د ارالرائت الغربي ٠ حيروت‎ جميع الحقوق محفوظة لص ارالرائد الحربي المد لله وحمده » والصلاة والسلام على سيدة جمد البي الأمي رسول الوحدانية » وجامع الإنسانية وعلى آله وصححمه أجمعين . » أما بعد فقد روي في الصحاح أن الى صلى الله تعالى عليه وسم‎ - ١ قد قال : « بدأ الإسلام غريبا وعاد غريبا ما بدأ فطوبى للغرباء»» وأيغربة‎ للإسلام أكثر من أن تتوزع أقالم الأرض أهله ولا جامع يجمعهم» وأن قزقهم‎ الجنسية والعنصرية» ويقول خاتم النببين « كلك لآدم وآدم من تراب » لا فضل‎ لعربي على أعجمي إلا بالتقوى»٠ وأي غربة أشد من أن تحارب جماعةإسلامية‎ أخرى من غير أي جرية دينبة » بل أي غربة للاسلام أقوى من أن يستنصر‎ أمير مسلم بأعداء الله وأعداء الإسلام وينسىقوله تعالى إلا تحد قوماً يؤمنون‎ بالله واليوم الآخر يوادّون من حاد الله ورسوله > ولو كانوا آاءهم أو أبناءهم‎ . #4 أو إخوانهم أو عشيرتهم‎ إن الفرقة بين المسامين هوانت أمرهم» وجعلتهم حجة على الإسلام “ومبادئه» حت لقد قال الأعداء » لو كان الإسلام خيراً » ما كان أهله على هذه الال من الخلل والاضطراب والبعدعن أسباب القوة»وقد تحكوا فينا » فإن حاولنا أن مجتمع خف لونا» أو خذلنا الرؤساء الذين يوالوهم > ويستمدون القوة منهم ويسيرون في مسارم ويدورون حول قطبهم »وأي غربة للإسلام أشد من أنمن يدعو إلى الوحدة الإسلامية تكون دعوته غريبة وصوته منكراء كأنه يهاجم الإسلام » وفي كل الأحوال تكون دعوته صرخة في واد . ؟ - لقد نادى الإمام جمال الدين الأفغاني يضرورة إنشاء جامعة دولية إسلامية » وما كانت لدعوته استجابة » إلا حث الشعب الإسلامي عليها » وإنماض الأمة الإسلامية للاتجاه نحوها . وكوف في أرض الإسلام ما طواف يحرض ويجمع» وما دخل إقلما إسلاميا إلا أيقظ أهله © وأزال الغمة»“وحاول بَعمْث الهمة ولكن لا يلبث حكام المسامين أن يخرجوه من أرض الإسلام حق ألجؤوه إلى دار الكفر » فظن أنه يستطيع أن ينادي من أرض غير إسلامية ليجمع الأمة الإسلامة » زاعما أن أهمل أوروبا أحرار »كا يوهمون المسامين» فاتخذ منبره هنالكفبجاة العروة الوثقى.ولكن ضاق تصدورم حرجاً بها» فألغوها بعد بضعةأعداد» فأخذ يطوف»وقد أعطاءالله قوة روحيةمؤثرة» فأراد أعداء الإسلام » أو أعداء الوحدة الإسلامية أن ينعوه فم يحدوا الا أن يلجئوه الى ما كان يسمى دار الخلافة الإسلاممة فيملك آل عؤان»فاستضافه من كان سمي نفسه أمير المؤمنين» وهو سلطان آل عؤان » فدخل القسطنطينية وكانت السجن لذلك الحكم “فانقطع صوته الذي كان يدوي ويعلن صوت الحق في وسط تجلْجلّة الباطل » ومنع شخصه من التجوال في الأقالم الإسلامية وبْثّت' حوله العبون . + - ولعل الزمن لم يكن مواتيا لدعوة الإمام جمال الدين » وإن حاول التتّنسسه والإيقاظ وحسيه ذلك شرفا » فالأمة كانت خاملة» وأعداء الإسلام هم المتحكون في مصاير المسامين » وهم يحولون بين كل داع للوحدة ودعوته » ولا بريدون لمسامين إلا أن يكونوا قوما بورا . . والآن قد حالت الحال » وكّف" أعداء الإسلام أيدهم » وإن كانوا لم يكفوهاءإلا بعد أن كان لحم من المسامين من لا يزالون يتبعوتهم نفسيا وعقليا . وليس للإسلام فيهم إلا الاسم الإسلامي » وذكره في تعدادهم وكان للتحم في الإسلام أثره في قلويهم > وقد كانوا 'بدانونهم > ويقربوتهم زلفى إلبهم . ومها يكن من هؤلاء الذبن خلّفهم عدو الإسلام في أرضه »2 وكانوا هم الحلفين الذبن يتكلمون في اعلاء أن من كانوا يتحكون » وخفض الحقائق الإسلامية » وتمجبد الشرائع غير الإسلامية . ومها يكن أمر هؤلاء» فإن في المسامين يقظة ايتدأ نورها خفيفا»وسينبثق نوراً وهاجا » ولذلك لا نبأس من أن تعود الوحدة الإسلامية» كا بدأت قوية» تجعل من المسامين جماعة واحدة تقف أمام الكثلة الشرقبة والكتلة الغربية » وغيرهما من الكتل التي تتجمع “وليس فمها للإسلام مكان»وإن الماعة الإسلامية ستكون مصدر خير للإنسانية » كا كانت في عصر الني ملقم وعصر الراشدين من بعده > بل عصر الملوك الذين كانوا يحكون المامين » وهم يجتمعون > سواء كان الحم » كا جاء في القرآن والسنة » أم خالفوه في مناهج قلت أو كثرت. ؛ ‏ ولا يصح لنا أن نسكت » لآن السكوت تخاذل ورضا بغير المقرر الثابت في الإسلام » وما دام القرآن قائمًا » والسنة النبوية تروى؛ فإن الوحدة ممكنة لتواقر أسمابها » وموانعها ليس من المستحبل إزالتها » ولقد قال الني عِلِّوِ : « تركت فى ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله تعالى وسنتي »> وفي رواية التدمذي وعترتي ». وإن الطريق اواضح »> وإن كانت فيه عقبات فبي من المسامين أنفسهم » كا قال لت « تر كت على الحجة البيضاء التي لبلبا كنهارها » فالطريق واضح لا يضل فيه الساري . وإنا إذا اتحهنا إلى الكتابة فيالوحدة الإسلامية» ا يحب علىكل مكلف أن يتكلم فيها بالقلم واللسان والمواجبة » والانتقال واللقاء » إذا اتجبنا إلى ذلك يحب أن ندرس كيف تكونت بتوفيق الل للني عكر » وتأليف اث لأهل الإيهان ابتداء » كا قال تعالى : ه وإن بريدوا أن مخدعوك فإن” حسبك الله هو الذي أبدك بنصره وبالمؤمنين» وألف بين قلويهم » لو أنفقت ما في الأرض جمبعا » ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بيتهم ؛ إنه عزيز حكم » ا أيها الني حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين © . ه - وإن الرجوع إلى أصل تكون الجسم » هو السببل لمعه إذا تفرقت أعضاؤه بحبث يوضع كل عضو في موضعه © فيكون التلاوم الأصلي» والتناسق الوجودي» فمحب أن نبين كمف كونت الوحدة ابتداء» ولقد تتبعنا في بحث الوحدة أسباب الفرقة والانقسام » ويظهر أنها قديمة من بعد عصر أبي بكر وعمر » ففي عصر ذي النورين عمؤان ظهرت الفتن الطاحنة الهادمة “ وف عبد إمام الحدى علي ظهر البغي مع الفتن . وبذلك وجدت ايتة الفرقة » وتغلغلت في المجتمع الإسلامي» وتحقى قول الني يَلَِوٍ فيا رواه أبو موسى الأشعري«ستكون قفتن النائم فيها خير منالقاعد والقاعد خير من القائم » ونمت بذور الفرقة في عبد ملوك بني أمبة حتى ان الإمام زيدا يقول » لو علقت في الثريا » وقطعت إربا على أن تجتمع أمة مد عَِلَِمٍ أو ما قال ثالث الشبداء من عتثرة عمد ِنع . ولقد وجدنا أن العصدمة العرببة » ثم الشموبية © ثم الانحياز الاقليمي ثم إحماء اللغات القديمة والملوك الذين أقاموها حربا بين المسامين» كانوا من أسباب الفرقة وقد حاولنا أن نعالج هذا . دعوت إلى إحماء اللغة العرسية » وجعلها لغة الثقافة والتفاهم الإسلامي » ودعون إلى توحيد السيامة والحرب بانشاء جامعة إسلامية » ودعوة إلى محو العنصرية بين المسامين . وإذا كان الناس يرون ذلك مستحيلاً اليوم» فإنه بالايمان والعزيمة» والرغبة في حياة عزيزة كريمة يقرب البعيد » ويتحقق المستحيل » اللهم هيء لنا من أمرة رشدا . بحمد أبو زهرة الوسر الاسلاميت كوخصاء قباحضا انشا صا . طربقت مستا )١‏ الوحدة الإسلامة حقيقة ثابتة بمقتفي النصوص القرآ نبة والأحاديث النبوية » فلا بعر ف الإسلام الفرقة بالألوان أو بالعناصر والأجناس * أو باللغات رالثقافات > وقد كانت حقيقة ثايتة في الوجود 2 كا هي مقررة في النصوص > في عبد الني َلك » وعبد الراشدين » وما والاه من العبود التي قاربته في عبد ملوك بني أمبة » وبني العباس » وإن كانت العصبية الاقليمية أو الشعوبية يا سميت في التاربخ الإسلامي » قد أخذت تنخلل إلى الجاعات الإسلامية » وكاذت في الوجود وراء العصبية العربية التي انبعثت من مراقدها في العبد الأموي ؛ فكانت العصبية الجنسية وراء العصبية العربية وكلتاهما جاهلى في معناه » ناف الحقائق الاسلاممة » والوصايا المحمدية » على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسلم . والآن قد صار المسامون إلى افتراق » وفي بعض الأحمان يكون يأسهم بينهم شديداً » ووالى كثير منهم من لا يود للإسلام وأهله إلا خبالا . فكان لا بد من جمع المتفرق » وم الشعث » واتباع ما أمر به القرآن » وقرره الني لَه في وصاياه » وإعادة أمر المسامين » كا ايتدأوا جماعةواحدة يتضافرون كالمنيان المرصوص » ولا يخذل بعضهم بعضا » وأن سستدأ بأقرب الخطوات » ثم التي تليها من غير موافاة ولا قصور . 1١١ وان الفكر ة الباعثة لانشاء جمع البحوث الإسلامية كانت الاتجماءه إلى الوحدة العامية الإسلامية » وهو الغرض الأسمى من وجوده »> وإذا م يتحقق هدفه كاملا > فإنه لم يتخلف عن السير وإن كان بطيئا»وإن القصد إلى الحهدف أمر حسن » وإن ل تتحقق الإصابة إلى الآن . وإذا كانت الوحدة الإسلامية في الناحية العاسة هدف المجمع » تمن الحق علمه أن ندرس الوحدة التي يمككن تحققها في هذا الزمان » وإذا لم تكن هي الكاملة » فبي طريق إلى المع الكامل . ومن أجل هذا تقدمنا بهذا البحث ليلقى في امور الإسلامي الجامع “ونرجو أن يكون البحث نواة لفرس يوقي أكله في حمنه » وعندما يتكامل نموه في إيّانه . ونحن في يحثنا » لا نأمل أن تماد الآن الخلافة الإسلامية كا ابتدأتوارفة الظلال على الماعة الإسلامبة » وإن كان يحب أن يكون غرضاً مقصوداً » وهدفاً منشوداً . وإنما تكتفي بالحد الأدنى من الوحدة » ونبني عليه ما يعده من أدوارها » حتى يصل المسامون إلى أعلى مدارجها » في أمر جامع لهم » تحت أي شكل من الأشكال .. ش وإنا نقسم البحث إلى أربعة عناصر : الأول : تمهبد في ببان مقاصد الإسلام في وحدة الإنسانية » وببان أن حمداً مَِلِنَوٍ مبعوث للناس كافة . والثاني : في تكوين الوحدة الإسلامية في عبد الني عَلِته ٠‏ وقيامها في عبد الراشدين ومكان الخلافة في الإسلام . والثالث : في اسباب التفريق بعد الاجمّاع » وفي هذا تبين أسبابه» وما كان برمي اله المفرقون . والرابع : في سان الوحدة الممكنة الآن . ١ ؟‎ سام جني ١‏ - ينظر الإسلام إلى الإنسانية على أنها وحدة » لا فرقة فمبها بالأجناس أو الألوان» أو الأقالم » فإن توزعت الأرض بنى آدم» فقد جمعتهم الانسانية» فكلهم لآدم وحواء خلقوا من نفس واحدة » ومن طيئنة واحدة» وقد خاطب الله تعالى الناس ,هذه الحقبقة » فقال تعالى : <9 يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقم من نفس واحدة وخلق منها زوجها » وبث منها رجالاً كثيراً ونساء» واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام » إن الله كان عليم رقيبا © . فهذا النص القرآني الكري يوجه التالين له » والمستمعين إلمه إلى أن هنا رحما يحب وصلبا بين بني الإنسان »؛ شرقبهم وغربسسهم » وأبيضهم وأسودهم ( وأصفرهم » ومتندهم » وحضرم » وجاهلهم وعالمهم » وال متكامل منهم والناقص . وان الاختلاف في الألو ان واللغات آية من آيات الله تعالى في الكون» وقد أنشأها سبحانه من خلق السموات والأرض » وخلق الآكوان » والتباين فيا خلق من ظل ومن حرور »؛ وأرض خصمة هادئة » وأرض قاسية غليظة » ولذلك قال تعالى : ف ومن آياته خلق السموات والأرض واختلانف السنتم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين © . ف وإذا كانت الأرض قد توزعت أبناء آدم » وفرقت بينهم أجواؤهما » وأحوالها » وتباينت الألسنة» وأشكال المعايش» فان الأخوة ثابتة يحكالإسلام وبما جاء به القرآن » والتعارف واجب وإذا فرقت الأرض فالمعاني الإنسانية تقرب»وتجمع» ولقد قال سبحانه وتعالى في ذلك:ؤؤيا أا الناس إن خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناع شعوباً وقبائل لتعارفواء إن أكرمي عند اللأتقا م» وان التعارف هو تثبيت الوحدة الجامعة » وتأليف القلوب المتفرقة هو أساس العلاقة “هذا وان التعارف بلا ريب يقتضي المساواة والكرامة الإنسانية التي أعطاها الله تعالى للإنسان بمقتضى كونه إنسانا » كا قال تعالى : 9 ولقد كرمنا بني آدم » وحملناهم في الب والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير من خلقنا تفخ تفضيلاً 4 . وان التعارف الإنساني يوجب أن يفيض أهل كل إقلم بفائض خيرم على أهل الإقلم الذي شحت أرضه بمثل ما عند الإقلم الذي يكون عنده فائض الخير . فالإقلم الذي يكثر فيه القمح لا يرمي في البحار » ويغالي في الأسعار » بل يفيض به على من ليس عنده قمح » ومن عنده مواد الكساء يفيض بها على من ليس عندم هذه المادة » وإذا كانت الأرزاق في أرض الله تعالى متبايلة » فإنها يحم الإنسانية الموحدة تتلاقى مراتها وتجتمع عند أهل كل إقلم » وحيذئذ يكون التباين خيراً لمتوافر للجمبع الخير العمم » ولذلك ورد في بعض الآثار المنسوبة للني عِلِتَعٍ أنه قال : « الناس يخير ما تباينوا» فإن اتفقوا هلكوا ». وان التعارف يوجحب التعاون في رفع ال حق 6 وخفضص الياطل » وسادة الفضيلة والمساواة العادلة بين بني الانسان»وأن يدفع الظم عن كل بني الإنسان» وأن يقف أهل كل اقلم أنفسهم لمساندة الضعيف في أي أرض من أرض الله » 14 حتى لا 'يففسد الظم أهل الأرض ولقد قال سبحانه وتعالى في ذلك : ا ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكنالله ذو فضل علىالعالمين 4. ؟ - وان القرآن إذ ينص على الوحدة الانسانية مع تفرق الأقالم والعناصر »ينص على الوحدة في الفطرة الانسانية “فليس لأهل اقلم منزعفطري غير منزع الآخر » بل أصل النزوع النفسي واحد »2 فبه أساب الاستقامة والاننحراف واحدة » فليس الاختلاف نائئا من طبائع مختلفة » بل هو من فطرة واحدة » فلا يقال طبيعة الزتجي غير طببعة الأببض » ولا طبيعة الأصفر غير طبيعة الأسود»بلالطبائع في أصلها واحدة» ولكن يكون الاختلاف من التوجيه » والتوجه » لا من أصل الفطرة » فبي واحدة ولذلك قال الله تعالى :‏ كان الناس أمة واحدة»فبعث الله النسين مشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحى لبحك بين الناس فبا اختلفوا فبه» وما اختلف فمه الا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم » فبدى الله الذين آمنوا لا اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله هدي من يشاء الى صراط مستقم # . وان هذا النص الكريم يدل على وحدة الانسانية في الغرائز والمنازع » وأصل الفطرة ومنازعة الأهو اء الجاحة والشبوات الدافعة » وإن الاتحاد في ذلك بؤدي لا محالة إلى الاختلاف» والتنازع » إذ أنه لو كان الحام هو العقل. وحده ما اختلفوا » إنما تحم الأهواء والشبوات » وسبطرتها على بعض النفوس فكان لا بد فبها من التنازع بين الخير الذي يدعو إلبه العقل » والشسر الدي يدفع اليه داعي الحوى والشهوة » ولهذه المنازعات في داخل النفوس »2 وبين الناس كان بعث النبيين ولقد صرحت آية أخرى بأن الوحذة النفسية في أصل تكوينها يترتب عليها الاختلاف لا حالة » فقال تعالى : 9 وما كان الناس إلا أمة واحدة » فاختلفوا ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيا فيه ونرى من هذا أن النص يشير إلى أن الوحدة يترتب عليها الاختلاف » ١6 فانه إذا كانتكل النفوس متحدة في وجود المنازع وأنها مستعدة للخير والشر» فانه لا حالة يترتب الاختلاف والتازع بل التناحر ؛ من الوحدة النفسية كان الاختلاف » ولقد قال تعالى :‏ ونفس وما سواها 2 فأهمها فجورها وتقواها # » وقال تعالى : © وهديناه النجدين # . وهككذا يصرح القرآن بوحدة النفس الانسانية في منازعها واتحاهاتها » وانما التربية » والميئات الاجتاعية » والتوجيهات. هي التي توجد الاختلاف بين الجتمعات » فلا يقال هذه نفس حر > وتلك نفس عبد » ولا يقال هذه نفس زنجي * وتلك نفس أبيض » ولا يقال هذه نفس بدوي » وتلك نفس حضري » فالنفوس واحدة وإِنما يكون الاختلاف بسبب الميثئات وامجتمعات . ويظل الحقائق © والانسانية من يحمل لفريق نفس] » وللآخر نفسا . م« - وإن الإسلام لا يعد أهل جيل أمة واحدة » بل يعد الأجيال كلها أمة واحدة » تنحد في معارضة الأنساء » والاستجابة لهم » لآن النف سالبشرية واحدة في الماضي والحاضر والانسان ابن الانسان» كا كان يقرر بع ضأساتذتنا الأجلاء (ض) . ولقد ذكر القرآن تلك الوحدة النفسية في الأجمال كلها » فقال تعالى في سورة ( المؤمنون ): 98 يا أما الرسل » كلوا من الطيبات © واعملوا صالحا » افي بما تعملون علم » وإن هذه أمت أمة واحدة » وأنا رب فاتقون # » وقال تعالى في سورة الأنسماء: إوالتي أحصنت فرجبا فنفخنا فيها من روحنا» وجعلناها وابنها آية للعالمين»إن هذه أمتك أمة واحدة»وأن ربك فاعبدون#. فبذا النص الكرم كالنص الذي تلوتاه آنفا يدل على وحدة الأقوام في صدودها عن الحق أن قامت دلائله » وايمان كثيرين به > وقد ظهرت أماراته كالضوء » تمشوا فبه » وهم يعامون . 15 الرسالة المحمدية للكافة : 4 - إن الانسانية أمة واحدة كا قرر القرآن الكريم معجزة الوجود الكبرى وان وحدة الانسانية ثابتة لا في جيل واحد » بل الأجبال كليبا متحدة في نفوس المنحرفين » ومتحدةفي نفوس المبتدين > فالناس أولاد الناس منهم من ضل وغوى ©» ومنهم من آمن واهتدى » والانبعاث إلى الهداية واحد في الأجمال كلها » وإلى الغواية في الأجبال أيضا © والله تعالى هو العلم بذات الصدور » وهو الذي هدي من يشاء» ومن سلك سبيل الضلالة وصل إلىغايتها. وإن الرسالة الحمدية كانت للناس كافة لا لأقلم » ولا لجنس © ولا لفريق من الناس »© بل كانت عامة ف دعوتها > وعامة في ددايتها . خوطب بها الناس جميعاً في إبان نزول الوحي » وخوطيت بها الأجيال كلها من بعد جمد إلى يوم الدين » دين جمد هو الدين الخالد إلى يوم القيامة » وحمد مله آخر لبنة في صرح النبوة » وهو خساتم النبيين » ولا وحي من الساء من بعده » فبه ختمت الرسالة وم يبق للناس إلا الكتاب الخالد» الذي هو مسجل الرسالات>والسنة النبوية» وهما الحجة الباقية إلى يوم زوالالأرض » ومن عليها » وليس للناس من بعد الني مَل إلا فبم وتدير في الكتابوالسنة والبناء علمها»من غير أن يخرج من دائرتهما بل يدور حول نحورهماءوبهدايتها. ولقد وردت النصوص بعموم الدعوة المحمدية » وحاءت أعمال الني ملاو بذلك » وإن طبيعة الحداية ا حمدية أن تكون عامة لا خاصة ؛ لآن المبادىء الإسلامية هي الفطرة الإنسانة » والفطرة عامة لا خاصة» ويقول الله تبارك وتعالى في وصف الحقائق الإسلامية «إفطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله » ذلك الدين القم » ولكن أكثر الناس لا يعامون # فلا تبديل خلق الله تعالى لاختلاف إقلم عن إقلم » ولا جنس عن جنس »2 ولا عنصر عن عنصر » بل كلمات الله تعالى عامة في حكها وفي موضوعبا > فلا تبديل فيها ولا تغمير بل فبها الشمول الكامل »© والعموم الذي لا يتخلف » ولا يخرج عنه بخصوص إلا إذا استمد التخصيص من نص عام محيز قاعدته » وي كد معئاه . ١‏ الوحدة الإسلامية (؟) ولقد صرح القرآن الكريم بعموم الرسالة المحمدية» فقال عر من قائل : وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين 4 . وقال تعالى :‏ وما أرسلناك إلا كافة الناس بشيراً ونذيرا © . وإن هذين النصين يدلان بمريح العبارة على عموم الرسالة الحمدية التي خوطب بها الناس وكلف أن يقوم مد بها عامة لا يخص اقلما » ولا جنسا »> ولا لونا » ولا عنصراً . ويقول تعالى آمراً نبيه: «إقل با أيها الناس»إني رسولالل إليم جميماالذي له ملك السموات والأرض # وإن أوصاف الرسول الككريم في القرآن الكريم تدل على وم رسالته » فالله تعالى يقول في حك آياته : <ل يا أيها الناس © قد جاءم الرسول بالتى من ربم »© فآمنوا خيراً لم > وإن تككفروا فإن لله ما في الس.وات والأرض » وكان الله عليماً حكيما # » فالرسول جاء بالحق > والحق هو الأمر الثابت الداتم الذي لا تختلف فيه العقول » والأمر به لا يكون إلا عاماً . ويقول سبحانه وتعالى في مخاطبة أهل الكتاب بالدعوة المحمدية 8 يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولا يبين لك على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا وإذا ذكر العرب على أن الدعوة فبهم ابتداء»ذكر أنها للناس كافة انتهاء» ويزكبهم > ويعامهم الككتاب والحكة » وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين » ثم يقول من بعد ذلك ما يدل على عموم الدعوة والرسالة : # وآخرين منهمنا يلحقوا بهم > وهو العزيز الحكم »© . ويقول تعال : 8 ولتنذر أم القرى » ومن حوها # . 14 ه - ولقد صرح القرآن الكرم بأن رسالة عمد ظاهرة على ما سبقها من الرسالات وأتها الخالدة دون ما سيقها » وهذا معنى قوله تعالى : 9 هو الذي أرسل رسوله الحدى ودين التق ليظهره على الدين كله » و كقفى بالل شبيدا » جمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركم سحدا ببتغون فضلاً من الله ورضواناً سماهم في وجوههم من أثر السجود » ذلكمثلهم في التوراة » ومثلهم في الإثغ ل كزرع أخرج شطأه » فآزره فاستغلظ » فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار » وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيما 4©. وان هذا النص الكريم بدل على أمور ثلاثة : أو ما : أن دين جمد هو الدين الحى» بعد أن بعث جمد صلى الله تعالى عليه وسل» فلا حتى عند أهل العصور التي جاءت بعد الرسالة المحمدية» وبعد أن يبلّغوها إلا دين مد لأنه الحق “وأنديانة موسى وعيسى قد انتبت »© وما لأحد أن يستمسك بها إلا فما قرئرته' رسالة جمد صلى الله تعالى عليه وسلم > كا قال عليه السلام : « لو كارت موسى حماً © ما وسعه إلا أن يتبعني » . ثانيها : أن الرسالة المحمدية هي الظاهرة بمقتضى الأمر الأول على الديانات كلها 2 لأنما الحتى الثابت الماقي وحدها بعد أن جاء بها الرسول الآمين جمد عَِلِْرٍ » وهي في زماتها هي وحدها الحق . ثالثها : أن أصحاب الني طلِتَمٍ م الذين حملوا أمانة التبلبيغ للكافة من بعده > فهم أشداء في دعوة المق » متراحمون فما بينهم » وأن الدعاة بالدعوة الإسلامية بتوجمه الرسول يلك مم الذين يتولون نشرها للأقرب فالأقرب > وأنها بين أيدهم كزرع أخرج شطأه» والله يؤٌازره » حتى يستغلظ ويقوى ويثبت فى الوجود » وقد استوى على سوقه . 194 5 - والقرآن الكريم قد ذكر الله تعالى فبه بأن هدايته عامة » لا تخفى فقد وصفه الله تعالى بأنه ١ل‏ هدى للعالمين “* » ووصفه سبحانه بأنه يخرج الناس من الظامات إلى النور » فقال تعالى : 8ه ألر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظامات إلى النور بإذن ريهم إلى صراط العزيز المجبد 4 © ويقول تعالى : ف يا أيها الناس قد جاءكم برهان من رب © وأنزلنا المكم نور مبينا 4. ويقول سبحانه في وصف الهداية الحمدية : ف يا أيها الناس قد جاءتم موعظة من ربكم © وشفاء لما في الصدور » وهدى ورحمة للمؤمنين # . وبلاحظ هنا أن الطاب فى شأن القرآن ويئصه كان للناس > وهذا نص شامل لكل من يتصف بالانسانية » وبأنه ناس» فلا يختص بعربي دو نأعجمي ولا بأحمر أو أببض » دون الأسود والأصفر » إذ أن الجبع نأس من الناس . ويقول تعالى : ف تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للمالين نذيراً» الذيله ملك السموات والأرض »2 وم يتخذ ولداً » وم يكن له شريك في الملك » وخلى كل ثيء فقدره تقديراً # . وهكذا ند التصريح من القرآن الكريم بعموم الرسالة المحمدية » وببان القرآن في الهداية وهو حجة البي عنم وسجل شرلعته »2 فبو ماكان إلا للناس كافة . النبي عربي ونزلت الشريعة في العرب : - ومع عموم الرسالة المحمدية » فإن الممعوث رحمة للكافة كان عرييا » تطبيق للقاعدة الكرية التي قررها القرآن الكريم 98 وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه» » فقد كان الخاطبون الذين حمّلوا هذه الرسالة العامة العرب ولقد قال تعالى : هل لقد جاءم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عذتم حريص عل بالمؤمنين رؤوف رحم » فإن تولوا فقل حسي الله لا إله إلا هو عليه توكلت © وهو رب العرش العظم * . ٠ وأن الني ملع بعث في العرب الأميين » كا قال تعالى فيا ثلونا : ظ هو الذي بعث في الآميين رسولاً منهم » يتلو عليهم آناته ويزكيهم » ويعامهم الكتاب والحكة » وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين © . ولقد كان القرآن © لآن النبي حمداً عَللِئَمٍ عربي » وبعث في العرب » كان القرآن عرببا »> فقد قال تعالى: ف و كذلك أنزلناه قرآنا عربيا » وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون > أو يحدث لهم ذكرا # وقال تعالى فبه : هل حم تنزيل من الرحمن الرحم » كتاب فصلت اآلاته قرآنا عربياً لقوم يعامون * بشيراً ونذيراً » فأعرض أكثرهم فبم لا يسمعون . وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعون اليه وفي آذاننا وقر » ومن بيا وبينك حجاب » فاعمل إننا عاملون # ©2 وقال تعالى في القرآن الكريم : « وإنه لتنزيل رب العالمين » نزل به الروح الآمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي ممين وإنه لفي زبر الآولين » أو لم يكن لهم آية أن يعامه عاماء بني إسرائيل مبين » ولو نزلناه على بعض الأعجمين » فقرأه عليهم » ما كنوا به مؤمنين © . فبذا يدل على أن القرآن نزل بالعريبة لى يفبمه العرب © وأنه لا بفبمه الأعجمون لأنه بلسان عربي مبين . ولقد قال تعالى في ذلك أيضا : © إن أنزلناه قرآناً عربيا لعل تمقلون # . لقد ذكر سبحانه أنه أنزل القرآن عربباً لكي يفبمه العرب فوق أرنف الني عربي » وقد قال سبحانه وتعالى : 8 ولو جعلناه قرآناً أعجميا لقالوا ولا فصلت آياته » أأعجمي وعربى » قل هو للذين آمنوا هدى وثفاء » والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر » وهو علبهم عمى »2 أولئك ينادون من مكان بعيد »© . وهكذا نجد الرسالة الحمدية أخذت الصفة العرببة » ولكنبا ليست مقصورة على العرب بل هي للناس كافة » وذلك لأن ابتداءها عربي » وغايتها حل عامة شامة » لأنها جاءت لإصلاح بني الإنسان أي كانت لفتهم وأيا كارن لونهم أو جنسهم . ولكنها في ابتداء الدعوة اتحبت إلى العرب » ليكون منهم الرعيل الأول الذي يحمل أعباء الرسالة ا حمدية » ولذلك عندما أمر الله تعالى ندبه بأن يصدع بما يؤمر به وأن يعرض عن المشركين قال له عز من قال : وأنذر عشيرتك الأقريين » واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين »© . فالدعوة ابتدأت موضعية في دائرة ضيقة » ثم اتسعت دائرتها »2 حق ثملت العرب » ابتدأت في أسرة الني مَل » وهم عشيرته الأقرون *“ ثم اتسعت دائرتها » حتى شملت قريشا » وانبثق نورها إلى ما حول أم القرى من الأرض العربية حتى إذا تحاوبت أصداوها في ربوعها ما بين جاحد مخالف »> وموّمن موافق » اتحه البي عَلِث إلى خارج الديار العريبة » فأرسل الكتب إلى الملوك ليمكنوه من أن يدعو أقوامهم إلى الإسلام ويملغوهم الرسالة التي حملها الله تعالى مدا عَِلِنَعٌ » فأرسل إلى كسرى في فارس » وإلى هرقل في بلاد الروم » وإلىالمقوق سف مصر»وإلى غيرهم يدعون بدعاية الإسلام » وأن يخلوا له طريق الدعوة » لتسير إلى أقوامهم »> فمن استجاب لما واهتدى فإِبما هتدي لنفسه » ومن ضل فإنما بضل. علمها . ولكن منهم من أجاب مترفقا في الرفض > ومنهم من خشن فيه > ومنهم من قتل من أسلم من رعبته » فكان حتما على الني لتم أن يحمي التابعين للرسالة اللحمدية من أن يفتنوا في دينهم» ولقد جرد لذلك جيشا للاقاة الروم» لأنهم قتلوا من أسم من أهل الشام . وخلاصة القول في هذا المقام تستبين من قول البى عَلِاثرٍ عندما خاطب عشيرته إذ قال يتم : « إني لرسول الله الم خاصة وإلى الناس كافة » . ؟ العرب حملة الرسالة المحمدية إلى الئاس كافة : ه - اختص الله تعالى العرب بأن يكونوا هم الملفين ‏ التبليغ الأول بعد وفاة الني مِلِتَمٍ » على أن يعلنوها للناس كافة »2 وينشروها بينهم » ويشقوا الطريق لرفع الظلم عن المظلومين » المرهقين من حكامهم الطاغين ولكنهم / يختصوا بموضوعبا » بل هي للناس كافة » واختصاصهم اختصاص في عبء التبلبخ الأول » لأنهم تلقوا عن الرسول مِلَِمٍ » وهم الذين شافهوه » وعاينوه » فكان أول واجب للتبلي يقع عليهم . وذلك لأن الشريعة المحمدية كا ذكرة إلى الناس كافة » وليس من المعقول» ولا من طبائع الأشياء أن يخاطب صاحب الرسالة جمد مر وحده بها الناس» بحسث يذهب إلى أهل كل إقلم » وكل جفس » يذهب البهم في ربوع ديارم وأن يخاطبهم بلغاتهم المحتلفة وأن يبعثر جهوده في الناس قاطبة إقلمما إقلمماء وجنسا جنساً » وقد يتضافرون جمبعاً ضده متألبين على دعوته > وعكاثرتهم له يقضون على الدعوة في مبدها ٠‏ ولا تخرج إلى أي مسار في سيرها . إنما المعقول أن تبتدىء دعوته بعدد من الناس يكونون حواريه رصفوته الحتارة من بين من بعث اليهم » حتى إذا أشيربوا الدعوة حملوها لمن وراءهم » كا قال تعالى .‏ فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقبوا في الدين ولمنذروا قومهم إذا رجعوا الهم » لعليم يحذرون # . لذلك كانت الدعوة الحمدية التي بعث صاحبها عمد يلثم في العرب ابتداء » وسار بها الدعاة بأمر الني عَلِنَهٍ انتباء » وابتدأت في أضيق داثر َ حتى كان المؤمنون الأشداء في دينهم » وإن كانوا قلي » لهم بقوة انهم يصبرون على الدعوة والجهاد في سبيليبا » ويصابرون المعاندين » ودتحملون الأذى في سبيلبا » غير وانين ولا مقصرين» والدعوات لا تأخذ طريقرابكثرة أتباعبا » ولكن بقوة إيمان الدعاة » ؛ وإخلاصهم وقوة أخلاقهم . وف وما زالت الدعوة من بعد ذلك تسير في الطريق » حتى حملتبا الموع النكائرة » ولكن الصبر دائم] يكون في الصدمة الأولى » ا قال جمد يلام . ولقد تحاوزت الدعوة أرض العرب إلى الفرس وما وراءهم» والشام “ومصر وما وراءها حاملة النور والهداية» والقوة التي تقف في وجوه الظالمين تأطرهم إلى الحق أطذرا » ثم عمّت الرسالة المحمدية ووصلت إلى الكافة في مشارق الأرض ومغاريها » وأفاضت بمبادىء الحق والعدل على العام كالغيث © فتبل منه من نهل » وأصاب خصب النفوس وجديها . الله أعلم حيث يجعل رسالته : و - لاذا اختص الله تعالى العرب بأرى يكون في أرضهم مشرق النور الذي انبعث إلى كافة الخليقة؟ ونقول في الإجابة عن ذلك : انهذا اخشار الله تعالى العام لخبير » وما كان لنا أن نعلل اختيار الله تعالى ا ونقول ابتداء ان أرض العرب كانت مدا للنبوةالأولى » فقد قال الثقات من المآرخين ان ؛ إدريس عليه السلام ؛ وقد كان صديقا ندا » وهو 0 دعوقه كانت بالبلاد العربية » وبرجح ابن جربر أنه دفن في البلاد العربية . ٠.‏ وهود» وصالح» وشعيب » كل أولئك كانوا عرباً» وبثوا دعوتهم في الملاد العربية» ومومى عليه السلام لم يبعث إلا في أرضعربية »فإذا كان قد ربّي في إلا في أرضمدين» ول يتلق كاءاتهإلا فيها ونا استنقذ ستنقذالل تعالى به بني | سرائيل كان مأواهم في سيناء» حيث مشارف الأراضي العربية ٠.‏ "4 وإذا كانت رسالة الكافة التي حملبا حمد ملك » قد كان مهبطبا في البلاد العرببة » وفي أوسط ديارهم وأكرمبا عند الله تعالى » فإن ذلك م يكن بدعا بين الرسالات الإهمة » وخصوصا أن مببط دعوته كان في مكة التي بها حرم الله الآمن في الجاهلية والإسلام » وهي بناء أب الأنباء » ابراهم وأبي العرب من ولد عدنان . لذلك نقول إن أرض العرب فببها آثر النسسينالتي تدعو إلى الاعتبار وفيها العبر وفمها المثلات لأنها أرض الرسالات الإلهية التي بعث بها النبيوت الذين دعوا الى الله تعالى مشرين ومنذرين . ٠‏ - وان العرب في طبيعة أرضهم © وفي طبيعة نفوسهم »> ما مجمليم أصلح الداس مل عبء الرسالة الحمدية بمبادئا العامة الشاملة . فأرضهم لا مطمع فيها لمتحك أو مسيطر أو كا كانت إبان الدعوة الحمدية وهي ل يغلب عليها قوي » وإذا كانت فيهم عيوب » فإنا لا تتعلق بالنفس العربية » وَإنما تتعلق بالمعرفة التلقينئة » إذ كانت أمة أمية »2 وعرفوا في في التاريخ باسم الأمبين » وقد عبر القرآن الكرم عنبم يذلك التعبير . و تجر على نفوسبم الذلة التي يفرضها حك الطغاة منالملوك الذين يفسدون النفوس »> ويحملون أعزة أهلها أذلة يا قال تعالى حكاية عن بلقيس : #8 إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة»و كذلك يفعلون ©. ولقد كانت نفوس أولئك الذين م يتمرسوا بظضلم الملوك هي التي ملت رسالة العزة وهي أرض الحرية والشجاعة » ولا يمكن أن ينقل إلى الناسوبين العزة والكرامة والإقدام إلا الذين أبوا ذل الملوك والذين تحملوا شدائدأرضهم وقسوة الحماة فيا . وأنه لا ينقل دين الكرامة الإنسانية والعمل الصالح إلا الأحرار الذين يأبون الدنية » وبرضون ببذل النفوس في دفعبا وليس ذلك إلا في العرب وأرض العرب . هه ولذلك ما ان انطلقوا بالإسلام وخرجوا من ديارهمدعاةبدعوته إلى الحق إلا سشقوا طريق النور والحرية والعدالة فكانوا .دون إلى الحق منغير مواناة» ولا فرار من شدة أو بأس »> ولا يتركون الشدة إلى الدعة والرخاء » لأنهم تحملوا آلام الصحراء » وعاسوا في حرورها . وترى لو تصورنا أن تككون النبوة العامة الشاملة في غير أرض العرب » أتكون في أرض القياصرة حيث يتطامن العامة لم القبصر»“ويديثون نفوسهم بالصغار» حت يحسبوه من طينة غير طينتهم » وحيث لا يحم فيهم إلا الهوى وحيث العنصرية الجائمة على النفوس لهوى الحكام » والخروج عن ميادىء المساواة الانسائية . وإذا لم تكن أرض الرومان صالحةلدعوة الكافة إلى دين تمحى فب هالعصبمة والعنصرية والتعصب للجنس واللون والقومية » أفتكون أرض فارس هي أرض الندوة» حيث فرض كسرى الذلة على الشعب »وتوزعتهم سياد ةالاشراف إذا تزايلت أو وهنت سلطة الملك » وانتقل النشعب من الذل والموان اللي لى ذل الارستقراطية » وهوان الناس في ظلبا . وهم في الحالين قد لانت نفوسهم > وضعفوا رهانوا واستكانوا + وما كان هذا الشعب في ذلته هو الذي يحمل الدعوة إلى العزة والكرامة الإنسانية التي قررها الإسلام في قوله تعالى : © ولقد كرمنا بني آدم » وحمل_اهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلنام على كثير ممن خلقنا تفضيلا # . لا يمكن أن حمل عبء الدعوة إلى الحق والعزة والككرامة من أمات الظم والتحكم نخئوتهم وألفوا الخضوع المطلق للحاكم ؛ ورضوا بالحباة الدون » والمنزل المهون » فإنه لا يدعو إلى العزة إلا الأعزاء » ولا إلى الكرامة إلا الكرماء . أضن ١‏ - وهل يتصور أحد أن تكون أرض الفراعنة هي التي تدعو إلى إسقاط حم الفراعنة » ويمان أن الناس قل ولدتهم أمباتهم أحراراً . وما انتقلوا من حك الفراعنة إلا إلى حم لا يقل عنه طغيانا وعتواً وفسادا» انتقاوا إلى حم اليونان » ثم إلى م الرومان » فهم يسارعون في الذل والهوان » وينتقلون فيه من قطاع إلى قطاع ومن جانب إلى حانب وينفضونر ؤُوسهمعقى من يحاول أن يبث فبهم روح العزة والكرامة قال لهم فرعون : أنا ربكم الأعلى فصدقوه » وقال لهم أليس لي ملك مصر» وهذه الأنمار تحري من تحتي فلم يكذبوه » وقال هم أليس لم من إله غيري » فقالوا أنت الإله . إن مومى عليه السلام بعث في غير أرض مصر ٠‏ ولأ دعا فرعون وملاه إلى دخول الحى ما آمن معه إلا قليل وخرج بالبهود ناجياً بهم » وكانوا قد تمرسوا بالذل في أرض فرعون ؛ وهانت نفوسهم » وماتت الهمة عندهم . ١٠١‏ - ولو تجحاوزنا شرق الجزيرة العرببة وشمالها وغربها » واتحبنا إلى ما وراء ذلك حمث خراسان» وحيث البراهمة في الهند فإننا لا يمكن أن نتصور أيض) أن تكون الهند صالهة لأن ترعرع فببا الممادىء التي أتى بها الاسلام من مساواة بين الناس ومحو الطبقات بينهم » وأن يكونوا سواسية كأسنانالشط كا قرر الإسلام » وكا دعا إلى ذلك عمد ملك » فإن الديانة البرهمية كانت تجعل الناس طبقات » طبقة العاماء البراهمة ويزعمون أنهم خلقوا من رأس الاله براهما! ع وطقة الجند » وبزعمون أنهم خلةوا من ساعديه » وطبقة الزراع والتجار ويزعمون أنهم خلقوا من ساقيه » وطبقة الخدم» ويزعمون أنهمخلقوا من قدمه ووراء ذلك أنجاس الناس الذين ينجس لمسهم كل شيء . وقد اوتضى الشعب تلك الطبقية » وتغلغلت في نفسه ؛ لأنه حسيها ديناً واجب الاتماع وأوامر واجبة الطاعة فب ل كان يتصور أن هؤلاء هم الذين بدعون إلى مبادىء المساواة ؛ والعدل الاجتاعي » وأن الجبع سواء أمام الله يفنا تعالى وأمام القوانين والنظم التي شرعبا الله تعالى » والناس أمامها سواء»“وقد يتفاضل الناس فيا بينهم » ولكن معاملة القانون لهم واحدة » فمن أساء فعليه إصاءته » ومن أحسن فلنفسه » وما ربك بظلام للعببد العرب أصلح الناس لتلقي الرسالة إلى الكافة : العرب ثم الذين يستطبعون ن تعمم الرسالة إلى الأجناس كلها » و الأقالم في شتى الأرض لأن الرسالة العامة رسالة جمد مِلِتَهٍ لا يمكن 7 تعم كل بقاع الأرض في الأجل القصير الذي عاشه » فلا بد أن يحمل تبعة التبليخ من بعده قوم شداد» وليسوا غلاظا لكن أقوياء متراحمون » وقد توافرتعدة عناصر فجعلتهم الحتارين لتحمل عبء التبليخ بالرسالة العامة : أولها ‏ أن العرب لم يخنعوا وم يذلوا لملك » أو طاغية كا ذكرن » بل كانت الحرية طبعاً 5 » ولم تتككون فيهم تقالمدالطاعة للحكام التي كانت في غيرهم وصحراوٌهم عودتهم قوة النفس والجاد » وتحمل الشدائد » مع مير نقي خالص وقوة شكيمة » وان الحضارات وترفبا تولد في النفس رخاوة لا يكون معبا قدرة على التحمل والصبر على الشدائد . وثانيها ‏ أن الأرض العربية إبإن ذاك لا مطمح فيها لمستعمر كيا أشيرةا » ولا يستطبع مسيطر أن 3 تستغرق سبطرته جميع العرب » فكانت الأرض العربية حصنا يمنع الفزاة » وكانت النفس العربية حصنا آخر لمادىء الخرية والمساواة والعدل » ولم تركن النفوس بذل الملككية » ولا يطغيان الاشعراف واعتبر ذلك حال العرب مع الدولتين اللتين كانتا تصاقباهم » ما استطاعت واحدة من الدولتين أن تتغلغل في داخل الأرض العربية وما تحاوز سلطاهما نفوذاً على بعض الأطراف العرببة كنجران » في الجنوب »> وغسان في الثمال. وثالثها ‏ أن العرب فيهم قوة شكيمة وقوة خلق طبعتها فبهم أرضهم وامتاز العربي بالسماحة والجود» وحسن تأت للأمور إذا وجد الأوجه» ووجد 6 القائد الحكم » فإن العربي أنف” وإن أبلغ كلمة في وصف العربي قو لالإمام مر رضي الله عنه إذ يقول : « مثل العرب مثل جمل أنف فليعم قائده أبن يقوده » وباك اجتمع في المرني قوة في النفس تقاوم » ولا تستسم » وصفاءتقس وقوة مدارك » احتفظوا بها في جاهليتهم » ىا حافظوا عليها في إسلامهم وذلك مع صدق النفس » والصدق في القول » وصدقهم في القيام السل لذي بوحبون إليه . وكانوا مع ذلك ذوي أنفة » لا يطيقون أن يعيشوا في ذلة » بل يتبعون في هداية ورشد مختارين غير جبرين » ولقد جاءت رسالة جمد ملت » فبذبت نفوسهم وبدت سجاياهم » وشقوا بها طريق النور في وسط الظامات . 1١4‏ أن" الدعوة الاسلامية تحمل ف مغزاها 6 أمرين جلملين » والعرب أصلح الأقوام في عصر الرسالة المحمدية حمله) . أولما : العقيدة الاسلامية وهي عقيدة التوحمد» وأن الله تعالى واحدأحد فرد مد ليس كنثله شيء > وهو السميع البصير . ثانيها : الشريعة الإسلامية التي تقوم على مبادىء العدل والمساواة» والعزة والحرية » والككرامة الإنسانية » وقد أشرن فها مضى من قولنا إلى أن أصلح ف ل ا الحمدية لتلقي مبادىء الحرية والعزة والكرامة والمساواة م العرب الذين ن لم برهة ب ذل الطاعة للطغاة ». بل اقتضى مطلب العربي أرن بعيش حراً في خمائه آمنا في سربه » لذته في أن ستقبل الحر » ودستير بالظل والريح » وما دام عنده قوت يومه فعنده الدننا حذافيرها . وليك ن العربي قد خضع لعادات أهل الحضارات من رخاوة في العبش أورثتهم رخاوة في الجسم والنفس وم يكن عندهم تقاليد وعادات حضيرية تقف محاجزة بين الدعوة وتغلغلها في النفوس » وسيطرتهم! على القاوب » امنا فنفوسهم على الفطرة أو أقرب إليها » فبي كالصفحة البيضاء صالحة لآن تخط فببا خطوط العدل وااساواة والرية بككل ضرويبها » ومثل البدوي والحضري الحكوم بالملوك والطغاة أو من يتشبه .هم © كمثل صفحتين إحداها خاللة بيضاء تسر الناظرين تخط فبها خطوط الشريعة السماوية من غير محو وإزالة أولاً » وهي متقبة لكل ما برسم » والأخرى صفحة ماوءة بالرسوم الختلفة لا يرسم فمها الجديد النقي إلا بعد محو وإزالة » وبعدهما تبقى مغيرة ٠‏ حتى يصقلبها الزمان » ويمحو منها ما أبقاه الماضي السحمق » وما كان له من أثر علق . تلك مثل الصفحة العربية » وهذه مثل الصفحة الرومانية أو الفارسية أو المصرية أو الخراساتة وإن الجزء الأول » وهو العقبدة » وقد ذكرت أنها الوحدانية : وحدانمة الله سبحانه وتعالى والإيمان به سبحانه » وتقول إرنف العرب في عصر البعثة المحمدية كانوا أصلح الناس قاطبة لحل دعوة التوحيد لذات الله تعالى وصفاته » لأن الشرك كان يعم النفوس » فالرومان كنوا على مقربة من عبادة التاثيل » ولما دخلت النصرانية أرضهم شوهوها قبل أن يدخلوا فيها فعبدوا الثالوث المقدس في زعم النصارى ٠‏ وم يعرفوا الله إلا وله ولد » ومعها روح القدس »© ومثلهم في ذلك أهل مصر ومن وراءها من غرب افريقية . والفرس كانوا يعبدون النار » ويتصورون أن المعبود في النار المشتعلة . وكان من وراُم في مشارق الأرض الديانة البرهمية التي آل أمرها إلى أن كانت تعبد كرشنو » على أنه مولود براهما » وذلك مع ما ذكرنا من أن الطبقية متغلغلة في اعتقادهم على أنها جزء من الدين لا ينفصل عنه . والموذية التى انبعثت من البرهمية » وفارقتهاء وخلصت إلى مبدأ المساواة وهجرت الطبقية وقامت على الزهد المانع لما تتقاضاه الفطرة وتتطلبه» ولكن 5ل أمرها إلى وثنمة » فقد ضار بوذا يعبد فبها على أنه ابن الإله » كا كان الأمر بالنسبة لكرشتو . ويلاحظ أن هذه الديانات كانت في بلاد لها حضارة وفيها تقالمد»فالعقائد فمها راسخة ثابئة حميقة في النفوس متغلغلة في أجزائها » والقاوب مماوءة بها » لا سبيل لتغبيرها بيسر » بل إنها تأشبت في النفس واستغرقتها » وتحناج لإخراجها منها إلى زمان قد يمتد » لأن الزمان قد ثبّتتها » فتحتاج إلى زمان لإزالتها . ٠6‏ والنفس العريية كانت أقرب إلىالاستجابة لدعوة التوحمد منغيرها من الذين ذكرناهم » وذلك لأن العرب وإن كانوا وثنمين » كانوا أقرب إلى التوحمد من الفرس والرومان والمصريين » والبراهمة وغيرهم . إذ أنم لم يكن لهم عقيدة ثابتة مستقرة » كما لم يككن لهم عاداتوتقاليد في نظم الحم لا تتسع للحرية والنظم الاجتاعية التى جاء بها القرآن » بل كانت عقائدهم في الأوثان غير متغلفة في أعماق نفوسهم » كمقائد النصارىفي البراهمة في براهما » وكرشنو » وعقائد البوذيين في بوذا » بل كان الغشاء الذي يغشي صفحة الاعتقاد في نفوسهم واه غير صفيق “وغير ملاصى النفوس» وذلك فوق أنهم يؤمنون بأن الله تعالى خالق كل شيء وحده » وأنه الفاعل الختار» وأنه الرزاق ذو القوة المتين» وكانوا إذا حزبهم أمر لا يلجؤون إلا اليه » وإذا مسهم مرض لا يدعون غيره » كا قال الله تعالى ل وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنمه أو قاعداً أو قائًا فاما كشفنا عنه ضرء» مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه» كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون *#» ويقول تعالى : ل هو الذي يسيرم في الب والبحر » حتى إذا كنتم في الفلك » وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها » جاءتها ريح عاصف »© وجاءم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيةنا من هذه لنكونن من الشاكرين » فاما أنجاهم “ إذا ثم يبغون في الأرض بغير الح يا أيها الناس نض نما بشع على أنفسك » متاع الحباة الدنيا ٠‏ ثم البنا مرجم © فننبكم با كنتم تعداون © . ويقول سمحانه وتعالى آمراً نببه بمخاطبة العرب المشركين : 9 قل من يرزقي من السماء والأرض ض »> أم من ملك السمع والأبصار » ومن يخرج الحي من الممت » ويخرج المست من الحي > ومن يدبر الأمر فسقؤلون الل » فقل أفلا تتقون» فذلك الله ريم الحق» فماذا بعد الحى إلا الضلال فأنى تصرفون» كذلك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون » قل هل من شركات من يبدا الخلق ثم يعيده » قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده > فأنى تؤفكون »> قل هل من شركائكم من هدي إلى الحق » قل الله هدي للحق أفن هدي إلى الحق أحق أن يتم أمّن لا هدي إلا" أن هدى 2 الم كيف تحكون »> وما يتبع أكثرم الا ظناً إن الظن لا يغني من الحق شيئا » إن الل علم بما يفعلون # وإن هذه الآيات الكرعات تدل على أن العرب كنوا يؤمئنون بأن الل تعالى خالق السموات والأرض » وهو المدير » وهو المنجي عند مشارفة النفس إلى التبلكة ‏ وأنه الرزاق ذو القوة المتين » وأنه لا أحد من شركائهم © وهم الأوثان في قدرته أن يفمل ما يفعل الله الحكم العلم > أنه يترون البد وحده في شدائدم » وما بنتااهم من كوارث . ويدل أيضاً على أن عقائدهم في الأوثان تصيب صفح ة النفوس »2 ولا تتغلغل فى أعماقها » ولذلك قال الله تعالى عنهم : 8 وما يتبع أكثرم إلا ظناً » إن الظن لا يغني من الحق شيئاً © . وعقمدة الوحدانية في كلها تتضمن عناصر ثلاثة » وهي وحدة التكوين والخلق » فالله وحده الخالق المدير لكل شيء ؛ ووحدة الذات فلا يماثله في ذاته وصفاته أحد « ليس كثله شيء وهو السمبع اليصير » » والعنصر الثالث من الوحداتية ألا يعيد سواه سبحانه وتعالى . ار والعنصران الأولان ثابتان عند العرب »© فهم يذعنون لإرادة الله وحده في الخلق والتكوين ويعامون أنه لا شيء يشابه ذاته الكرية . ولككن مع إقرارهم بوحدانية الخلق والتكوين والذات والصفات يشر كون في العبادة مع الله تعالى الأوثان ‏ ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض لمقولن الله # ولكنهم يقولون مع ذلك : © ما تعبدهم إلا لمقربوة إلى الله زلفى # . ١١‏ - وعلى ذلك نقرر أن العرب دون غيرهم من معاصرهم كانوا يعرفون الله سمحانه » ويعرفون أنه وحهه الخالى »2 الفعال للا يريد » وأن ذاته الكرعة منزهة عن مشاءبة الحوادث وأن صفات الذات العلة منزهة عن أن تكون كصفات الناس أو الأششاء » وإذا كانوا منحرفين إلى الوثنية فان ذلك في العبادة . ومن السبل أن تثبت لمن يعرف الله بطلان عبادة غيره » فان ذلك أسبل بلا ريب من حمل من لا يعرف الله تعالى على الايمان به . لآن الأول لا يحتاج إلا إلى خطوة واحدة وهي بطلان عبادة الأوثان مع الله الخالق المدير السميع اليصير » وأن هذا يؤيده الحس لآن الحجر لا ينفع ولا يضر . أما الآخر » فانه يحتاج إلى السير في خطوتين : إحداههما - أرن تعرفه الله تعالى وأنه وحده الخالق » لا الشمس ولا النجم ولا النار » وليس لواحد من هذه الأشاء قدرة على الخلق والتكوين » وليس .ذلك سبلا على الواعظ المرشد » ودخوله إلى العقول الجاحدة أشد صعوبة والخطوة الثانية إثسات وحدانية المعبود » وليست في صعوبة الاولى » وتقرر هنا أن الذين يقولون إن الل ثالث ثلاثة » أو يقولون إن لله ولداً » لا يعرفون ذات الله تعالى » ولكي يقنعهم المرشد إلى وحدانمة الله تعالى يحتاج أولاً إلى التعريف باللهتعالى وصفاته » وتلك خطوة » ويحتاج ثانبا إلى نفي البدوة » ثم يثبت الوحدانية اران الوحدة الاسلامية (*) وإن العرب كانت فيهم بقية من الحنيفية ديانة ابراهم » وقد وصلتهم به الكعمة ومناسك الحج » فان الببت الحرام الذي كان مثابة للناس وأمنا قد يناه ابراهيم وابنه اسماعيل » وقامت مناسك الحج على أساس من ششسريعة ابراهم عليه السلام » فكانت بذلك لها نوع من الاستمرار ولقد كانوا يقومون بالاحرام » كا فرضفي شريعة ابراهم على تحريف في بعض ألفاظه » ليقاربوا بهذا التحريف القليل بين ما أثر عن ابراهم عليه السلام » وما اعتراهم من النمحراف فى الاعتقاد توجه بهم إلى الشرك . وإذا كانت الأصنام قد أحاطت بذلك المسد الذي هو أول بيت وضع الناس كا قال الله تعالى 9 إن أول بيت وضع للناس للذيببكة مباركا © . فان هذه الأصنام م تقطع العلاقة النفسية بينهم وبين ابراهم: عليه السلام » وإن المحرفت بها عقو لهم وأفكارهم وحادوا عن الجادة المستقدمة بها . وإن ابراهم أبو الانساء هو أبو اسماعيل الدي دعتز به العرب “و أبوإسحاق ومن جاء من ذريته من الأندماء » فكان الاتصال النسبي موجداً لهم عزة » وملقياً في نفوسهمبالتأثر إلى حد بعقيدته » وقد كانت عقيدة التوخمد الخالصة ملته » وقد ذكرهم القرآن بذلك » فقال تعالى 88 ملة أبيم ابراهم هو سما م المسامين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيداً علبي ©» وتكونوا شهداء على الناس # . وأخيراً إن العرب بوجود الاعتراف بالخالق المنزه عن مشابهة الحوادث » وبانفرادهم بمعرفته مع وجود الوثنية فيهم > عن غير اعتقاد جازم وعم قاطع بل على أنه وهم وظن » لم يستغرق النفوس » ول يصل إلى أعماقها » إنالعرب بهذه الخال التي كانوا عليها » كانوا أقرب الناس لفهم عقيدة التوحيد التي هي الدعامة الأولى للإيمان » فلا إيمان بغيرهاء وذلك مع استعدادم لكل مبادىء الاسلام » فلا غرابة إذا انبثق نور الإسلام في أرض العرب » وهبط الوحي بين ظهرانيهم » الله أعلم حيث يحمل رسالته . غ4 [ْ كيز الوحيت ل ةالاسلام » في التمهيد بينا أن دين همد كان دين الانسان في كل بقاع الأرض‎ - ٠ وأن العرب قد انبعث فيهم نور الاسلام لآنهم كانوا أكثر الناس قابلية لمبادئه»‎ . وأصلحبم لحل أعباء التبلبغ بعد جمد ِنع‎ وأن صاحب الرسالة الالهية هو خاتم النسين جمد عَِلِق» فلا بد أن تكون دعوته متضمنة معنى الوحدة الاسلامية » وأن يكون خطابه الناس كافة لا للعرب وحدم وإن كان بلسان قومه العرب» وأول من تلقى الدعوة العرب أنفسهم » وكانوا أول المحاطبين بها ما قال عليه السلام في خطابه لعشيرته الأقربين « إني لرسول الله إلمكم خاصة؟وإلى الناس كافة » . ولنقرأ قوله تعالى : © لقد جاءكم رسول من أنفسم عزيز عليه ما عنتم حريص علمم بالمؤمنين رؤؤوف رحم #كوانك لتجد النص الكريم مخصويعم» يخص العرب بأن الرسول الكرم علق من أنفسهم وأوسطهم وأعلاثم شرفا » وأنه عليه السلام يعز عليه أن يضلوا بالاستمرار على وثنيتهم » وأنه حريص على أن يؤمنوا » ويرفع عنهم جبت الجاهلية ويعم المؤمنين أجمعين بأنهم أمل ر حمله ورأفته » لا فرق بين عجمي وعربي » ولا أبيض» ولا أسود» ولا أحمر ولا أصفر » لأن الجيع ينطبق عليهم وصف الإيان » فالرحمة والرأفة بكل مؤمن . وإن أول من أجابوا دعوة الني ملت كانوا من أجناس مختلفة »لا من العرب وحدهم » روى الإمام أحمد بن حنيل رضي الله عنه عن ابن مسعود رضي اث تعالى عنه أنه قال : « أول من أظهر الاسلام سبعة:رسول الله مره وخديحة وبلال » وأبو بككر » وعمّار > وأمه سمية » وصبمب » والمقداد بن الأسود»» وليست رواية الإمامأحمدني ببان أول الناس إسلاما » إنما هي فيان أول من أظبر الإسلام وأعلنه جبرة أمام قريش مصابرا لأذاهم » ويلاحظ أن أولئك يمثلون عناصر انسانية مختلفة» ففيهم الرجالوالنساء» وفيهم الأشراف والضعفاء» وفيهم الأحرار» ومن كتب الله تعالى عليهم الرق» وفيهم العربي والحشي الأسود ؛ والرومي من بني الأصفر » فيهم بلال الحشي وفيهم صبهيبب الرومي الذي قال فيه جمد ملت : ه صبيب سابق الروم . » وورد في بعض الآثار عن الني يلِنْوٍ أنه قال : « كل ني بعث في قومه خاصة © وبعثت الى كل أحمر وأسود > وإن بلالاً أول عار الحشة ؛ وإرهتثف صبييا أول عار الروم ". وعندما هاجر عَم إلى المدينة التقى بأول ثمار فارس سامان الفارسي الذي قال فيه يلتم « سامان منا آل البيت » نمحمد عليه السلام لا كتفي بإعلان الوحدة في شكلبها الاسلامي العام » بل يعمل على إدماج الناس بعضهم مع بعض بلموالاة » فكان سامان حم الموالاة محمد من آل البيت . وهكذا نجد عموم الدعوة في الواقع اللحسوس>ولا يكتفى بالقولالمكتوب» أو الخطاب المسموع » بل يكون العمل هو الميزان الثابت . - والني َل م يحقق الوحدة بدعوته فقط > بل ثيّتها وأ كلدها وقسواها طول حياته عليه السلام بعد البعث وذلك أولاً ‏ باتصاله عليه السلام بالدول الحتلفة » ولقد ذكر ابن القم للدعوة المحمدية خمس مراتب : أذ أولاها : النبوة » وثانيتها : إنذار عشيرته الأقربين » وثالثتها : إنذار قومه 2 والرابعة : إنذار قوم ما أتاهم من نذير من قبله » وهم العرب قاطبة » ونقول ابن القم : الخامسة : إنذار جميع من بلغته دعوته من الجن والان س إلى آخر الدهر » وأقام عَِلِتَوٍ ثلاث سنين يدعو إلى الله تعالى مستخفياً » ثم نزل عليه فاصدع با تؤمر » وأعرض عن المسركين » فأعلن رسول الله مظنم الدعوة وجاهر بها قومه فقابلوه بالعداوة واشتد الأذى علمه وعلى المسامين » حت أذن هم بالهجرة ولنشر بكليات ممينة لهذه المراتب » وصلتها بالوحدة الإسلامة الجامعة: فأونها . النبوة ‏ كا سمى ابن القم المرتبة الأولى » وهي التي أعلم فييا عمد مَل مبعثه من الله تعالى لخاصته » وصفوة أصدقائه » من أمثال أبيبكر » ومن دخلوا معه في دين الله تعالى » من ذوي الثقة .بالنبي ملتهٍ الذين أدر كوا موضع الحق في دعوته عليه الصلاة والسلام » وكان لهم من نفوسهم الطاهرة التخلصة ما أدر كوا الحتى بمجرد التنسه إلبه » وبمان نوره بين أيدهم من غير تلكؤ» بل كان كفي لأمثالهم أن ينبهوا إلى أن ما هم عليه من عبادة أحجار لا تضر ولا تنفع لبعاموا الهدى من الضلال » والحق من الباطل » وكان هؤلاء الذين استجابوا الحقى لذات الحق » مُطترحين الباطل الذي عاموا بطلانه. وكانوا يستخفون يعيادتهم » وبا أخلصوا به لله تعالى » وكانوا يجتمعون في دار الأرقم بن أبي الأرقم » واسمه عبد مناف »© ويقول علماء السيرة الشريفة أن عدج تهم م تككن قد تجاوزت الأريعين أو ذر”فت نحوها . وكان يتمثل في هؤلاء الأربعين أو من دونهم عدداً الذين آمنوا بالمق يمحرد اتبلاجه ا جنيع الإسلامي المؤتلف فكان فيهم قرشيون من كل بطون قريش ©» وكان فيهم الأعاجم » فكان صبيب الرومي » وبلال الحبشي » وكان فيهم الاثيراف كأبي بكر وعثان وطلحة بن عبدالله » وكان فيهم الضعفاء الذين اختبره الله تعالى بالرق الذي استذل أجسامهم»ونفوسهم أعلى من نفوس الأحرار يذ كصهيب وبلال » وعمار بن ياسر وأمه سمية الذين أوذوا في الله » من بعد » حتى كان الني مللُِوِ إذا مر عليهم يقول:« صبراً آل ياسر فان موعدالجنة». أولئك كانوا الجتمع الأول للإسلام“وهو مجتمع صغير يصور الجتمع الكبير بعد أن دخل الناس فى دين الله تعالى أفواحا أفواجا»وبعد أن شرقت الدعوة الإسلامية وغربت . - ْ وأولئك م الذين كانوا هم الأبدال الأطبار الذين كان علو الاسلام بامانهم . 