن أى صفرة الذى كان ترسا للجاعة الإسلامية منهم يتتخل اللملدف بيهم ذريعة لتغر يقهم وخحضد شوكهم من لحد مهم » وإذا م بجدهم عتلفين دفع إلهم من يشر الاختلاف بينهم .

يحكى ابن أبى الحديد أن حداداً من الأزارقة كان يعمل نصالامسمومة » فنرى ما أصراب المهلب » فرفع ذلك إلى المهلب » فقال أنا أكفيكموه

إن شاء الله ه فوجه رجلامن أصعابه بكتاب وألف درهم إلى عسكر قطرى بن الفجاءة قائد اللحوارج » فقال له : ألق هذا الكتاب فى العسكر والدرام ؛ واحذر على نفسك » فض الرجل وكان قى الكتاب : أما بعد » فإن تصالك قد وصلت إل » وقد وجيت إليك بألف درهم فاقبضها » وزدنا من النصال . فرفع الكتاب إلى قطرى فدعا الحداد فقال:ما هذا الكتاب ؟ قال : لاأدرى . قال تمن هذه الدراهم ؟ قال لا أعلم ما ء فأمر به فقتل . فجاء عبد ربه الصغير مولى بى قيس بن ثعلبة فقال : قتلت رجلا على غر ثقة وتبين ؟ قال قطرى : فا حال هذه الألف ؟ قال مجوز أن يكون أمر ها كذبا » ومجوز أن يكون حقا . فقال قطرئ : إن قتل رجل فى صلاح الناس غير متكر ؛ وللإمام أن محكم بما يراه صالحا » وليس للرعية أن تعترض عليه» فتنكر له عبد ربه ف جاعة معه » ولم يفارقوه » وبلغ ذلك المهلب فدس إلهم رجلا نصرانيا جعل له جعلا برغب ف مثله » وقال له إذا رأيت قطريا فاسمد له . فإذا نباك فقل إنما عمدت لك . ففعل ذلك النصرالى » فقال قطرى : إثما السجود لله تعالى . فقال ما ححدت إلالك . فقال رجل من الحوارج : إنه قد عبدك من دون لله » وتلا قوله تعالى :‏ إنكم وما تعبدون من دون الله خصبا جهم 2 أثم لها واردوث) فال قطرى :إن النصارىقد عبدوا عيسى ابن مرمم » شا ضر عيسبى ذلك شيئاً » فقام رجل من اللحوارج إلى النصرانى فتئله » فأنكر قطرى ذلك عليه وأنكر قوم من الحوارج إنكاره » وبلغ المهاب ذلك ء فوجه إلهم رجلا يسألم » فأتاهم الرجل فقال أرأيم رجلين شخ رجا مهاجرين لكم ء فات أحدهها فى الطريق » وبلغ الاخر إليكم ٠‏ فامتحتتموه فلم جز احنة ما تقولون ؟ فقال بعضهم : أما المييتثثى الجنة وأما الذى لم يجز المحنة فكافر حتى مجبز امحنة . وقال قوم آنحرون : هما كافران حى جيزا المحئة » فكثر الاختلاف » وخرج قطرى إلى حدود اصطخر ء فأقام شبرا والقرم فى نحلافهم ,

. 40١ شرم مْبج البلاغة املد الأول عن‎ )١(

س 3565 هس

انظر كيف كان ذلك القائد العظم _يستغل هاستهم + وشدة تعصب كل منهم لرأيه » وسذاجة تفكيرهم » وضعف مداركهم » فيؤرث نيران العداوة بيهم » ويؤجج فيب الاختلاف ليكون بأسهم بينهم شديداء ويكونوا ضعفاء أمام عدوهم ٠‏ وف اه ق إن مثارات اللملدذف بيهم كانت كثيرة م6 وكثيراً ما كانت من غير ادر لبذور. اللمللاف بيهم 2 ولذلك انقسموا إلى فر كثثرة » ومن أجل أن نكون على بينة من جدلم مع غبرهم » وجدلم نما ينهم ء نتكلم كلمة عن أظهر فرقهم ورعوسهم »-وهم. :

الأزارقة :

مم أتباع نافع بن الأزرف الحنق » وكانوا أقوى الخوارج شكيمة ) وأكثره عددا » وأعزهم نفرا » قاتلوا بقيادة نافع قواد الأمويين وابن الزير بن عبد الله » ثم قطرى بن الفجاءة » وى عهده ضعف شأنهم » بسبب بغخض النامس ل لشبرتهم سفلك الدماء » وتألب المسلمئ عن عليم واختلافهم فم يهم » يزموا فى كل مكان »ثم تلت ١‏ نبزاماتهم من بعده إلى أن اتبى | أمرهم » وقد ذهبوا إلى المبادىء العامة الى ذ كر ناها للخوارج وزادوا علها :

أ أن تخالفهم من عامة المسلمين » ومن لا يرون رأهم من التوارج مشركون . '

؟ ‏ أن أطفال مخالفهم مشركون مخلدون فى النار .

ا دار اغتالفين دار درب » وتجوز قتل أطفالم ونسامهم وسبهم .

5 ل إسقاط سد الرجم عن الزالى » إذ ليس ق القرآن الكريم ذكره 3 وإسقاط حد القذف عمن قذف المحصئن من.الرجال مع وجوب الحد على تاذف المحصنات من النساء .

ه - جواز الكبائر والصغائر على الأنبياء (1) .

. الملل والتحل للشبرستاق‎ )١(

- لامعا النجدات :

هم أتباع نجدة بن عوبمر الحنثى » وقد خالفوا الأزارقة فى تكفير القعدة من الخوارج واستحلال قتل الأطفال 60 وزادوا هم سيد أمل العهد والذمة . وقد كانوا بالعامة وقد كانوا مع أى طالوت الله جى ثم بايعوا نجدة سنة ست وستين » فقطع أمره وأمرهم حتى استولى على البدرين ؛ وعمان » وحضرموت » والعن والطائف.تم اختلفوا على نجدة لأمور نقموها عليه » منها أنه أرسل ابنه فى جيش فسبوا نساء وأكلوا من الغنيمة قبل القّسمة » فعذرهم . ومنها أنه تولى أصعاب الحدود من أصعابه وقال لعل الله تعال يعو عنم ؛ وإن عذمهم ؛ فى غير النار . ثم يدخلهم اللونة . وملها أنه أرسل يشا فى البحر » وجيشا فى الر » ففضل الذين بعنمم فى الى فى العطاء .

وقد ترئب على اخثلافهم “عليه أن القسموا إلى ثلاث فرق © فرقة ذهبت إلى عستان مع عطية بن الأسود الحنى » وفرقة ثاروا مع أنى فديلك على نجدة فقتلوه »'وفرقة عذرت نجدة فى أحدائه » وهم الذين ب لهم اسم النجدات . وقد بى' أبو فديك بعد نجدة إلى أن أرسل إليه عبد املك بن مروان جيشا هزمه » وبعث برأسه إلى عبد الملك بن مروان ٠‏ فانهى أمر هذه الطائفة . ظ

الصفرية :

أتباع زياد بن الأصفر ٠‏ وهم فى آرائهم أقل تطرفا من الأزارقة . وأشد من غبرهم » فك خالفوا 'الأزارقة فى مرتكى .الكبائر » فلم يتفقوا على

نا 1 / 1 0 0 إشراكه » بل مثهم من يرى أن الذنوب الى فما الحد » لايتجاوز عرتكما الاسم الذى سماه الله به كالسارق والزائى » وما ليس فيه حد فرتكبه كافر ؛ ومنهم من يقول إن صاحب الذنب لا يكفر حى محده الوالى .

(9) وقد علمت ما مشى أن النجدات لايرون إقامة إمام واجبا شرعياءوما شالف فيه نجدة ناقما جوائ التقية فائه يحيزها وناقع بمنعها .‏

ومن الصفرية أبو بلال مرداس وكان رجلا صالخا زاهدا . خرج ق أيام يزيد بن معاوية بناحية البصرة » ولم يتعرض للناس » وكان يأخذ من مال السلطان ما يكفيه إن ظفر به » ولايريد الحرب » فأرسل إليه عببد الله ابن زياد جيشا قضى عليه ؛ ومنهم عمران بن حطان » وكان شاعرا زاهدا قد طرف فالبلاد الاسلامية » فاراً بنحلته » وقد التخبه هؤلاء اللوارج إماما لم بعد أنى بلال .

العجاردة :

هر أصماب عبد الكريم بن عجرد أحد أتباع عطية بن الأسود الحنن 3 وهم قريبون جداً من النجدات فى أصل نحلتهم » وجملة آرائهم أنهم يتولون القعدة من الحوارج إذ عرفوا بالديائة » ويرون الهجرة فميلة لافرضا ء ولا يكون مال المخالف فيئاً إلا إذا قتل صاحبه .

وقد افترقت العجاردة فرقا كثيرة فى أمورء مها ما يتعلق بالقدر وقدرة العبد » ومنها ما يتعاق بأطفال امخالفين » وكان يدفعهم إلى لحلاف مسائل جزئية فينتبى الآمر إلى الكلام فى قضايا عامة تصيرهم فرقا وأحزابا » ومن أمثلة ذلك أن رجلا مهم اسمه شعيب كان مدينا لآخر اسمه ميمون فلا تقاضى هذا دينه » قال شعيب : أعطيكه إن شاء الله . فقال ميمون : قد شاء الله ذلك الساعة . فقال شعيب : لو كان قد شاء ذلك لم أستطع إلا أن أعطيكه . فقال ميمون : قد أمر الله بذلك » وكل ما أمر به فقد شاءه » ومالم يشأ لم يأمر به » فافترقت العجاردة فى ذلك إلى ميمونية وشعيبية » وكتبوا إلى رئيسهم عبد الكرم . فقَال : إنما نقول ماشاء الله كان » ومالم يشأ لم يكن 5 ولا نلحق بالله سوءا » فادعى كل أن اللواب يؤيده .

ويروى أن عجرديا اسمه تعلبة كانت له بنت فخطما عجر دى أخخحر وأرسل إلى أمها يسأها » هل بلغت البنت فان كانت قد بلغت + ورضيت الإسلام على الشرط الذى تعتيره العجاردة » لم يبال م كان مهرها . فقالت

سه 164 س

إنها مسلمة فى الولاية سواء أبلغت أم لم تبلغ » فرفع الأمر إلى عبد البكريم » فاختار العراءة من الأطفال » وخالفه ثعلية » وافترقت العجاردة على ذلك. إلى ثعالبة وميمونية .

الاباضية : |

هم أتباع عبد الله بن إباض » وهم أكثر الحوارج اعتدالا » وأقر-هم إلى الجباعة. الإسلامية تفكيرا » فهم أبعد عن الشطط والغلو » وأقرب إلى الاعتدال » وجملة آرائهم _-

١‏ أن مخالفهم من المسلمين ليسوا مشركين » ولا مؤْمنن » ويسمونهم كفاراً » ويروى علهم أنهم قالوا إنهم كفار نعمة .

؟ ل دماء عخالفهم حرام ف السر لافى العلائية ء ودارهم دار توحيد إلا معسكر السلطان .

* ل لانحل من غنائمهم فى الحرب إلا الخيل والسلاح » وكل ما فيه قوة فى الحروب » ويردون الذهب والفضة إلى أصحاءبا .

4 س تجوز شهادة الخالفين » ومناكحتهم » والتوارث معهم .

ومن هذا يتبين اعتدامهم » وقرمهم من إنصاف انخالفين » ومن أجل ذلك بقوا إلى اليوم ى بعض بجهات العالم الإسلاى . © خخوارج لا يعدون من المسلمين :

قام مذهب الحرارج على الغلو والتشدد فى فهم الدين » فضلوا » وأجهدوا أنفسهم والمسلمين بضلام » ولكن المسلمين الصادق الإعان لم محكوا بكفر هم وإن حكموا بضلام » ولذا روى أن علياً رضى الله عنه أوصى أصحابه بألا يقاتل أحد الحوارج من بعده » لأن من طلب الحق تأخطأه ليس كن طلب الباطل فناله » فعلى رضى الله عنه كان يعتيره, طالبين للحق » قد جانبوا طريقه » ويعتر الأمويين طالبن للباطل » وقد نالوه » ولكن نبت فى اللخوارج فرق قد ذهبوا مذاهب ليس فى كتاب الله ما يؤيدها » بل فيه

غ55 سم

ما يناقضها ى عير أى تأويل » وقد ذكر عبد القاهر الجرجاى ىق كتابه الفرق بن الذرق طائفتين من الخوارج عدقا مار جتن عن الإسلام وها :

: اليزيدية‎ - ١

مم أتباع يزيد بن أنى أنيسة اللخارجى » وكان إباضيا » ثم ادعى أنه. سبحانه وتعالى يبعث رسنولا من العجم يتزل عليه كتابا ينسخ الشريعة اتحمدية . وقد أشرنا إلى ذلك فها مضى .

؟ - الميمونية : ا

وهم أتباع مهمون العجردى الذى ذ كرآنفا فى مسألة اللدلاف ف الدين . وقد أباح نكاح بنات الأولاد » وبات أولاد' الإخوة » والأخوات. وقال فى علة ذلك أن القرآن الكرم لم يذكرهن فى المحرمآت » وروى عن هؤلاء الميمونية أنهم أزكروا سورة يوسف »؛ ولم يعدوها من القرآن الكريم » لأنها قصة غرام فى زعمهم » لايصح أن تضاف إليه » فقبحهم الله لسوء ما يعتقدون .

11[ سه

اتصف الخوارجج بصفات كثرة جعليم قوما -خصمين 3 يجحادلون عن مذهمهم ويلتقطون التجج من خصومهم » ويستمسكون بآرائهم » لا يتركون نها ناحية فيها إضعاف لناقشتهم من غير أن يتجهوا إلها ٠‏ ولكن مع ذلك كانت فهم صفات أشرى لم يصلوا بسبها إلى أعلى درجات الجدال والليصام , وجملة صفامهم الجدلية الى رفعت جدلم . والىخصصتهم تتبين فها يلى » فقد اتصفوا بالصفات الا ئية :

١‏ - بالفصاحة وطلاقة اللسان ؛ .والعلم بطرق التأثير بالبيان ومخاطية الوجدان.وكانوا مع ذلك ثابى الجنان : رابطى الجأش » لا يشدهون أمام قوة مجادم : ولا تعر وهم رهبة من أى موقف » ولا تأخذ هر حبسة فكرية تمنعهم من أى مذهب من مذاهب البيان .

روى أن عبد الملك بن مروان أنى برجل مهم ٠.‏ فبحثه فرأى منه ماشاء فهما وعلا » ثم نحثه فرأى ما شاء أربا ودهيا . فرغب فيه واستدعاه إلى الرجوع عن مذهبه » فرآه مستبصرا شمَعَا » فزادهى الاستدعاء . فقال لتغنك الآولى عن الثانية » وقد قلت فسمعت » فاسمع أقل . قال له قل . فجعل يبسط له من قول الحوارج » ويزين له من مذهببم بلسان طلق , وألفاظ بينة » ومعان قريبة . فقال عبد الماك بعد ذلك على معرفته : لد كاد يوقع فى خخاطرى أن-الجنة خلقت ل » وأنى أولى بالجهاد ملهم . ثم رجعت إلى ما ثبت الله على من الحجة وقرر فى قلى من الحق » فقلت له : لله الآخرة واللانيا » وقد سلطنى الله فى الدنيا » ومكن لنا فها » وأراك لست تحيب بالقول » والله لأقتلنكإن لم تطع » وبينا هما فى الحديث إذ دخل على عبد الملك ابن له باكيا لضرب المؤدب إياه ٠‏ فشق ذلك مل عبد الملاك » فأقبل عليه الخارجى » فقال له : دعه يبك » فإنه أرحب لشدقه » وأصح لدماغه » وأذهب لصوته » وأحرى ألاتأنى عليه عيناهإذا حضرته

(م١١ا‏ ستاريخ الجدل)

سد 1115 سم

طاعة ريه : فاستدعى عرنها . فأع.جب ذلك عبد الملك » فقال : أما يشغلك ما أنت فيه » وبعرضه عن هذا » فقال ما ينبغى أن يشغل المؤمن عن قول الحق شىء . فأمر عبد الملك محيسه » وصفح عن قتله » وقال يعتذر إليه : ئلا أنك تفسد بألفاظك أكثر رعيتى ماحبستك » ثم قال : من شكسكى ووهنى حتى مالت لى عصمة الله فغر بعيد أن يسبوى من بعدى وكل رؤساء الخوارج » وكثر من جموعهم على هذا الطراز من طلاقة اللسان » وبلاغة الببان » وقوة الجنان » وثبات البأش » وقوة الإمان » ولعل السر فى فصاحهم » وقرة جنانهم أن أكترهم من العرب : وقد امتازوا بالفصاحة والشجاعة وقوة النفس .

١‏ - وكانوا مع فصاحهم وقوة بجنائهم على عم فى الجملة بالكتاب والسنة وأشعار العرب » وكان زعماؤه معنيين بدراسة الكتاب © وفقه الخديث وآثار العرب مع ذكاء شديد » وعارضة قوية » وحضور بدبة » وكانو! يلتجعون فى طلب الدين إلى كل مجتمع. » ويطلبونه حيًا كان .

| بروى أن نافع بن الأزرق شيخ الأزارقة كان ينتجع عبد الله بن عباس 6 فبسأله .. سأله مرة عن معنى قوله تعاللى : « والليل وما وس ؛ ؛ فقال ابن عباس » وما جمع » فقال أتعرف ذلت العرب ؟ قال أما سمعت قول الراجز <1)

إن لنا قلائصا حقائتا مستوسقات لو نجدن سائقسا

وسأله مرة قائلا : أرأيت نى الله سلمان مع ما خخوله الله ؛ وأعطاه » كيف عى بالهدهد على قلته وضئولته .

فقَال له ابن عباس ؛ إنه احتاج إلى إلماء » والمهدهد قناء الأرض له كالزجاجة يرى باطنها من ظاهرها . فسأل عنه لذلك . قال ابن الأزرق : قف أرقا كيف يبصر ما نحت الأرض ؛ والفخ يغطى له بمقدار [صبع من تراب فلا يبصره حى بقّع فيه » فقال ابن عباس:و نحك يابن الأزرق» أما علمت أنه إذا جاء القدر غشى البصر , ١‏

الي ل كم (1) الكابل ميرد ب .

سم 1116 اسم

ويروى أنه مرة أخذ يسأله حتى أمله » فجعل ابن عباس يظهر الضجر ظ وطلع عمر بن أفى ربيعة وهو يومئل غلام فسلم وجلس . فال ابن عباس : ألا تنشدنا شيئا من شعرك » فأنشده القصيدة الى مطلعها : أمن آل نعم أنت غاد فبكر غداةغدأم رائح فهجسر فقال ابن الأزرق : لله أنت » يابن عباس ء أنضرب إليلك أكباد الإبل » نشأ لك عن الدين » فتعرض + وبأتيك غلام من قريش » فينشدك سفها فتسمعه » قال:تالله ما سمعت سفها 620 .

انظر إلى زعمائهم كيف يطلبون علم ابن عباس مع أنه كافر فى زعمهم » مبطل فى اعتقاده, » ولكنه علم الككتاب هو الذى دفعهم لأن بجلسوا مجلس التلميذ من حير هذه الآمة » وإن زعموا فيه زيغا وختروجا ؛ وكأنهم يعتقدون أنه من أضلهم الله على عل » قبحهم الله .

* ل وكانت فههم رغبة شديدة للمناقشة .والمحادلة ومساجلة الآراء والمذاهب حتى أنهم فى القتال كانوا يتواقفون أحياناً كشيرة » ويتناقشون مع مقاتلبم فى الأمور والولاة » وينشدونهم بعض الأشعار .

جاء قى شرح مبج البلاغة لابن أبى الحديد : روى أبو الفرج الأصبانى فى كتاب الأغانى الكبير » قال : كانت الشراة والمسلمون فى حرب المهاب وقطرى يتواقفون ويتساءلون بيهم عن أمر الدين » وغير ذلك على أمان وسكون لا ميج بعضهم بعضا . فتواقف يوما عبيدة بن هلال اليشكرى » وأبو حرابة الميمى » ققال عبيدة:يا أبا. حرابة إنى سائلك عن أشياء ؛ أنتصدقنى عببا فى الجواب , قال : نعم إن ضمنت لى مثل ذلك . قال قد فعلت ء قال:فسل عما بدا لك . قال : ما تقولون فى أتمتكم . قال : يبيحون الدم الحرام . قال ونحلث » فكيف فعلهم فى المال » قالبجيعونه من غير حله »

(1) ملشمن من الكابمل بس ؟ ص 1407 ر148ر144ر١16.‏

م 154 مس

وينفقونه فى غير وجهه . قال : فكيف فعلهم فى اليتم . قا : يظلمونه ماله ؛ وكنعونه حقه .. قال وكيا أا حرا أل مولام يع

وروى أ بو الشرج , أيضا » قال:كان عبيدة إذا تكاف اناس 5 نام ليخرج إلى بعضم . فيخرج إليه فتيان من عسكر المهلب © في فيقول لمثأما أحب إليكأقرأ عي القرآن أم أنشدم الأشعار؟ فيقولون له: أما القرآن فقد عرخاه مثل معرفاك : ولكن تنشدنا » فيقول: يا فسمّة ؛ قد والله علمت أن تختارون الشعر على اله رآن ء ثم لآ , يزال ينشدهم حى علوا ويفترقوا © .

وترى من هذا أن حجب المناقشة والمناظرة قد استولى عليهم ٠‏ حتىكانوا يتواقفون مع مقاتلهم ؛ ليجادلوم ويساجلوهم الأفكار والمذاهب والأشعار .

وكان يسود التعصب لأرا” مهم جدطم ؛ فهم لايسلمون خصومهم محجة "ولا يتتعون بفكرة مهما تكن'قزية من الحق » أو واضحة الصواب » بلي لا تريدهم حجة خصومهم ؛ إلا إممان فى اعتقادمم » ونحثا عما يؤيده ء والسبب ق ذلك استيلاء ء أفكارهم على نفو شيم ؛ وتغلغل مذاههم فى أعماق قلومهم . واستهواؤها لكل مواضع تفكيرهم وطرق إدراكهم » وكان فهم مع ذلك لدد وشدةخصومةتمثل نزعم هم البدوية » وروحهمالعر بية وححاسسهم الى اششبر مها العرب من قدم الزمان .

وقد دفعهم ذلك التعصب إلى أن يدركوا الحق من جانب واحد ء ولايدركوه من كل ناحية » وذلك لآ عصبيهم الشديدة » وحدتهم وسيطرة المذهب علهم » جعلهم لا ينظرون إلا نحت ضوئه » ولايدركون إلا نحت سلطانه . ولايعرفون إلا ما يدعو إليه » وينصره . ولاتريدهم حجج المتصوم إلا عنادا وإصرارا . بل لققد دفعهم رغيهم فى نصرة مذهيهم إلى أن مخترعوا أحيائا أحاديث »؛ وينسبوها إلى رسول الله 2 ٠‏ حبى روى عن بعضهم أنه رجع عن مذهب الحواررج ع فدعا المسلمين لأن ينظروا فى أحاديث رسول الله يكم , لآ هم كانوا إذا لم مجدوا الدليل كذبوا على النى مَل محديث . واحتجوا على الناس .

)١(‏ انغلد الأول من ؟و” . موم,

سم 118 سم

وكانوا فى جدلى بالقرآنالكريم يتمسكون بظواهره ؛ ولا حيطون علا عر اميه وغايته ٠‏ وكلا ذكرت ل آية فهموها كما يبدو من لنظها » ويظهر بادىء الرأى منبا » وريما كانت لاتنطبق بأى نوع من الانطباق على موضوعهم الذى تجادلون فيه » أو كان الانطباق غير واضح أومستقم .

يروى أن عبيدة بن هلال اليشكرى الذى ذكرناه آنفاً انهم بامرأة رجل حداد رأوه مرارا يدخل منزله بغر إذنه » فأتوا قطريا : فذكروا له ذلك » فقال لم أن عبيدة من الدين حيث علممم » ومن الجهاد عيث ريم . فقالوا . إنا لا نقاره على الفاحشة . فقال : انصرفوا . ثم بعث إلى عبيدة . تأخيره . وقال إنه لا يقار على الفاحشة فقال متتونى يا أمر المؤمنن » ا ترى ؟ قال : إفى جامع بينك وبيئهم ؛ فلا تخضع خضوع المذنب ؛ ولاتتطاول تطاول البرىء » فجمع بيهم » فتكلموا » خقام عبيدة » فقال : بسم الآهالرحمنالرحمء «وإن الذين جاعءوا بالإفك عصبة منكم ) لا تحسبوه شرا لكر ؛ بل هو خر لكم » لكل امرىء منْهم مااكتسب من الإثم » والذى تولى كبره منهم له عذاب عظم..» إلى آخر الآيات الكر بمات . فلا سمعوها يكوا » وقاموا إليه واعتنقوه. » وقالوا استغفر لنا )١(‏ . انظر كيف استولى علهم ممجرد تلاوة القرآنالكريم» قأقروه وبرعوه من غير أن ينظروا : أهوإفك رم به » فتنطبق عليه الأوصاف المذكورة فى الآيات الكرعة . أم حقيقة توجب الحد ؛ والخروج عن حظرة الإمان فى زعمهم » ولكلهم قوم تغلب علبم العاطفة » ويغلب علمبم النظر السطحى لا يعدونه » ولذا أصدروا الحكم بالمراءة يعد سكم بالفاحشة » وانتقلوا من النقيض إلى النقيض .

والقول الحملى : إن مجادلامهم كانت يسودها الفصاحة » والتعصب على غبره, من المسلمين » والنظر إلى ظواهر النصوص من غير تعمق فى مرامها » وسير لأغوارها ؛ وكانوا لايدركون الحق إلا من ناحية واحدة » ناحية مذههم .

(5) الكايل السرد ب ؟ ص ٠؟؟ 2٠‏ ؟؟؟.

ب 85]! سه

مناظرة عبد الله بن عباس وعلى رفى الله عنهم ألخوارج :

بعث على ابن عباس إلى اخوارج وقال لا تعجل فى جواهم وخصومهوم حتى آنيك » فخرج إلبم حت أتاهم » فأقبلوا يكلمونه » فلم يصبر » حي راجعهم نثال :

ما نقمتم من المكمين » وقد قال الله عز وجل : ٠‏ إن بريدا إصلاسا يوفق الله بينبما » فكيف بأمة محمد يَلِتّةِ » فقالت اللدوارج قلنا . أما ما جعل حكه إلى الناس » وأمر بالنظر فيه والإصلاح له ء فهر إلهم كا أمر به وما حكر به فأمضاه » فليس للعباد أن ينظروا فيه » حكم فى الزانى مائة -جلدة وفى السارق بقطع يده » فليس للعباد أن بنظروا فى هذا . قال ابن عباس : فإن الله عز وجل يقول : ؛ محكى به ذوا عدل منكم » فقالوا له أو يجعل الحك فى الصيد والحدث يكون بين المرأة وزوجها كالحكم ف دماء الملمت . فهذه الابة بيئنا وبينلك » أعدل عندك ابن العاص وهو بالأسن يقائلنا » ويسفك دماءناءفإن كان عدلا فلسنا بعدول » ونحن أهل حر به. قد حكتم فى أمر الله الرجال » وقد أمفى الله عز وجل حككه أن يقتلوا أو يرجعوا وقبل ذلك ما دعوناهم إلى كتاب الله عز وجل © ثم كتيم يينكر و بينه كتابا » وجعلم بيشكم وبينه الموادعة والاستفاضة » وقد قطع عر وجل الاستفاضة والموادعة بين المسلمين وأهل الحرب » منذ نزلت براءة . وبعث على زيد بن النضر إلهم » فقال انظر بأى رعوسهم هم أشد إطافة » فنظر لأخيره أنه لم برهم عند رجل أكثر متهم عند يزيد بن قيس + فخرج على ف الناس .

ولما انبى إلمم وهم مخاصمون ابن عباس » قال انته عن كلامهم + أم أنبك رحمك الله » ثم تكلم فحمد الله وأثى علبه » ثم قال اللهم إن هذا

مفامس أفلج فيه كان أولى بالفلج يوم القيامة » ومن نطق فيه وأوعث ع

ب ةا سل

فهو فى الآخرة أعمى وأضل سبيلا ٠‏ ثم قال لم : من زعيمكم . 'قالوا ابن الكواء . قال على : فها أخرجكم غلينا . قالوا حكومتكم يوم صفين . قال : أنشدكم اله » أنعلنون أنهم حيث رفعوا المصاحف فقلم تجيهم إلى كتاب الله » قلت لكر إنى أعل بالقوم منكم [نهم ليسوا أصعاب دين ولاقرآن»؛ إف صحبتهم وعر فنهم أطفالا ورجالا فكانوا شر أطفال وشر رجال » امضوا- على حقكم وصدقكم , ذإنما رفع القرم هذه المصاحض خديعة ودهنا ومكيدة؛ فرددثم على رأنى » وقلم لا» بل نقبل منهم . فقلت لكم اذكروا قولى لكم ومعصيتكم إياى ٠‏ فلا أبيتم إلا الكتاب اشترطت على الحكين أن نحييا ما أحيا القرآن » وأن يتا ما أمات القرآن ؛ فإن حكما حك القرآن . فليس لنا أن تخالف دكا محم عا ى القرآن الكريم . وإن أبيا فنحن من حكمهما براء قالوا فخبرنا أتزاه عدلا نحكم الرجال فى الدماء . فقال: إنا لسنا حكمنا الرجال إثما حكنا القرآن » إثما هو خط مسطور بين دفتين لاينطق إا يتكل به الرجال » قالوا فخير نا عن الأجل لم جعلته بينك وبينهم . قال ليعلم الجاهل . ويتغبت العالم » ولعل الله عزو جل يصلح فى هذه الدنة هذه الأمة » ادخلوا مصرك, رحمكم الله » فدخلوا من عند أخخرهم . ؟' ‏ محادلة على لللخوارج قبل قتالهم :

لما قتل الحوارج عبد الله بن خباب بن الآأرت أرسل إلهم على أن أسلموا قاتل عبد الله بن خباب » فأرسلوا إليه إن كلنا قتله » ولأن ظفر نا بلك لقتلناك . فأتاهم على فى جيشه » وبرزوا إليه مجمعهم . فقال لم قبل القتال : ماذا نقمتم منى ؟ فقالوا أول ما نقمنا منك أنا قاتلنا بين يديك يوم الججمل » فلا البزم أصعاب الجمل أحت لنا ماوجدنا فى عسكرهم من المال » ومنعتنا من سبى نسائهم وذرار-هم » فكيف استحللت مالم دون النساء والذرية ؟ فقال إنما أمحت لك أمواهم بدلا عما كانوا أغاروا عليه من بيت مال البصرة قبل ' قدوى علهم » والنساء والذرية لم يقاتلونا » وكان للى حك الإسلام ) كم دار الإسلام ول يكن منهم ردة عن الإسلام » ولاجوز استرقاق من لم

- 158 مس

يكفر . وبعد او أبحت لكم النساء أبكم يأخذ عائشة فى سبمه .. فخجل القوم من هذا » ثم قالوا له : نقمنا عليك محو إمرة أمير المؤمنين عن أسملك فى الكتاب بينك وبين معاوية لما نازعلك «عاوية فى ذلاك , فقال : فعلت مثل ما فعل رسول ان يك يوم الحديبية حين قال سهيل بن عمر لو علمت أنك رسول الله ما نازعتك » ولكن ١‏ كتب امك واسم أبيك : فكتب : هذا

ما صالح عليه محمد بن عبد الله وسهيل بن مر .

وأخيرنى رسول الله يلثرٍ أن لى مهم يوها-مثل ذلك » فكانت قصى فى هؤلاء الأبناء قصة رسول الله يَلثَهِ مع الآباء . فقالوا له : فلم قلت للحكتين فإن كنت أهلا للخلانة فاثبتانى » فإن كنت ى شك فى خخلافتك فغرك بالشك يكون أولى ‏ فقال إنما أردت بذلك النصفة لمعاوية : ولوقلت الحكين احكا لى بالحلافة لم برض بذلك معاوية » وقد دعا رسول الل يله نصارى نجر ان إلى المباهلة » وقال للم : « تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم ؛ ونساءعنا ونساءكم » وأنقسنا وأنفسك, » ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين »‏ فأنصفهم بذلك من نفسه » ولوقال أبتبل فأجعل لعنة الله عليكم ل ير ض النصارى بذلك ؛ لذلك أنصفت أنا معاوية من نفسى » ولم أدر غدر عمرو بن العاص » قالوا : فلم حكمت الحكمين فى حق كان للك . فقال وجدت رسول الله ييه قد حكم سعد بن معاذ فى بى قريظة »ولو شاء لم بفعل » وأقت أنا أيضاً حكا لكن حكي رسو اللهعليهالصلاة والسلام حك بالعدل .وحكى ندع حب ىكاذمن الأمر ماكان » فيل عندكي شىء سوى هذا . فسكت القوم ؛ وقال أكار هم : صدق والله ؛وقالوا:التوبة » واستأمن إليه منهم تمانية آلاف وبى أربعة آلااف .

مكات جم المسسسحم نا * ا ا 2 مي شع بن لاردق دكلة ث2 أرسل نجدة بن عور إلى نافع فقال : ظ : بسم الله الرحمن الرحم . أما بعد : فا عهدى بك وأنت لليئم كالاب الرحم وللضعيف كالخ اليم » لا تأخذك فى الله لومة لاثم » ولا ترى معونة ظالم » كذلك كنت أنت وأصحابك » أما تذكر قولك لولا أنى أعلم أن للإمام العادلل مثل أجر جميع رعيته ما توليت أمر رجلين من المسلمين » فليا شريت نفسك فى طاعة ربك ابتغاء رضوانه » وأصبت من الحق غصة » وركبت مر هتجرد للك الشيطان ولم يكن أحد أثقل عليه وطأة منك ومن أصمابك » فاسمالك واستبواك : واستغواك وأغواك » فغويت ٠‏ فأكفرت الذين عذرهم الله فى كتابه من قعد المسلمين وضعفتهم » فقال جلى ثناؤه » وقوله الحمق ووعده الصدق : « ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين ٠‏ لا مجدون ما ينفقون حرج » إذا نصحوا لله ورسوله ٠‏ ثم سماهم أحسن الأسماء فقال تعالى ٠.‏ ما على المحسنن من سبيل » ثم استحللت قتلى الأطفال » وقد نبى رسول الله يل عن قتلهم. » وقال عز ذكره : « ولا تزر وازرة وزر أخرى » . وقال فى القعد خمراً وفضإ, الله من جاهد علهم » ولايدفعم

ا لاا سس

بسم الله الرحمن الرحم . أما بعد » فقد أتانى كتابك تعظى فيه 2 وتذكرفى » وتنصح لى » وتزجرى » وتصف ماكنت عليه من الحق وما كنت أوثره من الصواب . وأسأل الله عز وجل أن بجعانى من الذذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه » وعبت على ما دنت به من إكفار القعد وقتل الأطفال واستحلال الأمانة » فسأفسر للك ذلك إن شاء الله تعالى م

أما هؤلاء القعد فليسوا كن ذكرت ممن كان يعهد رسول الله صلى الله عليه وسلٍ . لأنهم كانوا بمكةالمكرمة مقهورين محصور ين ءلا مجدون إلى الهربه سبيلا ء ولا إلى الاتصال بالمسلممن طريقا » رهؤلاء قد فقهرا فى الدين » فيمن كان مثلهم » إذ قالوا « كنا مستضعنين فى الأرض ٠ء‏ فقيل لم : «ألم تكن أرض الله واسعة » فباجروا قبا ؛ » وقال : « فرح انخلفون عقعدهم خلاف راسو لاللهع »وقال تعالى : ووجاء المعذرون من الأعراب ؛ ليو ذله لم؛فخير بتعذيرهم وألهم كذبوا الله ورسوله . وقال : ٠‏ سيصيب الذين كفروا منبم عذاب ألم ؛. فانظر إلى أسمائهم وسمانهم .

وأما أمر الأطفال فإن نى الله نوحاً عليه السلام كان أعلم بالله بانجدة مى منك ؛ فقال : « رب لاتذر على الأرض من الكافرين ديارا » إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجراً كفارا » فسماهم بالكفر وهم أطفال : وقبل ان بولدوا » فكيف كان ذلك فى “قوم نوح . ولا نقوله فى قومنا : والله يقول : : أكفاركم خير من أولئكم » أم لكم براءة فى الربر) . وهؤلاء كشركى العرب لا تقبل منهم جزية » وليس بيننا ؤيينهم إلا السيف أو الإسلام .

أما استحلال أمانات من خالفنا فإن الله عز وجل أحل لنا أموالم كا أحل لنا دماءهم فدماؤه حلال طلق . وامواهم ع للمسلمسن » فائق الله » وراجع نفسك » فإنه لا عذر إلا بالتوبة » ولن يسعك خذلاننا » والقعود ' عنا » وترك ما مبجناه للك من طريقئا ومقالتنا .

والسلام على من أقر بالق وعمل به .

ب 1901 سمس مناظرةٌ سس خارجى وبر بن عيك العزيز

فى السنة المكملة للائة خحرج شوذب على عمر بن عبد العزيز » واسمه بسطام » وهو من بى يشكر » قأرسل إليه مر كتابا جاء فيه :

باغنى أنك حرجت غضبا لله ولرسوله » ولست أولى بذلك مى » فهم إلى أناظرك » فإن كان الحق بأيدينا » دلت فيا دخعل فيه الناس » و إن كان فى بدك نظرنا ى أمرك . 1 ظ

فكتب هذا إلى عمر ؛ قد أنصفت » وقد بعثت إليك رجلن يدارسانلك » ويناظرانك . 1

وأرسل مولى لِيى شيبان حبشياً اسمه عاصم » ورجلا من بنى يشكر » فقدما على عمر » فتّال لما ما أخرجكما هذا الخر ج» وما الذى نقمم ؟ فقال عاصم : ما تقمنا سيرتك ؛ إنك لتتحرى العدل والإحمسان » فأخيرنا عن قيامك هذا الأمر » أعن رضا الناس ومشورة » أم ابتززتهم أمره, . فال عمر: ما سألهم الولاية علمهم » ولا غليتهم علا : وعهد إلى رجل كان قبل فقمت ولم ينكره على أحد » ولم يكرهه غيركر » وأنم ترون الرضا بكل من عدل وأنصف من كان من الناس » فاتركوقى ذلك الرجل فإن خالفت الاق » ورغيت عنه » فلا طاعة لى عليكم » قالا : بيننا وبينك أمر واحد . قال ماهو؟ قالا : رأيناك خخالفت أعمال أهل بيتك » ومميتبا مظالم » فإن كنت على هدى » وهم على ضلالة فالعنهم ‏ وابرأ مهم . فقال عمر : فقد علمت أنكم لم تخرجوا طلبا للدنيا » ولكتكم أردتم الآخرة ء فأخطأتم طريقها ؛ إن الله عز وجل لم يبعث رسول الله صل اللهعليهوسم لعانا » وقال اخليلإبر اهم «فن تبععى »فإنه منى » ومن عصان » فإنك غفور رحم » وقآل الله عز وجل : ١‏ أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده » . وقد سميت أعماللم ظلا وكى بذلك ذما ونقصا » وليس لعن أهل الذنوب فريضة لابد منها » فإن قلم إنها فريضة » فأخيرنى مبّى لعنت فرعون . قال ماأذكر متى لعنته . قال أفيسعدك ألا تلعن

ب 1/9 سب

فرعون وهو أخبث الحلق وأشرهم » ولا يسعتى الإأنألعن أهل ببى © وهم مصلرن صاتمون . .

قال : أمأ هم كفار بظلمهم . قال لا' لآن رسول الله ل دعا الناس إلى الإعان » فكان من أقر به وبشرائعه قبل منه » قال:أحدث حدثا أقم عليه الحد . فقا الخارجى أن رسول الله يلتم دعا الناس إلى توحيد الله . والإقرار بما نزل من عنده:. قال عمر ؛ فليس أحد مهم يقول لا أعمل بسنة رسول الله : ولكن القوم أسرفوا على أنفسبم على عل منهم أنه محرم علهم ولكن غلب علبم الثقاء » قال عاصم فابرأ ثما خالف عملك » ورد أحكامهم, قالعمر أتحمرنى عن أنى بكر وعمر » أليسا على الحق . قالا بلى . قال أتعلمان أن أبا بكر حين قاتل أهل الردة.» سفك دماءهى » وسنى الليرارى وأنخل الأموال ؛ قالا:يل ‏ قال أتعلمون أن ثمر . د السبايا بعده إلى عشائر هم بفلدية . قالانعم قال فهل برىء تمر من عمل أنى بكر . قالا لا. قال : أفتترءون أنم من واحد ,مهما .اقالا : لا . قال فأخمرانى عن أهل البروان » وهم أسلافكم هل تغلان أهل الكوفة خرجوا فلم يسفكوا دما ؛ ولم يأخذوا مالاء وإن من خرج إلبم من أهل البصرة » قتلوا عبد الله بن خباب وجاريته وهى حامل . قالا : نعم . قال.فهل برىء هو . قالا : نعم . قال فهل برىء من لم يقتل من قتل . قالا: لا.قال : أفتبرءون أنم من إحدىالطائفتين ؟ قالا: لا. قال : أفيسعكي أن تتولوا أبابكر وعمز وأهل البصرة وأهل الكوفة . وقد علمتم اختلااف أعبالم ؛ ولاسعى إلا المراءة من أهل ببى ؛ والدين واحد ء فاتقوا الله » فإنكم جهال » تقبلرن من الناس مارد, علمهم رسول الله 2 ؛ وتردون علبهم ماقبل » .ويأمن عندكم من خخاف عنده » ويخاف عندكم من أمن عنده. فإنكم عخاف.عندكم من يشبد أن لا إله إلا الله وأن محمداً غبده ووسوله وكان من فعل ذلك عند رسول الي أمنه وحقن دمه وماله » وأنم تقتلونه. ويامن عندكم سائر أهل الأديان فتحرمون دماءهم وأمواهم . فقال الشكرى: أرأبت رجلا ولى قوما وأموالحم + فعدل فيا » ثم صيرها بعده إلى رجل غير

1199 سن

مأمون . أتراه أدى الحق الذى يلزمه لله عز وجل » أو تراه قد سلم » قال عمر لا . قال أفتسم هذا الأمر إلى يزيد من بعدك » وأنت تعرف أنه لايقم فيه بالحق قال إنما ولاه غيرى » والمسلمون أولى عم يكون مهم فيه بعدى » قال أفترى ذلك من صنع من ولاه حقا » فبكى مر » وقال انظر الى ثلاثا فخرجا من عنده ثم عادا إليه + فقا عاصم أشهد أنك على حق . فقال حمر للشكرى ما تقول أنت ؟ قال : ما أحسن ما وصفت » ولكنى لا أفتات على المسلمين بأمر » اعرض علهم واعلم حجتهم أه .

# # #

ايئدأت هذه الفرقة سياسية . ولكلبا أحذت تلط بالسياسة أصول الدين » وكولوا لم رأيا سابياً ف الأمر الذى شغل الأفكار الإسلامية فى العصر » وهو مسألة مرتكب الكبيرة الى أثارها الحوارج والشيعة » وأهل الاعترال » ولنشأتها السياسية عددناها ف الفرق السياسية .

والبذرة الأولى الى نبت منها نبت هذه الفرقة كانت ى عصر الصحابة فى آخر عهد عمان رضى الله عنه » فإن القالة فى حك عمان وعماله لما شاعت» وذاعت » وملأت البقاع الإسلامية » ثم اننبت بقتله ‏ اعتصمت طائفة من الصحابة بالصمت العميق » ونحصنت بالامتناع عن الاشتراك فى تلك الفئن الى مرج المسلمون فبا مرجا شديدا » وتمكوا محديث ألى بكر عن النى مي إذ قال : ستكون فتن القاعد فها خير من الماثى » والماثى فا خير من الساعى » ألا فإذا نزلت أو وقعت » فن كان له إبل فليلحق بإبله » ومن كانت له عتم فليلحق بغنمه » ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه . فقال رجل : يارسول الله من لم تكن له إبل ولا غم ولاأرض ؟ قال : يعمد إلى سيفه » فيدق على -حده حجر » ثم لينج إن استطاع النجاة . وامتنعوا عن الحوض ف الحر وب الى وقعت بين المسلمين » ولم يعنوا أنفسهم بالبحث عن الحق فى الطائفتين المتقابلتين» ومن هؤ لاء سعد بن أنىوقاص » وأبوبكر رأوى الحديث السابق ؛ وعبد لله بن عمران بن المحصين وغيرهم » وذا

000 الإرجاء عل معنيين ؛ أسورفا التأخير مل ( أرجه وأغاء ) أى أمهله وأشره 8 والثاف إعطاء الرجاء . أما إطلاق اسم المرجئة على الجاعة بالمعى الأول فصحييم » لأنهم كانوا خرون الممل على النية والقصد , وأما باممنى الثالى نظاهر ؛ فانهم كانوا يقواون . لا تضر مع الإمان معصية » كا لا ينفع من السكفر طاعة . وقيل الإرجاء : تأخير حكم صاحب الكبيرة إل يوم القيامة » فلا يحكم عليه بحكر مأ فى الدنيا ؛ من كونه من أهل الجنة . أومن أهل الثار تمل هذا المرجئة والوعيدية فرقتان متقابلعان » وقيل : المرجئة تأخر على رنضى اللهمنهمن الدر جمة الأزل إلى الرابعة . فعل هذا المرسجئة والشيعة فرقتان متقابلتان ( الملل والنحل الشبرستان ) .

19/6 سم

أرجئوا الدكم فى أى الطائفتين أحق وفوضوا أمورهم إل الله سبحانه وتعالى »

وقد قال النووىق قضايا هذه الفن ومسائلها : إن القصايا كانت بين الصحابة

مشنبة ؛ دى أن جاعة من الصحابة تحروا نبا » فاعتزلوا الطائفتين » ولم

يقاتلوا ولم يقيقنوا الصواب » وقال ابن عساكر فى هذا المقام وفى بيان أسماب

هذه الفرقة : [ إتهم هم الشكاك الذين شكوا » وكانوا فى المغازى ؛ فلا قدموا

المدينة بعد قتل عمان »؛ وكان عهدهم بالناس وأمرهم واحد ؛ ليبس

بيهم اختلاف » فقالوا تركنا لكم وأمر أمركم واحد : ليس بينكم اختلاف » -وقدمنا عليكم و وأثم مختلفون » فبعضكر يقول قتل عنان مظل ما

أولى بالعدل وأصحابه » وبعضكم يقول : كان على أولى باحق وأعابد؛ كلهم ثقةاع وعندنا مصدق ؛ فتحن لا تتيرأ مهما ولا للعنهما ولا نشبد علهما ؛ وثرجىء أمرثما إلى الله سبحانه حى يكون الله هو الذى بحكم بدبما .

ولما تكونت الفرق الإسلامية » تأعلن الشيعة الإفراط الشديد فى. التعصب لا ل البيت » والمغالاة فى ذلك حتى مبجموا على العلية من الصحابة » وكفروا أبا بكر وعمر رضى الله عنما » إذ فرضوا بيهم وبين على من العداوات مالا يتصو ر إلا فى أخيلاهم الفاسدة ؛ وتحلهم الكاذبة . والحوارج كفروا جاهر المسلمين » وأعلنوا نحلة جديدة لم يكن للمسلمين با علم من قبل وهى تكفير كل مذانب 1 ومن وراء اللجميع الدولة الأموية تزعم أن المسلميئ هم الذين انضووا نحت لوائهم » وخضعوا طائعين أو كارهين لسلطائهم ء وقبلوا راضين أو غير راضين حكمهم » ومن عداهم جاف بنفسه عن الملة ؛ وبعد عن الدين . لما حدث ذلك الانقسام ؛ امتنع المرجئون عن مناصرة فريق * وأرجثرا

الحكم فى أمرهم ؛ وفوضوه إلى الله علام الغيوب . فلم بريدوا أن مخوضوا ف حديث سياسى وامشعوا حت عن ذر الأمويين بسوء » وقالواً بم إنم يشبدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله » فليسوا إذن كفارا ولا مشركين . بل مسلمين نرجىء أمرهم إلى الله سبحانه الذى يعرف سرائر لاس وبحاسهم علها :

1171 سم

ولما كثر البحث فى أمر مرتكب الكبيرة » وادعى الخوارج كفره وشنوا الغارة على كل المسلمين ‏ وأقاموا حربا شعواء على جاهير هم » وكانوا شوكة حاذة فى جنب حكامهم » فوض المسلمون الأمر فىمزتكب الكبيرة وأرجئوا الحسكم على مرتكها كا أرجئوا الحكي فى فيره » ثم خلف من بعد هؤلاء خلف » نحله امْخالفون اسم المرجئة ولم يكن موقف هذا الخلنف بالنسبة لمرتكب الكبيرة موقفاً سلبياً كالأول > بل حكم بأن الإمان إقرار وتصديق واعتقاد ومعرفة » ولا يضر مع الإممان معصية » فالإيمان منفصل عن العمل ؛ ومنهم من غالى وتطرف » فزع, أن الإمان اعتقاد بالقاب » وَإِنْ أعلن الكفر بلسانة »؛ وعبد الأوثان ء أو لزم البودية والنصرانية ق دار الإسلام وعبد الصليب » وأعلن التثليث فى دار الإسلام ومات على . ذلك » فهو مؤمن كامل الإعان عند الله عز وجلل ؛ وهو ولى لله عز وجل ومن أهل اليئة 67 ,

بل إن بعضهم زعم أن لو قال قائل : أعلم أن الله قد حرم أكل التحزير ولا أدرىهل اللكنزيرالذى حرمهالله هذه الشاة أم غرها كان مؤمنا . ولو قال أعلم أنه قد فرض الحج إلى الكعبة الشريفة غير أنى لا أدرى أين الكعبة » ولعلها تأطئد » كان مؤمنا ؛ ومقصوده أن أمثال هذه الاعتقادات أمور وراء الإعان لاأنه شاك فى هذه الأمور ؛ فإن عاقلا لا يستجيز من عقله أن يشك فى أ الكعبة إلى أية جهة هى » وأن الفرق بن اللحتزير والشاة ظاهر (©.

ووجد فى ذلك المذهب المسين محقائق الإمان وأعمال الطاعات كل مفسد مستهر ما يرضى همته ب تأعلنة له نحلة » واتنذه له طريقا ومذهبا » حى لقد كر المفسدون ٠»‏ وافوه قريعة لآ مهم وميررة لمفاسدهم بوسائرا لأغراضهم الفاسدة » ونياتهم الحبيئة » وصادف هوى فى أكثر المفسدين الغاوين ٠‏ وما محكيه أ بو الفرج الأصفهان قُْ هذا المقام ما بروى من أن

. الفصل فى الملل والتحل لابن حزم‎ )١( . الملل والنحل للشبرستاق‎ ) ١

19[ مه

اغينيا ومرجنا اختصا فجعلا الحكم ينما أول من ينقاهما » فلقهما أحد الإباحيين المسبترين فقالا له أمهما شر الشيعى أم المرججى فقال ألا إن أعلدى شيعى وأسفل مرجىء .

وعلى هذا نستطيع أن نقول : إن كلمة المرجئة كانت تطاء على طائفتين إحد اهما متوقفة فى حكر اللولاف الذى وقع بمن الصحابة والليلات الذى كان 2 العصر الذى ولى عصر الصحابة وهو العصر الأموى . والثانية الطائفة الى ترى أن الله يعفو عن كل الذنوب ماعدا الكفر فلا يضر مع الإعان معصية كا لاتنفع مع الكفر طاعة » وقد وجد الفساق ق هذا اذهب لباب مفتحا سايم ,ول قال فى هذا القبيل زيد بن على بن الحسن : أبراً من الرسجئة الذين أطمعوا الفساق فى عفو الله . وقد جعلت الطائفة اسم المرجثة من الشنائع الى كانت تسب ما الفرق .

ولقد كان المعتزلة يطلقون اسم المرجئة على كل من لايرى أن صاحب الكبرة ليس علدا فى النار » بل يعذب عقدار » وقد يعفر الله عنه » ولذا أطلق على ألى حنيفة وصاحبيه رضى لله عنهم مرجئة هذا الاعتبار . ولقد قال فى هذا المقام الشهرستانى ى الملل والنحل : ولعمرى » لد كان يقال لألى حنيفة وأصعابه مر.جثة السنة » وعده كثر من أسعاب المقالات من جملة المرجثة . ولعل السبب فيه أنه لما كان يقول الإمان التصديق بالقلب » وهو لا يزيد ولا ينقص ظنوا أنه يؤخرالعمل عن الإعان . والرجل مع تحرجه فى العمل كيف يفتى بنرك العمل » وله وجه آخخر » وهو أنه كان مخالت القدرية والمعتزلة الذين ظهروا فى الصدر الأول . والمعتزلة كانوا يلتبون كل من خالفهم ف القدر مرجئاً وكذلك الحوارج ؛ فلابد أن اللقب إما من فريى المعتزلة والطوارج . ص

وقد عد من المرجئة على هذا النحو عدد كبر غير ألى حنيفة وأتحابه مهم الحسن بن محمد بن على بن ألى طالب ؛ وسعيد بن جبير ٠‏ وطلق

١١‏ ستاريخ الجدل)

2

ابن حبيب » وعمرو بن مرة ء ومحارب بن دثار » ومقاتل بن سلبان > وحاد بن ألى سهان » وقديد بن جعفر » وهؤلاء كلهم أنمة الحديث لم يكفروا

هذا وقد كانت تعقد مجالس للمناظرة ببن امرججثة وغير هم ؛ وخصوواصا الحوارج ‏ وقد جاء فى الأغاق لأنى الفرج الأصفهانى أن ثابت بن قطنة قد جالس قوما من الشعراء وقوما من المرجئة كانوا مجتمعون فيتجادلون خراسان». فال إلى قول المرجثة وأحبه » فلا اجتمعوا بعد ذلك أنشدهم قصيدة قالها”

ف الإرجاء وهى :

ياهند إلى أظن العيش قد نقدا إلى رهينة يوم لست سابقفه يابعت رلى بيعا إن وفيت به يا هند . فاستمعى لى . إن سيرثنا نرجى الأمور إذا كانت مشبة المسلمون على الإسلام كلهمو ولا أرى أن ذنبا بالغ أحدا لانسفك الدم إلا أن يراد بنا من يتق الله فى الدنيا فإن له وما قضى الله من أمر فليس له

أما على وعّان فإمهما وكان. بينهما شغب وقد شهدا بخرى عليا وعمانا يسعيما الله أعل ماذا محضران ببسه

ولا أرى الأمر إلا مدبرا: نكد! إلا يكن يومنا هذا فقّد أفدا- جاورت قتلى كراما جاوروا أحدا أن نعبد الله لم نشرك به أحدا ونصدق القول فيمن جار أو عندا والمشركون استووا فى ديهم قددا م الناس شركا إذاما وحدوا الصمدا سفك الدماء طريعًا' واحدا جددا أجر التبّى إذا وفى الحساب غدا رد وما بيقض من شبىء يكن رشدا ولو تعبد فيا قال واجتهدا عيدان لم يشركابالله مذ عبدا شق العصا وبعين الله ما شهدا ولست أدرى محق أية ورد

وكل عبد سيلق الله متفسردا

19/34 اس

| 0 س0 هي ا ه الن الضب»

علمت كيف كان اختلاف الفرق السياسية ؛ وكيش كان جدفا فى الجملة » وكيض ابندات سياسية » ثم تناولت محوثها ونظريامما حوثًا دينية حنة» مهم من غلابت عليه النظريات الدينية آنخر الأمر كالمر جئة والآن تتكم عن فرق ابتدأت دينية » واستمرت دينية . وما خخالطها من البمحوث السياسية كان نحت سيطرة الفكرة الدينية » وبطريق النظر العرضى لا الجوهرى . ونختار من هذه الفرق ثلاثا نتكلم عنها بكلات موجزة هى : القدرية والجمرية الجهمية والمعمزلة . ونعقب الكلام ف كل فرقة بصور من جدها لتكون على

خاض المسلمون قى حديث القدر » وقدرة الإنسان بجوار إرادة الله -سبحانه وتعالى وقدرته ق عهد الصحابة رضى الله عنهم . ولكن سيادة السليقة العربية والنفس القريبة من الفطرة » جعلهم لا يتعمقون فى محث هذه المسائل ولا يغوصون إلى أعماقها » ولا يتغلغلون فى محومما ء ويسيرون فى طريق مذهى يسيطر علهم » أما بعس عهدهم » وانقراض ض أكثرم .واختلاط المسلمين بأصعاب الديانات القدعة وأهل الملل والنحل » وكثرة المذاهب والفرق ققد استفاض قوم » واتسسعت نهم » وسلبكوا سالك أصراب الديانات القدعة فى محث هله المسائل .

ففريق منهم وهم الذين نحن بصدد بيامهم زعموا أن الإنسان لا تلق أفعاله » وليس له ثما ينسب إليه من الأفعال ثىء » فقوام هذا المذهب » نى العقل حقيقة عن العبد وإضافته إلى الله تعالى . . إذ العبد لا يوصف بالاستطاعة وإئما هو يبور فى أفعاله » لا قدرة له ولا إرادة ولا اختيار » وإمما محاق الله تعالى الأفعال فيه على حسب ما علق فى سائر الجبادات . وتنب إليه الأفعال ججاز؟ كا تنسب إلى المهادات » وكا يقال أمرت الشجرة ء أو جرى الماء »

سل عمأ سب

وتحرك الحجر » وطلعت الشمس وغربت » وتغيمت السماء وأمطرت » وازدهرت الأرض » وأنبتت . . إلى غير ذلك . والثواب والعقاب جير . وإذا أثبت الجير فالتكليف أيضاً كان جنر 20 . ش

وقد قال ابن حزم فى بيان وجهة نظر أهل الجر فى زعمهم » احتجوا نقالوا : لما كان الله تعالى فعالا » لايشبه شىء من خخلقه » وجب ألا يكون أحد فعالا غيره » وقالوا أيضاً معنى إضافة العقل إلى الإنسان إنما هو كا تقول : مات زيد وإنا أماته الله . وقام البناء وإتما أقامه الله تعالى .

وقد خاض المؤرخون فى ببان أول من تكلم مبذه النحلة » وأكترواء وأعتقد أن الاحلة الى تصير مذهبا من الصعب تعرف أول من نطق عا ). ولهذا يصعب أن ين أولا ذه الفشكر 5 وأن نذكر مبدأ لقا . ولكنا تجزم أن القول والجير شاع ؛ ف أول العصر الأموى وكير حبى صار مذهيا فى آخخره » وبين أيدرينا رسالتان لعالممن جليلين عاشا فى أول العصر الأموى ذ كرما الم تضى ف كتاب المنية والأمل إحداهما لعبد الله بن عباس مخاطب ا جبرية أهل الشام وينباهم عن القول بالجر فيقول فبها : أما بعد » أتأمرون الناس بالتقوى » وبكم ضل المتقون : وتنهون الناس عن المعاصى دبكم ظهر العاصون ء يا أبناء سلف القاتلين » وأعوان الظالمين » وخزان مساجد الفاسقين » وعمار سلف الشياطين ٠‏ هل منكم إلا مقثّر على الله » تحمل إجر أمه عليه وينسها علانية إليه » وهل منكم إلا من السيف قلادته » والزور عل شما أل هذا تواليتم ٠‏ أم عليه تمالأتم . حظكم منه الأوفر

منه الأكير ‏ عمدتم إلى موالاة من لم يدع لله مالا إلا أخخذه » ولا مناراً

إلا ها هدمه لامالا ليتم إلاسرقه أوخانه ع نأوجيتم | لأخبث خلق الله أعظ حق الله وتخاذلم عن أهل الحق ؛ حى ذلوا وقلوا » وأعتم أهل الباطل حبى عزوا

وكثرواء فأنيبوا إلى الله وتوبوا » وتاب الله على من تاب » وقبل من أناب.

(1) الملل والتحل للشبرستاق .

سم 1/41 سم

وق هذه الرسالة تصريح بتقبيح فك رتم الجبرية . إذ يقول : هل منكم

ثانينها ؛ رسالة الحسن بن على إلى قوم من أهل البصرة ادعوا الجر » فهو يقول فها : من لم يؤمن بالله وقضائه وقدرة فقد كفر » ومن حمل ذنبه على ربه فقد كفر . إن الله لا يطاع استكر اها ولا يعصى لغلبة » لأنه المليك لما ملكهم ؛ والقادر على ما أقدره, عليه . فإن تملوا بالطاعة لم نحل بيهم وبين ما فعلواءوإن عملوا بالمعصية فلو شاء لحال بيهم وب عا فعلوا » فإذا لم بفعلوا فليس هو الذئ أجبرهم على ذلك . فلو أجير الله الحلق على الطاعة لأسقط عنهم الثواب » ولو أجير هم على المعاصى لأسقط علهم العقاب » ولو أهملهم لكان عجزاً فى القدرة » ولكن له فمم المشينة الى غيما علهم ؛ فإن عملوا بالطاعات كانت له المنة علهم وإن لوا بالمعصية كانت له الحجة علهم . وفى هذا تصريح واضح بالجير .

وروى عن على بن عيد الله بن عباس أنه قال : كنت جالسا عند ألى إذ جاء رجل فقال يا ابن عباس إن هاهنا قوما يزعمون ألبم أتوا ما أتوا.من قبل الله » وأن الله أجبر هم على المعاصى . فقال؛ لو أعل أن ها هنا مهم أحد. لقبضت على حلقه فعصرته حتى تذذهب روحه عنه » لا تقولوا : أجير الله على المعاصى ؛ ولا تقولوا لم يعم الله ما العباد عاملوه فتجهلوه(١)‏ .

وقد علمت أن فكرة الجر نشأت فى عصر الصحابة » بل ف عصر النى لله وإنما الذى امتاز به هذا العصر أنبا صارت فيه نحلة ومذهبا » له أنصار يدعون إلبه ويدارسونه » ويبينونه للناس ء وقالوا إن أول من قام بذلك بعض البود ء فقّد علموه بعض المسلمين . وهؤلاء أخذوا ينشرونه » ويقال إن أل من فعل ذلك التعد بن دره, : وقد تلقاه عن بودى بالشام » ونشره بن الناس بالبصرة ثم ثلقاه عله سجهم بن صفرال . جاء ق كتاب سر العيون فى الكلام على البعد بن درهم : تعلم منه اللنهم بن صفوان القول

(1) المنية والأمل .

م لس

الذى نسب إليه الجهمية ١«‏ . وقيل إن الجعد أخذ ذلك عن إبان بن سمعان وأخذه إبان عن طالوت بن أعصم البودى .

وترى من هذا أن تلك النحلة ابتدأت -بودية وابتدأت فى عصر الصحابة » لأن طالوت هذا كان معاصراً للننى صلى الله عليه وسل وبق إلى عصر الصحابة. ولكن مع ذلك لانستطيع أن نقول : إن تلك النحلة كانت بذرا مهوديا خالصا ؛ لآن الفرس 2') كانت نجرى بيمم هذه الأفكار من قبل » فكانت من البحرث الى طرقها الزرادشتية والمانوية وغبره, » فلم يرعرع ذلك المذهب إلا فى خراسان » فإن جهما زعم هذه الفرقة الى انتحلت إععه ونسبت إليه م بحد أرضا صالحة لدعوته إلا فى خخر اسان وماحولا » فهِذه الفرقة فارسية مبودية فى هذه النحلة وليست من العرب ق ثى ْ وقد سب اللمر د إلى الهم بن صفوان 09 لآن أكثر دعاته وأعضم أنصاره » وقدكان مع دعوته إلى اللير يدعو إلى آراء أخرى منها :

١‏ - زعمه أن الجنة والنار تفنيان » وأن لاثشىء مخالد ؛» واللتلود المذكور فى القرآن الكريم هو طول المكث وبعده الفناء » لا مطلق البقاء . ؟ ‏ وزعمه أن الإمان هو المعرفة فققط » وأن الكفر هو الجهل .

. وزعمه بأن عل الله وكلامه حادثان‎ *

4 - ولم يصف الل أنه ثىء وحى وعل » وقال لا أصفه بوصف جوز إطلاقه على الحوادث.وقد : نى رؤية الله » وقال تخلق القرآن بئاء على زعمه من أن كلام الله حادث ©» لا قدم . ْ

(1) م القائلون باجبر على ما تقدم .

(*) جاء فى كتاب المنية والآمل : عن المسن أن رجلا من فارس جاء إلى التبى صل الله عليه وسل وقال أيهم يدكحون بنامهم وأخواتهم . فإن قيل م تفعلون الوا قضاء الله وقدرء فقال صلى الله عليه وس سيكون فى أمى من يقولون مثل ذلك أو لكك مجوس أمى .

0 ظهر الهم بن صفوان مخر اسان ( وهو من موالى ببى راسب ) يدعر ذه النفكرة » وكأن كاتبا لشر يح بن الحارث وخرج معه على صر بن سيار وقتله مسلم بن أحوز المازف لق آخر عهد بى مروان » وبق أتباعه بنباوند » حت تغلب مذهيا أن منصور الماتريدى و أب الحمن الأشعرى عل كل المذاعب الاعتقادية هذه البلاد .

سه 1/41 اس

وقد تبعه كثيرون فى هذه الآراء » غير أن النحلة الى بانوا مها وشهرتمهم وصارت خاصة مبم » هى القول بالججر » وأن الإنسان لا! إرادة له ولافعل » وقد تقدم السلف والخلف لارد علبم » وإثبات بطلان مذههم » وقد ذكرنا لك بعضا مما جرى على ألسنة السلف كعبد الله بن عباس والحسن بن على » وعلى بن.ألى طالب وتمر بن الخطاب وغيره, » وقد دونت الكتبالمحادلات

والآن نقبس جزعءا من مناظرة طويلة جرت بين سى وجبرى بحكاها ابن لقم ف كتابه شفاء العليل ؛ لتعرف منها كيف كانت اماد لاث بجخرى 2 كل العصور حول مذهى ار والاختيار .وها هى ذى :

قال المبرى : القول بالجير لازم لصحة التوحيد » ولا يستقم التوحيد إلا به » لأننا إن لم نقل باسدر أفيتنا فاعلا الحوادث » مع أن الله إن شاء فعل وإن شاء لم يفعل » وهذا شرك ظاهر » لا بخلص منه إلا القول بالجبر .

قال المنى : بل القول بالجبر مناف للتوحيد ء فهو مناف للشرائع ودعوة الرسل » والثواب والعقاب » فلو صح الجر » لبطلت الشرائع ؛ وبطل الآمر والبى » ويلزم من بطلان ذلك بطلان الثواب والعقاب . قال الجرى : ليس من العجب دعواك منافاة الخجير للأمر والمبى » والثواب والعقاب » فإن هذا لم يزل يقال » وإتما العجب دعواك منافاته. التوحيد » وهو من أقوى أدلة التوحيد » فكيف يكون المصور الشبىء المقوى له منافيا له ؟ قال السبى : منافاته للتوحيد من أظهر الأمور » ولعلها أظهر من منافاته الأمر والبى » وبيان ذلك أن أصل عقيدة الترحيد وإثباته هو شبادة أن لا إله إلا الله » وأن محمداً رسول الله » والجر ينائى الكلمتين » فان الإله هو المستحق لصفات الكال المنعرت بنعوت الجلال ؛ وهو الذى تؤلد: القلوب » وتصمد إليه بالحب والحوف والرجاء » فالتوحيد الذى جاءت به

186 سم

الرسل هو إفراد الرب بالتأله » الذى هو كال الذل والخضوع والانقياد له » مع كال انحبة والإنابة وبذل المهد فى طاعته ومرخياته » وإيثار محابه ومراده الديى على محبة العبد ومراده .

فهذا أصل دعوة الرسول »؛ وإليه موا الأثم » وهو التوحيد الذى لا يقبل الله من أحد دينا سواه » لا من الأولين » ولا من الآخرين » وهو الذى أمر به ,رسله » وأنزل به كتبه ودعا إليه عباده ؛ ووضع لم دار الثواب والعقاب لأاجله ؛ وشرع الشرائع لشكئيله وتحصيله » وكان من. ٠‏ قرلك أها الجدرى أن العبد لاقدرة له على هذا آلبتة » ولا أثر له فيه : ولاهو فعله ) وأمره هذا أمر ما لا يطيق » بل أمر باجاد فعل الرب » أو أن الله سبعحانه و تعالى أمره بذلك ؛ وأجتره على ضده ؛ وحال بينه وبين ما أمرءه به » ومنعه مله ٠‏ وصده عنه » ولم جعل له إليه سبلا بوجه من الوجوه » مع قوللك إنه لا جب فلا تتأله القلوث بالحبة والود والشوق والطلب وإرادة وجهه » والتوحيد معنى ينتظ من إثبات الإلهية وإثبات العبودية ؛ فرفعت معبى الإلشية » بانكار كونه محبوبا مودودا تتنافس القلوب فى محبته » وإرادة وجهه ؛ والشوق إل لقائه » ورفعت حقيقة العبودية بانكار كون العبد فاعلا وعابدا ونحبا » فان هذا لله مجاز لاحقيقة له عندك » فضاع التوحيد بين الجبر ؛ وإنكار محبته » فانك وصفته بأنه يأمر عبده مما لاقدرة له على فعله » وينهاه عما لابقدر على تركه » بل يأمره بفعله هو سبحانه ؛ ويهاه عن فعله هو سبحانه » ثم يعاقبه أشد العقوبة على مال يفعله ألبتة » بل يعاقبه على أفعاله هو سبحانه » وصرحت بأن عقوبته على ترك ما أمره » وفعل ما لباه مميزلة عقوبته على ترك طبر انه إلى السماء » وترك تحويله للجبال عن أماكلها » ونقله مياه البحار عن مواضعها » وازلة عقوبته له على مالاصنع له فيه من لونه وطوله وقصره » وصرحت بأنه تجوز عليه أن يعذب, أشد العذاب من م يعصه طرفة عن ؛ وأن حكلته ورحمته لا تمنع ذلك » بل هو جائز عليه » ولو مره عن نفسه بأنه لا يفعل ذلك ل تنزهه عنه.. وقلت إن تكليفه

140 سه

عباده ما كلفهم إياه عنزلة تكليف الأعمى الكتابة والزيمن الطران فبغضت الرب إلى من دعوته إلى هذا الاعتقاد » ونفرته عنه » وزعمت أنك تقرر بذلك توحيده ؛ وقد قلعت شجرة التوحيد من أصلها .

وأما منافاة الجير للشرائع فأمر ظاهر » لا خفاء به » فان مببى الشرائع على الآمر واللبى » وأمر الآ مر لغيره بفعل نفسه . لايفعل المأمور» ونبيه عن فعله » لافعل المبى عبث ظاهر » فإن متعلق الأمر والبى فعل العبد وطاعته ومعصيته » فن لافعل له كيف يتصور أن يوقعه بطاعة أو ممعصية . وإذا ارتفعت -حقيقة الطاعة والمعصية ارتفعت حقيقة الثواب والعقاب » وكان ما بفعله الله بعباده يوم القيامة من النعم والعذاب أحكاما جارية علميم بمحض المشيئة والقدرة ؛ لا أنها بأسباب طاعانهم ومعاصهم .

قال الجبرى : إذا صدر من العبد حركة معيئة فإما أن تكون مقدورة للرب وحده ؛ أو العبد وحده ء أو لا للرب ولا للعبد ؛ وهذا القسم الأخير باطل قطعا ؛ و الأقسام الثلائة قد قال بكل واد منها طائفة فإنكانت مقدورة للرب وحده © فهو الذى نقوله وذلك عمن اير . وإن كانت مقدورة للعبد وحده فذلك إخراج لبعض الأشياء عن قدرة ارب تعالى » فلا يكرن على كل شىء قدير ؛ ويكون العبد الوق الضعيف قادرا على مالم يقدر عليه خالقه وفاطره . وهذا هو الذى فارقت به القدرية للتوحيد » وضاهت به المحوس وإذكانت مقدورة للرب والعبد لزمت الشركة » ووقوع مفعول بن فاعلين؛ ومقدور بن قادرين وأثر بن مؤثرين » وذلك محال ؛ لآن المؤثرين إذا اجتمعا استقلالا على أثر واحد » فهو غنى عن كل منْهما بكل منهما » فيكون محتاجا إلمبما مستغنيا عدبما .

قال السبّى . . . . قد دل الدايل على شمول قدرة الرب سبحانه لكل ممكن من الذوات والصفات والأفعال»وأنه لا مخرج ثى ء ء عن مقدوره ألبتة . ودل الدليل أيضا على أن العبد فاعل لفعله بقدرته وإرادته » وأنه فعل له حقيقة ددس ويم به عقلا وعرفا وشرعا » وفطرة فطر الله علبا العباد » حى

امأ سه

الحيوان ليع » ودل الدليل على استحالة مفعول واحد بالعن بئ فاعلين ' مستقلن » وأثر واحد بن مؤثرين فيه على سبيل الاستقلال » ودل الدليل أيضاً على استمجالة حادث لابمحدث له » ورححات راجح لا مر جح له »> وهذه أمور كتبا الله سبحانه فى العقول » وحجج العقل لا تتناقض » ولا تعارض ولا يجوز أن يضرب بعشها ببعض » بل يقال ما كلها » ويذهب إلى موجها فائبا يصدق بعضما بعضا وإئما يعارض بيهما من ضعفت بصير نه » وإن كثر كلامه ؛ وكترت شكوكه » والعلم أمر آآخر وراء الشكوك ووراء الأشكالات » وهذا تناقض اللنصوم . والصواب فى هذه المسألة أن يقال تقع الحركة بقدرة العيد وإرادته الى جعلها الله فيه » فالله سبحانه وتعالى إذا أراد فعل العبد نخلق الله القدرة والداعى إلى فعله » ويضاف الفعل إلى قدرة العبد إضافة السبب إلى سببه » ويضاف إلى قدرة الرب إضافة الوق إلى الخالق » فلا عتنع وقوع مقدور بن قادرين » قدرة أحدهها أثر لقدرة الآخر » وهى جزء سبب ء» وقدرة القادر الآخر مستقلة بالتأثر » والتعبير عن هذا المعمى عقدور بين قادرين تعبير فاسد وتلييس » فإنه يوهم أبما متكانئان فى القدرة » كما تقول هذا الثوب بين هذين الرجلان » وهذه الدار بين هذين الشريكن ؛ وإنما المقدور واقع بالقدرة الحادثة وقوع المسبب بسببه » والسبب أو المسبب والفاعل والإله كله أثر القدرة القدمة . ولاتعطل قدرة الرب سبحانه عن ثموطا وكالها وتناونها لكل مكن .. وليس فى الوجود شىء مستقل بالتأئر سوى مشيئة الله سبحانه وقدرته غ“ وكل ماسواه مخلوق له » وهو أثر قدرته ومشيثته » ومن أنكر ذلك لزمه إثبات خالق سوى الله سبحانه »: أو القول بوجود لوق لاخعالق له . قال الجر ى : ضلال الكافر وجهله عند القدرى مخلوقٌ له » موجود بإبجاده واختياره » وهذا ممتنع + فإنه لو كان كذلك لكان قاصدا له» إذ القصد من لوازم الفعل اختبار؟ » واللازم ممتنع ‏ فإن عاقلا لايريد لنفسه الضلال والجهل » فلا يكون فاعلا له اختياراً .

“14 سس

قال السبى : عجبا للك أعها البرى » تزه العبد أن يكون فاعلا للكفر وَالظلم » وتجعل ذلك كله لله . ومن العجب قولك أن العاقل لا يقصد لنفسه الكفر والجهل » وأنت ترى كشراً من الناس يقصد لنفسه ذلك عنادا وبغيا وحسدا » مع علمه بأن الرشد والحق فى لاذه ؛ فيطيع دواعى هواه وغيه وجهله » ومخالف داعى رشده وهداة » ويسلك طريق الضلال » ويتتكب عن طريق الهدى 6 وهو براهما جميعا . قال أصدق القائلين : « سأصرف عن آياتى الذين يتكيرون ف الأرض بغير الحن » وإن ير وا كل آية لا يؤمنوا ما » وإن يروا سبيل الرشد لا يتتخذوه سبيلا » وإن يروا سبيل الغى ينخذوه سبيلا » ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين» . وقال تعالى:( وأما تود فهديناهم » فاستحبوا العمى على الهدى » . وقال جل وعلا عن قوم فرعو : هلما جاءتهم آياتنا مبصرة » قالوا هذا حير مبين » وجحدوا ما » ؤاستيقنها أنفسهم ظلا وعلوا » . وقال تعالى « وزين لم الشيطان أعالم » فصدهم عن السبيل فهم لا ممتدون » . وقال تعالى : « واقد علموا من اشيراه » ما له فى الآخرة من خخلاق » . وقال سبحانه « ينس ما اشتّروا به أنفسهم » أن يكفروا عا أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده » . وقال تعالى : «لم تكفرون بآبات الله » وأنم تشهدون يديا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون » وقال تعالى : يا أهل الكتاب » لم تصدون عن سبيل الله » من آمن تبغونها عوجا » وأنم شبداء ؛ . وهذا فى القرآن الكريم كثير » يبن سبحانه فيه اختيارهم الضلال والكفر عمداً على على » هذا وكم من قاصد أمرا يظن أنه رشد وهو ضلال وغى .. (راجع المناظرة بأكلها فى كتاب شفاء العليل فى مسائل القضاء-والقدر والحكمة . والتعليلٍ لابن القم ) .

. القدرية

قد علمت خوض المسلمين فى حديث القدر فى العصر الأموى وآخر عصر الخلفاء الراشدين » وعلمت أن فريقا غالى » فى أن يكون للإنسات, إرادة فها يفعل » و أن الأفعال تصدر عنه » كما ينبت الزرع » ويا الات » وتمطر السماء 4 وتجخرى الأنبار » وكا أنه لا إرادة ذه الأشياء » فلا إرادة للإسان . وهؤلاء ه, الجبرية الذين ذكر ناه » وقد غالى آخمر ون فأئبتوا أن كل فعل للإنسان إنما هو بارادته المستقلة عن إرادة الله سبحانه وتعالى 219 ,

وقد قال عبد القاهر البغدادى ق توضيح فكرتهم » واصناً المعتزلة يوصفهم : وهنا قوم أن الله تعالل غير خالق لأكساب الناس. » ولا لشىء من أعمال الحيوانات » وقد زعموا أن الناس هم الذين يقدرون أكسامم ؛ وأنه ليس لله عز .وجل ف أكساءيم » ولا فى أعمال سائر الخيوانات صنع ولا تقدير » ولأجل هذا ساه, المسلمون قدرية (5) ,

ولم يقف منتحلو هذا المذهب عند حد قولم أن إرادة العبد مستقلة فيا يفعل عن إرادة الله سبحانه وتعالى » بل غالوا أكثر من ذلك » ونفوا القدر معى العم والتقدير ؛ وقالوا فى ذلك : ١‏ الأمر. أنف ؛ فيروى أن معبد بن خعالد الجهمى من شيونخهم “مع من يتعللق المعصية بالقدر » فقام باأرد عليه ينى كين القدر سالبا للاختيار فى أفعال العباد فقال : « لاقدر ولا أنف » أى أن الأمور يستأنف العلم عا » وكأنه ذا ننى الإرادة الأزلية ٠‏ ون العلم الأزلى القديم . وأخرج بذلك فعل الإنسان عن نطاق قدرة الخلاق العلم .

وقد دهش بعض المؤرخين من تسميتهم بالقدرية إذ هم نفاة القلبر , فكيف ينسبون إليه ؟ فقال قوم إنه لامانع من أن ينسبوا إلى ضد ما يقولون »؛ كا تسمى الأشياء بأضدادها » وقال قوم مهم تفوا القدر عن الله » وأثبتوه

. الخطط المقريزية للمقريرى‎ )١( . الفرق بين الفرق‎ )؟١‎

0

للعبد فسموا لذلك قدربة » إذْ جعلوا كل شىء لإرادة الإنسان وقدرته فكأنهم يجعلون للإنسان السلطان على القدر » وقد أشار البغدادى 'فما نقلناه آنفا إلى هذه العلة . ومميل بعض الكتاب إلى. أن هذا الوصف ذكرهم به الكتابمن مخالفهم لينطبق علبهم الأثر المشبور «القدرية مجوس ها.هالأمة» وقد قر أنا الحضرة صاحب الفضيلة الأستاذ مصطى صيرى » شيخ الإسلام للدولة العمانية سابقا فىكتابه موق البشر نحت سلطان القدر موازنة طريفةبين المحوس والمعئزلة وهو يعتقد أن المعتز لة من القدربة » وقد جاء فبا : ورد فى حديث آخخر : القدرية مجوس هذه الأمة فكما أن المحرس ينسبون الدر إلى الله والذر إلى الشيطان » ويسمون خالق الر يزدان وخالق الشر أهرمن فالمعترلة يفرقون بين لحر والشر ويسندون اللحر إلى الله » والشر إلى الإنسان » ويقولون إن الله لا يريده . ومهما يكن هن ثىء فجمهرة كتاب الملل واللحل على تسمية نفاة القدر

حؤلاء باسم القدرية » وقد علمت ماف النسمية من كلام » وما النسبة من حت .

وقد خاض المورخخون ف الكلام عن أول من انتحل هذه النحلة » وفى أى البلدان نبت » ونحت أى ظلال ترعرعت وثنمت » وما مصدرها ؟ وقد علمت رأينا فى مثل هذه البحوث » من أن الأفكار الى تشبع وتنتشر من الصعب الوصول إلى مبدها » ومعرفة أوائلها على وجه الجزم واليقين » من غير حدس أو نخمين » وكذلك كان الثأن فى هذه الفكرة . ١‏

1 غير أن جل الباحشن ذكروا أن هذه النحلة كان أول ظهورها فى البصرة متناحر الآراء » ومضطرب الأفكار » ومريج النحل » وقد علمت كيف كان العراق كله لا البصبرة وحدها موضعا لذلك التناحر » وقد جاء ف كتاب سرح العيون : قيل أول من تكلم فى القدر رجل من أهل العراق كان نصرانيا » فأسل ثم تنصرء وأخذ عنه معبد الجهيى وغيلان الدمشى . ومن هذا ترى أن الفكرة دخيلة بين المسلمين من. عنصر أجنبى دعا إلبا باسم الإأسلام وهو يضمر غيره ٠‏ / ْ

مم 148 مه

وإذاكان لكل نحلة زعماء بدعون [لما » وبجادلون فى شأنها » وينادون. عا » ويلاحو ذ الخالفين لأجلها » فقد تصدى للدعوة إلى هذه النحلة رجلان. أحدهما معبد البهتى بالعراق » وثانهما غيلان الدمشق بدمشق » وقد أخخل معبد يدعو إلى هذه النحلة ز منآً غير قصير » حبى كانت فتئة عبد الرحمن. ابن الأشعث فانضم إلها » ولما هزم ابن الأشعث كان هوفيمن قثله الحسجاج صيراً من دعاة هذه الفتنة وأنصارها .

' أما غيلان فقد استمر داعيا لها بالشام » مناديا مها وقد ناقشه عمر بن 1 عبد العزيز ق ذلك ؛ وكتب هو إليهكتيا يدحوه قبا إلى السك بالعدل » وف . هذه الكتب يبين نجلته » ومنه كا فى كتاب المنية والأمل فى الملل والتحل. للمر تضى » إذ قال راويا عن غيلان كتايا له إلى غمر بن عبد العرير : أبصرت يا عمر وماكدت » ونظرت وماكدت », اعم يا عمر أنك أدركت. من الإسلام خملقا باليا » ورمما عافيا » فياميت بين الأموات . لا ترى أثراً فتنبع » ولاتسمعم صوتا فتنتفع » طغى على السئة وظهرت البدعة » أخيف العالم فلا يتكلم » ولايعطى الجاهل فيسأل ء وربما نجت الآمة بالإمام » وربما هلكت بالإمام » فانظر أى الإماين أنت » فانه تعالى يقول : وجعلناهم أثمد دون بأمرنا » فهذا إمام هدى » هو ومن اتبعه شريكان » » وأما الآخر فقاله مال فيه : » وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ؛ ويوم القيامة لاينصرون » وأن نجد داعيا يقول : تعالوا إلى النار » إذن لا يتبعه أحد » لكن الدعاق: إلى الثار هم الدعاة إلى 'معاصى الله سبحائه وتعالى » فهل وجدت ياعمر حكيا يعيب ما يصنع أو يصنع ما يعيب ؛ أو يعذب على ما قضى : أويتفضى ما يعذب عليه ؟ أم هل وجدت رحيا يكلف العباد فوق الطاقة » أو يعذسهم على اللاعة ؟ أم هل وجدت-عدلا يحمل النانس على القلم والتظالم » وهل وجدت صادقفا هل الناس على الكذب والتكاذب 2 ؟ كق ببياله هذا بيانا ا وبالعمئ غنه سمى .

ويروق أنه لما ناقشه عمر بن عبد العزيزكشف شبته وأزال غمته 4 وقطع حجته ؛ فقال هذا له : يا أمير المؤمنين » لقد جنتك الا فهديتى ‏

153 سه

«وأتمى فبصرتى » وجاهلا فعلمتى » والله لا أنكلم فى شىء من هذا الأمر() ,

ولكنه عاد إلى دعايته بعد موت عمر » وأمعن ى نشرها ء وبالغ فى -ذلاك حتى ولى هشام فقتله » ويروى أنه قد جاء بالأوزاعى الفقيه » وناقشه -حى قطعه ثم قتله » وقد رويت تلك المناقشة بعدة روايات فى العفد الفريد وسرح العيون . وغيرهما.. وقد رواها صاح ب كتاب محاسن المناعى ف مئاقب الإنام أنى عمر الأوزاعى » وقال إنبا مناقشة مع قدرى » ويظهر من موازنتها يغيرها أن القدرى هو غيلان » ولذا أثبت هذه الرواية » وهاهى ذى :

كان على عهد هشام بن عبد الملك رجا , قدرى ء فبعث هشام إليه فقال له : قد كبر كلام الناس فيك » قال : نم ب أب الؤمنين » ادع من شك شئت » فيجادلنى » فإن أدركت على بذلك » فقد أمكنتك من علاوٌ > فقال هشام : قد أنصفت» فبعثإلى الأوزاعى » فلا حضر » قال له هشام : ' يا أبا عمر ناظر لنا هذا القدرى . فقال له الأوزاعى : اخثر إن شئت ثلاث كات » وإن شئت أربع كليات » وإن شئت واحدة . فقال له القدرى : بل ثلاث كليات . فقال الأوزاعى للقدرى : أخيرنى عن الله عز وجل » هل قضى عل مالبى ؟ قال القدرى : ليس عندى فى هذا شىء . فقال الأوزاعى : هذه واحدة » ثم قال : أخمرنى عن الله عز وجل : أحال دون ما أمر ؟ قال القدرى : هذه أشد من الأولى » ما عندى فى هذا شىء ) فقال الأوزاعى : هذه اثنتان يا أمر المؤمئين » " ثم قال : أخصرنى عن الله .عر وجل »؛ هل أعان عل ما حرم ؟ فل لتدرىا : هذه أشد من الأولى -والثانية » ما عندى فى هذا شبىء . فقال الأوزاعى : يا أمير المؤمنن » هذه ثلاث كلات » فأمر هشام فضربت عثقه . 06

)١(‏ ويقول المرتضى فى المنية والأمل : دعا حمر غيلان » وقالل أعنى على ما أنا فيه » فقال غيلان ولى بيع الخزائن ورد المظالم » فولاه » فكات يبيمها وينادى عاما ٠»‏ ويقول تعالوا إك متاع الموئة » تعالو! إلى متاع الظلمة » تعالو! إلى متاع من خلف رسول ان عي فى أمته بنير سنته وسيرته إلخ » » تأحفظ ذلك هفام بن عبد الملك وقالر وال إن لفرت به لأقطمن يديه ورجليه » فلما ولى فل يه ما أسم عليه .

ب 1915 سم

فقال هشام للأوزاعى : فسر لنا هذه الكلات الثلاث ماهى ؟ قال : يا أمير المؤمنين » أما تعلم أن الله تعالى قفى على ما نهى » هئ آدم عن لكل من الشجرة » ثم قشي عيد قاعلا بابر الور أنا تم أ اه تعالى سال 0 ما أمر » أمر إبليس بالسجود لا دم ء ثم حال بينه وبين السيجود ع أما تعلم يا أمير المؤمنن » أن الله أعان على ما حرم ؟ حرم الميئة والدم وللم اللختزير ؛ ثم أعان عليه بالاضطرار . فقال هشام : أخمر ىعن الواسدة مأكنت تقول له ؟ حكنت فول : أخيرنى عن الله عز وجل حيث خلقك » خاققك كنا شاء » أو لما شنت ؟ فإنه يقول كا شاء » فأقرل له : أخمر فى عن الله عز وجل يتوفاك إذا شت شئت أو إذا شاء » فإنه كان يقول إذا شاء » فأقول له : أخيرنى عن الله عز وجل إذا توفاك أين تصير حيث شت أو حيث شاء » فإنه كان يقول جيث شاء . يا أمير المؤمنين من لم يمكنه أن بحسن خلقه ؛ ولايزيد ف رزقه ولايؤخر أجلة » ولا يصير نفسه حيث شاء » فأى ثبىء فى يده من ن المشيثة يا أمير المؤمنين . قال:صدقت يا أباعمرو. قال الأوزاعى * يا أمير المؤمنن إن القدرية مارضوا بقول الله تعالى » ولا بقول الأنبياء علهم الصلاة والسلام » ولا بقول أهل البنة ولا بقول أهل الثار » ولا بقول الملائكة » ولابقول أخرهم إبليس . فأما قول الله تعالى فهو : ١‏ فاجتباه ربه فجعله من الصالحين » . وأما قول الملالكة فهو : لاعلم لنا إلا ما علمتنا » . وأما قول الأنياء ققال شعيب عليه السلام : «وما توفيى إلابالله عليه توكلت » وإليه أنيب» . وقال إبراهم عليه السلام : : لآن لم ببدفى ربى لأكوئن من القوم الضالين ) . وقال نوح عليه السلام : «ولاينفعى نصحى إن أردت أن أنصح لكم » إن كان الله يريد أن يغوبكم هو ربكم » . وأما قول أهل البنة فامهم قالوا ٠:‏ الحمد لله الذى هدانا لهذا » وماكنا لبتدى ء لولا أن هدانا الله » . وأما قول أهل النار فهو : ولو هدانا , الله لهديناكم » . وأما قول إبليس فهو : ٠‏ رب ما أغويتى » .. 1 وترى هن هذه المناقشة أن الغرض,منها كان جام غيلان » ليجد هشام مير رأ لقتله » ولذا كان يسودها التحدى والتعجيز حتى عجز فقثل . وإن حوى بيانبا علما عظها » وتفكيرا مسنقها » وأخذا من ظواهرلقرآن الكريم ما يرد على القدر يعن

- 5# اس

ولم يمت المذهب مموت غيلان » ولم يذب فى غيره من المذاهب كا ذكر بعض الكتاب الفضلاء » فقد دام بين أهل البصرة قرونا طويلة » بل نحو لعند طائفة مهم إلى ما يشبه مذهب الثنوية الذين.جعلوا الحدر إلى النور والشر إلى الظلمة وأولئك نسبوا لله فعل احير » ولأنفسبم فعل الشر من غير أن يكون لله فيه إرادة » بل معاندين يذلك إرادته » تعالى الله عما بقولون علواً كبيراً .

والآن نثبت لك مجادلة بين قدرى ومببي منبا ماكان يدور حوله الجدل و النقاش وها هى ذي : 001

جادلة بن قدرى وسبنى<"

قال القدرى :

قد أضاف الله الأعمال إلى العباد بأنواع الإضافة العامة والخاصة » فأضافها إلهم بالاستطاعة تارة كقوله تعاللى : « ومن لم يستطع منكم طولا أن ينك المحصنات المؤمنات » . وبالمشيئة ثارة أأخر ىكقوله تعالى : ١‏ لمن شاءمنم أن يستقم » وبالإرادة ثارة كقول اللحضر : «فأردت أن أعيبا» . وبالفعل و الكسب والصنع كقوله تعالى د يفعلون » » : يعملون » ٠»‏ «ما كنم تكسبون © ء «لبثس ماكانوا يصنعون6» وأما بالإضافة اللياصة» فكاضافة الصلاة والصيام » والحج والطهارة » والزنى » والسرقة . والقتل » والكذب » والكفر ع والفسوق » وسائر أفعاهم إلبم » وهذه الإضافة تمدع إضافما إليه » كنا أن إضافة أفعاله تمذم إضافتها إلهم » فلانجوز إضافة أفعاهم إليه سبحائه دوليم » ولا إليه معهم » فهى إذن «ضافة الهم دونه .

قال السبي :

هذا الكلام مشتمل على حق وباطل » أما قولك أنه أضاف الأفعال إلمهم حدق لاريب فيه . و لمكن قولاك هذه الإضافة تمنع إضافما إليه سبحانه وتعالى

١ (‏ ) هذه المحادلة مأشوذة دن كتاب شفاء العليل فى مسائل القضاء والقدر والحكة والتعليل . 1 تاريخ الجدل )

ا 1١48‏ قمع

كلام فيه إجال وتلبيس » أفإن أر د كنع الإنسافة أيه منع قيامها به » ووصفه مها . وجريان أحكامها عليه ؛ واشتقاق الأسماء منها له فنعم هى غير مضمافة إليه بشىء من هذه الاعتبارات والوجوه » وإن أردت بعدم إضاتها إليه عدم إضافتها إلى علمه . وقدرته علبا ومشيئته العامة وخلقه » فهذا باطل » فإنها معلومة له سبحانه وتعالى ء مقدورة أه مخلوقة » وإضافها إلهم لاتمنم هذه الإضافة كالأموال » فإنما مخلوقة له سبمعانه وهى ملكه حقيقة قد أضافها إلهم » فالأعمال والأموال خلقه وملكه » وهو سبحانه يضيفها إلى عبيدة ) وهو الذى جعلهم مالسكما وعاملها فصحت اللسبتان » وحصول الأموال بكسهم وإرادتهم كحصول الأحمال . وهو الذى تخلق الأموال وكاسيها » والأعمال وعاملها » فأمو للم و أعماخم ملكه ويدذه : أكا أن أسماعهم وأبصارهم وأنفسهم ملسكه وبيده ؛ فهو الذى جسلي يسمعول ومبصرون ويعملون , فأعطاهم حاسة السمع والبصرء وقوةٌ السمع والبصر » وفعل الأسماع والأبصار » وأعطاهم آ لة العمل وقوة العمل » ونفس العمل » فنسية قوة العمل إلى اليد والكلام إلى الاسان كنسبة قوة السمع إلى الأذن » والبصر إلى العين » ونسسبة الرؤية والسمع اختيارآ إلى معلهما كنسبة اكلام والبطش إل محلهما . وإن كانوا هم الذين خلقوا لأنفسهم الرؤية والسمع » فهل خلقوا محلهما وقوى انحل والأسباب الكثيرة ل ى تصلح معها الرؤية والسمع » أم الكل خلق من هو ختالق كل ثبىء » وهر الواحد القهار . قال القدرى :

لو كان الله سببحانه وتعالى هو الشاعل م ؛ لاشتقت له منبا الأسماء » وكان أولى بأسماتها منهم » إذ لابعقل الناس على اشتادف ف لقانب وعاداتهم وديانامهم قائما إلا من فعل القيام » وآ كلا إلا من فعل الأكل ء وسارقا إلا من فعل السرقة » وهكذا بعميع الأفعال ) فقليم ثم الأمر . وقليم اللتقائق فقلم من قال هذه الأفعال حقيقة لا .* نتق له منهم اسم . وإنما تشتق منها الأسماء من لم يفعلها وم محدما » وهذا شخلاف العقول واللغات وما تتعار فه الم .

88س

قال السى :

العبد فاعل لفعله سعقيقة » واللّه خالقه » وخالق آلاته الظاهرة والباطنة »> وإتما تشتق الأ"ماء لمن فعل تلك الأفعال » فهو القائم والقاعد والمصلى والسارقه والزانى حقيقة . فإن الفعل إذا قام بالفاعل ؛ عاد حكه إليه ول يعد إلى غيره » واشتق له منه اسم » ولم يشتق أن لم يقم به . فها هنا أربعة أمورع أمران معنويان فى الى والإثبات » وأمران.لففليان فبهأ . فلا قام الكل والشرب والزنى والسرقة بالعبد عادت'أحكام هذه الأفعال إليه » واشضته له منها الأسماء » وامتنع عود أحكامها إلى الرب واشتقاق أسائها له »> ولكن من أين ينم هذا أن تكون معلومة للرب سبحانه » مقدورة له »> مكونة له ع واقمة من العباد بقدرة رهم وتكوينه .

قال القامري :

لو كان شدالقها لزمته هذه الأمرر .

قال السى :

هذ) باطل » ودعوى كاذبة » فإنه سبحانه لا يشتق .له الاسم ثما خلقه ف غيره » ولايعود حكقه عليه » وإما يشتق الاسم أن قام به ذلاك ء فإنه سبحانه خلق الألوان والطعوم والروائح والحركات فى محاها ٠‏ ولم يشتق له اسم منها » ولا عادت أحكامها إليه » ومعى عود الحمكم إلى امحل الإخبار عنه بأنه يوم ويقعد ويأكل ويشرب <

. ) تراجع المناظرة بأ قلها فى كتاب شفاء العليل لابن القم‎ ١

الممسسز له

نشأئهم :

نشأت هذه الفرقة فى العصر الأموى» ولكبا شغلت الفكر الإسلاى ى العصر العباسى ردسا طويلا من الزمان » ولأنها نشأت فى العصر الأموى » نتكل عنما » ونين آرارهاء ولكتى يكون الكلام وافيا تذكر ماكان فى

مه 155 اس

كان العراق فى عصر الخلفاء الراشدين والعصر الأموى يسكنه عدة حلوائف تذهى إلى سلائل مختافة » فبعضهم ينتهى إلى سكان العراق الأقدمين من الكلدان » وبعضهم فارسى ؛ وآراميون » ونصارى وبود » وعرب . وقد دخل أكثر هؤلاء فى الإسلام » وبعضهم قد فهمه على ضوء المعلومات القديمة الى فى رأسه » واصطيغ فى نفوسهم بصبغتها » وتكو نت عقيدته على طريقتها ؛ وبعضهم أنفذ الإسلام من ورده الصاى » ومبله العذب » وانساغ ف نفسه من غير تغيير » ولكن شعوره وأهواءه لم تكن إسلامية خالصة » بل كان فيه ميل إلى القدحم . وحنين إليه على غير إرادة ٠‏ بل على النحو الذى يسميه علاء النفس فى العصر الحديث : العقل الباطن . 00

لذلك لما اشتدت الفئن فى عصر أمير المؤمنين على بن أى طالب انبعت فى العراق الأهواء القدمة من مراقدها .-واستيقظت من سباتها » وهبت عن مكامنبا مكشوفة من غير ستار ء وظهر فى العراق وحوله اللحوارج «الشيعة »..والجهمية . والقدرية » وى وسط هذا المريج من الآراء : ؤذلك المضطرب الفسيح من الأهراء ظهرت المعتزلة . 1

ومحتلف العلاء فى وقت ظهورها . فبحضهم يرى أنها ابتدأت فى قوم من أصعاب على اعتزلوا السياسة » وانصرفوا إلى العقائد عندما تنزل الحسن عن الخلافة لمعاوية . وفى ذلك يقول أبوالحسين الطوائى فى كتابه رد أهل الأهواء والبدع : وهم سموا أنفسهم معتزلة » وذلك عندما بابع الحسن بن على شليه السلام معاوية » وس إليه الأمر 3 اعتزلوا امسن ومعاوية وجميع الناس » وكانوا من أصماب على » ولزموا منازهم ٠‏ ومساجده, » وقالوا نشتغل بالعم والعيادةٌ .,

ويرى الدكتور نيرج أن الاعتزال أول ما نشأكان فى القدرية .

والأكثرون على أن رأس المعتزلة هو واصل بن عطاء وقدكان ممن محضرون مجلس الحسن البصرى العلمى فثارت تلك المسألة الى شغلت الأذهان فى ذلك

س ل/ا15 هس

العصر » وهى مسألة مرتكب الكبيرة ('» » فقال وأصل مالفا الحسن البتصرى أنا أقول أن صاحب الكبر ة ليس ممؤمن باطلاق ٠‏ بل هو فى مر لة

بين المتزلتين ء» ثم اعتزل مجلس الحسن » واتخذ له مجلسا آخر فى المسجد .

ومن هذا تعرف لماذاسمى هو وأصابه بالمتزلة ؟ ولكن يعض المتشر قفن يرى أنبم موا المعتز لة لأنمم كانوا رجالا أثقياء متقشفين + ضار الصفح عن ملاذ الحياة » وكلمة معتزلة تدل على أن المتصفين ا زاهدون ؛ فى الدنيا ؛ وفى الحق ليس كل المتسبين إل هذه الفرقة كما نعتهم ؛ بل منيم المبمون بالمعاصى ٠‏ ومنهم المتقون : منهم الأبرار . ومنهم الفجار .

.وقال الأستاذ أحمد أمئ. ى كتاب٠‏ فجر الإسلام : ولنا فرض آآخر تسديتهم المعتز ل لفتنا إليه ما قرأناه فى خطط المقريزى من أن بين الفرق البودية الي كانت منتشر 3 منتشرة فى ذلك العصر وما قبله طائفة يقال لها الفروشم . وقال إن معناها المعتزلة . وذكر بعضبم عن هله الفرقة » أمها كانت تكلم فى القدر » وتقول ليس كل الأفعال خلقها الله » فلا يبعد أن يكون هذا اللفظ. قد أطلقه على المعتزلة قوم ممن أسلموا من البود لما رأوه بين الفرقدن من الشبه أأه ملمخصا ,

مذهب المعتزلة ٠‏

قال أبو الحسن اللباط فى كتابه الانتصار : وليس , يستحق أحد اسم الاعييال حهى مجمع القول بالأصول اللدمسة : التوحيد ؛ والعدل » والوعده

0 : )١(‏ قال الأزارقة أن مرتكب الذنب صغيرا أوكبيراً كائر هو وولده . ووافقهم الصفرية إلا أنبم خالفوه ف الأطفال . وقال النجدات إن مرتكب الكبيرة وهى ما أجمعت الأمد على تحرعها - كافر . وقال الإباضية إن مر تكب الذنب الذى جاء فيه وعيد مع معرفته بالله تعالى وها جاء به كافر كفر نعمة لا كفر إبمان . وذهب المسن البمرى إلى أن مرتكب الكبيرة متافق . والجمهور يرئ أنه مؤمن فاسق » والمعتزلة يرون أنه فى المأزلة الي بين المأزلتين إلا أبا بكر الأصم مهم » فإنه يرى رأى اللمهور .

ب 158 س

والوعيد » والمنزلة بين المأزلتئن » والأمر بالمعروف والهى عن المنكر . فإذا أكلت فى الإنسان هذه الليصال اللحمس فهو معتزلى .

هذه هى الأصول اللخامعة لمذهب المعتزلة » فكل من يتحيف طريقها ‏ ويسلك غير سبيلها ليس منهم » لايتحملون إنمه » ولاتلى علهم تبعة قوله » ولنتكم فى كل أصل من هذه الأصول بكلمة موجزة »؛ فأما التوحيد فهو لب مذههم ٠‏ وأس تحلاهم » ويرون فيه كما قال الأشعرى عنْهم ى كتابه مقالات الإسلاميين : إن الله واحد ليس كثله ثبىء وهو السميع البصير ؛ وليس جسم ؛ ولاشبح » ولاجثة » ولاصورة » ولا تم ؛ ولادم » ولاشخص »2 ولا جوهر ؛ ولا عرض » ولا بذى لون ولا طعم » ولا رانحة » ولا جسة ولا بذى حرارة ؛ ولا برودة » ولارطوبة » ولايبوسة » ولا طول ولاعروض ولاعيق ء ولا اجماع ولا افتراق » ولا يتحرك ولا سكن ٠»‏ ولا يتبعض, ولا بذى أبعاض وأجزاء » ولا جوارح وأعضاء » وليس بذى جهاته ولا بذى كين وثمال » وأمام وخلف وفوق ونحت ولا حيط به مكان 0 ولا يجحرى عليه زمان » ولا نجوز عليه المارسة ولا العزلة » ولا الحلول قف الأماكن ؛ ولايوصف بشىء من صفات املق الدالة على -حدوتهم » ولابوصف بأنه متناه » ولا يوصف عساحة ولا ذهاب فى الجهات » وليس عمحدود » ولا والد ولا مولودء ولا تحيط به الأقدار » ولا تحجبه الأستار » ولاتدركه الحواس » ولا يقاس بالناس » ولا يشبه الحلق بوجه من الوجوه » ولانجرى عليه الآفات » ولاتحل به العاهات » وكل ما خخطر بالبال وتصور بالوهم » فخر مشبه له » ولم يزل أولا سابقا » متقدما المحدثات » موجودا قبل المخلوقات ؛ ول يزل عالما قادرا حيا » ولا يزال كذلك لاتراه العيون ؛ ولا تدركه الأبصار » ولاتحيط به الأوهام » ولابسمع بالأسماع . ثبىء لاكالأشياء » عللم قادر حى » لا كالعلاء القادرين الأحياء » وأنه القدم وحده ولا قدم غيره » ولا إله سواه » ولا شريك له فى ملكه » ولا وزير له فى سلطانه » ولامعين على إنشاء ما أنشأ » وخلق ما خلق » لم مخلق الحلق

به 959آأ س

على مثال سبق »؛ وليس خلق ثىء بأهون عليه من خلق شىء آخر : ولا بأصعب عليه منه » لا يجوز عليه اجترار المنافع » ولا تلحقه المضار , ولايناله !يرور واللذات » ولابصل إليه الأذى والآ لام » وليس بذى غاية فيتناهى » ولاتعوز عليه الفناء : ولا يلحقه العجز والنقص » تقدس عن ملامسة الفساء . وعن الْخْادْ الصاحية والأبناء . أه قوله .

وقد بنوا على هذا الأصل استحالة رؤية الله سبحانه وتعالى يوم القيامة لاقتضاء ذلك الحسمية والجهة » وأن الصفات ليست شيئا غير الذات (0) ع وإلا تعدد القدماء فى نظر هم . وبنوا على ذلك أيضا أن القر أن الكريم مخلوق لله سببحانه ؛ لنفهم عنه سبحانه صفة الكلام .

وأما العدل » فقد بين معناه المسعودى فى مروج الذهب » فقال : هو أن الس لا حب الفساد » ولاتخلق أفعال العباد » بل يفعلون ما أمروا به ع ونبوا عنه بالقدرة الى جعلها الله لم . وركها فهم ٠‏ وأنه لم يأمر إلا عا أراد ع ول ينه إلا عما كره » وأنه ولى كل حسنه أمر مها 59) ٠‏ بركىء من كل سيئة مبى عنها » لم يكلفهم مالا يطيقون : ولاأراد منهم ما لايقدرون عليه » وإن أحداً لا يقدر على قبض ولابسط إلا بقدرة الله الى أعطاهم إياها » وهر المالك لا دونهم يفنمها إذا شاء » ولو شاء صير الخلق على علاعته » ومنعهم اضطراريا عن معصيته » ولكان على ذلك قادراً ولكنه لا يفعل إذ كان فى ذلك رفع للمحنة : وإزالة للباوى . أه .

وقد ردوا مبذا الأصل على الجهمية الذين قالوا إن العبد فى فعله غير مختار » فعدوا ذلك ظلما » لأنه لا معى لأمر الشخص بأمر يضطره الآ مر إلى مخالفته ولا لبيه عن أمر يضطره النآهى إلى فعله . وقد بنوا على ذلك الأصل 15 رأبت أن العبد خالق لأفعاله » ولكهم لاحظوا فى ذلك تازيه

. وئيس هذا محل إجاع مهم‎ )١( ماأصابك من حسنة فن الله وما أسابك‎ ٠ : (؟) احتجرا على ذلك بظاهر قوله تعالى‎

عن سيئكة فن نفلك » .

إ

اس 2

الله عن العجز » فقالوا إن هذا بقدرة أودعه الله إياها وخخلقها » '‏ المعطى المائح ؛ وله القاذرة التامة على سلب مامنح » وإثما أعطى ما أعطى ليم التكليف . 1 خ . بالسوء » لا يغفر لمرتكب الكبائر مالم يتب .

وأما القول بالمئزلة بين المنزلتين فقّد بعن وجهة نظرهم فيه الشورستائى بقوله : ووجه تقريره أنه قال ( واصل بن عطاء ) أن الإممان عبارة عن خصال وير إذا اجتمعت «عى المرء مؤمنا » وهو أسم ملم 4 والفاسق لم يستجمع خحصال ادر 6 ولااستحق اسم المدح 3 فلاسمى مؤمنا 2 وليس شر بكافر مطلق أيضاً » لأن الشبادة وسائر أعمال الخير موجودة فيه لا وجه لإنكارها : لكنه إذا خرج من الدنئًا على كبيرة من غير :وبة » فهو من أهل النار خالد فبا » إذ ليس فى الآخرة إلا الفريقان : فريق فى الننة وفريق ف السعير » وللكنه نخفث عنه النار ع وتكون دركته فوق دركة الكفار )١(‏ .

وأما الآمر بالمعروف والبى عن المنكر » فقد قرروا وجوببما على المؤمنين نشراً لدعوة الإسلام » وهداية للضالن » وإرشاداً للغاوين » وكل بما يستطيع فذو العيان ببيانه » وذو السيف بسيفه ,

طر يقتهم ف الاستدلال على عقائدهم :

كانوا يعتمدون فق الاستدلال على عقائده على القضايا العقلية » دون الآثار النقلية » وكات ثقنهم بالعقل لا محدها إلا احثر امهم لأوامر الشرع »

1 والمعتز لة مع اعتقادهم أنه فى مبزلة بين المئز لعين يرون أنه لا مائع من أن يطلق عليه امم المسل تمييزا له عن الذميين لا مدحا وتكرما . قال ابن أب الحديد وهى من شيوشهم : إنا وإن كنا نذهب إلى أن صاحب الكبيرة لا يسمى مؤمنا ولا مسلا » فإنا نجيز أن يطلق عليه هذا اللفظ إذا قصد به تمييزه عن أهل الذمة » وعابدى الأصنام » فيطلق مع قرينة حال أو لفظا يخرجه عن أن يكون مقصودا به التعظليم والثناء والمدج '

شرح بيع البلاغة لابن أبى الحديد .

سه 1١3‏ س

.كل مسألة من مسائاهم دعر ضما ع السل » مما قبله أقروة 2 ومالم قله

رقصوه , وقد سررى الهم ذلاك النحو 0 أأبحث العقلى

(1) من مقامهم ى العراق وفارس » وقد كانت تتجاوب فهما أصداء للدنيات وحضارات قدعة .

(ب) ومن سلائلهم غير العربية فتّد كان أكارهم من الموالى .

(ج) ولعدم علمهم بالحديث .,

(د) ولسريان كشر من آراء الفلاسفة الأقد مين إلهم © لاختلاطهم ٠‏ بكار من المود والنصارى وغير هم » ممن كانوا حملة هذه الأفكار و تقلا |! ل العربية .

: وكان من آثار اعهادهم على العقل أنيم كانوا محكئون 'بحسن الأشياء وقبحها عملا . وكانوا يقولون : المعارف كلها معقولة بالعقل واجبة

ر العقل » وشك كر المنعم واجب قبل ورود السمع » والحسن والقبج صفتان ذاتتان للحسن والقبح 2١9‏ ْ

وقال الجبائلى : كل معصية كان مجوز أن يأمر الله سبحائه ما فهى قبيحة لذبى » وكل معصية كان جوز أن يبيحها الله سبجانه فهى قبيحة لنفسها كالجهل يه » والاعتقاد مخلافه » وكذلك كل ما جاز إلا بأمر الله سبحانه به فهو حسن للأمر به » وكل مالم مجر إلا أن يأمر به فهو حسن لنفسه (5) .

وقد بنوا على هذه الفكرة وجوب الصلاح والأصلمم لله » فقد قال جمهورهم أن الله لا يصدر عنه إلا ما فيه صلاح » فالصلاح واجب له ع ولا شىء مما يفعله :جلت قدرته إلا وهو صالح » ويستحيل عليه سبمحانه أن

يفعل غير الصالح .

(؟) مقالات الإسلاميين للأشمرىي .

7+9 بس

أخذهم عن الفلسفة اليونائية و'يرها :

ف العصر العباسى توردت على العمل العرلى الفاسفة الهندية والفاسفة اليوثانية وقلك حاءت إلهم أرسالما عن مار بق :

١‏ - الفرس » لأن الثقافة الفارسية قبيل الإسلام كانت متأثرة بالفاسفة اليونانية .

؟ - وعن طريق السريان » لأنهم قد ورثوا الفلسفة اليونانية »

- وعن طريق اليونان ألفسهم » لأن بعض الموالى كان يجيد اليونانية والعربيسة .

تأثر المعتزلة مبذه الفاسفة فى آرائهم » وأخذوا عنها كشراً فى مقدمات دلائلهم وأقيسهم » بل كان بعض عقائدم لا ؤلو.من تأثر بالفلسفة اليونانية حت لقد زعم بعضهم أن رأبم فى الصفات مأخوذ من المعاني الأفلاطونية م

وقد دفعهم إلى دراسة الفلسفة أمران :

أحدهما : أمهم وجدوا فبا ما برضى همهم العقلية » وشغفهم الفكرى» ووجدوا فها مرانا عقليا جعلهم يلحنون بالحجة فى قوة .

وثانبما : أن الفلاسفة وغيرهم لما هاجموا بعض البادىء الإسلامية » تصدى هؤلاء للرد علهم 4 واستخدموا بعض طرتهم فى النظر والجدل 3 وتعلموا كثيراً منها » ليستطيعوا أن ينالوا الفلج والفوز علمهم » فكانوا يحق الفلاسفة المسلممين . ّْ

دفاعهم عن الاسلام :

دخل فى الإسلام طوائف من المحوس » والصابثة » والمود ؛ والنصارى وغير هؤلاء وأولئك » ورعوسهم ممتلئة بكل ما فى هذه الآذيان من تعالم 5 جرت اق نفو سهم تجرى الدم فى الجسم. ء وتغلغلت فما » واستقرت ق ثناياها » ففهموا الإسلام على ضوئها , ١‏

ومنهم من كان يظهر الإمان خشية السلطان » ويبطن غيره »+ فأخل ١ثمر‏ بان المسلمين ما يفسد علهم ديهم 53 ويشككهم قُّ عقائدهم 6

اجا هس ' ويدسون بينم أفكاراً وآراء ما أنزل الله -با من سلطان » وقد ظهرت ثمار وهى معاول هدمه ؛ فكان الروافض والجسمة والمشبة » والزنادقة » وغبرهم » وقد تصدى للدفاع دون هؤلاء فرقة درست المعقول وفهمت النقول » فكانت المعتزلة . تجردوا للدفاع عن الدين وما كانت الأصول الخمسة الى تضافروا على تأبيدها » وتآزروا على نصرها إلا وليدة المناقئئات الحادة الى كانت تقوم بيهم وبين مخالفهم » والتوحيد الذى اعتقدوه على الشكل الذى أسلفناه كان للرد على المشبة والمحسمة » والعدل كان لارد على الجهمية » والوعد والوعيد كان لفرد على المرجئة ؛ والمئزلة بين المتزلتين ردوا به عل

وف عهد المهدى ظهر المقنع الح راسانى » وكان يول بتناسخ الأرواح» واستغوى طائفة من الناس ؛ وسار إلى ما وواء الب » فلا المهدى عناء ى التغلب عليه . ولذلك أغرى بالزنادقة » فكان يتتبعهم ليقضى علهم » سيف السلطان : ولكن السيف لا يقفنى على رأى » ولا عيت مذهبا » ولذا شجع المعتزلة وغيره, فى الرد علهم » وأخذم بالحجة » وكشف شماتهم » وفضح ضلالاهم » فضوا ف ذلك غير وانن .

مناصرة الخلفاء للمعتزلة .

ظهر المعتزلة نى العصر الأمرى » فلم مجدوا من الأمويين معارضة لحم لانم لم يشروا شغبا » ول يعلنوا حربا » بل كانوا طائفة لاعمل هما » إلا الفكر وقرع اللحجة بالحجة » والدليل بالدليل » ووزن الأمور عقايسها الصحيحة » لا يتعر ضون للسياسة إلا بقدر محدود » وحجهم فما يرون بيان لاسنان » وسلاحهم دليل قوى » لا سيف مشهور .

ونحكى المسعودى فى مروج الذهب : أن يزيد بن الوليد كان يرى رأى المعيز له »و يعتقد بصحة أصولم االحمسة .

ص 5 +1 اس

ولما جاءت الدولة العباسية: » وكان سيل الإلحاد والرندقة قد طم ؛ وجد خخلفاؤها فى المعمز لق سينا مسلولا على الزنادقة فل يفلوه » وحريا شعواء مهم عل أل ياد فم دمدوها 3 حى سجاء الملأمون فشايعيم 4 وقرم 4 ورأى ما بينهم وبين الفقهاء من خلاف > فكان يعقد المناطرات بين الغريقن » لينهوا إلى رأى واحد ؛ ٠رلكنه‏ سقط سقّطة ماكان لثله أن يقع نبا » وهو أنه أراد أن محمل الفتهاء والمحدثين على رأى المعتزلة فى القرآن بقوة السلطان » وماكانت قوة المسكم لتصرة الآراء ؛ وحمل الناس على غير ما يعتقدون : وإذا كان من ارم الإكراه فى الدين » فكيف محل حمل الناس على عقيدة ليس فى عالفنها كفر ٠‏ يل تازيه » فقد حاول أن تحمل الفقهاء على القول محاق القرآن » فأجابه بعضهم إلى رغيبته تقية ورهبا ؛ لا إعانا واعتقادا ؛ وتحمل آخرون: العنت والإرهاق والسجن الطويل ؛ وم يقولوا غير ما يعتقدون واستمرت تلك الفتنة طول خخلاقة المعتصم والوائق » لوصية اللأمون بذلك » وزاد الواثق الإكراه على نى الرؤية الذى يراه المعتزلة » ولما جاء المتوكل رفع هذه الخنة » وترك الأمور تأخذ سيرها » والآراء تجرى فى مجارسبا » وللناس فبها ما عكتارون .