4 - المرتمة الثاندة من مراتب الدعوة » جاءت بعد الأولى » وكان فبها عدد المؤمنين ينموقليلاً ويقوى كثيراً“وقد مكث الاستخفاء كا يقول ابن القم نحوثلاتثك سنين »2 الدعوة فى كن ساتر »> وخلايا تتولد فمها النفوس » حتى إذا قوي الاسلام في خليته الأولى بقوة النفوس » أمر الله تعالى نببه يأن يصدع بالحق » ليشق بنوره ظامات الجاهلية فقال عز من قائل »9 فاصدع بما تؤمر » وأعرض عن المشر كين » إنا كفيناك المستهزئين الذين يحعلون مع الله إلا آخر فسوف يعامون » ولقد نعم أنك يضيق صدرك با يقولون » فسبح بحمد ربك > وكن من الساجدين » واعبد ربك حتى يأتيك البقين © . وقد ابتدأ الني عَِلِْوٍ فدعا عشيرته الأقربين استجابة لقوله تعالى فإ وأنذر عشيرتك الأقربين » واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين » فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون 4وتوكل على العزيز الرحم »2 الدي يراك حين تقوم » وتقلبك في الساجدين » إنه هو السميع العلم # . وإن” هذا النص الكرم مع ما سبق يدل على أمرين : أحدههما ‏ أنه تكونت جماعة الحواريين الذين كانوا يستخفون بعبادتهم ولا يستعلنون وان كانوا مستبقنين مذعنين مؤمنين » أخذ يتجه إلى الاقرب فالأقرب من المتصلين » لتكون الدعوة سارية بسنة التدرج فتكون للأقرب فالآقرب » وتتسع دائرتها شيئا فشيئا »حتى تعم العالم كله . "4 الأمر الثاني : أن الابتداء بالعشيرة لا ينفي أن الأولين هم قوام الدعوة » وإن كان فبهم ضعفاء » ولذا قال سبحانه : © واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين#و كررها في الآيات الثانية» والآيات الأولى لسينسيحانه أن دعوة الأشراف لا تنسى الضعفاء»وأنه يحب تأليف القلوب عامة » وتقريب النفوس كا قال تعالى : ظ فها رحمة من الله لنت لهم » ولو كنت فظا غلمظ القلب لانفضوا من حولك » . والمرتبة الثالثة قريبة من المرتبة الثانئة © لأنها لقومه » والقوم هو الأسرة الأوسع كا أن العشيرة هي الأسرة الأقرب » وبذلك »2 تتد تتدرج الدعوة من الأسرة الصغرى إلى الأسرة الكبرى » » وقال تعالى : 8 لقد جاءكم رسول من أنفسم عزيز عله ما عنتم حريص علمم بالمؤمنين رؤوف رحم فان تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا” هو علمه توكلت » وهو رب العرش العظم #© . وفي الأمر بالتوكل في قوله تمالى : وتوكل على العزيز الرحم » وقوله تعالى علمه توكلت اشارة إلى أن الابتداء بالعشيرة وقومه » لا للنصرة بهم “لآن النصر من عند الله العزيز الحكم ' إنما هو للتدرج في الدعوة من القريب الداني إلى البعيد النائي » ولتأليف الماعات المتنافرة . ففي دعوة قومه من قريش يحاول تأليف البطون الختلفة من بطون قريش المتنائرة » وفي اتباع بعض هؤلاء متناسين تنافر العصممة الأولى انشاءالوحدة» وتأيف للقلوب . وف المرة مة الرادعة كانت الدعوة للعرب الذين ما أتاهم من نذير منقبل محمد عله » وليسالعنى أنهم م يأت ت إلمهم ني” من قبل »> لآن الهتعالىيقول: © وإن من أمة إلا خلا فبها نذير» »و إما المعنى أنالني عِظِئرٍ جاءهم على فترة منالر سل » ونسوا التوحيد > والبعث والنشور » وإن ل ينسوا الله . وقد كانت الدعوة حمنئُذ للعرب أجمعين الذين فرقتهم قبل جمد عَظِئر 0 العصببات المتنازعة » وكان لا بد أن يلتقي بالقبائل » ويخرج من حيز مكة إلى حيث مختلف القبائل والمنازع . التقاؤه بقبائل العرب في موسم الحج : ودعد أن آمن من آمن بمكة » وعادى دعوة الاسلام من عادى وتحمل المؤمنون الصادقون ما تحملوا » وآذى المسر كون الضعاف من قريش الذين ايس لهم عصبية تحميهم» ولا قرابة تدفع عنهم حت انه لم عنم الآأذى الشديد» والاستبزاء العنسد عن بعض الكبراء ممن آمن من قريش »2 وكانت الهجرة إلى الحبشة مرتين > بل مع هذا الإيذاء المتضافر » والاستبزاء المتلاحق م بن همد ِنَم عن الدعوة » وتكوين الائتلاف العربى الذي تمحى فيه العصبيات الظالمة والعتحيبات الجاهلية » وأخذ يعمسم الدعوة بعد التخصيص »2 ومجمع القلموب المتنافرة. والأهواء المتناحرة»أخذعليه السلام يعرض نفسه على القبائل © ابتداً فذهب إلى الطائف فردوه عليه السلام رداً تكرا»وبعد ذلك عاد عليه السلام إلى مكة لمواجه الأذى بعد أن كلبت عليه قريش »© وأعلنت خلافه» وناوأته وأخذت تكمل الأذى لاستضعفين » بل لغير المستضعفين أيضا » من أمثال أبي بكر وغيره »> من الذين آذاهم الشرك بقوة طاغوته » وإن لم يكونوا في عشائرهم في أنفسهم الضعفاء . أخذ عليه السلام يتعرض للقبائل اللختلفة في مومم الحج يدعوم إلى الله تعالى » ويثدت صدق دعوته للقمائل قسلة قبيلة » فقول لكل قبيلة : «يا بني فلان » افي رسول الله تعالى إلمك يأمرم أن تعبدوه » ولا تشر كوا به شيئاً» وأن تخلعوا ما تعبدون من دونه من هذه الأنداد » وأن تؤمنوا بي» وتنموني» حتى أبين عن الله تعالى ما بعثني به » . وبينا الني يدعو القبائل بدعاية الله تعالى » ويخاطب القبائل بدعوته كان من ورائه من يصد” عن سبيس الله تعالى » وعلى رأسهم سمه أبولهب بن عبد المطلب . أتى عليه السلام كندة في منازهم في الحج » وأتى بني حنيفة » وم يكن من هؤلاء ولا أولئك ميع يستمع إلى الحق »> ويحيب داعيه » وم ييأس عليه السلام؛ فم يكن المأس من ديدن الرسل المبعوثين رحمة للعالمين الجامعين لوحدة الإنسانية » يل استمر دائيا » قاضيا بدعوته على المنازع الجاهلية» والآثرة التي تفرق ولا تجمع . يروى في ذلك أنه أتى بني عامر بن صعصعة فدعام إلى الله عز وجل وعرض علبهم نفسه © فقال رجل منهم او أني أخذت هذا الفق من قريش ©» لأكلت به العرب » ويظبر أنه كان ذا فراسة ولكن لم يكن موفقاً . قال مخاطا رسول الله تعالى عليه الصلاة والسلام : أرأيت إرف نحن بايعناك على أمرك ثم أظبرك الله تعالى على من خالفك » أيكون لنا الأمر من من بعدك »© قال الأمر لله يضعه حيث يشاء » قال الرجل : أفنبدف نحورت للعرب دونك فإذا أظبرك الل كان الأمر لغيرنا » فلا حاجة لنا بأمرك » فأبوا عليه . كانت هذه الاجابة من الرجل دالة على العصبية المفرقة » وحمد عَلِقُعٍ جاء لمع القاوب » ودالة على الأثرة القاطعة » والأثرة تفرق ها بين الأحبة وتنأى بالآثرين عن الاستجابة الحق . وهكذا كان الني درف دعوته إلى القبائل برغبهم في دين الحق »ويرغبهم في الوحدة الجامعة للمؤمنين » ويحابه العصبية في مرابطها . ولنذكر طرفا مما يدل على دعوة الني مَلِنُمٍ إلى الائتلاف بدل الاختلاف وإلى الوحدانية يدل الوثنية » جاء في الروض الأنف في دعوة الني عَلِتْعْ بني ذهل بن ثعلبة يقول : فها روى : « دفعنا إلى يجاس * عليهم السكينةوالوقار فتقدم أبو بكر » وكان مقدماً في كل خير » فقال ممن القوم » فقالوا من بني شيبان بن ثعلبة » فالتفت أبو بكر إلى رسول اشْعِلِقَمِ فقال بأبي أنت وأمي هؤلاء غرر في قومهم وفيهم مفروق بن عمرو وهانىء,نقبيصة ومثنى بنحارثة 4١ والنعمان بن شريك ( رجال منهم ) وكان مفروق بن مرو قد غلبهم جمالاً ولساناً وكان أدنى القوم مجلساً من أبي بكر . فقال له أبو بكر : كيف العدد فييم ؟ قال له مفروى : إنا لنزيد على الألف > ولن تغلب ألف من قلة . فقال أبو بككر: وكيف المنمة فيح ؟. . قال مفروق علينا الجهبد » ولكل قوم جد . قال أبو بككر : كيف الحرب بينم وبين عدوم . قال مفروق : إن لأشد ما نكون غضبا حين نلقى © وإنا لأشد ما نكون لقاء حين نغضب »© وإنا لنؤثر الجماد على الأولاد » والسلاح على اللقاح »والنصر من عند الله يديلنا مرة » ويديل علينا » لعلك أخو قريش . فقال أبو بكر : أوقد بلفي أنه رسول الله فها هوذا . فقال مفروق : قد بلغنا أنه يذكر ذلك يا أخا قريش . فتقدم رسول الله يلِتَّوٍ » فقال : أدعو إلى شهادة أن لا إله إلا اشوحده» لا شريك له » واني رسول الله » وإلى أن تؤوونيٍ وتنصروني» فإن قريشا قد ظاهرت على أمر الله تعالى » و كذبت رسوله واستغنت بالباطل عن الحق » وال هو الغني الجبد. فقال مفروق : وإلام تدعو أيضا يا أخا قريش ؟ فتلا رسول الله مُه قوله تعالى : # قل تعالوا أتل ما حرم ريم علي ألا تشر كوا به شيئا وبالوالدين إحسانا » ولا تقستاوا أولادم من إملاق نحن نرزقم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطنولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق » ذلم وصام به لعل تعقلون 4 . قال مفروق : وإِلام تدعو أيضاً ؟ فتلا رسول الله بَلِن : © إن الله يأمر بالعدل والإحسانوإيتاء ذيالقربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظم لعل تذكرون # . 142 فقال مفروق : دعوت والله يا أخا قريش إلى مكارم الأخلاق » ومحاسن الأعمال » والله لقد أفك قوم كذبوك » وظاهروا عليك » وهذا هانيء بن قسصة شخنا » وصاحب دينتنا . فقال هانىء: قد ممعت مقالتك وإنى أرى إن تر كنا ديننا » واتبعناك على دينك » مجلس جلسته المنا - زلة في الرأي © وقلة نظر في العاقبة > وإنما الزلة تككون مم العجلة » ومن ورائنا قوم نكره أن نعقد عليهم عقداً ... ولكن نرجع » وترجع » وننظر » وتنظر ... وهذا ا مثنى بن حارثة شيخنا وصاحب حرينا . فقال المثنى : قد ممعت مقالتك با أخا قريش »2 والجواب هو جوابهانيء في تركنا ديننا واتباعنا إياك مجلس جلسته البنا » ليس له أول ولا آخر “وإنا بين صريان المامة وسماوة . فقال رسول الله ملت : « ما هذان الصريان ؟ » . فقال الممنى : أنهار كسرى ومماه العرب »2 فأما ما كان من أنهار كسرى فذنب صاحمه غير مغفور » وعذره غير مقبول »© وأما ما كان من مماهالعرب فذنه مغفور » وعذره مقبول » وإما نزلنا على عبد أخذه علينا كسرى أ لا لنمحدث حدث » ولا نؤوي محدة » وإني أرى هذا الأمر الذي تدعوة البه هو مما تتكرهه الملوك » فإن أحببت أن تؤويك ونتصرك ما يلى مياه العرب فقال رسول الل عل : « ما أسأتم في الرد » إذ أفصحمم بالصدق > وإن دين الله تعالى لن ينصره إلا من حاطه من جميع جوانبه » أرأيتم ان لم تلبثوا إلا قلي » حتى يورثى الله أرضهم وأمواهم > ويفرشم نساءهم » أتسبحون الله تعالى وتقدسونته ؟ » . فقال النمان بن شريك من كبراتهم : الله لك ذا . 1 فتلا رسول الله يلت : © إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعيا إلى الله بإذنه وسراجاً مثيراً © . ١‏ - وقد ذكرنا هذا الخبر مع طوله » كا ذكرنا غيره من قبله » لنعم أن الني عَِْمٍ انتقل بالدعوة من حيز قريش إلى العرب قاطبة » بدعوة عامة » لبنذر أولئك الأقوام الذين ما أتاهم على قريب من زمنه نذير من قبله » ولأنه بريد أن يجحمع على الرسالة المؤمنين جميعا » لا فرق بين قرشي »> وغير قرثئي » ولتعم”' دعوته القاصي والداني » لبوحد ابتداء أهل الجزيرة ما كارن منهم مصاقباً لاروم » وما كان مصاقبا للفرس » وحتى تصل اليهم أخبار الني ملت همسا » أو حديثا بين الأهلين » قبل أن تأتيهم الدعوة الجهيرة من شخص الرسول مَك » إذ تكون بعد أن تكون النفوس »> قد استشرفتلها»وتسالت إلبهم أخبارها . ولنعم أن السبيل أمام الرسول الذي هو من أولي العزم من الرسل » م يكن زلا » بل كان وعثا تدعثره العصممة » والأنانة »© وغلية الشقوة عند بعص من يدعوهم . فقد دعا أهل الطائف فعاندوه » ودعا بعض الوافدين إلى الحج» واختلط بالقبائل في أسواقها فنهم من أعرض ونأى حانبه » ومنهم من غلبت عليه الأثرة » فاشترط لاتباعه أن يكون الأمر من بعد مد في الجزيرة العربية » له ولقومه ومنهم من استقام للحق » وأدركٌ مغزى الدعوة ومراميها وغايتها » وقرر أن الملوك لا يقبلون مثل هذه المبادىء و تحفظوا في الاجابة ذل كالتحفظ لآنهم أعطوا كسرى عبداً » ألا يحدثوا أمراً » أو يحسوا محدثاً إلا بعد أن يعرض عليه » وقد بين لهم الني ملت أنه داعيه بمثل دعوتهم » وأنها دعوة عامة لأنها رسالة الله تعالى لا يعلو علمها ملك مسيطر » ولا تجحفو عن رعايا مستضعفين » وعندئذ أحسوا بمرارة السطرة » وحصموحة العزة والارادة الحرة الحتارة . 4 وإن ذلك يزكي عموم الدعوة وعمل النبي كته على جمع المفترقين المتنابذين المتناحرين » ولقد مكث عليه السلام يدعو العرب في جموعهم في أثناء موسم الحج زهاء سنتين أو تزيدان > حتى عمت الدعوة وتذاكرت بها الر كيان » وسرى أمرها في الملاد العربية سريان النور » ومع هذه الدعوة النبوية كانت الدعوة إلى الوحدة من القرشي الذي كانت قبيلته فوق القبائل فخاراً وشرفاً ومحتدا » ولكن” مدا الداعي يرى الجميع أمام الله تعالى وأمامه سواء » لا فرق بين قبيل وقبيل © ولا فرق بين ملك وسوقة » ولا بين شريف وضعيف ولا بين حر وعبد » ولاعربي ولا كسروي . ولقد قال ابن اسحاق في السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة » وأتم التسلم « كان رسول الله عِلِْمٍ على ذلك من أمره » كلما اجتمع الناس بالموسم أناهم يدعو القبائل إلى الله تعالى “ وإلى الإسلام » ويعرض عليهم نفسه وما جاء به من الله تعالى من الهدى والرحمة » وهو لا يسمع بقادم يقدم مكة من العرب له اسم وشرف » إلا تصدى له » فدعاه إلى الله غز وجل » وعرض عليه ما عنده » . فكان عليه السلام ما كان ينتظر مومسم الحج فقط بل يتتبع الوافدين طول العام » ولا يحد أمرأ” مسموع الكامة في قومه إلا التقى به لمنبىء من وراءه من الأشراف والضعفاء » لا يني عن جمع العرب حول كامة الله تعالى بعد أن حمل ممه الحواريون الأولون . اسه يِب ؟” - في أثناء عرض الني مَلَِعْ نفسه على القبائل كان الملمارضون له أكثر من الموافقين » والمناوئون أشد عليه ممن سالموه » ولكن قوماً من يثرب كانوا أسرع إلى الإيمان من المناوأة والاعتراض . ظ ذلك أنهم كانوا في فرقة وانقسام » كان الأوس فيهم والخزرج يتقاتلون وكانت الحرب بينهم شديدة تفرق جمعهم» وتذهب بوحدتهم فجارٌوا إلىمكة يعقدون حلفا » لبعين القرشون الأوس على الخررج . وقد عم الني عل ذلك > فرأى أن يستمعوا إلمه بدل أن يعقدوا حلفا يزيد العداوة بينهم » ويؤرثبا » ولايطفئها » فدعاهم إلى الإسلام الموحد لخعيم وتلا عليهم القرآن الذي نزل رحمة للعالمين . فوجد سميعا من عدد ضئيل منهم » ولكنه عليه السلام لم يبأس منهم » لأ:هم كانوا قد أوتوا بعض العم بالنبوات مما جاء على لسنة أعدامم اليهود الذين كانوا إذا اعتركوا معهم » وعضتهم الحرب بنايها هددوا أولئك المشر كينيني حان حينه وأدر كبم اانه ينصرهم على المشر كين . وقد كان علمه الصلاة والسلام يترقب وفود الحجحمج » ويأنس بالوافدين من يثرب ويستشرفهم ويقول ابن اسحاق : « فاما أراد الله تعالى عز وجل اظبار دينه» واعزاز ندمه جنر » خرج رسول الله ملاو في الموسم الذي لقي 15 به النفر من الأنصار» فعرض نفسه على قبائل العرب » كا يصنع في كل مومم قال لحم رسول الله مِلَِعِ : من أنتم ؟ قالوا :نفر من الخزرج . قال رسول الله ِنَم من موالي يهود ؟ » قالوا : نعم » فقال علبه السلام ألا تجلسون أكلمم » قالوا: بلى » فجلسوا فدعام إلى الله عز وجل » وعرض عليهم الاسلام » وتلا عليهم القرآن . ويقول ابن اسحاق»كان مما صنع الله تعالى عليهم في الاسلام أن هود كانت في بلادهم » وكانوا أهل كتاب وعم وكانوا ثم على الشرك وأصحاب أوتان » وكنوا قد غزوهم ببلادهم فكانوا إذا كان بينهم شيء قالوا لهم: ان نبباً مبعوث الآن قد أطل زمانه » نتبعه فنقتلم معه قتل عاد وإرم . فاما كلم رسول الله مَلِِتَمٍ أولئك النفر » ودعاهم إلى الله قال بعضهم لبعض با قوم : تعاموا والله انه الني الذي توعدم به يهود فلا تستبقنم إلبه» فأجابوه فها دعا إلبه وصدقوه © وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام » وقالوا لهإنا تر كنا قومنا * بينهم من العداوة والشر ما بينهم » وعسى أن مجمعهم اشتعالى بك » فسنقدم عليهم وندعوثم إلى أمرك ونمرضرعليهم الذي اجبناك اليه من هذا الدين » فإن يجمعهم الله تعالى عليه » فلا رجل أعز منك . عادوا إلى قومهم من الخزرج » وحاولوا أن يتصلوا بأعداهم من الأوس » لأنهم جاؤوا بأمر جامع لا يفرق بين العناصر بل يجمع الاخوة في الاسلام » فلا تكون :3 الدعوة الجاهلية . العقبة الأولى : *؟ - في الموسم التالي جاء قوم من يثرب فيهم من الخزرج الكثيرو:د » ومن الأوس من دون ذلك عدداً 6 وإن كانوا جمبعاً أقوياء قِ ديهم 0 وكارك 47 على رأسبم جميما إثنا عشر نقيبا » وقد بايعهم الني يلتم على الأخذ ببادىء الإسلام ٠‏ وقد سمى علماء السيرة هذه الببعة « ببعة النساء » . عن عبادة بن الصامت : كنت فيمن حضر البيعة الأولى » وكنا إثني عشر » فبايعنا رسول الله ولام على بمعة النساء » قبل أن يفترض علمنا الحرب على ألا نشرك بالل شيئا » ولا نسرق ولا نزنى » ولا نقتل أولادنا ٠‏ ولا تأتي بببتان نفتريه بين أيدينا » ولا نعصيه في معروف . ويقول الرسول : «فإن وفيتم فلكالجنة» وإن غشتم من ذلك شيئا » فأمرك إلى الله عز وجل » إن شاء غفر » وإن شاء علاب ©» . وعلّل صاحب الروض تسمنة السبعة في العقبة الأولى ببيعة النساء © لآنما تتشابه مع ما طالب الله به من مبايعة النساء من بعد ذلك عام الفتح » ققد قال تعالى في سورة الممتحنة : ياأيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنكعلى ألا يشر كن بالل شيئا » ولا يسرقن » ولا يزنين » ولا يقتلن أولادهن 2 ولا يأتين بببتان يفقرينه بين أيدهن وأرجلين » ولا يعصينك في معروف » فبايعبن » واستغفر لن اللهإن الله غفور رحم #. ويظهر على هذا على أن تلك التسمية لم تككن وقت البيعة » ولكن جاءت بعد ذلك لانعقاد المشابهة بين المبعتين » وذلك لآن بيعة النساء كانت بعد الهجرة إذ أنها كانت عند الفتح . ولقد كانت تلك الببعة الطريق إلى نفوذ الإسلام إلى يثرب > واتجاه أهله اله » ولقد أرسل معهم الني مَك مصعب بن عمير يعامهم الإسلام وأركانه ويقرمم القرآن » ولذلك كان أول من سمي مقرئاً » وشاع الإسلام في الأوس والخزرج » حتى انه ما كان بيت من بيوت الأوس والخزرج إلا دخله الإسلام» فكان لحمد مَظَِمٍ تايعون يدعون بدعايته بعد أن استجابوا لندائه . وهنا نجد الظاهرة الكبرى التي رحم الله تعالى يها أهل يثرب © فقد 144 اجتمعوا بعد افتراق ك4 وحرب ونزاع بن الأوس والخزرج 2 وكان يوم بعاث الذي قتل فيه بعضهم بعضاً » والاتصال بالني عَللثه يأخذ طريقه “وم يأخذون طريقهم إلى الشرع الإسلامي » فكان نور الإسلام مؤّلةفى] للقلوب » ومزيلاً لكل العصمة الجاهلية . وظهر على بد رسول الله تعالى الاسلام الجامع المؤلف للقلوب © الموجه العققبة الثانية أو بيعة المنعة والحرب 4 - وتسمى البيعة الكبرى ؛ لأنها التي ختمت الاتصال بأمل يثرب قبل انتقال النى علق » وهجرته إلى المدينة » وقد عامنا أنه عقب الببعة الأولى أرسل الني يَلِنَه إلى أهل يثرب مصعب بن عمير يشسرح لهم الفرائض الاسلامية » ويقرأ القرآن ويدعو إلى الإسلام دينا وآخذاً بقول الله تعالى : ادع إلى سببل ريك بالحكة والموعظة الحسنة وجادهم ,التي هي أحسن »# ومضت سنة على وفادته وإقامته » ثم عاد إلى النيى ملاو ليتزود منه بزاد التقوى » وخرج من خرج من المسامين الذين آمنوا بالله تعالى ورسوله مَللُع من المسامون منهم أنفسهم بالعمل على لقاء النى مظِتمٍ فوعدم عليه الصلاة والسلام أن يلقاهم بالعقبة في أوسط أيام التشريق بمنى » وكانوا ثلاثة وسبعين . واجتمع بهم عليه الصلاة والسلام » ومعه عمة العبان بن عد المطلب الذي فرض على نفسه حمايته من أذى قريش بعد عمه أبي طالب > فقد ذهمب معه يستوثق » فاما كان اللقاء كان أول من تكلم العباس رضي الله تعالىعنه. قال العباس : با معشر الخزرج ( يريد الخزرج والأوس ) إن معمداً منا حيث قد عامتم وقد منعناه من قومنا » ممن هو على مثل رأينا فبه فهو في عز من قومه » ومنعة من أهله» وإنه قد أبى إلا الانحياز إلم > واللحوق بكم» .1 الوحدة الاسلامية (4) ' فإن كنتم ترون أنم وافون له بما دعوتموه إليه ومانعوه ممن خالفه » فأنتهوما تحملتم من ذلك » وإن كنتم ترون أنكم مساموه وخاذلوه بعد الخروج إليم » من الآن قد عدن © فإنه في عزة وملعة من قوهه وبلده » فقالوا : قد سممنا ما قلت فتكلم يا رسول الله » فخذ لنفسك ول مك ما أحبدت . فتك رسول الله يلاع » وتلا القرآن الكرم 2 ودعا إلى الله تعالرورغب في الإسلام » ثم قال أبايمم على أن تمنموني مما تمنعون منه نساءم . قال البراء بن معرور من كبرائهم : « نعم والذي بعثئك بالحق لنمنمنك مما ننم منه أزرنا » فبايعنا يا رسول الله » فنحن والل أهل الحروب ورثناما وقال أبو الهيتم التسسهان من كبرائم : يا رسول الله:ان بيننا وبين الرجال حمالا ( بعني المبود ) فبل عست ان نحن فملنا ذلك * ثم أظبرك الله » ترجع وك فتسم رسول الله َع ؛ ثم قال : «بلالد م الدم» والحدم الهدم » أنامنكم وأنتم مني مني » أحارب من حاربتم وأسالم من سالممم » قال ابن هشام 5 سيرته « بقال الحهد م أي ذمتي ذمتكم وحرمتي حرمتم » وقد طلب رسول الله أن يخرجوا من بينهم اثني عشر نقببا » فأخرجوا منهم أولئك النقباء وكان من الخنزرج تسعة لكثرتهم ومن الأوس ثلاثة » لأنهم كانوا في الحج دوتهم عدداً . وقد قال ابن اسحاق كان الببعة في العقبة الأولى ببعة النساء » وكان فها «بايعنا على السمع والطاعة في عسرنا ويسرنا ومنشطنا ومكرهنا وأئرة علينا » وألا ننازع الأمر أهله وأن نقول الحق أينا كنا » لا نخاف في الله لومةلائم» 66٠ وفي البيعة الثانية : قال ابن اسحاق بإيعهم فيبا رسول الله يله على حرب الأحمر والأسود » وأخذ لنفسه » واشترط على القوم لربه » وجعل على الوفاء بذلك الجنة . بايعهم الني مَل على الابواء والنصرة والمعونة > وكأن أول من مدايده للسبعة البراء بن معرور ثم تتابع الاثنا عر نقيباً » ومن وراءهم » حقى اكت السسعة واستوثق ملام لنفسه ولدينه . وجمع الله تعالى الختلفين » وألف بذلك بين قاويهم . 65 هم - أخذ المسامون يذهبون أرسالاً إلى المدينة ١دثرب)‏ زرافاتووحدانا فارين بدينهم من الأذى والفتئنة وتتابعوا في ذلك والأنصار من الأوسوالخز رج يؤوونهم وننصروتهم . وقد هاجر الكثيرون من أصحاب رسول الله صلى الله تعالى عليه © منهم من هاجر مستخفيا ومنهم من هاجر في غير خفاء » ولككن غير معلنين إلاعمر ابن الخطاب » فإنه استعلن هجرته » وخرج إلى ظاهر مكة وقد لبس لأمته وسد عنزته > وقال شاهت هذه الوجوه » وأرغم الله تعالى هذه المعاطس» من أراد مني أن تشكل أمه » وييتم ولده » وترمل امرأته فليلقني وراء مذا الوادي * كا قال عنه علي كرم الله وجبه في ذلك . والنبي قد عل أنه مهاجر لا محالة » ولكنه ينتظر إذن ربه» وكان صاحيه أبو بككر مم بالحجرة ولكن الني ملَِوٍ يؤجله » فبستأذن الني يلم فيبا » فتحجره »> وقال له : « لا تعجل لعل الله يجحمل لك صاحبا» فطمع أبو بكر في أن يكون صاحب البي ِنَم » وبذلك استأفى » حى إذا أذن للني مَلِئه بالهجرة » عقب اجناع الل من قريش لبتشاوروا في أمره بعد أن تساممع العرب بدعوته » ووجد المستجيبين» وخصوصا من الأوس والخزرج“وكانت بعض القبائل تتسارع اليه » وإن لم تككن في قوة أهمل بثرب اليه » الذين أحسنوا له المقام » وآووا ونصروا . ون اجتمع الل في دار ندوتهم من قريش > ودارت بينهم المناقشة أيقتلونه ( أم يخرجونه © أو يثبتونه ( يحبسونه ) وانتبى أمرم إلى أن يقتلوه بأن يضربوه ضربة رجل واحد » حتى تتوزع القبائل دمه » فتعجز عن الشأر أسرته وتقبل الدية » ويذهب ما أهمهم من أمره » وهذا هو ما أشار اليه الله تعالى في قوله : #واذ يمكر بكالذين كفروا للشيتوك أو يقتلوك أو مخرجوك» ويمكرون » ويمكر الله »والله خير الماكرين» كانوا يدبرون في أمر القضاء على الدعوى بأي طريق من طرق القضاء» والله سبحانه مدير أمر رسالته وحافظ رسوله الآمين » ليؤدي الرسالة . وقد هاجر الني ملت لمة أن أخذوا في تنفيذ ما استقر رأهم عليه واعتزموه إلى آخر ما هو مذكور عن الحجرة النبوية ») وما اكتنفها من صعوبات » في تنفيذها وما اذتبت المه من استبشار الممنين بمقدمه المبارك على أهل يثرب . 2 وإن الذين يقرنون الأزمان بالوقائع التي كانت فيها يحسبون أن السبب هو إرادة القتل » لأن المهجرة اقترنت بها . ويحب أن نقول إن الاقتران الزمني هنا لا يفبدأن إرادةالقتل هي السبب الباعث المماشر “بل انه جرد اقترانز مني ليس فبه سبيبوسبب؟4وان السببهو أن أرض مكة » وإن كانت صالحة لتريبة الخلية الأولى لأنصار الدعوة ليست صالحة لحياتها وقوتها وسيطرتها يحيث تتكون منها دولة الاسلام الأولى فان الخلية الأولى تككونت لآنه كان بمككة ضعاف اقوياء في نفوسهم تحماوا شدائد الاستجابة » وكان فيها اشراف أقوياء في إمانهم ولكنهم قليل يحوار أهل مكة » فكانت غير صالحة لأن تقوم فيها دولة اسلامية » لأن السطرة عليها كانت للوثنيين . وكان زعماؤها قد سطرت علبهم العصبية والرغبة في بقاء سبطرتهم « وألا حكبا دين غير ما ألفوا مما عند الآناء . عم هذا هو الأمر » ولذلك اتحه الني ملو إلى الخروج من البد الحرام» وإن كان أحب بلاد الله تعالى البه وآ لفها له » وهي في نفسها أرض مباركة وإن كان الشرك يقم فيها . أخذ الني ِنَم في السنتين اللتين سبقتا الهمجرة يدعم دعاتم تكوين الحجرة بل تكوين دولة أخرى خارج مكة » واتحه إلى يثرب > وما كاذت الببعتان الا بيدا للبجرة النبوية فكانت البيعة الأولى لبث النظم الاسلامية » التييقوم علمها بناء الدولة القويمة المانعة للفواحش » فان هذه الفواحش التي نمت الببعة »> على أساس ابعادها » انما هي انببار للاخلاق والدولة الفاضلة لا تقوم على بنبان منهار تخر قواعده من الاخلاق الفاسدة . والببعة الثانية كانت لتكوين الدواة بالذود عن حماضها » وفي الحق ان الببعتين كانتا لتكوين الدولة الفاضلة » أو المدينة الفاضلة > كا يعبر الفلاسفة » فان الدولة تقوم على الماية الذاتية » وأن تكون لما شوكة » وإن محارية الفساد في الداخل » والعدو في الخارج هما الدعامة لتكوين دولة لماقوة تحمي الذمار . وإن الحجرة كانت أمراً لازما لتنفيذ أحكام الإسلام الشرعية في المدينة والأسرة وما يمكن مدا مَرلِتَوٍ والسلطان ليس في يده أن يقم دولة تنفد الأحكام الشرعية فتمنع شرب الخر وتعاقب عليه » وتحد الزاني والسارق » والقاذف > وتقتص من الجاني في عدالة من غير وكس »2 ولا شطط . 