هنزلة المعترلة عند معاصر يهم :

شن الفقهاء وامحدثون الغارة عإ لى المعيز له فكان هؤلاء بن علوين ع

كلها + أيد قوى + الروافض والزناقة + ون على شاكقم من ناحي + والفقهاء واخحدثون من ناحية » و إنلكَ لترى بى ؛ مجادلات الفقهاء ومخاورامم تشنيعا على المعيزلة » كلا لاحت للى بارقة » وإذا سمعت الشافعى وابن حنبل وغيرهم يذمون عل الكلام » ومن يأخذ العم عل طريقة المتكلمين » فاتما المعتزلة أرادوا بذمهم » وطريقتهم أرادوا يتزييفهم » ولكن ما السرىكراهية الفقهاء للم » وكلا الفريقن يسعى لنصرة, الدين لا يألو جهداً فى تأبيده » ولا يدخر وسعا فى إقامته » يظهر لى أن عدة أمور تضافرت فأوجدت ذلك العداء » وتعارضتٌ فسببت تلك البغضاء : وهذا بعض مها :

0 نيكنا سمه

» شالف المعيزلة طريقة السلف الصالح فى فهم عقائد الدين الحنيف‎ - ١ كان القرآن الكريم هو الورد المورود الذنى يلجأ إليه كل من يتعرف صففات‎ الله سبحانه » وما يجب الإمان به من العقائد » لا يصدرون عن غيره ؛‎ ولا يطمئنون لسواه كانوا يفهمون العقائد من آيات القرآن الكريم » وهى‎ ينات » وما اشتبه علهم حاولوا فهمه مما توحيه أساليب اللغة » وهم مها‎ . خبراء . وإن تعذر علهم توقفوا وفوضوا الأمور غير مبتغين فتنة‎ . ولا راغيين فى زيغ » ولا سالكين غير سبيل البق القويم‎

وقد كان ذلك ملائما للعرب كافيا لي » لهم قوم أميون ليسوا أهل علوم ولا منطق ولا فلسفة » نالف المعتزلة ذلك المبج » وحكموا العقل ى كل شىء وجعلوه أساس نحنهم » وساقهم شره عقوم | إلى محاولة اكتناه كل أمر » فكان كل ذلك صدمة للفقهاء م بألفوها » فجردوا علهم سيوفهم ؛ وأشاعوا عنهم قالة السوء » وماكان المعتزلة فى الحقيقة إلا ؟ا قال أححد

العلماء الأورويين : إنا لم نسمع من المعئزلة صوت التخالفة للدين » ولكن سمعنا.صورت الضمير المتدين الذى يناضل ضد كرها لايليق الله تعالى وعلاقته بعيك 5.

شغل المعتزلة ممجادلة الزنادقة والروافض والثنوية وغبرهم ؛ وكل مجادلة نوع من الأزال : والمحاربة » والمحارب مأنخوذ بطرق تحاربه فى القتال مقيد بأسلحته » متعرف لخططه . دارس للراميه » متقصص لغاياته » وكل ذلاك من شأنه أن يجعل اللنصم متأثرا مخصمه » آخذأ عنه بعض مناهجه » فالمعتزلة قد تأثروا إلى -حد ما بآراء مخالفيهم وأفكارهم ؛ وما أحسن قول نيرج ق ذللك :

من نازل عدوا عظما فى معركة فهو مر بوط به » مقيد بشروط القتال . وتقلب أحواله » ويازمه أن بلاحق عدوة فق تحركاتئه ؛ وسكناته وقيايه » وقعوده » وربما تؤثر فيه روح العدو وحيله » كذلك فى معركة الأفكار ؛ وفى الحملة فالعدو تأثير فى تكوين الأفكار ليس بأقل من تأثشر الحليف فيه ؛ حى إن بعض الحنابلة قد شكا أن أصعابه انقطعوا إلى الرد على الملحساين

ه 0*5 هس

انقطاعا أداهم إلى 'الإلحاد » قلاغرو بعد ذلك إذا رأيت شذوذًا ىآراء بعض المعدز لة لتأئر هم مبذه الحادلة . ٠‏

كانت طريقة المعتزلة فق معرفة العقائد عقلية الصة ؛ لا يعتمدون على نص » اللهم إلا إذا كان موضوع الكلام حكة شرعيا » أو له صلة كم شرعى فجل اعماده على العقل كما أسلفتا » وللعقل نزوات وغرة »© لذلك وقعوا فى كثير من اهنات دفعتها إلهم نزعدهم العقلية اللخالصة » كقول الحباى وهو عن أكتهم أن الله مطيع لعيده إذا أجاب دعاءه » وكان سببه قوله هذا القول أنه سأل أبا الحسن الأشعرى قائلا له : ما معنى الطاعة عندك ؟ فقال موافقة الأمر » وسأله هذا عن قوله فبا ء فقال المبائى : الطاعة عندى موافقة الإرادة » وكل من فعل مراد غيره فقد أطاعه » فقال أبو اسن يازمك على هذا الأصل أن يكون الله مطيعا لعيده إذا فعل مراده » ولو جاز أن يكون الله تعالى مطيعا لعبده كاز أن يكون غخاضعا له » تعالى الله عن ذلك علوا كبير(2 , 1

وقول أنى الغذيل من أنمنهم أن أهل الجنة غير مختارين » لأمهم لو كانوا محتارين سكانوا مكافين » والآ خبرة دار جزاء لا دار تكليف » وفى ذلك شطط عقل ؛ لآن الاختبار لابستازم التكليف ء وذكر اللحياط أنه رجع عن هذا الآول (6©5 ,

مثل هذا النوع من الشذوذ الفكرى كان بقع من بعضهم » فيسر بن الناس عمهم ومعه قالة السوء عامة » من غير أن تخص المسبىء : ١‏ واتموا فتنة لا نصيين الذين ظلموا منكم خخاصة » ١‏ 4 س خاصم المعتزلة كثرين هن رجال كانت لم منزلة كبيرة عند الأمة ؛ وم يتزهوا كلامهم فى شصومتهم » وانظر إل قول الماحظ عن راجال 0 )١(‏ الفرق بين الفرق , (؟) الاتتصار فى الرد على ابن الراوندى .

01اات الحديث والفقه : وأصحاب اللحديث والعوام هم الذين يملدون ولاحصاون » ولا يرون » والتقليد مرغوب عنه فى ححجة العقل ٠‏ منهى عنه فى القرآن ... إلى أن قال : وأما قوط فالنسالك والعباد منا » فعباد اتتوارج وحده, أكثر عدد] من عبادهم » على قلة عد الدوارج ق جنب عددهم ؛ على أنهم أصماب نية » وأطيب طعمة » وأبعد من التكسب ٠‏ وأصدق ورعا » وأقل زيا » وأدوم طريقة » وأبذل للمهجة » وأقل -جمعا ومنعا » وأظهر زهدا وصريدا 4١2‏ , فكان العلعن قّ مذاهب هؤلاء عر القوال سِييأ 7 تور الأمة من المعسزلة . © س كان من شافاء بي العياس من شايع المعز له » و تأر شم 6 واعتنق مذاههم 4 و تستسب» 85 4 فأراد أن عل الناس عل اعتناقيا 04 فأذى الفقياء واغدين 3 وابتلاهم 3 وأنزل م إاحاة 6 فير وأ وصايروا 3 ومن استحل هذه القضية » غر جعت ثللك الآ لام ويالاعلى المعتزلة فى «تعهم » لهم أصل: البلا"ء وخملطاء الخلفاء والأمراء صشيروأ عن رأميم » وقَذوا بتدبير هم » وكات متهم من دافع عن هذا الإأرماق » وذاللك الاضطهاد . انظر إل قول اليا مول ق تعر يمي مل | للفاء قَّ امتحانمهم الفقهاء والدئن : وبعد » فنحن لم نكفر إلا من أوسعناه حجة » ولم تمتحن إلا أهل العبعة ؛ وليس قشف المميع من التمسس » ولا امتمحان الظندن من هتك الأستار » ولو كان كل كشف هتكا وكل امتسان تجسساً لكان القاضى أهتك الناس لست » وأشد الئاس تتبعا لعورة (5) . الك امهزام الآاراء الهى تناصرها القوة أمر توم 3 لذن القوة الادية رعناء هوسعاه من شأنها الشعلط . و اروس عل اخادة . وكل رأى يعتسد على القوة

, الفصول اختارة من كمي اطاط للامام عبيد الله بن عاك‎ )١(

١(؟)‏ الفصول الختارة أيقنا .

5 5 فى تأبيده تنعكس عليه الأمإر » لأن الناس بتظنون فى قوة دلائله » إذ لوكان قويا بالدرهان » ما احتاج فى النصرة إلى السلطان . 5 س كان كشرون من ذوى الإلحاد مجدون فى المعيزلة عشا بفر حون فيه عفاسدهم وآرائهم » ويلقون فيه جمعهم ودسهم على الإسلام والمسلمين » حى إذا تبدت أغر اضهم أقصاهم المستزلة عنهم . فابن الراوندى كان يعد منهم ٠‏ وأبو عيسى الوراق » وأحمد بن حائط » وفضل.الحدلى » كانوا ينتمون إلبم » وكل هؤلاء أحدثوا الأحداث فى الإسلام » وأتوا بالمتكرات» وكان منهم من استؤجر للهود لإفساد عقيدة المسلمين ٠‏ وانماؤهم المجيز لة أول أمره ؛ وإن فصلوا عنهم عند ظهور شتائعهم مجعل رشاشا مما لطسخوا به ينال سمعة المعتزلة وإن أقسموا جهد أعانهم أنهم منهم براء ؛ فإن الاتهام إلى الأذهان من البراءة . اتهام الفقهاء والمحدلين لهم : اشتدت حملة أولتلك عل المعدزلة ‏ ممغامسوهم لى كل تع * مخ بن الإمام محمد بن الحسن:الشيبانى أفى.بأن من صلق خلف اللمتزلى يعيد عسللاته » . والإمام “أبا يوسف عسدهم .من الزنادقة » والإمامان مالك والشافعى لم يقبلا الشبادة من أحدهم . وسرت مقالة السوء إلى من ينتمى إلهم » ححتى اجموهم بالفسق واتتهاك الحرنات, ؤف الحق إن كل خصومة تؤدى إلى الملاحاة لابد أن تؤدى إلى المهاترة » ورثى اللخصم خصمه بالحق وبالباطل » فكثير من الهم للى وجهت إلى المعتزلة لم تصدر عن إنصاف ٠‏ بل كان التعميز رائد المميمين والتعحصب دليلهم » وكل تعصب يسد مسامع الإدراك فى فاحية عن الواحى ؛ فالممستزلة فم خير كثير» ولوكان قد اتتمى إليهم بعض التمين ى دينج الأخوذين بإفهم ٠‏ إذ أن سابقة الفضل بالنفاع عن الإسلام ٠‏ فقد اتفرق لتباع واصل فى الأقطار الإسلامية رادين على أهل الأعواء ؛ وكان تمرو بن عبيد حربا على الزنادقة مشبوبة » لا مد أُوارها . وكان صدبقا لبشار بن براد »للا عل مته لز ندقة سعى فى “نفيه من بغداد شق ول يعد إلا بعد موت مرو .

سه 558 بم

وكان منهم العباد الزهاد . فهذا عمرو بن عبيد (') . يقول فيه اللتاحظل ( متعصبا ) إن عبادته ثى بعبادة عامة عبادة الفقّهاء والمحدثن

وقال الوائق لأحمد بن أنى دؤاد وزيره ل “لم* تول أصحانى (المعزلة) القضاء » كنا تولى غيرهم ) فقال:ياأمير المؤٌمننإن أصوابك عتنعون عن ذلك ع وهذا جمفر بن مبشر وجهت إليه بعشرة ا لاف درمم ٠‏ فأى أن يقبلها » فذهبت إليه بنفسى ؛ واستأذنت فأنى أن يأذن لى » فدخلت من غير إذن 6 فسل سيفه ى وجهى » وقال:الآن حل لى قتلك » فانصرفت عنه » فكيف أولى القضاء مثله .

ومن الغريب أن جعفراً هذا حمل إليه بعض أصعحابه درهمين فقبلهما ؛ فقيل له كيف ترد عشرة آلاف درهم » وتقبل درمن ؟ فقال أرباب العشرة أحن ما منى ؛ وأنا أحق مبذين الدرهمن » لحاجى إلهما » وقد ساقهما الله * إلى من غمر مسألة » وأعَناتى مهما عن الشبة والخرام .

فهذه نفس قويد تسد كل باب الشبات » اشتبه فى مال السلطان أظنه أنه جمع عن غير الطرق انللة » فرفض العطاء » وقبل الدرهمين حلالا طيبا .

ومن هذا السياق ترى أن المعتزلة كان منهم الزهاد » ومنهم المقتصدون «وقليل منهم ساء ما يفعلون .

مناظرات المعتزلة

تكون عل الكلام من مجموع مناظرات المعتزلة مع خخصومهم » سواء أكانوا من الرافضة » والمحوس والثنوية » وسائر أهل الأهواء » أم من رجال الفقه والحديث ع أم من الأشاعرة والماتريدية . فهم م ركز الدائرة »

: كاث المنصور يبالغ فى تعغلم عمرو بن عبيد ورثاه بقوله‎ )1١( صل الإله عليك من متوسل قبرأ مررت به عل مسران‎ قبرا تضمن عؤّمئنا متخشسعا عيد الإله ودانث بالقسرال‎ فصل الحديث بحجة وبيان‎ ١ وإذا الرجال تنازعوا فى شببة‎ ولو أن هذا الدهر أبق مالحا أبق نا عمرا أيا عيان‎ ) تاريخ الحدل‎ ١5 م‎ (

ب لاس وقطب الرحى » شغلوا الآمة الإسلامية بمجادلاتهم ومناظر اهم نحو ثلائة قرون ازدحمت فبها مجالس الأمراء والوزراء والعلاء » وتضاربت فبا الآراء » وتنادرت المذاهب » وتجاوبت فبا أصداء الفكر الإسلاتى » وقد زين بزينة فارسية أو يونانية أوهندية . وقد امتازوا جدلم ميزات والختصوا مخصائص جعلت لم لونا خاصا » ونحلة خاصة ؛ لا تختلف فى مجملها عما دعا إلها الدين » وإن تباينت طرق استنباطها » وتخالفت مقدماتهم الاستنباطية عن مقدمات غيرهم من جاهير الآمة الإسلامية . وأوضم مبزاتهم فى الحدل :

١‏ س مجانبهم التقليد » ومجافامم الاتباع لغيره, .. من ير بحثه وتنقيب ووزن للأدلة ومقايسة لالأمورر » الاحترام عندهم للآراء لا للأسياء » وللحقيقة لا للقائل ؛ ولذلك لم يكن يقلد بعضهم بعضا . وقاعدتهم الى. يسيرون علها كل مكلف مطالب عا يؤديه إليه اجتهاده فى أصول الدين » ولعل ذلك هو السبب فى افتراقهم إلى فرق كشرة .

منهم الواصلية )١(‏ والهذيلية (؟) والنظامية () والحائطة (4) ع والبشرية (0) والمعمرية (5) والمزدارية (7) والئامية (8) والمشامية ()4 والحاحظية )٠١(‏ والحياطية )١١1(‏ والجبائية )1١(‏ واللهشمية ("18) ,

010 أسعاب واصل بن عطاء .

(؟) أصماب ألى المذيل العلااف .

20 أصماب النظام .

(:) أساب أحيد بن حائط 7.

() أسماب بشر بن الممصر .

(5) أسماب بعر بن عباد السلبى ,

(9) أسماب عيمى بن صبيح المكنى بأنى موبى الملقب بالمزدار . 8 أسمماب ممامة بن أشرس يري , (5) أسماب حشام بن عبر القوطى , (18) أصماب الجاسظ .

, أسماب ا المسين المياط‎ )1١(

(10) أسماب الجيال .

)010 أصصابي أب هاشم عباء السلام بن الجبال ‏

١أا‏ بس

0 اعهادهم على العقّل فق إثيات العقائد . وقد امْمْلوا من القرآن الكريم مددأ » حى لايذهب مهبم الشطط إلى اللحروج عن جاد ته ؛ ولم تكن معر فهم بالحديث كبيرة » لمهم ماكانوا يأخذون به فى العقائد ولاحتجون به >

أخذهم من مناهل العلوم الى ترجمت فى عصره, ء فقد ضربوا يسهم فى ثللك العلوم » ونالوا منها مأ يساعدهم فى اللحن بالحجة » ومقارعة انادصوم ومصارعة الأقوام فى هيدان الكلام . وقد انضم إلهم كل مسم مثقف بالثقافة الأجنبية التى غذت العقل العربى فى ذلك العصر . فقد رأى مايلائمه فى آراء المعتزلة التى كانت جامعة بين الروح الدينية الى تظلها » وفكرة التئزيه الى تسيطر علا » والأفكار الفلسفية الى ترضى اللهمة' العقلية » ولذلك كان بن رجاها كشرون من الكتاب الممتازين » والعلياء المدزين » والفلاسفة الفاضين جمع عظم .

4 - اللسن والفصاحة والبيان » فقد كان بيئ رجالا خطباء مصاقع » ومناظرون ابقون » ومجادلون قد مرسوا بالجدل » فعرفوا أفانينه » وخمروا طرقه . ودرسوا كيف يصرعون اللخحصوم ويلوون علمم المقاصد » وهذا واصل بن عطاء كبير هم ؛ خطيب علم مخواطر التفوس » حاضر البدمبة » قوى الارنجال . وهذا النظام من شيوخعهم كان ذكيا بليغا » جاد اللسان أديبا شاعراً » وهذا أبوعمّان عمرى الحماحظ الذدى يقول فيه أحد الصابئة ثابت بن قرة : أبو عمان الجاحظ خطيب المسلمين » وشيخ المتكلمين »© ومدره المتقدمين والمتكلمين إن تكلم حكى عبان البلاغة ؛ وإن ناظر ضارع النظام فى الجدل ؛ شيخ الأدب » ولبان العرب » كتيه رياض زاهرة » ورسائله أفنان مثيرة » ما نازعه منازع إلا رشاه آنفا » ولا تعرض له متعرض »ء إلا قدم له التواضع استبقاء .

خصوم المعثر لة : جادل المعنزلة :

عدبلا الره اففى والمحوس والثنوية والجهمية وسائر أهل‎ - ١

؟1١5؟‏ هس

؟ ‏ الفقهاء المحدثين .. #‏ الأشاعر والماتريدية . وسنتكم الآن على جالم مع الروافض والجهمية ومن إلمهم » والفقهاء وانحدثين » ونبتى الكلام على جدلهم مع الأشاعرة إلى أن بحين وقت الكلام علهم . حادلهم للكفار وأهل الأهواء : فىآخخر العصر الأمو ىو صدر الدولة العباسية كير الر نادقة والديصانية ‏ والمرقيونية » وغيرهم من أهل الأهواء » وكالوا تارة يكشفون القناع » وأحيانا ينفثون تعاليمهم مستثرين بلباس الإسلام » متسربلين بسرباله » ليدس السم من غر أن يشعر مهم أحد فلا محترس منهم المتدينون » وقد كان جل الرافضة على ذلك النحو ؛ فكانوا أشد عداوة على الإسلام من غيرهم » وأعظم نكاية له » وأهدى إلى مقاتله لاغترار بعض الناس -بم » فتصدى م المعتزلة » وصارعوهم ىكل ميدان » ظنوا أنهم محاريرن الإسلام فيه » ثم لاقوا الثنوية والديصانية والدهرية وغمره ممن استمد متهم الروافض, وجها اوجه ٠‏ فلقد فرق واصل أصحابه فى الأمصار نحاربة الزنادقة فا » ودافع بنفسه . ومن مؤلفاته كتاب ألف مسألة لارد على المانوية » وكذلك فعل خلفاؤه من بعده » وكان جدلم بقوة ولبوض دليل » وفصاحة » وبيان » وقدرة على الإقناع اكتسبوها من علومهم وممارسهم الجدل حبى ٠‏

)١(‏ وما محكى أن صالح بن عبد القدوس وقد كان سوفسطائيا مات له ولد قفى إليه أبو الطذيل العلاف والنظام معه وهو غلام -حدث كالتيع له . فرآه محترقا . فقال أبو الحذيل لا أدرى لجزعك وجها ٠‏ إذا كان الناس عندك كالزرع . فقال صالح يا أبا المذيل إتما أجزع عليه » لأنه لم يقرأ كتاب الشكوك ؛ فقال أبو المذيل : وماكتاب الشكوك ؟ قال كتاب وضعته من قرأه شك ذياكان حتى يتوم أنه لم يكن » وفما لم يكن حدى ين أنه قدكان . فقال له النظام : فشك أنت فى موت أبنك » واعمل على أنه لمت » وإث ماث » وشك أيضا فى أنه قد ترأ هذ الكتاب ٠‏ وإن لم يكن قرأه فسكت صالح . ( من مرح العيرث ) .

"119؟ لم

إن كثرين من خخصومهم كانوا يغمدون السلاح ؛ ويلقون السلم عند لقامهم وكثير مهم كان يسلم بعد نقاشهم .

وهذا أبو الحذيل العلاف أسل على يديه أكثر من ثلاثة آلاف رجل من المحوس والثنوية » لحذقه وبراعته فى الناظرة » وقوة ما يدعو إليه ؛ وضعف مايلوون ألسنهم' به » ولكن نعطيك صورة مما كان مجادل به المحعزلة » ومقدار قوة استدلالم ننقل لك بعضا مما روى من هذه المناقشات» جاء فى الانتصار : أن ا مانوية ترح أن الصدق والكذب متضادان » وأن الصدق خير » وهو من النور » والكذب شر وهو من الظلمة . قال لم ( إبراهم النظام ) حدثونا عن إنسان قال قولا كذب فيه » من الكاذب؟ قالوا الظلمة . قال فان ندم بعد ذلك على ما.فعل من الكذب وقال قد كذبت وأسأت . من القائل قد كذبت ؟ فاختلطوا عن ذلك ولم يدروا ؛ ما يقولون . فقال إبراهم النظام : أن زعم إن النور هو القائل قد كذبت وأسأت فقدكذب » لأنه لم يكن الكذب منه » ولاقاله » والكذب شر؛ فقد كان من النور شر » وهذا هدم قولكم ٠‏ وإن قلم إن الظلمة قالت : قد كذبت وأسأت » فقد صدقت : والصدق خمر » فقد كان من الظلمة صدق وكذب ؛ وهما عندكم عنتلفان خيرا وشراً على حككر .

انظر إلى ذلك الاستقراء والتتبع » وأخذ الطرق على المناقش » حى بفحمه» وكذلك كانت مناقشة المعتزلة للروافض وغبر هم من على شا كلهم 1 ومع هذا يجب أن نقرر أنه مع هذه المناقشة الحادة الى كانت تقوم بيهم وبين المعتز لة . كان هؤلاء تحسنون ف معاملتهم . وتلك أخلاق العلماء تنسع صدوره, لمودة مخالفم ف الدين حى مبدبم الله سواء السبيل .

ماد لهم مع الفقهاء و امحدثين :

من المقرر من كتب عم النفس أن الختلفن إن تقاربا فى العقيدة كان الجدال أشد » والملاحاة أحد » وذلك ماكان » فإن موضع الللاف بين

, ذكر هذه القضية وأثبّها جوستاف لوبون » ىكتابه : الآراء والممتقدات‎ )١(

15آ سم

المعتزلة والفقهاء هين متدارك » لا يكفر به مالف » ولايخرج به عن نبج الدين مجادل » ولكن الحدال بيئْهما كان عنيفا » والمهاترة قد راجت سوقها » ولعل السبب فوق ماسبق أن الاختلاف كان اختلاف عقلية ومنطق » وطرائق تفكر فى هذا الدين القوم » فالفقهاء والمحدثون يتعرفون دينهم من الكتاب والسئة » وعملهم العقلى فهم نصوص الكتاب الكريم ؛ وتعرف الصحبح من اللأثور عن الرسول الأبن » ويعد طلب الدين من غير هذا الطريق شططا وتحيفا وعوجا .

والمعتزلة يرون أن إثبات العقائد بالأقيسة العقلية جائز إن لم يكن واجبا مادامت لم تخالف نصا فى الدين بل تؤيده » هم لذلك يستخدمون المنطق ء والبحوث الفاسفية » وإثبات عقائد الإسلام ؛ وأو لك الفقهاء بجافونها ويرون الوقوف عند النص » حبى لا تزل الأقدام فى مزالق الضلال » ومخاطر الأوهام » والعقل مخدع ويغتر فيضل .

وليس معنى هذا الكلام أنه لم يكن هناك خخلاف بل كان بينهما خللاف فى جزئيات كثيرة » ولكنه لا يصيب لب العقيدة : ولذلك هم لا يكفرون النقهاء وامحدثين » وهؤلاء لا يكفروتهم بل يعدونهم مبتدعة .

وجدالم كان صو رة لاختلاف هاتين العقليئين » واقرأ مجادلهم ق مسألة خلق القرآن » تجد المعدزلى منطلقا وراء الأقيسة العقلية من غر أى قيد بقيد به نفسه إلا التنزيه » والفقيه أُو امحدث متوقن متحفظ » غير منبجم على مالم ينص عليه فى كتاب ولا سئة » وقد علمت أن الجمهور كان وراء الفقهاء وانحدثين على ما أسلفنا .

الأثور من محادلات المعز لة

كان العصر العباسبى عصر المناظرات حقا » وكانت هى ميدان البيان ومظهر الفصاحة واللسن ٠‏ وقد كان المعتزلة فرسان الحلية فى المناظرات قى العقائد .

©5980 هس

وقد كثرت مجالس مناظر الهم . فقد نناظروا بين أيدى الأمراء » وى المساجد » وثى كل مكان يصلح للجدل والمناظرة » ولكن الأثور من المناظرات قليل بالنسبة لما كان . ولعل السبب ق ذلك ء أن أكثر تلك المناظرات كان ارتجاليا » ومن الصعب تدوين جميع ما يقال » ذلك إلى أن اضطيهاد المعتزلة فى عصر المتوكل » وما والاه » وكراهية الاير الإسلامية لم » كانا سبيا فى ضياع كثير من آثارهم » واندثار أ كر مناظر انهم ؛ وما بى على قلته يعطينا صورة من قوة جدلم ؛ ويبين لنا أنهم قوم خصمون .

سا كا؟ هس

غتاراأت من مناظرات المعترلة المناظرة الأولى مناظرة واصل بن عطاء لعمرو بن عبيد

لما فارق واصل مجلس الحسن البصرى © أرسل إليه هاء! حمروبن عبيد يناظره .

قال واصل : ,

م فلم من أنى كبيرة من أهل القبلة استحق اسم النفاق ؟ فال عمرو : لقوله تعالى؛ والذين يرمون المحصنات . ثم لم يأتوا بأربعة شبداء فاجلدوهم تمانين جلدة » ولا تقبلوا م شوادة أبدا » وأولئتك هم الفاسقون؛ . فكأن كل فاسى منافق ؛ إذ كان ألف المعرفة ولامها موجودين فى الفاسق .

قال واصل :

ألبس قد وجدت الله تعالى يقول : ١‏ ومن لم محكم با أنزل الله فأولئنك م الظالمون » وأجمع أهل العم على أن صاحب الكبيرة من أهل القبلة استحق اسم ظالم » استحق اسم فاسق » فألا كفرتم صاحب الكبرة من أهل القبلة بقوله تعالى : ٠١‏ والكافرون هم الظالمون » فعرف بألف ولام اتعريف فى قوله تعالى : « ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هر الظالمون 5 نا قال تعالى فى القاذف «وأو للك ه, الفاسقون» فسميته منافقا لقوله تعالى «إن المنافقين هم الفاسقون » ؟

يا أبا عمان أعا أولى أن نستعمل فى المحدثين من أمتنا ما اتفق عليه أهل الفرق من أهل القبلة » أم ما اختلفوا فيه ؟ فقال عمرو : بل ما اتفقوا عليه أولى . فقال واصل ألست نجد أهل الفرق على اختلافهم يسمون :صاحب الكبيرة فاستا » ومختلفون فيا عدا ذلك من أممائه » لأن اللتوارج تسميه مشركا فاسقا » والشيعة تسميه كافر نعمة فاسقًا » واللْيسن يسميه منافمًا فاسما

والمرجئة تسميه مؤمنا فاسمًا » فالواجب أن يسمى بالاسم الذى اتفق الختافون عليه ؛ وهو الفسق » ولايسمى بما عدا ذلك من الأسياء الى اختلفوا فها »

وح

/ا١؟‏ س فهذا أشبه بأهل الدين » فقال عمرو : دابنٍ وبين الحق عداوة » والقول قولك » فليشبد على من حضر أنى تارك للمذهب الذى كنت أذهب إليه » قائل بقول ألى حذيفة » وإفى قد اعتز لت مذهب المسن فق هذا الباب . المناظرة الثاتية مناظرة المأمرن المرتئد النراسالى

ارتد تخراسائى عن الإسلام » فحمل إلى المأمون » حى وافاه بالعراق . فقال له المأمون : لأن أستحييك محق أحب إلى من أن أقتلك بحن »ع ولأن أقيلك بالشراءة أحب إلى من أن أدئعك بالنهمة » قد كنت مسلا بعد أن اكثنت نصرانيا » وكنت فنا أتيح » وأيانك أطول ؛ قاست سد ىن مما كنت به آنسا » ثم لم تلبث أن رجعت عنا نافراً : 'فخيرنا عن الى ء الذى أوخشك من الشىء الذى صار آنس للك من إلفك القدتم » وأنسلك الأول ؛ فإن وحدت عندناأ دواء ذائك تعا لحت به اه والمريض سس الأطباء محتاج إلى المشاورة » وإن أنخطأك الشفاء : ونبا عن دائك الدواء كنت قد أعذرت ولم ترجع ,على نفسك بلائمة » فإن قتلنالك قتلناك محكم الشريعة ١‏ أو تر جع أنت فى نفساث إلى الاستبصار والثقة » وتعم أنك لم تقصر فى اجعهاد » ول تفرط فى الدخول فى باب الحزم .

قال المرتد :

أوحشنى كثرة مارأيت من الاختلاف فيكم :

قال المأمون :

لنا اختلافان أحدهها كالاختلاف فى الأذان » وتكيير الختائر ؛ والاختلاف فى التشهد » وصلاة الأعياد : وتكبير التشريق © ووجره الفتيأ وها أشبه ذلك » وليس هذا باختلاف ؛ إثما هو نجيير وتوسعة ونحخفيف من النة 3 فن أذن مثنى ؛ وأقام مثنى لم يؤثم » ومن أذن مثنى 3 وأقام فرادى لم حوب ٠»‏ لا يتعايرون » ولا يتعايبون . أنت ترى ذلك عيانا »

- #1

وتشمد عليه تبيانا » والاختلات الأشر كنحو اختلافنا فى-تأويل الآية من كتابنا » وتأؤيل اللحديث عن نبينا » مع إجاعنا على أصل التزيل » واتفاقنا عل عين ادر » فإن كان الذى أوحشك هذا » حتى أنكرت من أجله هذا الكتاب ٠‏ فقد ينبغى أن يكون اللفظ مجميع التوراة والإنجيل متفقا عل تأويله » كا يكون متفقا على تنزيله » ولايكون بين جميع النصارى والهود اختلاف فى شىء من التأويلات» وينبغى لك ألاترجع إلا إلى لغة لا اخعتلااف فى تأويل ألفاظها » ولو شاء الله أن ينزل كتبه » ومجعل كلام أنبيائه » وورثة رسله لا محتاج إلى تفسير لفعل » ولكنا لم نر شيئا من الدين والدنيا دفع [لينا على الكفاية » ولو كان الأمر كذلك لسققطت البلوى وانحنة » وذهبت المسابقة والمنافسة » ولم يكن تفاضل ؛ وليس على هذا بتى الله الدنيا .

قال المرتد : أشبد أن الله واحد » لاند له ولا ولد » وأن المسيح

عبده » وأن محمد صادق » وأنك أمير المإمنين حقا .

امعرل 3 لمروع و لعصالام : مروع ف /تصرلامورى) فى ذلك العصر تفرقت الأمة سياسيا إلى شيعة ونخوارج وأموين ٠‏ كما علمت » وسرى ذلك الاختلاف إلى العقائد و إلى الفروع » وتفرق الصحابة والتابعون » فى الأقطار الإسلامية » فرأوا مالم يكونوا قد رأوه » وانفتقت أذهائهم إلى أمور لم يكونوا يعر فونها » وفى هذا العصر كثر التحدث عن سول لل ل فكان ذلك التفرق مع شيوع التحدث سببا فى كثرة الكذب عايه يِل » وقد قوى ذلك دخول طوائف من البود والتصارى وانجوس وغيرهم فى الدين الإسلاى » وهم متأثرون بتعاليمهم القدمة ؛ فأدخلوا على الأحاديث شيئاً كرا من الإسرائيليات وغيرها . وقد قال الإهام النووى فى بيان الدوافع إلى النكذب 0 النبى وه, أنواع 0 وأشباههم من م رج للدين وقارا 3 وإما حسبة يزحمهم كجهلة المتعيدين الذين وضعوا الأحاديث فى الأفضائل والرغائب » وإما إغرابا وسمعة كفسقة الخدئن » وإما تعصبا واحتجاجا كدعاء البتدءة ومتعصى المذاهب » وإما اتباعا لموى أهل الدنيا فها أرادوه وطلب العذر لهم فيا أتوه إلخ ('2 , أهل اأرأى وأهل الحديث : قدعلمت أن الصحابة كانوا يجسبدون رامذ م جدوانق ترق لكرج ولا فى السنة » ولكنهم كانوا مخْشون الانسياة ق وراء الآراء » حى لايضلوا ؛ ولكيلا ببعدوا عن “عث الدين ومبج الحق لذلاك أثر عن كثير بن منهم اللبى عن الآراء » فقد قال عمر : يأنما الناس إن الرأى كان من رسول الله

. شرح مسل النووى » وقد أسند ذلك إلى القافى عياض‎ )١(

سم الله

لتم مصيبا » لأن الله كان يريه » وإما هو منا الظن والتكلف . وقال : اتقوا الرأى فى دينكم ؛ وكان يقول : أصعاب الرأى أعداء السان أعيتهم الأحاديث أن حفظوها وتفلتت مابم أن يعوها » واستحيوا -حين سئلوا أن يقولوا لانعلم » فعارضوا السكن برأم » فإياكم وإياهم © .

لذلك وجد قوم من الدّبدين فى ذلك العصر يكرهؤن الرأى » ولايفتون إلا بالحديث : فإن لم بجدوا الحديث توقفوا :.وكان أكين هؤلاء فى الحجاز ‏ وسموا أهل الحديث ٠‏ كما وجد قوم أكثر اجنهادهم بالقياس والرأى' ؛ لكثرة مانى الحديث من كذب على رسول الله يليه » وهذا الفريق برى أن الشريعة معقولة المعبى ٠‏ ولا أصول يرجع إلمبا : فكانوا لا بخالفون الأولين فى العمل بالكتاب والسنة ما وجدوا إلبما سبيلا » ولكنهم لاقتناعهم ععقولية الشريعة وابتنانها على أصول محكثة فهمت من الككتاب والسنة , كانوا لا تحجمون عن الفتوى » برأم فها لم يجدوا فيه نصاً .

وفوق ذلك كانوا حبون معرفة العلل والغايات الى من أجلها شرك الأحكام » ورا دوا بعض الأحاديث غخالفنها لأصول الشريعة0© » وكان مقام هؤلاء بالعراق لإقامة عبد الله بن مسعود به » وقد كان من أهل الرأى : ولأن أكثر رواة الحديث كانوا بالحجاز ٠‏ وللتعالم الفارسية واليونانية الى كانت بالعراق » وقد امتاز أهل الرأى بقلة روابتهم للحديث وكثرة تفريعهم الفروع » حبى وصلوا إلى وضع أحكام لأمور تتخيل بالحيال » ولا محققها الواقع كا امتاز رجال الحديث بكرة روانته » ووقوفهم عند النص 5

00:

)10 أعلام الموتعين لابن القم ب ١‏ ص ١45‏ و4( . ( ؟) تاريخ التشريع الإسلاى للأستاذ المرحوم الشيخ محمد اللشرى , بك و .

د 151١‏ ب

تجادلاتهم : طريقة الدراسة لا الهوى » كلهم يطلب التق » وكلهم يسعى إليه . ٠١‏ كن اختلاف الطرق شعب الأنظار » وأوجد ذلك الاختلاف : ف الفروع 2 انظار إلى تلك المناقشة ببن أنى حنيفة وهومن أهل لرأى ؛ والأوزاعى وهر من أنه الحديث اما روى سفيان بن عبينة إذ قال :

اجتمم أبو حنيفة والأوزاعى فى دار الخواطين عكةالمكرمة . فقال الأوز ا عى لأنى حنيفة : مالك لا ترفعون أيديكم عند اأركوع » وعند الرفع منه » فتمال أبو بحديفة لأجل أنه لم يصح عن رسول الله ديه أنه كان يرفع يديه إذا افتتح الصلاة © وعند الركوع .وعند الرفع . قال : كيف ؟ وقد حدثنى - ازرهرى عن سالم عن أبيه عن رسول لل كلق أنه كان يرفع يديه إذا افتتح الصلاة وعند الركوع وعند الرفع » فال أبو -عنيفة حدثنا حاد عن إبراهم عن علقمة والأسره عن ابن مود أذ رسول اله يل من ابرقم يديه إلا عند افتعاح الصلاة » ولايعود إلى ثبىء من ذلك . فقال الأوزاعى أحدثك عن الزهرى عن سالم عن أبيه » وتقول حدثتى حاد عن إبر اهم فتقال أبو حنيفة كان -حاد أفقه من الرهرى ٠»‏ وكان إبراهم أفقه من سالم . وعلقمة ليس بدون ابن حمر » وإن كان لابن عمر صحبة أو له فضل صمعبة فالأسود له فضلل كثير .

تعطيك هذه المناقشة أن الاثنئ اتفا فى العمل بالحديث» ولكن أباحنيفة

لاحظ أولا فقه الرواة . *مقتس . واقرأ ارسائل الى كانت بين الؤمام مالك واليث تمد العلاث ى. وجهة النظر مع أدب المناقشة و ححسن المودة و سعه 5 الصدر الى امتاز مها العباء المحققون » بيد أنا نقول إن كراهة رجال الحديث للرأى وتخوفهم منه

م 8195آ ل

جعل' لسان كير مهم يزلق إلى منمته » وينال رشاش منه القائلين به » وانظر إلى قول الشعى لداود : احفظ عى ثلاثا : إذا سئلت عن مسألة » فأجبت فبا » فلا تنبع «سألتك أرأيت » فان الله قال فى كتابه : « أرأيت من انخذ إلله هواه » حبى فرغ من الاية . والثانية إذا سئلت عن مسألة فلاتقس, شيئا بشىء » فريما حرمت حلالا أو حللت ححراما » والثالثة إذا سئلت عنا لا تعلم فقل لا أعلم . وقال أيضا : والله لقد بغض هؤلاء القوم إلى المسجد و أبغض إلى من كناسة دارى » قيل ومن هم ياأبا عمر قال الأرأتيون () م

لسع ريت

. الموائقات الشاطبى‎ )١1( (؟) يقصد بذلك أهل الرأى لكثرة تفريعهم المسائل وكانوا ينولون أرأيت لو حصل‎ ١ . كنا » أرأيت لوكان كذا‎

تار كبرل بين ف ذار'_العصر

أرسل الليث بن سعد فقيه مصر إلى مالك بن أنس كتابا ييين فيه د لول عا خالفه فيه “وها هو ذا الكتاب :

سلام عليك » فإنى أحمد الله إليك الذى لا إله إلا هو . أعا بعد »ع عافانا الله وزياك » وأحسن لنا العاقبة فى الدنيا والأخيرة » قد بلغنى كتا باك تذكر فيه من صلاح حالكم الذى يسرل » أأدام الله ذلك لكم © وأبمه بالعون على شكره , والزبادة من إحسانه . وذكرت نظرله ‏ فى الكتب الى بعثت ما إليك » وإقامتك إياها ' وختملك علبا مخاتمك » وقد أتننا » فجزاك الله عما قدمت منها خمراً » فإنبا كتب انبت إلينا عنك » فأحبيت أن أباغ حقيقمها بنظرك فما » وذكرت أنه قد أنشطك ماكتبت إليك فيه من تقوم ما أتانى عنك إلى ابتدائى بالنصيحة » ورجوت أن يكون ا عندى موضع ؛ وأنه لم منعك من ذلك فيا خلا إلا أن يكون رأيك فينا جميلا » إلا أنى ل أذاكرك مثل هذا . وأنه بلغك ألى أفتى الناس بأشياء مخالفة لما عليه جماعة الناس عند م » وإلى يحق على الحوف على نفسى لاعماد من قبل على ما أفتيهم به » وإن الئاس تبع لأهل المدينة الى إلبا كانت الحجرة » وبا نزل الفرآن الكريم » وقد أصبت بالذىكتبت به من ذلك إن شاء الله تعالى » ووقع منى بالموقع الذى نحب » وما أجد أحداً بنسب إليه العلم أكره لشواذ الفتيا » ولا أشد تفضيلا لعلاء أهل المدينة الذين مضوا » ولا آخخل لفتياهم فها اثفقوا عليه منى . والدمد لله رب العالمين الذى لاشريك له . وأما ماذ كرت من مقام رسول الله يق بالمدينة » ونزول القرآن الكريم ما عليه ببن ظهر انى أصحابه » وما علمهم الله منه » وأن الناس صاروا تبعا لم فيه فكنا ذكرت » وأما ماذكرت من قول الله تعالى «والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار الذين اتبعوهم بإحسان رفي اله عنهم ورضوا عن وأعد فم جنات جر ححتها الأمبار خخالدين فها أبدا ذلك الفوز ز العظم )

ال 5958 لم

فزن كثيراً من أولثك السابقين الأول خرجوا إلى الجهاد فى سبيل الله 'بتغاء مرضاة الله » فجندوا الأجناد » واجتمع إلهم الناس ء فأظهروا ببن ظهر انهم كتاب الله وسنة بيه » ولم يكتموه, شيئا علموه » وكان ىكل جند منههم طائفة يعلدون كتاب الله وسنة نبيه » ومجتهدون برأم فها ل يفسره للم . القرآن والسئة » وأقرهم عليه أبو بكر وعر وعمان الذين اختارهم المسلمون لأنفسهم » ولم يكن أولئك الثلاثة مضيعين لأجناد المسلمين » ولا غافلن عنهم » بل كافوا فى الأمر اليسير » لإقامة الدين » والحذر من الاختلاف بكتاب الله وسنة نبيه » فل يتركوا أمراً مره القرآن ١‏ أوعمل به التى يليت أو اشمروا في بعده إلا علمدوه ؛ فإذا جا أمر ريه أتماب ٠‏ رسول الله يل . يمصر والشام والعراق على عهد ألى , بكر وعمر وعمان ولم يزالوا عليه » حبى قبضوا لم يأمروه, بغيره » فلا نراه مجوز لأجناد المسلمين أن محدثوا اليوم أم را لم يعدل به سلفهم هن أصعاب رسول الله صلى الله عليه وس والتابععن خم » مع أن أصعاب رسول الله يِلِثَرٍ قد اختلفوا بعده فى لفيا فى أشباء كثيرة »؛ ولولا أنى فد عرفت أن قد علمنبا كتدت با إليك » ثم اختلف النابعون فى أشياء يعد أصاب ردول الله صلى الله عايه وعلى 1 له وسلم » سعيك ابنالمسيب ونها راؤة أشد الاختلاف ع 9 احتلف الذين كانوا بعدهم فحضر مم بالمدبنة وشرها ورأسهم يوم ابن شباب » وريمة بن أق عبد الحم 4 وكان من خدلاف ربيعة لبعض ما قدمفى ما قد عر فت وحضرت وسمعتث قولك فيه وقوك ذى الرأى من أهل المدينة نحبى بنسعيد ؛ وعبيد الله بن حمر وكثر ابسن فرقد وغيرهم كثير ممن هو أسن منه » حبى اضطرك ماكر هت من ذلا إلى فراق مجلسه » وذاكر تاك أنت وعبد العزيز بن عبد الله بعض ما نعيت به على ربيعة »ن ذاث فكنتًا الموافقين فيا أنكرت » نكر هان منه ماأكرهه » ومع ذا محمد الله عند ربيعة خير كثير ء وعقل أصيل » ولسان بليغ ظ وفضل مستبين » وطريقة حسنة فى الإسلام » ومودة صادقة لإخوانه عامة ولا خاصة ؛ رحمه الله وغفر له » وجزاه أحسن من عمله » وكان يكون من ابن شباب اختلاف كثير إذا لقيناه » وإذا كاتبه بعضنا » فر بما كتب إليه

د 98لا لد

ف الثىء الواحد على فضل رأيه وعلمه بثلاثة أنواع ينقض بعضها بعضا » ولا يشعر بالذىمفى من رأيه فى ذلك . فهذا الذى يدعونى إلى ترك ما أنكرت تركى 'إياه » وقد عرفت أيضا عيب إنكارى إياه أن مجمع أحد من أجناد المسلمين بين الصلاتين ليلة المطار » ومطر 0 من مطر المديئة عالايعلمه إلاالشه / جمع منيم إمام قط 30 ليلة مطر . وفهم أبوعبيدة بن الجر اح ء وخخالد بن الوليد » ويزيد بن أى سفيان . وعمرو بن العاص ٠‏ ومعاذ بن جبل وقد بلغنا أن رسول الدصل لله عليه وعلى 1 له وسل قال أعلمكم بالحلال والحرام معاذ بن جيل ٠‏ ويأق معاذ يوم القيامة بن يدى العلاء بر توه ( خطوة ) وشرحبيل بن حسنة » وأبو الدرداء » وبلال بن رباح » وكان أبو ذر ممصر » والربير بن العوام : وسعد بن أى وقاص ١‏ وخمص سبعوت من أهل بدر » وبأجناد المسلمين كلها . وبالعراق ابن مسعود وحذيفة بن المان » وعمران بن حصن . ونزها أمير المؤمنن على بن ألى طالب كرع الله وجهه سنن ؛ وكان معه من أصعاب رسول الله صلى الله عليه وعلى ؟ له وسلم 4 فلم يجمه ! بين المغرب والعشاء قط . ومن ذلك القضاء بشبادة شاهد وين صاحب الاق » وقد عرفت أنه ل يزل يقضى بالمدينة به » ول يقض أصحعاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسم بالشام و نخمص ولا ممصر ولا بالعراق ١‏ ولم يكتب به إلميم الخلفاء الراشدون أبوبكر وعمر وعمان وعلى ثم ولى عمر بن عبد العزيز » وكان كنا قد علمت فى إحياء السئن والجد فى إقامة الدين ء والإصابة فى الرأى والعلم بما قد مضى من أمر لاس » فكتب إليه رزيق بن المسكم إناك كنت تقضى بالمدينة يشبادة الشاهد الواحد وين صاحب الحق » فكتب إليه إناكنا نقفى بذاك بالمديئة » فوجدنا أهل الشام على غير ذلك » فلا تقض إلا بشبادة رجلين عدلين » أو رجل وامرأتين ٠‏ ولم مجمع بين المغرب والعشاء قط ليلة المطر » والمطر يسكب عليه فى منزله الذى كان فيه #ذناصرة ساكنا . ومن ذلك أن أهل المدينة بقضون ى صدقات النساء أنبا-متى شاءعت أن تكلم فى مؤخر صداقها تكلمت ؛ فدفع إلا ؛ ٠6‏ تاريخ الجدل)

1794

وقد وافق أهل العراق أهل المدينة على ذلك » وأهل الشام » وأهل مصرء ولم يقص أحاد من أصماب رسول الله عه » ولا م بعدهم لامرأة بصداقها المؤخر » إلا أن يفرق بينهما موت أو طلاق » فتقوم على حقها م ومن ذلك قوم فى الإيلاء أنه لا يكون عليه طلاق » حى يوقف وإن مرت الأربعة الأشبر .

وقد حدئبى نافع عن عبد الله بن عمر وهو الذى كان ير وىذلك التوقيف بعد الأشبر أن الإيلاء الذى ذكر الله فى كتابه لا يحل للمولى إذا بلغ الأجل إلا أن يوء كا أمر الله أو بعزم الطلاق » وأنتم تقولون إن لبث بعد الأربعة الأشبر الى سن الله نىكتابه ولم يوق فلم يكن عليه طلاق » وقد بلغنا أن غمان ابن عفان » وزيد بن ثابت » وقبيصة بن ذ ؤيب » وأبا سلمة بن عبد الرخحمن ابن عرف . قالوا فى الإبلاء إذا مفست الأربعة الأشير فهى تطليقة بائنة » وقال سعيد بن المسيب وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن قشام وابن شباب إذا مضت الأربعة الأشور فهى تطليقة » وله الرجعة فى العدة » ومن ذلك أن زيد بن ثابت كان يقول إذا ملك الرجل امرأته فاختارت رُوجها فهى تطليقة » وإن طلقت نفسبا ثلاثا فهى تطليقة : وقضى بذلك عبد الملك ابن مروان » وكان ربيعة بن عبد الرحمن يقوله وقد كان الناس مجتمعون على أنبا إن اختارت زوجها لم يكن فبه طلاق »؛ وإن اختارت نفسبا واحدة أو اثنتعن كانت له علا الرجعة » وإن طلقت نفسها ثلاثا بانت منه » ولم نحل له حى تنكم زوجاغيره » فيدخخل با » ثم موت أو يطلقها إلا أن يرد علبا فى مجلسه فيقول إتما ملكتك واحدة ٠»‏ فيستحلشوتخل ببئه وبين امرأته . ومن ذلك أن عبد الله بن مسعود كان يقول : أبما رجل تروج أمة ثم اشئر اها زوجها فاشتراؤه إياها ثلاث تطليقات . وكان ربيءة يقولذلك . وإن تزوجت المرأة الحرة عبداً » فاشترته فثل ذلك . وقد بلغنا عنم شىء من الفتيا مستكر ها » وقد كتبت إليك ف بعضها فلم تجبنى فى كتالى » فتخوفت أن تكون استثقلت ذلك » فتركت الكتاب إليك فىشىء مما أنكره » وفيا

ب 550 لم

أوردت فيه على رأيك » وذلك أنه بلغى أننك أمرت زفر بن عاصم الملالى

حين أراد أن يسنسقى أن يقدم الصلاة قبل الخطبة » نأعظمت ذلك ٠»‏ لآن اللحطبة ق الاستسقاء كهيئة يوم الجمعة إلا أن الإمام إذا دنا من فراغه من الخطبة » فدعا » حول رداءه ثم نزل فصلى » وقد استمى مر بن عبد العزيز وأبو بكر محمد بن عمرو بن حزم ع وخيرهما » فكلهم يقدم اللنطبة والدعاء قبل الصلاة 6.فاسهر الناس كلهم فعل زفر بن عاصم من ذلك واستتكروه . ومن ذلك أنه بلغنى أنك تقول فى اللخليطين : فى المال أنه لانجب علهما الصدقة » حبى يكون لكل واحد منهما ها تحب فيه الصدقة : ول كتثاب عمر ابن الطاب أن يجب علبما الصدقة » ويترادان بالسوية . وقد كان ذلك يعمل به فى ولابة عمر بن عبد العزيز قبلكم » وغيره ؛ والذى حدئنا به نحبى بن سعيد وم يكن بدون أفاضل العلاء فى زمانه » فرحمه الله » وغفر له » وجعل الجنة مصيره . ومن ذلك أنه بلغنى أنك تقول إذا أفلس الرجل ؛ وقد باعه رجل سلعة » فتقاضى طائفة من ثمنها » أو أنفق المشترى طائقة منها أنه يأخذ ماوجد من متاعه » وكان الناس على أن البائع إذا نقاضى من مها شينا » أو أنفق المشترىمنها شيئا » فليست بعينها » ومن ذلك أنك تذكر أن البى صلى الله عليه وعلى ! له وس لم بعط الرير بن العوام إلا لفرس واحد » والناس كلهم محدئون أنه أعطاه أربعة أسبم لفرسين ومنعه الفرس الثالث » والأمة كلهم على هذا الحديث » أهل الشام » وأهل مصر ء وأهل العراق 6 وأهل أفر يقية لا مختلف فيه اثنان » فم يكن ينبغى لك وإن كنت ممعته من رجل مرضى أن تخالف الآأمة أجمععن . وقد تركت أشسياء كثرة من أشباه هذا » وأنا أحب توفيق الله إياك » وطول بقائك لما أرجو للناس فى ذلك من المنفعة » وما أخاف من الضصيعة إذا ذهب مغلك مع استئناسى مكانك » وإن نأت الدار » فهذه منزلتك عندى » ورأنى فيك فاستيقنه » ولاثثر لك الكتاب إلى خبرك وحالك » وحال ولدك » وأهلك » وحاجة » وإن كانت لك » أو لأحد يوصل .لك » فإنى أسر بذلك » كتبت إليك ونحن صالحون معافون » والحمد لله » نسأل الله أن يرزقنا وإياكم شكر ما أولانا » وتمام ما أنعى به علينا » والسلام ليك ورحمة الله .

العصكتّرمالسااسى . صلم تمهيد ْ 03 امتاز العصر العبامبى ميزات جعلته أزهر العصور العربية » من حيث العلوم » والا داب »© والفاسفة . وقد كان هذا أثره فى الجدل » إذ هو صورة للمنازع العقلية » والتزوع الفكرى للأم و هذا كان لابد من الكلام إجالا عما اعترى الفكر الإسلااى والحياة الإسلامية من تغير » ذاكرين أسبابه إجالا : وأعظم الأسباب لما طرأ على العرب من تغير فى ذلك العصر هو اختلاطهم بغير هم من الأثم » وثمرة ذلك الاختلاط لم تبتدىء فى ذلك العصر بل كانت فى أول القرن الثانى المهجرى » إذ تغلغل الموالى فى الاتصال بالعرب وكثر التزاوج والتصاهر بينهم ؛ وابتدأت الأثم ذوات الحضارات القديمة وخصوصا الفرس يلبسون العرب ثيايا من حضارامم » ونخلعون عليهم حللا من ترفهم . وقد أخذت النفس العربية تتنزل عن عصبيتها وحميتها. اختاط العرب بالموالى ماديا » وشاركوم فى عيشتهم » وأسبموا معهم ف أرزاقهم 2 واخبتاروا منهم أزواجا وأمهات أولاد » وحكموه, سياسيا . فكان لهذا كله أثر عمل » إذ تشارك العتلان » وتتز ل كلاهما عن بعض خواصه ؛ فتكون من المزيج عمّل واحد » له خواص مشتركة » ومناح فكرية متحدة » غير أن ذلك احتاج إلى زمن مديد ؛ فان من السهل اشتر اله طوائف من الناس ف مطالب مادية واحدة » ونوع من الحكم واحد ؛ ولكن من الصعب جمعهم على عاطفة واحدة : وإحساس مشترلك » ونظر إلى الحياة واحده و أغراض وآمال نحدوهم جميعا إلى غابة واحدة » وفكر يوحد أنظارهم ؛ ومجمع أشتات خواطرهم صوب شىء واحد » لذلك لم نظهر عقلية جديدة فق اللحياة الإسلامية ممجرد الاختلاط المادى » واللمضوع السباسى » بل مضى زمن صبرت فيه العواطف والأفكار » وبدت فى

1]194؟] سم

عاطفة جديدة وظاهرة فكرية جديدة » بزغت فى مبتدأ هذا القرن » وتكامل تموها فى مشباه .

وقد تضافرت أمور فى إنماء تلك العاطفة المشتركة » وذلك الفكر المشمّرك » منها الانقلاب السياسى الذى انتقل به الملك من الأمويين إلى العباسيين أو من العرب إلى الفرس'. فإن الفرس الذين نصروا ببى العباس ؛ كان للم سلطان فى عهدهم ؛ قويا أحيانا » وضعيفا أحيانا . والعرب محر ومون فى الحالين . فانغمروا قى سائر الناس » وطوم لنة الحياة الاجمّاعية » و أخخل الفرس ينشرون حضارهم متأثرة بالإسلام » وببقايا الأخلاق العربية ؛ أو حتضارة هى مجموع العنصرين » ولكن عنصر الفرس فبا أغلب » لآنهم كانوا أقوياء بسلطائهم ' وكانوا أقوياء مالم الى زينت لم إحياء مللكهم القدم ؛ وكانوا أقوياء ضار تم القدمة » وميراتهم الفكرى . فلا اصطدمت عادائهم بعادات العرب » وتقاليدهم بتقاليد العرب غلبتها » وإن تأثرت قليلا ما » ولما تضاربت فى الرءعوس تعاليمهم بتعالم العرب ٠‏ ألبستما ثوبا من خبالها وصورها الذهنية .

ول تكن المعركة قأئمة بين العرب والفرس فقط » لآن أما أخرى كان لها أثر فى تكوين تلك الحضارة الجديدة » إلا أن الفرس أظهرها » وأشدها تأثيراً اسابق ملكهم الذى أور مهم مطامع وآمالا » و لعفم سلطامم بنصر مم العباسيين » ولأن مكان الاصطدام وهو العراق كان قريبا مهم » مزدح| هم ؛ متأثرا بنشرذم قبل الإسلام وبعده, 0

والفكر الفارسى الذى كان له بلييخ الآثر فى الحياة الإسلامية فى ذلك العصر » كان متأثراً بالفكر اليوثائى » لغزو الفاسفة اليونائية له قبل الإسلام وبعده » فإن الفلسفة اليونانية قد أنغئت ها مدارس قبيل الإسلام فى فارس » وبعد الإسلام جاءت هذه الفلسفة لابسة ثوبا مهوديا ومسيحيا على ألبنة السريان الذين أجادوا العربية » فتأثر م المسلمون . وكان الفرس بطبيعة تكويهم. الفكرى أشد قبولا .لا » لسابق عهدهم اا ء ولاستعدادهم

بس +115 اسم

لتأمل الذى يواتم الفاسفة » ويوافقها » فكان ذلك عاملا عظها من غوامل تغير الفكر الإسلانى فى عصر العباسيين .

وقد كان مظهر ذلك التغير الفكرى إلركة العلمية الى ظهرته ف ذلاث العصر » فإنه ما سكنت ريح الفين السياسية حتى أخذت الأفكار تستغل الثقانات امختلفة الى توردت إلبا من عدة جهات » فكثر التدوين فى العلوم العربية والدديئية » فدونت أكثر قواعد النحو » وابتدا التفكر قَُ علوم البلاغة ؛ ووضع ضوابط عامة طا » إذ كير النقد والبحث والواز ناته بين المتقدميئ والمتأخرين . وكانت النبضة الفقهية فى استنباط الأحكام من كتاب الله وسئة وسوله لا ؛ وتفريع الفروع » ووضع القواعد»وإحكام الصلة بين الأحكام و بلبوع الدين ء فدون الفقه وأصوله ؛ ودونت السنة ؛ وقوانين روايبا ؛ وموازين صعة الفسبة فها ,

ومجصوار ذلك كانت حركة العرجمة من اللغات الأجنبية فائمة على قدم وساق » وزخدرت اللقة العربية بأرسال من الأفكار اليوئائية » جاءتها من عدة طرائق ؛ جاءتما من طريق الفرس التأثرين باليونان ٠‏ كما بينا » وجاءتها من طريق السريان الذين كازوا أعظ ورثة اليونان إبان ظهور الإسلام : وجاء مما من اليونانية نقممها » فان بعض الوالى كان تيد اليونانية والعربية ؛ فنقل إلا طرائف من أفكارها .