75 - كانت الحجرةإذنأمراً لا بد مندوهيدور منأدوار الدعوةالإسلامية» ودور من أدوار تكوين الوحدة الإسلامية » يحتمع المسامون جميعاً في ظلدولة إسلامية لا تحكها العصمية الجاهلية ولا الغطرسة الجاهليةولكن يحكبا عدل الأحكام الشرعية القائم على المساواة في الحقوق والواجبات . 64 ولقد أوجب القرآن الكريم على كل مسم أن هاجر إلى حيث الجتمع الإسلامي الذي يحخ حك الل لا يحم الطاغوت »2 وان الآقلبات الإسلامية التي تكون بعيدة عن المجتمع الإسلاميالموحد يحب علبها الهجرة إلمه لتعتز بعزته» ويقوى هو بانضامها » وهجرتها » ولقد قال سبحانه وتعالى في ذلك > بحث على المحرة المستضعفين . إن الذين توفام الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فم كنتم » قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تككن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها» فأولئك مأوام جيم » وساءت مصيراً إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حبة ولا بتدون سسلا » فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم » وكان الله عفواً غفوراً » ومن يباجر في سبيل الله يحد في الأرض مراغا كثيراً وسعة ومن تخرج من بينه مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت © فقد وقم أجره علىالله وكان الله غفوراً رحها © . وإنهذهالآيةالكريمة توجبعلىالمسل اللهجرة إلى الماعة الإسلامية حيث النصرة والمنعا لبعيشفي عزها ويستظل بظلها » وانه يظلم نفسه إن لم يباجر إلرحيث الماعة الإسلامية إلا أن يكونىن الضعفاءالذين لا يستطيعون حيلة ولا يتدون سبلا . وتدل الآية أيضاً على أن من خرج مباجراً إلى الله تعالى لنصرة الماعة الإسلامية » ثم أدركه الموت » فإن الله مجازيه على نيته التي صحبها العمل » وأجره عليه سبحانه . وإن هجرة الني يَلِتَع عامت كل مستضعفمن المسامين الطريق إلى الماعة» وهي المحرة » حيث الوحدة الجامعة » والعزة المانعة . وإن الدخول في الولاية الإسلاممة التى هي الماعة الإسلامية وحكومتها سبمله الحجرة وإنها واجمة » ويقول سبحانه وتعالىفيٍ ذلك »> « والذين آمنوا ولم.باجروا ما لم منولايتهم من شيء حتى يباجروا» وان استنصروم في الدين فعليم النصر إلا على قوم بيتم وبينهم ميثاق 4 . وإن المشاق يجب أن يكون متناولا حماية المسم » فليس لام مسلم أن دعقد ميئاقً مع أي جماعة إسلامية يكون فيبها تسلم المؤّمن أو خذلانه» وإلا نبذ عبده > ورد إلمه مبثاقه » فالاستثناء لكملا يكون القتال قبل التذ كير بالممثاق > فإن لينم عن ظلٍ المسم » رد إلسه عيده © وتصر المسلم «فالمسل أخو المسل لا يظامه > ولا يخذله ولا يسامه » ومن كان في عون أخيه كان الله تعالى في عونه » . ومن هذا نحد أن الهجرة التي ابتدأها الني يلتم إنما هي لتجميع المسامين في ظل دولة الإسلام لبحمي المؤمن © ولمنفذ أحكام الله تعالى » ولبطرح حكم الطاغوت قويا أمينا . فكانت هجرة النى وهجرة من اتبعه كانت في سبيل تكوين الوخدة الإسلامية وحمل راية الجهاد مجتمعة مؤيدة بروح من الله تعالى » وبعزة الوحدة التي لا تفرق > ولذلك : دعا الله سبحانه وتعالى في القرآن الكرم المؤمنين إلى المحرة حمث النصرة وال منعة»فقال تعاللى :«والدين آمنوا وهاجرواء وجاهدوا في سبيل اللهبأمو الهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك م الفائزرون # . وبهذا يتبين أن التجمع الإسلامي ني ظل دولة الإسلام هو أساس العزة الإسلامية للاستضعفين في الآرض حيث ينقلون إلى دولة التوحمد » وهذا كله يدل عله ظاهر القرآن ويدل عليه مقصد الإسلام من تجمبع المسامين . »#‏ وقد وردت الآثار عن النبي عنم بأنه منع من اقامة المسلم بين المسر كين »> فقد جاء في كتاب زاد المعاد في هدى خير العساد لابن القم ماتصه : « منع رسول الله من إقامة المسم بين المشسر كين إذا قدر على المجرة» وقال أنا بريء من كل مسلٍ بقعم بين أظبر المشر كين » قبل با رسول الله » وم ؟ قال رسول الله :هلا ترآى ناراهما»وقال عليه الصلاة والسلام«منكان مع المشمرك كه وسكنمعه فبو مثله»وقال له «لا تنقطع الهجرة»حق تنقطع التوبة “ولاتنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من معربها» » وقال ولك 4«استكون هجرة بعد هجرة فخمار أهل الأرض الزمهم مباجراً ويبقى في الأرض شرار أهلبا » تلفظهم أرضوه »> تقذرهم نفس الله » ويحشرم الله مع القردة والخنازير» . وإن هذه الآثر الواردة عن الني ملام تبين مع الآبات الكريمات الدالة على وجوب الجرة للقادرين علمها ٠‏ والاكانوا ظالمين لأنفسهم ولا يرفع الاثم الا عن المستضعفين الذين لا يستطبعون حيلة ولا يهتدون سبيلا . وقد يقول قائل كيف يأمر القرآن الهجرة المستمرة وبالخروج من بين غير المسامين والاقامة بين المسامين لمعاونة جمعهم» وليستظل باوائهم ولتكون موالاة المسم للمسم وحده » وقد ورد في بعض الاخبار عن الني مَل أنه قال : « لا هجرة بعد الفتح » ونقول في الجواب عن ذلك ان ذلك الخبر لا مكن أن يكون مءارضا للأخبار المتضافرة عن النبي لله التي روينا » ولامعارضاً للقرآت الكريم وانه لكذلك غير معارض لأن الفتح في الخبر المراد به فتح مكة » وأن الحجرة التي نفاها النسي ملت هي الحجرة من مكة إلى المدينة » وهي بلا ريب منفية في موضوعبا وذاتها » لأن الحجرة من مكة إلى المدينة كانت من ارض الشيرك الى ارض التوحيد » ومن ارض الفتنة الى ارض الأمن» وبعد الفتحصارت مكة أرضاً اسلامية خاضعة للولاية الاسلامية في المدينة »والاسلام قد أرز المها » واطمأن بها » وبقي أنها حرم الله تعالى الآمن » وقبلة المسامين إلى يوم القيامة » فككيف تكون منها هجرة من بعد الفتح » إلا أن براد تخريبها » وهي أحب أرض الله تعالى اليه سبحانه > وإلى نيه الكرم لاع فالنفي الذي ورد في الخبر عنه عله الصلاة والسلام مقرر لأمر ثابت » وهو أنه لا يتصور بعد الفتح هجرة من مكة إلى المدينة . وخلاصة القول في باب الهجرة الذي لا نقصره على هجرة الرسول يلاع يا هو واضح من بسط القول » وانها نقصد هجرة المسلم إلى أرض الاسلام بام لسكون التجميع الإسلامي الذي تقتضيه الوحدة المقررة الثابتة» والتي عمل لها النبي عليه الصلاة والسلام » من وقت مبعثه الشريف إلى أن قيضه رب العالمين اليه . ما بعد هجرة الني َل : + - ونعود كا بدأنا إلى هحرة المصطفى عليه الصلاةوالسلام “وقد رأينا أنها كانت لتجميع المسامين ولإقامة دولة إسلامية تنفذ أحكام الإسلام » وتقم الحدود > وتأخذ من الظالم للمظلوم > وانها سنة التجميع التي سنها الني عل » ونعود الآن إلى آثر المحرة المحمدية على صاحببها أفضل الصلاة وأتم التسلم . وهنا نجد أن أول أثر لما » كان جمع العرب»وغير العرب في صعبد واحد متآلف بالوحدة الإسلامية > فقد كان المسامون من عناصر عربية #تلفة من كل بطون مكة © ففيها من يمثل كل بطن من بطون قريش »2 وفيهم من قبائل العرب الذين دخلوا في الإسلام في أثناء عرض الني عِلَِعْ نفسه على القبائل » فان كل مسم من أي قببة يحد أن من كمال إيانه أن يعيش في بيئة الإسلام » ومدينة يثرب التي صارت مدينة الإسلام ومجتمعه المه أرز المسامون جمبعا من بلاد العرب ثمالحا وشرقها وجنوبها » وقد رأيتخبر الذين يجاورون كسرى في أرضهم » وأنهم ارتبطوا معه بالمواثيق » وما تحللوا منها “أوهموا بالتحلل منها إلا بعد أن عاموا أن دعوة جمد عَِلِتَمٍ الناس كافة » وتلا عليهم الرسول النص القرآني الذي يصرح بأنه مبعوث للناس كافة بشيراً ونذيراً . وقد جاء إلى المدينة من أسلم من غير العرب » وحسبك أن يكون سامان الفارسي الممثل لأهل فارس في الإسلام وقد روينا لك قول الني عَلِتْمٍ الذي يفيد أن أول ثمرة من تار الروم صببب »> وآول ثمرة من مار الحبشة بلال » وإنا بالقياس نقول : إن أول ثمرة من مار الفرس »> يل ما وراء من خراسان وما وراء النبر وسمرقند هو سامان الفارسي > وحسبه شرفاً وفضلا أن عمداً مَل ألحقه بأسرته إذ كان قد ترك أسرته الجوسية»ودخل في الإسلام الأسرة هه الكبرى » وقال عَلئ : « سامان منا آل البيت » .وهما من إضافة الذي يال ونا ذلك التككرم لسلمان الذي كان فق صدر الإسلام أمة وسعهدهة . الموالخحاة : 8 - كان لا بد من جمع العناصر الحتلفة » والمزج بينبا » لمخرج من تلك العناصر مزيج متحد في خواصه » وأوصافه » يختلف عن أوصاف كل عنصر من عناصر ذلك الممتزج » والأوصاف الجديدة لهذا المزيج هو أمة إسلامية موحدة في الغاية والمقصد » والاتجاه إلى الله تعالى > والقيام بالإصلاح في الأرض » ومنع الإفساد فيها » وأن يكونوا أهل المدينة الفاضلة الإنسانية. وأول عمل قام به عليه الصلاة والسلام هو مزج هذه الشاصر بعضها ببعض وإيحاد قوة متآ لفة من بينها الاخاء أو المؤاخاة بين المسامين جمبع] » عربهم وأعاجمهم » وأبيضهم وأسودهم . فلم يكن الاخاء مجرد المؤانسة بينهم » وإيناس الغريب بمن آراه » وإن كان ذلكفي ذاته غرضاً مقصوداً » ولكن المراد من الاخاء وضع الدعامة لبناء وحدة إسلامية متحمعة غير متفرقة » ومتحدة غير منقسمة ٠‏ ومؤتلفة غير متنافرة »وفوق ذلك فيه بث روح المعاونة بين أولئك المؤتلفين وذلك بتكوين أخوة دينية تقارب الأخوة النسدية . اجتمع في بيت أنس بن مالك المهاجرون والأنصار » وقد أحصى ابن القم عددهم فقال إنهم تسعون منهم من المهاجرين خمسة وأربعون » ومن الأنصار مثلهم » وتحسب أن الاحصاء مقرب لا معمّن » لأنجم قد يزيدون . وقد ألف بين كل واحد من المهاجرين > وأخ له من الأنصار بأخوة تكون مثل أخوئة النسب » وكان الأخ الأنصاري يشاطر أخاه ماله » وتغلفلت الآخوة في النفس > حتى م" بعض الأنصار من له زوجتان أن يطلق إحداهما 6 ويزو”جبا لأخمه المباجر » كنا تذكر كتب السيرة ان تلك المؤاخاة كانت تحمل الأخ بالمؤاخاة برث في رتبة الأخوة النسبية . واستمرت حالة الميراث على ذلك إلى أن نزل قوله تعالى: «إوأولو الأرحام وتحسب أن آنات المواريث مع همذه الآية كانت هي المنبية للتوارث بالمؤاخاة . » المؤاخاة رويت فيها روايتان أولاهما : أنها كانت بين المباجرين‎ #٠ » والأنصار فقط » ولم تككن في المباجرين فيا بينهم ولا في الأتصار فيا بينهم‎ وهذه الرواية تجعل المؤاخاة كانت موضمية فما بين الأنصار والمباجرة لكي‎ يتم الإيواء » وليتحقق قول الله تعمالى في الأنصار والمباجرين : ل للفقراء‎ المباجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأمواللهم يبتغون فضلا من الله ورضواتا‎ وينصرون الله ورسوله > أولئك مم الصادقون » والذين تبووا الدار والإيمان‎ » من قبلهم يحبون من هاجر إلبهم » ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا‎ ويؤثرون على أنفسهم > ولو كان بهم خصاصة»ومن يوق شح نفسه > فأولئك‎ . © م المفلحون‎ والرواية الثانبة أن الني مَظُِوٍ آخى بين المباجرين والأنصار » وآخى بين المباجرين بعضبم مع بعض » والأنصار بعضهم مع بعض »© وقد ضعف هذه الرواية ابن القم في زاد المعاد ٠‏ وقال في ذلك : وقيل انه آخى بين المباجرين بعضهم مؤاخاة ثابتةواتخذ فمها علا أخا لنفسه.. . والثابت الأول»والمباجرون كانوا مستغنين بأخوة الإسلام واخوة الدار وقرابة النسب عن عقد المؤاخاة يخلاف المباجرين مع الأنصار » ولو آخى بين المهاجرين لكان أحق الناس بأخوته أحب الخلق إلنه رفمقه ف ا محرة وأنسه في الغار 0 وأفضلالصحابة وأكرمهم عليه أبو بكر الصديق »© وقد قال فبه : « لو كنت متخذاً منأهل 9 الأرض خليلا لاتخذت أبا بككر خليلا » ولككن أخوة الإملام أفضل * وفي لفظ > ولكن أخي وصاحي » . وهذه الاخوة في الإسلام » كانت عامة » كا قال الني » وددت أن أرى إخواننا » قالوا ألسنا إخوانك ! قال أنتم أصحابي » واخواني قوم يأتون من بعدي »> يؤمنون بي ول يروني » فلاصد”يق من هذه الأخوة أعلى مراتبا » فالصحابة لهم الأخوة » ومزية الصحمة »© ولأتشاعه من بعده الأخوة » دون الصحية » . وقبل أن نراجح بين الروايتين » وتناقش منطق ابن القم رضي الله عنه نقول : إن الني عَلِْوٍ عد” المتبعين له إلى يوم القيامة اخوا له » وإذا كان المؤمنون من أتباعه الذين عاصروه > خصهم بفضل الصحمة » فالذين جاوُوا وم بروه > واتبعوه شرفهم بفضل الأخوة » ولا ثشيء أدل على وحدة الامة الاسلامية في ماضيها وحاضرها أقوى من هذه » فالوحدة الاسلامية وحدة الاسلام » ووحدة الاخوة المحمدية . ولنتجه بعد ذلك إلى الموازنة بين الروايتين » وكنا نود لو أن الامام ابن القم » وهو إمام حافظ في السنة كان يتجه إلى المراجحة بين سند الروايتين » ولا يتجه إلى بجحرد الترجمح بالفرض . ونقول إن المؤاخاة بين المباجرين بعضهم مع بعض لا يغني عنها النسب » لآم لم يككونوا جميعاً من قبيلة واحدة يجمعها نسب » بل كانوا من قبائل متفرقة »> وم يكونوا جميعاً من قريش »© وإن كان أكثرم من قريش © فؤان لا بد من ازالة كل ما عساه يكون من نفرة جاهلية » والمؤاخاة التي يباركها النبي يَلِتِّتزيل العصبية الجاهلية وهي كا تقم التعاون بين الانصاري والمهاجر تقيمه بين العرب الذين كانوا من قبائل مختلفة » والأنصار كانوا خزرجا وأوسا وكان بينهم بعضبممع بعض جاهلية » وما يوم بعاث ببعيد عن الانظار» وقد 5١ كان النزاع على أسُده والنبي يلتقي بالخزرج في عقبة مكة » فكان التأليف بينهم بالمؤاخاة أمر ا تقتضه ضرورة التوحيد النفسي » والتآ لف الروحي الذي يذهب يأحقاد الجاهلية ' ويفئح قلوب أهل الإسلام على تقوى من الله تعالى ورضوان »2 ومحبة بعد البغضاء » ووئام دعل النزال» واذن فالاخاء كان له باعث وغاية » ولا استغناء عده وتكذيبه آل السبب مردود . بقي ما تصدى له من الموازنة بين أبي بكر وعلي 2 وأن النبي َع لو كان قد اختار في المؤاخاة أخاً لاختار أبا بكر » لآنه لو كان بريد أن يتخدذ أحدا خليلا » لاتخذ اب! بكر » كا أثر عنه م فيا رواه ابن القم رضى اشعنه وإننا نقول : إن للامامين مناقب »2 وكل من رسول الله قريب في نفسه وحسه وجباده وللصديق فضله » ولعلى فضله واذا فرض أن أبا يكر أفضل لكثرة ثناء النبي عطق عليه » وما له من مناقب في الاسلام عالية . فان المؤاخاة لا تقتضي اختبار الافضل» وإن كان لعلى مناقبه في الاسلام الذي سماه النبي عل فارس الاسلام » واذا كان ابو بكر قد صاحب الرسول في الحجرة » وهو صاحمه في الغار الذي أشار اليه القرآن الكرم فعلي نام في منام النبي يلت » والمسركون يترصدون صاحب هذا المنام ليتناولوه بالسيف > فكان على المقدم لفداء رسول الله يلتم . وما لنا والمفاضلة بين إمامين نجد أنفسنا لا تعلو الى الموازنة بينها في الفضل > ولكن نقول إن المؤّاخاة مواساة»ومعاونة » وليست للفضل “ولكن للحاجة» ولا شك أن حاجة عل في صباه وفي مرباه في ببت الني عَلِقَوٍ وهو مقبل على حياة تحتاج الى المعونة » وكان فقيراً » وم يكن ذا تجارة في ماضيه ولا حاضره » حتى انه عندما أراد أن يقدم معجل صداق لفاطمة رضي الله عنها وعن زوجبا وصلى الله وتعالى على أبيها وسم ‏ م يكن في بده منه شيء فتقدم الى الصحراء ليحتطب ويجمع من جبده ما يكون صداقا لابنةحمه سبدة نساء العالمين . 5 ولذلك كان أحتى بالمؤاساة من أبي بكر » وإن م يكن أفضل منه . وبذلك نتتبي الى أن الرواية التي نأخذ. بها لى تكن مقصورة على الموالاة بين المهاجرين والأنصار»ولكنها كانت بين المهاجرين بعضهم مع بعضوالأنصار بعضهم » بل كانت عامة شاملة > لتحصل الوحدة » وتتم المعاونة والمواساة . ولقد ذكر ابن اسحاق في سيرتهالمؤاخاةبين المباجرين فيأنفسهم معالمؤاخاة بين المباجرين والأنصار » وبذلك يعتضد تلك الرواية بالسند والدراية معا . ١ 7‏ وإن المؤاخاة عمل نبوي معقول المعنى » ولدس تعيديا » ولاهو من خصوصات الني يِلِتَعٍ » لآنه ل يقم دليل على ذلك » وإذا كان معقول المعنى » فانه يجوز بل يحسن اتباعه في كل حال تتشابه مع حال المؤمنين بعد الحجرة : فتصح المؤاخاة بل تحب عند وجود طائفة ذفرت من بلد غير اسلامي فارة بدينها . ومجوز المؤاخاة بين الطوائف الإسلامية لازالة معنى الطائفية » وإحلال المذهسة محلها © فبي سنة مندعة » وقد وجدت مقتضياتها في هذا الزمان » ففي الأرض مسامون أكلتهم الأقالم غير الإسلامية » ولو أسم خرجوا من ديارهم مهاجرين إلى أقرب تجمع إسلامي لكان للمؤاخاة موضع » لأنها معاونة ومواساة » وفرج ووحدة وإنفي أوربا جماعات إسلامية ليست حرة فيتدينها فلو فتح للها باب المؤاخاة لخرجت إلى أرض الإسلام »لتككون له قوة» ويعتزون بعزة المسامين » ولككن المسامين غلب عليهم التفرق » فغلبت عليهم الشقوة » وكان أمرهم فرطا . وإننا نحد الإسلامينشر نفسهفينشرعند بعض نادر من الأورسين والأمريكان وغيدهم وأولئك الذين يسامون يخرجون من أهليهم » وقد يخرجون من أرضهم وديارهم » ويحتاجون إلى المعاونة والمواساة » فكان الاخاء معهم أمراً لا بد منه وإن المسامين من بعد ذلك عندما دخل الفرس والروم والمصريون في 5 الإسلام كان عقد في معنى عقد المؤاخاة » وهو عقد الموالاة الذي سنتكل عنه عند الكلام في الوحدة الإسلامية عند ما قوي الإسلام بغير العرب » ودخل الناس فيه أفواجا أفواجاً » « إذا جاء نصر الله والفتح » . التأليف بين العمرب جميعاً : ؟+ - نشبت الحرب بين المدينة الفاضلة » وبين قريش ابتداء لمنع الفتنة في الدين » ولدفع الأذى عن المؤمنين بعد أن أذن الله تعالى للمؤمنين أرن يجاهدوا في سببل الله تعالى » كا قال تعالت كلاته : ٠‏ أذن للذين يقاتلون بأنهم ظاموا » وإن الله على نصرهم لقدير » الذين أخرجوا من ديارهم بغير حتى إلا" أن يقولوا ربنا الله » ولولا دفع الله الناس بعضهم يبعض لهدمت صوامع » وببع وصلوات ©» ومساجد يذكر فييبا اسم الله كثيرا » ولبنصرن الله من ينصره »© إن الله لقوي عزيز # . جاهدت المدينة الفاضلة في سبيل الله » وابتدأ الجهاد يسرايا » ثم بغزوة بدر الكبرى » التي كانت التقاء الجمين ؛ جمع الشرك وجمع الايمان في يوم الفرقان وهو ذلك الموم المشهود » وهنا شعر المسركون بأنه تكونت للايمان قوة تخضد شوكة الشرك» وترفم كلمة التوحيد » وتحعلبا العلا » وكامة الشرك هي السفلى . ثم كانت غزوة أحد » وفيها قويت كمة الكفر إلى حدة ما » ولكن م يهن المؤمنون » وشعروا مع ذلك بأمر الله تعالى انهم الأعلون بميزان الحى » وميزان القوة معا . ولقد شعرت قريش بأنها وحدها لا تقوى على المدينة » وأنها لا تقوى على أن تقتلع الامان من جذوره » ولذلك استعانوا بالقبائل العربية » وجمعوا الأحزاب في الغزوة التى سمبت غزوة الأحزاب أو غزوة الخندق » ولنذكر طرفا يسيراً من قصة هذه الغزوة لنرى كيف تجمع المرب لقتال الني ملع . 54 لقد جاء زعماء قبائل عريبة وقد رأوا الشسرك تنهار دعائه » وم يكن له إلا قريش قطبا له » فأخذوا يحرضونهم على غزو المدينة بعد أن شافت قريش »> فأجابتهم قريش » ثم خرجوا إلى غطفان » فاستجابت »© ثم طاف أولئك الزعماء فيقبائل العرب يدعونهم إلى قتال مد صلى الله تعالى عليهوسلم» فاستجاب هم الأكثرون . خرجت قريش الذين كانوا قطب الشرك في أربعمة آلاف »2 ووافاهم بنو سلم » وخرج بنو أسد وفزارة » وأشجم » وبنو مرتة » وجساءت غطفان »> وقائدهم عبينة بن حصن . تحمّع من أهل الشرك من كل البلاد العربية عشرة آلاف »© وقد أذ ن الله لنببه صلى الله تعالى علبه وسلم بأن يقاتلهم كافة » كا أذن قبل بقتال أمل مكة > إذ أخرجوهم من ديارهم وأموالم » كا تلوط » وقال تعالى في ذلك : إوقاتلوا المثسر كين كافة كا يقاتلونم كافة » واعلموا أن اطّهمم المتقين©. وإذا كان الشسرك في أرض العرب قد اجتمع لأهل الايمان في تلك الغزوة» فان الله قد جمم أهل الايمان » وأضاف الى العرب عنصراً جديداً ليس منهم هو سامان الفارسي > ولعل هذه أول مرة يبدو فمها جهاد سامان © فقد كان من بين أهل شورى الني مكلت عندما استشار المؤمنين في لقاء هؤلاء الذين جاؤوا البه متضافرين .فأشار سلمان الفارسي رضي الله تبيارك وتعالى عنه حفر خندق يحول بين أهل الايمان وأهل الشسرك > وينع المدينة من الغزو الداهم ويعوق الهاجمين » وكان ما كان من أمر هذه الغزوة » وهزيعة الشرك بالريح العاصف والرعب الهالع . حم - وقد يقول قائل:ان العنوانوهو تأليف الي عله للعر ب يتجافى عن الحرب والغزوات المتوالية » فالموضوع غير العنوان » ونقول في الجواب عن ذلك : إن طريق التأليف ليس هو السم وحده دائما» وإن كان السلوالتأليف صنوين لا ينفصل الم عنه » ببد أن التأليف قد يكون طريقه وعراً > فان 56 الوحدة الإسلامية (ه) الحرب قد تحر الى السلم والنآ لف > وقد كانت غزوة الخندق في ذاتهبا منبية لحرب قريش المعتدية » فلم يعد لها طمع قوي في أن تنقض على المدينة لتقلع منها الاسلام » ويعود العرب الى شر كهم الذي اطمأنوا الى ضلاله . وإن غزوة الندق كانت فمها دعوة قوية الى أن يلتف العرب حول الاسلام » إذ رأوا من آيات الله ما رأوا » اذ رأوا في تدبير الحرب من جيش جمد يلمر ما لم يكن عندم بدعم » وهم الكرارون دائًا» ورأوا من آنات الله تعالى الكبرى ما بيهر النفوس »2 وما استرعى الانظار رأوا أن الساء تنصر جيش الإسلام > وتهزم جيش الكفر » ورأت الأحزاب العربية المجتمعة على الضلال نذر السماء تأتيهم كا أتت عاداً » إذ أتتهم ريح صرصر عاتية . وإن هذه من دلائل النموة وتأيمد الله لدعوة الحق الذي أنكروه . وإن النى من بعد أن أذن الله تعالى له في قتال المشر كين كافة كا يقاتلونه كافة انطلقت سراياه في الجزيرة العرببة داعية الى دين الحق » منتصرة بنصر الله تعالى وتأيبده وهي تبث فيهم روح الايمان وتدعوهم الى الوحدانية » ولا شك أن الابمان كان يدخل الى قلويهم لا من حر السيف © ولكن من اللقاء في ذاته وخصوصا أن الحرب الإسلامية المقدسة كانت تدعو أولآً الى الاسلام » فان أبوا طلب اليهم العبد والذمة على أن يكون لهم ما للمسامين > وعليهم ما على المسامين » فإن لم يكن فالقتال » وكان وصية الني لجنده ألا يقاتاوهم حق يقتلوا من المسامين > فان قتلوا من المسامين واحدا » قال القائد المسلم مهم : أما كان خيراً من هذا أن تقولوا : لا إله إلا الله . فكانت الحرب في ذاتها طريقاً للتأليف » وبعث الحبة لمن وراء الجيش. ولما تسامع العرب يحرب النبي صلى الله تعالى عليه وسم؛ وانيثت سراياه في الجزيرة العرببة وذهبت جموشه المها » ومعها السيف والسلم » ومعها عداوة أهل الباطل > ومسالمة الشعوب » كان ذلك في ذاته تألمفاً للقلوب امؤمنة التي وراء المحاربين من أنصار الأمراء والرؤساء . ْ 55 وماكرنل النبي علا ليخاطب إلا الشعوب > ويزيل عنهم رف الأمراء » وذل المنحكين فيهم» ولذلك كان التأليف مع تلك الحروب إذ كان من نتائجها ظهور وجوه الضعفاء > وتأليف قاويهم . ولذلك كان من وراء هذه الحروب» أو التسامع بها » والدعوة إلى الإسلام أن وفدت الوفود إلى الني عِلِنّ وهي كانت لعقد عقود الوحدة المؤلفة وإزالة العداوة المفرقة . الوفود : #؛ ل وفدت الوقود إلى الني عَلِنع من وسط الجزيرة العريية » ومن أطرافها » وهي تعرض حال أقوامها والنى ملت يتلطف بهم في اللقاء ويلين رحمة لهم ويحقق قوله تعالى : © فيا رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظضا غليظ القلب لانفضوا من حولك # وكانت رسالة الوفود إلى الني لتم شرحاً لال أقوامهم ابتداء» وكارنف لقاء اللبي تأليفاً لقلويهيم » فكانت الوفود ملاقاة للني بتع مع من لم بلاقهم من مثلي القبائل العرببة » ومواجبة لصاحب الدعوة الإسلامية من يدعوهموبذلك تألف قلوبهم » وتآلفوا على هدى الإسلام ؛ بعد طول المنافرة والمنازعة والمقاتلة . ولقد كانت الوفود في السنة التاسعة من هجرة الني عَلِثم » ولذلك سمي العام التاسع عام الوفود . وذلك بعد أن عر كتهم سسرايا البي مَلِتَعٍ وغزواته قد أساست وسامت للنمي عَلله » فرأوا أن يسالمو! ولا يعاندوا» وخصوصا أن الإسلام أخذ يغزو قاويهم » وفقدت الأصنام هيبتها التي تخبلوها لها . ويقول ابن اسحاق في سيرته : « إن قريشا كانوا إمام الناس > وهادهم وأهل البيت والحرم » وصريح ولد إسماعيل وإبراهم عليها السلام » وقادة 5 العرب لا ينكرون ذلك »© وكانت قريش هي التي نصبت لحرب رسول الله كع » وخلافه» فاما افتتحت مكة ودانت له قريش>ودوخبها جيش الاسلام» عرف العرب أنه لا طاقة لهم بحرب رسول الله عِلكو» ولا عداوته» فدخلوا في دين الله كا قال الله عز وجل أفواجاً > يضربون البه من كل وجه . جاءت الوفود من البلاد العرببة من اجاور بن للفرس 5 الجنوب إلى الجا ورين للشام في الشمال > والنبي عَلكُمْ بسث فيهم معنى الإسلام > ويؤلفبى حول التكاليف الشرعية والأخذ بها » ويدني أهل المشاكسة والشماس »© ويأخذبلين القول > حتى يأتلف الوفد » ويكون رسول الني عَلِتعْ منهم من يبعثه إلىقومه ليؤلف قاوهم . ونختار من هذه الوفود وفد ثقيف بالطائف الذين كانوا أشد القبائ لالعربية شماسا وعنفا في خصومتهم » كيف لان النبى عَلِكَمْ معبم في القول في بيان الأحكام الشرعمة > ويقطع علبهم في نحاولة تغمير بعضها كل إرادة حتى ضم بعضهم إليه > فنقاوا إلى أقوامهم . جاء في كتاب زاد المعاد في هدى خير العباد في وفد تثقيف ما نصه : « قدم عروة بن مسعود الثقفي على رسول الله عِلتع » فاستأذن رسول الله عَِثَهِ » فقدم وفدهم © وفيهم كنانة بن عبد باليل » وهو رأسهم يومئذ »وفيهم عمان بن أبى العاصي »> وهو أصغر الوقد . قال ا مفميرة بن شعبة : « يا رسول الله أنزل قومي على" فأكرمهم»فاني حديث الجرح فيهم » فقال رسول الله عَلِتع لا أمنمك أن تكرم قومك » ولككن أنزلهم حيث يسممون القرآن . وكان من جرح المغيرة في قومه أنه كان أجيراً لثقيف > وأنهم أقبلوا من مصر » حق إذا كانوا ببعض الطريق عدا عليهم © وهم نيام فقتلهم © ثم أقبل بأموالهم على رسول الله عِكِثٍ » فقال رسول الله عِكِثوٍ : أما الإسلام » فنقبله» وأما المال فاة لا نغدر . 