جاءت الفاسفة اليونائية أحيانا خالصة كما علمت » وأحياناً لابسة ثويا فارسياً » وأحياناً مرتدية ممسوح -بودية ومسيحية عن طريق السريان . وكان .طبيعياً أن يتأثر الذهن الإسلاى مبذه الأشككال امهتلفة » وإذا كان من الناس من لم عقول قوية تسيطر على الآفكارالتى ترد إلا » ونهضمها » فكذلك من الناس من لا تقوى عقولم على احيالها . بل تضطرب عند ورودها بن قدمها وجديدها » فتكون فى فوضى فكرية لا استقرار فبا » ولذا رأينا قوما بعضهم شعراء » و بعضهم كتاب » وبعضبم فلاسفة » بعضهم ينتسبون للعلم »

59١‏ سل

غزتهم تلك الأفكار » فلم تقو على هضمها عقولم » وهجروا أفكارهم القديمة الصالحة » فاضطربوا وصاروا حائرين بائرين .

بل نستطيع أن نقول إنه ظهر فى ذلك الاضطراب » وتلك الحسيرة الفكرية قوم يذهبون مذإهب سوفسطائية ©١<‏ اليونان والرومان . مهم من أخذاوا يدعون إل أن الأشياء لاحقيقة لها » فنهم من أنكر وجودها » ومنهم من ادعى أن النىء كا يعتقد الإنسان » ومنهم الشكيون الذين يشكون فى , كل شىء ؛ ويدعون إلى هذا الشك .

ومن هؤلاء صالح بن عبد .القدوس ؛ ولعلاء الكلام معه ومع غيره مناقشات طويلة . جاء فى كتإب سرح العيون : مات لصالح بن عبد القدوس ولد ففى إليه أبو الحذيل والنظام معه » وهو غلام حدث » كالتيع له ؛ فرآه محترقا فقال أبو الهذيل : لا أعرف للترعك وجها ٠»‏ إذ كان الناس عندك كالزرع . فقال صالح : يا أبا الهذيل » إتما أجزع عليه ء لأنه لم يقرأ كتاب الشكوك : فال أبو الهذيل : وماكتاب الشكوك ؟ قال كتاب وضعته » من قرأه شك فيا كان + حبى يتوهم أنه لم يكن » وفما لم يكن » حتى يظن أنه قد كان . قال له النظام : فشلك أنت فى موت ابنك » واعمل

٠ طائفة من فلاسفة لليونان قوام فلفتها إنكار كل موجود »© هيقولون لا ثى‎ )١( مموجود ء ولو وجد ما أمكتنا معرنته » فهم ينكرون الورجود والمعرفة سجميعا ©» رالثىء كا‎ . يمتقد الإنسان , فكل حكر يصدره الإنان نهو حقءفليس هناك علم » ولكن هناك آراه‎ وليست هناك حقيقة » ولكن هناك ما يشبها » ويقولون ف الديانات أنْها لا أصل لا فى الفكر‎ » والعقل . ويقولون فى الأرباب الى كانت شائعة إذ ذاك : أنها من اختراع واضعى القوائين‎ لير هبوا بها البشر ؛ فلا آة » ولامعبودات فى الواقعوالعقل » ويقولون ف الأخلاق إناخير‎ نسبى و أنه ليس هناك عدل ولا ظل » ولا حق ولا باطل » وأن القوانين ما ومنعت إلا الضعفاء‎ » وأن السعادة كل السعادة فى القوة واليادة على الأشياء : والفوز من أى طريق‎ وكون الفرد لا يتقيد بغير إرادته , فلخص فلسفتهم كا رأيت إنكار حقائق الكون ؛ وسائل‎ » الأخلاق والعقل » واعتبار الفرد حو ركل الوجود : فا انمكس فى نفسه نهو الواقع والح‎

والغىه حق عند من اعتقد أنه سحق » وباطل عندمن اعتقد أنه باطل » ولذا قال زعيسهم بروتفوراس : الفرد مقياس كل شىء . أه ( مأخوذ من مذكرات الفلسنة لمؤلت ).

35

على أنه لى ممت ٠‏ وإن مات » وشك أيضا فى أنه قرأ هذا الكتاب ٠‏ وإن لم يكن قد قرأه » فحصر صالح » وكان مذهبه السوفسطائية » فالهم يزعموله أن الأشياء ١حقيقة‏ لا » وأنْ ما تستيعده : مجرز أن يكون على م" اشاهدم ع وبجوز أن يكون على غير مانشاهده » وأن حال البقظان كحال النانم . وإنك لترى إلى الآآن كتب عل الكلام تبتدىء بالرد علبم » رثع, بالنظر

ولم نكن الحضارة الفارسية والثقافة اليونانية هما وحاهما مادة الغذاء للفكر الإسلاتى ق ذلك العصر » بل شاركهما عدة عناصر أخرى ؛ فهناك بقايا الحضارة الأشورية وعلوم الكلدانين » وهنتاك الفاسفة الهندية » وما اشتملت عليه من تصوف »؛ وما مما من أفكار وتحل »> ولبس مبدأ تناسخ الأرواح الذى كثر الحديث فيه فى هذا العصر وسابقّه إلا غزوا هنديا غزا الفكر الإسلاتى . وقد ظهر بين المسلمئ دعاة مبادىء إللحاد تشيه مبادىء كانت قائمة فى اند القدعة ٠‏ فالدهريون الذين كثرو! ق العصر العبابى ؛ وكانوا يقولون لاير جدنا ولا ملكنا إلا الدهر قد نبتوا فى الهند » وقد ظهرت فق المسلين طائفة طالما ناقشبا المعيز له وسائر علياء الكلام وناظر هم + وهى طائفة اسمنية )١(‏ »+ وهى طائفة ولدت فى المند وعاشت فى الحند وغيرها » وسرت أفكارها إلى بعض ضعفاء الإعات )١(‏

)١(‏ تنسب هذه الطائفة إلى سومنات » وو امم كان فى الحند أحرقه السلطان مود بن سبكتكين سلة 415 كا ذكر اللهنى فى تارحه . وقد ذكر البيروفى أنها فرقة شديدة البنض لبر اهمة . وقد كانت شراسان » وفارس » والعراق » والموسل إلى حدود الشام فى القدم على ديهم . إلى أن غلهر زرادشت من أذربيجان م ودعا إلى المجوسية ء وراجت دعوته فائجات السمنية عبا إلى مشارق بلخ ‏

) جاء فى كتاب الأغانى : كان بالبصرة ستة من أسحاب الكلام هم عمرو بن عبيد » وواصل أبن عطاء ؛ وبشار الأعمى » وصالع بن عبد القدوس وعبد السكريم بن أب العرجاء . ورسجل' من الأزد . فكانوا يجتممون بمازل الأزدى ومختسمون عنده ع فأما عمرو بن عبيد قصار إلى الاءعزال ؛ وأما عبد الكريم وصالح فصححا التوبة . وأما بشار فبق متسير! مخلمنا . وأما الأزدى فال إلى قول السمتية . وهو مذهب من مذاهب المند القديمة : وبق ظاهره على ما كان عليه ,

ست 1199 سم

من المسلمين » وقوام مذهها إنكار كل ما لا يعم إلا بالمس والتجرية ) فلا يعتّرفون بغير الحس طريًا للعرفان » وينكرون بسبب ذلك وجود الله سبحانه وتعالى + لأنه ليس معروفا باحس ء ومع ذلك يأخذون بدأ التناسخ .

وقد كانت المناقشة قائمة ببن كثير من علاء الكلام وبين السمنية ق داخخل البلاد الإسلامية وخارجها . جاء فى كتاب المنية والأمل للمرتضى : أن ملاك. السند طلب إلى الرشيد أن يبعث إليه من يناظره ف الدين ؛ فبعث الرشيد إليه قاضيا لامتكلا ( لأن الرشيدكان قد منع الحدال فى الدين » وحديس علاء الكلام ) فانتدب ملك السند ممنيا ليجادل القاضى .

فسأل السمنى القاضى : أخر فى عن معبودك هل هو القادر؟ قال : نعم . قال أفهو قادر أن خلق مثله ؟ فقال القاضى : هذه المسألة من على الكلام ؛ وهو بدعة ء وأسصعابنا يتكرونه . فقال السمنى : قد كنت أعلمتك ديهم . وكتنب مالك السند بذلك إلى الرشيد » فقامت قيامته » وضاق صدره » و,قال أليس هذا الدين من يناضل عله ؟ قالرا بلى . يا أمر الم منين هم الذين, تبيتهم عن الجذال ف الدين وجاعة منهم فى الحبس » فال أسضر وهم . فلا حضروا قال : ما تقولون فى هذه المسألة ؟ فقال صب .من بينهم : هذا السؤال محال » لأن الوق لا يكون إلا محدثا » والمحدث لايكون مثل القدم » فقد استحال أن يقال يقدر على أن ملق مثله أو لايقدر » كنا استحال أن؛ يقال يقدر أن يكون عاجزاً أوجاهلا » فقال الرشيد: وجهوا إليه مبذا الصبى . فقالوا إنه لا يؤمن أن يسألوه عن غير هذا . فقال اختاروا غيره . فاختاروا معمر بن عباد السلمى » قسم ف الطريق ١ ١‏

ومن هذا ترى كيف كانت المناقشة قائمة بن السمنية وعلاء اكلام من المعتزلة وغيرهم ق داخل البلاد الإسلامية وخارجها .

1 وقد كان العصر العباسى عصر التحام جدلى بن أسصاب الديانات فد كانت كلرة إسلام الهود والنصارى وغيرهم من أهل الديانات !#ذتلفة سيا فى أن رؤساء هذه الديانات تجردوا للدفاع عنها » ومهاجمة المسلمين فى رفق ومن غير طعن إلا قليلا فى الإسلام » فكان ذلك عحبور جسدل عظم كما سنن فنا يل ٠.‏ 7

عر جزل ق لنصّالعباى)

اشتدت حركة الحدل فى العصر العباسى » وثنمت وازدهرت © وقوى أمره حبى صار موضوع مباراة العلاء » ومسابقة الأدباء » ومنازلة الكتاب » ومناط التقددير لكل عالم مستبحر » وكل نحيب شاد » يريد أن يتخل من العلم طريةا للمجد ومن الآدب طريقا السبق ؛ ومن البحث والاطلاع وسيلة للوصول إلى الغاية ونيل الأمل» والحصول على المأرب » وقد تضافرتعدة أسباب فنجعلت للجدل تلك المزلة وله ذلك الشأن ملبا :

كارة الملل واللحل فى الببيبلاد الإسلامية » فقسد صارث الحواضر الإسلامية شرقا وغربا مزدحمة بأهل الملل والنحل من كل صوب » فبها البوردى والتصرالى والخوسى المانوى » والزرادشى والمزذكى ؛ والخترالي ٠‏ و الدهرى ؛ والسى » وغير هؤلاء وهؤلاء » وكلهم اجتمعوا فى صعيد واجد وأكسبم ظل الإسلام حرية دينية يقيمون مما شعائره الديئية » من غير أن مسبم أحدهم بسوء » وحرية فكرية نجعلهم يتناقذون فى كل ما يقع تحت أنظارهم من أمور دينية وغيرها » ماداموا لايسبون دينا » ولايقدحون فى شعيرة من شعائره .

ولقد حفيظت مناقشات بن هذه الطوائف الختلفة » وأقواها ما كان بين المسلمين وغبرهم » ومن ذلك ما حكى من أن المأمون ناقش مجوسيا ثنويا ؛ فقال له : أسأللكِ عن حرفين لا أزيد علهما » هل ندم مسىء قط على إساءته . قال بلى . قال فالندم على الإساءة إساءة أم إحسان . قال إحسان . قال : فالذى ندم هو الذى أساء أم غيره . قال : بل هو الذى أساء . قال : فأرى أن صاحب الخير هو صإحب الشر »؛ قال : قانى أقول : الذى ندم غير الذى أساء . قال فندم على ثبىء كان منه أم على شىء كان من غيره )1(‏

. من هم‎ ١ العقد الفريد ب‎ )١(

أ 706 سس

وترى على هذا النحو كشراً من المناقشات الديئية » سببا كثرة الاختلاط واستمتاع الجميع نحرية القول والعمل فى ظل الأدب والأخلاق الفاضلة الى بحب أن تسود المناقشات العقلية بين الأكفاء ذوى الفكر الراجح » والعقل القوم

دخول طوائف كثيرة من أهل الديانات الأخرى فى الإمسلام ؛ فإن الرؤساء وزعماء الأديان قد تقدموا بسبب ذلك للدفاع عن أدياتهم ع ومهاجمة بعض المبادىء الإسلامية فى حرص وحذر وائثاد . وأشد ماكانت تلك المهاجمات ماكان بجىء من الهود والنصارى » لعلمهم بالكتب المئزلة . ولقد تصدى للرد علمم علاء المسلمين » فردوا دعاو-بم فى حوره » ولووا مقدماتهم عل نتانجهم » وبيمًا أولفك دائبون فى محاولة الهدم » كان هؤلاء مسارعين لإحقاق الحق ورده إلى نصار

يروى أن محى الدمشى وضع رسالة محاول فببا الدفاع ء ن دينه » وقد دك الناس ' عخرجون عنه أفواجا أفواجا ؛ جاء فا : إذا قال لك العرى

تقول فى المسيح ؟ فقل' له : إنه كلمة الله ثم يمأل التصراق المسلم : م سعى المسيح فى القرآن . ولبر فض أن يتكلم بشىء » حى لجيبه المسلرء فإنه سيضطر إلى أن يقول : كلمة الله ألقاها إلى مرم وروح منه . فإن أجاب بذلك فاسأله : هل كلمة الله وروحه مخلوقة أوغير عملوقة ؟ فان قال مخلوقة فلمرد عليه بأن الله إذن كات » ولم تكن له كلمة ولا روح » فإن قلت ذلك فسيفحم العربى » لآن من يرى هذا الرأى زنديق فى نظر المسلمين .

ولهذه الاعتراضات الواهية ردود قيمة مذكورة فى مواضعها من كتب علم الكلام ؛ وف القرآن الكرم وتفسيره » فلا نشغل أنفسنا محكابتها » وإنما سقنا ذلك لتعرف مقدار ماكان يتضافر به النصارى للدفاع عن عقيدمم إزاء الغزو الروحى للإسلام بى جاعتهم » وقد كتب الاحظ رسالة لأحد إخوانه فى الرد على النصارى جاء فى مقدمتها : أما بعد » فقد قرأت كتابكم » وفهمت ماذكرتم فيه من مسائل النصارى قبلكم » وما دخخل على قلرب

]19 سه

إخوانكم وضعفائك, من اللبس » والذى خفتموه على جواباتهم من العجز وذكرنم أنهم قالوا : إن الدليل على أن كتابنا باطل وأمرنا فاسد أننا تدعى علهم مالا يعرفونه. فيا بينهم » ولا يعرفونه من أسلافهم لأنا نقول إن الله . عز وجل قال ىكتابهالكريم على لسان نبيه محمد بريه و وإذ قال الله يا عيسى ابن مر أ أنت قلت لاناس اتخذونى وأى إن من دون الله ٠‏ وأنهم زعموا أنبم م يدينوا قط بأن مرم إله فى سرهم » ولا ادعوا ذلك قط فى علانيهم وأنهم زعموا أننا ادعينا علمم مالا بعرفون كما ادعينا على المود ما لايعرفون حَن نطق كتابنا » وشهد نبينا أن البود قالوا عزيراً ابن الله » وأن يد الله مغلولة وأن الله فقير وهم أغنياء ؛ وهذا مالايتكام به إنسان » ولايعرف ق اشىء من الأديان . ولو كانوا يقولون فى عزير ما علمتموه وادعيتموه ما جحدوه من ديهم » وما أنكروا أن يكون من قو » ولما كانوا بانكار بنوة عزير أحق منا بانكار بنوة المسيح » ولما كان علينا منكم بأس بعد عقد الذمة وأنخذ الجزية . . الخ )١(‏ . ثم يسترسل الباحظ فى بيان ما يعبر ضص به النصارى » ويعقب عليه ينقضه لبنة لبنة » حى لايرك لم بعد ذلك حجة قائمة . وهذا كله يدل على أن دخول طوائف كشرة فى الإسلام حرك الكثير بن من المتعصبين للذود عن ديهم ومهاجمة الإسلام بسيوف مفلولة . وإن ذلك قد دفع إلى حركة جدلية واسعة النطاق » عدت لأجلها مجالس المناظرة وفصلت'فبا الفصول فى الكتب . ٠‏

واضطراب عقائد بعض ضصعفاء الإمّان » إمالالتياس الأمر علهم ‏ وحيرتهم بين قدم قد أنسوا إليه وألفوه ' وجديد قد عرفوه » وإما لأنهم قوم لا مبتمون بالأديان » بل سيطر الإلحاد على قلومهم ويلبسون أردية الدين اتجارأ لنيل غرض أوشبوة . فتّد كان اضطراب هؤلاء سببا ى كثرة المناقشات الدينية والموازنات بين الأديان ؛ والتاريخ يروئ لنا أن بعض الناس دخجل فى الإسلام » ثم ارتد عنه » وذلك يستدعى مناقشته لأن حكم الإسلاقى

- ثلاث رسائل للجاحظ نشرها يوشم فتكل‎ )١(

1197 سل

المرئد أنه يستتاب قبل قتله » والاستتابة تستدعى مناقشة فى الأسباب الى حملته على التروج من الإسلام بعد أن عرفه . فإن كان ضالاً ٠»‏ بين اله السبيل » ووضح له الطريق ء وإن كان معانداً عو ليج رأسه بالسيف » فانه مفسد أراد اللهو والعبث بالأديان » ولامعنى للدخول فى الإسلام وهو فى حل من ألا يدخخل : ثم اللعروج منه إلا الإفساد » والتشنيع بالباطل .

وافرأ مناظرة الأمون للمرتد الحراسانى » (إلها تعطيك' صورة من الجدل الذى كان بجرى بسيب الدخول ف الإسلام » ثم اللحروج من غبر حجة واضحة ٠»‏ ولا سبب معقول » وستأق هله الناظرة فى الختار من مجادلات هذا العصر . | ه اتساع نطاق الحركة العلمية » وتغلغل المذاهب الفلسفية فى الثقافة الإسلامية وق نفوس رجال ممن يعيشون ى ظل الإسلام ..فقد علمت أن الفلسفة اليونانية ودخخحوها الربوع الإسلامية تبعه غزو سوفسطائية اليونان لبعض المسلمين » ودخول كشر من النحل وآراء الفلاسفة فى الإلغيات ق حرث المسلمين الدينية , ْ ش بل إن أو لثلك العلباء الذين تصدوا للرد على الفلاسفة سلكوا مسلكهم ف الاستدلال ؛ وبنوا قضاياهم الدينية على موث ف الطبيعيات » وقد نالوا لهذا أشطرا من القلسفة » ليلحنوا على خصومهم » وليعرفوا أسلحتهم » فيشبروا علبم مثلها فتكا وقوة » وليلزموهم مبادتهم وما يعتنقون من آراء ومذاهب ٠‏ وقد كان التتحام الفلاسفة » ومن لف لفهم مع علياء المسلمين نثار؟ لحركة جدلية واسعة . قد قيدت بقيود المنطق وسادها قيود الفاسفة ٠‏ واصطلاحات العياء » وإنك لترى ذلك واضحا فى ردود الغزالى على الفلاسفة الين «جمعها فى كتابه وتبافت الفلاسفةيوردود ابن رشد عليه الى جمعها قف كتابه سبافت البافت

تشجيع الحلفاء للمناظرة » فقد عمل خخلفاء بى العباس على تشجيع

الحركة العلمية » وتقريب العلاء » وإدنائهم هم » وذلك التشجيع قد تبعه

خ"؟ ل

تشجيع المناظرات » إذ ليست إلا صورة لقوة الحركات العلمية » واختللاف التفوس ف المازع » واختلاف العقول فى المسالك فعقدت لما احالس ى قصور الخلفاء والأمراء » وفى المساجد والنوادى . وأشد الكلفاء سبقا فى هذا الميدان الأمون » فقد كان ما أوتى من قدرة جدلية » وما امتاز به عن رغبة علمية » وما اشتهر به عصره من كثرة العم والعلاء أبرز الخلفاء العباسيين فيه شخصية وقوة » يعقد احالس للمناظرة ؛ ويسهم فها برأيه » ونجادل كلا فى حجته ؛ والجميع فى المناقشة سواء لا فرق بين أحد إلا بالحببة الدامغة » والعارضة القوية » والقول المبين .

ولقد أكثر اللأمون من مجالس المناظرات »: حى لقد عيب ذللك عليه.. تال الطيفورى ى تاريخ بغداد : قال التغلى سمعت نحى بن أكم يقول أمرنى اللأمون عند دخوله بغداد أن أجمع له وجوه الفقهاء وأهل العلى من أهالى بغداد » فاخترت له من أعلامهم أربعين رجلا » وأحضرتهم :5 وجلس لم المأمون ؛ فسأل عن مسائل » وأفاض فى فنون الحديث والعلم » فلا انقفى ذلك المحلس الذى جعلناه للنظر ى أمر الدين . قال اللأمون : ياأبا محمد كره هذا المحلس-الذى جعلناه للنظر طوائف من الناس بتعديل أهوائهم ٠‏ وتركية آرائهم » فطائفة عابوا علينا ى تفضيل على بن ألى طالب رضى الله عنه » وظنوا أنه لا مجوز تفضيل على إلا بانتقاص غيره من السلف. والله ما استحل أو قال ما استجز أن انتقص الحجاج » فكيفث السلف الطيب . وإن الرجل لبأ بالقطعة من العود + أو باللدشبة » أو بالثى ء الذى لعل قيمته لا تكون إلا درهما أو نحوه . فيقول إن هذا كان للنى مَكِثْمم : أو قد وضع يده عليه » أو شرب فيه » أو مسه ء وما هو عندى بثقة » ولا دليل على صدق الرجل » إلا أنى بفرط النية وامحبة أقبل ذلك » فأشتريه بألف دينار وأقل وأكار » ثم أضعه على وجهى وعينى, + وأتيرك بالنظر إليه وبمسه » وإنما هو عود لم يفعل هو شيئا » ولا ففصيلة له يستوجب با المحبة » إلا ماذكر عن مس رسول الله يَلت له » فكيف لا أرعى حق أصصابه

784

وحرمة من قد صحبه » وبذل ماله ودمه دونه » وصير معه أمام الشدة وأوقات العنمرة » وعادى العشائر والعائر والأقارب ؛ وفارق الأهل والأولاد » واغترب عن داره » ليعز الله دينه » ويظهر دعوته . يا سبحان الله » والله لو لم يكن هذا ى , الدين معروفا لكان فى الأخلاق جميلا فلل من الركين لمن يرعى فى دينه من الأعرمة ماهو أقل من هذا . معاذ الله مما فطن به الماهلون . ثم ل ترض هله الطائقة بالعبب ان خالفها ؛ اح نسبيه لل البدعة فى تفضيله رجلا على أنه ونظره ومن يقاربه . وقد قال الله جى من قائل : « ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض » ثم وميع لنا فى جهل الاماضل من المفضول . لها فرض علينا ذلك » ولا ندبنا إليه » إذ شبدنا لجاعتهم بالنبوة . فن دون النبيين مثل ذلك ء إذ شبد لم بالعدالة . والتفتضيل أمر لو جهله جاهل ؛ رجونا ألا يكون اجترح إنماءوهم لم يقولوا : بدعة فيمن قال بقول واحد من أصعاب رسول الله يلم وشك ف الآخر » واحتج ى كسره وإبطاله فى الأحكام وذلك ف الفروج والدماء والأموال التى كان النظر فا أوجب من النظر فى التفضيل . فيغالط فى مثل هذا أحبد يعرف شيعا »أو له روية أوحسن نظر ؛ أويدفعه من له عقل » أو معائد بريد الاستعلاء؛ أو متبع لهواه ذاب عن رياسة أو معتقد . وطائفة قد اتخْذ كل رجل منبم حلسا » وأعتقد به رياسته » لعله يدعو فثة لضرب من البدعة . ثم لعل كل رجل مسيم يعادى من شعالفه الأمر الذى قد عقّد به رياسة بدعة » ويشيط بدمه » وهو قد شالفه من أمر الدين من هو أعظر من ذلك » إلا أن ذلك أمر لارياسة لهءفسأله عليهوأمسك عنه عند ذكر مخالفته إياه فيه » فإذا خولف فى نحلته » ولعله مما وسع الله فى جهله » أو قد اختلف السلف فى مثله »' فل يعاد بعضهم بعضا » ولم يروا ف فى ذلك إثما . ولعله يكفر مخالفه أو ببدعه » أو يرهيه بالأمور الثى حرمها الله عليه من المشركين دون المسلمين بغي علهم وهم المترقبون الفكن والراتتمون فنا » لينمبوا أموال الناس:

ب 1 د

ويستحلوها بالغلبة » وقد حال العدل بينهم وبين ما يريدون يزأرون على الفئن زشر الأسد بل فراشها . وإنى لأرجو أن يكون مجاسنا هذا بتوفوق الله وتأبيده ومعونته على إتمامه سببا لاجمّاع هذه الطوائف على ماهو أرضى وأصلح للدين . إما شاك فيتبين ويثبت فينقاد طوعا » وإما معاند فير د بالعدل كرها ,

يستفاد من هذا النص كيف كان الأمون مشغوفا بالجدل والمناظرة »ع وكيف كان يعقد ا احالس رجاء حسم خلاف وفض نزاع » أو هداية شاك طالب لليقين » أو أخذ الذريعة للقضاء على معاند مكابر لا يبغى سداداً ع ولا ينطلب رشاداً . وتراه قد كان يشكو من ناقديه وتجنهم عليه بسبب تفضيله على بن أنى طالب على غبره من الصحابة » و-بذا تعرف كيف كانت حركة المدل اعم على قدم وساق : ش ه تشعبب الفرق الإسلامية وانفراعها والتحامها وكثرة مجادلاتباء فالمعاز لة قضوا ردحا طويلا من ذلك العصر ف منازلات مع الفقهاء وامحدثين » وأهل الأهواء والنحل » حتى جاءهم الأشاعرة وانفصل عنبم الخلفاء » فنازلوهم فى كل مكان حبى ضعف أمرهم . والشيعة المعتدلة كثر حدينها » وكانت مجالس اللأمرن موضعا لكشر من مناقشات الشيعة .

إروئ عن بشر المريسى قال : حضرت عبدالله المأمون أنا وثمامة ومحمد بن العباس الإمامية » ونصر على بن لحم الزيدية . 1 وجرى الكلام بينبما إلى أن قال محمد لعلى : يا نبطى ما أنت والبكلام » فقال المأمون وكان متكنا' » 'فجلس : الشم عى . والبذاءة لؤم » إنا قاد أحنا الكلام واظهرنا المقالات ء فن قال بالحق حمدناه » ومن جهل ذللك وقفناه.ومن جهل الأمرين حكنا فيه بما يجب . فاجعلا بينكما أصلافإن الكلام وهكذا كل الفرق الإسلامبة » وقد جدت فرق ونحل لم تكن من قبل زادثت حركة الحدل حدة وقوة وتماء 1

سه 141 اس

. وجود المذاهب الإسالامية ق الفروع ٠»‏ ققد دونت هذه المذاهب وكان للا أئمة يدافعون عنبا » وييرهنون علبا ويقيمون الأدلة علبا ؛ وإنك لتقرأ كتاب الأم للشافعى فتجد فيه أبوابا قد جاءت على شكل مناظرات جما يدل على رواج سوقها » وقوة أمرها فى هذا الباب » ول يكتفوا بالاجتهاد فى الفروع بل'استنبطوا لها أصولا » وقعدوا لما قواعد . وقد كبر جدل النقهاء كثرة فاحشة حتى بعد إغلاق باب الاجباد » حبى كانت مجالس العزاء تحيا بامحادلات الفقهية والمناقشات فى أصول المذاهب . وقد وضع . لتنظى جدل الفقهاء وترتيبه علم الجدل واللحلاف » وهو يشبه المنطق العمل » وسنبان ذلك بيانا أوق عند الكلام على الجدل فى الفروع .

لهذه الأشباب كلها » ولغيرها ما لايسع المقام ذكرها قويت المناظارات وحلت محل الخطابة عندما ضعفت وكسدت بضاعتا » وكان الحادلون فبا حر صون على بلاغة الكلام » وإفصاح البيان والتأثر بالإقناع بعد الإفحام .

15 تاريخ الجدل )

مواع اتدل

المودل ف الإ مامة :

لم تنشأ فرق سياسية. جديدة » وإن أخذت الفرق القديمسة تبعد عن مذاهب أسلافها . وأشد الحدل فى السياسة ماكان بين العلويئ والعباسيين »

وخصوص] فى أول قيام الدولة العباسية » فد رأى العلويون أبناء مهم

زد الأمر نمم » ويستبدون به حونمم ؛ وما ترا إلا نحجتيم + ولاقام إلا بأنصارهم » فأعلتوا الدروج على المنصور » وبادلوه الكتب محتجوله عليه ما لأبيم من مآثر » ويحتج عليم ما له من حق الوراثة » وقد استمر العلويون شجااق فى حلق الدولة العباسية منعونما أن تنقلب فى نعم من اللدوء » وتكررخروجهم فى جصور مختلفة على الدولة » وقامت هم خحلافة ف مصر » لا تقل قوة عن خلافة العباسيين ؟ فى بغداد بل أقوى .

والمناظرات ى ثأن العلوين استمرت طول العصر العباسى قائمة على أحدٌ ما تكون قوة »ء وأشد ما تكون انتشاراً » وسرت إلى الأدباء والكتاب» وكتبت فبما الرسائل » ودنجت فا الكتب .

أما الخوارج فقد ضعف أمرهم » وإن كان منهم خروج وحروب فه صدر الدولة » فقد خضدات شوكبم ؛ وباد أكثرهم فى آخيرها .

الجدل ف العمتاثر الونادقفة

كانت تطلق كلمة الزندقة فى هذا العصر على كل منهم فى دينه » مخلط بالإسلام عقائد مجوسية قدمة » أو ينشكك فى دينه » أو يرتكب الموبقات ويستحل امحرمات » وله يرجو للدين وقاراً ؛ بزع الأخلاق » وينشر المحون والفساد . وقد ذاعت هذه الأحوال فى ذلك العصر ذيوعاً شديدا » وتضافرت عدة أسباب فى رواجها والتشارها » حتى خشى كدر ون على الإسلام الاندثار وعلل أسسه الامبيار » ولكنه كان أقرى عماداً » وأشد سناداً » وأعمق فى القلوب تأثيراً ٠»‏ بما توهم الأ كرون . والأسباب فى شيوع الرندقة كثشرة قوامها طمع بعض بعض الفرس فى إحياء ملك كهم القدمم » ولذا تقدم اللمنع اللحراسانى : مهاجا الدولة الإسلامية بالسيف ى عهد المهدى ؛ فقد خرج محر اسان من قرية من قرى مرو ) وكان فيا ذكر بقول بتناسخ الأرواح » غاستغوى بش ركثراً » وقوى : وسار إلى ماوراء ابر » فوجه المهدى لقتاله عدة من قواده » فهم معاذ ين مسلم » وهو يومئذ على خراسان ١‏ ثم أفرد نار بته سعيداً الحرى » وضم إليه القواد ع فاستعد المقنع فى قلعة كش » فحاصره سعيد بقلعته ولما اشتد عليه الحصار » وأحس بالهلكة شرب سما وأسقاه نساءه وأهله : فات وماتوا جميعا » ودخل المسلمون فلعته » واحّزوا رأسه 629 . ولما عجزت تلك المعاولة » انصرف مريدو إحياء للك القارمى » إلى إحياء الديانات الفارسية » فأحيوا المانوية » وأرادوا نشر الزرادشنية »

..9908 الطرى ب و صن‎ )١(

ه 854آ ص

ولذا كر المانويون وغيرهم من طوائف اموس ؛ وقد أغرم المهدى باافتك عم » والقتل الذريع فهم » حى كان يأخذ بالظنة » إذ رأى عددهم يكثر وينمى .

لما انتشر من كتب مانى » وابن ديصان ؛ ومرقيون » مما نقله ابن المقفع وغيره » وترجمه من الفارسية والفهلوية إلى العربية » وما صنف فى ذلك ابن أ العوجاء » وحاد عجرد » ونحى بن زياد » ومطيع بن إياس من تأييد المذاهب المانوية والديصانية والمر قيونية » فكير بذلك الزنادقة » وظهرت » آراؤهم فى الناس . وكان المهدى أول من أمر المدلين من أهل البحث من المتكلمين بتصتيف الكتب ف الرد على الملحدين » من ذكرنا من اللباحدين وغيرهم » وأقاموا البراهينٍ على المعاندين فأوضحوا الحق للشاكين (0 .

تنبعهم المهدى فى كل مكان » ولم بر أحد متبما ى دينه من غير أن بقتلك به » وينزل به ما مجعله عيرة لغيره . ويظهر أن المانوية كانوا أكثر ظهوراً من غير هم فوصيته لولده.الحادى كان موضوعها المانوية . وهاهى ذى, بنصما كا جاء فى الطبرى :

بى إن صار. إليك هذا الأمر ؛ فتجرد لهذه العصابة ( يعبى أضحابه . م ؛ فإمبا فرقة تدعو الناس إلى ظاهر حسن » كاجتناب الفواحش » والزهد فى الدنيا » والعمل للآخرة ء ثم تخرجها إلى تحر اللحم » ومس الماء ليور » وترك قتل الهوام تحرجا وتحوبا ‏ ثم مخْرجها من هذه إلى عبادة : أحدهما النور والآخر الظلمة » ثم تبح بعد هذا إنكاح الأخواته

والنات : والتار برل وف 11 ؛ لتنقذهم من ضلال الظلمة إلى هداية النور ؛ فارفع فا الحشب » وجرد فما السيف » وتجرد يأمرها إلى الله لاشريك له » فإنى رأيت جدك العباس فى المنام قلدنى بسيفين » وأمرنى بقتل أسماب الاثنين .

. من ضحى الإسلام للأستاذ الجليل أحمد أمين نقلا عن المسعودى‎ )١(

146 ده

وقد نفذ الطادى وصية أبيه » فتنيع المانوية بالقتل الذريع فنهم ؛ وحرك أهل الكلام لإبطال مذاهيم .

وقد كان للمأمون مع بعضهم مناقشات » ويروى أنه حاكى أسلافه من الحلفاء فى الفتك » والعمل على إبادتهم بالسيف .

ويظهر أن مزدك بعد ذلك كإن له أنصار كرون وار أنصار مانى , فإن كثرين من الإباحيين من الشعراء وغير هم كانوا مز ذكيين فى أعماللم, » ورمما كان مهم من يعتنق مذهبه » على أنه عقيدة يؤمن ما » ومذهب سر على طر يقته .

ولقد وجد من دعا إلى هذا المذهب علتا.من غير سر » وجهراً من غير إخفاء . فقد ظهر بابك اللخري : وأخل فالعبث والفساد » ودعا إلى المزدكية ؛ وكان أصعابه جميعا علا » وكان ظهوره فى عصر الأمرن . وقد أوصى أخاه المعتصم بالتشديد فى قتاله هو وقبيله ٠‏ وجاء فى الوصية ذلك الكلام : واللدرمية ذأغز هم ذا حزامة وصرامة وجلد » واكفه بالأموال والسلاح والجنود من الفرسان والرجالة » فإن طالت مدسهم » فتجرد لم بمن معك من أنصارك وأوليائلك فاغز هم » واعمل فى ذلك عمل مقدم النية فيه » راجيا ثواب الله عليسه . واعم أن العظة إذا طالت » أوجبت على السامع لها » والموصى مبا ألحجة » فاتق الله فى أمرك كله ء ولاتفئن202 ,

ولقد تجرد الأفشين وهو من قواد المعتصم الممتازين لبابك » حى قضى عليه . ومن الغريب أنه هو الهم بالز ندقة » وبأنه من أنصار المزدكية » وقد حوك, » ثم قضى عليه » وكانت محا كته مناظرة قيمة » ولذلك نشبا هنا ما وردت ق الطبرى : | أتى بالأفشين » ولم يكن بعد فى الحبس الشديذ » فأحضر قوم من الوجوه » لتبكيت الأفشين بما هو عليه ؛ ولم يترك فى الدار أحد من أصراب

, ٠١ الطبرى ب‎ )١(

151 ب

وكان الذين أحضروا المازيار صاحب طيرستان ؛ والمويذث )١(‏ الرزبان ابن تركش » هو أحد ملوك السفد » ورجلان من أهل السفد ١١‏ فدعا محمد بن عبد الملك بالرجلان » وعلبهما ثياب رئة فقال لما . . ما شأتكما ؟. فكشفا عن ظهورهما » وهى عارية من اللحم » فقال له محمد تعرف هين . قال : نعم . هذا مؤذن » وهذا إمام بنيا مسجدا بأشروسنة . فضريت كل واحد منبما ألف سوط ٠‏ ذلك أن بينى وبين ملك السفد عهداً أن أترك كل قوم على دينهم وماه عليه . فوئب هذا على بيت كان فيه أصنامهم ( يععى أهل شروسنة ) فأخخ رجا الأصنام » واتخذاه مسجداً ٠»‏ فضربتهما على هذا ألفأ لتعد,ما » ومنعهما الوم من بيعنهم .

فقال له محمد : «اكتاب عندك قد زينته بالذهب والجوهر والديياج ؛ 'فبه الكفر بالله ؟ قال هذا كتاب قد ورثته عن أنى فيه أدب من آداب العجم . وما ذكرت من الكفر ؛ ؛ فكنت أستمتع منه بالأدب » وأ ترك ما سو ىذلا ووجدته عل فلم تضطرنى الحاجة إلى أخل الحلية منه » فتركته على حاله من الإسلام .

ثم تقدم الموبل ؛ فقال : إن هذا كان بأكل الخنوقة » وتحسالى على أكلها » ويزعم أنه أرطب لما من الملذبوجحة ٠‏ وكان يقتل شاة سو داء كل يوم أربعاء يضرب وسطها بالسيف : ثم يمشى بين نصفها » ويأكل للممها » وقال لى بوما : إفى قد دخلت لمؤلاء القوم فى كل شىء أكرهه ع حّى أكلت لم الزيت » وركبت الجمل » وليست النعل ؛ غير أفى إلى هذه الغاية تسقط منى شعرة ( يعنى ل يطل ؛ ول يخان) . 00”

)١(‏ الموبذ دو فقيه ارس (؟) أماكن يسمر قند

/761 اس

فقال الأفشين : خيروق عن هذا الذى يتكلم نبذا الكلام “أثقة هو فى دينه ( وكان الموبذ مجوسيا » أسلم بعد ذلك على يد المتوكل ) قالوا : لا . قال : فا مععى قبولكي شبادة من لاتثقون به » ولاتعدلونه . ثم أقبل على الموبا. » فقال : هل كان بين منزلى ومنزلك باب أو كوة تطلع على منبا وتعرف أنتبارى ؟ قال : لا . قال : أفليس كنت أدخلك إلى » وأيثئك سرى » وأخبرك بالأعجمية ‏ ميل إليها وإلى أهلها ؟ قال نعم . قال : فلست بالثقة فى دينك » ولا بالكرم فى عهدك إذا أفشيت على سراً » أسررته إليك. م تنحى الموبذ » وتقدم المرزبان بن تركش ٠‏ فقالوا للأفشن : هل تعرف هذا ؟ قال : لا » فقيل للمرزبان : هل تعرف هذا ؟ قال : نعم » هذا الأنشين . قالوا له هذا المرزبان . فقال له ( المرزباك ) يا م#خرق » كي تدافع . وتموه ؟ قال له الأفشين: يا طويل اللحية ما تقول ؟ قال كيف يككتب إليك أهل مماسكتك . قال كا كانوا يكتبون إلى ألى وجدى . قال : فقل . قال : لا أقول . فقال المرزبان : أليس يكتبون إليك بكذا وكذا بالأشروسنية ه قال : بلى . قال أفليس تفسسره بالعربية إلى الآهة من عبده فلان بن فلان » قال : بل . قال : قال محمد بن عبد الملك والمسلمون. محتملون أن يقال لم هذا .. فاذا أبقيت لفرعون حين قال : أنا ربكم الأعلى . قال : كانت هذه عادة القوم لألى وجدى » ولى قبل أن أدخل فى الإسلام » فكرهت أن أضع نفسى دونهم ء فتفسد على طاعلهم . فقال له إسماق بن إبراهم بن مصعب : وبحك يا حيدر » كيف نملف بالله لنا » فنصدقك » ونصدق عينك وتجريك مجرى المسلمن » وأنت تدعى ما ادعى فرعوت . ثم قدم مازيار صاحب طبر ستان » فقالوا للأفشن : تعرف هذا ؟ قال : لا » قالوا للازيار تعرف هذا قال نعم » هذا الأفشن » فقالوا له هذا المازيار » قال نعم قد عر فته الآن . قالوا هل كاتبته ؟ قال لا » قالوا الازيار م هل كتب إليك » قال نعم » كتب أخوه خاش إلى أخى قوهيار .

إنه لم يكن ينصر هذا الدين إلا بييض غرى وغيرك وغير بابك » فأما بابلك » فإنه حمقه قثل نفسه » ولقد جهدت أن أصرف عنه الموت » فأى حمقه إلا أن دلاه فيا وقع فيه فان خالفتم يكن للقوم من برمونك غرى »؛ ومع , الفرساد” وأهل النجدة والبأس » فان وجهت إليك م ببق أحد +'ربنا إلا ثلاثة : العرب » والمغاربة » والأتراك » والعرلى عنزله الكلب » اطرع له كسرة م اضرب رأسه بالدبوس ؛ وهؤلاء الذباب ( بعى لمغاربة ) إنها هم أكلة رأس » وأولاد الشياطن ( يعبى الأثراك ) فإنما هى ساعة » ححى تنفذ سهامهم » ثم تجول الحيل علمهم جولة : فتأنى آخره » ويعود الدين إلى ما لم يزل عليه أيام العجم .

فقال الأفشين : هذا يدعى على أخيه وأختى دعوى لا تجب على : وا كنت كتبت مبذا الكناب إليه لأستميله ويثق بناحيى » كان غير مستنكر.ء لأنى إذا نصرت الحليفة بيدى » كنت بالحيلة أحرى أن أنصره لاله بقفاه وآقى به الحليفة لأحظى به عنده كا حفى به عبد الله بن طاهر عند الخليفة » ثم نحى المازيار . ولما قال الأفشن للمرزبان التركشى ما قال » وقال لإحمق بن إبراهم ما قال » زجر ابن أنى دؤاد الأفشين . فقال هذا له : يا أبا عبد الله » ترفع طيلسانك بيدك » فلا تضعه على عاتقلك » حتى نقتل به جاعة » فقال ابن أنى دؤاد : أمطهر أنت ؟ قال : لا . قال نما منعك من ذلك » وبه تمام الإسلام » والطهور من النجاسة » قال : أوليس فى د الإسلام استعال التقية ؟ قال : بلى . قال خفت أن أقطم ذلك العضى من جسدى » فأموت : قال : أنت تطعن بالرمح وتضرب بالسيف » فلامنعك ذلك من أن تكون فى الحرب ؛ وتجزع من قطع قلفة » قال تلاك ضرورة تعنيى » فاصير علبا إذا وقعت . وهذا شىء استجلبه » فلا آمن معه خروج نفسى. :دل أعلم أن ف تركها الخروج عن الإسلام : فقال ابن أى دؤاد : قد بان حك أمره 6 م أمر به فحيس ‏

وقد أخذت بعض فرق الشيعة تخلط بتعاليمها ميادىء من الديانات القدعة فالإسماعيلية الباطنية الى تقول بالإمام المستور أذدت تخلط هذهها تعالم

ل 5 مجوسية قدعة » ويؤكد بعض المزرخين أن عبد الله بن ميمون القداح وهو من زحماهم كان هو وأبوه ديصانين (') وادعى عبد الله أنه نبى مدة طويلة وكان يظهر كثيراً من الرهات والأباطيل » ويذكر أن الأرض تطوى نحته » فيمضى إلى مكان حب فى أقرب مدة 229 ,

وليس القرامطة الذين ظهروا فى آشخر عصر المعتمد » إلا شعبة من الباطنية الى اختلطت تعاليمها بتعاليم مجوسية ونصرانية » فكانت زنذقة مستت ليوسا شيعياء وقد كانوا قوة مخربة وسط الدولة العباسية » وشجا ق حلقها » وشوكة ىق جنم! ٠‏ وكان ابتداء ظهِوثث على يد رجل قدم من تواحى ختوزستان . إلى سواد الكوفة » وكان يظهر الزهد والتقشف : ويأكل من كسبه؛ وإذا قعد إليه إنسان ذاكره أمر الدين ورهده فى الدنيا : وأعلمه أن الصلاة المفتر.صه على الناس حمسون صلاة فى كل يوم وليلة . حتى فشاءذلك عنه ؛ ثم أعلمهم أنه يدعو إلى إمام من أهل بيت رسول اله يله » فلم يزل على ذلك يقعد إليه ؛ فيدخير هم من ذلك عا تعلق به قلوميم م م مرض » وبق فى الطريق مطروحا » وكان فى القرية رجل بلقبه أهلها بكرميته » لحمرة عينيه ( وهو بالنبطية أحمر العينين ) فكلى فى أن تحمل هذا العليل إلى منزله ففعل » وأقام عنده حتى برأ فكان كرميته يدعو الناس إلى مذهبه . حتى أجابه جمع كثر من الأكرة » وكان يأخذ من كل من يدخل مذهبه ديناراً يزعم أنه للإنام . وما دعاهم إليه أنه جاء بكتاب فيه : بسم الله الرحمن الرحم » يقول الفرج ابن عمان ء وهو هن قرية يقال لحا نصرانة.. أنه داعية المسيح » وهو عيسى . وهو الكلمة » وهو المهدى » وهو أحمد بن محدى بن الحنفية . وذكر

)1١(‏ الديصانية نحلة مجوسية قدعمة » تنسب إلى ابن ديصان » وكانت تقول بالأصلين النور » والظلية » وطائفة منبم تقول إن اللور خالط الفللية أختياراً منه ليصلحها ؛ فلا اخصشط بها ء ورام المروج فيها » امتنم ذلك عليه » وقالت طائفة إن النور أراد أن يرفم الفللدة عنه لما أحس يمخشوتتها » نشابكها بفير اختياره .

)0( الطير بي ؛ اطجزء المادى عثر .

*6 أ سه

أن المسيح 'تصور له فى جسم إنسان » وقال له إنك الداعية ؟ وإنلك الحجة » وإنك الناقة » «وإنك الدابة » وإنلك روح القدس » وإنك حبى بن ذكريا م ومن شرائعه » أن الصوم يومان فى السنة » وهما المهرجان والنيروز )١(‏ .

ولقد خحاف الرجل بعد ذلك على نفسه » إذ أفسد الناس » فقر إلى الشام فنسب مذهبه إلى كرميته ثم خفف فقيل قرمط (01 ١.‏

ولقد عم أمر القرامطة » وانتشرت مفاسدهم » وازداد طفيامهم م وهاجموا الحجاج . وفتكوا مهم ؛ وانبكوا حرمات البيت الخرام ؛ وانتزعوا منه الحجر الأسود ثم ردوه إليه » وقالوا قد أتحذتاه بأمر » ورددتاه بأمر ع وكانت لل مواقم حربية شديدة التقوا فها مع -جيوش العباسيين حى قضى علبم هؤلاء بالسيف .

وقد تصدى الأشاعرة للرند علبم » ومناقشاتهم ؛ وكانت المناظرات بهم على أقوى ما تكون حدة » حبى انتشلوا العامة من ضلالحم » وردوا كيده فى نحورهم ؛ وأثبتوا بذلك أن الإسلام أقوى من أن يرام بذلك النحو من'الكيد مهما نتعدد مثارات الباطل » ونوازع الشيطان » وطرق التضليل

من كل ما سبق علمت كيف كان كثيروت من الفرس حاولون إحياء دياناتهم القدمة » ونور الإسلام فى الآفاق » وينشرون مبادئهم الثنوية » ' نحت سلطان دين التوسجيد ؛ وكان جوار هؤلاء طائفة أخرى ملحدة لا دين لماء دأمبا الشاث»وديدما الإنكار» لاتذعن لدين + ولاتطمئن ! فى شرع . » ومن الناس من كان يطلق على هؤله' دم الزنادقة كالول 9 أن من الناس من كان يطلق الرندقة على طائفة الإباحين الذين لايتقيدون فى دام بقيد من واجب أو دين أو نبلق ؛ فكأن الزندقة “كانت تطلق حينئذ ءلى من اعتنقوا الديانات الفارسية القدِعة ؛ وخصوصا المانوية . وكانت تطلق على الإباحيين . وعلى الملحدين » وأكثر مناقشات العلياء والفقهاء كانت بينم وببئ الأولين ؛ وكثير منها كان بيهم وبين الملحدين ج

(1) ملخص من الطيرى اجزء الحادى عدر .

ل اران

هذه مسألة شغلت الفكر الإسلانى فى عصور ثلاث مع خلفاء بنى العباس : المأمون » والمعتصم ؛ والوائق . ابتلى فنا العلاء : واضطربت فببا النفوس وأرهقت فا حربة العقيدة » وحرية الرأى ؛ وأو ذى المتمسكون بديهم »

المتورعون ه فى ألفاظهم » المتوقفون ق علمهم عند حدود النص ا

شديداً . ولا ذنب لم فى ذلك ؛ إلا العكوف على كتاب الله وسنة رسوله يكم » وعدم خروجهم عن نطاق ١ا‏ بينا خشية أن يضلوا فى متاهات الباطل » ومثارات الشيطان » ونزغات الفكر ؛ وزيغ العقرل ؛ وماكانوا فى تدينهم ليفتوا بغير علم من كتاب أو اثارة من سنة ..

وى الحقيقة إن المناقشة فق علق القرآن لم تكن بدعا : فى العصر العباسى بل كانت قبل ذلك .

دروى أن أول من تكلم فيا البعد بن درهم فى العصر الأموى ) فقك كان يقول علق القرآن . فقتله خخالد بن عبد الله القسرى يوم الأضحى بالكؤفة » وكان والياً علها » أتى به فى الوثاق : فصلى . وتخطب . م قال آخر خطبته : انصرفوا » وضحوا بضحاياكم : فقبل أن نعارضكم فإنى أريد اليوم أن أضحى بالجعد بن درهم » فإنه بقول ماكلٍ الله موسى تكلما » ولا انل الله إبراهم خليلا » تعالى الله عما يقول علواً كبيراً » ثم نزل ؛ وحر رأسه بالسكين بيده )١(‏ .

وقال مثل ذلك القول الهم بن صفوان ؛ نقد ننى صفة الكلام عن الله سبحانه وتعالى تنزسها له عن الحوادث وصفاتها . وحكم بسبب ذلك بأن القرآن مخلوق © وليس بقدم .

. 18+ سرح العيوث عن‎ )١(

1619نت

ولما جاء المعتزلة » ونوا صفات المعانى » ثم بالغوا » فأنكروا أن يكون الله متكلا » وما ورد ق القرآن الكريم من أن الله سبحانه وتعالى كلم موسى تكليا » أولوه بأنه نخلق الككلام فى الشجرة © فهم لايصفون الله بأنه متكلم » ولكن يعتقدون أنه مخلق الكلام » كما مخلق كل شىء . وعلى هذا الاعتقاد بنوا دعواهم أن الكلام مخلوق لله سبحانه » لذلك خاضولق حديثه فى الءصر العباسى خوضاً شديداً » وشاركهم فى حديثه بعض الفقهاء ؛ فققد كأن بشر بن غياث المريسى على كبر _حله فى الفقه من المصرين على القول مخلق القرآن » وقد باه أبويوسف عن ذلك فلم ينته » فطرده من مجلسه .

وقد كان ابتداء الحوض الشديد فى شأن القرآن فى عصر الرشيد » ولم يكن هو من يشجعون الحوض ف العقائد . والجدل فبا على ضوء أقوال الفلاسفة بل بروى أنه .حبس طائفة من المحادين فى العقائد من الممتزلة ولذا لم يشجع الكلام فى شأن القرآن أهو قدم أو حادث » ولذا لما بلغته مقالة بشر بن غياث المريمى فى شأن القرآن الكريم . قال : إن أظفرنى الله أقتله » فظل بشر محتفيا طول خلافة الرشيد .

فليا جاء المأمون : أحاط به المعتز لة » وكان جل حاشيته من رجالم » وأدناهم هو إليه » وقرعهم زلي جره » وأكرمهم أبلغ الإكرام » حى يروى أنه كان إذا دخل عليه أبو هشام الفوطى من أثمة المعتزلة تحرك له حبى يكاد يقوم » ولم يكن يفعل ذلك مع أحد من الناس ٠»‏ وذلك لأآنه كان تلميذاً لأنى الحذيل العلاف فى الأديان والمقالات وهو معتزلى . ولا عقّد احالس للمناظرات والمناقشات فى المقالات والنحل » كانوا الفرسان » والسابقن فى الخلبة والبارزين على اللحصوم » لما عنوا به من دراسات عقلية واسعة » كنا بينا آنفأحند الكلام على المعتزلة .

ولذلك كان لم الأثر الكبير فى نفس اللأمون محتى منْهم من يشاء لصحبته » ومختار منهم .من يريد لوزارته » وخعص مهم أحمد بن ألى دؤاد بالرعاية والعطف والتقريب » حتى أنه أوصى أخاه المعتصم بإشراكه معه فى أمره وقال '

له : وأبو عبد الله بن أنى“دؤاد » فلا يفارقك ١‏ وأشركه فى المشمورة فى كل

فلا أحس المعتزلة -بذه المنزلة زينوا له إعلان القول مخلق القرآن نشراً لذههم » وليكتسبوا بذلك إجلال العامة واحثر امهم » وصادف ذلك هوى فى نفسه » فأعلن ذلك سنة ؟١7‏ ه وناظر من يغشى: مجلس مناظرته ى هذا الشأن » وأدلى فها محججه وأدلته » ولكنه ترك الناس أحراراً ى عقائدهم 3 لا يرهقون فى مذاههم ولا محملون على فكرة لا يروما. » ولاعقيدة لا ستسيغون الوض ف ثأنبا » ولكن فى سنة 5١8‏ وهى السنة الى توق فها بدا له ( ولعل ذلك بوسوسة 'بعض أهل الاعءتزال ) أن يدعو الناس بقوة السلطان على اعتناق القول مخلق القرآن » بل أراد أن محملهم على ذلك . قهراً وغلبة » وابتدأ ذلك بارسال كتابه وهو بالرقة إلى إسماق بن إبراهم نائبه بغداد » بامتحان القضاة والمحدثين ؛ ليحملهم على القول ماق القرآك. . ويظهر أنه كان يريد حمل الذين لهم شأن فى مناصب الدولة والذذين يتصلمون بالحكام بأى نوع من الاتصال ء ولوكانوا شبوداً فى نزاع قد رفع أمره إلى القضاء » على ثلك العقيدة » فقد جاء فى آخر الكتاب الأرل : فاجمع من حضرئنك من القضاة ؛ واقرأ علهم كتاب أمير المؤمنين هذا إليك » فابدأ بامتحائهم فيا يقولون وتكشيفهم عما.يعتقدون قى لق الله القرآن وإحدائه » وأعلمهم أن أمير المؤمنين غير مستعين فى عمله » ولا واثق فيا قلده » واستحفظه من أمور رعيته يمن لايوثق بدينه وغتلوص توحيده ويقينه . فإذا أقروا بذللك ووافقوا أممر المؤمنين فيه » وكانوا على سبيل المدى والنجاة » مزهي بنص من محضره, من الشهود على الناس وسألهم عن علمهم فى القرآن » وترك شبادة من لم يقر أنه مخلوق محدث ول يره » والامتناع من توقبعها عنده . واكتب إلى أسسرالمؤمدن ما يأتيك عن قضساة أهل علك ق سألهم . والأمر هم بمثل ذلك . ثم أشرف علهم وتفقد آثارهم . حى تنفل أحكام الله إلا بشبادة أهل البصائر فى الدين » والإخلاص للتوحيد .

- 966

وترى من هذا أنه لم وضع عقوبة لمن لم يعتقد هذه العقيدة سوى الحرمان. من مناصب الدولة » وعدم سماع شبادنه إن كان شاهداً » ولم بعد كتابه الئاق ذلك فأحضر إاق بن إبراهم القضاة واختبر هم » ولم يكتف بذلك »؛ بل أحضر الخدثين أيضا » وكل من تصدى للفتوى والتعام والورشاد وامتحنهم » وأرسل إجابهم عن مسألته فى خلق القرآن إلى اللأمون . فأرسل هذا كتابا 6١2‏ يبن ف هذه الإجابات ٠‏ وبجرح الجيين ويسلقهم بقارص الم ول وعنيف الكلام نم ذكر فى هذا الكتاب عقوبات ان لم بقل مقالته » إذ أمر حمل من لم بقل إليه موثقا . وقال : ومن لم يرجع عن شركه ممن لأمر المؤمنين تكابك : وذكره مر الؤمين للك أو أسك عن ذكره ا كتابه هذا . ولم يقل إن القرآن مخلوق بعد يشر بن الوليد وإبراهم بن المهدى () فاحملهم أجمعين موئقن إلى عسكر أمر المؤمنين » مع من يقوم محفظهم وحر اسم فى طريقهم » حى يؤد.هم إلى عسكر أمر المؤمئدن» ويسلمهم إلى من يؤمن بتسليمهم إليه » لينصهم أمير المؤمنين » فإن لم يرجعوا ويتوبوا حملهم جميعاً على السيف إن شاء الله » ولا قوة إلا بالله .