54 وأنزل رسول الل عِلِقّهِ وفد ثقيف في المسجد وبنى لهم خياماً لكييسمعوا القرآن ويروا الناس إذا صلوا » وكان رمول الله يلقع إذا خطب لا يذكر نفسه > فاما سمعه وفد ثقمف »> قالوا يأمرة أن نشيد أنه رسول الله »ويشبديه في خطبته » فا بلفه عليه السلام قولحم قال : فاني أول من شهد أفي رسول الله . وكانوا يفدون إلى رسول الله عكار » ويخلفون عتّان بن العاص على رحاهم لأنه أصغرهم > فكان عثان كلما رجع الوقد اليه وقالوا ( أي تاموا في القيلولة) بالهاجرة عمد إلى رسول الله علدو » فسأله عن الدين واستقرأه القرآن»فاختلف المه مراراً » حتى فقه في الدين وكان إذا وجد رسول الله ناتما عمد إلىأبيبكر وكان يكتم ذلك عن أصحابه » فأعحب ذلك رسول الله وأحمه . ومككث الوفد يختلفون إلى رسول الله ءاوهو يدعوهم الى الإسلام فأ ساموا. قال كنانة بن عبد يا ليل : هل أنت مقاضينا حتى نرجم إلى قومنا . قال عليه السلام : نعم إن أنتم أقررتم بالاملام » وإلا فلا قضية ولا صلح بيني وبينم . قال كناقة بن عمد با لمل:أفرأيت الزنى» فاتا لقوم لا بد" لنا منه. قال الني عليه السلام : هو علمكم حرام » فان الله يقول : 8 ولا تقربوا قالوا : أفرأيت الربا فانه أموالنا كلها . قال ( عليه السلام ) لم رؤوس أموالكم » إن الله تعالى يقول: 8 با أيها: الذين آمنوا اتقوا الله » وذروا ما بقي من الربا إن كنتممؤمنين» عقالوا أفرأيت الخخر » فانه عصير أرضنا » فلا بد لنا منها . قال ( علمه السلام ) إن الله حرمبا » وقرأ قوله تعالى : 8 يا أيها الذين 55 آمنوا إنما الخمر والمسر والأنصاب والازلام رجس من عمل الشبطان فاجتنبوه لعل تفلحون # . فارتفع القوم » وخلا بعضهم إلى بعض» فقالوا ويح إننا نخافإنخالفناه فيوم كيوم مكة انطلقوا نكاتبه على ما سألنا » فأتوا رسول الله عتم فقالوا ثم قالوا أرأيت الاصنام ( أي التي يعبدونا ).. قال ( عليه السلام ) : اهدموها . قالوا : هببات لو تعم الربة أنك تريد هدمها لقتلت أهلبا . تدخل في الحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه » فقال + « ويحك ا بن عبد بالمل ما أجبلك ؛ إنما الربة ححر . قالوا لم نأتك بان الخطاب . قالوا لرسول الله يلتم :تول أنت هدمبا » فأما تحن »© فاننا لا نهدمها . قال ( رسول الله يَِيتم) : فسأبعث المم من يكفيكم هدمها > فكاتبوه . هذا ما نقله ابن القم من كتب السيرة وقد كان اخلاصالنبي عليه السلامفي حديثه وتصميمه على هدى الإسلام ملينا قلوهم وموّلفا لنفوسهم “وقد انضموا إلى الإسلام شريعة وعقيدة » وأخلصوا من بعد » وأراد زعيمهم أن يحمليم على اعتناق الإسلام وعرض على النمي يلقع أن يسبق هو رسول رسولاللهالذي أوقده عليه السلام هدم ربتهم» حتى يبد لذلك » ولنعد إلى ما نقل ابن القم. « قال كنانة بن عبد بالبل ( زعم الوفد ) ائذن لنا قبل رسولك » ثم ابعث في آثرنا فانا أعلم يقومنا » فأذن لحم وقالوا با رسول الله : أمر علينا رجلا يمنا من قومنا » فأمر عليهم عؤان بن العاص » لما رأى من حرصه على الإسلام » وكان قد تعلم سوراً من القرآن قبل أن مرج . و٠‎ فقال كنانة بن عبد ياليل أنا أعل الناس بثقيف » فاكتموهم القصة » وخوفوم بالحرب والقتال » وأخبروهم أن عمداً سألنا أموراً أبيناها عليه » سألنا أن نهدم اللات والعزى > وأن نحرم الخخر والزنى » وأن تنطسل الريا في أموالنا . خرجت ثقيف حين دنا منهم الوفد يتلقونهم» فاما رأوهم قد ساروا العنق» وقطروا الابل ( أي جعلوها قطاراً) وتغشوا شابهم » كبيثة القوم قدحزنواء وكربوا » ولم برجعوا مخير فقال بعضهم لبعض ماحاء وقديم يخير ولا رجعوا ده . وترجل الوفد » وقصدوا اللات ونزلوا عندما » واللات وثن كان بين ظهري الطائف يعبد » وتهدى له البدن كا تهدى لبيت الله الحرام . جاء كلا من أعضاء الوفد خاصته من ثقيف »© فسألوهم : ماذا جَئتم وماذا رجعتم ؟ قالوا : أتينا رجلا فظا غلمظ) يأخذ من أمره ما يشاء » قد ظهر بالسسف» وداخ له العرب ودان له الناس > فعرض علينا أموراً شداداً : مدم اللات والعزى © وترك الأموال في الربا إلا رؤؤوس أموالم وحرام الخخر والزنى . قالت ثقيف : والل لا نقبل هذا أبداً . قال الوفد : أصلحوا السلاح > وتهمّئوا للقتال » وتعمّئوا له » ورمّموا حصونم . فسكنت ثقيف بذلك يومين أو ثلاثة بريدون القتال » ثم ألقى الله عز وجل في قلويهم الرعب » وقالوا : والله ما لنا به طاقة » وقد داخ له العرب كلها » قارجعوا إليه » قأعطوه ما سأل > وصالحوه عليه . فلما رأى الوفد أنهم قد رغبوا » واختاروا الأمان على الخوف والحرب > قال الوقد : فانا قد قاضيناه » وأعطيناه ما أحمينا » وشرط: ا ما أردنا » 7*١ ووحدناه أتقى الناس 2 وأوفاهم » وأرحمهم وأصدقهم »© وقد بورك لنا ولم في سيرنا إلبه » وفيا قاضيناء عليه . قالت ثقيف : فلم كتدتمون هذا الحديث > وغممتموتا أشد الغم ؟ قالوا : أردة أن ينزع الله من قلويم تخوة الشطان . قأساموا مكانهم »> ومكثوا أناما .. انتبى المراد من القصة . وم - هذه صورة من صور الوفود التي جاءت إلى الني عَلتْع . جاءت ثقيف »© وهي أشد القبائل العربية شماس] » وأبعدها عن الإسلام“ ولقد لقيهم الني عع بالبشر وأكرم ضيافتهم © وأنزههم في المسجد > وبنى هم الأخبية وربطها بالأوتاد » وأمنهم في ضيافتهمتأليفاً لقلويهم “وربطاً لهم بالحبة » والمحمة من ثأنها أن تلين القلوب » ولو كانت قاسة كالحجارة أو أشد قسوة. وعم مكان الاعتزاز فبهم نما هدمه » ومكان الماطل قنا تركه . وبذلك استفدنا من تألميف الني للعرب فائدتين . إحداهما :. إن التأليف يكون بالشر وحسن اللقاء » والنفاذ إلى النفوس في سهولة » ولين لا عنف معه . الثانية : أن التأليف لا يقتفي إجمال الحقوق > وإسقاط بعض التكليفات فها هوذا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ألف قلوب أولئك الذين لايخلون لببتدي قومهم . السماحة والعدالة : كانت أخلاق النبي عله سمحة يألف ويؤلف » يؤثر على نفسه © فأخلاقه في معاملاته كانت السباحة هي أظبر الأخلاق فيبا » ما غضب لنفسه قط » 7 إلا أن تنتبك حرمات الله تعالى » والأعرابي الذي أغلظ في القول > يطلب العطاء » يرفق به النبي مَل » ويعطيه ويكرر العطاء حتى يرضى »© ويطلب منه في رفق من بعد ذلك أن يرضي أصحابه عليه السلام . والببودي الذي بتقاضاء دينه » فبغلظ في القول » وهم عمر رضي الله تعالى عنه أن يقت » فمقول مد رسول الله ملك في أناة المترفق : هلا أمرته يحسن المطالبة » وأمرتني يحسن الآداء » أو كا قال يلثم » فالساحة تجذب القلوب النافرة وتهدي النفوس الحائرة » وترد العقول الشاردة . ويحوار هذه السياحة كانت العدالة التي يفرضها على نفسه > من نفسه »> فكان لا يعّدي على أحد » ولا يظم أحدا » ويقدم نفسه ليقتص منه إن ظن أن عليه قصاصاً . وم تكن سماحته وعدالته ومعاونته » واغاثته لملبوف مقصورة على معاملاته الشخصية بل إنبا كانت تتعدى الى كل المعاملات الاجتّاعية والسياسية » فمن آذاه لا يكون اذا أدال منه المنتقم الجبار » ولكن يكون العفو الرحم يأخذ بقوله تعالى : #خذ العفو » وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلينوبقوله تعالى: ولا تستوي الحسنة ولا السيئة “ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بنك وبينه عداوة كأنه ولي حمم > وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظم »# . ويأخذ بقوله تعالى في أوصاف المؤمنين > والذين إذا أصايهم البغي هم ينتصرون وجزاء سيئة سيئة مثلها نفن عفا وأصلح فأجره على الله © إنه لا يحب الظالمين » ولمن انتصر بمد ظمه » فأولئك ما عليهم من سبيل » إنا السبيل على الذين يظامون الناس ويبفون في الأرض بغير الحق > أولئك لحم عذاب ألم » ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور © . كان بأخذ بهذه الآداب القرآنية في اللم وفي الحرب » في المماملات قف الشخصية وفي معاملته لاعداء الاسلام » فبو ينتصر على الباغي » واذا انتصر عليه لا يقول ويل للمغلوب ولكن يقول رحمة وعفواً » لا تثريب عليكمالموم واعتبر ذلك تحال الحديبية » ويحال فتح مكة »© فقد كان له الغلب على قريش من بعد نصر الله تعالى بالريح والرعب في غزوة التندق أو غزوة الأحزاب » اذ تجمع عليه العرب من كل آفاق البلاد لمقتلعوا الاسلام فاقة لل تعالى الشرك من النفوس > حتى الممادين المعاندين . السماحة في الحديبية : بام - حرج رسول الله كه ني العام السادس من الفجرة لعتمر عِلِقَع هو الا ببت الله الحرام . وإن النبي بث العبون » لبعرف حال قريش * فعاموا أنهم جمعوا الجوع » وأضافوا اليهم الأحابيش » فاستشار النبي عَلْلقع أصحابه» وقال السمح الكريم رسول رب العالمين : أترون أن غيل الى ذراري هؤلاء الذين أعانوم فنصيبهم »> فان قعدوا قعدوا موتورين محزونين أم تريدون أن نوم هذا البيت » ففن صدن عنه قاتلناه » وقد وافقه أبو بكر الصديق على ما ارتأى » وكان ذلك هو الرأي . ولما رأى عليه السلام جموعا من قريش تنجمع“ومعه جيش أغلب خاطبهم أرسل اليهم عثان بن عفان » وأمره أمرين : أولما أن يدعو قريشاإلى الإسلام ويخبرهم أن الرسول م يأت لقثال »> ولككن جاء وصحبه معتمرين » وثانيها : أن يتصل بالمستضعفين من المؤمنين ويبشسرم بالفتح القريب . ذهب عمان » وخاطب قريشًا » وغاب © وظن المامون الظنون > فظنوا ”و أنهم قتلوا عئان » فبايع النبي المإمنين على القتال وكان ذلك تحت الشجرة التي >مبت شجرة الرضوان لأن الله تعالى قال : 8 إن الذين يبايعونك» إنها يبايعون الله » بد الله فوق أيدهم # . ولما بلغ الرسول السمح ومعه الجدش القوي أنهم استعدوا للقتال » قال : إننا لم نحىء لقتال أحد » ولككن جئْنا معتمرين » وإن قريشا قد نبكتهم الحروب » وأضرت بهم » فإن شاؤوا ما رددتهم > ويخلوا بيني وبين الناس » وإن شاؤوا أن يدخلوا فها دخل فيه الناس فعلوا وإن أبوا إلا القنال فوالذي نفس عمد بيده لأقاتلنهم على أمري » حتقى تنفرد سالفتي » أو لينفذن الله أمره . عاد رسولهم اليهم » وقال لهم : افي قد جِنْتكم من عند هذا الرجل » وسمعته يقول قولاً » فإن ست عرضته علبك »© فقال السغباء منهملا حاجة لنا أن تحدثنا عنه بشيء » وقال ذو الرأي منهم : هات ما سممعته > قال سمعته يقول : كذا وكذا » ونقل هم ما قال َيِل . قال عروة بنمسعود الثقفي : انه قد عرض عليكم خطة رشدعفاقيلوهاء» ودَعلونٍ آته » فأذنوا له » فأتى النبي عللقَع » فكرر عليه ما قال ابتداء . لتعرف أن السماحة علاج النفوس الشامسة . قال عروة بن مسعود الثقفى : أي عمد » أرأيت لو استأسلت قومك » هل ممعت بأحد من العرب اجتاح أهله قبلك » وإن كانت الأخرى فإني لا أرى وجوها » وإنما أرى أوشابا » أخاف أن يفرتوا ويَدّعوك . وأخذ بحكل النبي عَلِقَعٍ » وكلما تكلم أخذ بلحبة الرسول » والمفيرة بن شعبة عند رأس النبي يَلِتّهْ » ومعهالسيف وعلمه المغفر»فكل) أهوى عروة إلى لحبة النبي نّم ضرب يده بنعل سيفه » وقال : أختّر' بدك » رفع عروة نو؟ رأسه وقال : تمن هذا ؟ قالوا : المغيرة بن شعبة » فقال له : أي غدر أولست أسعى في غدرتك » وكان المفيرة قد صحب قوما في الجاهلية فقتلهم وأخذ ماهم » فذهب به إلى النبي مسلا » فقبل النبي عَلِله إسلامه » ورد المال لآنه أخذ يغير حله . ومع مماحة النبي عَتٍَ » وتجرؤ الثقفي حتى مد بده إلى لحمة النبي َل وكان برى طاعة المسلمين له»فإذا أمرهم ابتدروا أمره بالطاعة » وإذا تكلموا في حضرته خفضوا أصواتهم » وما يحداون النظر فيه تعظيا له » رأى الثقفي ذلك وعرض على قومه ما رأى . وأرسلوا رجلا آخر من كنانة > فوجد النبي عَقِكُعْ ومن معه ومعهم البدن يقدمونها هديا ويلبسون حرمين > فرجع إلى أصحابه من قريش » وقال : سمحان الله ما ينبغي لمؤلاء أن يصدوا عن البيت. وجرت المراسلات,الرجال» حتى كان الاتفاق و كتابة الحهدنة عشر سنين . وإذا كانت السماحة قد أظلت معاملة النبي عَلقمنذ أن جاء الحديبية حمق لانت قلوب قاسمة © وفمها نفوس فاسقة © فإن كتابة العبد قد سبطرتعليها السماحة المحمدية . ابتدأ الكتاب فأملى النبي عَم الافتتاحمة بقوله : « سم الهالرحمن الرحم » ٠.‏ فقال سهيل الحاضر عن قريش : أما الرحمنفوالله ما ندري ما هو ولكن اكتب باسمك اللهم . قال الحاضرون من المسلمين : والله لا تكتبها إلا سم الله الرحمن الرحم . قال النبي السمح : اكتبها باسمك اللبم » ثم اكتب هذا ما قاضى عليه عمد رسول الله . فقال سبمل : فوالله لو كنا نعم أنك رسول اهما صددتاك عن البيت وما انها سبيل وال لا تتحدث العرب أن أخذة ضغطة ©» ولكن ذلك من العام المقبل فكتب الكاتب برضا الني ع . فقال سببل: على ألا يآتنك منا رجل وإن كان على دينك الا رددته . ضج المسامون » وقالوا سبحان الله كبفيرد إلىالمشر كين » وقدجاء مساماً. فبينهم كذلك إذ جاء ابو جندل بن سهيل يرسف في قبوده وقد خرج من أسفل مكة حتى رمى ينفسه بين ظبور المسادين . قال سبمل هذا يا جمد هذا أول ما أقاضيك عليه على أن ترده . فقال الني ملع : إن لم نقض الكتاب بعد» قال سبيل : والله لا أقاضيك على شيء . قال سهيل : ما أنا بمجيزه لك » ومع ذلك أقضي الكتاب علىهذا الشرط فقال أبو جندل : با معشر المسمين » أرد الى امسر كين » وقد جنئت مساما > ألا ترون ما لقبت > وقد غضب عمر رضى الله عنه غضياً شُديداً . وقال في غضبه : يا رسول الله » ألست نبي الله ؟ قال بلى » قال ألست على الحق وعدون على الباطل»وقال :بلى» قال : علام نعطى الدنية في ديننا » ونرجع وما يحم الله بيننا وبين أعدائنا . فقال النبي عله : اني رسول الله » وهو نأصري ولست أعصيه . قال الرسول السمح بلى أنا أخبرتك أنك تأتيه هذا العام ؟ قال عمر : لا يف وكان المسامون عحرمين » فأراد النبي ملِتّوٍ أن يتحللوا من الاحرام بذبح الهدي وقال لهم قوموا فانحروا » ثم احلقوا . فاما م يقم أحد دخل رسول يلت على أم سامة » فذكر لما ما لقي من الناس © قالت أم سامة يا رسول الله اخرج » ثم لا تكلم أحداً كلمة » حق تنحر بدنك » وتدعو حالقك » فبحلقك > ففعل رسول الله عَِلِثْمٍ ما أشارت به أم سامة . فلما رأى الناس ذلك قاموا فنحروا » وجعل بعضبم يحلق بعضا . مم - هذه سماحة جمد مِقَِمٍ » وقد ظبرت في أمور في هذه القصة : أولها : أنه كان قادراً على أن يدخل مكة 0 ويطوف وتسعى » ولنفدك إحرامه » ومعه جيش يزيل كل عقبة تقف ضده» ولكنه ثر السلم “والعافية وحقن الدماء سماحة النبوة لتأليفالقلوب»وإن السماحة تحذب نفوساوالسيف يقطع رقاباً » وما يأخذ من الرقاب شيئا » ولكن يأخذ بالسماحة النفوس إلى الإمان . وثانيها : أنه قبل أن يذكر امم الله بقولهم باسمك اللهم » وسككت عن سم الله الرحمن الرحم وإذا كان قد ترك هذه المسملة سماحة وكرماً » فقد ألان بذلك نفوسا كانت متعصمة » وانها لسائرة في طريق الحداية . وثالثها : أنه قبل ألا يذكر وصف رسول الل يلت » وهو الرسول حقاً وصدقا وقبل أن يقال ابن عبدالله » وقد فتح بهذا التسامح القلوب لتدخل المبا رسالته » وما كانت الجفوة والغلظة لتفعل ذلك . ورابعها : أنه قبل أن يعطيهم » ما لم يعطوه » قبل منهم أن من يحيء » البه مساماً من غير إذن وليه برده» ومن يخرج من عنده مرتدا لا يردونه البه. 24 وإن ذلك لا مخلو من سماحة » ولككن فمه حكة ظاهرة قد بدت نتائجبا منه » فان من ارتد عنه لماذا يعاد البه ليكون عبنا علمه» إنه قذاة أخرجت من العين إن كانت . ولقد سمى الله تعالى صلح الحديسة فتحاً » وما كان فتحاً إلا بتقدير الله سبحانه وتعالى » وسماة عمد عكر » ولقد قال تعالى في هذا الصلح : © إن فتحنا لك فتحا مبينا » لمغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتمنعمته علبك وبهديك صراطا مستقماً وينصرك الله نصراً عزيزا » هو الذي أنزل السكينة في قلوبالمؤمنين ليزدادوا إمانامع إعاتهم ولله جنود السمواتوالارض وكان الله عليياً حكيماً # . وإن الشرط الذي أغضب الفاروق عمر رضي الله عنه » وكثيرين من المؤمنين الجاهدين وهو أن من جاء إلى النبي مَظِثُرٍ مساما رد » تبين أن نتيجته م تككن شراً » بل كانت خيراً » ولقد طلب المسركون من النبي يللو أن كذلك ان الذين كانوا خرجون من مكة مسامين © ولا يقبليم النبي لا يعودون إلى مكة» بل يبقون يقطعون على قريش طريق تجارتها» وتلاحقوا وتجمعوا » حتى تككونت منهم عصبة أولو قوة»فكانوا لا يسمعون بعير لقريش خرجت الى الشام إلا اعترضوها فقتلوا الرجال وأخذوا الأموال . آذى ذلك قريش] »وأرسلت الى النبي علق تناشده الله والرحم لما أرسل الهم نمن أتاه منهم فهو آمن وبذلك ألفي الشرط بطلبهم » وتلك من دلائل النبوة . هذه كانت سماحة النبي علقم وقد ألفت القلوب » وجمعت النفوس الشاردة . 7 وفي فتح مكة كانت السياحة أوضح : و - إذ لم يعرف تاريخ الانسانية أن قائد منتصراً عامل المفلوبين بثل ما عامل به عمد يِلِنّ قريش ومن حالفهم » وقد آذوه ثلاث عشسرة سنة دأيا لم يتركوا فمها باب من الايذاء والتنكيل والسخرية إلا اتخذوه » حتى هموابقتله عِلِثَم ولكن كان علد أجمع من قبل أمر الهجرة واتخذ أسبابها » و كان الله تبارك وتعالى قد أيده » فكان أعظم التدبير » وأكرم التوفيق . ومكثت الحرب بعد ذلك ست سنين دأبا » ما تركوا طريقاً من طرق الشيطان إلا سلكوه » حتى إذا كان الصلح والنبي ملت معه جند الله الذي يستطيع إبادة حضر انهم » وكان الصلح كا أرادوا » وفمه قرضوا على النبي يَِلِنّمٍ شروطاً ظالمة » وقبلها عليه السلام في سماخة راحمة » وحمكة نبوية من غير صغار » ولكنها نبوة مقر"بة للنفوس »> وليست منفرة للقلاوب »> جامعة ولبست مفرقة . ولكنهم مع ذلك غدروا وم يوفوا. ذلك أنه كان في ضمن شر و طالصلح التي ارتضاها الطرفان»وأرادها النسي للم الذي كانيريد المع العربي الذي لا تفرق فيه - كان من السروط أن من أراد أن يدخل مع جمد يلتم دخل » ومن أراد أن يدخل في عقد قريش دخل . اختارت خزاعة جانب النبي عليه الصلاة والسلام » واختار بنو بكر عقد قريش > فكان من يعتدي على خزاعة كأنما اعتدى على النبي للع . وقد عادت الحرب جزعاً بين خزاعة وبني بكر كا كانت الإحن بينهم في الجاهلية » فاقتتل الفريقان وما تدخل جيش الإسلام في القتال “ولكن قريشاً تدخلت ونصرت بني بكر على خزاعة » وأمدات بني بكر بالسلاح » وقاتل من رجاها من قاتل . عندئذ كان الغدر . ومها تكن مماحة جمد عليه الصلاة والسلام » فلن تكون في غدر قط > ومع غادر أبداً . “لم بل تجاوز الأمر مع بني خزاعة حد الغدر الجرد “بل لقد حاول بنو بكر النيل من خزاعة في البيت الحرام بتحريض من بعض القرشين. كان لا بد لخزاعة أن تستنصر بالنبي يِل » وما كان للنبي إلا أن يحبب. الدعوة . ذهب عمرو بن سام الخزاعي إلى المدينئة » حيث الرسول عليه الصلاة والسلام » ويقول لرسول الله عِلِقَوٍ : 'قتلنا وقد أسلمئا . أصبحت الحرب ضرورية » ولا موضع للسماحة . أولاً : لأنهم غدروا في العبد . وثانيا : لأنهم نكثوا في امانهم نكثا كاملا > فقتلوا قوما مسلمين » فنقضوا الصلح من أساسه » ولا صليم مع من يخون العهود . ولقد روي أن النبي عِلِقَعٍ أكد نبة الحرب بالقسم فقال : « والله لأغزون قريشا » .. قالها ثلاث مرات تأكيداً للقسم . سار رسول الله تعالى إلى مكة » ومعه العباس الذي كان قد أسلم من قبل » ور كب بغلة رسول الله لمع البيضاء » وخرج بلتمس أحهداً يخبر قريشا لسخرجوا يستأمنون النمي ملت . ويلتقي وهو يتومم الوجوه بأبي سفيان » فيركبه في عجز بغلة الرسول جلت » ورآه عمر وقد كان جارس الجدش »2 وم عمر أن يقتل أيا سفيان » وقال له موعداً مبدداً : الجد لله الذي أمكن منك بغير عقد ولا عيبد. ولككن العباس استحث البغلة فركضت لكلا يمكن الفاروق من قتل أبي سفبان قبل أن يلقى صاحب السماحة رسول الله َلثم . والتقى الفاروق معابي سفيان في حضرة النبي كتمع العباس عمه » وعمر يز السيف » ويستأذن النبي َك في قتله » ولكن ابن عبد المطلب شيخ قريش محجيره ويؤمنه . فبقول رسول الله السمح قابلآً للأمان اعمه . « اذهب به يا عباس إلى رحلك »2 فإذا أصبحت فأتي به » . ١م‏ الوحدة الإسلامية (1) هذا أول مظاهر السماحة » فم يتركه بغير من أممّنّه » حق لا يلقاه أحد من جيش الله فبقتل » مم عمر . التفى بالنبي مع العباس في الغداة » فعرض عليه النبي الإسلام فترداد بعصبية الجاهلية فقال له العباس : ويحك أسل > واشيد أن لا اله إلا الله » وأن مدا رسول الله » وأسم وشهد شهادة الإسلام . ولككن السماحة لا تقف عند قبول الإسلام بعد تلسث » بل انها تزيد إلى التككرم . يقول العباس : إن أبا سفيان يحب العز فاجعل له شيثاً . يقول رسول الله يه مكرما : من دخل دار أبي سفيان فبو آمن ومن أغلق عليه بابه فهو آمن » ومن دخل المسجد الحزام فهو آمن . وهنا السماحة تمم ولا تخص »2 وإن كان الباعث ابتداء تكريا لأبي سفيان زعم الشرك العنمد » ولكنبها ماحة النبوة المؤلفة . وكان جيش الإسلام مؤلفاً من كثير من قمائل الغرب > اجتمعت على كلمة لله تعالى وتأيبد رسوله الكرم يَِت » وكانت الكتائب تمر على أبي سفيان. ان مرب >2 وقد وقف بمضمى الوادي . وكانت كتيبة الني مكقح فيها المباجرون والأنصار . وكان يحمل راية الأنصار سعد بن عبادة » فاما مر على أبي سفيان قال : اليوم يوم الملحمة » البوم تستحل الحرمة أذل الله قريشاً . أطمعت مماحة النبي أيا سفبان بنحرب أن بشكو ذلك لرسول الع . فقال : « يا رسول الله ألم تمع ماقال سعد قال وماذا قال ؟ قال كذا وكذا . م قال عثان وعبد الرحمن بن عوف : با رسول الله ما نأمن أن يكون له في قريش صولة . ٠‏ قال الي السمح الككرم : البوم يوم المرحمة » بل الموم يوم تعظم فيه الكعبة > الموم يوم أعز الله فبه قريث) . هذه واحدة في سماحته المؤلفة » وأخرى في سماحته وحكته أنه نزع اللواء من بد سعد بن عبادة » وأعطاها ابن سعد قيسا » ليري سعدا أن اللواء م مخرج منه إلا إلى ابنه الذي هو امتداد لشخصه . مضى أبو سفيان بعد أن طابت نفسه بسماحة النبي عكع. قسم رسول الله جيشه أربعة أقسام كل قسم يدخل من جانب © فبعمث الزبير بن العوام إلى حانب » وأيا عبيدة في يطن الوادي وخالد بن الوليد على جانب آخر > ورسول الله في كتيبته . وقد نهى رجاله عن القتال » إلا أن بضطروا » وشدد في النبي > ومن بينهم خالد بن الوليد ومعه من جيوش القبائل ملم > وغفار ومزينة وجهينة وقبائل أخرى من العرب . وم يقاتل أححد من القواد المسادين إلا خالد بن الولبد » فقد تعرض له عكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية » وسبل بن عمرو © وكان بعض بني بكر الذين اعتدوا على خزاعة » قد أعدوا السلاح لمقاتلوا جيش عمد عل كانت معركة صغيرة » قتل من المشسر كين فيها نحو اثنيعشر رجلا ثم انهزموا . وقد لامه الني عتم أن قاتل © وقد نهاه» فذكر له خالد اضطراره فقبل عذره . اتحه رسول الله يلتم أول ما انه إلى المسجد الحرام » فطاف » واستلم الحجر الأسود » وأخذ يحطم الأصنام ويقول : « جاء الى وزهتى الباطل » 7م إن الباطل كان زهوقاً » والأصنام تتساقطبين يدي نحطم الأوثان في الأرض» وقد رأى تاثيل في جدران البيت الحرام فحطمها . وخرج رسول الله » وقد وقف بباب البيت » وقريش قد ملآت المسجد صفوفاً ينظرون ماذا يصنع بهم » فقال عليه السلام : ٠‏ لا إله إلا الله وحده لاشريك له » صدق وعده » ونصر عبده » وهزم الأحزاب وحده » ألا كل مأثرة أو مال أو دم فهو تحت قدمي هاتين > إلا سدانة البيت» وسقاية الحاج ثم وجه خطابه لقريش التي كانت تتفاخر بالأنساب قائلاً . « إن الله قد أذهب عنى نخوة الجاهلية ٠‏ وتعظمها بالآياء » الناس من آدم وآدم من تراب » ثمتلاقوله تعالى :88 يا أها الناس إنا خلقناكمنذكر وأنثى » وجعلنام شعوب] وقبائل لتعارفوا إن أكرمك عند الله أتقام » إن الله علم خبير # . با معشر قريش ماترون أني فاعل بع . قالوا أخ كريم وابن أخ كريم . قال الرسول الكريم : فإني أقول لم ا قال بوسف لإخوته ٠‏ لا تثريب علي » الموم يغفر الله لك وهو أرحم الراحجين إذهبوا فأنتم الطلقاء . "ُ 8. هذه هي السماحة العظمى » وقد آمن الناس جميما » إلا نفراً ثم عفا عن بعضهم ممن تاب وآمن وعمل صالحاً كمكرمة بن أبي جبل . ٠؛‏ - بهذه السماحة الكرية التي ابتدأت في الفتخ : أولا : بتأمين أبي سفيان وتكرعه بتأمين كل من يدخل بيته . ثانيا : بتأمين كل من لا يخرج من بيته مقاتلا . ثالثاً : بعزل سعد بن عبادة عن لواء الأنصار » لقوله : اليوم يوم الملحمة» الذي تذل فيه قريش واستبدالها بقوله الوم يوم ا مرحمة الدي تعز فيه قريش. 8م رابعا : بنبى قواده عن القتال والقتل وقد استحابوا إلا خالدا > إذ اضطر اله . - خامسا : بذلك العفو الكريم : إذ يحكي معهم مقالة يوسف لآأخوته : « لاتثريب علم » . ْ وهناك فوق هذه السماحة النبي عن التعصب للآباء » والملع منالعصبية الجاهلية وبين لهم أن الناس جمعا على سواء . التاليف الإهي : هذه الساحة النبوية » والإطار الاسلامي » والالتقاء على مائدة الإسلام الروحية * وبالحزم والعزم » والرفتى والءفو تألفت قلوب كانت متنافرة » وتقاريت نفوس كانت مشاعدة . وكانت الوحدة العريية التى تعد معجزة » وقد كانت وحدة إسلامية في حدود العرب إذ لم يكن الأمر قد خرج من الديار العربية » ولم يكن قد دخل غير العرب في ظل الدولة الإسلامية ووحدة الإسلام . إلا نفر قليل. وإن ذلك التاليف معحزة من عمل الله تعالى » ولذلك قال سبحاته : وإن جنحوا للسم فاجنح لما وتوكل على الله إنه هو السمبع العلم» وإن بريدوا أن مخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره » وبالمؤمنين » وألف بين قلويهم » لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلويهم» ولكن الله ألف بينم > انه عزيز حكم # . وإن التأليف في كل الأمور المادية سبل يسير» وأما تأليف النفوس فصعب عسير » وخصوصا إذا كانوا متنازعين متقاتلين متدايرين » فحق أن نكون ذلك يعمل الله القادر القاهر فوق عباده الذي علك النفوس > ويسيرها . ولقد دعا القرآن الكرم إلى الوحدة بين بني الإسلام » فقال تمالى : يا أنها الذين آمنوا اتقوا الله 4 حق تقاته “ولا تموتن إلا وأنتم مسامون » واعتصموا حمل الله جمعا » ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله علييم 2 إذ كتتم 6م أعداء » فألف بين قلوبع فأصبحم بنممته إخوان » وكتم على شفا حفرة من النار » فأنقذكم منها » كذلك بين الله ليم آياته لعلح تبتدون:ل ©» ولتككن منكم أمة يدعون إلى الخير » ويأمرون المعروف »> وينوون عنالمتكر وأولئكم المفلحو ن “ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوامنيمد ماجاءم البينات وأولئتك لهم عذاب عظم “ يوم تيص وجوه »© وتسود وجوه 0 فأما الدين اسودت وجوهبم : أكفرتم بعد إيمانم » فذوقوا المذاب بما كنتم تكفرون » وأما الذين اببضت وجوهبم ففي رحمة الله هم فيها خالدون » . ونقف عند هذه الآيات وقفة قصيرة فبي تدل أولاً على الوحدة الإسلامية دلالة صريحة إذ يقول تعالى : # واعتصموا يجحبل الله # وحمل الله تعالى القرآن الكريم فهو حمل الله الممدود > إلى يوم القيامة» وهذا يفيد أن الوحدة تقوم على الاستمساك بكتاب الله تعالى» فكل وحدة تقوم على غير ذلك مآها الانببار » لآنها تقوم على شفير هار » تنيها - أنها تفيد أن التأليفبين العرب كان مهداية الله سمحانه وتعالى وبالإسلام فهو الذي جمعهم بعد التفرق © وآواهم إلى ربوة المحبة والاخلاص» وأن من رات التأليف أن يعتصموا تحبل الهالذي كان السبمل إلى ذلك الت لف . #لثها : أن الأمر بالمعروف والنبي عن المنكر يقوي الوحدة © ويحملها قائمة على أساس من الفضملة والخلق » ولذلك كان بين النصوص الآمربالممروف بالاعتصام بكتاب الله والناهي عن المنكر لآنه عصام الاجتاع » وهو الذي يكون الرأي العام الفاضل» ولا يمككن أن تعيش وحدة اسلامية » إلا في ظل رأي عام يجمع الشمل »> ويزيل الانقسام » ولا شيء يسبل الافقراق إلا رأي عام غير صالح يوجد الانفصام » وتفرخ فمه الرذائل . ورايعبا : بين أن التفرق بعد أن جاءت البينات تكون معه الذلة » ومع الذلة عذاب الدنيا ومع العصيان عذاب الآخرة فبجتععلى المفتر قين الذينجملوا جمعهم شيعا » كل حزب با لدهم فرحون ذل الدذيا وعذاب الآخرة . كم 0 تست او الوويرة يتصلإستب وس راتت الب مضل ؟