وثرى من هذا كيف ترق من عقوبة الحرمان إلى الإنذار بعقوية الإعدام » وقد سارع إسحاق بن إبراهم إلى تنفيذ رغبته وإجابة طلبته » من غير مراجعة أو توان » فأحضر الفقهاء والمفتين وأنذرهم بالعقوبة الصارمة » والعذاب العتيد ؛ إن لم يقروا مما يطلب مهم »وينطقوا مما سثلوا أن ينطقوا به ؛ ومحكنوا بالحسكم الذى ارئآه المأمون من غير تردد أو مراجعة ». فنطقوا جميعا با طلبوا وأعلنوا اعتناق ذلك المذهب؛ » ولكن أربعة ربط الله على قلوسهم , واطمأنوا | إلى حكم الله » وآثروا الباقبة على الفانية . ول يرضوا بالدنية فه ديهم أصروا على موقفهم إصراراً جريئاً ؛ وهم أحمد بن حنبل » وحمل ابن نوح ؛ والقواريرئ » وحادة » فشدوا فى الوثاق وكبلوا بالحديد » وباتوا

٠. ستجىء إليك عذء 4 كتب فى باب الخعار من المنافلرات فق 'ذاك‎ ١ , ”قد ذكو فى كتابه نما إن 1 يتؤلا يقتلا‎ )7( ٌ

هه عه

0 مصفلين 2 الأغلال ظ ف/اكانوا فى الغد أجاب سصعادة دة يعاق فيا بادعوه .دف ايوم ان أي وال عي ؛ وطب الاب ب إلهم » فذار ت نفس القواريرق» وأجابهم !1 ليوا + شرا قيوده + ديق اثا نه مود

الطريق » والذين أجابوا طلب سم أن بواجهوا الأبون ار . وقدموا

كقلام ع بأنفسهم ليوافوه بطر سوس كأخوهم . وبينا هم قْ الط رات نعى الناعى المأمون 2 ولكنه عفا الله عنه ء لم يودع هذه الدنيا من غير أن يوصى أْحاه ا معتصم بالعسلك مذهبه ‏ القرآن ودعوة الناس إليه بقوة السلطان

وكأنه فهم أن تلك الفكرة الى استحوذت على رأسه دين واجب الإطاعة ع

وواجب لا يرأ عنقه منه من غير أن يوصي خلفه به » فوصاه . فقد جاء فى مطاع. وصبته : هذا ما أشبد عليه عبد الله بن هرون أمر

المؤبنن حضرة من حضره » أشبدهم جميعا على نفسه أنه يشبد هو ومن

-حضضره أن الله عر وجل وحده 4 لاشريلك له قى ملكه ؛ ولامدبر لأمره غيره ء وأنه خالق » وماسواه تلوق » ولاضلو القرآن أن يكون شيئا له

مثل » ولاشىء مثله ثبارك وثعالى .

وجاء فى وسط الوصية : ياأبا اماق » ادن منى » واتعظ ما ترى »

وخذ بسيرة أنحيك فى باق القرآن . ولذه الوصية لم تنقطع الحنة بوفاة اللأمون » بل اتسع نطاقها » وزادت

وبلاتها » وكانت شرا مستطيراً على المتوقفيئ من الزهاد والعلاء والفقهاء

والمحدثين » وأهل الفتيا فى الدين . ش استمر البلاء بأحمد بن حنبل 4 ومزق جسمه بالسياط » وهو راض

بالبلاء غير مسببين نعقيدته . واستمر فى الحبس تحو ثمانية وعشرين شهر ء

حى استيئسوا منه » وعلموا أنه لا جيب دعاءهم © ويؤثر بالإجاية دعاء

الس والوجدان » وما براه واجب الاعتقاد » وجزءا من الإبمان . ثم أطلق سراحه فعاد إلى ماكان عليه من الإفتاء والتحديث إلى أن مات المعتصم . ولما آل الأمر إلى الواثق سار على سنة أبيه وعمه فى هذه المسألة » وإنزاله احنة ممن لايراها » ولكنه لم يرد أن ينزل بأحمد أكثر مما نزل به » فقال له : لا تجمعن. إليك أحداً » ولاتساكتى فى بلد أنا فيه » فأقام الإمام أحمد محختفيا لا مخرج إلى صلاة ولاغيرها » حتى مات الوائق .

ول تكن اخنة مقصورة على أحمد » بل نجاوزته إلى غيره » وكان الفقهاء يساقون من الأمصار إلى بغداد » ليختيروا فى هذه المسألة »؛ وبفتش عن خبايا قلومم . ومن نزل به ذلك يوسف بن محبى البويطى الفقيه المصرى صاحب الإمام الشافعى » فقد دعى للقول با يقولون فامتنع » فحمل مقيداً مغلو!' » حبى مات ى أصفاده » تسباً ذلك عند ربه » وميم نعم ابن حاد » فقد مات فى سن الوائق مقيداً لذاك » ومنهم أحمد بن نصر المزاعى

قتله الواثق وصليه » لابتناعه عن الخوض فم عخوضون فيه » وقد قيل إنه امة ب أ عر الذى سعى به إليه » ويروى أن الوائق ندم على قتله » وعاتب تمامة وكل من أشار عليه بقتله .

فى هذه الفتئة الصماء الى خفت فبا صوت الحكة » وى هذه الشدة الطخياء الى سكت فبها نداء الرحمة + عاش العلاء سنن ؛ وكان التورع عن الحوض جرعمة لاتغتفر » وإتما لابعى عنه » وحوبا كبر لابعذر فيه مؤمن. ٠‏ لسابق عمله » أو حسن سيرته ء أوصلاحه واحترام الناس له .

رقد تفاقم اللخطب » واستمرت اللموى » حتى سم الناس هذه الخال 4 بل حى سثمها القائمون نبا » وحبى صارت هزلا لدى بعض الناس .

يروى أنه دشل عبادة المضحك على الواثق »'فقال يا أمير المؤمنين » أعظٍ الله أجرك ف القرآن » قال ويلك ؛ القرآت موت . قال يا أممر المؤمنن » كل مخلوق موت » بالله يا أمر المؤمندن ء من يصلى بالناس التراويح إذة3 مأ هات القرآن » فضحاك الوائق وقال : قاتلك الله » أمسلك .

/701 - ويروى الدمبرى فى كتاب حياة الحيوان أن الواثق رجع فى آخر ححياته عن إنزال اخنة يمن لايرى هذا الرأى » إذ دخل عليه شيخ ممن نزلت به المحنة فال فى ضمن مجادلته مع ابن أى دؤاد : شىء لم يلدع إليه رسول الله 2 » ولا أبو بكر » ولاعمر » ولا عَمان » ولا على » تدعو أت الناس اليه » ليس يلو أن تقول علموه » أو جهلوه » فان قلت علموه . وسكتوا عنه » وسعى وإياك من السكوت ماوسع القوم . وإن قلت جهلوه . وعلمته أنت » فيالكع ابن لكع ؛ مهل النى َلثم والخلفاء الراشدون رضى الله عدبم شيئا . ع أنت . ٠‏ فيا سمع الواثق ذلك وثب من يجلسه . وأخذ يردد تلك الكلات : وعفما عن اا؟ شيخ ؛ ورجع ما كان يقعل » » كما روى ابنه المهتدى . موضع التراع فى هذه المسألة لم يكن النظر فى الواقع متلافيا حول مور واحدافى هذه المسألة , فأحد امتناظرين وهم المعتزلة : والشلفاء » وكل من له بد فى هذه (#نة يرى أن القرا؛: ثىء » وإن كان أعلى من كل الأشياء » وأن الله جعله . وخلقه ؛ وإن كان أعلى من كشر من الخلوقات . وال خرون نظروا إلى أن القرآن من حيث معانيه وكلام له القائم ؛ وكلام الله قدم ء إذ هو صفة من صغاته فقّد رصف الله سبحانه وتعالي بالكلام . فقال ١‏ وكل الله موسى تكلم 0( ولا مكن أن تكون صفة من صفات الله محدثة . ولما اشتدت حومة الحدل » وحمى الوطيس رضى الأكترون 3 لعياء والفقهاء والمحدثين أن يتوقفوا » ولا مخوضوا » وأن يسكتوا عن أ بد فكتاب ولا سن » وإك لتجد ذلك فى أجوية رين من انيم إمحاق بن إبراهم إجابة لطلب الأمون » إِذْ كانت أجو بنهم تدور حول التوقف . والامتناع عن اللحرض »ء والإمساك عن الأمر . وانظر إلى إجابة بشر بن الوليد فاسحاق يقول له : مانقول فى القرآن ؟ فقال أقول فم القرآن هو كلام الله . قال لم أسألك عن هذا ء أمخلوق هو؟ +17 - تاريخ الجدل)

8606 بس

قال: الله خالق كل شىء . قال : القرآن شىء ؟ قال هو شىء . قال فخلوق . قال ليس نخالق . قال : ليس أسألك عن هذا » أعغلوق هر ؟ قال ما أحسن غير ما قلت لك .

وانظر إلى إجابة ألى حسان الزيادى » إذ قال له إسماق : القرآن لوق هو ؟ قال القرآن كلام الله » والله خالق كل شىء » وما دون الله مملوق : وأمر المؤمنين إمأمنا » وبسببه سمعنا عامة العلى » وقد ممع مالم تسمع » وعلى مالم نعلم . وقد قلده الله أمرنا ؛ فصار يقم حجنا وصلاتنا » ونؤدى

إليه زكاة أموالنا .

وترى من هاتين الإجابتين كيف كان القوم متوقفين » لاير يدون الحوض هذا الحديث ولانحبون إثارة الفتنة حوله » ولذا نستطيع أن ثقول إن المناظر ة كانت مناظرة قوم قد اعتنقوا مذهبا مع آخرين قد امتنع الأكثرون مهم عن الحوض فى موضع التزاع » ولم يروا أن يتكلموا فيه » لعدم وروده قرآن أو سنة » ولعدم تعرض السلف الصالح له » وقليل مهم من كون له اعتقاداً مناقضاً لما قال المعمز له .

ومن هنا نرى ظم المأمون ؛ إذ سن سنة سيئة » فأخذ ممتحن الثاس ى عقيد” جم ؛ وحملهم على قول لم مجدوا من ورعهم وديئهم ما يشجعهم على الحوض فيه » إذ لم يرد به شرع » ول يثبت بنص ء ولم يعرف أن أحداً من أصعاب رسول يِل تعرض له وناقش فيه » فليس بكافر من امتنم عن اللموض » بل هو أفرب إلى الرشاد » وأولى إل السداد .

كسا رسكل ف صلق المتاإن بجاس مناظرة

لما أعلن الأمون القول تخلق القرآن » وزخخرت مجالسه بالمناقشة فيه قبل نزول امحنة وبعدها ».تقدم رجل من أهل مكة المكرمة اسمه عبد العزيز بن حى الكنانى لإعلان رأيه فى هذا القام » وهو إنكار ما يدعون » فرحل إل بغداد » ووقط فى مسجد الرصافة » وقال يصوت جهعر يسمعه كل من المسجذ : ألقرآن كلام الله منزل غير مخلوق . فحمل إلى المأمون : وشارك الناس فى مجلس مناظرته » وتقدم لإقناعه » وإفهامه بشر بن غياث المريسى الفقيه الذى قدمنا الكلام فى بعض شأنه » وقد دون عبد العزيز تلاك المناظرة ف رسالة سماها الحيدة . وها نحن أولاء نقتبس لاك منها شيئا يدل على نسقها وأساليب الجدل فبا :

قال بشر ( مستدلا على خلق القرآن ) : قال الله تعالى : ٠‏ إنا جعلناه ' قرآنا عربيا م .

قال عبد العزيز : أى شىء فى هذا من الحجة والدليل على خلقه ؟

فقال بشر : هل فى الفلق أحد يشك فى هذا » أو عخالف عليه ؛ إن معبى بجعلناه تخلقناه . ٠‏

قال عبد العزيز : يا أمير المؤمنين [ إن القرآن نرل بلسانلك ولسان قومك وأنت أعلم أهل الأرض بلغة قوملك ء ولغة العرب كلها كلها » ومعانى كلامها ء وبشر رجل من أبناء العجم ؛ يتأمل كتاب الله تعالى » على غير ما أنزل الله » وغير ما عناه الله عز وجل » ونحرفه عن مواضعه » ويبدل معانيه » ويقول ما تتكره العرب وكلامها ولغابا » وأنت أعلم خلق الله ذلك » وإما يكفر

بشر الناس ؛ و يسلتبيح دماءهم بتأويل ٠‏ لابتتزيل .

سل 119 اسم

قال بشر : ( جاء الوق وزهق الباطل ؛ إن الباطل كان زهوقا ) » يروغ عبد العزيز إلى الكلام واللحطب والاستعانة بأميز المؤمنين ؛ ليتقطع امحلس .. قد أئيتك ما لا تقدر على رده » ولا التشبيه فيه » لينقطع المجلس بثبات الحجة عليك : وإمجاب العقوبة لك ٠‏ فان كان عندك شىء » فتكم به » وإلا فقد“قطم الله مقالتك : و أدحض حجتاك .

قال عبد العزيز : يا بشر » أخيرنى عن ( جعل ) هذا الحرف لمكم لا يحتمل غر الحلق ؟ ش

قال بشر : لا . وما بين جعل وخلق عندى فرق ٠‏ ولاعند غعرى من سائر الناس من العرب والسجم ٠‏ ولابتعارف الناس إلا هذا .

قال عبد العزيز : أخمرفى عن نفسلك : ودع ذكر العرب وسائر الناس : فأنا من الناس » ومن اللداق ٠‏ ومن العرب » وأنا أخالنك على هذا » وكذلك سائر العرب عخالفونك .

قال بشر : هذه دعوى منك على العرب » وكل العرب رالعجم يقولون ما قلت أنا ؟ وما مخالف نى هذا غيرك .

قال عبد العزيز : أخيرفى يا بشر ء إجاع العرب والعجم بزعمك أن جعل وخلق واحد » لافرق بينْهما فى هنا الحرف وحده : أو فى سائر ماق القرآن من ( جعل ) .

قال بشر : بل ما فى سائر القرآن من جعل + وسائر ماى الكلام والأخبار والأشعار .

قال عبد العزيز : قد حفظ عليك أمير المؤمسن ما قلت » وشهد به

قال بشر : أنا أعيد عليك هذا القول متى شئت ؛ ولا أرجم عنه ولا أخالفه .

قال عبد العزيز لبشر ؛ زعمت أن معبى « جعلناه قرآنا عر بياً » خخلقناه قر آنا عربيا . قال:نتم هكذا .

ع 111 سه

قال عبد العزيز : قال الله عز وجل : «وأوفوا بعهد الله إذا عاهدىم ع ولا تنقضوا الأعان بعد توكيدها » وقد جعلم الله عليك, كفيلا » . لقم الله عليكم "ثفيلا » لا معبى له عند بشر غعر ذلك ,. ومن قال هذا فتد أعفلم الفرية على الله عز وجل : وكفر به » وحل دمه باجاع الأمة . وقال الله عز وجل : ١‏ ولا مجعلوا الله عر ضه لأعانكم ١‏ فزحم بشر أن معبى ولالجعلو| الله ولاتخاتوا الله » لامعى له عنده غر ذاك .. وكل من قال هذا من.الخلق فهو كافر حلال الدم باجاع الآمة . لأنه حكى أن الله أخير مثل هذا . وقال الله عز وجل : و وبجعلون لله البنات سبحانه ) زعم بشر أن معى و جعلون لله البنات » مخلقون لله البنات ٠»‏ لا معى لذلك غير هذا . فال لمأمون : ما أقبح هذه المقالة وأعظسها : وأشنعها .. فحسبك يا عبد العزير» فقد صم قولك : وأقر بشر مما حكيت عنه » وكفر نفسه من حيث لم يادر ,

قال عبد العزيز : يا أمير المؤمنن إن رأيت أن تأذن'لى أن أنتزع بآيات بقيت وأختصر . قال المأمون : قل ماشئت . قال عبد العزيز : قال الله عزوجل : « وجعلوا لله أنداداً ليضلوا عن سبيله ) فزعم بشر أن معى جعلوا لله خاقرا لله أنداداً » ومن قال هذا فهر كافر حلال الدم » أىكان قد أخير

عثل هذا عن الله عز وجل . وقال : ؛ وجعلوا لله شركاء الجن » فزعم بشر أن معبى جعلوا خخلقوا لله . لامعنى لذلك غير هذا . ومن قال هذا فهو كافر حلال الدم باجاع الأمة . ١‏

قال المأمون : حسبك فقد أثبت حجتك كلها فى هذه المسألة » وانكسر قول بشر ؛ وأبطلت دعوأه » فار جع إلى بيان ما قد انتزعت © وشرحه ومعانيه » وما أراد الله عز وجل به » وماهومن ( جعل ) مخلوق » وماهو غير مخلرق » وما تتعامل بد العرب فى لغاتهم .

قال عبد العزيز : ياأمير المؤمنين » إن ( جعل ) ف كتاب الله تحتمل معني ؛ معتى شخلق » ومعبى, صير .. ولما كان جعل محتمل معنيين : معى خلق » ومعنى صير » لم يدع الله فى ذلك اشتباها على خلقه ؛ فيلحد الملحدون

569 سم

ويشبه المشبون على خلقه ؛ كا فعل بشر وأصحابه » حى جعل عز وجل عل كل من السكلمتين علا دليلا ‏ فرق بين ( جعل ) الذئ بمععى خلق و(جعل ) الذى بمعبى صير .

نأما جعل الذى هو معنى تخلق » فان الله جعله من القول المفصل » فأنزل القرآن به مفصلا » وهو بن لقوم يفقهودت ؛ والقول المفصل يغى السامع إذا أخر به » عن أن توصل الكلمة لغيرها من الكلام ؛ إذ كانت قائمة بذاتها على معناها » فن ذلك قول الله عز وجل : « الحمد لله الذى خلق السموات والأرض » وجعل الظليات والنور ؛ فسواء عند العرب ؛ قال جعل أوقال خلق » لأنها قد علمت أنه أراد با خلق » لأنه أنزله من القرل المفصل » وقال : « جعل لكم من أزواجكم بدين وحفدة , فقالت العرب أن معنى هذا » وخلق لكم » إذ كان قولا مفصلا ؛ وقال : « وجعل لكر السمع والأبصار والأفئدة » فعقات العرب عنه » أنه عنى خلق لكم ؛ إذ كان من القول المفصل » فسواء قال تحلق » أو جعل .

أما ( جعل ) الذى هو على معبى التصيير » لامعبى الخلق » فان الله عرز وجل أنزله من القول الموصل الذى لابدرى الخاطب به ؛ حبى يصل الكلمة بكلمة بعدها » فيعلم ماأراد مها » وإن تركها مفصولة لم يصلها بغرها من الكلام لم يفهم السامع لها ما يعنى عبا » ولم يقف على ما أراد ما » فن ذلك قوله عز وجل : ١‏ ياداود » إنا جعلناك تحليفة فى الأرض »؛ . فلو قال « إنا جعلناك ؛ ولم بصللها خليفة فى الآرض »ل يعقل داود ما خخاطبه به عزوجل » لأنه خاطبه وهو مخلوق » فلا وصلها مخليفة عقل داود ما أراد مخطابه » وكذلك حين قال لآم موسى ١‏ وجاعلوه من المرسلن ؛ . ئ

فأرجع أنا وبشر يا أمير المؤمن فا اخختلفنا فيه من قول الله عز وجل : « إنا جعلناه قر آنا عربيا » إلى سنة الله فى كتابه فى الجعلين جميعا » و إلى سنة العرب أبضا مما تتعارفه » وتتعامل به » فان كان من القول الموصل + فهو

15؟ لس

كما قلت أن جعله قرآثا عربيا » أى صيرة قرآنا عربياً » وأنزله بلغة العرب ولسائها » ولم يصيره أعجميا » فيرين له بلغة العجم ..

المناظرة أدانية

كتب الأمون ف القول عخلق القرآن

كتب الأ مؤن إلى ولاه فى الأخذ عذهبه بى القول مخلق القرآن وهر ما أرسله إلى نائبه إسحاق بن إبراهم ؛ وما برويه لنا الطرى قى نص كتابه »وهو :

أما يعد فان حق الله على أئمة المسلمين ؛ وخلفاتهم الاجتماد فى إقامة دين الله الذى استحفظهم » ومواريث النبوة اله ى أور” مم » وأثر العلم الذى أستودعهم ؛ والعمل بالحق فى رعيتهم ؛ والتشمير لطاعة الله فنهم ؛ والله يسأل أمر المؤمنين أن يوفقه لعزمة الرشد وصرعته » والإقساط فا ولاه | الله من رعيته برحمته ومنته » وقد عرف أمبر امم نين أن الجمهور الأعظ, والسواد الأكير من حشو الرعية » وسفلة العامة ثمن ن لانظر له ولا روية » ولا اسعدلال له بدلالة الله وهدايته » والاستضاءة بنور العلم وبرهانه فى جميع الأقطار والإفاق » أهل جهالة » وعى عنه » ضلالة عن حقيقة دينه » وتوحيده ؛ والإعان به » ونكوب عن واضحات أعلامه » وواجب سبيله » وقصور أن يقدروا الله حق قدره » ويعرفه كنه معرفته » ويغرقوا بينه وبين خلقه ء لضعف آرائهم » ونقص عقوم وجفاتهم عن التفكر والتذكر » وذلك نهم ساووا بين الله تبارك وتعالى وبين ما أتزل من القرآن » فأطبقوا مجتمععن واتفقوا غير متعاجمين ؛ على أنه قدم أول ؛ لم مخلقه الله » وحدثه ومترعه » وقد قال الله عز وجل فى محكم كتابه » الذى جعله لما : ى الصدور شفاء ) والمؤمنن رحمة وهدى ٠‏ إنا جملتاه قرآنًا عربيا ٠‏ ذكل ما جعله الله فقد

خلقه » وقال : ١‏ الحمد لله الذى خخلق السموات والآأرض » وجعل الظلات والنور » . وقال : عز وجل : «كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق »

سم 116 سه

نأخر أنه قصص لأمور أحدثه بعدها » وتلا به متقدمها , وقال سبحانه: وار ء» كناب أحكت آباته » ثم فصلت من لاءن حكم خبير ) » وكل كم مقصلى دخحله كم مفصل » والله عكر كتابه ومفصله ء فهو شالقه وميتد.» ى ثم غم الذين جادلوا بالباطل » فدعوا إلى قوهم ٠‏ ونسبوا أنفسهم إلى السنة » وق كل فصل من كتاب الله 8 صن من تلاوته » مبطل قولم ؛ م مكذب دعواهم ء برد عاديم قوش . وكلتهم .

ثم أظهروا مم ذلك أنهم أهل اق والدين والجاعة » وأن من سوام أهل, الباطل والكفر والفرقة » فاستطالوا بذلك على الناس : وعرو به الجهالك حبى مال قرم من أهل السمت الكاذب] والتخشع لغير الله » والتقشف لغير

الدين إلى موافقّهم عليه » ومو اطأنهم على سىء آر امهم ترينا بذلك عندهم ». وتصنعا للرياسة والعدالة فنهم ؛ فتركوا الحق إلى باطلهم واتفذوا دين الله

وليجة إلى ضلالهم » فقبلت بزكيتهم لهم شبادتهم ؛ ونفذت أحكام الكتاب ميم » على دغل ديهم » ونقل أدمهم » وفساد ديانهم ( ويقيهم » وكات

ذلك غايتهم إامبا الى جروا » وإياها طلبوا فى من بعنيم ؛ والكذب على مولاهم 1

وقد أخذ علمهم ميثاق الكتاب أن لايقولوا على الله إلا الحق » ودرسوا ما فيه »

أولئك الذين أصمهم الله وأعمى أبصارهم . أفلا يتدبرون القرآن أم على قاوب أقفالها » فرأى أمير المؤمنين أن أولئك شر الأمة » ورءوس الكلالة المتقوصوت هن التوحيد عحظا » وال#سوسون من الإعان نصيبا » وأوعية الحهالة » وأعلام الكذب » لسان إبليس الناطق ف أوليائه » والمائل على أهوائه » من أدلى دين الله » وأحق من يهم فى ددقه وتطرح شبادته » ولايوثئق بقوله ولاعمله » فانه لاملل إلا بعد يقن » وإلا بعد استكقال حقيقة الإسلام 03 وإخلاص التوحيد » ومن عمى عن رشده وحظه من أهل الإمان بالله

و بتو سحيده كان هتما سوى ذلك من تمله » والقصد اق شبادته أحمى وأضل سبيلا.

ولعمر أمر المؤمئن أن أحجى الناس بالكذب فى قوله » وتحخرص

اأباطل فى شهادته فن كذب على الله وورحيه » ول يعرف الله حقيقة معرفته »,

مم 18 اسم

وأن أولاهم برد شبادته ل حكم الله ودينه من رد شهادة الله على كتابه » وبت حق الله بباطله » فاجمع من بحضرتلك من القضصاة » واقرأ علدرم كتاب أمير المؤمنين هذا إليك » فابداً بامتحاهم فيا يقولون » وتكشيفهم عما بعتقدون ق لق الله القرآن وإحدائه , وأعلمهم أن أمير المزمنن غير مستعان فى عله » ولا واثق فيا قلده الله » واستحفظه من أمور رعيته 9 لا يوثق بدينه » وخخلوص توحيده ويقينه » فاذا أقروا بذلك : ووافثر أمر المؤمنين فيه » وكانوا على سبيل الهدى والنجاة » فرهم بص من عضر هم من الشبود على الناس » ومسألهم عن علمهم فى القرآن » وترك إثبات شهادة من لم يقر أنه مخلوق محدت ولم يره » والامتناع من توقيعها صوه: واكتب إلى أمير المؤمنين مما يأتيك عن قضاة أهل عمالك فى مسألديم . والآمر فم عثل ذلك » ثم أشرف علهم . وتفقد آثارهم سخ لاتنفذ أحنام الله إلا بشبادة أهل البصائر فى الدين والإخلاص للتوحيد . واكتب الل أمير المؤمنين مما يكون فى ذلك إن شاء الله » وكتب فى شهر ربيع الأول سلة 718 ه. 1

وكتب المأمون إلى إسحاق بن إبراهم - فى أشخاص سبعة نفر ب مهم محمد بن سعد كات ب الواقدى » وأبو مسم مستمل يزيد بن هارون » وى بن معن . وزهير بن درب » وأبو خيثمة » وإسماعيل بن داود ؛ وإسماعيل ابن ألى مسعود : وأحمد بن الدورى » فأشخصوا إليه » فامتحهم ؛ وسألم عَنْ خلق القرآن » فأجابوا جميعا أن القرآن مخلوق » فأشخصمم إلى مدينة السلام » وأحضرهم إاق بن إبراهم داره » فشهر أمرهم وقوفم محضرة الفقهاء والمشايخ من أهل الحديث ؛ فاقروا تمثل ما أجابوا به المأمرن » فخل سبيلهم 2 وكان ما فعل إسماق بن إبراهم من ذلك يأمر المأمون .

وكتب المأمون بعد ذلك إلى إسماق بن إبراهي :

أما بعد فان من حق الله على خلفائه فى أرضه وأمنائه على عباده الذبن ارتضاهم لإقامة دينه ؛ وحملهم رعابة خلقه » وإمضاء حكه وسلته )

سه 51 مه

والاثام بعدله ى بريته أن مجهدوا الله أنفسهم » وينصحوا له فها استحفظهم وتلدهر ؛ ويدلرا عليه تبارك اسمه وتعالى بفضل العلم الذى أودعهم والمعرفة الى جعلها فهم وعهدوأ إليه من زاغ عنه » ويردوا من أدبر عن أمره ؛ وذبجوا لرعاياهم سمت جاسم ؛ ويقفوهم على -حدود إعاءهم وسبيل فوزهم عصديم » ويكشفوا لم عن مغطيات أمورهم ومشقياتا عليهم ما يدقمونا الربيب عنم » ويعود باأضياء والبيئة على كافهم ٠‏ وأن يؤثروا ذلك من إرشادم وتبصير هم ؛ إذ كان جامعا لفنون مصانعهم . ومنتظا لحظوظ عاجلبم وآنجلهم » ويتذكروا أن الله مرصد من مساءلهم عما جملوه» ومجاز انهم ها أسلفوه وقدموا عنده » وما توفيق أمير المؤمنين إلا بالله وحده »© وسحسبه لله وكنى به . ومما بينه أمير المؤمنين برويته وطالعه بفكره » فتبين عظم خطره وجليل ما يرجع فى الدين من وكفه وضرره ما يثال المسلمون بيهم

من القول فى الرآن اللى جعله الله إماما لم » وآثرا من رسوك اله وني محمد علق باقبالهم واشتباهه على كثير مهم » حبى حسن عندهم © وتزيد فى عقولم ألا يكون مخلوقا » فتعر ضوا بذلك لدفعم خلق الله والذى بان به عن خلقه وتفرد مجلالته من ابتداع الأشياء كلها محكته » وإنشائها بقدرته » والتقدم علها بأوليته الى لايبلغ أولاها » ولايدرك مداها » وكان كل شبىء دونه نخلقا من خلقه » وحدثا هو المحدث له ١‏ وإن كان القرآن ناطقا به ودالا عليه وقاطعا للاختلاف فيه » وضاهوا به قول النصارى فى ادعاهم فى عيسى ابن مرم أنه ليس بمخلوق » إذ كان كلمة الله والله عر وجل يقول : إنا جعلناه قرآنا عر بيا» وتأويل ذلك « إنا خلقناه » كا قال جل جلاله «وجعل مذبا زوجها ليسكن إأمها ؛ وقال تعالى « وجعلنا الليل لباسا » و-جعلنا النهار معاشان وقال سبحا ه : ١‏ وجعلنا من الماء كل شبىء حى » . فسوى عز وجل بدن القّرآن وبين هذه الخلائق الى ذكرها فى شبة الصفة » وأخصر أنه جاعله و-حده . فقال : ؛ بل هو قرآن يجيد فى لوح محفوظ » » فدل ذلك على إسساعاة القووح بالقرآن » ولا حاط إلا #سخلوق » وقال لنبيه 2 : « لامرك به

1197 م

لسانك لتعجل به » . وقال جل شأنه : « ما يأتهم من ذكر من رمهم مدث» » وقال تعالى: ١‏ فن أظم ممن افترى على الله كذبا أوكذب باياته » وأخمر عن قوم ذمهم بكذهم أنهم قالوا : ٠‏ ما أنزل الله على بشر من شىء » ثم أكذ.هم على لسان رسوله يلك ؛ فقال لرسوله : « قل من أنزل الكتاب الذى جاء به موسى نوراً » فسمى الله تعالى القرآن ذكراً » وإمانا وتورا وهدى » ومباركا » وعربياً ؛ وقصصاً » فقالسبحانه لمن نقص عليك أحسن القصص عا أوحينا إليك هذا القرآن » . وقال جل جلاله : « قل لان اجتمعت الإنس والين على أن يأتوا مثل هذا القرآن » لا يأتون مثله » وقالتعالى قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات» + وقال سبحانه: ؛ لايأتيه الباطل من بعن يديه ولامن خلفه » ,

فجعل له أولا وآخخراً » ودل عليه أنه محدود مخاوق » وقد عظ هؤلاء الجهلة بقوام فى القرآن الثلم فى ديئهم » والجرح فى أمانتهم » وسهلوا السبيل لعدو الإسلام ء واعبر فوا بالتبديل والإلحاد فى قلوءمهم » حى عرفوا ووصفوا خلق الله وفعله بالصفة الى هى لله وحده » وشبوه به والأشياء أولى مملقه » وليس يرى أمير المؤمندن أن قال هذه المقالة حظا على الدين » ولا نصيبا من الإيمان واليقين » ولايرى أن حل أحداً منهم ل الثقة فى أمانة » ولاعدالة ولا شبادة » ولاصدق فى قول ولاحكاية » ولانولية لشىء من أمر الرعية » وإن ظهر قصد بعضهم : وعرف بالسداد مسدد فهم ٠‏ فإِن الفروع مردودة إلى أصوهًا » ومحمولة فى الحمد والذم علبا » ومن كان جاهلا بأمر دينه الذى أمره الله به من وحدانيته ع فهو بما سواه أعظر جهلا ؛ وعن الرشد فى غيره أعمى وأضل سبيلا .

فاقرأ على جعفر ين عيسبى ؛ وعبد الرحمن بن إبمحاق القاضى كتاب

مير المؤمئين ماكب به يك » واتصصيدا عن علمهما فى القرا ؛ وأعاي.. 1 أمير المؤمنين لايستعين على شىء من أمورالمسلمين إلا تمن وثق باخلاصه وتوحيده » وأ لاتجيد إلا لن ل يقر بأن القرآن مخلوق ٠»‏ فإن قالا يقول أمير المؤمنن ى ذلك فتقدم إلهما فى امتحان من محضر مجالسهما بالشهادات

1/4 هه على الحقوق » ونصهم عن قولم فى القرآن » فن لم يقل منهم إنه مخلوق أبمطلا شبادته ولم يقطعا حكما بقوله » وإن ثبت عفافه بالقصد والسداد فى أمزه » وافعل ذلك عن فى سائر عملك من القضاة » وأشرف علمم إشرافا يزيد الله به ذا البصيرة قَّ بصار نه 6 و كنع المر ثاب من إغفال دينه » واكتب إل أمير المؤمندن بما يكون منلك فى ذلك إن شاء الله . فأحضر إماق سن 09 بر أضم لذلا مجاعة 64 ن الفقهاء والحسكام 8 والمحدثين وأحضر أبا حسان الزيادى » وبشر بن الوليد الكندى » وعلى بن ألىمقاتل ابن غائم ٠‏ والذيال بن اليم وفتشة ) وسعدويه الواسطى » وعلى بن التعد » وإسعاق , بن ألى إسرائيل . وابن ار ش 4 وابن علية الأكر 3 ومحبى سن عيك الرحمن العمرى 3 وشيخاً آندر من ولد عمر بن الحطاب كان قاضى الرقة » وأبا نصر اليّار »

؛ واعمادة م6 والقواربرى 34 وأحمد بن حنيل ع

وأبا معمر القطيعى ؛ ومحمد بن حاتم بن ميمون ء ومحمد بن نوح المضروب » وابن الفرخحان وجاعة مهم النضر بن شميل ؛ وابن على بن عاصم » وابو العوام الزاز » وابن تجاع 6 وعبك الر ضمن بن اماق . فأدخلو | جميعا على إتخاق » فقرأ علمهم كتاب المأمون هذا مرتين » حتى فهموه » ثم قال لبشر بن الوليد : ما تقول فى القرآن » فقال قد عرفت مقالبى لأمر المؤمندن غير مرة قال : فقد تجدد من كتاب أمير المؤمنين ماقد ترى . فقال : أقول القرآن كلام .الله . قال ل أسألك عن هذا أمخلوق هر ؟ قال : الله خالق كل ثىء . قال : القرآن شبىء ؟ قال : هو شبىء . قال : فخلوق © قال : ليس محااق . قال : ليس أسألك عن هذا أعلوق هو ؟ قال 1 ما أحسن غير ما قلت لك . وقد استعهدت أمزا المؤمنين ألا أتكل فيه » وليس عندى غير ما قلت إك . فأخعل إمافق دن برأم رقعة كانت بان يليه 2 فقر أها عله ؛ ووقفه علها » فقال أشبد أن لا إله إلا الله أحصيدك فرد لم يكن قبله شى ع ء ولابعده شىء » ولاايشهه شىء من نعلقه فى معنى من المعانى » ولاوجه من الوجوه . قال : نم وقد كنث أضر ب الناس على دون هذا » فقال الكاتب. اكتب ماقال .

سه 15] مس

م قال لعلى بن 'أنى مقائل ما تقول ياعلى ؟ قال معت كلاى لأمير المؤمدن فى هذا غير مرة » وما عندى غير ما سمع 6 فأمتيحنه باط رقة ».قر عاذي + م قال) الفر أن لوق ؟ قال ألم رآ كلام أله , قال : لم أسألك عن هل قال : هو كلام الله » وإن أمرنا أمير المؤمدن بثىء » سمعنا وأطعنا فقال لكاتب : اكتب مقالته .

ثم قال للذيال نحواً من مقالته لعلى بن أنى مقاتل . فقال له مثل ذلك » ثم قال لأبى حسان الزيادى ما عندك ؟ قال سل عما شئث » فقرأ عليه الرقعة » ووقفه علبا » فأقر مما فها » ثم قال من لم يقل هذا القول » فهو كافر فقال القرآن مخلوق هو ؟ قال القرآن كلام الله » والله خالق كل شبىء . وما دون الله مخلوق » وأمر المؤمنين إمامنا » ويسببه سمعنا عامة العم ء وقد سمع مالم نسمع ء وعلم مالم نعم » وقد قلده الله أمرنا » فسار يقمم حجنا وصلاتنا » ونؤدى إليه به زكاة أموالنا » ونجاهد معه » ونرى إمامته إمامة » وإن أعرنا اثتمرنا » وإن انا انتهينا » وإن دعانا أجبنا . قال القرآن مخلوق هو ؟ فأعاد عليه أبو سات مقالته » قال إن هذه مقالة أمير ١ا.+نين‏ . قال قد تكون مقالة أمر المؤمنين ٠‏ ولابأمر مبا الئاس ٠‏ ولابدعوه هم إلها » وإن أخصرتى أن أمير المؤمنين أمرك أن أقول » قلت ما أمرتنى به » فانك الثقة الأمون عليه فيا أبلغتتى عنه من شىء » فإن أباغتتى عنه بشىء صرت إليه ؛ قال ما أمرنى أن أبلغنك شيئاء قال على بن أنىمقائل » قد يكون توله كاختلاف أصحاب رسول الله يَلِتّهِ فى الفرائض والمواريث » ولم نحماوا الئاس علها . قال له أبوحسان ما عندى إلا السمع والطاعة » فرنى تمر . قال ما أمر فى أن آمرك ؛ وإنما أمرنى أن أمتحئلك .

ثم عاد إلى أحمد بن حنبل » فال ما تقول فى القرآن ؟ قال هو كلاءالله . قال أمخلوق هو ؟ قال هو كلام الله » لا أزيد علا » فامتحنه مما فى الرقعة » فلا أتى إلى ١‏ ليس كثله شىء وهو السميع البصير 4 » وآمسك عن لايشهه شىء من نخلقه ف معنى من المعاتى » ولا وجه من الوجوه » فاعتر ض عليه

م سه

ابن البكاء الأصغر . فقال : أصلحك الله » إنه يقول سميع من أذن » بصير مد عين . فقال إسعاق لأحمد بن حنبل ما معنى قوله سميع بصير ؟ قال هو كما وصف ننفسه . قال فا معناه ؟ قال لا أدرى » هو كنا يصف نفسه » ثم دعا مهم رجلا رجلا كلهم يقول : القرآن كلام الله » إلا هؤلاء النفر : قتيبة » وعبيد الله بن محمد بن الحسن » وابن علية الأكبر » وابن البكاء » وعبد المنثم ابن إدريس بن بنت وهب بن منبه » والمظفر بن مرجان » ورجلا ضريراً ليس من أهل الفقه ولايعرف بشىء منه » إلا أنه درس فى ذلك الموضع » ورجلا من ولد عمر بن الحطاب قاضى الرمة » وابن الأحمر .

فأما ابن البكاء الأكير ء فانه قال : القرآن مجعول لقول الله تعالى و إنا جعلناه قرآنا عربيا » » والقرآن محدث لقوله « ما يأتهم من ذكر من ر.هم محدث » قال له إسعاق فالحعول مخلوق ؟ قال نع, . قال فالقرآن مخلوق قال. : لاأقول عخلوق ولكنه مجعول . فكتب مقالته » فلا فرغ من امتحان القوم » وكتب مقالاتهم اعثّرض ابن البكاء الأصغر فقال : أصلحك الله . إن هذين القاضيين أنمة فلو أمرتمما . فأعادا الكلام قال له إنحاق هما من يقوم محجة أمير المؤمنين » قال فلوأم رهما أن يسمعانا مقالتهما لتحكى ذلك عنبما . قال له إنماق إن شبدت عندهما بشبادة » فستعلم مقالمهما إن شاء الله » فكتب مقالة القوم رجلا رجلا ووجهت إل المأمون فكث القوم تسعة أيام » ثم دعا هم ؛ وقد وردكتاب المأمون هو جواب كتاب إحاق بن إبر اهم فى أمرهم وهاهوذا .

بسم الله الرحمن الرحم » أما بعد » فقد بلغ أمير المؤمنين كتاياث جواب كتابه كان إليك فها ذهب إليه متصنعة أهل القبلة » وملتمسو الرياسة فما ليسوا له بأهل من أهل الملة من القؤل فى القرآن . وأمرك به أمير المؤمندن ٠‏ من امتحائيم وتكشيف أحوالم وإحلالم “الهم » تذكر إحضارك جعفر بن عيسى وعبد الرحمن بن إساق عند ورود كتاب أمير المؤمنين » مع من أحضرت ممن كان ينسب إلى الفقه » ويعرف بالجلوس الحديث » وينصب نفسه للفتيا عدينة السلام » وقراءتك علمهم جميعاً كتاب أمير المؤمندن »

سه 9/[1؟ مم

ومسألتك إياهم عن اعتقادهم فى القرآن » والدلالة على حظهم وإطباقهم على ننى النشبيه . واختلافهم فى القرآن » وأمرك من لم بقل منهم أنه عذلوق بالإمساك عن الحديث » والنتوى ى السر والعلانية » وتقدمك إلى السندى وغباس مولى أمير المزمنين بما تقدمت به فههم إلى القاضين مثل ما مثل لك أمير المؤمنين من امتتحان من محضر مجال..هما من الشهود » وبث الكتب إلى لقضاة فى التواحى من عملك بالقدوم عليك » لتحملهم وتنتستهم على ما حده أأمر المؤمنين » وتثبيتك فى آخدر الكتاب أسماء من حضروا مقالاتهم » وفهم أمير المؤمندن ما اقتصصت وأمير المؤمدن يحمد الله كثيراً كنا هر أهله » ويسأله أن يصلى على عبده ورسو/م محمد َل » ويرغب إلى الله فى التوفيق لطاعته » وحسن المعونة على صالح نيته برحمته .

وقد تدبر أمسر المؤمنين ماكتبت به من أسماء من سألت عن القرآن » وما رجعت إلياث فيه كل امرى» منهم + وما شرحت من مقالئهم » فأما ما قال المغرور بشر بن الوليد قى نى التشبيه » وما أمسلك عنه من أن القرآن عخلوق: وادعى من تركه الكلام فى ذللك واستعهاده أمير المؤمندن » فقد كلذب بشر ف ذلك » وكفر ؛ وقال الزور والمكر . ولم يكن جرىبن أمير المؤمنين وبينه فى ذلك » ولا فى غيره » عهد ولا نظر أكار من إخباره أمبر المؤمئين من أعتقاده كامة الإخخلاص والقول بأن القرآن تلوق » فادع به إليك » وأعلمه ما أعلمك به أمير المؤهنين من ذلك » وانصصه عن قولى فى القرآن » واستتبه منه » فإن أمير المؤمنث يرى أن تستتيب من قال مقالته » إذ كانه تلك المقالة اللكفر الصراح ع والشرك امخض عند أمير المؤمنن » فإن تاب منها فأشبر أمره » وأمسك عنه » وإن أصر على شركه ودفع أن يكون القرآن محلوقا بكفره وإلحاده » فاضرب عتقه » وابعث إلى أمير المؤمنين بر أسه إن شاء الله » وكذات إبراهم بن المهدى فامتحئه مثل ما امتحنت به بشراً : فأنه كان يقول بقوله » وقد بلغت أمير المؤمندن عنه بوالغ » فان قال إن القرآن تلوق » فأشهر أمره واكشفه : وإلا فاضرب عنقه وابعث إلى أمير المؤمندن برأسه إن شاء الله .

119/5 اس

وأما على بن ألى مقاتل فقل له : ألست القائل لأمير المؤمندن إنك تحال وتحرم » واأتكل له عثل ماكلمته به ما لم يذهب عنه ذكره » وأما الذيال ابن اليم » فأعامه أنه كان فى الطعام الذى كان يسرقه فى الأنبار وفها يستولى عليه من أمر «دينة أمر الممننن أنى العباس ما يشغله » وأنه لو كان مقتفيا آثار سلفه وسالكا مناهجهم : ومحتذيا سبيلهم » لما خرج إى. الشرك بعد إمانه » وأما أحمد بن يزيد المعروف بأنى العوام وقوله إنه لا حسن الحواب فى القرآن » فأعلمه أنه صى فى عمّله » لا فى سنه » جاهل » وإنه إن كان لا بحسن الحواب ف القرآن قسيحسئه ذا أخدذه التأديب » ثم إن لم يفعل كان السيف من وراء ذلك إن شاء الله .

وأما أحمد بن حنبل وما تكتب عنه » فأعامه أن أمير المؤمنين قد عرف فحوى نلك المقالة وسبيله فنها » واستدل على جهله وآفته مها . وأما الفضل ابن غاتم تأعلمه أنه لم مخف على أمير المؤمنين ماكان منه بمصر وما اكتسب من الأموال فى أقل من سنة » وما شجر بينه وبين المطلب بن عبد الله فى ذلك »؛ فإنه من كان شأنه » وكانت رغبته فى الدنيا الدرهم 2 فليس عستنكر أن يبيع إممانه طمعا فنهما » وإيشارا لعاجل نفعهما » وإنه مع ذلك القائل لعلى بن هشام ما قال » والخائف له فيا خخالفه فيه . هما الذى سحاد به عن ذلك » ونقله إلى غيره . وأما الزيادى » فأعلمه أنه كان متحللا لأول دعركان 7 الإسلام خولف فيه حكم رسول الله 0 ؛ وكان جديراً أن سالك مسلكه » فأنكر أبو حسان أن يكون مولى لزياد أو يكون مولى لأحد من الناس ؛ وذكرأنه إنما نسب إلى زياد لأمر من الأمور. وأما المعروف بأى نصر العار فان أمير المؤمنين شبه خساسة عمّله مخساسة متجره . ْ

وأما الفضل بن الفرخان فأعلمه أنه حاول بقوله الذى قاله نى القرآن أخذ الودائع التى أودعها إياه عبد الرحمن بن إححاق وغره » تربصا يمن استودعه » وطمعاً ب الاستكثار لما صار فى يدهع ولا سبيل عليه من تقادم عهده وتطاول الأيام به ؛ فقل لعبد الرحمن بن إسحاق لا جز الك الله خمبر؟

11/19 سم

عن نقويتك مثل هذا » وائمانك إياه » وهو معنقد لاشرك » منسلخ من الترحيد .

وأما محمد بن حاتم ؛ وابن نوح» والمعروف بأبى معمر » فأعلمهم أنهم مشاغيل بأكل الربا » عن الوقوف على التوحيد » وأن أمر المؤمنين لوم يستحل حار بهم فى الله ومجاهدهم ٠»‏ إلا لإربا” مم » وما نزل به كتاب الله ى أمثالم لاستحل ذلك ؛ فكيف بم وقد جمعوا مع الارباء شركا » وصاروا للنصارى مثلا » وأما أحمد بن شجاع » فأعلمه أنك صاحيه بالأمس والمستخر ج منه ما استخرجته من المال الذى كان استحله من مال هشام » وأنه من الدينار والدرهم دينه .

وأما سعدويه الواسطى فقل له : قبح الله رجلا بلغ به التصنع للحديث والئزين تبه » والحرص على طلب الرياسة فيه أن يتمبى وقت الحنة فيقول بالتقريب ما » مبى ممتحن فيجلس للحديث » وإن المعروف يسجادة » وإنكاره أن يكون ممع من كان مجالس من أهل الحديث وأهل الفقه » القول بأن القرآن مخلوق » فأعلمه أنه فى شغله باعداد النوى وحكه لإصلاح حعادته » وبالودائع الى دفعها إليه على بن نحبى وغيره ما أذهله عن التوحيد ) وأاه ؛ ثم سله عما كان يوسف بن ألى بوسف ء ومحمد بن الحسن يقرلانه إن كان شاهدهما وجالسبما » وأما القواريرى ففم تكشف من أحواله ؛ وقبوله الرشا ما أبان عن مذهبه وسوء طريقته » وسقافة عمّله ودينه » وقد انهى إلى أمر المؤمنين أنه يتولى عفر بن عيسى الحسى مسائله فتقدم إلى جعفر بن عبسى ف رفضه » وترك الثقة به والاسبانة إليه .

عل 2

وأما محبى بن عبد الرحمن العمرى ؛ فإن كان من ولد حمر بن الخطاب فجرابه معروف ؛ وأما محمد بن الحسن على بن عاصم ؛ فإنه كان مقتديا من عضى من سلفه ل ينتحل النحلة الى حكيت » وأنه بعد صبى محتاج إلى التعليم » .وقد كات أمير المؤمنن وجه إليك المعروف بأنى مسبر : بعد أن نصه أمير المؤمنين عن محنته فى القرآن ٠‏ فجمجم علا ولجلج فيا ؛ حتى دعا له أمير ها تاريخ الجدل)

05آ] سه.

الؤمنن بالسيف » فأقر ذمها فانصصه عن إقراره فان كان مقما عليه » تأشبر ذلك وأظهره إن شاه الله .

ال اي 00

مير المؤمنين وأمسك عن ذكره فى كتابه ولم يقل إن القرآن مخلوق » بعك ا أجمعين . موثقين إلى عسكر أمير المإمندن مع من يقوم حفظهم » وحراستهم فى طريقهم حى يإودم إلى عسكر أمبر المؤمنن 4 ويسلمهم لمن يأمر بتسليمهم إليه » لينصهم أمير المؤمئن » فان لم يرجعوا ويتوبوا حملهم جميعا على السيف إن شاء الله ولا قوة إلا الله .

وقد أنفذ أمير المؤمدن كتابه هذا قى شخربطة بندارية » ولم ينظر به اجماع الكتب الخرائطية معجلا به تقربا إلى الله عز وجل مما أصدر من الحكم » ورجاء ما اعتمد وإدراك ماأمل » من جزيل ثواب الله عليه » فانفذ لما أناك من أمر أمير المؤمندنئ : وعجل إجابة أمر المؤمنين بما يكون منلك ق خريطة بنداربة مفردة عن سائر الخرائط ليعرف أمير المؤمنن ما بعملونه إن شاء الله . 0

مناظرة () أحمد بن أنى دوؤاد لشيخ فى مجلس الوالق

أدخل على الوائق شيخ من أهل الشام مقيداً » وهو جميل الوجه ٠‏ نام القامة » حسن الشيبة » فاستحيا منه » ورق له » ثما زال يدنيه ويقربه » حى قر ب منه ء فس الشبخ بأحسن السلام » ودعا بأبلغ الدعاء » وأوجزه .

فقال له الواثق : اجلس . ثم قال له : يا شيخ » ناظر ابن أنى دؤاد على ما يناظرك عليه . قال الشبخنيا أمير المؤمنن ء إن ابن أنى دؤاد يقل »

)١(‏ هذه الناظرة مروية عن الواثى رواها ابنه الهتدى » وهى بأكلها فى كتاب حياة الحيرات الدميرى .

سه 8/أآأ سم

ويصغر ويضعف عن المناظرة . فغضب الوائق » وقال : أبو عبد الله بن أنى دؤاد يقل ويصغر » ويضعف عن مناظرئك أنت . فقال الشيخ : هون عليك يا أمير المؤمنن ما بك ؛ وائذن لى فى مناظرنه . فقال الوا :ما دعوتاك إلا المثاظرة . فال الشيخ : يا أحمد بن ألى دؤاد إلى ما دعوت الناس » ودعوتى إليه . فقال: إل أن تقول القرآن لوق » لأن كل شىء من دون الله خلوق .

فققال الشيخ : يا أمير المؤمنين » إفى رأيت أن تحفظ على وعليه ما تقرل» تال : أفعل . فقال : با أحمد » أخنرنى عن مقالتك هذه » أواجبة داخخلة فى عقد الدين » فلا يكون الدين كاملا » حب بقال فيه مافلت .

قال ابن ألى دؤاد : نعم .

فقال الشيخ : يا أحمد » أخمرى عن رسول الله يَلِنّهُ » حن بعثه الله عز وجل » هل ستر شيا مما أمره الله به فى دينه ؟

قال ابن دؤاد : لا .

فتقال الشيخ ؛ فدعا رسول الله يلت الناس إلى مقالتك هذه ؟

قسكت ابن ألى دؤاد .

فال الشيخ له : تكلم » فالتفت الشيخ إلى الوائق » وقال : يا أمر المزمنين » واحدة » فقال الوائق : واحدة .

قال الشيخ : يا أحمد » أخمرنى عن آخر ما لزل الله من القرآن على رسول الله يلكو فقال : « اليوم أككلت لكم دينم » وأتممت عليك تعمى ؛ ورضيث لكيه الإسلام دينا » فقال الشيخ : أكان الله تبارك وتعالى الصادق فى ! كال دينه » أم أنت الصادق فى نقصاله » فلا يكون الدين كاملا ؛ حّى يقال فيه مقالتك هذه » فسكث ابن أى دؤاد . فقال الشيخ : أجب يا أحمد ؛ فل يجب . فقا الشبخ : يا أمير المؤمنين : اثنتان . فقال الوائق : اثتاب .

فال الشيخ : يا أحمد ؛ أخيرى عن مقالتك هذه ء أعلمها رسول الله

171 مس

م 2 أم جهلها ؟ فقال ابن ألى دؤاد : علمها » فقال الشيخ : أدعا الناس إلا ؟ فسكت ابن ألى دؤاد » فقال الشيخ : يا أمر. المؤمئين ثلاث + .فقال الوائق : ثلاث .

فقال الشيخ : يا أحمد فاتسع لرسول الله يله كا زعمت ء فم يطالب أمته ا » قال : نعم . ش

فقال الشيخ : واتسع لأنى بكر رضى الله عنه » وعمر بن الخطاب » وعمّات بن عفان » وعلى بن أنى طالب رضى الله عنم » قال ابن ألى دؤاد : نعم . فأعرض الشيخ عنه » وأقبل على الواثق » وقال : يا أمير المؤمنين قد قدمت القول أن أحمد يقل » ويصغر » ويضعف عن الماظرة » يا أمير المؤمئين » إن لم يتسع لك من الإمساك عن هذه المقالة ما اتسع لرسول الله 2 ؛ ولأف بكر ء وعمر ء وعمان » وعلى رضى الله تعالى علهم » فلا وسع الله على من لم يتسع له ما اتسع لهم .

فقال الوائق : نعم إن لم يتسع لنا من الإمساك عن هذه المقالة » ما اتسع لرسول الله ينه ولأنى بكر » وعمر وعمّان وعلى رضى الله عيم ؛ فلاوسع الله علينا + اقطعوا قيد الشيخ » فلا قطعوا قيده » ضرب الشيخ بيده إلى القيد » يأخذه » فجذبه الحداد إليه » فقال الوائق : دع الشيخ ٠‏ ليأخذه » فأخذه الشبخ » فوضعه ى كله ء» فقيل للشيخ : لم جاذبت عليه . فقال الشيخ: لأنى نويت أن أنقدم إلى من أوصى إليه » إذا أنا مت أن مجعله بينى وبين كفنى حى أخاصم به هذا الظالم عند الله يوم القيامة وأقول : يارب » سل عبدك هذال قيدى ؛ وروع أهلى وولدى وإخوانى بلا حق أوجب ذلك على ؛ وبكى الشبخ » وبكى الوائق » ثم سأله الوائق أن مجعله فى حل وسعة مما ناله منه . فقال الشيخ : والله يا أمر المؤمنين » قد جعلتك فى حل وسعة من أول يوم إكراما لرسول الله يكت » إذ كنت رجلا من أهله . فقال . الوائق : لى إليك حاجة» فقال الشيخ : إن كانتمكنة فعلت» فقال الواثق : تقم قبلنا » فتعلم فتياننا » فقال الشيخ : يا أمير المؤمنين إن ردك إياى إل الموضع الذى أخرجى منه هذا الظالم أنفع لك من مقائى عندك » أصير إلى أهلى وولدى : فأكف دعاءه ‏ فقد خلفئهم على ذلك .

٠ 1‏ هن من 5 هي الاس شت اعررم والما رسب طلم اشتد طغيان المعتز لة باسم الخلفاء » ولم يتركوا فقيها معروفا » أو محدثا مشبهورا أو إماما متبعا إلا أنزلوا به محنة فى عتيدته » وابتلاء فى “فكرته . فكر ههم الناس ‏ وصاحب.ذ كرهم ذكر البلاء وانحن ؛: وتأريث العداوات والإحن ؛ وإلقاء الشر فى النفوس ؛ والدس اللعهاء عند السلطان » حبى نسى الناس خب رهم مجوار ذلك الشر المستطير © والفتنة الطخياء » والبلية العامة » نسوا دفاعهم عن الإسلام وبلاءهم فيه وتصدسم لآهل الأهواء من الزنادفة والسمنية وغيرهم » نسوا هذا كله ول يذ كروا. لم إلا إغراءهم الحليفة بإمتحان كل إمام تى » وكل ندب محتسب وكل مفت نتى » وكل محدث مهدى .. فلا جاء- المتوكل وأبعدهم عن حظيرته وأدلى خصومهم إليه ) وفاث قيود العلياء » وترك هذه الحنة خضدت شوكهم ؛ وتجرد لنازلهم المقاول من العلاء والفقهاء والمتكلمين » وجادلوه بلسان عضب وحجة دامغة » ومن ورامهم العامة يؤيدونهم والخاصة يناصرو مهم . وظهر فى آتخر القرن الثالث وأول القرن الرابع رجلان امتازا بصدق البلاء » وكثرة الأتباع والأولياء : أحدهما أبو منصور الماتريدى » وثائهما أبو الحسن الأشعرى » وكلاهماكان يدعو إلى ما كان يدعو إإبه الفقهاء والمدثون ومناصرومم دون المعزلة . وقد ولد الأول بقرية ( ماتريد ) من أعمال سمرقند » وثفقه على مذهب أن حنيفة » ونيغ حبي رجع الناس إليه فها وراء الذهر بأخذون عنه الفقه وأصوله وسائر علوم الدين » وألف فى الأصول كتاب الجدل » وف الفقه كتاب ماحد الشريعة » ثم ذاعت شبرته فى عم الكلام » حتى صار له ظ مذهب سلكه أهل خخراسان يقارب مذهب الأشعرى الذى سلبيئه » وقد ذكر الأستاذ الإمام الشبخ محمد عبده فى تعليقاته على العقائد العضدية أن بين

8/أ1 اس

الماتريدية والأشاعرة خلافا فى نحو لاثين مسألة » ولكن أ كثر العلياء على أنها مسائل جزئية . والاختلاف فبا لفظى» فهما متفقان ف الغاية وأكثر الوسائل . وقد ألف المائريدى ى علم الكلام كتاب الرد على الكعبى المعتؤلى » وكتاب أوهام المعتزلة » وكتاب الرد على الرافضة » وكتاب الرد على القرامطة » وقد مات سنة "ا" ه .

أما الأشعرى فد ولد بالبصرة » وتوف. سنة نيف وثلاثين وثلاتماثة بعد الحجرة » وتخرج على المستزلة فى على الكلام » وتتلمذ لشيخهم فى عصره أى على الجبالى » وكان لفصاحته ولسنه يتولى الحدل والمناظرة نائباً عن شيدخه ٠‏ إذ “كان هذا يجيد الكتابة والدفاع بالةلم ولامجيد النقاش باللسان . ولكن الأشعرى وجد من نفسه ما يبعده عن المعتزلة فى تفكير هم » مع أنه تغذى من موائدهم ونال كل ثمرات فكرهم ثم وجدميلا إلى آراء الفقهاء والمحدثين مع أنه لم بغش مجالسبم » ولم ينل العقائد على طريقتهم ء ولذا عكف فى بيته مدة » وازن فما بين أدلة الفريقين » وانقدح له رأى .بعد الموازنة » فخرج على الناس وجهر به » وناداهم بالاجماع عليه » فرق ادر يوم الجمعة بالمسجد الخامع بالبصرة » وقال

أما الناس من عرفى فقد عرفى ومن لم يعرقى فأنا أعرفه بنفسى (أنا فلان بن فلان) كنت أقول يلق القرآن : وأن الله تعالى لا لإرى بالإبصار» وأن أفعال الشر أنا أفعلها وأنا تائب مقلع » متصد للرد على المعتزلة » مرج لفضائحهم . معاشى الناس إنما تغيبت عنكم هذه المدة » 'لأنى نظرت » فتكافات عندى الأدلة » ولم يترجح عندى شىء على شىء ء فاسّهديت الله تعالى » فهدال إلى اعتقاد ما أودعته كتبى هذه » واللعت من جميع ماكنت أعتقد » كا الذلعت من ثولى هذا » واتخلع من ثوب كان عليه » ودفع إلى النامس ماكتبه على طري المماعة من الفقهاء والمحدئين : وفببا ما أخذه على المعيزلة وما ناصر فيه الفقهاء وامحدثين » وقد بين مذهبه وماخذه على المعاز لة إجالا فى مقدمة كتابه الإبائة » وقد جاء فنها بعد جمد الله والثناء عليه بما هو أهلة

والصلاة على النى يي :

لولاا م

أما بعد ؛ فإن كثيراً من المعترلة » وأهل القدر مالت بم أهواؤهم إلى التقليد لرؤسائهم » ومن مغهى من أسلافهم » فتأولوا الفرآن على آرائهم تأويلا ل ينزل الله به سلطانا » ولا أوضح به برهانا » ولا نقلوه عن رسول رب العالمن » ولا عن السلف المتقدمين » فخالفوا رواية الصحابة عن نبي الله يليم فى رؤية الله بالإبصار وقد جاءت فى ذلك الروايات من الجهات المحتلفات » وتوائرت الأثار » وتتابعت به الأخبار . وألحروا شفاعة رسول الله يم » وردوا الرواية بى ذلك عن السلف المتقدمين َ وجحدوا عذاب القر » وإن الكفار فى قبورهم يعذبون » وقد أجمع عل ذللك الصحابة والتابعون » ودانوا علق القرآن نظيراً لقول إخوامهم من المشركين الذين قالوا : إن هذا إلا قول البشر . فزعموا أن الفرآن كقول البشر ؛ وأثيتوا أن العباد مخلقون الشر نظراً لقول المحرس الذين يثبتون عالق : أحدهها عخلق المير > والآخر يخلق الشر » وزعبوا أن الله عزوجل يشاء مالايكون » ويكونمالايشاء» خلافا لما أجمع عليه المسلمونمن أن ماشاءالله كان ؛ ومالايشاء لايكون : ورداً لقول الله : « وما تشاءون إلا أن يشاء الله » فأخحرنا أنا لا لشاء شيا » إلا وقد شاء أن نشاءه » ولقوله تعالى : ٠‏ فعال ما يريد 6 و لقوله سبحائه يرا عن شعيب أنه قال:: ومايكون لنا أن نعود باء إلا أن يشاء الله ربنا » . ولهذا سماهم رسول الله َه مجوس هذه الآمة » لأنهم دانوا بديانة النحوس » وضاهوا أقوالم : وزعموا أن الخر والشر خالقين » كا زعمت المحوس ٠‏ وأنه يكون من الشر مالايشاء الله : ما قالت امحوس ذلك » وزعمرا أنهم ملكون من الضر والتفع لأنفسهم رداً لقول الله تعالى : « قل لا أملك لتفسى ضراً ولانفعا إلا ما شاء الله » » وانحرافا عن القرآن » وعما أجمع عليه المسلمون » وزتموا أنهم ينفردون بالقدرة عل أعماهم دون رعبم . وأثبتوا لأنفسهم غنى عن الله عز وجل » ووصفر أنفسهم بالقدرة على مالم يصفوا الله بالقدرة عليه » كا أثبت امحوم للشيطان من القدرة على الشر مالم يثبتوه لله عز وجل » فكانوا مجوس هذ

ل ع/] مده

الآمة إذ دإنوا بديانة حوس ٠‏ وتمسكوا بأقوالم ؛ ومالوا على أضاليلهم وقنطوا الناس من رحمة الله » وآيسوهم من روحه » وحككوا على العصاة بالنار والتلود » خخلافا لقول الله تعالى : « ويغفر مادون ذلك لمن يشاء » وزعموا أن من دخخل النارلم مخر جمنها » خحلافا لما جاءث به الرو أية عن رسول الله لتر أن الله عر وجل مخرج من النار قوما بعد ما امتحشوا فيه » وصاروا حسما . ودفعوا أن يكون لله وجه مع قرله : « وييق وجه ربك ذو الجلال وال كرام ؛ وأنكروا أن يكون لله بدان مع قوله : ١‏ لما خلقت بيدى » وأنكروا أن يكرث لله عبن مع قوله ٠‏ و تجرى بأعيننا » وقو له ا ولتصنع على عينى » ونفوا ماروى عن رسول الله 2 من قوله : « إن الله يتزل إلى السماء الدنيا » . وأنا ذا كر ذلك إن شاء الله بابا » بايا » وبه المعونة والتأييد» ومنه النوفيق والتسديد » فإن قال قائل : قد أنكرتم قول المحتزلة والقدرية ؛ والجهمية : والحرورية » والرافضة » والمرجئة » فعرفونا قولكر الذى به تقرلون » وديانتكم الى با تدينون » قيل له قو لنا الذى به تقول » وديائتنا التى ندين ما السك بكتاب الله وسنة نبيه يلثم » وما روى عن الصحابة والتابعن وأئمة الحديث » ونحن بذلك محتصمون » ومما كان عليه أحمد بن حنبل » نشَّر الله وجهه . ورفع درجته » وأجزل مثوبته.وعن نخالف قوله مجانبون ء لأآنه الإمام الفاضل ؛ والرئيس الكامل الذى أيان الله به الحق عند ظيور الضلال » وأوضح به المباج وقع به بدع المبتدعين وزيغ الزائغين . وشلك الشاكين . فرحمة الله عليه من إمام مقدم . وكبر مفهم وعلى سجميع أمة المسلمين » وجملة قولنا أن نقر بالله وملائكته وكتبه ورسله » وما جاء من عند الله » وما رواه الثقات عن رسول الله 8 » لانرد من ذلك شيئا » وأن الله إله واحد » فرد صمد » لا إله غيره » الم يتعخذ صاحبة ولا ولداً » وإن محمد عبده ورسوله » وأن اللجنة والنارحق ٠»‏ وأن الساعة آنية لاريب فبا ؛ وأن الله يبعث من فى القبور » وأن الله استوى على عرشه »ع نا قالسبحانه والرحمن على العرش استوى» » وأن له وجها ما قال جل وعلا

ك5 مس

« ويبى وجه ربك ذو الال والإإكرام ؛ » وأن له يدأ كما قال : « بل يداه مبسوطتان »؛ . وأن له عينا بلاكيف كما قال تعالى : « تحرى بأعيننا » » وأن لله علا » كا قال سبحانه : « أنزله بعلمه » » ونثبت لله قدرة كما قال : «أوم يروا أن الله الذى خلقهم هو إشد ممهم قوة ١‏ ونثبت لله السمع والبصرء ولاننتى ذلك كما نفته المعتزلة والخومية » ونقرا. إن كلام لدي لوق واه م ملق شيئا إلا وقد قال له كن فيكون . ”ا قال سبحانه ٠‏ إنما قولما لشى إذا أردناه أن نقول لهكن فيحون »© ٠‏ وأنه لابكر ون فى الا رض تى ع من خخير وشر إلا ماشاء الله . وأن الأشياء تكون مشيئة الله » وأن أحدا لا يستطيم أن يفعل شيئا قبل أن يفعله الله : ولانستغنى عن الله » ولا تقدر على الترزج من عل اله » وأنه لاخالق إلا الل وأن أعال اماد تلوقة له مقادر رة له كا قال سبحانه ١‏ والله خلقكم , وما تعملون ؛ وأن العاد لايقدرون أن تحلفوا شيئاً 0 وهم مخلقون » وكا قال سبحانه «أم خلقوا من غير اوم الخالقرن » وهذا فى كتاب الله كشر : وأن اللملروفق المؤمنن لطاعته . واعلط سم : ونظر للم ء وأصلحهم كانوا صالحين.واو هداه كانوا مهتدين ,عا قال تبارك وتعالى « من ببد الله فهو اأهتد دوه ن يضال فأولئك هم الخاسرون» .

وأنا نؤمن بقنضاء الله وقدره خيره شر : حلوه ومره . ونعلم أنه ما أصابنا لم يكن ليخطثنا » وما أخطأنا لم بك ن ليصيبنا . . وتقول إن القرآن كلام الله غير مخلوق ؛ وأن من قال بعخلق القرآن كان كافراً » وندين أن الله يرى بالأبصار يرم القيامة : كما يرى القمر ليلة البدر » يراه المؤمنون كنا جاءت الروايات عن رسول الله يله . ونقول إن للكافرين عنه محجوبون » كا قال الله عز وجل : كلا بع عن رمم بومئذ لحجوبوت).

ونرى أل نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب يرتكبه » كالزنى » والسرقة وشرب الحمر » كما دانت بذلك الفوارج » وزعموا ألهم بذلك كافرون . ونقول إن من عمل كبيرة من الكبائر مستحلا لها كان كافرا إذا كان غير معتقد تحر يها .

ونقول إن الله مخرج من النار قوما بعدما امتحشوا بشفاعة محمد ويم ونؤمن بعذاب القير .. وأن الإممان قول وعمل يزيد وينقص .

5 0

وندين محب السلف الذين اختارهم لصحبة نيه يله ونثى علييم ما أنثى الله علهم » ونتولاهم . ونقول إن الإمام بعد رسول الله مَل أبوبكر رض الله عنه » وأن الله أعز به الدين » وأظهره على المرتدين .. ثم عمر بن . اللطا ب رفي الله عنه » ثم عهان نضر الله وجهه » قتله قائلوه ظلا وعدوانا » ثم على بن أنى طالب رضى الله عنه . فهؤلاء الأثمة بعد رسول الله يله » وخلافتهم خلافة النبوة » ونشبد للعشرة بالجنة الذين شهد هم رسول الله لَه » ونتولى سائر أصماب رسول الله يلك » ونكف عما شجر بيهم ؛ وندين لله أن الأثمة الأربعة راشدون مهديون فضلاء لا يوازمم فى الفضل غيرهم . ونصدق بجموم الروايات الى أثيتبا أهل النقل من النزول إلى السهاء الدنيا » وأن الله سبحانه وتعالى يقرل ٠‏ هل من سائل ؟ هل من مستغفر ؟ ؛ وسائر ما نقلوه وأثبتوه .

ونرى الدعاء لأامة المسلمين بالصلاح والإقرار بإمامهم » وتضليل من رأى الحروج علبم إذا ظهر مهم ترك الاستقامة . وندين ترك الخروج علهم بالسيف وترك القئال ق الفتنة . ونقر مخروج الدجال . ونؤمن بعذاب القر » ومنكرونكير » ونصدق محديث المعراج » ونصحح كشيراً من الرؤيا ف المنام » ونرىالصدقة عن موت المؤمنن ء والدعاء لم ؛ ونؤمن أن اللمينفعهم؛ ونقول إن الصالحدن موز أن مخصبم الله بآياته . وقولنا فى أطفال المشركين أن الله عز وجل مؤجج لم ثارا فى الآخرة » ثم يقول اقتحموها » كا جاءت الرواية بذلك . ونرى مفارقة كل داعية لفتنة وجانبة أهل الأهواء , وسلحتج لما ذكرنا من قولنا .

هذه خلاصة قيمة لآراء الأشعرى بعد أن ترك الاعتزال » ودان ما تعتقده جاعة الفقهاء وامحدثين » ونستنبط من هذا هذه الأمور + 2 7

» أنه يرى أن يأخط بكل ماجاء به الكتاب والسئة من عقائد‎ - ١ . وبحتج لها بكل وسائل الإقناع والإفحام‎

" - أنه بأخف بظواهر النصوص فى الآبات الموهمة للتشييه من غير

9م] سه

أن بقع فى التشبيه ء فهو يعتقد أن لله وجهاآ لاكوجه العبيد » وأن لله يدا لاتشبه أبدى الخلرقات .

“ا م إنه يرى أن أحاديث الا حاد حنج مها فى العقائد » وهى دليل لإثبامها وقد أعلن اعتقاد أشياء ثبة ثبتت بأحاديث الأحاد .

- أنه فى آرائه كان مجانب أهل الأهواء جميعا والمعتزلة » و جمد ف ألا يقع فيا وقع فيه كثر من المنحرفين . ْ

وى انق إن كثيراً من آرائه كانت وسطا بين المغالين وطريقا مستقيا بين الاراء المتجاذبة الأطراف » وإن الدارس لحياة ذلك المفكر العظم لاجد من العنت عليه أن ممختار طريقا وسطأ لعلمه | لغزير واطلاعه الواسع .

وكتابه ٠‏ مقالات الإسلاميين » يدل على اطلاع كبير وفهم دقيق للفرق الإسلامية على اختلاف منازعهم : وتباين مذاهبم وتباعد مسا لكهم . ولايصعب عل المتقمبى أن ينبت ذلك الاءتدال فى كل فكرة من أفكاره » وعقيدة من عقائده.فرأيه فى الصغات وسط بين المعتزلة والجهمية الذين نفوا أسحياة والسمع والبصر والحشوية والمجمسمة الذين شبرا الله تزهت صفاته بالحوادث » تعالى التدعما يقولون علوا كبراً . ورأيه فى القدرة وأفعال الإنسان وسط بين الهية والمعتزلة » فالمعتزلة قالوا هو قادر على الإحداث والكسب

معاً . والجهمية قالوا : إن الإنسان لايقدر على إحداك ثىء ولاكسب ىم فقال الأشعرى العبد لايقدر على الإحداث ويقدر على الكسب (1) : وقالت المشبة إن الله يربى يوم القيامة مكيفا محدودا ٠‏ وقالت المعيز لة والجهمية أنه سبحائه لابرى محال من الأحوال . فسلك الأشعرى طريتًا بيْهما . فقال يرى من غير حلول ولا حدود » وقالت المعئزلة لله يديد قدرة ونعمة . وقالت الحشوية بده بد جارحة . فسلك الأشعرى طريقا وسطا ٠‏ فقال يده يد صفة كالسمع والبصر . وقالت المعتزلة : القرآن كلام الله محلوق مبتلدع . وقالت الححشوبة الحروف القطعة ‏ والأجسام التى يكتب عليا » والألوان الى يكتب با » وما بين الدفتين كلها قدعة3") فسلك الأشعرى

(1) تبيين كذ ب المفترى فيما نسب لأبى المسن الأشعرى . (؟) تبيين كذب المفترى صن 1١8٠١6‏ .

585 اس

طريقا بْبما وقال : القرآن كلام الله قديم غير مغير » لا لوق ولا حادث وله مبتدع > فأما الحر و شالمقطعة و الأجسام و الألوان » والأصوات المحدودات مخلوقات مخترعات » وقالت المعتزلة إن صاحب الكبيرة مع إيمانه وطاعاته لا مخرج من النار قط + وقالت المرجئة من أخلص لله سبحانه وتعالى وآمن به فلا تضره كبيرة ميما تكن » فسلك الأشعرى طريقًا بئهما » وقال الموم: الموحد الفاسق هو فق مشيئة الله تعالى إن شاء عنا عنه وأدخله الجنة » وإن شاء عاقبهيفسقه » ثم أدخله المنة » وقالت الرافضة إن للرسول صلوات الله وسلامه عليه ولعل رضى الله عنه شفاعة من غير إذن الله ولا أمره » وقال المعنزلة لا شفاعة له نحال من الأنحوال فسلك الأشعرئ طريقا وسطاً وقال إن للرسول صلرات الله وسلامه عليه شفاعة مقبولة ؛ ف المؤمنن الممتحقن للعقوبة » يشفع للم بأمر الله وإذنه » ولايشفع إلا لمن ارتضى .

وهكذا تراه سلاك فى مذهبه مسللك الاعتدال والوسط » وى الوسط الحق والقسطاس المستقم فى كشر من الأوقات .

وقد سلك الأشعرى فى الاستدلال على العقائد مسللك النقل » ومسلك العقل » فهو يثبت ما جاء فى القرآن الكرم والحديث الشريف من أوصاف الله ورسله واليوم الااخخر » والملائكة والحساب والعقاب والثواب » ويتجه إلى الأدلة العقلية » والير اهمن المنطقية يستدل مها على صفات الله سبحانهو تعالى؛ وقد استعان فى ذلك بقضايا فلسفية » وسائل عقلية خاض فا الفلاسفة وسلكها المناطقة » والسيب ى ذلك هو :

١‏ أنه تخرج على المعتزلة ؛ وترق على موائدهم الفكرية ٠‏ فئال من مشر.هم وأخذ من منهلهم ؛ واختار طريقتهم فى إثبات العقائد وإن خالفهم ف الاج » وباعد بينه وبين ما وصلوا » وقد علمت أن المعتزلة سلكوا ى استدلالا مهم مساك المنطق والفلسفة .

١‏ - وأنه قد تصدى للرد على المعتزلة ومهاجمهم » فلابد أن يلحن مثل حجهم ؛ وأن يتبع طريقهم فى الاستدلال » ليفلج علهم » ويقطع

لد هثللا لم

شهاتهم » ويفحمهم ما بين أيدهم » ويرد حججهم لهم .

وأنه تصدى للرد على الفلاسفة » والقرامظة » والباطنية ع والحشوية » والروافض » وغبرهم من أهل الأهواء الفاسدة ؛ والنحل الباطلة» وكثر من هؤلاء لايقنعه إلا أقيسة الرهان » ومنهم فلاسفة علاء لايقطعهم إلا دليل العقل : ولايرد كيدهم فى تحورهم أثر أو نقل .

وقد نال الأشعرى منزلة عظيمة : وصار له أنصار كثر ون » وى من الحسكام تأييداً ونصرة . فتعام خصومه من المعتزلة والكفار وأهل الأهراء فى كل مكان ؛ وبث أنصاره فى الأقالم والجهات » نحاربون خصوم الباعة. ومخالفها » ولقبه أكثر العلاء بامام أهل السنة والجاعة . 1

ولكن مع ذلك بتى له.من علاء الدين مخالفون منابذون » فابن حزم يعده من الجيرية لرأيه فى أفعال. الإنسان )١(‏ » وبعده من المرجئة لرأيه مرتكب الكبيرة (؟) وقد تعقبه فى غير هاتن المسألتن » ولكن مع ذلك قد ذاب مخالفوه فى لحة التاريخ الإسلامى » واشتد ساعد أنصاره » جياة بعد جيل » وقويت كلمهم وقد حذوا حذوه وسلكوا مسلكه : وقاموا مما كان يقرم به هو والماتريدى من ماربة للمعتزلة رالملحدين » ومنازلة لهم فى كل ميدان من ميادين القول » وكل باب من أبواب الإعان ومذهب من مذاهب اليقن .

ومن أبرزهم وأقواهم شخصية وأبنهم أثرا أبو بكر الباقلانى (*) فقد كان عالاً كبيراً » هذب محوث الأشعرى ؛ وتكلم فى مقدمات اللراهين العقلية للتوحيد » فتكلل فى الجوهر والعرض » وأن العرض لايقوم بالعرض » وأن العرض لايبى زمانين » إلى آخر ما هنالك . ولم يقتصر فى الدعوة

. الجزه الثالث ص من الفصل ف الملل والنحل لابن حزم‎ )١( . من الفسل ف الملل والنحل لابن حزم‎ ٠١4 (؟) ألخزء الرابع صن‎ . زع ) مات الباقلال منة 4.م هه‎

م5 -

الذهب الأشعرى على ما وصل إليه من نتائج » بل ذكر أنه لامجوز الأخيذ بغير ما أشار إليه من مقدمات لإثبات تلك النتائج » فكان ذلك مغالاة وشططا فى التأييد والنصرة » فإن المقدمات العقلية لم مجىء -با كتاب أو سنة : ومبادين العقل متسعة » وأبوابه مفتحة وطرائقه مسلوكة ؛ وعسى أن يصل الناس إلى دلائل وبينات من قضايا العقول ونتائج القرائح مم لم يصل إلما الأشعرى . وليس من شر فى الأخذ مبا ما دامت لم تالف ما وصل إليه من نتائج » وما اهتدى إلبه من ثمرات فكرية .

ولذلك جاء الغزالى )١(‏ من بعده » فلم يسلك مسلاك الباقلائى » ولم بدع لثل مادعا إليه » بل اعتقد أنه لايلزم من مخالفة مسلك الباقلانى والأشعرى فى الاستدلال بطلان المدلول والنئيجة » وآمن بأن الدين خخاطب العقول جميعا » وعلى الناس أن يؤمنوا بما جاء بالكتاب والسنة » وهم أن يقووه ما يشاءون من أدلة .

والحق أن الغزالى نظر فى كلام أى منصور الماتريدى »؛ وأى ا سن الأشعرى نظرة حرة يصيرة فاحصة » لا نظرة تابع مقلد » فوافقهما فى أكثر ماوصلا إليه » وخخالفهما فق بعض ما ارتتايأه دينا واجب الاتباع » ولذا رماه كثرون من أنصارهما بالكفر والزندقة . واقرأ ماقاله فى رسالته لافيصل التفرقة بن الإسلام والزندقة 6 فقد جاء فما :

إإى رأيتك أمبا الخ المشفق » والصديق المتعصب موغر الصدر منقسم . الفكر لما قرع سمعك من طعن طائفة من الحسدة على بعض كتبنا المصنفة فى أسرار معاملات الدين » وزعمهم أن فبا ما مخالف مذهب الأصماب المتقدمين » والمشايخ المتكلمين ء وأن العدول عن مذهب الأشعرى » ولوق قيد شعرة كفر » ومباينته ولو ى شىء نزر نجلال وخمسر . فهون أمبا الأاخ المشفق المتعصب على نفسك » لايضيق به صدرك » وفل من غربك واصير على ما يقرلون » وأهجرهم هجرا جميلا » واستحقر من لا بحسد ولايقذف » واستصغر من بالكفر أو الضلال لا يعرف » فأى داع أكل وأعقل من

)١(‏ ترفى التزالى منة م.ه ه.

ل

سيد المرسلين يلخم ليو ؛ وقد قالوا إنه مجنون من الحاننن » وأى كلام أجل وأصدق مكلام رب الالين » وقد قارا إن نه أساطر الأولين .

خاطب نفسك وصاحبك » وطالبه محد الكفر » فإن زع أن محال الكفر ما خالف .مذهب الأشعرى ؛ أو مذهب المعتزلى » أو مذهب الحنبل » أو غبره, » فاع أنه غر بليد ؛ قد قيده التقليد » فهو أعمى من العميان » فلا تضيع باصلاحه الزمان . وناهيك حجة فى إفحامه مقابلة دعراه بدعوى صاحبك يل من ببن سائر المذاهب إلى الأشعرى » ويزعم أن عالفته فى كل ورد وصدر من الكفر الجلى » فاسأله من أين ثبت له أن يكون الحى وقفا عليه » حبى قضى بكفر الباقلانى إذ خالفه فى صفة البقاء لله تعالى ع وزعم أنه ليس هو وصفا لله زائداً على الذات » و صار الباقلال أولى بالكفر مخالفته الأشعرى من الأشعرى ممخالفة الباقلاق ؛ ولم صار الح وقفاً على أحدها دون الثانى . أكان ذلك لأجل السب فى الزمان » فقد سبق الأشعرى غيره من المعئزلة : فليكن الحق للسابق عليه » أم لأجل التفاو ت فى الفضل والعلم » فبأى ميزان ومكيال قدرت درجات الفضل » حى لاح له أنه لا أفضل فى الوجود من متبوعه ومقلده . فان رخص للباقلاق ىق مخالفته » فلم حجر على غيره .. وما يدرك التخصيص ذه الرخخصة . وإن زعم أن خلاف الباقلانى برجع إلى لفظ لا لتحقيق وراءه » كما تعسف بتكلفه بعض المتعصبن زاعما أمبما جميعا متوافقان على دوام الوجود » واللدلاف فى أن ذلك يرجع إلى الذات أو إلى وصف زائد عليه خخلاف قريب لا يوجب التشديد » فا باله بشدد القول على المعزلى فى نفيه الصفات وهو ممثرف بأن له عام خيط يجميع اللومات * تاد سلع حي بي اب وإئما يحالف الأشعرى 'فى أنه عالم قادر بالذات أو بصفة زائدة » فا الفرق ب اللحلافن .. الخ .

رترى من هذا كيف بنظر فى العقائد نظرة جريثة لابقلد فبا إماما

مم75 ب

ولايتبع مذهبا من المذاهب اللقررة ف العقائد » وإن انبى إلى قريب مما انهى, إليه الأشعرى والماتريدى وأنصارهها وأتباعهما .

ولقد جاء بعد الغزالى أنئمة كثشرون اعتنقوا مذهب الأشعرى فى نتانجه وزادوا على دلائله » مهم البيضاوى(١)‏ » والسيد الشريف الجرجاق(؟) » من العلاء الأعلام » والأثمة الأفذاذ الذين أحاطوا خمراً بالمعقول والمنقول » وقد دونت دلائلهم » ورد ودم على المعدز لد وغقفى عل الكلام الذى لازال در س إلى الآن » وفق ألله . اللتميع للسداد »ع وهداهم إل سبيل الرشاد .

وغير ثمأ

000 توف البيضاوى سنة 7١١‏ وكان مناظر! ميدا ء واماما متعبدا » وفقبا شافعيا مدققا م

(؟) ترق الجرجانى سنة 816 » وكان فقيها حنفيا 2 ملا بالعلوم المقليةء ألف فا كتبا انتفم الناس لها .

31 0 امم خا شر با طانا لاسعر) مناظرته للجباق ىق أسماء الله تعالى دشل رجل على الحبالى » فقال : هل مجوز أن نسمى الله عاقلا ؟ فقال الجبالى : لا » لآن العقل مشتق من العقال + وهو المانع : والمنع ف حى الله عمال » فامتنع الإطلاق . فقال أبو الحسن الأشعرى : فعلى قياسك لا يسمى الله سبحانه حكما » لأن هذا الاسم مشتق من حكمة اللجام » وهى الحديدة المائعة الدابة عن الجموح » ويشبد لذلك قول حسان : فنحم بالقراق من هجانا. ونضرب حين مختاط الدماء وقول الآخر : . أبنى حنيفة ‏ حكموا سفهاءكم إنى أنخاف عليكم أن أغضبا أى بالقواق من هجانا » وامنعوا سفهاءكم ؛ فاذا كان اللفظ مشتمًا من المنع والمنع على الله محال ؛ لزمك أن تمنع إطلاق حكم عليه سبحانه وتعالى . قال الحبانى : فلم منعت أن يسمى الله عاقلا » وأجرت أن يسى حكما ؟ قال الأشعرى : لأن طربى فى مأخطذ أسماء الله تعالى الإذن الشرعى » دون القياس اللغرى » فأطلقت حكما لأن الشرع أط طلقه » ومنعت عاقلا لأن الشرع منعه » ولو أطلقه الشارع لأطلقته . مناظرة بيعهما ى الأصلح واتعليل . سأل أبو الحسن الأشعرى أبا على الحبائى قائلا : ما قولك فى ثلاثة : مؤمن » وكافر » وصبى » فقال : المؤمن من أهل الدرجات » والكافر

من أهل الدركات » والصى من أهل النجاة . (م5١1-‏ تاريخ الجدل)

د *9ؤ] سمه

قال الأشعرى : فإن أراد الصبى أن يرق إلى أهل الدرجات هل مكن ؟

قال الجبائى : لا » يقال له : إن المؤمن إنما نال هذه الدرجة بالطاعة , وليس لك مثلها .

قال أبو الحسن : فان قال التقصير ليس منى » فلو أحييتنى كنت عملت الطاعات بعمل المؤمن .

قال الحبالى : يقول له الله : كنت أعلٍ أننك لو بقيت لعصيت » ولعوقبت فراعيت مصلحتلك وأمتك قبل أن تنّهى إلى سن التكايف .

قال أبو الحسن : فلو قال الكافر يارب علمت حاله كما علمت الى » فهلا راعيت مصلحى مثله . فسكت الجبائى .

احستلا فل رن مر عر الى الى مسهرء لمر لرابع

امتازت تلك اللقية من الزمن باتساع نطاق الحضارة فى كل المدن الإسلامية » وسعة العمران . وبكترة العلوم » واتساع نطاق التركة الفكرية لدخحول كثير من الموالى فى الإسلام » وكثرة الكتب الرجمة . وبتدويه السنة ىق بطون الكتب » بعد أن كانت ى صدور الرجال » والعناية ممعرفة الصحيح من المروى عن رسول الله يله ووضع قوانين وأسس لرواية السنة » لكى يتبين مها الحبيث من الطيب »؛ والصحيح من المكذوب على رسول الله يرلتُم . وبأن التزاع بين امحتبدين كان فى الأصول الى تستنبط ١‏ منبا الأحكام الشرعية : وى الأحكام نفسها . الاختلاف ق السنة : كانت كيرة الكذب على البى و مع طول العهد سببا فى صعوية معرفة الأحكام الشرعية من السئة » ولذلاك نيدت فى بعض الرعوس فكرة رفض الاحتتجاج بالسنة ما لم تكن بيانا لقرآن » والاقتصار على القرآك الكرم»: ويظهر أن هذا الفريق هن الناس طوته لح التاريخ » واندثر لعدم استحقاقه للبقاء » ولولا أن الأم للإمام الشافعى ذكرت فيه مناظرة قامت بين أحد القائلئ به وبين الشافعى ما سمع مبم أحد » ولعل هؤلاء كانوا من المعتزلة أهل الكلام » فقد رأينا فى كتاب تأوبل مختلف الحديث أنهم كانوا يجدبدون فى الفقه » ورأينا أن الأم بذكر أن بعض أهل البصرة هم رافضو الاحتجاج بالسئة على ها سبق ٠‏ والبصرة عش الاعترال على ما علمت . والعلياء على أن السنة هى الأصل الثانى لمعرفة أحكام هذا الدين » ولكنهم اختلفوا فى ذلك العصر فى أوصاف الأحاديث الى تصلح ححة لذلك » وقد

لس 187 سم

ببن ذلك كله بيانا وافيا فى علم أصول الفقه : وإذ كانت هذه المسألة مئارجدل عنيف بن مجتهدى ذلك العصر الذى وضعت فيه هذه الأصول . الاختلاف فى القياس والرأى :

ى هذا الدور اشتد لاع ببن أهل السنة وأهل الرأى وشنت غارة شعواء على أهل الرأى ؛ فلاقى هؤلاء خصوميم فى كل ميدان من ميادين القول » وقام كل فريق يدلى نحجته . وقد رأينا كثراً من عبارات الاستهزاء بالرأى صادرة عن أهل الحديث .

والعراق كان فى هذا العصر عش أهل الرأى كا كان كذلك فى سابقه ' وأقدمهم قولا بالقياس أبو حنيفة وأصعابه .وكان أكثر فقهاء هذا العصر على ' ذلك . وقد قال الأستاذ االحضرى : إن مبدأ اخاذ القياس أصلا فى التشريع قد انتصر فى هذا الدور انتصارا عظيا ؛ وإن لم يكن الفقهاء على درجة واحدة فى استعماله فى الاستنباط» فأبعدهم أثراً » وروم قدماً فيه الحنفية » وأقلهم نفوذا فيه الحنابلة والمالكية » والشافعية بين الفريقن ٠»‏ وابتعد عئه بعحض أهل الحديث والشيعة » وغلا الظاهرية فى رفضه 0

التزاع فى الجاع :

رأى قوم .من الفقهاء إجاع العلاء على أمر من الآأمور يوجب اتباع الأعتاب له ؛لأن من يتبعهميسر فى غير سبيل المؤمنن رأىآخرونأن الإجاع ليس محجة » بل أنكر وجوده . وكان الشافعى يقول إن الإجاع حجة » ولكنه كان إذا ناظر أنكر وجوده » وقال الإمام أحمد بن حنبل:من ادعى الإجاع فهو كاذب ؛ وقد جرت مناظرات كثيرة ببن محتبدين ى الإجاع ء وفى كتاب الآم الثثىء الكثر منها .

وقد كان من موضوعات نزاعهم أمور أخرى مها أصل التكليف » ومنها دلالات الألفاظ » وغير ذلك » وقد كان ثمرة تلك المناظرات عل أصول الفقه كا علمت .

ل 19 ب

وكان الاختلاف فى الفروع قد شمل المسائل الواقعة والفرضية » واشتد واتسع » وكانت ثمرته ظهور المذاهب الأربعة وغيرها .

والخلاف فى هذا الدور انا فى الدور الذى سبقه كان يقوم على الإجتهاد المطلق » ولم يكن للتقليد فيه أثر » ولكن فى آخدر هذا الدور كانت تظهر بعض روائح التقليد » وسرغان ما تزول » وكانت حرية الرأى واسعة » والمناظرات قائمة على قدم وساق كل يدافع عن رأبه فى فوة » وثبات وسعة صدر » ولم تكن مهاترة فى القول إلا نادرا » لإخلاص المتناظرين © وقوة فكره, » وتأدممم بآداب الدين الحنيف .

وقد جاء وليداً للمناظرات فى أصول الفقه والفروع فى هذا العصر عل الجدل الذى قال فيه ابن خلدون :

هو معرفة آداب امناظرة الى تجرى بن أهل المذاهب الفقهية وغيرهم ؛ فإنه لما كان باب المناظرة فى الرد والقبول متسعا » وكل واحد من المتناظرين فى الاستدلال والجواب يرسل عنانه فى الاحتجاج » ومئه ما يكون صوابا » ومئه ما يكون خخطأ » فاحتاج الأثمة إلى أن يضعوا آدابا وأحكاما يتف المتناظران عند حدودها فى الرد والقبول » وكيف يكون حال المستدل وامجيب ؛ وحيث يسوغ له أن بكون مستدلا » وكيف يكون مخصوصا منقطعا » ونحل اعتراضه ومعارضه وأين يجب عليه السكوت )١(‏ .

. مقدمة ابن خلدون‎ )١(

ِ 0000002 نا رضن مناظراث القصباء فى را العمتر مناظرة بان محمد بن الحسن والشافعى

قال محمد بن الحسن : ما تقول فى رجل غصب من رجل ساجة » فبى علما بناء » أنفق فيه ألف دره ‏ ثم جاء صاحب الساجة » فأئبت بشاهدين عدلين أن هذا اغتصب هذه اساجة وبنى علببا » ماكنت كم ؟

قال الشافعى : أقول لصاحب الساجة أن تأخدذ قيمتها » فان رض ح5.ت له بالقيمة » وإن ألى. إلا !| لساجة قلعا له » ورددتا إليه .

قال كمل : فا تقول فى رجل اغتصب من رجل شيط حرير » فبخاط به بطنه ع فجاعء صاءحب الخرط 3 وأثبدت بشبادة عدن أن هذا اغتصب هذا الخيط . أكنت تزع الخيط من بطنه ؟ قال الشافعى لا . قال محمد : الله أكبر » تركت قولك . قال الشافعى : لا تعجل » أخمرفى لولم يغصسيه الساجة من أحد ؛ وأراد أن يقلع هذا البناء عنها » أيباح له ذلك » أم درم عليه ؟ فقال مدل يباح » فقال الشافعى : أفرأيت اوكان الخرط خيط نفسه » فأراد أن ينز عه من بطنه ظ أمباح له ذلك » أم حرم عليه ؟ فال محمدة بل حرم ؛ فقال : فكيف نقيس مباحا على محرم .

قال محمد : أرأيت لو أدخل غاصب الساجة فى سفينة » وليج فى البحرء أكنت تنزع اللوح من السفينة .

قال الشافعى : آمره أن يقرب سفينته إلى أقرب المراسى إليه ثم أنزع اللوح » وأدفعه إلى صاحيه .

قال محمد : أليس قد قال رسول الله يل : لاضرر ولا ضرار ؟ فقال الشافعى : هو أضر بنفسه » ول يضر به .

م قال الشافعى : ما تقول فى رجل اغتصضب من رجل جارية 2 فأولدها عشرة كلهم قد قرءوا القرآنالككريم ‏ وخخطبوا على النابر: وحكوا بينالمسلمين » فأثبت صاحب الجارية بشاهدين عدلن » أن هذا اغتصها منه » ناشدتلك التّه

داه4ة]! د

بماذا كنت نمكم ؟ قال : أحكم بأن أولاده أرقاء لصاحب الجارية » فال الشافعى : أسبما أعظر ضررا أن تجعل أولاده أرقاء أوتقاع البناء عن الساجة م مناظرة بين الشافعى وإسحاق بن راهريه

تناظر إاق بن راهويه مع الشافعى فى جلود الميئة إذا دبغت . فقد قال الشافعى دباغها طهورها : فقال إسعاق ما الدليل ؟ فقال الشافعى : حديث الزهرى عن عبيد الله عن عبد الله بن عباس عن ميموئة أن النى ييخ مر بشاة ميتة » فقال : هلا انتفعم مجلدها .

قال ابن إسماق : حديث ابن حكم : كتب إلينا رسول الله 2 قبل موته بشهر ألا تنتفعوا من الميتة بإهات ولا عصب- أشبه أن يكون نابا لحديث ميمونة » لأنه قبل موته بشمر . ش

قال الشافعى : هذا كتاب وذاك سماع .

قال إسعاق : إن التى يله كتب إلى كسرى » وقيصر » وكان .حجة علهم عند الله . فسكثت الشافعى .

اهلقا 3 2 مر لمر الرارئع إلى عصراهت لا

كان الناس فى العصور السابقة قسمين : أحدهما ممجدّبد يطلب الدين من أصوله والثانى مقلد يأى أهل العلم ؛ فيسأهم عن حكم الدين فى الآمر الذى عرض له .

أما الناس فى هذه العصور » فقد استولت علهم روح التقليد » وأصبح الفقيه من يعر ف ما استنبطه غيره » لا من يستنبط الأحكام من مصادرها » وشاع تقايد أصماب المذاهب السابقة . حبّى قال الإمام أبوالحسن الكرشى : كل آبة تخالف ما عليه أصحابنا فهى مؤولة أومنسوخة » وكل حديث كذلك فهر مؤول أومنسوخ (2© . ولم يعرف أن أحداً أقدم على فتح باب الاجتهاد بعد أن أحكوا إغلاقه » إلا الإمام الجويتى والد إمام لحر مين ؛ وعدداً قليلا من العلاء اجنبدوا فى بعض المسائل .

ولكن لماذا غلقت أبواب العلم أمام العقول » وقد كانت مفتحة » وركزت العقول ى محرط التقليد الضيق » وقد كانت ى ساحة الاجنباد المنسعة الأرجاء ؟ السبب فى ذلك عدة أمور منها :

تعصب التلاميل لآثار أساتلتهم من الأثمة المتهدين الذين أناروا العضر اأسابق » وكشفوا ظلات المسائل بنور عقلهم الساطع » وإن التعصب لفكرة يحمل الإنسان على امود علا » والتعلق بأهداما » ودعوة الناس إلما ‏ و تبيذها » وكذلاك فعل أو لثلك الذين جاءوا بعد الأمة السابقين » ققد عنوا بدراسة مذاههم ‏ ونشرها بدل السير على منواها ؛ والاجتباد كا اجتهد أصصاما ؛ فوثق الناس بالسابقين » وشكوا فى أنفسهم .

. تاريخ التشريع للأستاذ محمد المضرى‎ ) ١(

مد لأا هب

القضاء :

كان اللتلفاء محتارون قضامهم أول الأمر من احبدين 1 لامن المقلدين 2 ولكلهم قُْ هأد 'العصور آثروا انم ختيارهم من المقلدين , ليقيدوهم عذهب 6 وليعيئوا هم ما كمون به 6 نحيث يكونون معزولين عن كل قضاء يخالف ذلك المذهب » ولأن بعض القضاة المرهدين كان يتعر ض لتتخطفة الفقهاء » فيك ون كله مثار تقد عند اناس > لأسيب اطمثنان لم » لم » وحكم القضاة يجب أن يكون داعية اطمئنان » لا داعية

٠‏ ليطمئن الناس على أمرالم ودمائيم وأعراضهم . وكان تقييد القاضى

ذهب يرتضيه الخليفة سببا فى نشر هذا المذهب » واكتفاء أكر اناس به ٠‏

سعى اليكام المستبدمت لإغلاق باب الاجتباد ع نمم و-- كّ استمراره مفترحا ما قد ينقض علهم أمرهم » إذ العقرل » ات مره ال مال الدين من حقائق » وتملوا من يتابيعه ٠‏ وجددتمن أضوله ما ينقض دعام يبنها الفلالمون » ويؤسس قراعدها الغاشمرن .

تدوين الملاهب

فتدويها سهل على الناس تناو لها ؛ .والثاس دائما يطابون السول اليسير ظ دون الصعب العسير .

كان يدفع الناس إلى الاجتهاد فيا سبق تعرف أحكام حوادبث جدت لا يعر فون حكمها وشَكوت عر ضِت لايدركون أمر الشريعة ى شما ٠‏ فلا جاء الممبدون ق الدور السابق » ودونوا أحكام الحوادث الى عر ضت والى حتمل عروضها » صار الناس كلا عر ضت لم مسألة وجدوا السابقين قد تعر ضوا لا » فاكتفواأ عقالم فى شأنها » فسدت ساجهم با وجدرا » فلا حافز مخفز هم إلى نحث جديد » وساعد ذلك ما للأقدمين من تقدير » وما يكسهم الزمن من إجلال » وعناية الأثم بتكرم الندلف الصالح عن الماضين لر تبط حاضرها بماضها برباط متين .

لهذا كله انصرف الناس إلى التقليد » اللهم إلا فى تعرف علل الأحكام فى امهب » وهذا هو الذى يسمى نخريج المناط » أو ثر جين بعض الا راء فى المذهب على غبرها » ويسمى من أوثى القدرة على ذلك امتهد فى المذهب ء

- 44

المناظرات والخدل : لاتظن أن المناظرات قد قلت عن العصر السابق » لإقفال باب الاجتهاد » وإحكام إغلاقه » بل إن امحادلات' قد اشتدت » وشاعت ؛ ولكن بين كان الغرض مما فم سبق الوصول إلى معرفة حم من الأحكام » ضار الغرض مها قّ هله العصور تنصمرة يذهب على مذهب » وقد شاعت الس" المناظرات شيوعاً كششراً » فكانت لا تلو منها مدينة فى العراق أو خراسان . كانت المناظرات تعقد أمام الوزراء والكتراء » ومحضرها كثير من أهل

العلى » وبلغ سيلها أعلى ارتفاءه » حتى كانت تعقد فى مجالس العزاء .

قال أبو الوليد الباجى : العادة ببغداد أن من أصيب بوفاة أحد ممن يكرم عليه » قعد أياما مسجد ربضه » مجالسه فها جيرانه » وإنحوانه » فإذا مضت أيام عزوه » وعزموا عليه فى التسلى إلى عادئه من تصرفه » فتلك. الأيام الى يعقد مها فى مسجده للعزاء » مع إخوانه وجبرانه لا تقطع ى الأغلب إلا بقراءة القرآن الكر يم » أو ممناظرة الفقهاء فى المساجد

انثال الناس على المناقشات الفقهية » واشتدت المناقشة بين الشافعية والحنفية » وماكان الدافم معرفة علل الأحكام ؛ أو استنباط قواعد الشرع ) بل إرضاء “بمة التعصب »2 وشبوة الحكام . وكان حجة الإسلام الغزالى من أحدٌ الناس فى الحدل والمناظرة » وأقواهم ف الأخذ بناصية خصمه » ولكنه تاب إلى الله » ول يعد هذا النوع من النقائن من ااتعاون على طلبه الحق ؛ بل قال قى هؤ لاء المتناظرين : إن هؤلاء القوم يلبسون على أنفسهم بقوهم إن التعاون على طلب المق من الدين .

وقال أبوحيان التوحيدى : «معت أباحامد يقول لظاهر العبادلى : ولاتعلق كثيراً لما تسمع منى فى مجلس الجدل ؛ فإن الكلام بجرى فمه على ختل,

998!] سد

الخصم ومغالطته » ودفعه ومغاليته » فلسئا نتكم أو مجه الله نالصا » ولو أردنا ذلك لكان خخطونا إلى الصمت أسرع من تطاو لنا فى الكلام» وإن كنا الله تعالى . 1

وقد أدت تلك الملاحاة » وهذه المناقشات التى كانت تتخل أحيانا للمغالطات إلى أمرين :

إحد.هما : إتمام وضع عم أدب البحث والمناظرة ٠»‏ الذى سماه ابن خخلدون علٍ الجدل » وقد بينا أنه ابتدأ فها سبق .

ثائيبما : اشتداد التعصب المذهبى الذى انتقل إلى مخاصهات فعداوات » وسرى ذلك إلى العامة » حتى كاد يؤدى إلى تناحر » ووصلت الخال إلى أن بعض الفقهاء كان لا جوز إمامة الخالف للمذهب ( وى ذلك شطط »> وخروج عن جادة الاعتدال » فإن الأثمة رضوان الله علبم كان كل منهم بجحل رأى الآخر » وإن كان مخالفه » والقاعدة الفقهية الأثورة الى تقول : مذلهبنا صواب تمل اللطأ » ومذهب غيرنا خطأ محتمل الصواب» كانت قانومم .

وقد كان الشافعى يقول عن ألى حنيفة : الناس ف الفقه عيال على أنى حنيفة . وكان يتقول لأحمد بن حنبل:إذ! صح الحديث عندك فأعلمى به .

هذا ولا زال إلى الآ ن أثارة قليلة من :!١‏ لتعصب بين أهل المذاهب » نرجو أن تزيلها سعة العقول والأفهام .

تنجة خط ين

فوع بسدة ١‏ - ١كلاجر‏

هو شيخ المفكرين فى العصر الأموى » وإمام الزهاد » وقدوة الوعاظ ؛ وذو اللسن والبيان » والتقوى والإمان .

وإذا كان من الواجب عند دراسة المفكر أن نرد آراءه ومناحى تفكره إلى عناصرها الأولى ؛ وينابيعها الى أبل منها » فن اللازم أن نبين عند المكلام على الحسن أسرته ودمه ومجاسه » والبيئة الى ترعرع فى ظلها » وشدا قى جوها » وما نحت سلطانها » وأن نبين أعماله الثى تولاها » فسارت على وفقها عادائه » وتكولت على مبعجهًا ملكاته .

أسرته :

ولد الحسن من أبوين من الموالى » بل من رقيق الفرس » فأبوه يسار من أسرى ميسان 6١(‏ أسره المغيرة بن شعبة عند فتحها فى عهد عمر بن اللتطاب رضى الله عنه .

وقد صار مولى زيد بن ثابت رضى الله عنه » وأمه خمرة من السبايا » وصارت مولاة لأم سلمة زوج النبى يله دأم المؤمئن ؛ وى بينها ولد الحسن » وقد منحته أم المؤمنين كلاءتها ورعايتها » حى أن ن أمه رعا غابت فى حاجته » فيبكى ؛ فتعطيه ثدسها تعلله به إلى أن تجىء أمه 1 ,

من هذا السياق نفهم أنه ولد » وأمه أمة لآم المؤمنين أم سلمة » وإذا طبقنا الحكي الشرعى فى هذه الخال وجب أن نقول أن الحسن ولد على الرق » لأن ابن الآمة يتبع أمه فى رقها » مالم يكن ابن سيدها .

. قرية أو صقع بالعراق‎ )١( ويروى ابن ششكان أن ثدبها در عأيه » فشر به ويقول : فير وون أن تاك الحكة‎ 50 . والفصاحة من بركة ذلك . أه‎

ل كك

ولكن بسهر ان أم سلمة أعتقته هو وأمه » أو أعتقته فقط » لأثا لانعرف له مالكا سواها ؛ و يظهر أن العتق جاءه وهو صغير » لآن الرواة لم يذ كروه على أنه عبد ل, الإ منين » ولو أنه استمر عبدا أمدا طويلا لاشتبر ذلك » ولتناقلته الرواة » ولعل الحجاج كان يرى إلى تعبيره برقه صغيرا عندما قال مخاطبا جند الشام » إذ بلغه تفسيقه له : أيشتمى عبيد أهل البصرة » وأنم حشور » فلا ترون .

وكان أبوه مولى لزيد بن ثابت كنا علمت » وأمه مولاة لأم سلمة وق وسط هذه اللحكمة ولد » ومن أفاويقها رضع » ومن متاهلها العذبة شرب » وهو فوق ذلك من الموالى » والموالى كانوا فى مقدمة الباحثين فى العلوم »

قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ؛ لما مات العبادلة : عبد الله بن عباس » وعبد الله بن الزبير » وعيد الله بن عمرو بن العاص - صار الفقه فى جميع البلدان إلى الموالى » فصار فقيه أهل مكة عطاء بن أى رباح » وفقيه أهل المن طاووس » وفقيه أهل العامة حبى بن كثشر » وفقيه أهل البصرة الحسن البصرى » وفقيه أهلالكوفة النخعى » وفقيه أهل الشام مكحول . وفقيه أهل خراسان عطاء الحراسالى إلا المدينة المنورة » فَإن الله تعالى دخحصها بقرشى ٠‏ فكان فقيه أهل المدينة غير مدافع سعيد بن المسيب م

ولعل السبب ق ذلك :

١‏ ك اشتغال العرب بالجهاد والترب والرياسة والسياسة » وإدارة شثون الدولة » وتفرغ هؤلاء للعلوم » قعاليوها ومخصوها .

؟ - أن الموالى فقدوا السلطان ووجدوا ى قيادة الأفكار 8 والسيادة العقلية معوضا لما فقدوا .

'"' أن موالى الصحابة اختصوا مخدمهم واتباعهم فورثوا عا 1 ولقلوا للأجيال أفكاره +302

رهم - هؤلاء الموالى حضر »رورثوا ثقافة فكرية عن أممهم »؛ ونرعات

سد همهث## دا

عقلية يما مها لدراسات ديئية » ففرسوا أقوى الغرس » وأنتجوا أطيب الشر

0

ولدا يسن بالمدينةالمذورة » ونتشأبوا دى القرى» تمعاد إل الملريئةالمنو رةءوعاش بيتلدصلة بالبيوت النبوية»ول نعم بالتعين ار ز عن الى بى فيهبالمدينةالمنورة. ويظهر أنه قفى فبأ السئن الأولى من شبابه » فانه يروى أنه كان بالمدينة المنورة إذ قتل عهان » وكانت سنه أربع عشرة سنة 5

جاء فى المنية والأمل : قال الحسن كنت بالمدينة بوع قثل عمان » وكنت ابن أريع عشرة سنة : وروى الحسن أن أمير المؤمنين ( عليا ) لما بلغه قتل عتان » وهو فى ناحية المسجد رفع يده وقال : اللهم لم أرض ول أمالى* ‏

فهذا ادر يدل على أنه كان بالمدينة وهو يافع » ولا ندرى إلى مى استمر وأقام وقد كانت المدينة المنورة عش الصحابة » وإلبا يفد كل زتماء الأثم المفتوحة » وفها من كل طوائف الناس أفواج وجموع ٠‏ لأنها كانت قصبة اله الإسلاى » وطبىى أن يتورد الناس على قصبة دولهم ؛ ومقر كلهم »فق المديئة المنوررة التى الحسن ببعض الصحابة » وقد قال : لقيت ثلوائة من الصحابة منهم سبعون بدريا » فأخخل عنم وتلق كثراً من علومهم م

كان عمر لايوزع الأسارى إلا بعد أن مجيثرا إلى المدينة » وكان فى مؤلاء الأسرى أشراف من الفرس والروم » فاجت المدينة سهم » وكانوا

متعلمين على الذبج النبى ساد فى أنمهم ؛ ودخل كثير مهم فى الإسلام ؛ فصبخوأ الحياة الإسلامية بصبغهم .

على سؤلاء وأولئك تلق الحسن البصرى علومه الأولى ومعارقة » وهو ناشبيىء » والتقى ف دراسته عل اللدين بالعلوم الفارسية » والنزعات الىكانت للأثم السابقة .

وانتقل بعد ذلك إلى العراق » وق العراق الل والنتحل والأهواءء وقد

كان موطنا لاءنيات قلا عة » كان السريان قد انتشروا فيه 4 وأنشوا لم :»تاريخ الجدل)

#05 لس

العراق قبل الإسلام مذاهب نصرانية تتجادل ف كثر من العقائك » وكان © الحرة يونان مثقفون » وكات العراق فى الإسلام ميدانا الحروب والفن ء والتتاحر ادبي بان الشيعة واشايج يدم . ذلك المزيج من التحل والأهواء 2 نم الحسن رجواته 3 والتفس لقوية تستمخلص غذاءها ااروحى من كل الأفكار » كالرجل القوى يستخلص قوته من حساك السعدان »؛ ومن وسل القتاد » فلك عجب إذا تغلذت نفس اسن اليصرى من هذه الأفكار المتضاربة » والآراء المتاحرة » واستسخلصت من بيها ما ينما ويقرما مها . وإن النفس القوية تستفيد من باطل الأراء كما تستفيك را ن ضمييحها إذ تعرف ما فى الباطل من دحل 3 وما ثناياه من نحطل » فيكون إدرا كها للحق على بينة ويقين . وليس قويا فى نفسه هو الذى يتحير قُّ وسط الشيهات ومتنازع الأهواء والأفكار 6 ولكن القوى قَّ نفسه هو الذى يتخير «ذهبه الحق وسط أعاصير الأهواء » فلا يتطرق الثِّك إلى قله ع ولا يرد الاضطراب إلى لسك ع بل لا يزيده اضطراب الآراء إلا بقينا 3 والتحام الأفكار إلا تثبيتا 3 كالشجر الثابت يأخل من الريح العامصوض غذاءه ولايصاب بأذى .

وكذلك كان الحسن البصرى فى معتلج الآ راء ؛ ومضطرب المذاهب اتخذ له مذهبااق الدين آمن به حى اللإممان ع وأذعن له حق الإذعان ٠»‏ وكان كالطود الأشم تصظدم به الرياح ء فتتيدد حوله » وهو جام : ق مكانه » يستخلص من تلك الفين مأبلدعم حجته ؛ وير محدجته » ويقوى به دعوته » ويثبت ما رآه : ف الدين حقا » وفى أغلاق الناس منارا .

وقد استنبط بعض المكتاب من حال أبيه وأمه ؛ وكونهما كانا فارسين و ن الأسارى وأنهما لقناه اللغة الفارسية صغير أ 6 وأجادها كبيراً . وى الحق أنه لم ن بخن أيدينا سيل تاريتى أثبت ذلاثك أو نفأه » ولانستطيع أنْ نتعر قب

ن كلامه أنه كان مجيد الفارسية أو لامجيدها . إذ أن أفكاره وآراءه كانت

لد 7١9‏ سم

إما عملية » وإما اعتقادية » وكلتاهما كانت نمت إلى الدين بسبب وثيىٌ ع وإلى الأفكار الى انتشرت فى عصره بصلة .

الأحرال الاجماعية ق عصره :

رأى الحسن البصرى عصرين متناقضين » رأى الإسلام » وقد اكتملت قوته ؛ وعمست هدايته ؛ و رأى الفكن وقد اشتدث» والإحن الجاهلية وقد استيقات من سباءها » ووثبت من مرقدها .

نعي قد أدرك طرفا من عصر الخلفاء الراشدين وأشطراً من عصر الأمويين رأئ فى العصر الأول حكر الإسلام قائما ». الصولة فيه للحق » والأخلاق يتأثرون فا أدب النى الكرم » والمؤمنون فيه أشداء على الكفار رحياء بيهم » آذلة للمؤمنن أعزة على الكافرين » بأسيم على عدوه, © وهم يد واحدة على كل خصومهم 2( ويد واحدة فى إصلاح شئونهم . ورأى الأحداث قد قسمث المسلمين » فريق مع الإمام العادل . رفريق قد خرج عليه ؛ وتأول » ثم رأى كيف أغدذت الوحدة فى الانشقاق » والهوة فى الاتساع ‏ حبى جاء العصر الأموى » فوجد الآمة مجتمع فى بعض الأحيان » وتختلف ف أكثر ها ء ورآها فى اجناعها وافتراقها قد ضعف فها صرت الدين » وإن اشتدت الدعوة إليه » فى وسط زوبعة من الاخبتلاف و الاتقسام والمنازعة «اللتام . ْ

وف غفلة الناس أو انتباه من بعضهم استيقظت العصبية التاهلية » وقويت الاختلافات القبلية البى نبى عنبا الإسلام » وساد التفاخر بالأنساب وبالأحساب لا بالأعمال والتقوى » وانتشر اللهاجى والاقذاع ف الشنم والطعن ؛ ولم جد الحلفاء الأمويون حرجا دينيا منعهم من أن بأمروا الناس بسب على رضى الله عنه على المنابر » وى احالس ء وكأن ذلك فريضة دينية واجبة الآداء وقربة حتسبة الخراء . ْ

كان لكل ذلك أثر فى نفس الحسن البصرى » ولسكن أ

جعله يدرك قيمة الدين » وأثر الثانية سابق جعله يفهم ماف الانشقاق من آثام»

ثر الأولى موجب

8 أ م

وما فى هجر الدين من مفاسد » ولذا كان يدعو الناس إلى الأخذ بما أخل به سلف الأمة والاهتداء مهدمبم » والشير ى طريقهم » واتباع نبجهم » وانظر إليه وهو يصف أثر سلف الأآمة فى نفسه » وأثر عصر الف فبا » إذيقول لأصخابه : واللهلوأدر جلامنك أدر لثمن أدركتمن القر نالأول» ورأىمن رأيت من السلف الصالح » لأصبح مهموما » وأمسى مغموما » وعم أن الود منكم كاللاعب 3 واحهد كالتارك » وأو كنت راضيا عن نفبى لوعظتكم » ولكن الله يعلم أنى غير راض عنها » ولذا أبغضتا وأبغضتكم .

أمبا الناس إن لله عبادا قلو-هم محزونة » وشرورهم مأمونة » وأنفسهم عفيفة » وحواتجهم خفيفة » صيروا الأيام القلائل » لما رجوه فى الدهور الأطاول . أما اليل فقائمون على أقدامهم يتضرعون إلى ر-بم » ويسعون ىق فكاك رقاءبم » تجرىمن الحشية دموعهم . وأما اللبارفحلماء علاء أثقياء أخفياء» يحسهم الجاهل أغنياء من التعفف » مالم من اللحشية مرضى » وما بهم مرض » ولكهم خصصوا بذكر النار وأهراها » وهم كانوأ فها أحل لم أزهد منكم فيا حرم عليكم » وكانوا أبصر بقلومهم لدينهم منكم لدنيا كم بأبصاركم ٠‏ ولم كانوا للسناتهم أن ترد علمهم أخحوف منكم أن تعذبوا عل سيئاتكم . أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون .

وق عصره التقت سذاجة العرب محضارات الأم ذوات الحضارات القديمة » وابتدأ العرب ينبلون من مناهل هذه الحضارات الى القت فيه عادات العرب بعادات غيرهم من الأثم » واصطدمت عواطف ممتلفة : وتصارعت العادات » وتغالبت القوميات » فكانت جوار المعارك السياسية الفاشية والاضطرابات الفكرية السائدة معار ك نفسية قوامها اصطدام مدنيات. واضطراب حضارات .