؛ - تككونت الوحدة العربية في عصر النبي مكل على أساس الإسلام » وكان القرآن هو الجامع لمنفرقها » والموحد لآشتاتها » فم تككن وحدة قوممة بل كانت وحدة إسلامية . والفرق بين الوحدتين بين واضح » فان الوحدة القومية تسد الباب على غير العرب » ولا تجعلهم ينتظمون في سلكها » أما الوحدة الإسلامية » فإنها مفتحة الأبواب » لكل مسم أن يدخل فبها لأنها وحدته » ولآن الديار دياره » فلا فرق فيها بين عربي » ولا مخس فمها لأعجمي »> ولذلك يقول مَكِلْع مؤكداً أنها وحدة اسلامية « كلك لآدم » وآدم من تراب »© لا فضل لعربيعى أعجمي إلا بالتقوى » . وإن شئت فقل : إن الوحدة التي أقامها النني عَقِقْعْ وحدة قرآنية » لآن أساسها الاعتصام يحبل الله تعالى وهو القرآن > ولذلك ند القرآن الكريم لا ينادي العرب بعنوان العرب » إنما ينادي الناس بعئوان الناس والايمان » ويدخل العرب فبهم > إذ بنادي المؤمنين بقوله تعالى ٠‏ يا أيها الذين آمنوا » » ويدخل الفرس والروم وغيرهم من أجناس أهل الأرض إذا آمنوا الله سبحانه وتعالى . ع4 وليس للعرب في القرآن حظ أكبر من غيرهم بيد أنه نزل باغتهم » لأرن النسي ملك منهم > وقد قال تعالى # وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه# وقدذ كرنامن قبل اذا اختص الله سبحانهوتعالى العر ب بأنجمل البعث فيهم. وإن البلاد العربية بهذا لها شرف في الوحدة * لآن بها بيت الله الحرام » وقد من الله تعالى علمهم “فقال تعالى: أو بروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حوهم © . وأن وجود الكمبة بها » وهي قبلة المسامين في مشارق الأرض ومغاريها؛ في قاصبها ودانيها وهذه القبلة تشعر المامين في كل بقاع بأنهم أجزاء من كل شامل جامع . وفي البلاد العربية مظبر ثان للوحدة الاسلامية » وهو مناسك الحجالتيهي موضع التعارف بين المسامين في كل الأرض »> فهم يأتون اليها من كل فج عميق في ضيافة الرحمن . وقد ذكرنا في سباق يثنا لماذا كانت البلاد العرببة بهسا مبعث الرسالة ال حمدية الخالدة التي تككون للناس كافة أحمرهم وأسودهم وأبيضهم .. ولا يقال : إن الإسلام عربي » لآأنه نؤل في أرض عريبة » ومعحزته عربية » ومنبعه عرلى لا يقال ذلك لأنه لا علاقة بين خصوص المكان © أو خصوص اللغة » وكون الدعوة عامة » والحم عام لآنه صرح النبي ملت بعموم الرسالة » وصرح القرآن بءمومها ودعوة محمد كانت عامة »© والعبرة بعموم الدعوة » لا يخصوص المكان ولا بخصوص اللفة . وإذا كان للغة العربية » موضع في الوحدة » فليست لتخصيص: الإسلام بالعرب ؛ ولككن سنقول : إنها اللغة التي تككون وسيلة لمم المسامين فيمشارق | الأرض ومغاريها » وكانت هي لغة الإسلام يوم أن كانت الوجدة الشاملة » وفد تفرقوا إذ تفرقوا عنها » فكان أول مظبر من تفرق كلمة المسامين » كان 84 إحماء اللغات الشعوبية للأقوام الذين دخلوا في الإسلام أفواجا أفواج . ولبس مؤدى ذلك أن القرآن والإسلام للعرب وحدهم )دون سائر الناس. حماية محمد للوحدة التي ألفها الله : م4 - حمى مد عَظَِو الوحدة الإسلامية التي ألفبا الله تعالى على بديه في البلاد العرببة وبين القبائل العريبة حماها الني مله مما كان سبب التفرق من بعد»وهو العصبية الجاهلية» والتفاخر بالأنساب وما نهى النبي عَلِنَةٍ مستنكراً أمراً اجتاعاً كما نهى عن العصبية الجاهلمة ؛ والتفاخر بالآباء والأجداد . وأوجب التفاخر بالعمل الصالح وحده . لقد برىء النبي ينه من كل من يدعو بدعوى العصبية الجاهلية ققال لتم ٠‏ ليس منا من دعا إلى عصبية » وليس منا من قاتل على عصبية . » ولقد روى مسلم والنسائي أن رسول الله يِلِنَمٍ قال : « من قتل تحت راية عميّة يدعو لعصببة أو ينصر عصبية » فقتلته "١‏ جاهلية » . أي يكون في حال عمى يسبب هذه العصبية الجاهلية »؛ التي لا تعرف ويقول يَلتَع : « مثل النبي ينصر قومه على الظم مثل المعير المتددي في الرى *'! فهو ينزع بذنيه» » وقد سئل رسول الله تعالى عنمعنى العصمية المنبي عنها » فقال مَِلَِّوٍ : « العصبية أن تمين قومك على الظلم » . وهنا يرد سؤال هل ينهى النبي عن حبة الأوطان أو محبة الأقوام ؟ وإن الجواب عن ذلك ان الحبة في كل صورها أمر حوب في الجاعة » تبتدىء بمحبة الأسرة والعشيرة » ثم الماعة في الوطن ثم الجاعة الكبرى في الإسلام » )١( ١‏ اليه بكر لياع درق فئتة ماف في السى. (؟) الري ؛ الآبار , لحن الفرقة والإنقسام » وتحرض على الظل » وهي العصببة الجاهلية » ولقد سأل أبي؛ بن كمب النبي مكلت : أمن العصبية أرنى يحب الرجل قومه » فقال » النبي مل الذي 51. الله الحكة : ١‏ لا» ولككن من العصبية أن ينصر قومه على الظلم ». ولقد قال عِلَعٍ : « خيرك المدافعم عن عشيرته مالم يأثم » والاثم إنهفا يكون في الاعتداء والظم . ولقد نهى النبي يقلت في سبيل إقامة الوحدة وتثبيت أمرها عن أرنف يقتتل المسامون بعضهم مع بعض »© ولقد قال عليه الصلاة والسلام : « إذا نما بال المقتول ؟ > قال كان حريصا على قتل صاحه » . ويقول عليه السلام :‏ لا بسر أحدم إلى أخيه بالسلاح » فإنه لا يدري لمل الشيطان ينزغ في يده . ويقول علمه الصلاة والسلام : « سباب المسم فسوى » وقتاله كفر» . يضر ب بعضك رقاب بعض» وقد رواه مع الترمذي أبو داود والنسائيعن ابن ؛؛ - كان النبي يحمي الوحدة » والدة لف العربي الذي ألف الله به العرب بعد طول افتراق وقد عم الرسول عَلِقَعٍ أن العصبية الجاهلية هي سبب فرقتهم 2 فزواها هو الذي مجمعبم . وقد حد” رسول الله ملق الحدود » فل يمح الأوطان » ولا الأقالم لأرتف الحبة كالسنبور من الماء يفيض على المكان القريب منه» ثم يفيض على مابعده» فلا يمكن أن تمحى محبة المشيرة أو محبة الوطن التي حلت نحل حب العشيرة ا أو القبيلة » ولكن محبة الوطن تككون في ظل الإسلام كله أولاً » وتككون في دائرة المحبة التي لا بغضاء فيها » ولا عداوة » ولا اعتداء . ولذلك فسّر عليه الصلاة والسلام العصبية بأن يعين المرء قومه على الظلم . وإن التصور الذي نستطيع أن ندركه في امع بين الوطنية أو الاقليمية والوحدة الإسلامبة هو أن نقول إن التدرجالانساني يبتدىء بالأسرة “فآحادها يكونون وحدة متضافرة متوادة متحابة والأسر مجتمعة تكون اقلمما متواداً متآ لف متحاباً بحسث لا تكون ثة عداوة بين أسرةوأخرى والجتمعالاسلامي يتكون من أقالم متوادة متعاونة في الذود عن الإسلام . وكا يضحى بالواحد في الأسرة في سبيل يموعبا» ويضحى بالأسرة فيسبيل الوطن فان الوطن يندغم في الماعة الاسلامية » وتككون الوحدة الإسلامية المنافقون والوحدة في عبد النبي تنير نفسها » فإذا دخل الإيمان قلبه التقى فيه نور البصيرة » وإذا كان في الأعراب منافقون كا صرح القرآن الكرم إذ قال : الأعراب أشد كفراً ونفاقً وأجدر ألا يعادوا حدود ما أنزل الله على رسوله والل علم حكم » فإن ذلك كان من ثأن الجاهلية التي كانت قبل أن تخالط بشاشة الإسلام قلو.هم > ولقد قال الله تعالى : © قالت الأعراب آمنا قل م تؤمنوا » ولكن قولوا أسامنا ولما يدخل الايمان في قلويم » وإن تطيموا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالك شيئا » إن الل غفور رحم # . ولما انتقل النبي مكلثم إلى المدينة » وخالط العرب البوود » وكان في المدينة يحوار الببود مشركون لم يدخلوا في الإسلام مع أقوامهم » بل أبوا وحتحدوأ ٠.‏ 4١ واستمروأ في غيهم يعمبون إلى أن انتصر المسامون في غزوة بدر»وصارت قوة يحسب حساها » فصارت كلمة الله تعالى هي العلما » وكلمة الشرك هي السفلى . عندئذ وجد من هؤلاء منافقون يقولون بأفواههم ما ليس في قلويهم»ولقد وصفهم الله سمحانه وتعالى بقوله : «9 إذا جاءك المنافقون قالوا نشبد إنك لرمول الله والله يعم إنك ارسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون اتخذوا أعانهم جنة فصدوا عن سبيل الله » إنهم ساء ما كانوا يعملون » ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قاويهم فهم لا يفقبون © وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم» كأنهم خشب مسندة » يحسبون كلصيحة عليهم ٠‏ هم العدو » فاحذرهم قاتليم الله أنى يؤفكون # . وإن هؤلاء المنافقين كانوا حربا على الوحدة التي كونبها النبي عِلِتَم وكانوا يثيرون العداوة أينا وتجَدوا لكلامهم موضعاً من التأثير » كانوا يوقءون بين المباجرين والانصار » ولكن الله تعالى كان برد كيدهم في نحورهم > والنبي يلتم يعمل على حماية المسامين من شرم وحماية الوحدة الإسلامية التي ألفت من كيده ولكنه لا يقتلهم » ولا يمسهم بأذى » حتى يحفظ للوحدة مظبرما واعمالهم هي التي تحذر المؤمنين » فكلا كانت ححرب بين المسامين وغيرهم خذلوا جيش الإيمان » وكان يفتر” بهم ضعاف الايمان والنبي عَلِتم يطاوهم ويصابرهم » وهم لا يحدون فرصة للتفريق بين المؤمنين من المهاجرين والأنصار إلا انتبزوها » ووسعوا الهوة عساهم هدمون لبنات من ذلك المنيانالمرصوص من الو حدة الإسلامة : روى مسلم عن جابر رضي الل عنه قال : كنا مع النبي لاع في غروة... فكسع ١‏ رجل من المباجرين رجلا من الأنصار» فقال الآنصاري : باللأنصار )١(‏ ممناها ضرب عجيزته بيد أو رجل أر سيف أو غيره » والمناسب هنا أن يككون بسيف لأنهم كنوا في غزرة . 53 وقال المباجري با للمباجرين فقال رسول الله يلار : « ما بال دعوى الجاهلية؟ قالوا با رسول الله » كسع رجل من المهاجرين رجطةة من الأنصار » فقال رسول الله المؤلف بين القاوب : « دعوها فاها مْثتنة » فسمعها عبدالله بن أبي ابن سلول (زعم النفاق ) فقال قد فعلوها»والش لئن رجعنا إلى المديئة ليخرجن الأعز منها الآذل » قال عمر دعنى أضرب عنق هذا المنافق » فقال الرسول المؤلف للقلوب الحفيظ على الوحدة الإسلامبة دعه » لا يتحدث العرب » أن وقد ذكر ابن هشام في السيرة أن الغزوة التي أشار البها ضحيح مسم في روايته كانت غزوة بني المصطلق »© وذكر تفصيل القصة بما ينتبي في نتبجته إلى ما اننيت اليه الرواية في صحمح مسل فقال : بينارسول الله على الماء » وردت واردة الناس > ومع عمر بن الخطاب أجير له من بني غفار يقال له جبجاه وسئان بن وبر الجبني حليف بني عوف من الخزرج على الماء فاقتتلا ققال الجهني با معشر الأنصار » وصرح جبجاه يا معشير المهاجرين . فغضب عبدالل بن أب بن سول ( كبير المنافقين ) وعنده رهط من قومه» فيهم زيد بن أرقم » وهو غلام حدث » فقال كبير النفاق : أوقد فعلوها» فقد نافرونا » و كاترونا في بلادناء والله ما أعدنا وجلابيب قريش»إلا كماقال الأول من كلك بأكلك » أما والله لئن رجعنا إلى المدينة لسخرجن الآعز منها الأذل » ثم أقيل على من حضره من قومه فقال لهم : ما فعلتم بأنفسك » أحللتموهم بلادم » وقاسمتموهم أموالك » أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيدم لتحولوا إلى غير داركم . ممع ذلك زيد بن أرقم فشى به إلى رسول الل يِل » وذلك عند فراغ رسول الله من عدوه فأخيرهاخبر» وعنده حمر بن الطاب فقال عمر: قمر به عباد بن بشر > فليقته » قال الرسول الحكم : « فكيف يا عمر إذا تحدث ٠ الناس أن حمداً يقتل أصحابه » لا » ولككن أذن بالرحمل > وذلك في ساعة لم يككن رسول الله ليرتحل فمها . وبهذا الرحمل العاجل شغل الناس بل المتاع والشعث عن التفكير في تلك الدعوة الجاهلية التي نبتت نابتتها » وغذاها النفاق بغذائه الحبيث . 44 - في سبمل بقاء الوحدة » قائمة في حقيقتها ومظرها ل يكن النبي كته لبمس منافقا » أو ينال منه أي نيل وهو يعم أنه يثبط المسلمين » ويخذهم > ويعل كما ورد في القرآن الكرم أنبم مرضوا بداء النفاق ولا سبيل لأن يكونوا مؤمنين»ولكنه كان مع ذلك يتلطف هم“ ويستغفر الله لهم » حت نبهاه الله تعالى » ونزل قوله : 8 استغفر لحم 2 أو لا تستغفر لهم ارنف تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم #4 من يعبد الله» ولآن لحم أقارب من الوؤمنين المخلصين يألمون للأذى ينالهم»ولقد كان عبدالل بن أبي هذاله ابن اسمه عبدالل من أخلص الناس . ولككن الرفق م ينههم عن غيهم » وم يقرب نفوسهم »2 لآن النفاق مرض» إن أصاب القلب لا يشفى منه“ورفقة النبي لل في السماسة والحروب ورفقة المؤمنين معه كانت تزيد مرض النفاق فبهم “ؤفيقاوبهم مرض فزادهماشمرضا» وذلك بتوالي الانتصار ٠.‏ الإفك وخوش المنافقين : - تخافت عائشة أم المؤمنين حب” رسول الله تعالى عن هودجها في إحدى الخرجات حق أدر كبا بعض الصحابة فأناخ لما الجل وركبت ©» والتحقت بركب الر سول يِل . وكانت تلك الواقمة فرصة للنفاق » فتلقفها عبد الله بن أي وتولى كبر 54 الافك على أم المؤمنين الطاهرة بنت الطاهر الصديقة بنت الصديق وزوج خير العالمين » وصفوة الوجود الإنساني . وقد قالت عائشة أم المؤمنين » وكان كبر ذلك عند عبد الله بن أبي بن سلول في رجال من الخزرج > وهو الذي قال الله تعالى فبه : وإت الذين وكان يكفي هذا لأن يثير الني ملع لبعاقب الآمين » وقد امس الأمر شخصه» وإن ل ينل من مكانته عند الله تعالى وعند الناس > ولكن الني مَلِنه ماكان لبعمل لنفسه » ولكنه يعمل لله وهو لا بريد إلا أن تمقى الوحمدة الإسلامية سليمة في حقيقتها وفي مظبرها . ول يفمل في حديث الافك إلا أن قال عاتباً مترفقا . « أها الناس : ما بال رجال يؤذونني في أهلى * ويقولون عليهم غسير الحى » والله ما علمت منبم إلا خيرا ». ولكن ذلك العتب الرقيق الحادىء استفز قلوب قوم مؤمنين من الأنصار وإن يكونوا من إخواننا الخزرج ففرنا بأمرك فوالله إنهم لأهل أن تضرب أعناقهم » . ولنترك لابن هشام الكلمة يتمم القصة » ومنها نملم أن عبد الله بن أبي كان برمي إلى التفرقة بين الأوس والخزرج © يقول أبن هشام بعد تقل مقالة أسيد بن خضير . د قام سعيد بن عبادة » وكان من قبل برى رجلا صالحاً » فقال كذبت لعمر الله » لا تضرب أعناقهم أما والله » ما قلت هذه المقالة إلا لأنك عرفت 56 أنهم من الخزرج » ولو كانوا من قومك ما قلت هذا » فقال أسبد كذيت لعمر الله » ولكنك منافق تحادل عن المنافقين . وتساور الناس حى كاد يكون بين هذين امب من الأوس والخزدج شر مر ذلك ما كان يبتغيه عبدالله بن أبي بن ملول بما حدث به الخزرج » و كان يمكن أن يسكت من غير فتنة يثيرها » ولكن قوة الامان قي 00 الدين قال فبهم الني ملت : لولا الشحرة لكنت أمرأ من الانصار » كانتقوة الامان قاضة على هذه الفتنة . ش وكاما أوقدوا تاراً لها أطفأها الله تعالى بقوة ايمان أصحاب رسول الله يدع . 4؛ - اشتد أمر النفاق في المدينة » والني عَلِكُع يطاول المناققين » وهو يعم الأكثرين منهم > أو يعم كبراءهم وهم يكيدون فيتجحون أحاناً بين الضعفاء » ولا يقوون على أن يبثوا سمهم في أقوياء الايمان > لآن هؤلاء يعلمون. أمرهم » ولا يننخدعون » وإن كانوا ما قال الله تعالى : «إيخادعون الله والدين آمنوا » وما يخدعون الا أنفسهم وما يشعرون > في قلويهم مرض > فزاده الل مرضاً > وهم عذاب ألم بما كانوا يكذيون » وإذا قبل لحم لا. تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون » ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون». وهكذا نجد المنافق الذي يكثر نفاقه بالكذب على الناس واستمرار الكذب ينتبي أمره بأن يفسد تفكيره فلا يرى الأمور. على وجبباء بل براها من وراء تفكيره السقم . اثتد أمر النفاق في المدينة » حتى ذهب أهل كل ببت فيه منافق يستأذن - البي عِلِدَمٍ في قتله» وذهب عبدالش بن عبدالل بن أبي يقول للرسول إن كنت تريد قتل أبي فأمرني بقتله فاني لا أريد أن يكون في نفسي ثأر من مؤمن , " د ولكن الني ترك النفاق يأ كل بعضه بعضاً . وقال أبن عمر ؟ لو قتلناهم يوم طلب قتلبم لأرعدت لهم أنوف تريد البوم قتلهم . ٠‏ وهكذا حكة الرسول وحامه وممماحته ولطف عشرته تمت الوحدة بين العرب » ومات النفاق بيتهم بفعل أهل>والله سبحانه وتعالى بكلشيء محيط. 5 الوحددة الاسلامية (0) تجاه بالزيدة الو رالمرب ه؛ تم تأليف العرب في وحدة اسلامية جامعة » أو كاد يتم » والاسلام إلى الناس كافة من بعد نشره في البلاد العربية » وجعل قوة له فمبا » وبعد أن أزال دولة الأوثن . ولذلك اتحه إلى الروم والفرس والشام ومصر برسل أرسلهم » وكتب كتبها » وهو يريد من الارسال اليهم أن ينفذ إلى شعويهم » ليتمكن منالدعوة الإسلامية الجامعة لكل معاني الانسانية . بعث رسول الله يَلِدَعٍ رسلا من أصحابه » و كتب معهم كتبا إلى الملوك يدعوهم فيا إلى الإسلام . يقول ابن هشام في سيرته : « فبعث دحمة الكلي إلى قيصر ملك الروم وبعث عبدالله بن حذافة السهمي إلى كسرى ملك فارس ؛ وبعث جمرو بن أمية الضمري إلى النجائي ملك الحبشة » وبعث حاطب بن أبي بلتعة إلى جمان ».. وم يقتصر برسله على غير العرب © بل أرسل إلى أمراء العرب الذين نأت ديارهم » ولم يشتركوا في حروب الني عَكلته » ولمى يكن في أرضهم فح إسلامي . 54 ولنثيت هذه الكتب كا رويت في كتب السيرة وفي الصحبحين » صحيح - مسلم والبخاري وغيرهها . أ- ثبت في الصحيحين عنه علق أنه كتب إلى هرقل : « بسم الله الرحمن الرحم » من مد رسول الله إلى هرقل عظم الروم »> أما بعد » فاني أدعوك بدعاية الإسلام أسم تسم » أسم يؤتك الله أجرك مرتين » فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين ( يريد الرعية ) يا أهلالكتاب» تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله » ولا نسرك به شيئاً » ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله » فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأئآ مسامون . ب - وكتب إلى اكسرى : « يسم الله الرخمن الرحم من مد رسول الله إلى كسرى عظم فارس . سلام على من اتبع الحدى »2 وآمن بالله ورسوله » وشهد أن لا إله إلا الله وحده » لا شزيك له » وأن حمداً عبده ورسوله » أدعوك بدعاية الله » فاني رسول الله إلى الناس كافة » لينذر من كان حياً ويحتى القول على الكافرين»أسم تسل » فان أبيت فعليك إثم المجوس . وبروى أنه لما قرىء عليه الكتاب مزقه 0 فبلغ ذلك رسول الل مَك فقال مزق الله ملكه . 1 جح وكتب إلى النجائي ملك الحبشة : بسم الله رب العالمين » من مد رسول الله إلى النجائي ملك الحيشة : : أسم أنت » فإني أحمد اليك اش الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المبممن » وأشبد أن عسى بن هري روح من الله وكلمتهألقاها إلى مرم الطبور الطسية الحصينة » فخلقه الله تعالى من روحه ونفخه كا خلق آدم بيده » واني / و ' 1 أدعوك إلى الله وحده لا ششريك له » والموالاة على طاعته وأن تتبعني وتؤمن بالدي جاءني » فاني رسول الله » واني أدعوك وجنودك إلى الله عز وجل» وقد بلغت ونصحت ؛ فاقيلوا نصحق و نصبحي » والسلام على من اتبع الهدى . وبعث بالكتاب مع عمرو بن أمية الضكوي »> وقد أخذ يذكره عمرو بعطفه على المامين عند المحرة إلى الحبشة »وحدبه عليهم قال له : دنا أصحمة إنعلي القول > وعليك الاستاع » انك كأنك في الرقة علمنا » وكأ في الثقة بك » ومنك لأنام نظن بك خيراً قط إلا نلناه منك » و نخفك على شيء قط إلا أمناه » وقد أخذة الحجة علنك من فمك : : الإنجسل بسنا وبنك .شاهد لا برد » وقاض لا يحور وفي ذلك الموة قم الحز » وأصابة المفصل وإلا فأنت في هذا اي الأمي عالبيود في عيسى بن مر . وقد فرق الني يَلِتَ رسله إلى الناس » فرجاك لما لم برجهم له » وأمنك على ما خافهم عليه بخير سالف * وأجر ينتظر . قال-النحائشى لأشيد لله أنه البي الآمي الذي ينتظره أهل الكتاب وأة بشارة قزم براكب المار » كبشارة عيسى راكب امل » وأن اسان ليس بأشفى من الخبر . وكتب النجائي كتاباً إلى النى جواباً لكتاية هذا نصه : بسم الله الرحمن الرحيم : إلى مد رسول الله من النجائي سلام عليك * يا ني الل من الله > ورحمة الله وبركاته الله الذي لا إله إلاهو. ا أما بعد » فقد بلغني كتابك با رسول الله » فا ذكرت من أمر عيسى » فورب السماء والأرش عيسى © يزيد على م0 3 كرت وقد عرفنا ما بعنت 1١٠٠ وقد بايعتك وبابعت ابن عمك ( جعفر بن أبي طالب ) » وأسامت على بديه ل رب العالمين . د - وكتب إلى المقوقس ملك مصر والاسكندرية » وهذا نص الكتاب: أما بعد : فإني أدعوك بدعاية الإسلام» أسم تسلم» وأسم يؤتك الله أجرك مرتين فإن تولمت » فانما عليك إثم القبط « با أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً » ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله » فان تولوا فقولوا اشهدوا يأئا مسامون . بعث هذا الخطاب مع حاطب بن أبي بلتعة » وم كتف حاطب يتبليغ الرسالة » بل ناقشه في أمور الفراعنة والعبرة في أخيارهم » قال حاطب : إنه كان قبلك رجل يزعم أنه الرب الأعلى فأخذه الله نكال الآخرة والأولى » فانتقم به » ثم انتقم منه > فاعتبر يغيرك »2 ولا يعتبر غيرك يك . قال اللقوقس : إن لنا ديناً لن ندعه إلا لما هو خير منه. قال له حاطب : ندعوك إلى دين الإسلام » الكافي به الله فقد ما سواه > وإن هذا النبي دعا الناس » فكان أشدم عليه قريش » وأعداهم له اليبود » وأقربهم منه النصارى » ولعمري »© ما بشارة مومى بعيسى إلا كبشارة عسى بمحمد وما دعاوًن إياك إلى القرآن إلا كدعائك أهل التوارة إلى الانخيل » وكل ني أدرك قوما فبم أمته » فالحق عليهم أن يطيعوه وأنت ممن أدركه هذا النبي . ولسنا تنهاك عن دين المسبح » ولكنا تأمرك به . قال المقوقس » إني نظرت في أمر هذا الني > فوجدته لا يأمر بمَزهود فبه » ولا ينهبى عن مرغوب فيه » ولم أجده بالساحر الضال » ولا الكاهن ٠65 الكادب »© ووحدت معه آية النبوة باخراج الجبناء والاخمار بالنحوى وسأنظر . وأخذ كتاب الني عنم » فجعله في حق من عاج وختم عليه وزفعب»ه إلى جارية » ثم دعا كاتبا له يكتب بالعرببة فكتب إلى رسول الله الكتاب التالي : محمد بن عبدالله من المقوقس عظم القبط . سلام عليك 2 أما بعد فقد قرأت كتابك » وفهمت ما ذكرت فيه » وما تدعو إلبه » وقد علدت أن نبا بقي » وكنت أظن أنه يخرج من الشام» وقد أكرمت رسولك » وقد بعثت اليك يجحارية الحا مكان في القبط عظم » وبككسوة > وأهديت البك بغلة لتركبها » والسلام عليك . كانت الإجابة فمها سلام وأمان > ومودة وم يكن فيها إيمان . ٠ه‏ - هذه كتنب كتبها إلى ملوك وروّساء م يكونوا عريا » وقد رأينا أن بعضهم / يرد مطلقا » وإن كان فيه ميل إلى الإسلام » ولكن حب الملك ومنهم م برد» ولكنه كان غليظ في تلقيه للكتاب إذ مزقه فدعا عله البي عتم أن يمزق الله ملكه » ففزقه المسامون شر ممزق وبروىانه ارسل من يذهب إلى الني ملت ليقتله . ومنهم من آمن > وحسن إسلامه » وهو النجاثئي . ومنهم من أحسن الرد » ولم يحسن لنفسه بالإيهان » وهو المقوقس عظم وإن الني يَلِيْةٍ كتب لبعض أمراء العرب الذين كانوا في أرض تائية عنه فأجابوا ومنهم من ذكر أن تحت سلطانه يهوداً وبجوسا » وماذا يصنع معهم » وهو المنذر بن ساوى . ذكر الواقدي باسناده عن عكرمة مولى عبداين عباس رضي الله عنها . قال وجدت هذا الكتاب في كتب ابن عباس »> فنسخته © فإذا فيه بعث يدعوه فيه إلى الإسلام . فكتب المنذر إلى رسول الله عَلِتَعٍ جاء فبه : أما بعد يا رسول الله » فإني قرأت كتابك على أهل البحرين » تمنهم من أحب الإسلام وأعجبه ودخل فيه > ومنهم من كرهه > وبأرضي مجوس وبهود فأرسل إلى" في ذلك © فكتب اليه رسول الل عَلُِم . سم الله الرحمن الرحم » من مد رسول الله إلى المنذر بن ساوى : «سلام عليك4فإني أحمد اليك الذي لا إله إلا هوء و أشهد أن لا إله إلاالله» وأن جحمداً عنده ورسوله . أما بعد:فإني أذكرك الل عز وجل»فإنه منيتنصح فائما ينصح لنفسه © وإنه من يطع رسلى ويتبع أمرهم » فقد أطاعني “ومن نصح لهم» فقد نصحلي “وان رسلى قد أثنوا عليك خيراً وإني قد شفعتك في قومك » فاترك للسامين ما أساموا عليه » وعفوت عن أهل الذنوب » فاقبل منهم وإنك مها تصلح فم نعزلك عن عملك »© ومن أقام على .هودية أو يمجوسية فعليه الجزية » . ونرى أن ذلك الكتتاب المروي عن رسول الله تعالى يسند ابن عباس ( في الجلة ) يدل على أمرين : أوهما - تسامح الني ملت مع أهل الذنوب > وترك أمورهم لله تعالى » وبيان أن الإسلام يحب ما قبله » وأن الأمر يكون على حسب حاضرم . وثانيها ‏ أن الرسول ملق استجابة لأمر ربه في قوله تمالى : < لا إكراه في الدين » لم يفكر ني إ كراه المجوس واليهود الذين هم فق ولآية 1١٠١ اللنذر » بل تركهم وما يدينون » وفرض عليهم جزية تقوم مقام ما يحب على المسم من زكوات وكفارات » ونذور » وصدقات * وليساهموا يذلك في بناء الدولة الإسلاممة . ١ه‏ - بهذه الكتب التي أرسلها النى مكف حقتقى أن رسالته للناس كافة » لمنذر من كان حماءويحق القول علىالكافرين»ولم حب إلىالإسلام إلاالنجاثي» وبعض قومه » وقد فتح باب الدعوة إلى الإسلام فيارضه وغيرهمن ماوك الفرس ش والرومومصر وغيرهم»/ يحمبوا داعي ةالإسلام وم يفتحوا الباب للدعوةالإسلامية» ومنهم من رد رداً عنيفا فمه إعلان العداوة للإسلام والمسامين»ومنهم من ل برد قولا » وإن كان قد ثبت مبله للإسلام بالقول » وآثر الاحتفاظ بملكه عن الاستجابة للدعوة إلى الإسلام» فقد جاء في صحبح البخاري أن هرقل عندما جاء البه كتاب رسول الله عاو يدعوه وقومه إلى الإسلام عرض على الملا من الروم وبدا من لحن قوله وصريحه أنه يصدى الرسالة الحمدية» فحاصوا حيصة حمر الوحش فتراجع » وقال إنما كنت أختبرمم . ٠‏ وم يقف بالنسبة للرومان على السكوت فقط “بلإن الولاة والقواد للجبوش الرومانية اعتدوا على من دخل في الإسلام من أهل الشام وقتاوهم وفتنوهم في دينهم » فحق قتالهم . ولذلك أرسل الني الجبوش للشام » وخرج الروم إلى المسامين في غزوة مؤتة يحموش كشفة »© وقد تراجعت الجموش الإسلامية بمهارة خالد بن الوليد عندما رأى أنه لا قبل للسين بالرومان عددا » وعدداً » ثم كانت . غزوة توك . وكان لا بد أن تنفذ الدعوة الإسلامية وراء محاجزات الملوك وممانعات الأمراء » لآن الأمر بتبليغ الرسالة عام كا قال الله تعالى : 8 يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك » وإن / تفعل فا بلغت رسالته» ولا بد منإزالة هذه الحاجزات » لما كان من اعتداء على المسادين» وعلى الإسلام بمنع دعوته . ٠64 واتحه الني مَكِتعْ إلى فتح الشام للدعوة الإسلامية » فأعد جيشا بقيادة أسامة بن زيد بن حارثة » وشدد في تنفيذه » وكان فيه الشسخان الجليلان أبو يككر وعمر . 