وف عصور الاضطراب هذه تصبر العقائد » فأما الزبد فيذهب جفاء » وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض . تظهر عقائد وآراء وأفكار » ولكنها سرعان ما تذوب .وتطومها لجة التاريخ » وفى وسط ذلك الملتحم » وذلك

ست ١*3‏ مسر

المياج الفكرى يتحمس كل معتقد لما يعتقده » وكل مفكر لما يرتئيه . وقد كان اسلتسن البصرى فى منبجه مؤمنالصا لإعانه لذلك حمس للإمان» واشتد فى طلبه » فكان له الأزلة الأولى فى عصره . ١‏ ,الخالة السياسية ق عضصره :

أدرك الحسن نوعين من الحكم 3 أدرك حكم الدين قائماً » وأمر المسلمين شورى بيهم ؛ وأدرك حكم الغلب وقد اشتد و احتد . أدرك عصر الخلفاء الراشدين » واللخليفة فيه يقول ؛ : من رأى منكم فى اعوجاجا فليقومه . وأدرك عصر , بى أمية » وخطيهم يقول ؛ من قال لى اتق الله قطعت علقه . وفوق ذلك أدرك المدكم وهويلتقل من خلافة إلى ملك رفيق » فلك عفضوض

نشأ نشأته الأولى والناس فى أمن ودعة واطمئنان وسلام » يطيعون الله » ويطيعون أولى الآمر » ويجدون فى أولى الأمر منفذين لأحكام الدين فهم :

مقيمين لما أقام الله » خافضين لما خفض » عن الشرع يصدرون » يشعر

الناس بأن الحاكم ليس إلا أحدهم » ولكنه معنى بأمورهم 5 يه أن يم حك الله فييم نهم . ولما ظهرت رءوس الفأ ء وبدت أنياب الشر » وأخذ الناس ينشرون السوء عن الخليفة الثالث » حبثى قتلوهككان الحسن قد سار يافعا » فعلم هذه الفتنة » ورآها رأى العين » وأدرك مااجرته من ويلاث .

رأى بعد ذلك الخليفة الرابع » وقد رفع سلاح التق فى وجه الباطل » يناغمله البيان الرائع الآخذ بنياط القلوب » وبالسيف أحيانا » ثم رأى بعضا من العرب أخذوا ينحازون إلى الباطل » لثقل الحق عليهم »؛ ورأى كيف اختلف أهل الحق فى حقهم » واجتمع المبطلون فى باطلهم .

غغر أنه لم عب ويضع فى هله الفئن الطخياء » بل آثر السكون » لاضطراب حبل الأمور » واختلاط الحق بالباطل » وأن الناس مخبطون عشواء » وصوت الداعى إلى الحق لايصل إلى الأسماع عند اشتداد الفن واصطخاب الإحن .

رأى أن النائم فى هذه الفئن خير من اليقظان » والقاعد ير من القاآم »

سم 19آ سب

والقائم خمر من السايي, » لان سيل الشر قد طلم ؛ والقاوب علها ]اها ) والأسماع قد أصيئها هموجاء الفكن .

وقد استمرت تلك الفئّن سنين -حدثت فها أحد.اث ؛ وفسدت فبها الأمورء وهزعت الأخلاق» ورميت الكعبة المشرفة بالمنجنيق» وقتل ابن ذات النطاقن » ورأى شدة فى الحكام » لم تعهد فى سلف هذه الأمة » رأى زياد ابن أبيه ينشر حكما لايعتمد على الحق ٠‏ ورأى الحجاج محاكيه » فيأخذ الناس بشدة لم يعرف طا فى تاريخ الإسلام نظير » دماء مبراق ظلا » وفساد يعم الآ فاق ؛ وتنيع لأهل الفقه والدين » وتسقط لهفوات المسلمين » وتقص لعورات المؤمندن .

كان لكل هذا أثر سلبى وإيجالى فى نفس اسن وآرائه ومتهءجه الذى سار عليه . وجب أن نعل أن النفوس تتاق من بيثتها ما يوائمها » ويسايرها » ونفس تقية عرفت طرائق الصا حين » لابد أن يكون تأشر هذه السياسة فببها مغايراً لتأثر ها فى نفس من كان عنده استعداد للشر والطغيان » إِد هى بيها تغرى هذا بالطغيان » تنفر ذلك من السلطان » وتوجهه نحو الديان .

إن النفس التقية الوادعة المؤمنة إن رأت نوعا من حكم الطغاة » اجهت إلى رضوان الله تبتغيه » وإلى جنات النعم » وعكفت على توجيه الناس إلى الآخرة ؛ لبرجو فبا المثوبة » لأنهم يشسوا من أية راحة فى هذه الدنيا » ولعل هذه السياسة كانت من أسباب توجيه الحسن إلى الدعوة إلى الآخخرة » والاسهانة بالدنيا .

بل لعل هذه السياسة وهى الى دفعت كثيراً من الصحابة والتابعين إلى العكوف على دراسة القرآن الكر.م ؛ وتفهم أحكام الدين » ورواية أحاديث النى يلتم كانت من أسباب انصراف الحسن إلى تللك الدراسات الدينية الواسعة النطاق بدل الاشتغال بالسياسة العملية » وفيه استعداد لها 0) .

. لبيانه وقوة نفوذه » كا يتبين ذلك فى موضمه إن شاء الله تعالى‎ )1١(

سم [1] سه

ولقد كانت الملاحا ة السياسية بن بى أمية ( والخارجين علمهم » من خوار جح وشيعة 6 ذات أثر كبير فىآراء اسمن الدينية 4 الى لها صلة بالسياسة

كا سنبين .

الأسوال الفكرية فى عصره :

فتحث العراق وفارس » والشام ومصر ؛ وغيرها ق عصر الخلفاء الراشدين » ووجد بعد الفتتح دعاة للإسلام بأق واه وبسير نهم ؛ ومحكي العدل ينثر بيهم » وبانقاذهم الناس من الاضطهاد الديى فى مللهم ؛ فكان طبعيا أن يتحرك المتحمسون لتلا الديانات » للدفاع عن كيانها » وكاث طبعيا أن تكثر المناقشات فى الديانات » وأن يلتم المددل فببها ى العصر الأموى بن المسلمين وغير هم » وكات العراق مهدا لكثر من هذا اللجلاف ع وذلك السادل .

ولما دخل الموالى فى الإسلام دلت معهم نحل مختلفة » وآراء فى الدين مضطربة » فنشأ من بينهم النحسمة المشهة » وغيرهم » وكان هذا كله مثار جدل » وملتحم أفكار » والاختلاف السياسى وما تبعه من انقسام إلى خوارج وشيعة» وأمويين » وانقسام كل جاعة فيا ينهم تبعه اختلاف فكرى شديد »؛ والتحام مذهى عنيف .

فكان لهذا وذاك أثر فكرى قف تكوين الحسن البصرى آراءه ومذاهبه فى أصول العقائد .

وفى عهده ابتدأت العلوم الدينية تتكون » فابتدأ التابعرن يستخرجون أحكام الدين من القرآنالكر بم يفرعونباء ويفصلوباءوكان ذلك النحو ف العراق وابتدأ الحديث يدون فى هذا العصر » فكان لكل هذا أثرى نفس الحسن » وإذا أضفنا إلى ذلك أنه اجتمع بثلمائة صعالى أخخل عنهم » وتلق علمهم » صح لنا أن نقول أنه اجتمعت له دراسات دينية عالية مع استعداد قوى ؛ وإممان ثابت » فكان منه قائد فكر » وزعم جيل .

سس 1119] مم

صفاته :

جمع ألله للحسئ من الصفات ما سعله وسعيك مره علا وففلا . وهاهى ذه : ش

الل كام :

كان ذكيا سحاد الذكاء قوى الإدراك » وكان عميق الفكرة » لايكتق بالنظرة الأولى فى الأمور » بل يرددها مرتين » وبراجع الفكرة حتى يتكون الرأى » فإذا تكون فهو الحبال الراسيات . سكل أنس عن مسألة فال : سلوا مرلانا امسن » فقيل له ؛ أتقول ذلك ؟ فققال : سلوا مولانا الحسن » فإنه سمم وسمعنا » وحفظ ونسينا . وانظر إلى مناقشاته للحجاج » فإنها تدل على بدسبة حاضرة » وذهن جبار . ونفس قوية . قال له اجاج مرة ما تقول فى على وعمان . قال : قول من هو خصر مى عند من هو ثس منك ؛ قال فرعون لموسى ما بال القرون الأولى » قال علمها عند رنى 219 ,

حرية الفكر مع الابمان الصادق :

بعر الحسن ممن أدرك عصر الصحابة » فهر تابعى » وقد ثلى علوم الدين من أفواههم » وسرت نورانيته إليه من قلوهم » وكان مع تأثره طريق السلف » واقتفائه آثارهم » مهد فيا يعرض من الأمور بعقل قوى » جامعا ببن المعقول والمنقول » لا حاكى أحداً من غير دليل » ولايتبع غيره من غير برهان . ادهمت فن فكرية » وأثشرت زوايع كلامية » ومذاهب كشرة » فاأعمام مدهمها » ولا أذهب استقلال فكره نطوم » بل رأيه يستمده من قلبه » ولا يستفى سواه » وسليين ذلاك واضحا عندما نتكم عن آرائه .

الشجاعة :

فى وسط ذلك الحو الحائق حبست الآراء فى الصدور » وكتمت الالسنة عن أن تنطق مما تعتقده القلوب» ولكن | لسن ما آثاه الله من قلب جرىء »

15) النية والأمل المرتفى .

115 سم

ونفس مؤمنة مما تعتقد » وقلب وائق بالله شديد الإعان به كان بقرر الحق ع لاشى فى الله لومة لام » ولا عقاب معاقب » كان فى درسه حر الفكر » حر القول » لا يقصد بقوله إرضاء أحد » بل يقصد إحفاق الحق .

سأله رجل عن الفين » فقال لا تكن مع هؤلاء » ولا مع هؤلاء » فأراد إحراجه رجل من أهل الشام . فقال له : ولامع أمير المؤمندن » يا أبا سعيد »2 فعضب 2 وشخط بيده » ثم قال : ولا مع أمير المؤمندن يا أبا سعيد !! ! نعم ولا مع أمير المؤمنين . '

حاوره النضر بن عمار والى البصرة » فكان من قوله : اتق الله أمها الرجل فى نفسلك . وأم الله لقد رأيت أقواما كانوا قبلاث فى مككانك » يعلون المناير» ومبيز لم المواكب » وجرون الذيول بطرا ورياء الناس » يبنوت المدر ويؤثرون الأثر ء ويتنافسون فى الثياب » أخرجوا من سلطائهم » وسلبوا ما جمعوا من دنياهم » وقدموا على رمم » ونزلوا على ألم . ٠‏ فالويل لم يوم التغابن » وياويلهم يوم يفر المرء من أنحيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه » لكل امرىه مهم يومئذ شأن يغنيه » ٠‏

بنى الحجاج دارا بواسط » وأحضر الحسن ليراها » فلا دخلها قال : الحمد لله » إن الملوك ليرون لأنفسهم عزا » وإنا لترى فهم كل يوم عبرا » يعمد أحدهم إلى قصر فريشيده » وإلى فرش فينجده » وإلى ملابس ومرا كب فيحستها ثم محف به ذباب طمع وفراش ثار وأصحاب سوء » فيقول انظروا ماذا صنئعت » لقد رأينا أما المغرور » فكان ماذا يا أفسق الفاسقن » أما أهل السموات فقد لعنوك وأما أدل الأرض ذقد مقتوك » بنيت دار الفناء » وخخربث دار البقاء وغررت فى دار الغرور » لتذل فى دار الحبور . ثم خرج وهو يقول : إن الله سبمحانه تُخذ عهده على العلاء لييشهالتاس » ولابكتمونه .

وبلغ الحجاج ما قال » فاشتد غضبه » وجمع أهل الشام . فقال أيشتمى عبيد أهل البصرة » وأنم حضور » فلا تنكرون » ثم أمر باحضار الحسن فجاء » وهو رك شفتيه مما لم يسمع » حبى دخمل على اتلتجاج . فقال اما

116 سم

يا أبا سعيد » أماكان لإمرتى علياك دق حين قلت ما قات . فقال يرحملك الله أبا الأمبر » إن من خحرفك حتى تبلغ أمنك أرفق بلك وأحب إليلك ممن آمك حبى تبلغ االحوف ؛ وما أردث الذى سبق إلى وهمك » والأمران بيدك العفو والعقوية » فافعل الأولى بلك ؛ وعلى الله فتوكل » وهو سينا ونعم الوكيل » فاستحيا الحجاج منه ؛ واعتذر منه وحباه .

ولم يكن فى شجاعته مشرورا بل كان معتدلا منزنا يقدر للرجل قبل الحطو موضعها ٠‏ ولذلك كان يتسذذ التقية درعا حصينا ٠‏ ا سنبين ذلاك فى صلته بأمراء ببى أمية . ش

الزرهد ؛:

كان زاهدا ثى عرض الدنيا » طالبا لثواب الأخرة ء» يغلب !لوف على الرجاء والعقاب على الثواب . وهنا للاحظ فى زهده ثلاثة أمور (01© :

الأمر الأول : أنه كان ينبو نفسه » فلي سممن زين لهسوء عمله فرآه حسناء فثراه مخاف الله واف عذاب الأخرة » ويسمين بكل ما قدممنعحل. قال عبد الواحد ابن زيد : لو رأيت الحسن » لقلت صب على هذا حزن الخلائق من طول تلك الدمعة وكثرة ذلك النشييج . وقيل له:صف لنا الحسن © فقال : رحمه الله أبا سعيد كان والله إذا أقبل كأنما رجع من دفن <ميمه ؛ وإذا أدبر كأن النار فوق رأسه » وإذا جلس كأنه أسر قدم لضراب عنقه .

قيل له يوما كيف أصبحت با أبا سعيد. ؟ فقال : والله ما من انكسرت سفيلته فى لمج البحر بأعظم مى مصيبة . قيل ولم ذاك ؟ قال : لأنى من ذنوى على يقين » ومن طاعبى وقبول على على وجل ؛ لا أدرى أقبات منى أم ضرب ما وجهى » فقيل له : أنت تقول ذلك يا أبا سعيد .. فقال ولم لا أقول ذلك . وما الذى يؤمنى من أن يكرن الله سبحانه وتعالى قد نظر إلى وأنا على بعض هنا نظرة مقتنى مها » فأغلق عنى باب التوبة » وحال بينى وبن المغفرة » فأنا أعمل فى غير معتمل . .

. ابن الجوزى‎ )١(

سم 110 سم

وف الحقإن النظر ةالناقدةالفاحصة لعيو ب النفس هى باب البذيب وطريق التكميل ؛ فالنفس اللوامة هى المهذبة » والنفس الحبذة هى المغْيْرة » وماكان الفسمير المستيقظ إلا لائما » متقصيا للسيئات الى وقعت » مستصغرا الحسئات الى كاننتتدافعا للمثل الأعلى » ومسيرا المرء وراء الغاية السامية . الأأمر الثالى : لى يكنر اغباعن التلالالطيب » بل سائراً فجادة الاعتدال» يطلب لذات هله الحياة كنا يبتعد عن موبقاتها معتقدا أن لا رهينة فى الإسلام؛ وأن تحرم ماأحل الله ليس من كمال الإمان . حضرمرة وليمة وحضرها رجل من المتقشفين فل| قدمت اللحلواء رفع الرجل يده رياء وتصنعا » فأكل اللحسن ل : كل يا لدكع بيته » فلنعمة الله عليك فى الماء البارد أعظم من تعمته فى اللخلواء . وسمع رجلا يعيب الفالوذج فقال : لباب الير بلعاب مر ١‏ ما عاب هذا مسلم : وكان حب الاسماع . وعيل إلى الغناء . قال ابن عون أدركت ثلاثة يتشددون ف السماع » وثلاثة يتساهلون ف الغناء » فأما الذين يتساهلون » فالحسن وااشعبى والاخعى » وأما الذين يتشددون فحمد بن سيرين ؛ والقاسم أبن مد ؛ ورجاء بن ححيوة . ومع أننا كم بأنه كان ينال من طيبات الحياة وحلالها نقول إنه بَحْدَ عن زنخحارفها ويرغب عن زينها » وكان إلى الزهاده أقرب . قال العلاء بن زياد سائلا له :رجلان تفرغ أحدهما للعبادة » واشتغل الآخر بالسعى على عر أسبما أففل ؟ فقال الحسن ما اعتدل الرجلان » الذى تفرم للعبادة أفضل . الأمر الثالث : كان مختاط بالناس ولا يعئز هم » فليس من العباد المنقطعين عن الجاعة » ولكنه كان قواما بالليل » وكان أحيانا مخلو ويعتكف . قال حميد خخادمه : قال الشعبى يوما » أريد أن تعلمى إذا خلا الحسن يوما » لأجتمع به اليا ٠‏ فأعلمت بذلك الحسن ؛ فقال عرفه ء» وليأت إذا شاء » فيخلا الحسن يوما . فأعلمت الشعبى » فبادر وأتينا مئزل الحسن » فوجدناه مستقبل القبلة وهو يقول : ابن آدم ل تكن فكونت » وسألت فأعطيت »

سد 11؟ سس

وسئلت فبخلت » بئس والله وبحك ما صئعت . وسلمنا عليه » ووقفنا ساعة , فما أنتفت إلينا » ولا شعر بنا » فقال : الرجل والله فى غير ما نحن فيه » فانصرفنا ولم مجتمع به .

التسامح :

لم يكن فى تديئه متعتصبا تعصبا يدفعه إلى أن يكون كارها لكل انسان مالم يأخذ بدين الإسلام » بل فتح صدره لكل شخص مهما تكن نحلته؛ واستوحى من حقيقة الإسلام الدعرة إلى ابة والسلام » لا إلى اجرب والحصام » ولذا كان محضر درسه النصارى وغيرهم لفتح صدره هم . وكان هو يواده, ؛ ومحاسهم .

حكى أن نصرانيا من المأرددين على مجلسه لسماع أقواله مات » فذهب الحسن إلى أخيه ليعزيه فقال له : أثابك الله على مصيبتك ثواب من أصيب عثلها من أهل دينك » وبارك لنا فى الموت » وجعله غير غائب عنا ننتظره » وعليك بالصير خيا نزل بك من المصائب . وذلك تسامح لم يعرف إلا فى الصالمن الأقوياء الإعان الذين يأخذون بلب الدين ومرماه » ويتركون اللجاجة والحصام ‏ لنفور الشريعة السمحة عنها » ولأن معاملة امْالفين بالمودة تحبهم فى الشريعة وأهلها » ولقد قال تعالى : 9 لاينباكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين » ولم مخرجوكم من دياركم أن تتروهم » وتقسطوا إلهم » إن الله بحب المقسطين ).

الفصاحة :

تفصح الحسن بوادى القرى » ونال من اللغة العربية أشطرها » بل [نى لا أغالى إذا قلت إنه نشأ نشأة عربية نخالصة » ولو أنه فارضى ٠‏ لذلك كان فصيحا » بارع الحكمة » قوى البيان » رائع المعانى. محكى فى بياله صورة صادقة لداية المؤمنين » وعظة للمتقدن » فقد هذب بيانه » وراض نفسه » وقوى إانه » حى قال فيه الأعمش : مازال امسن يعتنى بالحكمة حبى نطق با . وسمعه آخخر وهو يعظ فقال : لله دره إنه لفصيح إذا لفظ » نصيح إذا

م 11197 مه

وعظ » قيل للحجاج من أخخطب الناس . قال : صاحب العامة السوداء بن أخصاص البصرة . يعى الحسن . وقال أبوعمرو بن العلاء : مارأيت أفصم من الحسن البصرى » ومن الحجاج الثقى . فقيل له فأسهما أفصح ٠‏ ثال الحسن .

وقد كان ذا لفظ نقى سبل رقيق » متخير عذب » قد جملته معانى الزهادةوالورع والتى.سمعته أم المؤمنن عائشةرضى الله تعالىعنها يتكلم فقالت : من هذا الذى يتكلم بكلام الصديقين ؟ .

قوة شخصيتة :

يعد الحسن البصرى من أقوى رجال الفكر الإسلانى شخصية » وأشدهم تفوذا » وأبعدم فى تاربخ الفكر مدى ٠»‏ أجلته العامة » ورفعته الخاصة » وهابه الحكام » واستحيا من «مته القساة الطغام » نهل من يثبوع علمه أكثر زعماء الفرق فى عصره ء ودانوا له بالإجلال » حتى كان واصل يضع مواعظه موضع التقدير » مع ما نشب بيهما من خخلاف . شم الحجاج وهو القامبى الشديد القسوة ؛ ولما حضر بن يديه ونخاطبه استحيا أن يعاقبه مهابة وإجلالا. وحدث عن نفوذه عن العامة ولاحرج » فروى أنه لما مات شيعت البصرة كلها جنازته . ١‏

ها السر فى هذا النفوذ :

لاشك عندى فى أن الحسن قد أتاه الله قوة روحية » جعلته يستولى على نفس مخاطبه وقلبه » فيقيدهما مما يريد » ويدفع بما إلى مأ يرى » وينبغى من سداد وتلك خخاصة قد وهها الله لذوى النفوس السامية الى تقود ولاتقاد.

هذا وقد ظهرت فق الحسن مزايا أخرى أحلته من الئاس فى مكانة التجلة والإجلال . كان ذا سمت حسن » وكان ذا إرادة قوية وخلق متحن » والناس لايرتفعون بعلم غزيرفقط » بل بذلك ويخلق متين . قيل لعبد الواحد صاحب الحسن بأى شىء بلغ الحسن فيكم إلى ما بلغ » وكان فيكم علياء

وفقهاء . نمال إن شئت عرفتك بواحدة أو باثثتين . فقلت عرفى بالاثنتين.

ب 1/8 سه

فقال كان إذا أمر بشىء أعمل الئاس لهءوإذا نهى عن ثىء أترك الناس له . قلت فا الواحدة ؟ قال : لم أر أحداً قط سريرته أشبه بعلانيته منه » وكل هذا ولا شلك من مظاهر قوة الإرادة وقوة الخلق » وقوة الإمان » ومن الناس من يرى الآراء الحسنة » ولكنه يتجاق عمله عن رأيه » وليس ذلك إلا لفعف إرادته وضعف إممانه » وعدم تماسك أخلاقه واتمحلال نفسه .

وليس من شلك فى أن ناشكل النمائى دخلا فى الاحترام إذا أضيف إليه الحاق وقوة الروح » وقد كان الحسن ممن آ تاه الله بسطة فى العلم واللسم , وقد قالوا إنه كان من أجمل أهل البصرة » تام اللخاق » حتى قالوا إن عرض زئده كان شيرا » ثم كان أن سقط عن دابته » فحدث بألفه ما شوهه .

وكان حيرم نفسه » ويتعفف عن الذهاب إلى الحكام » والاتماء إلمهم لا يتملقهم ولايندفع إلى مجالسهم . ورد أعران البصرة ٠‏ فقال من سيد هذا المصر ؟ قالوا : الحسن بن ألى الحسن » قال فماذا ساد أهله ؟ قالوا : استغنى ما فى أيدمم من دنياهم » واحتاجوا إلى ما عنده من أمر ديهم » فقال الأعرالى: لله دره هكذا فليكن السيد حقا .

وكان يمل ناك السجايا علم عزيز » فتضافرت هذه الأسباب » وكونت لها مهابة عالية عظيمة ء كان مها ذا شتخصية قوية نفاذة إلى القلوب .

علمة :

كان عالما فقا محدئا متكلا » وقد -جمع لله له ميزئين عظيمتين ) فقد أخذ من عل السلف » ونال من الأفكار العقلية الفلسفية خير ما فبا » كانت نزعته الدينية تدفعه إلى تأثر السلف الصالح » والاقتباس من أورهم ء فكان إذا ذكرت الصحابة يقول : قدس الله أرواحهم » شهدوا وغبنا:» وعلموا وجهلنا . فا أجمعوا عليه اتبعناه » وما اختلفوا فيه رفعناه . وقد كان مامه . فى أرض العراق »؛ واتصاله بالفرق الإسلامية » واطلاعه على بعض الآراء والمنازع الى كانت فيها » وهى أثارة من عل الأولين من الأنم اللى سكتتها : سببا فى أن نال أشطراً من المنازع العقلية » وإنك لتلمح ذلك واضحا فى

19] مه

آرائه فى العقيدة » وآرائه فى الدين ؛ وآرائه فى السياسة » ألا تراه يوافق الموارج فى مخطئة على فى التحكم » ولكن لايكفره » وانظر إليه وهو بقول :لم يزل أمير الممؤمنين رضى التمتعالى عنهمظفرا مؤيدا بالنعم»حى حكرء ولم تحكم والليق معلك ؟ ألا تمنضى قدما لا أبالاك ؟

وف الى إنا نلاحظ فوق ما سبق أنه لم يكن متخصصا فى مادة لاجيد سواها » بل كان ميا بأكثر المنازع الى اشتهرت ى عصره ء تار منها أجودها وأحكمها . ولا نصف علمه وفكره وقوة مواهيه يبر مما و صغفديه قرة الحرانى الحكم فيا نسبه إليه أبو حيات التوحيدى » إذ قال :

كان الحسن بن ألى الحسن البصرى من درارى النجوم علا وتقوى وزهدا وورعا وعفة ورقة وتأها » وفقها ومعرفة » وفصاحة ونصاحة » مواعظه تصل إلى القلوب» وألفاظه تلتبس بالعقول » وما أعرف له ثانيا » ولاقريبا مدانيا » كان منظره وفق مميره » وعلانيته ق وزن سريرته » عاش تسعين سنةءلم يقرف عقالة شنعاء » ولم يزن بريبة ولافحشاءءسلم الدين؛ نى الآأدم » محروس الحريم » مجمع مجلسه ضروبا من الناس » وأصناف اللباس © لما بوسشعهم من بيانه ويفيضصض علوم باقتناعه » هذا يأل عنه الحديث » وهذا يلقن منه التأويل » وهذا يسمع منه الحلال والحرام » وهذا يتبعه فى كلامه » وهذا مجرد له المقالة » وهذا محكى له اإفتيا » وهذا يتعلم الحكم والقضاء ؛ وهذا يسمع الموعظة . وهو ق جميع هذا كالبحر الععجاج تدفقا » وكالسراج الوهاج تألا » ولا تنس مواقفه » ومشاهده ى الأمر بالمعروف والهى عن المنكر عند الأمراء وأشباه الأمراء » بالكلام الفصل » واللفظ الرل »؛ والصدر الرحب ٠»‏ والوجه الصلب » واللسان العضب » كالسجاج وفلان بن فلاث © مع شارة الدين » ومبجة العلم ) ورسدمة التى ء لا تثنيه لائمة فى الله » ولاتذهله رائمة عن الله » مجلس نحت كر سيه قتادة صاحب التفسير » وعمرو وواصل صاحيا الكلام ؛ وابن أبى إسعاق صاحب النحو » وفرقد السبخى صاحب الرقائق » وأشباه هؤلاء ؛ ونظراؤهم » فن ذا مثله ؟ ومن ذا يجرى مجراه .

سم بس

آرازه فى أصول الدين :

م نر الحسن كتنبا قد دونت فبا آراء » ومذاهب » ولكن وجدنا آراء منقولة بالرواية » وهو بشبه سقراط فى أنه رلى رجالا » ولم ينشىء كتيا » ولذا كان من العسير الحصول على آرائه فى كل ما تصدى له ؛ وبيان وجهة نظره فيا ارئآه . وإنا لنعثر على آرائه فى بطون الكتب مبتسرة + ونلمس من المأثور من كلامه ما نراه دافعا دفعة إلى تلك الأآراء » وها هى ذى آراءه فى أصول العقيدة +

رأيه فى الابمان :

يرى الحسن أن الإمات الجدير باسم الإمان هو ما يدفع إلى العمل به » فالإمان فى نظره يستازم العمل حما » وذلك الرأى يشبه رأى سقراط ق المعرفة » فهو يرى أن الفضيلة المعرفة » لآن معرفة الخير تستازم فى نظره عمله . ْ

ومن السهل أن ترى من كلام الحسن ما تستدل به على أخذه بذلك الرأى وهذا الممزع » قال فى بعض مواعظه : الرجل الذى حب الله يحب التعب » ويؤثر النتصب » هبات لا ينال الجنة من يؤثر الراحة » من أحب ما عند الله نا بنفسه إن صدق وترك الأمانى » فائهارسلاح النوكى . قيل له كيف ترى ياأبا سعيد فى الرجل يذنب » ثم يتوب » ثم يذنب » ثم يتوب . قال : ما أعرف هذا من أخلاق المؤمدن . وكان يقول : إن الرجل إذا طلب القرآن والعلم لله » لم يلبث أن يرى ذلك فى خشوعه وزهده وحلمه وتواضعه .

وانظر إلى تلاك الموعظة الى رويت له » فإنك ترى فما هذا الرأى واضسًا » ثم يدال على رأيه ويقول : ابن آدم إثلك ان تجمع إعانا وخيانة » كيف تكون مؤمنا » ولا يأمنك جارك » أو تكون مسلا » ولايسم الناس منلك ٠‏ أليس قد روى عن النى يت أنه قال : لا زمان لمن لا أمانة له 5 ولا دين ان لاعهد له < وكان يمول : ليس بعؤمن من خخاف جاره بوائقه.

11 اس

رأيه ق مرتكب الكبيرة :

وقد ببى على رأيه فى حقيقة الإعان رأيه فى مرتكب الكبرة » فهو يرى أن مرتكب الكبيرة منافق ؛ لأنه لو كان مؤمنا ما ارتكبا ٠‏ وما يعلئه من الإعان لم يثل صمم القلب » وانظر إليه وهو يقول : الناس ثلاثة : مؤمن » وكافر » ومنافق . فأما المؤمن فقد ألحمه اللحرف . وقومه ذكر العرض » وأما الكافر فقد تمعه السيف وشرده اللحوف » فأذعن بالجزية » وسمح بالضريبة . وأما المنافق فبى الحجرات » والطرقات » يسرون غير ما يعلنون » ويضمرون غير ما يظهرون »؛ فاعدر وا إنكارهم لم بأعماهم الحبيئة » ويلك قتلت وليه ثم تتمى عليه جنته .

رأبه فى أفعال الانسان :

يظهر من مجموع امأثور عن الحسن أنه يرى أن أفعال الشر إنما هى من العبد لا من الله » وأن العبد ماق الثر بقدرة أودعها الله 'إياه » ولكن الشبرستاى ينكر أن بكون ذلك رأى الحسن » فقد جاء فى الملل والدحل : رأيت رسالة نسبت إلى الحسن البصرى » كتما إلى عبد الملك بن مروان » وقد ساله معن القول فى القدر والمر فأجابه مما يوافق مذهب القدرية » واستدل فها بآبات من الكتاب » ودلائل من العقلي . ثم قال : ولعلها لواصل ابن عطاء » لما كان الحسن ممن الف السلف فى أن القدر خهره وشره من الله تعالى

وعندى أن ذلك لايصلح إبطالا لما نسب إلى الحسن من رأيه فى أفعال الإنسان » لأن عقيدة السلف فى القدر تضاربت أقوال العلاء بشام! » فالمعيز لة يعدو ها مناصرة لم » والأشاعرة يعد ونا موافقة لطريقهم ؛ وعلى فرص أن عقيدة السل فكذهب الأشاعرة » فلا نستطيع أن نقول : إنما كانت محل إجاع لم مخالفها مخالف منهم » وقد روى عن على رضى الله عنه ومقامه فى الدين مقامه ما مخالف طريقة الأشاعرة » فلا مانع إذن من أن يكون الحسن قد اعتئق هذا الرأى » مع أنه يتأثر طريقة السلف ,

(م١؟ستاريخ‏ الجدل)

سل 159 سس

وإذا كان لدينا من المأثور عنه أقوال صرمحة فى اعتناقه هذا المذهبه وجب أن تجرم بدلالها على اعتناقه ) وقد روى عن الحسن كلام كثر يدله على ذلك » منها الرسالة الى أشار إلا الشبر ستانى » ولا يقبل طعنه فى صدقه نسبما إليه » كا لا تقبل نسبتها إلى واصل »؛ لأن عبد الملك قد ماث » وسن واصل حوالى ست سنئوات » وتلك سن لا تكون فا آراء بداهة » وعلى, فرض أن واصلاكان فى عصر عبد الملك فى سن تكونت فما آراؤه » فاحهاله نسبما إليه احال غير نائىء عن دليل » وليس له سند تاريحى يعتمد عليه . وإذاكان لدينا كلام كثر للحسن ينحو منحى هذه الرسالة بطل كل احّال ء وفسد كل استدلال .

قال داود بن ألى هند : سمعتالحسنيقول كل ثىء بقضاء الله وقدره» إلا المعاصى . وكتب إليه الحجاج يقول : بلغنا عنلك فى القدر شىء » فاكتب إلينا بقولك » فكتب إليه » وكان فى رسالته إن أهل الجهل قالوا : إن الله بل من يشاء » وسبدى من بشاء » ولو نظروا إلى ما قبل الآية وما بعدها » لتبين للم أن لله لايضل إلا بتقدم الفسق والكفر ؛ لقوله تعالى : ٠ ١‏ يفيل الله الظالممن » أى كم بضلاهم » وقال : « فلا زاغوا أزاغ الله قلومهم » وما يضل به إلا الفاسقين » .

ومنها : واعلم أما الأمر أن المخالفين لكتاب الله وعداه يعولون فى أمر ديهم بزعمهم على القضاء والقدر » ثم لايرضون فى أمر دنياهم إلا بالاجتباد والبحث والطلب » والأخذ بالحزم فيه » ولا يعولون فى أكثر دنياهم على القضاء والقدر .

قال أبو الجعد : سمعت الكسن يقول : من زعم أن المعاصى من الله جاء يوم القيامة مسوداً وجهه . من هذا كله يبدو لنا أن الحسن كان رأيه ف إرادة الإنسان كرأى اللمعتزلة .

رأيه ف بى أمية :

بينا لك أن الحسن قد اعتّزل السياسة عمليا » ولكن لم يعتزلها فكريا

رو 2

بل كون له رأيا فى كل الأحداث الى نزلت بالأمة الإسلامية وقد علمت أنه كان منالموالين لعلى رضى اله عنه » ولم مخطئه إلا فى التحكم .

وانظر إلى وصفه له كرم الله وجهه » فقد جاء فى نوادر أى عل القالى : عن هشام بن سان قات للحسن البصرى : يزعم الناس نلك فض 5 قال : أنا أبغض عليا .. كان سما صائبا من مراتى الله عز وجل » رباى هذه الآمة وذا فضلها وشرفها » وذا قرابة قريبة من رسول الله يليه » وزوج فاطم الزهراء . وأبا الحسن والحسين ؛ لم يكن بالسروقة لمال الله » دلا بالنئومة فى أمر الله » ولا بالملولة لتق الله » أعطى القرآن عزائمه » وعلم ما له فيه وما عليه حتى قبضه الله إليه » ففاز برياض موئقة » وأعلام مشرقة ‏ أتدر ى من ذاك.ذاك على بن ألى طالب كرم الله وججهه .

وعنلما بلغه مقتل احسين بن على رضى الله عنبما بكى وانتحب وتأوه وقال : واحسرتاه » ماذا لقيت هذه الأمة » قتل ابن دعبا ابن نيبا » اللهم كن له بالمر صاد » « وسيعل الذين ظلموا أى منقلب يتقلبون » .

لذلاك نقرر ف يةإن أن الحسن لم يككن من أنصار بى أمية ؛ ولكنه م ودع الناس إلى الدروج علمهم ومنايذ6م » وإذا سئل درسه عن ا حر ورج على المحكام الطظالمين حرم ذاك ولم يببحه » وقد كان يأخل بالموعظة الحسنة ف هدابتهم » وينقم علهم مظالمهم .

ولعل سائلا يسأل لماذا سكت عن هذه المظالم » ولم يدع الئاس إلى الوقوف فى وجه الظالمين » والضرب على أيد-هم سالكا فى ذلك سبيل الأمر با معروف والنمبى. عن المكر .

والجواب على ذلك :

١ع‏ أنه لاحظ أن الدعوة إلى اللدروج علهم ينبعها فوضى ف الأمور واضطراب الأمن وفساد الأحوال ؛ وفوضى ساعة يرئكب فببا من المظالم مالاي تكب فى استبداد سين » إذ الطبائع الماسدة تظهر » والحبلات الماحرفة تتبن » فيشيم الشر . ويكتر الفساد » وقد سأله رجل قائلا ما تقول فى

5156 عم

آثمتنا هؤلاء » فسكلت مليا . ثم قال : وما عسى أن أقول فهم » وهم يلون من أمورنا نخسا : الجمعة » والماعة٠»‏ والىء » والثغور » والحدود » والله لا يستقم الدين إلا بهم » وإن جاروا » و وإن ظلموا » والله لما يصلح الله مم أكثر ما يفسدون . والإصلاح سم دفع خطر الفوضى ومظالها .

وكان يقول : هؤلاء ( يعبى الملوك ) وإن رقصت ببم الهاليج » ووطىء الناس أعقا-هم » فان ذل المعصية فى قلوجم » إلا أن اميق ألزمنا طاعهم » ومنعنا من الخروج علبيم » وأمرنا أن انستدفع بالتوبة والدعاء مضرمم .

٠‏ - ورأى أن كثرة اللخروج على إلولاة حل الدولة الإسلامية ؛ ومجعل بأس المسلمين شذيدا فيا ينهم » فيكلب فهم عدوهم ؛ وحرب علييم خصومهم ويستعدى علهم موتورهم .

ذلك إلى أنه رأى الدماء تبرق فى الدروج بدون حق يقام ؛ ومظلمة تدفع » والناس عُرجون من يد ظالم إلى أظلم .

4 ووجد أن الطريق المعبد لإصلاح هذا الأمر إصلاح فساد امحكومين إذا تعذر عليه إصلاح فساد الحاكم » رأى أن الفساد عم الاثنين » وتغلغل فى الفريقين » فاعتقد أن الحكام لون من ألوان الشعب ٠»‏ ومظهر لحاله » فلن. يتغيروا ما ل يتغير هو » والملازمة بينهما ثابتة » فإذا انيجه الشعب . إلى إصلاح حاله » وصار فى الطريق تبعه حمًا صلاح الحكام . سمع رجلا يدعو على الحجاج فقال : لاتفعل رحمك الله . إنكم من أنفسكم أوئيم إننا نخاف إن عزل اجاج أومات أن تليكم القردة والحنازير» فقد روىأن النى ميلع قال : عمالكي كأعمالكي » وكا تكونون يولى عليكم . ولقد بلفى أن رجلا كتب إلى بعض الصا ين يشكو إليه جور العال » فكتب إليه | يا أختى » وصلى كتابك تذكر ما أننم فيه من جور العال » وأنه ليس ينبغى لمن عمل بالمعصية أن ينكر العقوبة » وما أظن الذى أنم فيه إلا من شؤم الذنوب. والسلام .

ورأيه هذا الذى ارتآه من أن صلاح الشعب يتبعه صلاح اناكم » وأن ٠‏ الثورة ليست هى الطريق لإصلاح نظام الدولة هو رأى جوستاف لوبون قف

نه 1178 نه

إصلاح نظام الحكومات » واقرأ كتاب الثورة الفرئسية ترى ذلك الرأى واضحاً بأدلته ,

من كل نهذا ترى أن الحسن كان ينكر مظالم بنى أمية » وينكر الخروج عللهم © ويروى أن حكمهم ليس هو ا حكم العدل الاثم على أساس من الهداية » وقد كان يعتقد أن الحكم المنتظ حقا ماقام على أساس 'الشورى + وكان ينقم من بى أمية عامة » ومعاوية خاصة أن -جعل الحكم ورائيا بعد أن كان شوريا ,

كان يرى أن أمرين أفسدا الناس سياسيا فى عصره . أحدهما : ما فعله عمرو بن العاص من رفعه المصاحف » والأمر الثانى إشارة المخمرة بن شعبة على معاوية بالعهد لابنه يزيد . وقال ى هذا : من أجل هذا بيع هؤلاء لأبنامهم » وصارت الخلافة تتوارث » ولولا ذلك' لكانت شورى » لايلمها إلا من اتفق على فضله واستحقاقه الإمامة إلى يوم القيامة . وجاء فى المنية والأمل أنه قال : أربع خصال فى معاوية لو لم تكن فيه إلا واحدة لكانته موبقة : خروجه على :هذه الآمة بالسفهاء ؛ حتى ابتزها بغر مشوزة مهم + . واستتخلافه يزيد » وهو سكير خمير.يلبس الحرير » ويضرب بالطابير » وادعاؤه زيادا » وقد قال النى له : الولد للفراش ولعاهر الحدجر » وقتله حجر بن عدى » فياله من .حجر وأصعاب حجر .

وللحسن وصف لاحاكم العادل » ذكره فى كتاب أرسله إلى عمر بن عبد العزيز إذ طلب منه ذلاك الوصف » وهاهو ذا الكتاب :

اعلم يا أمير المؤمدن أن الله قد جعل الإمام العادل قوام كل مائل » وقصد كل جائر » وصلاح كل فاسد » وقوة كل ضعيف.» ونصفة كل مظلوم » ومفزع كل ملهو ف » والإمام العادل يا أمر المؤمنين كالراعى الشفيق على إبله » الرفيق الذى يرتاد لها أطيب المرعى » ويذودها عن مراتع الهلكة » ومحمسبها من السباع » ويكنفها من أذى الحر والقر » والإمام العدل يا أمبر المؤمنين كالآب الحانى على ولده » يسعى لمم ضنغارا ويعلمهم كبارا » يكنسبه هم فى حياته ويدشخر لم بعد ثماته : والإمام العدل يا أمير المرمنين كالم

سد

الشفيقة الرة الرفيقة بولدها -حملته كرها » ووضعته كرها ؛ وربته طعلا » سور بسبره ؛ وتسكن بسكونه » ترضعه تارة » وتفطمه أخرى »© وتفرح, بعافيته » و نعم يشكايته . والإمام العدل يا أمير المؤمدن وصى اليتائى , وخازن المساكين © يرلى صغيرهم » ويمون كبيرهم . والإمام العدل يا أمر المؤمئن كالقلب بين الموانح » تصلح التوائح بصلاحه » وتفسد بفساده . والإمام العدل يا أمير المؤمنين هو القائم بن الله وبين عباده » يسمع كلام الله ويسمعهم » وينظر إلى الله » ويرعم »؛ وينقاد إلى الله » ويقودهم » فلا تكن يا أسر المؤمنن فيا ملكلك الله كعبد ائتمنه سيده واستحفظه ماله وعياله ؛ فبدد المال » وشرد العيال » فأفقر أهله » وفرق ماله ..

واعلم يا أمير المؤمنين أن الله أنزل اللهدود ليزج ر مباعن اللدبائث والفواحش فكيف إذا أتاها من يلما » وأن الله أنزل القصاص حياة لعياده » فكيف إذا قتلهم من يقتص لم . واذكر يا أمر المؤمنين الموت وما بعده » وقلة أشياعك هنده » وأنصارك عليه ٠‏ فتزود له ولما بعده من الفزع الأكير , واعم يا أمسر الممنين أن لك منزلا غير منزلك الذى أنت فيه يطول فيه ثواؤك » ويفارقك أحباؤك » يسلمونك فى قعره فريدا وحيدا فتزود له مما يصحبك : ١‏ يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيد وصاحبته وبنيه» . واذكر يا أمر المؤمنين إذا بعثر مانى القبور » وحصل ماى الصدورء فالأسرار ظاهرة والكتاب لا يغادر صغيرة ولاكبرة إلا أحصاها . فالآ ن يا أمر المؤمنن » وإنك فى مهل »؛ قبل حلول الأجل » وانقطاع الأمل . لاتحكم يا أمير المؤمنين ف عباد الله حكم الجاهلن » ولاتسلك مهم سبيل الظالمين ولاتساط المستكر ين على المستضعفين » فانم لاير قبون فى مؤمن إلاولاذمة » فتبوء بأوزارك وأوزارمع أوزارك » وتحمل أثقالك وأثقالا مع أثقالك ؛ ولا يغرناك الذين يتنعمون مما فيه بؤسك ٠‏ وبأكلوت الطيبات فى دنياهم بإذهاب طيباتك فى آخرتك . لا تنظر إلى قدرتلك اليوم » ولسكن انظر إلى قدرتك غدا » وأنت مأسور فى حبائل الموت » وموقوف بين يدى الله فى مجمع من الملائكةوالنبيينوالرسلين» وقد عنت الوجوه للحى القيوم ٠‏ وإنى يا أمير المؤمئين وإن لم أبلغ بعظى

م ]1 سس

ما بلغه أولو الذبى من قبلى » فلم آلك شفقة ونصحا » فأنزل كتانى عليك كداوى حبيبه يسقيه الأدوية الكرمة لما يرجو له فى ذلك من العافية والصحة » والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته .

انخاف الحسن التقية :

يظلهر أن الحسن تسن مع ما أبداه كان بح آراء أخرى وبمتنع عن إعلاما خشية أن تقع عليه المظالم » ويشتد به استبداد الأمويين . يروى أنه كان إذا حكى عن على شيئا فى ملا من الناس » قال عنه أبو زينب .

قال إيان بن عياش قلت يا أبا سعيد , وما هذا الذى يقال عنلكث إناث قلته فى شأن على ؟ فقال : ياابن أخى أحقّن دى من هؤلاء الحبابرة » لولا ذللك لسالت لى أعشب

ولاشك أن هذا أل بدا التقية وهو أن عحنى الإنسان ما يعتقده خشية أن يقع عليه ظلم ٠‏ بل يظهر غيره من غير أن يكون فى ذلك ضرر على جمهرة المسلمين »وقد بى ذلكعلى بعض آيات وردت ف القرآن الكر م مثلقو له تعالى : ومن كفر بالله من بعد إيمانه » إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان » ولكن 9 شرح بالكفر صدرا . فعلبمعغضب من الله » وثم عذاب عظم )6 فقد

بي النطق بالكفر امع إضار الإممان » ومثل قوله تعالى : « لايتيخذ المؤمنون اه من دوت المؤمدن ومن يفعل ذلك فليس من الله ق شىء إلا أن تتقوا منهم تقاة » . فأبيح فى هذه الآية موالاة الكافرين عند اللحوف عم ثقية من غر ضرر ديى باحق المسلمين .

ولكن أخحل الحسن مبداً التقية هذا لم يكن كثيرا » بل كان قليلا » ونم نعلم أنه دفعه إلى مناهضة آرائه الدينية أصلا» ولكن ٠‏ كان يدفعه إلى الموارية أحيانا. فى آرائه السياسية .

اتصاله بالحكرمة ق عهده : تولى الحسن فى شبابه الكتابة للربيع بن زياد والى خراسان . وى عهد الدولة الأموية طلبه عدى بن أرطأة ليوليه قضماء اليصرة فرفض .

سه

وقالابن اللوزى : قبل لما ولى عدى بن أرطأة البصرة عزم على أن يولى اسن القضاء » فهرب الحسن » واستير » وكتب إليه :

أما بعد » أمها الأسير فإن الكاره للأمر غير جدير بقشاء اه .جب فيه » وإن العامل للعمل بغير نية حقيق ألا يعان عليه » ولك في المتاريز, للأمر الذى دعرتى إليه كفاية وقناعة» وقصدك إياهم » وثعو يلك علوم أوى بك وأصون مملك » فائه لا خمر فى الاستعانة من لايرى أن العمل الى يدعى إليه واجب عليه » وفرض لازم له » فعاقى أسباالأمير عافاك الله » وأحسن إلى ترك التعرض لى » فان الله لايضيع أجر منأحسن عملا .. فعافاه وأكرمه » وقال : والله ماكنت لأبتليه ما يكرهه .

ويظهر أن الذى حمله على الرفض خشيته أن يعدن بتوليه الظالمين . ولذا تولاه عندما طلبه عمر بن عبد العزيز » وقال فيه عمر حينقف . لقد وليت قضصاء البصرة سيد التابعين . ظ

وكان مع بعده عن الظالمين من ولاة ببى أمية ؛ كان إذا استشير أخلص فى الشورى » وضهم النصيحة جريئة قوية . قال ابن الجوزى :

لما قدم عمر بن هبيرة والياً على العراق أحضر الحسن والشعبى » فقال لما: أصلحكما الله إن أمير المؤمنين يزيد بن عبد الملك يكتب إلى كتبا أعرف ف تنفيذها الملكة » تأخاف إن أطعته غضب الله » وإن عصيته لم آمن سطوته » فا تريان لى ؟ فقال الحسن للشعبى يا أبا عمرو » أجب الأمير » فرفق له فى القول » واتحط فق هوى ابن هبيرة » وكان ابن هبيرة لايستشق دون أن يسمع قول الحسن » فقال قل يا أبا سعيد فقال : أوليس قد قال الشعبى : فقال ابن هبيرة ها تقول أنت؟ فقال : أقول والله إنه يوشلك أن بزل بك ملك من ملائكة الله فظ غليظ» لايعصى الله ما أمره » فيخر جك من سعة قصرك إلى ضيق قيرك فلا يغى عنك ابن عبد الملك شيئا' » وإنى لأرجو أن الله عز وجل يعصملك من يزيد » وإن يزيد لا ممنعك من الله » فائق الله أمبا الأمر » فانك لاتؤمن أن ينظر الله إليلك » وأنت على أقبح ما تكون عليه من طاعة يزيد نظرة يمقتلك مبأ » فيغلق عنلك باب الرحمة.»

عه 114 ا

واعلم أنى أخوفلك ما خوفلك الله سبحانه ان يشوك : « ذلك لمن شعاف مقانى ونحااف وعيد» . وإذا كنت مع الله عز وجل ق طاعته كفاك بوائق يزيد » ' وإن كن تمع يزيد على معصية الله » وكلك الله إلى يزيد حين لايغنى عنك شسيئا .

دروسه :

كانت دروس اللسن الى يلقها فى المسجد تحوى أنواعا كشرة من المعلومات المتفرقة » ففبا الحكمة والموعظة الكسنة » والبحوث الكلامية الى ف مهدها نشأت المعيز لة » وفما الحديث ورواياته » وفما الفتيا والأحكام وفمما التفسير والقصص . وقد ورد متهله العذبكل الطوائف ء بل كل التسجل ونمهل منه الخاصة » واستفاد منه العامة » وى -حلقات درسه ظهرت شرف الكلامية : المعئزلة » والحشوية » وغيره, ٠‏ فدل هذا على أن الناس على تباين مشارمبم وتعددمذاهبم كانوا معضروث دروسه » ويشتارون من -علاوة بيانه » مدفوعين إلى ذلك بدافع من الدين » أو يجاذبية اختص «بسا ذلك الحكم » ويظهر أن أكثر أهل عصره تأثروا به » ونالوا من علمه قليلا أو كثيراً على حسب اتصالمي به وقرمهم منه أو بعدهي عنه » وعلى حسن استعدادامم وقراهم ؛ ويظهر أنه ماكان مخص مواعظه مكانا دون مكان ؛ بل كان يلقنها حيما لاحت له بارقة من حسن الأثر » ينتهز الفرص إذا سنحت » وكثراً ماكان يعظ فى الحنائز » حّى شاع أنه كان يسأل رفقاءه وغير هي عند الدفن هذا السؤال » ماذا أعددثم لهذه الفجوة » أو نحو ذلك .

قصصه :

انتشر القصص ف المساجد فى عهد عمان رضى الله عنه » ومن سجاء بعده من الخلفاء » وقد قسمه الليث بن سعد إلى قسمين : قصص العامة وقصص الخاصة » فأما قصص العامة فهو الذى مجتمع إليه النفر من الناس م يعظهم ويذكرم » فذلك مكروه (1) من فعله وان استمعه » وأما قصص

01

. لعل هذ! النوع من القصص كان فيه الكثير من الكذب و لذا كرهه‎ )١(

1 سه

الخاصة فهو الذى جعله معاوية » ولى رجلا على القصص » فاذا سم سن صلاة الصبيح جلس وذكر الله عز وجل وحمده ومجده وصلى على النى ع ودعا للخليفة » ولأهل ولايته وحشمه وحئده ودعا على أهل حر به وعلى المشركن كافة )1١(‏ .

وقد اختلط فى هذا القصص الصدق بالكذب » ولذا الهم الأكثرون من التصاص بالكذب » وكان من القصاص الحسن »: ولكن قصصه امتاز بأنه كان يعتمد على التذكير بالآخرة » ولانحكى إلا الصدق . كان جلس فىآعر المسجد بالبصرة » وحوله الناس يسألونه فى الفقه وى الفئن الى حدثت . . 8# الكو فى عهده » فيجيبم » ويعظهم » ومحدمم بالمأثور » ويعص علهم .

ولأنه يتحرى الصدق فى قصصه أبقاه عل رضى الله عنه عندما أخرج كل القصاص من المساجد .

ولما أنحى الغزالى باللامة على القصاص » لاقترافهم الكذب اسئثئى

وثما أثر عن قصص الحسن قوله :

روى أن عيسى عليه السلام قال الحواريين اتملوا لله » ولاتعملوا لبطونكم » فإن الطبر لاتررع » ولاتحصد » تغدو ولا رزق ا » الله يرزقها » فإن قلئم إن بطو نكم أكر من بطونا ء فهذه الوحوش من الدواب لاتررع ولا نخصد » تغدو ولارزق لا » الله برزقها .

وكان يروى أن عائشة رضى الله عنها رأت رجلا ممّاوتا » فقالت ما بال هذا ؟ فقال : إنه صالح » فقالت:لا أبعد الله غير » كان عمر رضى الله اشبع » دعوا التصنع ؛ فإن الله لايقبل من متصنع عملا .

)1١ (‏ من كتاب فجر الإسلا م نقله من القريزرى .

7

جاء فى البيان والتبيين للجاحظ أن الحسن قال :

قدم علينا بشر بن مروان أخحو الخليفة » وأمير المصرين » وأشب الناس » فلا صرنا به إلى الجبانة » فإذا نحن بأربعة سودان ححملون صاحبا م » فصاوا عليه » ثم حملنا بشرا إلى قره » وحملوا ضاحهم إلى قيره » ودفنا بشرا ودفنوا صاحبم » ثم انصرفوا وائصرفنا » ثم التفت التفاتة » فلم أعرف قير بشر من قير الحبشى فل أر شيئا قط كان أعجب منه .

الخافة :

“قضى الحسن تلك الحياة الطويلة الزاخرة مجلائل الأعمال » فى نفع وإرشاد» وكان يحى مثلاكاملا للرجل الذى ساد الناس مواهبه وأخلاقه . ولد عبدا » وماتسيدا » ولد مغمورا » ومات مشهورا . أدرك فتنا كقطع الليل » وكان فا يلوح كا يلوح النجم الثاقب فى الدجنئة الحالكة + وما كان ذلك إلا مراهبه » وخاقه المتتن ٠»‏ وعقله الحبار » وإممانه بالواخيد القهاره هابه الحكام ؛ وأحبته الخاصة ع وتيمنت به العامة . ولقد كان ذا أثر فى تفكر كل من اتصل به من الرجال الذين أودعهم نفسه » ونحل له مخزون فكره ؛ ودان له بالإجلال الموافقون له فى الرأى والمعارضون » وما ذلك إلا لأنه فت قلبه للناس » وكانت سريرته كعلانيته » فرضى الله عنه وأرضاه , .

واصلبرع#طاء

من سلةة ب إلناارمٌ

لابد لنا قبل التعرض لصفاته وما امتاز به من مواهب وبعايا وآراء. أن نشرح : 1 ّ

أولا : عنصره والدم الذى يسرى 5 عروقه »؛ فات للعتصر والنس, الآثر الأكبر فى تكوين مواهب أصعاب المواهب وتوجيه أفكارهم .

ثانيا : البيئة الى أظلته والعصر الذى أحاط به » وما اشتمل عليه من ٠‏ أحوال سياسية واجمّاعية وفكرية » فإن هذه الأجواء الختلفة تظهر المواهب >. وتوجهها » وتوحى إلبها بالآراء الى توائمها .

عنصره :

واصل من أصل فارسى » وكان مولى لبى ضضصبة وقيل لببى متزوم » والموالى فى ذلك العصر كانوا قواد الحركات العلمية » وأصعاب البدىء من. الأفكار » والخديد من التزعات » كما بينا » فنى كل ناحية من النواحى العلمية نرى أثره واضحا ٠‏ وفعلهم ناجحا » وفكرهم راجحا ؛ وحيما رأيت أعلة فى الإسلام جديدة » أو مذهبا فيه حديثا » فاعلم أن نابنته نبت ق رعوسهم »2 عنهم صدر »2 وإلهم يعود .

جاء فى العقد الفريد : قال لى ابن إْى ليل قال لى عيسى بن مومى ». وكان ديانا شديد العصبية» من كان فقيه العراق ؟ قلت الحسن بن ألى الحسن قال ثم هن ؟قلت عمدبنسر ين » قالفا هما؟قلتمو ليان.قال : فن كانفقيه مكة؟ قلت عطاء بن أى رباح » ومجاهد » وسعيد بن جبير » وسلمان بن يسار» قال فا هؤلاء؟ قلتموال . قالفن فقهاء المدينة ؟ قلت زيد بن أسلم ؛ وتحمك بن المنكدر ونافع ب نألى تجيح . قالفن هؤلاء؛ قلت موال »فتغير لونهثم قال ف نأفقه أهل قباء » قلت ربيعة الرأى وابن أنى الزناد . قال فاكانا ؟ قلت من الموالى ‏

ع 406 امم

خاريد وسجهه ؛ ثم قال»فن فقيه لعن ؟ قلت طاووس » وابنه » وابن منبه » قال فا هؤلاء ؟ قلت من الموالى . فانتفخت أوداءجه ؛ وانتصب قاعدا , :قالفن كاك فقيه نر اسأان؟قلت عطاء بن عبد الله لخر اسانى. قال فاك" ء عطاء .هذا ؟ قلك مولى . فازداد وجهه تربدا » واسود اسوداداً » حبى خفته » م قال من كان فقيه الشام ؟ قلت مكحول . فقال فا كان مكحول هذا ؟

قلت مولى . فتنفس الصعداء » ثم قال ف كان فقيه الكوفة ؟' فوالله لولا خوفه لقلت الحكم بن عتبة » وعمار بن أنى سلان » ولكن رأيت فيه الشر » فقلت إبراهم الننخعى والشبى . قال فا كانا ؟ قلتعر بيأن ؛ فقال الله أكير ؛ وسككن جأشه .

ولما كانت العلوم فى الموالى والنحل من بيهم تنبت > وعن آرانهم تصدر ء لعل السبب فى ذلك يرجع إلى الأمور الآثنية -:

أن العرب فى عصر الدولة-الأموية كانت لم السيادة والسلطان ؛ وكان علهم الحرب والنزال » فشغلهم كل ذلك عن العكوف على الدرس والاستقصاء والبحثو التعمق : والموالى رأوا بن أيدمهم فراغاء فأزجوه بالمدارسة والثنقيب والاطلاع والمُحيص » ووجدوا أنهم فقدوا السلطان فأرادوا أن يسدو! تلك الخلة » وينثالوا الشرف عن طريق آخخر وهو المعرفة والعلم » والنتقص قد يؤدى إلى الكمال ؛ واكدرمان قد يدفع الإنسان إلى كبرى الغايات » وجلائل الأعمال » وذلك ماكان بالنسبة لمؤلاء الموالى » فقد سيطروا على الفكر العرنى الإسلانى » وان كان العرب الغلب المادى .