1 وأوصى بتنفيذه » وكان لا بد من تنفيذه . وهنا نلتفت التفاتة صغيرة إلى معنى تكوين الجيش :»© فعلى رأسه أسامة ابنزيد الذي قتل أبوه في حرب مؤتة ٠‏ وهو مع ذلك ابن زيد الذي ل يبلغ في نسبه ولا في مكانته كبار قريش وخصوصا أن في الجبش أبا بكر وعمر » ومكانته) في الإسلام مكانتها . وفي ذلك إثيات أن الشرف ليس بالنسب © وأنه يحب أن يمكن الصغير من العمل > كا يمككن الكبير » وانه لا تقف المانعات أمام صغير » ولايغض من مقام الكبير أن يكون مرؤُوم) للصغير » فإنه جباد » لا شرف فيه إلا العمل . التآلف بين العرب وغيرهم : «ه - تكاثر دخول غير العرب في الإسلام بعد وفاة الرسول عَلِقُعٍ عندما فتحت فارس» والشام» ومصر» وانساب المسامون في مال افريقماء ثم من بعد ذلك دخلوا الأندلس وصاقبوا وسط أوربا » فبل ترك الني عِللته الأمر فرطا ول يبين ما ينبغي اتباعه بعد أن دخل غير العرب في دين الله أفواجاً أفواحاً كلا إن الني عِلِنَوْ دير الأمر لما يكون من بمده » حتى تكون الوحدة الإسلامية كاملة . وذلك في أمور ثلاثة : أولها : النبي المطلق عن العصبية»فإن النبي عن العصببة يدخل في عمومه النبي عن عصممة الإقلم “ما يدخل في عمومه النبي عن عصمية القبلة والنسب” ٠١6 وأساس العصبية أن يعين المتعصب قومه على الظم » كا بين الني مَكلنُّ أن العصبية لا تنافي حب قومه » ولا تنافي حب الوطن »> كا وضحنا ذلك يبان تدرج الحبة في المجتمع الإسلامي > وأن الأساس ألا" تكون معاداة مطلقاً » وبالتالي لا يكون ظل » لأن العداوة تحر إليه » وما يكون حرام تحرم ذريعته » ودين الحبة يملع العداوة في أي صورة من صورها » والظلم في نظر الإسلام كا قرر مد يلاثم ظامات يوم القيامة . وثانيها: إثبات الآخوة الإنسانية العامةاللا تفرق بين عربي وأعجمي فقد قال عليه الصلاة والسلام كا روينا من قبل : « كلك لآدم وآدم من تراب » لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى » . وقد أوجب القرآن الكريم ذلك لآجل التعارف الإسلامي العام في قوله تعالى : ظ يا أيها الناس » إنا خلقنام من ذكر وأنثى وجعلنام شعوبا وقبائل لتعارفوا » إن أكرمك عند الل أتقام 4 . وقد قرر القرآن الكرم الأخوة بين أهل الإيمان بقوله تعالى : # إنما المؤمنون إخوة » فأصلحوا بين أخويك » واتقوا الله لعلم ترحمون * يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من ونجى النبي يِه عن التنابز بالألقاب التي تدل على الجنس الحتلف فقد سمع نّم عربباً من أصحابه يتنابز مع غيره » فبقول له : «يابن السوداء » فمغضب رسول الله ِنَم ويقول : « لقد طفح الكيل » لقد طفح الكيل » لقد طفح الكبل » ليس لابن البيضاء على ابن السوداء فضل إلا التقوى . » الأمر الثالث - ولاء الموالاة الذي شرعه الني يكت بين العرب وغير العرب »2 لمقوم مقام المؤاخاة ولذلك بيان » نذكره بإيجاز . ولاء الموالاة مه - ولاء الموالاة عقد يشبه عقد الاخاء الذي كان في عصر الني ملا وعقده عليه السلام بعد المحجرة بين المباجرين والأنصار » والمباجرين بعضهم مع بعض » والأنصار بعضبم مع بعض على ما حققنا فها مضى > وثبت من الرواية الصحبحة وحقيقة عقد الموالاة أن يتفق رجل دخل في الاسلام من غير العربعادة مع أسرة عرببة على أن تعقل عنه إذا جنى » ويددخل في الأسرة على هذا الأساس يحيث يكون كأحدها في هذا » ولا يتجاوزه » وعند الحلفئة » أبي حنيفة » وأصحابه أن العربي في مقابل أن يعقل عنه إذا جنى يرثه إذا مات من غير وارث من ذوي فروض » ولا عصية » ولا ذوي أرحام . وخالف بعض الفقباء ء الحنفية في الميراث » ولكن لم يخالفوهم في أصل عقد الموالاة » فهو حقمقة ثابتة بالقرآن وبأحاديث لني عقتو ولا بحال لفقمه منفقهاء الاسلام الأعلام أن ينكر أمراً ثابتا بالكتاب والسنة . وحن نذكر ولاء الموالاة في الوحدة الاسلامية » لأنه امتداد للاغاء الاسلامي الذي تولاه جمد ملا » والمؤاخاة الاسلامية عقد أشرف علمه النبي يلدع » ونحسب أنه داخل في عموم النصوص الدالة على العقود التي تثبت مؤاخاة بين المسامين تنستا للوحدة » وتمكينا للأخوة الاسلامية العامة » سواء أكانت بعقد سمي عقد المؤاخاة » كم سماه النني ملع أم ميت بعقد الموالاة » كا اشتبر بين الفقباء من بعد . ونعود إلى النصوص الواردة المثيتة لعقد الموالاة والتي تشمل يعمومها عقد المؤاخاة على أنه شريعة إسلامية دائمة » إن ن لم تككن واجبة فبي أمر حسن في الاسلام ؛ ولدس حالا وقتمة خاصة بال هحرة . لقد قال تعالى : ( ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربونوالذين عقدت أيعانم فآتوهم نصيبهم “ إن الل كان على كل ثيء شبيداً ). ٠٠١7 وفد روي عن جابر أن الني يل كتبعلى كل بطن عقوله (أي أن تقوم قسملة العاقد الذي عقد موالاة بدفم دية مولاه إذا حنى 0 وقال لا يتولى مولى قوم إلا باذنهم > أي أنه لا يدخل في أسرة أو قبيلة بمجرد عقد شخص منهاء بل لا بد من اذنها » ولقد قال في ذلك أبو بكر الرازي الشهير بالمصاص « حوى هذا الخبر معندين أحدهما جواز عقد الموالاة .. والثاني أن له أرن يتحول بولاية إلى غيره الا أنه كرههإلا بإذن الآولين » . ومؤدى هذا الكلام أن الولاء يبتدىء بالتزام شخصي من العاقد» ويتحول إلى ولاء للاسرة أو القسبلة كلها وان الني عَلِقَعٍ يستحسن ما دام الولاء لههذا التعدي أن يكون بإذن من الاولباء » لآنهم سيتحملون ديات جانبية» فبحسن أن يكون هم ارادة واختيار لنكون الالتزام بارادتهم » لا بالزامهم . ولقد قال عَلِتْعٍ : « الولاء خمة كلحمة النسب » . ولقدذكر الفقهاء مستنبطين من كلام الني عَِِعْ وسنته أحكامه فقال يحبى ابن سعيد إذا جاء رجل من أرض العدو فأسم على يد مسلم فإن ولاءه لمنوالاه ومن أسم من غير المامين المقيمين في ظ ل الإسلام ( الذميين ) فولاؤه للمسامين عامة . وقال : اللث بن سعد فقبه مصر: من أسلمْ على يدي رجل فقد والاء » وميراثه لمن أسم على بده . الرجل يسم على يدي الرجل من المسامين قال هو أولى الناس بمحياه ومماقه . وروي أنه قد سئل ابن شباب الزهري عن رجل أسل فوالى رجلا هل بذلك بأس » قال لا » وقد أجاز ذلك عمر بن الخطاب رضي اشتعالى عنه. مه - وفي الحق أن اجازة عقد الموالاة ثابتة بالقرآن فيا تلونا» وبالحديث والسنن المروية عن الصحابة » وهو تناصر وقآ لف بين العربىي » وغير العربي ٠١م‎ وبين المسم القديم باسلامه » والمسم الداخل في الإسلام الذي نكون في كثير من الأحوال قد انفصل عن أهله وعشيرته » فشرع الله تمالى ولاء الموالا ليكون للرجل أنس المسامين . وقد فقد أنسه بآله وعشيرته » وهذا يفسر قوله يكت « الولاء خمة كلحمة النسب » ويفرض الفقباء اعتراضين أحدهما على أصل شرعية هذا الولاء » والثاني على التوريث به . أما الأول فهو ما روي عن رسول اطعطِة انه قال في رواية جبير نمطعم ه لا حلف في الإسلام » وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة» أي ف حال كونه موافقاً للسادىء الإسلامية ل كحلف الفضول الذي كان لماية الضعفاء » أما الخلف الجاهلي الذي يتنافى مع مبادىء الإسلام ‏ فإنة | يلتفت البه » وكان حلف الجاهلية يقوم على التعاون على الاثم والمدوارن والأخذ بالثارات » ويقول في ذلك أبو بكر الرازي « وذلك لأ حلف الجاهلية كان يعاقده » فبقول : « هدمي هدمك » ودمي دمك »2 وترئني وأرثك 2 وكان في هذا أشاء قد حظرها الإسلام » وهو كان يشترط أرن يحامي عليه ويبذل دمه دونه» وهدم ما هدمه » فينصره على الحق والباطل» وقد أبطلت الشربعة هذا الحلف » وأوجبت معونة المظلوم على الظالم » حق ينتصف منه »> وألا يلتفت إلى قرابة ولا غيرها » قال الله تعالى : يا أها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله > ولو على أتفسم > أو الوالدين والأقربين » إن يكن غنياً أو فتيرا > فاشك أولى بها فلا تتبعوا ا حموى ان تعدلوا © . وخلاصة هذا الرد أن الحلف المنبي عنه ف الاسلام هو الحلف الجاهلي الذي أساسه أن تؤخذ الحقوق أو غيرها منغير حك “بل بالغلية والقهر والتعاون عليها فحرم الاسلام ذلك حرم أن يكون حلف في الإسلام يكون على هذهالآسس» ٠ .كانت دوة حاكمة بالمدل » تنتصف للضعيف المظلوم » وتقتص من القوي الال . وإذا كان .الحلف قائًا على العدل والانصاف للمظلوم © فإن الاسلام يزيده كحلف الفضوك الذي عقد في دار عبدالله بن جدعان الذي كانالمتحالفون فيه يقولون لنأخذنعلىيدي الظالم ما رسا شير (جمليمكة ) ومابل رصوفة » ولقد حضره الني مَلِْعٍ » وقال بعد بعثه عليه السلام : لقد حضرت حلفا بدار عبدالله بن جدعان ما رفي به حمر النعم © ولو دعبت إلنه في الاسلام 0 لاحت . ومها يكن من أمر حلف الجاهلية فالولاء على المعونة والنصرة » ودفع الدية والمعاونة فمها إن وجيت لا ينطبق عليه معنى الحلف الذي يككون فيه التناصر في الباطل » وإن كان فيه حلف فب و في المعاونة على أداء الحقوق والواجبات وايناس المسم حديث العبد بالاسلام بالآخوة الاسلامية . وإذا كان فيه معنى فبو أنه من نوع المؤاخاة التي عقدها الني يلت بين المباجرين والأنصار » وهو في مؤداه تقوية للوحدة الاسلامية » ومحاربة للعصمية الجاهلية . ا ش والاعتداض الثاني ليس على أصل الولاء » مما هو على التوريث به » وذلك لأن الله تعالى يقول : ( وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ) . وإن هذا وإن كان فيه الخلاف الفقبي بين أبي حنيفة وبعض من الفقباء لا مانع من أن نقول فيه كلمة موجزة : « إن الذين يثيرون هذا الاعتراض في الميراث بولى الموالاة يدعون النسخ في قوله تعالى : 9 لكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون » والذين عقدت أيانع © فآتوهم نصيبهم » إن الله كان على كل شيء شبيدا # »© ونحن أولاً لا نرى في القرآن منسوخا على ما قررة في كتاب أصول الفقه . وثانيا : أنه لا تعارض بين الآيتين » فآية # وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله © وكآية الميراث بالموالاة بالعقد » لآن المبراث بولاء الموالا وقد يقول قائل : « (إن آية وأولو الأرحام بعضهم أولىببعض) نسخت الميراث بالمؤاخاة أيضاً ونحن نقول إن الميراث بالمؤاخاة لم يثبت بنص قرآني » وإن كان النص القرآني يشمله بعمومه باحتبار أن المؤاخاة عقد » فإن المبراث بها لا ينسخ إذا كان على أساس أنه لا يتكون إلا حمث لا تكون قرابة قط. ببد أن عقد المؤاخاة لا يثبت الميراث على أساس العقد إلا إذا كان فيه النص على انه يعقل عنه إذا جنى ويرثه إذا كان من غير قريب . 5م - هذا هو عقد الموالاة الذي شرعه القرآن الكريم »© وبينته سئةجمد ِلنُمْ وهو عنصر من عناصر تكوين الوحدة الإسلامية التي كونها جمد ِنع في حماته » وأوصى باستمرارها بعد وفاته » ونهى عن قطعبا » وعد من يقطعها كأنما يبيث مبادىء الكفر في الآمة الإسلامية » ولذا قال عليه السلام : « لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضك أعناق بعض .» ولقد انتشر عقد الموالاة في صدر الإسلام في عبدالراشدين ومن جاء بعدهم حق >مى المسلمون غير العرب بالموالي لأنهم كانوا يعقدوث ذلك العقد المؤلف : بين المسادين الذي اقتضته الوحدة واقتضاه أنس المسلم الأعجمي بأخيه المسم- العربي » وتلاقمها على مائدة الرحمة الإسلامية » والأخوة العامة . 1 وإن كثيراً من كبار رجال الإسلام كانوا موالي بهذا المعنى © فأبو حضفة كان مولى لبني تم » ولذا كان يقال أبو حشيفة التيمي . « الوورة الاسلايت كيالا سر مي باه - ربا نكون قد بسطنا القول في عصر النبوة » بما قد يرجنا عن نطاق بحث موجز » إلى أن يكون كلامآ في كتاب مبسوط »2 ولككن الذي دفمنا إلى ذلك أن عصر النبوة الحمدية هو عصر تكوين الوحدة الإسلامية » وقيام دعائمها » ولا يمكن أن يعرف التفرق إلا إذا عرفنا قواعد البناء » وما أتى القواعد من هذا البنبان » حتى تصدع » ولأننا إذا عرفنا التصدع>ووازنا بين أصل البناء وهو قاثم » وحاله بعد التصدع- يمكننا معرفة الصدععقنرأبه ومكان السقوط » فترفعه . نعلم بهذا كيف تفرق المسامون مخالفين أوامر الني » و كيف يمكن اعادة الوحدة 6 وأن نعم أن آخر هذه الآمة لا يصلح إلا بما صلح به أوها 0 وسحدة يمحى فيها كل اسباب التفرق الاقلممي الا ما تقتضيه الطبيعة المكانية » من اجل هذا » ولكي تكون المعالم واضحة بسطنا القول في تكوين الوحدة . وعبد الراسشدين أبي بكر وعمر » وعئان ©» وعلى كان ينبغي أن يكورنف امتداداً لعصر النبوة في الوحدة» لآن هؤلاء أخلص المؤمنين للإسلام “وأقريهم إلى النى عَلِدُمٍ في دعوته » وأهداهم رشداً . ولكن كانت أحداث ‏ تككن من قبلبم جعلت عصر الراشدين الكرام الذين انتقل رسولالله تعالى إلىربه وهو عنهم راض» وم منالمشرين بالجنة- جعلت 1١١ هذه الأحداث الأمور تتغير في عبد بعضهم على غير ارادة منبم » ولكن بتغير الناس » وقد أمكن في بعض الأحوال حمل الناس على الجادة © وفي بعضها اتسم الخرق على الراقع بسبب دسائس من غير المؤمنين وسيطرة بعضالمنافقين ولم يكن المعصوم تع الذي عالج النفاق بالحككة »» مع البقظة المترصدة المتتبعة ‏ حما . الاختلاف والردة : وه - ما ان انتقل الني َه إلى الرفيق الأعلى حتى انبعثت العصبية من مراقدها » ورفعت رأسها كا تنتأ رؤس الشياطين ... ابتدأت عند اختبار خليفة للسدين » ققد كان اججاع في سقيفة بني ساعدة » وقف فيه سعد بن عبادة الذي تادى وهو يحمل لواء الأنصار : الوم يوم الملحمة يوم تذل فيه قريش » وقف يقول : منا معشر الأنصار أمير » ومن المهاجرين أمير » وقد قَضى على ه ذا الخلان كلام أبي بكر وحكته » ومسارعة عمر رضي الله عنه إلى ببعة أبي بكر » وتتابع أمل السقيفة في المبعة أنصاراً ومهاجرين . وامتنع عن الببعة سعد بن عبادة » فم يبايع أبا بكر » كا لم يبايع عمر . وانتبت هذه الزوبعة» أطفأها الله تعالى » إذ لم تحد حطباً يؤجج النيران لإخلاص الأنصار الذين نصروا ابتداء » وسدوا باب الفرقة والانقسام انتهاء . والكن ما إن انطفأت تلك الزويعة الخقيفة »© وذهبت غياهبها ينور الاخلاص وقوته حت البعثت العصمية في حدة وعنف بلغا أشدهما . وذلك في الردة : لقد كانت الردة انبعاثا للعصبية ».وكانت البثى الكبير الذي انبثق من قبائل الأعراب الذين قال الله تعالى فيهم : 8 الأعراب أشد كقراً ونفاقاً » وأجدر ألا دعلموا حدود ما أنزل الله © . َل الوحدة الاسلامية (4) فقد امتنعت عن طاعة المدينة والخضوع لسلطاتها القبائل العرسة إلا قريشاً وثقيفا . ارتدت أعداد كثيرة من أسد وغطفان وطبىء » وناس من تم والومامة وارتد أهل البحرين وعمان و كنده » وحضرموت والبمن وهكذا خرجت جموع مرتدة من كل القبائل » وكان خروجها لأمرين : أولهما : أن الإسلام لم يكن قد استمكن من قلويهم »* ولذلك قال الله تعالى : ل قالت الأعراب آمنا قل ل تؤمنوا ولككن قولوا أسامنا » ولما يدخل الإمان في قاويم »© . وثانيها : العصبية الجاهلية التى كانت تحقد على مضر وقريش» حق لقد قال قائل منهم : « كاذب ربيعة خير من صادق مضر»» فالعصمية التى حاريها همد عن » واعتير الدعاية بأ دعابة منتنة خدنة » ارتفعت رأسها ناتئة تنادي بالفرقة والانقسام » وأن يعود العرب كا كانوا قبل أن ينقذم الله تعالى من -حفرتها . ولولا عزمة أبي بكر ؛ كته لماد العرب كا كاثوا » ولككن عزمة أبي بكر الشميف في بدذه القوي في إمانه قد قضت عليها » وجيش لهم أخموش من قريش والأنصار > وحاربوا عن إيانهم فلا عضت الحرب أهل المصية الجاملة قالوا ترف بالصلاة » ولا نعطي الزكاة » فرأى بعض بعض المؤمنين أن يقبل منهم ذلك »2 حتى يستمكن خليفة رسول الله لاع » وكان قنهم عمر . ولككن الصديق > وقد اعتزم » لم برض بنصف الحل » وقال : إما سم مخزية » وإما حرب بجلية والتفت إلى عمر رضي الله عنه » وأخذ بلحمتهوقال له ثكلتك أمك يابن الخطاب جبار في الجاهلية خوار في الإسلام » وقال الصديق في قوة إيمان»والله لو منعوني عقالا أعطوه لرسول الله لقاتلتهم عليه» 14 ويقول رضي الله عنه : « والله لو أفردت من جمعم لقاتلتهم حق أنال ماربا أو أهلك مبلكا .» انتصر الامان على الردة بتوفيق الله تعالى ثم عزمة أبي بكر > وجباد أهل الإعان . وكان من حكمة الصديق أن جند العرب لحرب فارس والروم . وتحقتى قول الله تعالى : «إ با أا الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه » فسوف يأتي الله بقوم محبهم ومحبونه أذلة على المؤمنين » أعزة على الكافرين » يجاهدون في سبيل الله » ولا يخافون لومة لاثم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء» والله واسع علم © . عبد الشيخين : وه - بعد أن انتبت الردة » وعصميتها > استقام أمر المسامين على وحدة جامعة شاملة»قام على حراستها صديق الآمة خليفة رسول الع “ثمقاممن بعده الفاروق رضي الله تبارك وتعالى عنه الذي لا يسير الشبطان في فج يسير فيه عمر ٠‏ 5 قال النبى ملت » والذي قال فيه الرسول ايضاً انه لم يَفدّر فرية في الإسلام . خمدت العصبية الجاهلية المفرقة » وأطفأ نيراتها الايمان > والفتوحالإسلامية وقد وضعت العقوبات الرادعة الزاجرة لمن ينادي بها . وكان عمر رضى الله تعالى عنه يأمر قضاته وولاته أن يعاقبوا من ينادي بالعصبية الجاهلية » حسما لمادة الفساد » ولقد روي أن أبا مومى الأشعري عاقب النابغة الجعدي حلده خمسين جادة لآنه اشتد يعصميته » وتادىنا لعامر. وعلى سنة الصحابة من بعده قدروا عقوية زاحرة لمن نادي بنداء الجاهلية ٠‏ 1١6 فهنهم من جعلها خمسين جادة اقتداء بالصحابي الجليل أبي مومى الأشعري ومنهم من جعلها عشر جلدات 4 لما روي من أن الني مَلِتّمٍ نبى عن جلد أحد فوق عششر جلدات إلا في حد . ومنهم من قال إن ذلك بترك لتقدير القاضي » أو الوالى إذ أن العقوبة عقوبة تعز برية ؛ والتعزير يفوض إلى القاضى أو ما براه ولى الأمر رادعاً . ويذلك تعاون الولاة مع الامام أبي بكر وعمر على مقاومة العصمية التي تفرق الجمع الاسلامي وتقطع الوحدة الاسلامية ٠.‏ اتساع الحم الاسلامي : ٠‏ - في عبد أبي بكر خليفة رسول العلل خرجت الجبوش الاسلامية لتزيل حم الملوك الذي كان يحول بين الشعوب؟والاستاع إلي الدعوة الإسلامية التي تتضمن التوحيد » وأعلى المبادىء الاجتاعية من الحرية والمساواة وأرنف يكون أمر الناس شوزى بينهم » وإقامة المدل > ومنع الظلم والفساد » وما كانحكام ذلك الزمان ليسمحوا بأن تتسلل تلك. المنادىء إلى شعويهم » وإلا م يكن لملكهم أساس يقوم عليه . وفوق ذلك فإن أوئك الحكام ردوا دعوة الني “رداً غير كريم» واعتدوا على من أسل في الشام » م أشرنا من قبل » وقد انسايت الجبوش الإسلامية في أراضي هؤلاء الملوك » وخضعت الشعوب المنتوحة أرضها لحي الإسلام > وأظلبم عدله . ش وقد انقسموا إلى قسمين : قسم أسم » ودخل في جماعة المسامين » وصاروا هذا تجمعيم راية الإسلام » ومخضعون للقرآن © وينفذ حكه » وحص الدولة الإسلامية . وقسم لم يسم » ولككن دخل في عبد المسامين » ومن هؤلاء من ارتضى أن 1_0 يككون في ظل الحم الإسلامي له ما لمسامين وعليه ما عليهم » وهو حر في الجزء الذي يتعلق بالعقبدة الدينية » لا يمنع من اقامة شعائره الدينية “ويكون في أحكام الأسرة خاضعاً لدينه الذي ارتضاه » لا يكره على الدين » ولا يضطبد في اعتقاده » والقاعدة الفقبة التى أثرت عن الصحابة والتابعين » وعدها الفقباء قاعدة تتبع وتنفذ هي « أمرنا يتركهم ومابديئون » ويسمى هؤلاء الذميين » إذ أن لهم ذمة رسول الله مَلِتع » وأي مسل له أن يعقد ذمة مع غير مسلٍ » والامام يقره » وذلك لقوله لاو د المسامون تتكافأ دماوهم » ويسعى بذمتهم أدناهم » وهم بد على من سواهم » . وهؤلاء تؤخذ منهم جزية لقوله تعالى : <ل قاتلوا الذين لا يؤمنون بالل ولا باليوم الآخر » ولا يدينون دين الح من الذين أوتوا الكتاب » حتى يعطوا الجزية عن يد » وهم صاغرون # أي طائعون غير متمردين ولا مستكبرين » وليس المعنى أذلاء » فدين الله » وهو دين العزة لا يذل أحداً » إذ أن العزيز من الناس هو الدي يقدر العزة في غيره » كما يقدرما لنفسه » ودين الحق والعدل لا يذل أحداً » لآن قانون العدل ونظامه ينع الاذلال . وهذه الجزية كانت ليشترك غير المسم الذي يستظل بظل الدولة الإسلامية في بناء الدولة والانفاق على مرافقها » وهي في مقابل ما يؤخذ من المسم من زكوات جارية منظمة يجمعبها ولي الأمر » كا كان يجمعها الني ملل عن طريق ولاة الصدقات الذبن برسلهم » وهنها الصدقات المطلوية والنذور والكفارات والفدية وغير ذلك . وان الجزية تؤخذ منها النفقات على فقراء أهل الذمة» فقد كان يفرض لهم من بيت المال مأ يسد حاجتهم . روى أبو يوسففي كتابه الخراج»أنع رين الخطاب رأى رجلآشيخا يتكفف الناس فسأله من أنت يا شيخ > قال رجل من أهل الذمة » فقال الفاروق العادل الرحم :« ما انصفتاك أكلنا شبسبتكوتر كناك في شخوختك»» وأجرى 1١17 له رزةا من بيت المال » وقال لخازن بيتالمالاحثعنضراء هذا » وأجر لهم رزقا من بيت المال » ولا شك أن ذلك الذي يحري عليه يمكن أن يكونمن الجزية “ولكن عمر رضي الله تبارك وتعالى عنه جعل ما يحرى على هذا الرجل وأشاهه من الزكاة » وقال إنه داخل في المساكين إذ يقول سبحانه : © إنما الصدقات للفقراء والمساكين » والعاملين عليبا والمؤلفة قلويهم > وفي الرقاب » والغارمين وفي سبيل الله # فأدخله في المساكين » بل انه رضي الله عنه فسر المساكين بزمنى أهل الكتاب . والقسم الثاني من المماهدين هم الأمراء أو الحكام الذين لم يقاتلوا المؤمنين عندما مخيرهم القائد بين الإسلام أو العبدأو الحرب» فبختارون العبد» على أن يبقوا على ما هم عليه من حم وسلطان ودين » على مال يقدمونه في نظير أن يقوم الجيش الإسلامي بالدفاع عنهم والذود عن أرضهم . وقد قرر الفقباء مقتبسين من هدى الني عِلِقَعٍ أنه لا يحوز من الشروط ما يكون فيه تمكين للأمراء والحكام من حم الرعبة بالظم » فإنت شرط ذلك يكون باطلا > لقوله عَِلِقَمٍ ه المسامون عند شروطهم إلا شيرطا أحل حلالا » أو حرم حراما » » والظم حرام لذاته حرمة لا يببحها نظام أو قانون . بل انه إذا عم أن أميرا من له عبد يظم رعبته » ويسعى بالفساد فيبا برد عليه عبده » لأن ذلك يكون خمانة العبد » والله تعمالى يقول : # وإما تخافن من قوم خيانة > فانبذ اليبم على سواء > ان الله لا يحب الخائنين .» الدولة الاسلامية بعد الفتوح : 9و كانت الدولة في عبد الني مَلِثّمِ مقصورة على العرب وإن آذن عليه الصلاة والسلام بأن الفتوح ستفتح » فآذن بأن الله سيفتح على المسامين العراق وفارس والشام ومصر وما وراءهها » وروى عمرو بن العاص أن 1١14 الني ملقُعْ قال : « سبفتح الله تعالى علدم مصر فإذا فتحتموها“فأعدوا فيبا جنداً كشفا » فهو خير أجناد الله تعالى في الأرض » فقال أبو بكر رضى الله تبارك وتعالى عنه : ول يا رسول الله ؟»قال : لأنهم ونساءهم في رباطداتم». وبعد أن فتحت هذه الأقالم صارت الدولة الإسلامية لست مقصورة على بلاد العرب وحدها بل ثملت في عبد الإمام جمر رضي الله عنه تلك الأقالم كلها » وكانت الإمامة الكبرى التي تتمثل في الخلافة المدينة » حيث أمير المؤمنين بها » يبين تعالم الإسلام » ويبلغ أوامره ونواهيه إلى كل اقلم » ويلاحظ هنا أمور : الأولى : أن الشريعة الإسلامبة شريعة القرآن والسنة الحمدية » هي التي كانت تمك بها تلك الأقالم مها تباعدت رقعتهبا عن المدينة » وكانت عين الفاروق الساهرة الفاحصة تترصد لتنفبذ تلك الأحكام في غير هوادة » وليس لغير الحق عنده إرادة » ولككن فيرحمة بالرعبة » وعطف على الضعفاء . ؟” - وفي الحقيقة انه مع ثمول الحم لكل الأقالم التي كانت في ظل الدولة الإسلامية لم يفقد كل إقلم ذاتيته مع سلطان الإمام العادل عليه »ونفوذ الأحكام الاسلامية فيه . لقد كان الإمام عمر الذي اختيره الله باتساع سلطان الدولة الإسلاممة يكتفي من فرض سلطانه بتنفيذ الأحكام الشرعية وهو عليه الرقبب الذي لا يقرك صغيرة ولا كبيرة إلا تتبعها » ليعرف مقدار تنفيذ أحكام الشريعة في العدل والمساواة والاخاء بين المسامين » وقرب الام من الحكوم « ويترك للوالي الذي ينفذه ما براه مصاحة في بلده » بحبث لا مخرج عن المبادىء الاسلامية المقررة ويحيث يمكن أن يكون موافقاً للنظم الاجماعيةفي بلده التي لا تخالف الإسلام ولا تجافيه » ولا تتنافى مع المقاصد المقررة في الشريعة الإسلامية . وكان يجمل في كل اقلم ثلاث ولايات » قد تجتمع اثنتان منها في شخص 1>. واحد » ولكن واحدة حب أن تكون منفردة » الولاية الاولى ولاية القتال والجباد في سبيل الدعوة الإسلامية من غير رهق »ولا اعنات للناس » ولا اكراه في دين الله تعالى . ش والثانية : ولاية الخراج والجزية » وقد تكون تابعة لوالي الجهاد الذي يعد أمير البلاد » وله فمها الولاية العامة »وقد اتبم عمرو بن العاص في جمع الخراج فقد كانت عدة قرى تتجمع وتجمع خراجها ©» وتتولى كل قرية نظام يتكفل القادرون زراعة أرضه له أو لورثته . وبودع خير الأرض بعد سداد الخراج » وحجز مقدار للفقراء علىالمزارعين بنسبة ما تحت أيدهم . وكان أمير المؤمنين يتعرف أخبار الذين يتولون الخراج » حتى لا برهقوا الأرض بأكثر مما تحتمل ويرهقوا الناس بأكثر مما ينتجون . وإذا تكائر جمعالمسامين في بلد كان والي الصدقات مجمع الزكوات » وينفقها في مصارف » وعين عمر تراقبه © والغنائموالفيء تعود إلىبيت المال . والولاية الثالثة ولاية القضاء » وهذه كان يتولاها قاض من قبل الامام الأعظم > وهو الذي يشسرف على من دونه » وكان الإمام يعطي القضاء عناية خاصة »> لأنه الميزان والقسطاس الذي يوزع العدالة بين الناس > وجعلالقاضي مستقلاً يستمد السلطان من الشرع فقط »> ويستمد الفصل بين الناس من الامام الأعظم > لكيلا يتح والي لبا أ أو الوالي لام في النصفة بين الناس . ظل الدولة الإسلامية » ل 0 1١٠ بل كان في كل اقلم حكومته» وان كانت تبعة للدولة الكبرى»وتوحدها الدولة الكبرى » ولذلك نقول : إن لكل اقلم حكومته » ولكن القائين علمها يستمدون الولاية من الامام الأعظم صاحب الولاية الكبرى التي وحدت الدولة . وكانت الحكومات كلبا ليا قانون واحد هو القرآن والسنة © والأمير الأعظم هو المقم بالمدينة ومنه يستمد كل الولاة ولا يتهم » ويصدرون عنه فيا م يقرك لهم » وهو يتتبع أعمالهم . سيطرة عمر على الولاة : الذي استبان فيه سلطان الكتاب والسنة وتطبيقها تطبيق سليا على مقتضى المصر »و حكومتههي الحكومة الإسلامدة التي تعدبعد حكومة الرسول و خللفته المثال الذي يتبع » و كان فيها جمع للمسامين > على الخير والعدل . وكان براقب عماله بالاستّاع إلى الشككوى منهم »> وما شكي من عامل . واهمل الشكوى » بل انه في يعض الأحبان كان يثبت له كذب الشكوى ولكنه يخشى من تحامل الوالي العادل البرىء على من شكاه لأن الافتراء يحدث شيا في نفس من افتري عليه كرا فعل معالصحابي الجليل احد العشرةالمبشرين بالجنة سعد بن أبي وقاص فانه كانت مّة شكوى منه » وأحضره وبين له كذب الشكوى وترضاه عمر ولكنه عزله مع ذلك»خشية أن يكون أله من شكوه دافعاً لما لا بريده . وكان رضي الله عنه يصرح بانه يؤثر أن يعزل كل يوم واليا عن أرن يبقي واليا بظن منه الظم أو يشتبه في ظامه . وكان يسأل في مومسم الحج وفود الأقالم عن حال الولاة ويتعرف معاملتهم لرعبته فان تبي له أن الوالي يحتجب عن الناس عزله » وإن تبين له أنه يسكن بعيداً عن الناس نهاه . ١ وأول من يسأل عن حاله معهم حاله مع أهل الذمة ( الذميين ) أينصفهم أم لا وذلك لآن هؤلاء مظنة أن يظاموا فان تمين له أنه يحسن معاملتهم » ويحفظ لحم حريتهم في تدينهم أبقاه . ولقد كان يجحتمع بولاته » ويحثهم على العدل » وألا برهقوا الرعبة » ومن ذلك قوله لهم في إحدى مرات الحج . إني ارسلتم لتعاموا الناس دينهم »> وما أرسلتك لتضربوا ابشارهم . والله لا أوق بوال ضرب من غير حد لأقصّن منه. فقال عمرو بن العاص »© أتقتص منه ولو ضرب تأديبا » فقال الفاروق مكرراً » والله لأقصنه منه “ولقدحدثأن عمرو بن العاص قال لبعض الناس يامنافق أمام ملأ من الناس في المسحد . يا امير المؤمنين » ان الأمير نفقني » وما نافقت مذ أسامت . فكتب عمر رضي الله تعالى عنه كتابا؛وأعطاه الشاى»وفيهذا الكتاب: « من عبد الله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى العاصي ابن العاص . إن فلا ( صاحب الشعكوى ) بقول إنك نفقته » وما نافق منذ أسلم » فإن كان ما يقول صدقاً » نمكنه من أن بضربك عشسرة أسواط . فجاء الرجل أمام اللا » وقال من مني سمع الأمير نفقني » قالوا كلناسمع فأعطى الرجل الكتاب عمراً . فقال الملأ أوتضرب الأمير » فصاح الرجل ليس لأمير المؤمنين هنا أمر» فأعطاه عمر السوط » وطلب إليه أن يضربه » فقال العربي الأبي الآنعفوت. 