أن العرب لم يكونوا أهل صناعات » والعل إذا تفرغ له الإنسان صار كأنه صناعة له . قاله ابن ختلدون من كلام طويل فى هذا المقام : ثم صارت هذه العلوم كلها ملكات محتاجة إلى التعلم » فاندرجت قى جملة الصنائع ؛ وقد كنا قدمنا أن الصنائع من منتحل الحضر + وأن العرب أبعد الناس عنْها فصارت العلوم لذلك حضرية » وبعد عنها العرب-» والحضر لذلك العهد هي العسجم أو من معناهم من الموالى وأهل الحواضر .

556 سم

أن الصحابة استكروا من الموالى » وكان هؤلاء تبعا » وملازمين يصاحبونهم قى غدوم ورواحهم » فيأخذون عنهم ما عرفوا من رسول الله 2 » حتى إذا ائنبى عصر الصحابة » كان أولئك حملة العم للعصر الذى يليه » ولذلك كان أكثر التابعين منهم .

وما بروى ى هذا أن عكرمة مولى ابن عباس : كان على الرق يوم مات ابن عباس فباعه ولده عل من نخالد بن يزيد بن معاوية بأربعة آللاف دينار » فأق عكر مة مولاه عليا » فقال له ما خير لك » بعت عم أبيك بأربعة آلاف » فاستقاله » فأقاله » فأعتمّه .

أن أولئك الموالى ينتسبون إلى أمم عريقة » ذات أفكار قدممة وآراء دينية » فكان لهذه تأثير فى تكوين أفكارهم » وتوجيه أذهانهم بل معتقداتهم وانظر إلى قول جوستاف لوبون فى كتابه الآراء والمعتقدات : دلت التجربة والاختبار على أن للأثم ذات الماضى الطويل آراء ومعتقدات واحدة فى بعض الموضوعات الأساسية . ليست روح الشعب عبارة عن تصوير نظرى » بل هى حقيقة ذات حياة تكونت من تقاليد وأفكار وأساطر وخيالات متكائفة اللفس تكاثفا إرئيا . ومعنى ذلك أن كل شخص ينتمى إلى أمة ذات ماض طويل فى حضارة » وثقافة لابد أن يكون فى نفسه ميراث فكرئ من جنس حضارة هذه الأمة ؛ هذا المراث يكون استعدادا كامنا تنميه » أو نخفيه بيئته الاجماعية أو الفكرية » لذللك لا يأخذنا العجب » إذا رأينا كثراً من هذه الآراء » وتلك التحل التى ظهرت فى العصر الأموى » ونمت فا المي العيإسى » لها نظير ف التحل الفارسية القديمة والمذاهب المسيحيةأوالهودية ولكتها تفترق عنها بأن تلك هذمبا الإسلام. ؛ إن كان ألما ممن أشربت قلومهم -حبه .

إذا علست ما امتاز به الموالى قى الإسلام » وأن واصلا كان مهم 4 فلا تعجب .إذا كان بغد ذلك رئيس فرقة تكلمت فى أصول الاعتقاد » وخالفت فى طرائق تفكيرها » وى بعض ما أنتجه فكرها اللمألوف عند

الفقهاء والحدثن الذين تنبعوا المنصوص عليه فى الكتاب والسنة لا يعدونه إل ماوراء ذلك .

بدنتده :

إن المفكر ذا الأثر فى أفكار أهل عصره لا تكون آراؤه بديئة لم تكن ها مقدمات سابقة » ولا عش فرخحت فيه » حتى ظهرت تلوح لكل من وطاب » عاماً بل هى نتيجة لمقدمات سبقت » وثمرات لأشجار غرست » ووسط مناح فكرية تشعبت » فالمفكر العظم نتيجة سبقتها مقدمة » ومقدمة تتلوها نقيجة » هو ثمرةٍ جيل » وغارس الأصول كيل .

والبيئات الى يتغذى مها المفكرء هى الأحوال السياسية فى عصره » والأحوال الاجماعية » والأحوال الفكرية .

أما الأحوال "السياسية فى العصر الأمرى فهى كا تعلم » دولة مسنبدة لا تعتمد على قوة من الحق »؛ تريد أن تفرض حكمها فرضا على الئاس »+ وتتمخذ لذلك وسائل الإغراء تارة والتحذير أخدرى » تستدنى القلوب بالماله أحبانا » وتترق بالسيوف أحيانا كثيرة » وقد شق عصا طاعتها كثيرون » بعضهم امتشق الخسام » وبعضهم سكن » وق نفسه لوعة » وق قلبه حسرة ونفرة . كثر بروج اللحوارج على الدولة» وشغلوها بغاراتهم » وأحيانا كانت تكون كفتهم قريبة من الرجحان » والشيعة قد استقرت ف العراق وفارس وخراسان إن لاحت بارقة يجاح ظهروا » وإن رأوا مدلهات اللخطوب سكنوا » ولم يكن ذلك التناحر السيابى خاليا من النزعات الفكرية بل إنما سادته » وسيطرت عليه » فالخوارج كانوا يفكرون فى كل شىء » فى حك مرتكب الكبيرة » ثم ق حال الخحلفاء الراشدين » وغير ذلك من المسائل الى يتعلق بعضبا بالإمامة وبعضها بأصول الاعتقاد » والشيعة فكروا فيمن يستأهل الإمامة » وانشعبوا فى ذلك إلى فرق كثشرة على ما تعلم » ولم يقتصروا على ذلك » بل اتجهوا إلى -العقائد » ففكروأ فباء بل إلى الفروع » فكانت لم آراء خاصة مبم ومذاهب فقهية امتازوا مبا » فالأحوال السياسية تبعها أحوال

فكربة متشعبة .

3 رزو 3

الأحوال الاجماعية :

حسبك أن تعلم أن واصلا قضى أكثر حياته فى العراق » والعراق كان موطنا لطوائف عنتاذة الأجناس ٠‏ فأهم عرب » وأغلهم مضريون »© ومنهم النبط » ومنهم فرس » وملهم آراميون » ولكل طائفة من هؤلاء عادات وتقاليد تستمدها من مدنيتها الأولى وجنسينها القدعة » وحد الإسلام ديهم » ولكنه لم مجمع أهواءهم » ولم يوحد أجناسبم » ولذلك بدت فى العراق أهواء مختلافة » وإحساسات متناقضة » نجى من هذه العنامير تلوط غير تام المزاج » يتوحد فى ظاهره » ومختلف فى باطنه » ولذئك سادته الفئن» وخخطبة زياد البثراء » وخطب الحجاج الختلفة أصدق مصور لأحوال . العراق الاجّاعية فى ذلك العصر » ولكن كان مجوار أهل الشقاق والفتن فى العراق زهاد كثرون من أمثال الحسن البصرى والشعبى وغيرهما من كبار رجال الدين الممتازين *

الأحوال افكرية :

امتازت الحالة الفكرية فى العصر الأموى بظاهر تن إحداها دينية » والأخرى علمية » فأما الدينية فهى أن الأحكام الدينية ابتدأت توضع الا قواعد جامعة » وكان فى كل جهة إمام فى الدين له مدرسته ٠‏ فأبو حنيفة فى العراق » ومالك فى الحجاز » والليث فى مصر .

وأما العلمية الفاسفية فهى أن التّرجمة ابتدأت تظهر » وحركة النقل من اللغات, الأخرى إلى اللغة العربية أخذت تنتشر ء وأولئك الأجانب الذين تفصحوا فى العربية أخذوا يدونون لبا ما قرءوه فى لغاتهم » وكان بعضهم قد مهر فى الفاسفة والعلوم قبل إسلامه » فهذا عبد الملك بن أحر الذى أسلو على يد عمر بن عبد العزيز أيام كان واليا على مصر كان فى أول أمره مدرسا فى الإسكندرية ومن علاء مدرستمها وأمثاله كثير ون ٠‏ وعلهم أخمذدت الأفكار الإسلامية تنبل من علٍ الفرس واليونان » والعراق الذى تربى فبا واصل ونأ ؛ كان السريان منتشرين 0 قبل الفتح » ول مدارس يدرسون فبها الاداب اليونانية » وكانت فى العراق مذاهب نصرانية يتجادل أصمامبا ف.

/19؟؟ به

كشر من العقّائد » فكان لابد أن تتخلف من هذا بجمعية آراء وأفكارمدت. فى أثناء الحروب » ثم استيقظت بعد أن قرت سياسة البلاد » ولما دخل كثر من أهل العراق فى الإسلام أخمذت هذه الآراء تصطبغ بالصبغة الإسلامية » ويزهر منها مايتفق مع الإسلام » ويذبل منها ما مخالفه )١(‏ .

إذا كان ذلك كذالك فلا تعجب إذا رأيت أكثر الفرق الإسلامية قد زبتت ى العراق » تخصوصا الفرق الى نجائفت عن بعض الأصول الإسلامية ». والفرق الى نرعت منزعا فلسفيا قى إثبات العقائد كالمعئزلة » ولاععجب إذا كان شيخهم واصلا من تغذى من تلك الحركات. الفكرية الى ظهرت ى العراق فى. ذلك العصر . نشأته :

ولد واصل بن عطاءبالمدينةالمنورة.و لكن لانعلم الزمن الذى مكثهفمبا بالتعيين لنعر ف مار تسم ذهنهمن عادات أهلها »وما كان يظلها من أفكار وآراء»وقد. انتقل إلى العراق » ويظهر أنه قضى فيه سن التعلم » فقد جاء فى الملل والنحل, أنه كان :لميذا الحسن البصرى يقرأ عليه العلوم والأخبار » واستمر تلميذا للحسن :' أن اعتزل مجلسه عندما اختلفا فى مسألة مرتكب الكبيرة 6. ويظهر أنه كان يثتاب مجالس غيره من العلاء » بل يظهر أنه كان يغشى مجالس الشيعة » حبى عد ممن.مخرج علهم وترلنى » وحتى أنه كان يقال أخل. واصل الاعتزال عن أنى هاشم عبد الله بن عمد بن, الحنفية . وإذا ساغ لنا أن نستنبط من آرائه نوع تربيته » وأثر العلياء الذين ترج عادهم ودارسهم ؛ فيجب أن نقرر أنه اتضل باللتوارج والشيعة وأهل الحديث وأرباب النتحل النختلفة » فإن آراءه مز يج من كل هذه العناصر » تكونت وانحدت » فكولته 2. وأظهره » فذهبه فى مرتكب الكبيرة » ومذهبه فى الإمامة » ومذهبه فى العقائد » تلمح فبها كل التعالم السابقة كا سنبين ذلك جليا عند الكلام على آرائه .

ومن المعروف عندنا أنه لايتتخرج المفكر عل الرجال فقط » بل يستمد من

)000 فبر الإسلام .

؟؟ تاريخ الجدل )“؛)

/؟أ] سه

البيئة العامة البّى تظله والآراء الى تضطرب وتتناحر فى عصره » وخخلاصة الكتبالى يقرو هاء ولذلك يجب علينا أن نقول :إن واصلا قداستمد منالعراق وورث ما فيه من نرعات فكرية ؛ واضطرابات مذهبية » فعصر كل ذلك .واستساغ منه ما يلام نفسه » ومايتفق مع هديه وإبمانه» فقدكان شديد الإبمان بالله » قويا فى دينه » كما سنبين ذلك عند الكلام على صفاته » وعلى دفاعه عن آراله .

وقد كان كثير المراقبة لعيوبه شديد المؤاخذة لنفسه » ولذلك هذمها أتم نبذيب » وكلها أكير تكيل . إن الإنسان لابعخرج على الكتب والرجال فقط » بل لإرادته أحيانا أث ر كبر فى نفسه ء فتوجيه الإنسان عقله وسيطرة إرادته على هواه من الأمور الى تكثل فكره » وتهذب نفسه © وترنى ملكاته » ويظهر أن راصلا كان عنده من هذا القدر الوافر » يدلنا على ذلك أمران : ْ

أحدثما : أخذه نفسه بالابتعاد عن الراء إذ رأى لثغته فا ٠‏ كا دتو ضح ذلك . ْ

ثاذمهما : امتناعه التام عن الغضب فى مجادلاته » وأخذه نفسه بذلك . وانظر إلى ماروى عنه مع حمرو بن عبيد » فإِن إنساناسأل عمو هذا عن شىء .فى القدرحضرة واصل » وغضب عمرو على سائله ؛ وأجابه له ما لم يرضه ع ٠فقال‏ له واصل : يا أبا عمان إياك وأجوبة الغضب » فإنها مندمة » والشيطان يكون معها » وله فى تضاعيفها همزة » وقد أوجب الله على نبيه أن يستعيد من همزات الشيطان » وأن يكونوا معه بقوله : « أعوذ بك من هرات الشياطن .. » إلخ الآية » وقلا شاهدت أحدا تثبت فى جوابه » وما ينطق به لسانه ء فيلحقه لوم .

صناته :

امتاز واصل بصسففات جعلته من كبار الرجال حقاء وأعظم تل كالصفات :

5

صمته :

فلم يكن ثرثارا كثير الفضول ء بل كان لاينطق إلا بقدر معلوم » وإلا عند اللحاجة . وقد جاء فى المنية والأمل : كان واصل يلازم مجلس الحسن » ويظنوت به الخحرس من علول صمته » فر ذات يوم عمرو بن عبيد ؛ فأقبل عليه بعض مستحبى واصل ؛ فقال هذا الذى تعدونه فى الفرس » لي سأ حد أعلم بكلام غالية الشيعة؛ ومارقة الخوارج » وكلام الزنادقة والدهرية والمر >" وسائر اخالفين والرد علمهم منه )١(‏ . والسكوت فى مواطن السكوت مجعل امحادل أقوى على خصمه » وأعرف مواضع ضعفه » فإذا رى أصاب» وإذا جودل أنجاب » وكان كلامه فصل الطاب ,

قدرته على الخصام والجدل :.

كان مع صمته قوى الذهن حاضر البدسبة » فهو يسكت عندما لايكون الكلام واجيا » فإذا وجب القول تدفق كالسيل المتحدر فى الوادى » فلا يرك مقالا لقائل » ولا شبة أشتبه ؛ وهو بصمسر عراتى الكلام وغاياته , وى الحق أن القدرة على البياك » وصرع الأخصام فى مقام النؤزال تستدعى خمسة أهور » كلها اجتمعت لديه » وتوافرت فيه » وهذه الأمور هى :

مقدرته على التصرف وعدم اربسة الفكرية : مع ثبات الجنان » وتلك كانت فيه :

وبما يدل على ذلك القصة التى حكاها صاحب الكامل إذْ جاء فيه : حدئت أن واصل بن عطاء أبا حذيفة أقبل نى رفقة » فأحسوا الحوارج فقال واصل لأهل الرفقة إن هذا ليس من شأئكم » قدعوى وإباهم » وكانوا قد أشرفوا على العطب » فقَالرا : شأنك ؛ فخرج إلهم » فقالوا : ما أنت وأصحابك ٠‏ قال: مشركون مستججرون ليسمعوا كلام الله : ويعرفوا حدرده » فقالوا قد أجرناكم » قال فعلمونا » فجعلوا يعلمونه أحكامهم » وجعل 'يقول قد قبلت أنا ومن معى ٠»‏ قالوا فامضوا

» هذا يدل على أنه اتصل بالشيعة و الموارج وغيرههم وتأثر بهم وإن كان قد رد علهم‎ )1١( . فإن امخالن قد يتأثي مخالقه وإن ناضله و ناز له‎

366 سم مصاحبين » فإنكم إخواننا » قال ليس ذلك لكي قال الله ثبارك وتعالى : « وإن أحد من المشركين استجارك » فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه » فأبلغونا مأمننا » فنظر بعضهم إلى بعض » ثم قالوا ذاك لكر فساروا بأجمعهم » حتى بلغوا المأمن )١(‏ .

هذه قدرة على تصريف الأمور ومعرفة كيف يستدرج الخصم إلى ما يريد لى لم يتخل هذا لكان نصيبه القتل حما » ولسكنه كان يفهم عتلية اللتوارج فاستغلها » وعرف من أين ينام » فيئجو من شرهم .

حضور البدمبة :

لتواتيه بالألفاظ الجيدة » والمعانى الحكمة » والأساليب الى تأخذ باللب فى أوجز زمن » ولققد اثاه الله ذلك الحظ منها » وليس أدل على ذلك من قدرته على تجنب الراء فى كل خخطبة من غير إخلال بالمعنى + ولا مجافاة للعربية الفصبيحة ؛ مع تصديه للار تيجال فى أكثر المناسبات» فإن ذلك لايتأق إلا لشخص أسعفته بدهة حاضرة ولسن » وسرعة خاطر وقوة ذهن » وذكاء فطرى . 1

الحام والتاق :

فقد عرفت مجانبته الغضب » ورأيه فيه » وأنه يعقب اللوم فيا سلف من القول .

اطلاع غزرير : '

وقد عرفت مقدار اطلاعه وإلمامه بأقوال الفرق الإسلامية الى ظهرت فى عصره ووجوه الرد علها .

الفراسة الصادقة : ,

ورمما كانت هى أعظم العوامل فى اللحدال ليعرف اللحجادل من ملامح خصمه ما تكنه نفسه وما مجول بفكره » فيأخذ له العدة فى أقل مدة » وقد

. ١١١ ص‎ ٠ الكامل المبرد يج‎ )١(

سم 581 سه

يأخذ عليه طريقه إذا كان هو المتكلم » ويرد على الدليل قبل إلقائه » وعيت فكرته علد سنوحها ؛ وقد آتى الله واصلا من ذلك القدر الوفئر » والحظ الكبير » وأظناث قد نحت ذلك فى محادلته مع الخوارج الى نقلها صأحب الكامل .

اللئغة :

كان واصل ألثغ بالراء » وقد عرف ذلك النقص فيه » فاندفع إلى تكميل نفسه من هذه الناسية ؛ ليستطيع التغلب على ذلك العيب اللملى ؛ فلم يقوم لسانه » ولكنه استطاع مع ذلك أن يقوم بيائه » شنع الراء من كلامه : وانتصرق ذلك انتصارا عظها ٠»‏ وقد 'واتته فى ذلك .بدمبة حاضرة » وعم . بدقائق اللغة غزير » ومادة مهيأة معدة » وأمدته اللغقبسعة مثّرادفها » وكارة موادها » وسهولة تناولما » وانظر إلى ماقاله الخاحظ فى محاولة واصل التغلب على ذللك العرب :

ولما عل واصل بن عطاء أنه ألثغ فاحش الثم » وأن مخرج ذلك منه شيع » وأنه إذا كان داعية مقالة ورئيس نحلة » وأنه بريد الاحتجاج على أرباب النحل ؛ وزعماء الملل » وأنه لابد من مقارعة الأبطال » ومن الختطاب الطوال » وأن البيان محتاج إلى بمييز وسياسة » وإلى ترتيب ورياضة » وإلى تمام الآلة » وإحكام الصنعة وسوولة ارج » وجهارة المنطق وتكميل الحروف وإقامة الوزن » وإن حاجة المنطق إلى الطلاوة والحلاوة كحاجته إلى الخلالة والفخامة » وأن ذلك أكير ماتستال به القلوب » وتنثى إليه الأعناق وتزين به المعانى » وعم واصل أنه ليس معه ماينوب عن البيان التام واللسان المتمكن والقوة المتصرفة » كنحو ماأعطى الله نبيه موبى صلوات الله عليه وسلامه من التوفيق والنسديد مع لباس التقوى وطابع النبوة ومع امحبة والاتساع والمعرفة » ومع هدى النبيين وسمت المرسلن » وما يغشهم الله به من القبول والمهابة » ولذلك قال بعض شعراء النى وَل :

لم تكن فيه آيات مبينة كانت بداهته تنبيك باللدير

ع 1517 ا

ومع مما أعطى الله مومبى عليه السلام من اللحجة البالغة ومن العا انته الظاهرة والرهانات الواضحة إلى أن حل الله تلك العقدة » ورفم تلك .حبسة وأسقط تلك المحئة . ومن أجل الحاجة إلى حسن البيان » وإعطاء الحروف حقوقها من الفصاحة رام أبو حذيفة إسقاط الراء من كلامه » وإشتراجها من حروف منطقه » فلم يزل يكابد ذلك » ويغالبه » ويناضله » ويساجله , ويتأق لسره والراحة من هجنته » -حبى انتظم له ماحاول » وانسق له ما أمل » ولولا استفاضة هذا الكدر » وظهور هذه الخال » حتى صار لغرابته مثلا » ولظرافته معلا لما استجزنا الإقرار به » والتأكيد له » وللست أعنى خطبه الحفوظة ورسائله الخلدة » لأن ذلك محتمل الصنعة » وإنما عنيت محاجة الحصوم ومثاقلة الأكفاء » ومفاوضة الإخوان .

القدرة على الارتجال ٠‏

إذا كان من الخطباء السياسيين من بجيد الخطابة » وإن كانت مقدرته على الارتجال غير كببرة » كا كانت حال بعض خخطباء اليونان والرومان فى الأزمنة القدعة فن الممال أن يكون ذلك شأن الخطيب المناظر » فإن المناظطرة ومساجلة الآراء تستدعى القول التو والساعة » لعرد على المناقش مه واعل عليه شجته » وليدهه م ره من حقائق » ويره علي ما يتعرض به » وعلى ما يريد أن ينقض به دليله .

وقد كان واصل عا آثاه الله من ثيات جنان » وحضور بدمهة » ومواتاة الألفاظ الى تتحدر على فيه » ويتسيب سيا عندما يريد - من أقدر الناس على الارنجال وبيده مخاطبه مالا يننظر من ححجج بينات ودلائل واضحات » واقرأ خخطبته الخالية من الراء الى ارتجلها وقد تبارى مع خالد بن صفوان وشبيب بن شيبة والففلى بن عيسى فى القول أمام عبد الله بن عمر بن عبد العزيز ‏ ترى مقدار قوته فى الارتجال » وها هى ذه :

الحمد لله القدم بلا غاية » والباق بلا نباية » الذى علا فى دنوه » ودنا فى علوه » فلا محويه زمان » ولا حيط به مكان » ولا يئوده حفظ ما خلق »

سم 161 سب

ول عناقه على مثال سبق » بل أنشأه ابتداعا » وعدله اصطناعا » فأحسن, كل شىء خلقه وم مشيئته » وأوضح حكته » فدل على ألوهيته » فسبحانه. لامعقب كمه » ولا داقع لقضائه » وتواضع كل شى لعظمته » وذل كل شىء لسلطانه 2١‏ ووسع كل شىء ففمله 6 لا يعز ب عنه مثقال سحبة » وهو السديم العليم » وأشبد أن لا إله إلا الله وحده إلا تقدسث أسماؤه. وعظمة. الأؤه » علا عن صفات كل مخاوق » وتنزه عن شبيه كلمصنوع » فلا تبلغه الأوهام » ولا حيط به العقول ولا الأفهام » ويعصى فيحلم » ويدعى فيسمع » ويقبل التوبة من عباده؛ ويعفو عن السيثات » وبع ما تفعلون » وأشهد شهادة حق وقول صدق باخلاص نية وصعة طوية أن محمد بن عبد الله عبده ونبيه وشخالصته وصفيه . ابتعثه إلى خلقه بالبينة والهدى » ودين الحق » فبلغ مألكته و نصح لأمته » وجاهد فى سبيل الله » لا تأخذه فى للق لومة. لاثم » ولا بصده عنه زعي زاعم؛ماضيا على سنته»موفيا على قصده » حى أناه القن » فصلى على محمد وعلى آل محمد أفضل وأزكى وأتم وأنمى ' وأجل وأءلى صلاة صلاها على صفوة أنبيائه » وخاصة ملائكته » وأضعاف. ذللك إنه حميل ميد ,

أوصيكم عباد الله مع نفسى بتقوى الله » والعمل بطاعته » والمحائبة لمعصميته وأحضكم على م يلانيكم مه » وزلفكم إليه » فإن تقوى الله أفضل زاد » وأحسن عاقبة ق معاد » و لاتلهينكم المياة الدنيا بزينتها وتخدعها » وفواتن لذاتها وشهوات آمالما » فإنما متاع قليل » ومدة إلى حين » وكل, شىء منبا يزول »2 فك عايلتم من أعاجيها ؛ وكرنصبت لكم من حبائلها » وأهلكت من جنم إلما واعتمد علها » وأذاقتهم حلوا » ومزجت لم سما ع أين الملوك الذين بنوا المدائئن » وشيدوا المصائع » وأوثقرا الأبواب » وكائفوا الحجاب » وأعدوا الحياد » وملكوا البلاد » واستخدموا التلاد» قبضهم محملها » وطحتتهم يكاكلها » وعضمم بأنياما » وعاضهم من السعة ضيقا » ومن العزة ذلا » ومن اللياة فناء » فسكنوااللحود » وأكلهم الدود » وأصبحوا لاترى إلا مساكتهمءولاً تجد إلا معالمهم » ولا نمس

سم 155 سم

ملم دنا ٠‏ ولا تسمع للم نبسا » فتزودوا عافاكم الله » فإن خمر الزاد التقوى » وائقوا الله يا أولى الألباب لعلكم تفاحون » جعانا الله لياكم ثمن ينتفع مراعظه » و يعمل فاه وسعادثه » ومن يستمع القول أبليع أسوسته أولئك الذين هداهم الله » وأو ائلك هم أولو الألباب ؛ إن أسءن قصص المؤمنن وأبلغ مواعظ المتقين » كتاب الله اازكية آياتء » الوافسحة بيناته ) فإذا تلى عليكم فآنصتوا له » وأسمعرا لعلكم تفلحون » أعوذ بالله القرى من الشيطان الغوى » إن الله هوالسميع العليم ٠»‏ قل هو الله أحدعالله الصمد » م يلد ولم يولد»ولم يكن له كفو أحد. ثم قال نفعنا الله وزياكم بالكتاب الحسكم ؛ والوجى المبين » وأعاذنا دإباكم من العذاب الألم؛ وأدخلنا وإيا كم . جنات التعبم )١(‏ ,

ثقراهة وزهده :

كان واصل من امتلأ قلبه رهبة » وروعة » ومراقبة لله » وثقة به » .واطمئثئانا لحكقه وسكونا لقضائه . وقد رأيت ذلك واضحا فى خطبته السابقة » وقد قال الجاحظ فيه : لم يشلك أصعابنا أن واصلا لم يقبض دينارا .ولا درهما . وفى ذلك قال بعضهم فى مرتبته : ولامس ديئارا ولامس درتما ولا عرف الثوب الذى هو قاطعه

)١(‏ قد ذكر هذه القصة فى شعره صغوان الأنصارى مادحا واصلا فثال كا فى البيان و التبيين :

نسائل بعبد الله لى يدم حقلةه وذاك مقام لا يشاهمده وشسد فأقنم كل التوم شكر جباهم وقلل ذاك الضعف قى عينه الزهسد

سم 150أ اسم

كان واصل بقول : المؤعن إذا جام . وإذا شبع. شكر » وبذلك نحل نفسه » وسار على هذا المج » واتبع هذا الطريق فهو صابر أو شاكر. مطمان فى كاتا الحالتين .

لم يعهد [ليهعمل حكوى » ولم يسع إليه » ويظهر أنه كان ذا إقطاع أو ذا تجارة » ولكن من مجموع أعماله يفهم أنه ماكان معنيا بتدبير ماله » ور بما كان يعى بتدبيره ربيبه أبو عبد الله الغزالى . كان جل عنايته نشر مذهبه » واارد على مغالفيه » مالنا قلبه بتقرى الله : ش

لقد كان شديداً فى الله شدة لاحد لما » كان صديتا لبشار بن برد » فلأ عرف فيه الإلحاد قاطعدو نافر ه»وسعى ف نفيه فنفاه»وكان يقول فيه: إن من أخذع حبائل الشيطان وأغواها لكلات لهذا الأعمى الملحد . وكان بشار قبل ذلك ممدحه ويقول فيه : تكلف القول والأقوام قد حفاوا وحيروا خخطبا ناهيك من خطب وقال مرتلا تغلى بداهئه202 كرجل القين لما حف باللهب وجانب الراء لم يشعر به أحد2 قبل التصفح والإغراق ف الطلب

فلا قاطعه واصل قال فيه : ١‏ مالى أشايع غزالا )١(‏ له عنق 2 كنقئق (1) الدو إن ولى وإن مثلا عنق الزرافة ما بالى . وبالكم أيكفرون رجالا أكفروا رجلا

( 1 ) كانوا يلقبون واصل بالنزال قيل لأنه كان يبجلس فى سوق الغزالين عند ريببه أن عبد الله مول قطن الطلالى » وقال أبو العباس المبرد في الكامل كان يلقب بذلك » لأنه كان يلزم الغزالين » ليعرف المتعققات. من النساء فيجعل صدقةه لمن . جاه فى البياث و التبيين كان وأصل بن عطاء قرزالا .

) النقيق الظليم والدو الفلاة » وراد أن له عنقا طويلة » كميق الثعامة » وفد قال فيه مرو بن عبيد قبل معر فته عندما رآه : أرى عنقا » لا يفلح صاحيها . فسمعه واصل » فلا سل ولس » قال لعمرو : أما علمت أن من عاب الصنعة فقد عاب الصائع © لتعلق ما يبنا » فاستر جم عبرو » وقال لا أعود اثلها يا أبا حذيفة . الفهرست لابن الندم .

180 اعد

الجبرأة فى الحق : كان جريئا فى الح ؛ لا خثى فيه لومة لاثم » إذا اعتقد جرى اعتقاده

على شفرة لسانه سيفا بتارا قاطعا » شاقا لحجب الظلات يأر باسم الله » ويدافع لله . سأل سائل الحسئ البصرى عن حكم مرتكب الكبيرة : أهو من أهل الإعان أم من الكفار » فأنجاب واصل غير ملتفت لأى أمر سوى الحق », الذى أحس بصوته مجلجل ف قلبه : إنه ى منزلة بنن المأزلتين . ثم اعتزل امحلس إلى آتخر ماهو مشهور معروف .

جاء فى كتاب البيان والتبيين أنه كان يزعم أن جميع المسلمين كفروا بعد رسول الله يليه » فقيل له وعلى أيضا . فأنشد :

وما شر الثلاثة أم مترر بصاحبك الذى لا تصححبينا

ولا نعرف مقدار ذلك الزعم من الصحة . ولكنه إذا صح يكون دليلا ليس فوقه دليل على قوته فما يعتقد » وكيف كان لامباب أخدا . كان يرى رأيا سيئا فى معاوية بن ألى سفيان ؛ وتمرو بن العاص ؛ ولاعتئع عن المحاهرة به مع أن سيف بنى أمية مشهور » ورماحهم مشرعة » وسلطائهم قاهر » ولكبا النفس المؤمنة ليس لسوى الله علبا سلطان » ولا لغيره قوة » وإذا عظم سلطان الله على النفس ضعف سلطان العبد علما » وإذا امتلأت النفس بقوة الله لم تستسخذ للإنسان » ولم تمن مخلوق .

وأولئك الذين تحررت عقائدهم من ربق التقليد » ونفوسهم من مظاهر اللننوع والضعف » فلم ميتوا ى نفوسهم مذاههم ؛ ولم مخمدوا فيا يران الحق المقدس » أوائك هم قادة الفكر الإنسانى » وأولئك هر هداة الإنسائية ع ورواد الحق ودعاته » ويظهر من أخبار واصل أنه كان فى الرعيل الأول من هذا النوع .

آراؤة :

كان موضوع آراء واصل الأمور الى شغلت أهل عصره » وكانت موضوع مناظرامم وملاحاتهم » فهى بنت بيئته » ترعرعت فى مهدها )

/أ551؟ عل

وتمت واستغللت سوقها نحت ظلها - ولأن كانت آراء الشيخص صورة عقله . لقد كانت آراء واصلسالكة طريق الاعتدال » إذا أضيفت إلى آراء مغاصريه وهى بالتالى تدل على تفكيره الهادىء المأّزن » وعقله المسدد المستقم » كانت أراوه وسطا بن متجاذبن » وملتى متناحرين .

ولقد ذكر الشمرستانى فى كتابه الملل والاحل أمورأ أربعة اريّآها واصل وها نحن أولاء ذاكروها » لا على أنبا'هى الأمور الى شغلت كل تفكيره » بل على أنها أمثلة نسوقها لإثيات ما قلناه » وهو أن آراءه وسط ببن متنازعين دائما.

كان واصل ينقى صفات الله سبحانه وتعالى من القدرة والإرادة والعلم والحياة فهو يقول : الله قادر » ولكن من غير قدرة زائدة على الذات » الله عانم » ولسكن من غير علم زائد على الذات » وفى الحق أن مدهبه هذا ما دفعه إليه إلا الخشية من أخطار فرق ثلاث : اندفعث إلى وصف الله بما لا يليق الأولى ال#سمة وأهل الحلول الذين كانوا يزعمون أن الله محل قى مكانه كالحوادث . والثانية اللحشوية الذين كانوا يثبتون لله تعالى صفات كثيرة مما يتصف مها الحوادث -حى قال قائلهم : استئن اللحية والفر » واثبت ماعداهما من صفات الإنسان لله . والثالثة النصارى الذين قالوا بالتثليث ( الأقانم اللائة ) وظن واصل أله لو أثبت صفات الله قدعة زائدة على الات كم بتعدد الاحة » ولقال مقال النصارى .

رأى واصل كل هذا » ورأى القرآن الكرم يصئ الله بالقدرة والإرادة وغيرها » فأثبت ما جاء فى القرآن الكريم'» وابتعد عن أن يثبت أن القدرة زائدة والإرادة زائدة وهكذا .

قال إن المرتكب للكبيرة فاسق » وأنه فى مازلة بين الكفار والمؤمئن وى الق إن مذهبه فى هذا هو الوسط بالنسبة للمذاهب الشائعة فى هذا العصر فإن الكسن البصرى كان يرى أنه منافق » والحوارج كانوا يرون أنه كافر ؛ وبعضهم يكفره » ويكفر أولاده » والمرجئة يرون أنه مؤمن ولا يضر مع الإمان معصية » بل غلا بعضهم »فال إن الإعان الاعتقاد بالقلب وإن أعلن

11/8 مس

الكفر بلسائه » وعبد الأوثان أو لزم البودية والنصرانية فى دار الإسلام » وعبد الصليب » وأعان التثليث فى دار الإسلام » ومات على ذلك فهو مزمن كامل الإعان عند الله عز وجل من أهل اللدنة ,

ف وسط ذلك المضطر ب شق واصل لنفسه مهيعا وسطاء ونريد أن نتركه محتج لدعواه هذه » لتعرث. طريق فهمه للدين وأصوله . قال : وجدث حكم الله فى المؤمن الولاية والنحبة والوعد باللكنة . قال تعالى « الله ولى الذين آمنتوا » . و( الله ولى المؤمنين ) . 0 وبشر المؤمئن بأن لم من الله فلا كبيراً ؛. ( وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات نجرى من تحتها الأثمار »‏ هيوم لا مخرى الله التى والذين آمنوا معه » .

فوجب أن صاحب الكبيرة ليس عمؤمن » لزوال أحكام المؤمنين عنه ووجدت حكم الله على الكفار على ضربين » ضرب حد لقوله تعالى : م قاتلوا الذين لا يؤمنون الله ولا باليسوم الآخخر ؛ ولا محرمون ماحرم الله ورسوله » ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب » حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون » . فهذا حكم الله فى أهل الكتاب وهو زائل عن صاحب الكبيرة » وهذا هوء الضرب الأول . وقوله تعالى : ١‏ فإذا لقيم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أخنتموم فشدوا الوثاق » فإما منا بعد وإما فداء » وهذا حكم الله فى مشركى العرب وغيره, من الكفار سوى أهل الكتاب وهو زائل عن صاحب الكبيرة . ثم بينت السنة المجسمع عليها أن الكفار لا يورثون : ولا يدفنون ف مقابر أهل القبلة » وليس يفعل ذلك بصاحب الكبيزة وهذا هو الضرب الثانى .

فوجب أن صاحب الكبيرة ليس بكافر لزوال أحكام الكفار عنه ووجدت حك الله فى المنافق ما جاءت به السنة المجمع على متها من أنه إن سير نفاقه فلم يعرف عنه » ول يشر به » وكان ظاهره الإسلام » فهو عندنا مسلم له ما للمسلمين ؛ وعليه ما علهم » وإن أظهر كفره اسئتيب » فإن تاب » وإلا قتل » وهذا الحكم زائل عن صاحب الكبيرة » فوجب أن

144 اسم

صاحب السكبيرة ليس عنافق ازوال أحكام المنافقن عنه » وإذن مرتكب الكبيرة يسمى فاسقا فاجرا لنسميته بذلك فى كتاب الله » ولإجماع الأمة على هذه النسمية . قولهإك الانمان خالق أفعال نفسه بقوة أودعها الله إياه » ولقد كان . ذهيه

وسطا بن مبجين » كلاهما ضلال بعيد » كان بعض الدهرين ينسبون المخلوقات إلى الدهر » أو إلى الطبيعة » أو نمو ذلك وهو كفر ليس فى ذلك من ريب ؛ وقد اننشر مذههم فى عصر وادل ؛ واطلع على مقالاتبم تلك

وكان على الجحانب الاختر طائفة من الحهمية الى تول إن أفعال الحباد

هى أقعال الله سبحانه » والإنسان لا إرادة له فيا يعمل : بل الله يفعل فعله على يديه ؛ كنا بجرى الربح » وكا ينبت الزرع ؛ وكا محرك الأرض » © وا رأى واصل فى ذلك رقا للعدل الإلمى » وهدما لقانون اللتزاء من عاب المسبىء » وإثابة المحسن » بل رأى فيه هدما للتكليف ؛ ولمح من ورائه هدم الشرائع الدينية .“لأنه لا معنى لتكليف الإنسان أمراً لا إرادة له فيه » ولا قدرة له عليه » تعالى الله عن ذلك علو كبيرا . ٠‏ . هذا ما ارنآه وأنت تراه وسطا لآراء متسجاذبة وأفكار متضاربة .

كان يرى فى أهل واقعة الجمل من فريك على وطلمئة أن أحد الفريقين فاسق من غير ثعيين ) ولذا كان يقول لا تقبل شهادة اثندن : أحدها من فريق على » والآخر من فريق طلحة » ومذهبه فى الحقيقة قيقة وسط لرأى معاصريه . وقد شرح ذلك البغدادى فى كتابه الفرق بين الفرق » فقال : زعت الحوارج أن طلخة » والزبير ؛ وعائشة » :وأتباعهم يوم الجمل كفروا لقاهم عليا » وأن عليا كان على الح فى“قتال أصعاب الجمل » وق قتال أصماب .معاوية بصفين إلى وقت التحكم م كفر بالتحكم » وكان أهل السنة والمباعة يقؤلون بغدم فسق الفريقين ة ف حرب الجمل » وقالوا إن عليا كان على الحق فى قتالم » وأصماب الدئل كانوا عخطئين فى قتال على » وم يكن خطؤهم كفرا ولا فسقا يسقط شهادتهم » وأجازوا الحكم بشهادة عدلين من

سس +52 اسم

كل فرقة من الفريقن ؛ وخرج واصل من قرول الفريقين » وزعم أن فرفة من الفريقين فسقة لا بأعيانهم » وأنه لا يعرف الثقة منهما . وأنت ترى أن مذهبه فى هؤلاء وسط بن الخوارج والجباعة .

مناظراته :

قد شرحنا لك فى أوصاف واصل أنه كان من أقدر أهل عصره على الجدل والحصام » وقرع اللحجة بالحجة والدليل بالدليل » وملاقاة الخصم بقدم أثبت من قدمه » وبرهان أسطع من برهانه . وقلنا إنه كان جامعا لكل الصفات الى تقتضى الغلب فى النقاش » والسبق فى ميدان المناظرة : فراسة صادقة » وجنان رابط » وجأش ثابت » وغقل رزين » لا يطيش ٠‏ وبدمبة حاضرة » وقدرة على التصرف فى الأمور ؛ لا يعزريه حصر ء ولا بأخذه فزع » وعلم غزير + وإحاطة تامة ,

ولذا كان له الخلب على الأقرام فى ميدان الخصام ٠‏ لا يعتر ض عليه بالاعتراض إلا أسرع إلى تفنيده » ولايقام عليه دليل إلا أسرع إلى تزييفه . وذلك مقام صعب لايصل إليه إلا أولو الألباب » وذوو المرتبة الأولى ف البيان . ش

جاء فى العقد الفريد : إن الجوابات هى أصعب الكلام كله مركبا » وأعزه مطلبا » وأغمضه منصبا » وأضيقه مسلكا » لأن صاحبه يعجل مناجاة الفكرة واستعال القريحة » يروم فى بدعته نقض ما أبرم القائل ى رويته » فهو كن أخذت عليه الفجاج » وسدت له امخارج ؛ قد اعت ضته الآسنة » واستبدف للمراى ء لاأيدرى ما يقرع به » فيتأهب له »,ولا ما يفجؤه من خصمه » فيقرعه بمثله » ولاسما إذا كان القائل قد أذ ممجامع الكلام » فقاده بزمامه بعد أن زأى فيه » واحتفل » وجمع خخراطره» واجتهد » وترك الرأى يغب حنى مختمر ء فقدكرهوا الرأى الفطر » كا كرهوا الجواب الدبرى » فلا يزال ىُْ سج اكلام وأسكثياته » حبى إذا اطمأن شارده » وسكن نافره » صلك به خصمه جما واحدة » ثم قيل

15623 م

له : أجب و لانخطىء 0 وأسرع ع ولاتبطى ء فترآه جيب جواب من غير أناة » ولا استعداد » يطبق المفاصل » وينفذ إلى المقائتل ما يرى ادل بالجندل » ويقرع الحديد بالحديد » فيحل به عراه » وينقض به مرائره » ويكون جوابه على أكير كلامه كسحابات لبدت عجاجته » فلا ثىء أعضل من الجواب الحاضر ‏ ولا أعز من الخصم الآلد الذى يقرع صاحبه ؛ ويصرع منازعه بقول كثل النار فى الخطب الجزل .

لم يككن يناظر واصل حبا فى الغلب » بل دفعاً لأوهام وأكاذيب سادت ذلك العصر » وسيطرت على عقول كثيرين فيه » وقد عى نفسه بذلك ) حى إنه كان عمل بعض. شأنه الخاص . كان يناظر الرافضة والدهرية » والصائبة » والزنادقة وغيرهم ليرد فرياهم » ومجعل كيدهم فى تحورهم . وشغلت مناقشته لو لاء كل خواطره » وقد ذكرت زوجته بعض سحاله فقالت : كان واصل إذا -جنه الليل صف قدميه بصلل ؛ ولوح ودواة موضوعان » فإذا مرث به آية فها حجة على مالف » جلس » فكتبا : ثم عاد فى صلواته 62 . ْ

ولقد كان عليا بأفكار كثشر من الرنادقة » وأهل النحل الختلفة » لأله خالف كثيرا منهم » وكان صديقا لبعضهم كا علمت من أخباره مع بشار ) وف كتاب الأغانى : كان بالبصرة ستة من أصحاب الكلام : عمرو بن عبيد ؛ وواصل بن عطاء » وبشار الأعمى » وصالح بن عبد القدوس » وعبد الكريم ابن أى العرجاء » ورجل من الأزد هو جرير بن حازم ء فكانوا مجتمعون فى مزل الأزدى ؛ ومختصمون عنده . فأما عمرو وواصل فصارا إلى الاعتزال» وأما عبد الكرم وصالح فصححا التوبة » وأما بشار فبى متحيرا مختلطا . وأما الأزدى فال إلى قول السمنية . ش

وقد كان مرجعا لكل من يمجادل هؤلاء اللخار.جن عن حدود الإسلام

. المنية والأمل المرتفى‎ )١(

سان كك

وموئلا لم ؛ يصدرون عن رأبه إذا التبس علبم الأمر . جاء فى كتاب المنية والأمل .

روى أن بعضر السمنية قالوا لهم بن صفران هل يحرج المعروف عن المشاعر الخمسة . قال : لا . قالوا فحدثنا عن معبودك » هل عرفته بأنها ؟ قال : لا . قالوا : فهو إذن مجهول . فسكت » وكتب بذلك إلى واصل » فأجاب وقال تشترط وجها سادسا » وهو الدليل . فتقول لا مخرج عن المشاعر والدليل » فاسألم هل تفرقون بن اللتى والميت » والعاقل وانحنون » ولابد من قو هذا عرف بالدليل » فلا أجاهم بذلك ؛ قالوا ليس هذا من كلامك فأخير هم فخرجوا إلى واصل وكلموه » وأجابوه إلى الإسلام .

وقد كان يسجل كثراً ردوده » ويقيدها » وبع مناقشاته كانت كتابية . وعن تمرو الباهل أنه قال : قرأت لواصل اللمزء الأول من كتاب ألف مسألة فى الرد على المانوية » فأحصيت فى ذلك الجرء نيفا وتمانين مسألة (') م

ولم يكن جدله مع المناقضين للإسلام فقط » بل كان مجادل كشراً من المسلمين الخالفين له فى مذهبه فى العقائد : وكانوا كثيرين . وما يروى أن خالد بن عبد الله القسرى قال له : بلغنى أنلك قلت قرلا فا هو ؟ فقال أقول يقضى الله بالحق وبحب العدل . قال لما بال الناس يكذبونك . قال محبون أن يحمدوا أنفسهم ؛ ويلرموا خالقهم . فقاللا » ولاكرامة » الرم شأنك0©,

ومناقشاته كثيرة مع المسلمين الذين خخالفوه . يروى فى هذا أنه اجتمع مع جعفر بن محمد الصادق » فقال جعفر :, ' 1

أما بعد » فإن الله بعث محمداً بالق » والبينات » والنذر والااياثت 2 . وأثزل عليه ه بعضهم أولى ببعض فى كتاب الله » فنحن عترة رسول. الله يك » وأقرب الناس إليه » وإنك ياواصل أنيت بأمر يفرق الكلمة » وتطعن به على الأمة » وأنا أدعوك إلى التوبة .

, المنية والأمل‎ )١( . (؟) الكتاب المأكور‎

901آ1 سم

فقال واصل : الحمد لله العدل فى قضائه » البواد بعطائه » المتعالى عن كل مذموم ؛ والعام بكل ختى مكتوم » لبى عن القبيح ء ولم يفش وحث على الجميل » ول نحل بينه وببن خخلقه » وإنك يا جعفر » وابن الأنمة شغلك حب الدنيا » فأصبحت مها كلفا وما أتيناك إلا بدين محمد يله وصاحبه وضجيعه ابن ألى قحافة » وابن الخطاب » وعيّان » وعلى بن أنى طالب وجميع أنمة المدى ؛ فإن تقبل المق تشعد به » وإن تصدق عنه تبؤ بإعمك (0) .

رسله ف الآفاق :

لم يكتف واصل عناظراته الكتابية والخطابية » بل أرسل أتباعه فى الآفاق يردون على الزنادقة وغيرهم . قال أبو الهذيل : بعث عبد الله بن الحارث إل المغرب فأجابه خلق كثرون » وبعث إلى خراسان حفص ابن سالم » همدخل ترمل » ولزم المسجد » وناظر جهما (5) فقطعه ورجع إلى قول الحق » فلا عاد حفص إلى البصرة رجع جهم إلى قول الباطل ؛ وبعث القاسم إلى المن » وبعث آيوب إلى الجزيرة » وبعث الحسن بن زكوان إلى الكوفة » وعهان الطويل إلى أرمينية .

وقد كان متتبعا لأخبار رسله » ليتعرف أحوالم » فإذا لاحظ فى أحدهم خروجا عن النادة أرسل إليه بعظه . يروى فى ذلك أنه بلغه أن عمرو بن عبيد يؤول بعض الأحاديث تأويلا فيه شطط » فأرسل إليه كتابا جاء فيه :

عهدى والله بالحسن » وعهدكم به أمسبى ف مسجد رسول الله يل بشرق الأجنحة وآخر حديث حدئنا إذ ذكر اموت وهول المطلع » فأسف على نفسه واعترف بذنبه ثم التفت والله بمنة ويسرة باكيا » فكأنى أنظر إليه عمسح مرفضٌ العرق من جبينه ء ثم قال : اللهم إنى قد شددت وضين (() ذكرت هله الطب فى المنية والأمل و أنت ترى أن فيبا مناقضة لل راء المروية عنه من شكه فى فسق على وأحابه ٠‏ ولعله كان قد الى فى آخر حياته من شكه فى أحد الفريقين إلى الجزم ببراءة أحدها ,

(؟) جهم بن صفوآن رأس اجيبرية .

5 تاريخ الجدك )

|[ 625 سس

راحاتى » وأخيذت ى أهبة سفرى إلى محل القير » وفرش العفو » فلاتؤاخذى ما ينسبون إلى من بعدى » اللهم إفى قد بلغت ما بلغى عن رسولك » وفسرت من عكر كتابك ما قد صدقه حديث نبيك » ألا وإنى خائف عيراً » ألا وإفى خائف عمرآ ألا وإنى خخائف عمرا » شكاية لك إلى ربك جهرا » وأنت لا أنت عن عن ألى حذيفة أقربنا إليه . وقد بلغى كثير مما حملته نفسلك » وقلدته عنقك من تفسر التنزيل » وعبارة التأويل » ثم نظرت ف كتبك » وما أهدته إلينا رواتك من تنقيص المعانى » وتفريق المبافى »- فدلت شكاية الحسن عليك بالتحيف بظهور ما ابتدعت » وعظم ما حملت » فلا يغررك تدببر من خولك » وتعظيمهم طولك وخفضهم أعينهم عنث إجلالا للك | غدا والله تمضى الحيلاء والتفاخر » وتجزى كل نفس با'تسعى

ولم يكن كتانى إليك » ونجليى عليك » إلا ليذكرله محديث الحسن رحمه الله » وهو آخر حديث حدئثتاه » فأد المسموع » وانطق بالمفروض » ودع تأويلك الأحاديث على غير وجهها » وكن من الله وجلا .

ثم محمد الله و توفيقه

الصفحة مقدمة الطبعة الأول ... سي ب ل لمياييت عير لني للي لض المناظرة والجدل والمكايرة لب ص لي لله لله ل لل © ؟ -- العناية بالجدل . الاختلاف ومنشؤه ثيه ققه فعة مين قف قرف لعفف ملي مويلل ٠‏ غموض الموضوع ف ذاته 4 غموض موضوعالنزاع م - اختلاف الرغبات والشبوات م - الخحتلاف. الأمزجة ة ب استادف الانجاه 4 ب تقليد السابق.ن ومحاكاهم من غير نظر إلى الدليل ونقص لللرهان ٠١‏ اختلاف المدارك ٠‏ 2 الرياسة وحب السلطان 1١‏ - التعصب ١١‏ - سيطرة الأوهام . جدل العرب ف اطاهلية ‏ ... ..,. ل ...اي من .فى في !1 - العقلية العرنية ١١‏ معلومات العرب وديانامم 5 ديانات العرب 18 سه البودية ١‏ النصرانية 7 الزرادشتية 4” - الانوية ه؟ 7 المردكية ؟ هس الصابقة 4 .. أصعاب الروحانيات 74 -. أصاب الأشخاص . الجدل يبن أهل الديانات 4" .. ادل بين التصارى

والمشركن “اس اجدل المبود مع المشركين اما ل جدل المشركين مع اللتنفاء .

الجدل فى عصر الثبوة ‏ ... ... 2 .0 ٠.‏ ا 000 !4 سا -جدل النى صلى له عليه وس . مع اللشركت

ا 2

صفيدة جدل اللبى صلى الله عليه وسممع الوود والتصارى 6 ثم ا سم تحدث الملوك فى شأن الننبى صل ال عليه وم .

جدل القرآن الكرم عسي الم ل . 68 2 الأفيسةالإخيارية 5 القصص 05 قياس اثلث

50 - السير والتقسم 8" - القثيل .

الجدل بعد النبى صلى الله عليه وسلم ‏ .2. ... ... اث

5 تمهيد فى افتراق الأمة وسيبه لالا س العصبية العربية

6 - التنازع على الخلافة وطلب اللاك 8/ا ‏ دخول طوائت

كثيرة فى الإسلام 8/ا ‏ مجاورة المسلمين لكثير ه ن أهل الديانات القديعة 9/ا س. اولة أعداء ع الإسلام إفساد 7 بين المسلمين 4٠١‏ ترجمة الفلسفة فى آخخر العصر الأموى و السمس العبابى س ورود المتشابه فى القرآن الكرم ١م‏ استنباط الأحكام الإسلامية ١م‏ - القصص .

الجدل والمناظرة فى عصر الخلفاء الراشدين ... ... ... "لم ام - اختلاف المسلمين فى الخلافة 48 لمسالك الى سلكها الخلفاء 8 - الفئن فى عهد عيّان رضى الله عنه 5 - الجدل فى الخلافة فى هذا العصر ٠١‏ الجعدل قى أصول الدين قى عصر الخلفاء الراشدين 1٠١9‏ الجدل فى

الفروع . الجدل فى العصر الأعوى ‏ ... ...ا ,ى. ...ا .ى. ليم م0 ون ١١‏ ل تمهيد /ا١ 11‏ الفلسفة . الفرق الإسلامية ... ... ...د يب الى لل للم لمم عو افا الفرق السياسية 2 ... .,. .4. 2.. 2.. ... ررم ام.. 19١80‏

68 - الشيعة 4؟١‏ - السبئية ه6١١‏ ب الكيسائية ب 5 الريدية ١٠١‏ ل الإمامية ١١‏ الإسماعيلية .

سد اق" لد

معدل الشيعة نماذج من مجدل الشيعة

ب مناظرة لاشيعة فى مجلس عمر بن عبد العزيز ملي فلل 8 مثاظرة المأمون فى تفضيل على... السوارج

/ا5١ 1‏ ماقاله العلامة جوستاف لوبو فى وصف اليعقويين - ماكتبه الكونت هترى دى كاسترى ١44‏ ما قاله أبو العباس المبرد فى الكامل ١6١‏ ب نخروجهم على الإمام على وعلى الأمويين من يعده ١61١‏ ادعاء الزيدية أن الله سبحانه وتعالى يبعث رسولا من العجم 155 - الأزارقة 1٠‏ النجدات لاه١‏ س الصفرية 8ه١ ‏ العجاردة ١84‏ . الإياضية 169 س خوارج لا يعدون. من المسلمين 15١‏ ب اللزيدية ١١‏ - الميمونية .

-جدل الحوارج 0 ا . 0 ٠"‏ , اتصاف الحوارج بالا بالفصاحة وطلاقة اللسان ١١17‏ رغبهم الشديدة للمناقشة والمحادلة.

إ

تماذ ج من -جدل الحوارج مناظرة عبد الله بن عباس وعلى رضى الله عنهم للخوارج ... ب مجادلة على للخوارج قبل قتامم مكاتبة ببن نافع بن الأزرق و4لة بن عوعر مناظرة بن شخارجى وعمر بن عبد العزيز

المرجكة

يفل

1

دلونا

شرل

45

151

5 55 1 4 3

١1/4

بره" ده

الفرق الديلية ... ... ... ... م عي 00 0 6سا الجدرية 64 سه القادرية 1١41“‏ جادلة بن قدرى وسبى ١190‏ العتزلة ١98‏ ل نشأئهم 1910 مذهب المعتزلة, فول سا طريقهم 2 الاستدلال على عقائدهم «كا الم أخذهم ء ن الفاسفة اليونانية وغيرها ٠١١‏ ل دفاعهم عن الإسلام و - مناصرة الخلفاء للمعتزلة ؛ 8٠‏ ب منزلة المسزلة عند معاصريهم 7١8‏ - لهام الفقهاء والمحدثين لم .

11

مناظرات المعازلة قرف ففف افقة مل قم حك ١‏ حل نخصوم المعتزلة 17١1١‏ مجادتهم للكفار وأدل الأهواء 1 مجادلتهم مع الفنقهاء واحدئين 5 - الأثور من مجادلات المعتزلة .

متارات من مناظرات المعكزلة ‏ ... ... ... ... لل مي على مم81

المناظرة الأولى : مناظرة واصل بن عطاء لعمرو بن حبيد 115

المناظرة الثانية : مناظرة المأمون للمرتد اللخ راسانى لذن /؟ ‏ قال المرتد 17١1؟ ‏ قال المأمون

الجدل فى الفروع فى العصر الأموى 0 1814 9 أهل الرأى وأهل الحديث مجادلاتي

مختار من -جدل الحتهدين فى ذلك العصر نف

العضصر العيامى ... ... ... ب .ءا ل م 254 58 ا مهيل :

نمو الجدل فى العصر العبابى ... .,, . نارق

مواضع اتدل ا 0

5 7 الحدل فى الإمامة .

ل وه" مه

الحدل ل العقائك ' ... ...ب م.. عي مي مم ممى مم فلى فلم 91# مع؟ ‏ الزنادقة .

شخلق القرآن ل ال ل ا 0 ليان /اه؟ - موضع الأزاع فى هذه المسألة . | تار من الجدل فى خلق القرآك ‏ ... .يب م لي عل ملم م ه؟ 8 - مجلس مناظرة “1؟ - التاظرة. ال الثانية :كتب الأمون فى القول ملق القرآن 4/ا؟ ن مناظرة أحمد بن أى دؤادلشيخ فى مجلس الوائق . الأشاعرة والاتريدية ‏ ... ... مي م م فى على م.. مل الالا؟] متار من مناظرات الأشعرى ... ...ا عت لي عي مر على ل 8840 4 - مناظرئه للجبائى فى أسماء الله تعالى .

اختلاف المحتهدين من القرن الثالى إلى متتصف القرن الرايع ‏ ...- 54١‏ 9 ب الاختلاف. فى القياس والرأى. ؟ 59‏ النزاع قن الإجاع .

تار من مناظرات الفقهاء قى ذلك العصر فلم لفقم قفن رمف أرق ان 4 - مناظرة بان محمد بن اسن والشافعى .

الخلافة ى الفقه من القرن الرابع إلى عصرنا هذا .., ... ... ...59450 4 المناظرات والجدل +

من خظياء اللتدل

الحسن البصرى من سنة 5١‏ ١١١1ه‏ ركان سوس أسرته مءم ب نشأته وتعليمه 8٠م‏ ب الأحوال

لابنن كك

صفحة الاجاعية فى عصره 9:؟ ‏ الخالة السياسية فى عصره "١١‏ س الأحوال الفكرية فى عصره ؟١#صفاته ١١‏ #_ذكاؤه 17

حرية الفكر مع الإمان الصادق "١5‏ س شباعته 3١4‏ -

14" ا زهله "ا" لس تسامحه 15" قصاحته "١19/‏ ب

قوة شخصيته /ا 11‏ لفوذه 18" علمه 88٠‏ - آراؤه

فى أصول الدين ١7م‏ - رأيه فى الإيمان ١لام‏ رأيه فى مرتكب الكبيرة 851 رأيه فى أفعال الناس /510م ‏ تاذ

الحسن التقية /ا 9‏ اتصاله بالحكومة فى عهده 79" س

دروسهة ب ل قصصه ب

واصل بن عطاء من سنة ١٠م‏ ١179م‏ ضن وعم ب بيئته مام # الأحوال الاجياعية 75م - الأأحوال الفكرية اام ب نشأته “ام صفاته ولا" ا صمته 808098 ل قدرته على الحصام والحدل "4٠‏ ب حضور البدمبة 0 2 اطلاعه الغزير وفراسته الصادقة "41١‏ . اللنغة 8559 القدرة على الارتجال 44 تقواه وزهده 4*5" جرأته فى الاق وآراؤه ٠ه"‏ مناظراته "اه" رسله فى الأفاق بهه# د الفهرست .

رقم الإيداع /1جم/١مة١‏