4 - لا يحب أن نطيل في أخبار مر رضي الله عنه »وإنها لنور» ولكن يحب أن نقرر أن عبد عمر رضي الله عنه هو الذي كان فيه دخول الامصار ١7 من غير العرب > وهو الذي جمع بأمر الله ونهبه العربي والأعجميفي ظلالعدل الإسلامي > وهو الذي ابتدأ بتنظم العلاقة بين دار الخلافة الجامعة والأمصار المتفرقة » بحسث يتحد الحم > ويبقى لكل مضر طبيعته التي لا تخالف ونشير هنا إلى أن الذي جمع هو العدالة الظاهرة مع الرعايا جميعا » لا يقرب في الحم قريبا ولا يحافي بعبدأ » ولقد كان إذا نهى عن أمر أو أمر أمرا » أحضر آل الخطاب »؛ وقال : لقد عزمت على المؤمنين أمرا » وال لا أوتى بمخالف إلا ضاعفت له العقاب . وإن العدالة الظاهرة المنبثقة في كل الأقالم هي التي منعت العصبية المفرقة ولنذكر له خطبة وبعض كتبه يكشفان عن منهاجه القويم في جمع المال وتوزيعه > ومعاملته للرعبة » وحاريته للعصبية . الخطبة : جاء في كتاب الخراج للإمام أبي بوسف عن طلحة بن سعدان ما نصه : « خطبنا عمر بن الخطاب خطبة فحمدالله وأثنى عليه »ثم صلى على الني علد » وذكر أبا بكر فاستغفر له ثم قال : أءا الناس إنه لم يبلغ ذو حق حقه أن يطاع في معصية الله » وإني لا أجد هذا المال يصلحه إلا خلال ثلاث أن يؤخذ بالحق » ويعطى في الحق » وينم من الباطل »2 وإنما أنا ومالك » كول البتم »> ان استغنيت استعففت » وان افتقرت أكلت الممروف ... ولست أدع أحداً بظم أحداً ويعتدي عليه ؛ حى أضع خدهعلى الأرض» وأضع قدمي على الخد الآخر حتى يذعن للحى ولم علي أيها الناس خصال ١ أذكرها لم فخذوني بها » ل على ألا أجي شيا من خراجم » ولا مما أفاء الله علمكم إلا من وجبه“ولى على إذا وقع في يدي ألا مخرج مني إلا في حقه» ولكم على" أن أزيد أعطباتكم وأرزاقكم إن شاء الله تعالى » وأسد ثغورك » ولععلي ألا ألقسم في المبالك » ولا أجمرك ''' في ثغورم > وقد اقترب من زمان » كثير القراء » قليل الفقباء » يعمل به أقوام للآخرة » وآخرون يطلبون دنيا عريضة تأكل دبن صاحببها » كا تأكل النار الحطب ألا من أدرك ذلك متم فليتى الله ربه وليصبر . يا أما الناس» إن الله عظم حقه فوق حقى خلقه > فقال تعالى فها عظم به من حقه 9 ولا يأمرم أن تنخذوا الملائكة والنبيين أرباب) أيأمرم بالكفر بعد إذ أنتم مسامون # . ألا واني م أبعشم أمراء ولا جبارين » ولكن بعثةتم أ الحدى بهتدى بك > فأدوا إلى المسامين حقوقهم ولا تعذيوهم فتذلوم » ولا تحمروهم فتفتنوهم » . ولا تغلقوا الأبواب دونهم »> فيأكل قوم ضعيفهم ولا تستأثروا عليهم »وقاتلوا بهم الكفار طاقتهم > فإذا رأيتم بهم كلالا » فكفوا عن ذلك فإنه أبلغ في جباد عدوم . أها الناس » إني أشبدكم على أمراء الامصار » إني م أبعثهم الا ليفقهوا الناس في دينهم ويقسموا عليهم فبأهم » ويحكوا بينهم بالعدل » فإن أشكل عاييم ذيء رفعوه الي . هذه خطبة جامعة مبينة لمنباج عمر في المال بأبلغقول وأوجزه» ومنهاجه مع أمراء الأمصار > ومنهاجهفي بث روح العزة »> ومنع الذلة بأي صورة من صورها . 0 وهكذا كان يربى الأمراء » ويربىي الشعوب »> وبذلك اجتمعنا في عبده . التجمير البقاء مدة طوية في الجيش لا يعود الى أهله‎ )١( ١4 على وحدة إسلامية لا فرقة فبها امتداداً للوحدة الإسلاممة التى كونها عمد » واتباعا لأوامره . ٠8‏ - وان كتب الفاروق إلى عماله تتكشف عن سياسته واقامته للعدل» كال إل أ ا 0 في القضام ٠.‏ بسم الله الرحن الرحم : أما بعد فان لاناس نفرة عن سلطانهم » فأعوذ بالله أن تدر كني وإناك عمياء مجوولة وضغائن حمولة» ودنما مؤثرة فم الحدود ولو ساعة من نهار » وإذا عرض لك أمران أحدهما لله » والآخر للدنيا فآثر نصببك من الآخرة على نصيبك من الدنيا » فإن الدننا تنقد والآخرة تبقى » وكن من خشمية الله على وجل وأخف الفساق .. وإذا كانت بين القبائل ثائرة ''' وتداعوا : يا ل فلان » فانما تلك : نجوى الشطان » فاضريهم بالسبف حق يفيئُوا إلى أمر الل » وتكون دعواهم إلى الله » وإلى الإمام » وقد بلغ أمير المؤمنين أن ضبة تدعو بآل ضية واي والله ما أعم أن ضبة ما ساق الله بها خيراً قط » ولا منع بها من سوء قط »> فإذا جاءك كتابي هذا » فانبكبم عقوبة حتى يفرقوا ''' إن / يفقبوا » وعد مرضى المسامين » واشهد جنائزمم » وافتح بابك » وباشر أمرم بنفسك » فانها أنت امروٌ منهم » غير أن الله جملك أثقلبم حلا وقد بلغ أمير المؤمنين أنه فشا لك ولأهل بيتك هيئة لباسك » ومطعمك » ومركبك ليس لمسامين مثلبا » فاياك يا عبد الله أن تكون بنزلة البييمة التي مرت بواد خصيب » فلم يكن )١(‏ الثائرة : العداوة (؟) يفرقوا بفتح الراء من غير تشددد ممعئاها يخافوا من العرب . ١6 لها همة إلا السمن » وانما حتفها في السمن» واعم أن للعامل مرداً إلى الش4فإذا زاغ العامل زاغت رعمته وإن أشقى الناسمنشقيت به رعيته والسلام. ؟ - وكتب إلى معاوية بن ألى سفيان : بسم الله الرحمن الرحم أما بعد » فإني م آ لك في كتابي اليك ونفسي إلآ خيرا ل إناك والاحتحاب وأدن لالضعيسف وأد' نه » حى تسط لسانه »و تجرىء قلبه»وتعبد الغفريب » فانه إذا ضاق حمسه »> وضاق اذنه ترك حقه » وضعف قلبه وانما ترك حقه من حمسه ©» واحرص على الصلح بين الناس ما لم يستبنلك القضاء » وإذا حضرك الخصمان بالبينة العادلة والايمان القاطعة فاحم . م عيده لأهل اللد : بسم الله الرحمن الرحم » هذا ما أعطى عبدالل عمر أمير المؤمنين أهللد» ومن دخل معبم من آهل فلسطين أجمعين أعطاهم اما لانفسهم وأمواهم 2( ولكنائسهم وصلبهم» وسقيمهم وبريثهم وسائر ملتهم » أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينقص من حيزها > ولا من صلبهم » ولا أموالهم ولا يكرهون على دين غير دينهم ولا يضار أحد منهم » وعلى أهل لد » ومن دخل معهم من أهل فلسطين أن يعطوا الجزية » يما يعطي أهل مدائن الشام » وعليهم إتف خرجوا مثل ذلك الشرط . ومن هذه الحكتب يثبين ثلاثة أمور : أونها : كيف كان تشدده في محارية العصبية لآنها هي التي تفرق المع » وتمزق الوحدة » وكيف قرر العقوبات لمن ينادي بها من غير أن تأخذ الوالي هوادة فيهم » حتى مخافوا ويفزعوا » ولا يعودوا البها . ثانا : تشدده في اقامة العدل» وفي سبيل ذلكحث الوالي على ألا يحتجب عن الرعية »“حتى لا يبأس الضعيف من عدله» ولا يحيس الغريب الذي بشكوى فلا يأذن له » فيجب أن يسارع إلى مماع شكواه . ١ ثالثبا : عنايته بأهل ذمة رسول الل مَللتم » وحماية تدينهم 6 وحماية كنائسهم وهو بذلك سن القاعدة المقررة : أمرتا بتركبم وما يدينون . عناية عمر بالقضاء : كان يعنى بالولاة ومراقبة حكهم » وصلاتهم بالرعايا»ولا يضن بالنصصحة »© ومعها بعض الانذار » ؟ا لا يضن بالعزل ©» إن وجدت مقتضماته » وكان يكتفي في العزل بالشيهات كا ذكرنا . كذلك كان يعنى بالقضاء » فكان لا يختار إلا ذا دبن وعقل »2 وقوة فراسة » وإدراك للنفوس » وكان لا يضن على القضاة بالارشاد إلى أمشفل الطرق للقضاء . وقد حفظ التاريخ كتباً له في القضاء تعد دستور القضاء . أوهما : عن الشعبي قال : أخذ عمر فرسا من رجل على سوم ( أي على سوم الشراء ) فحمل عليه » فعطب الفرس > فخاصه الرجل »> فقال عمر : اجعل بيني وبينك رجلا » فقال الرجل اني أرضى بشريح » فقال شريح : أخذته صحبحا سلبا فانت له ضامن»حتى ترده صحمحا سلما. فأعجحب الح عمر رضي الله عنه » فعينه قاضياً . وقال له مبينا ما يقضي به : ما استبان لك من كتاب » فلا تسأل عنه © فإن لم يستين في كتاب الله من السنة » فإن لم تحده في السنة » فاجتبد رأيك . هذا ما أمر به شريحا » وهو بهذا يشير إلى المصادر التي يقضيبها القاضي» الكتاب فالسنة » فان لم يحد فيها كان الرأي المبني عليها » وهناك كتاب كان في القضاء بين فيه المصادر » والاجراء الذي بتبعه في مجلس القضاء . فضال وهذا نص ذلك الكتاب قال بعد حمد الله والصلاة على رسوله . أما بعد » فإن القضاء فريضة محكة»وسنة متيعة 2 فافهم إذا أدلي السك» فإنه لا ينفع تكلم يح لا نفاذ له آس بين الناس في بجلسك» وني وجبك » وفي قضائك »2 حتى لا يطمع شريف في حيفكك »؛ ولا يبأس ضعيف من عدلك البينة على من ادعى » واليمين على من أتكر والصلح جائز بين المسامين إلا صلحا أحل حرام أو حرم حلالا ومن ادعى حقا غائيا أو بينه » فاضرب له أمدا ينتبي المه فإن بين هأعطيته حقه» وإن أعجزه ذلك» استحللت عليه القضية > فإن ذلك هو أبلغ في العذر وأجلى للعماء ولا عنمنك قضاء قضيت فيه البوم » فراجعت فيه رأيك فبديت لرشدك أن براجع فيه الحق » فإن الم قدم لا يبطله شيء » ومراجعة الى خير من التادي في الباطل والمسامون عدول بعضهم على بعض إلا جربا عليه شهادة زور » أو جلو دفي حد » أو ظنينا في ولاء أو قرابة» فإن الله تولى من العباد السرائر » وستر عليهم الحدود» إلا بالبينات والايمان6ثم الفهمالفهمفها أدلي اليك مما ورد عليك مما ليس فيه قرآن ولا سنة » ثم قايس الأمور عند ذلك © واعرف الأمثال » ثم اعمد فيها إلى أحبها الى الله » وأشبهها بالحق واباك والغضب والقلق والضحر والتأذي بالناس والتنكر عند الخصومة »> فان القضاء في موطن الحق مما يوجب الله به الأجر » ويحسن به الذكر » ففن خلصت نيته في الحق ولو على نفسه > كفاه الله ما بينه وبين الناس ومن تزين بما ليس في نفسه شانه الله » لآن الله لا يقبل منالعباد إلااما كان خالص] فا ظنك يثواب عند الله في عاجل رزقه وخزائن رحمته » والسلام عليك ورحمةالله. هذه توجمهات عمر بن الطاب إلى القضاة ونراها إرشادية توجمهمة» ولدس فيها تهديد بعقاب ذلك لآنه مختار القضاة من ذوي العم والدين » فحاجتهم إلى العناية والعمل بالعدل . أما الولاة فقد كان يختارهم على القدرة والادارة » وكان يخشى على الإدارة ١4 من الضعيف ذي الدين والقوي الذي لا دين » ويختار ما بين ذلك قواما » فكانت القدرة الادارية عنصراً من عناصر الاختبار » وكان الدين هو العنصر الآخر » ولآن الادارة هي الحتكة بالرعية بريئها وسقيمها » وهي التي تتنازع فيها الأهواء وتصطرع فيها المآرب . ولذلك قصل القضاء عنها . ولذلك كان شديد الرقابة عليها » كثير العزل للولاة قلمل العزل للقضاة . دولة واحدة وأقالم متعددة : كانت الدولة واحدة مع تعدد الأقالم »ولا نستطيع أن نقول إن الحكومة كانت واحدة كا أشرنا» فلكل اقلم حكومته التي تنفذ أحكام القرآن والسنة وما يكون مصلحة متفقة مع عادات ذلك الاقلم » من غير المتجانفة لاثم بالمخالفة لأحكام الاسلام » وعين الأمير الاعظم ساهرة متتبعة » يحيث لا تخفى علمه من أمر الرعبة خافية ولا فى عليه من أمر الولاة أمر > بل الجيع يشعرون بأن وراءهم يعمد الله محاسيا لا يغفر الحنات بل يعزل عند الشببة . وبهذا التنسيق العمري كانت للأقالم شخصيتها غير الخارجة على الاسلام » والدولة هي المنظمة لعلاقات المبع في معاملات الوالي للرعية > وفي علاقة كل اقلم بغيره . : وكانت الوحدة بادية في شؤون الحرب » فالإمام الأعظم هو الذي يعين قواد الحروب »2 وهو الذي يمد الجبش بالعتاد » والعدد » فليس لي اقلم جيش منفصل عن سلطان الإمام الأعظم » وهو في هذا الوقت أمير المؤمدين عمر بن الخطاب » ومن بعده ذو النورين عثان بن عفان رضي الله تعالى عنها . وكانت ولايته الكبرى ,ادية في العلاقات الخارجية »> فأمير المؤمنين هو الذي يتول بشوراه العلاقات بين المسامين وغيرهم » والمعاهدات التي تعقد بينه . وبين الحالفين الذين تارون العبد»ا رأيناه في عبده لأهل - لد وكا رأينا )( الوحدة الإسلامية‎ ١ في معاهدته لآهل ايليا التي كان فيها النص على ألا" يدخل عليهم أحداً من المهبود . وما كان يعقده الولاة » إِنما كان بالنسابة عنه وبتفويض منه . المؤمنين أو الامام الأعظم هو الذي يفرضه محك القرآن وعمل النبي علئ 4 وما يراه مصلحة تتفى مع مقاصد الإسلام » ولا تخرج عن غاياته وأهدافه . وكذلك كان نظام الصدقات وجمعبا » فإنه ينفذ » كا ورد في السنة » وتحت إشراف الإمام الأعظم وكذلك الموارد المالية التي تفيض بها الأقالم بعضها على بعض من غير أي محاجزات اقليمية . وفي عام الرمادة عندما اشتدت الحاجة الى القوت أرسل الى الأقالم ذوات الغلات الزراعية » يطلب المعونة منبا »2 فأرسل إلى عمرو بن العاص والي مصر » يقول له : « الغوث » الغوث » فرد عمرو يقول : سأرسل إليكعيرا يكون أولها عندك وآخرها عندي » . .وقد فكر في حفر قناة تصل البحرين الأببض والأحمر ليسبل وصول المدد إلى البلاد العرببة وكانت الوحدة تتمثل في أمرين معنويين : أحدهها وحدة اللغة » فقد كانت اللغة العربية لغة الدولة » وكانت رباطاً بين الأقالم يربط بعضها ببعض * وكان على كل مسلم أن يتعم قدرا منها » وبقول الإمام الشافعي انه من المفروض أن يتعل كل مسلم قدرا من اللغة العريية يصحح ديله . ثانيها - الثقافة الإسلامية » فقد صرح أمير المؤمنين عمر بأنه أرسل الولاة لبعاموا المسامين أمر دينهم » كا نقلنا من خطبه » و كتبه . وننتهي من هذا إلى أن الوحدة يمكن أن تنحقق مع تعدد حكومات لال الأقالم بشرط أن تكون هناك دولة جامعة » أو جماعة موحدة إن تعذر وجود الدولة الجامعة وقتا » وان كان ذلك هو الدعامة المفضلة على غيرها من الدعاثم . وانه يكتفى في تحقق الوحدة © بوحدة اللغة والثقافة» والجباد والعلاقات الدولية والوحدة الاقتصادية » وأن تزال الحاجزات المركية بين الدول الإسلامية » يحسث يكون الاكتفاء الذاتي في الأراضي الإسلامية “ويحسث يكون التعاون على استغلال أراضي المسامين وصناعاتهم بأقصى ما يمكن » وبالبداهة لا يرفع اقلم على آخر السلاح قط . 4 - وقد يعترض الذين لا يفقبون وقائع الأحكام » ولا غايتها ومرادها يأن عمر رضي الله تعالى عنه وضم نظاماً سمي في الفقه الإسلامي »© بأعمال العاشر » وفهم بعض الفقبهاء خطأ بأن ذلك من قبيل المارك على التصدير والاستتراد . وذلك خطأ في الفهم » وإما سرى ذلك الى الكاتب من حب الرغبة في التقريب بين تفكير عاماء المسامين وما يحري في العصر الحاضر من كامات » فانحرفت به هذه الرغبة عن المعنى الأصلي لنظام العاشر . وفقه الموضوع في نظام العاشر الذي وضعه الإمام العظم أمير المؤمنينعمر رضويالله تبارك وتعالىعنه انه عندما فتحت الأقالم » كان بعض الناس يخرجمن اقلم اسلامي * أو من مدينة الى أخرى» وقد وجبت عليه زكوات» وجزية» فكان يمخشى الفاروى ألا يكون قد أداها » ففرض نظام العاشر احتياطاً للمحافظة على أموال الدولة » فقرر رضي الله تبارك وتعالى عنه أرن يأخذ العاشر من المسلم نصف عثشسر المال الذي يحمله من مدينته أو اقلممه إلى المدينة أو الاقلم الآخر » وعلى الذمّي” العشر . ولقد صرحت كتب الفقه بأن ذلك يؤخذ مالم يثبت المار أنه قد سدد ضن بدائع الصنائع في الفقه الحنفي أن المار إذا قدم ما يدل على أنه أدى ما عليه من فرائض مالبة لا يأخذ منه العاشر شيئاً . فنظام العاشر لس في معنى فر'ض جمارك » ولا ما يششيه ذلك 2 ومن قال ذلك » فقد أخطأ . عصر عمّان وما بعده : 9 - كان ما سنه عمر بن الخطاب رضي الله تبارك وتعالى عنه هو المنسع في عبد ذي النورين عثان رضي الله عنه وعبد على بن أبي طالب كرم الله وجبه فيالجنة » والعهد الأموي» وصدر الدولة المباسية كان على شاكلة نظام عمر في علاقة الدولة الإسلامية بالأقالم الاسلامية وكانت الوحدة القوية بادية في الآمور التي ذكرتاها . وأما الرفق والرحمة بالرعبة فقد كانت صفات المتقين منهم كمثئان وعلي » وعمر بن عبدالعزيز » ولكن النظام كان واحداً في جميعها . وكانت السنوات الست الأولىمن عبد سيدنا ذي النورين عثان رضي الله عنه هي امتداد لعبد الفاروق رضي الله تعالى عنه . وكان ذلك الامتداد لصلاح الراعي والرعبة » ما خرج سيدنا عمان رضي الله عنه عن سنّة الشبخين أبي بكر خليفة رسول الله مملِقٍّ » وعمر الفاروق» وخصوصا أنه عندما أعطى على نفسه عبداً بأن يعمل بكتاب الله تعالى » وسنّة رسوله عليه السلام » وسنّة الشخين أبي بكر وعمر . وما كان لمثل عثان رضي الله تبارك وتعالى عنه أن ينكث في عبد أخذه على نفسه . والحد* بست سئين كانت الأمور فبها تحري على سنة الشبخين أبي بكر وعمر » حد تقربي فقد تزيد على ذلك وقد تكون في بعض الأقالم أكثر من ذلك بكثير . إزفرن وإن التغبير الذي حدث بعد ذلك م يككزمن عمل الإمام الأعظم إنما كان من عمل قوم أثاروا الفتن وحاولوا أن بفسدوا أمر المؤمئين بشقى الوحدة الإسلامية . أو بمفاضلة بين الشعوب المحكومة بالإسلام وبين العرب » على ما هو مدون في التاريخ الإسلامي من بعد ذلك في الحركات المساة الشعوبية . وانه بلا شك تحركت العصممةالجاهلة» ا سنبين» وغت» وفرقت ا جتمع » وقطعت الوحدة التي أقامبا رسول الله لتم » وقام على رعايتها الشبخان من بعده ووسم أمرها عمر الذي يفر فريه في الإسلام أحد» كا روي عن رسول اذ عنم . فقد ابتدأت الفتنة المفرقة بأن ذكروا عن عؤان رضي الله عنه أموراً خالف فيها رسول الله في زعمهم وحسبوا أنه قرب بالقرابة » وأعطى الولاية من بني أمبة من لا يستحقها»وليكن لهم في الإسلام سبق دبرر تقديعهم» بل أخذوا عليه جمع القرآن » وهو إحدى حسناته “وز كاه علي بن أبي طالب وقاللو لم يفعله عئان لفعلته» وأخذوا عليه أنه حمى من المراعي لإبل الصدقة» ولننقل لك ما رواه الطبري : جاء جماعة من الكوفيين والبصريين معترضين على عؤان» فجمعهم رضيالله تبارك وتعالى عنه في المسجد وقد أحاط بهم أصحاب رسول الله عَلِتَمٍ » فقال وان هؤلاء قد ذكروا أموراً قد عاموا منبا مثل الذي عامتم إلا” أنهم زعموا أنهم يذكروتها على عند من لا يعم » وقالوا أتم الصلاة في السفر وكانت لاتتم » ألا واني قدمت بدا فيه أهلي أو كذلك ؟ قالوا اللهم نعم . وقالوا حميت حمى (أي منعت مرعى من رعي الناس) وإني والله ماحميت حمى قبَّلى» والله ما حموا شيئا لأحد» ما حموا إلا ما غلب عليه أهل المدينة» ثم ل يمنعوا من رعمه أحدا» واقتصروا لصدقات المسامين يحمونها» لكيلا يون 0 بين من يليها وبين أحد تنازع » ثم ما منعوا » ولا نحوا أحدا » ومالي من بعير غير راحلتين» ومالي ثاغة ولا راغية » وإني قد ولمت» وأنا أكثر العرب بعيرا وشاء » نمال الموم شاة » ولا بعير غير بعيرين لحجي أكذلك ؟ قالوا الهم نمم . قالوا كان القرآن كتبا » فتركتبها إلا واحدة ألا وإن القرآن واحد جاء من عند واحد » وإِنما أنا في ذلك تابم أكذلك ؟ قالوا نعم . قالوا اني وليت الحم (وهو الحم بن العاص قريبه)» وقد سسّره رسو لالله عل أكذلك قالوا: اللبم نعم » وقالوا إفي استعملت الأحداث : ول استعمل إلا مجتمعا حتملاً مرضياء وهؤلاء أهل عملبم فسلوهم عنهم» وهؤلاء أهل أصل بلدم » ولقد ولى من قبل أحدث منهم وقبل في ذلك لرسول الله عَلِنّوٍ أشد مما قبل لي في استعماله أسامة أكذلك ؟ قالوا اللهم نعم » يعببون للناس ما لا يفسرون وقالوا إني أعطبت ابن أبي السرح ما أفاء الله عليه » وإنما نفلته خمس ما أفاء الله عليه فكان مائة ألف »2 وقد أنفذ مثل ذلك أبو بكر وعمر رضي الله عنها » فزعم الجند أنهم يكرهون ذلك »2 فردوه عليهم > وليس ذاك لهم » أكذلك ؟ قالوا نعم » وقالوا إني أحب أهل بيتي وأعطيهم » فأما حبي فإنه / يمل معهم على جور »© بل أحمل الحقوق عليهم » وأما اعطاؤهم » فإني أعطيهم من مالي » ولا أستحل أموال المسامين لنفسي » ولا لأحد من الناس » ولقد كدت أعطي العطبة الكبيرة الرغسية من صلب مالي أزمان رسول الله يلتم وأبي بكر وعمر رضي الله عنما وأنا يومئذ حريص شحيح » أفحين أتبت على أسنان أهل بيت وفني عمري »> وودعت الذي لي في أهلي » قال الملحدون في ما قالوا » وإفى والله ما حملت على مصر من الأمصار فضلاء فيجوز ذلك من قاله » ولقد رددته عليهم » وما قدم علي إلا الأخماس » ولا يحل لي منهم شيء » فولى المسامون وضعها في أهلبا دوني » وما آكل إلا من مالى : ١4 ٠‏ هذا دفاع سيدنا ذي النورين عمان رضي الله عنه أمام جمع من الصحابة سهدوا له بالصدق ولا.شك أنه صادق من غير شهادة أحد > فهو من المشيرة المنشرين بالجنة » ومن أوائل الناس إسلاما وهاجر الهجرتين مرة إلى الحدشة » والأخرى الباركة إلى المدينة وجبز جدش المسامين في ساعة العسرة» ووزع الب الذي استورده على أهل المدينة زمن الني ملل » لأنسم كانوا في شدة ورفض السّوم في العير . ولككن بلا شك نامح في رده » وما قد روى من اعتراضهم أنه ولتى ابن أبي السرح » وكان قد كتب للوحي » ثم ارتد» وأخذ يضلل الناس فيدينهم» فزعم أنه كان يغير فيا يلي عليه النبي ملت » ولقد أباح عليه الصلاة والسلام دمه » وأنه ان كان تاب4وعفا عنه الرؤوف الرحم فهو متهم في دينه» كيف يولى بعد عمرو بن العاص . ولكن يظبر أن دعاة الفتنة لم يسكنواءبل استمروا يلجون فيالشكوى» حتى طم السيل » فاجتمع نفر من أصحاب رسول الله مَلِتَرٍ » فكاموا علي بن أبي طالب كرم الله وجبه في الجنة » فدخل على أمير المؤمنين ذي النورين عمان » رضي الله عنه » وقال له : الناس ورائي © وقد كلموني فيك » والله ما أدري ما أقول » وماأعرف شيئا تجهله » ولا أدلك على أمر لا تعرفه إنك لتعلم ما نعم » ما سبقناك إلى شيء لنخبرك عنه » ولا خلون بشيء فتبلفكه » وما خصصنا بأمر دونك » وقد رأيت وسمعت وصحبت رسول الله ِنَع » ونلت صهره » وما ابن أبي قحافة بأولى بالحق منك » ولا ابن الخطاب بأولى بشيء من الخير منك» وإنك أقرب إلى رسول الله رحما » ولقد نلت من صهر رسول الله ما لم ينالا » ولا سبقاك إلى شيء فال الله في نفسك »> فانك والله لا تبصّير من عمى »© ولا تعلم من جبل > وإن الطريق اواضح بدّن > وإن أعلام الدين لواضحة تعلٍ با عؤان أن أفضل عباد الله إمام عادل "هدي وتهدى »2 وأقام سنة معلومة » وأمات ١ بدعة » فوالله » إن كثلا“ لبين وإن السنن لقاثة لها أعلام » وإن شر الناس عند الله من ضل و'ضل” به » فأمات سنة معلومة » وأحما بدعة متروكة » وإلىي ممعت رسول الله عل يقول يؤتى يوم القيامة,الإمام الجائر » وليس معه نصير » ولا عاذر فبلقى في جبنم فيدور فيبا » كا تدور الرحى »2 ثم يرتطم في غمرة جم » إنى أحذرك الله » وأحذرك سطوته ونقماته فإن عذابه شديد ألم » وأحذرك أن تكون إمام هذه الآمة المقتول » فإنه يقال يقتل في هذه الآمة إمام » فبفتح عليها القتل والقتال إلى يوم القبامة » وتلبس أمورما عليها » ويتركهم شيعا » فلا يبصرون الحى لعلو الباطل > يموجون فيها موجا ويمرجون فبها مرجاً . فقال عئان » أما والله لو كنت مكان مما عنفتك » ولا أسامتك » ولا عبت علمك » ولا جئت منكراً إن وصلت رحا » وسددت آخلة »> وآويت ضائعا » وولبت شبيها يمن كان عمر يولي » أنشدك الله يا علي هل تعم أرنف المغيرة بن شعبة ليس هناك ؟ قال نعم » قال فتعم أن عمر ولاه ! قال نعم » قال فم تلومني أني وليت ابن عامر ( أحد ولاته ) وقرابته ؟ قال علي سأخيرك : إن عمر بن الخطاب » كان كل من ولى فإنما يطأ على صاخه » إن يلغه عنه حرف جلبه > ثم بلغ به أقصى الغاية » وأنت لا تفعل ضعفت ورفقت على أقاربك » قال عؤان : مم أقاريك أيضا . فقال على : لعمري إن رحمهم مني قريبة » ولككن الفضل في غيرهم . قال عؤان : هل تعم أن عمر ولى معاوية خلافته كلها فقد وليته . فقال علي : أنشدك الله » همل تع أن معاوية كان أخوف من عمر من ( يرفأ غلام عمر ) منه . قال عئارن نعم . قال على : فإن معاوية يقتطع الأمور دونك » وأنت لا تعامبا » فبقول أشن للناس : هذا أمر عثان ثم يبلغك ولا تغير على معاوية » ثم خرج على من عنده 8 للق ١‏ - ل ينم دعاة الفتنة » بل إنهم ساوروا المدينة وكان المصريون منهم يلبجون باسم علي كرم الله وجبه في الآخرة على أنه الأولى بالخلافة منه » وأحاطوا ببيت عثان : فأرسل عؤان إلى على بن أبي طالب كرم الله وجبه في الآخرة يستدعيه » وجاء في كتابه : « لقد بلغ السيل الزبى » وجاوز الحزام الطبيين » » فإن أك مأكولاً فكن خير آكل وإلافأدركني ولماأمزق. خرج إليه علي رضي الله عنه ليبدىء الأمور » فيصرف المصريين الذين كانوا بلبحون باسمه » كنا ذكرة . وتقدم الى عثان لإنقاذ الموقف »2 فأشار عليه يأن يكم الناس بكلام يسمعونه > يشهد الله على ما في قلبه من النزوع والانابة فتكم بكلام في هذاء فرق الناس » وارتفعت الآصوات » وبكى كثيرون منهم » وارتدت القاوب الشاردة » وكادت القضب ترجم إلى أجفا ا ع وتموت نوازع الشر في خلاياها . ولكن مروان بن الحم الأموي جاء إلبه يقول له لاما له أو عاتبا » بأبي أنت وأمي» والله لوددت أن مقالتك هذه كانت وأنت متنع منبم» فكنت أول من رضي بها » واعان » ولكنك قلت ما قلت حين بلغ الحزام الطبيين»وحلف السملالزبى»وحين أعطىالخطة الذليلة الذليل»والله لإقامة على خطيئة تستغفر منها أجمل من توبة تخوف علبها » وإنك إن شت تقربت . تاريخ الطبري ج ه ص + الطبعة القديعة‎ )١( شنا بالتوبة » وم تقر بالخطيئة وقد اجتمع اليك على الباب مثل الجبال منالناس. فقال عؤان : فاخرج اليهم فكلمهم » فإني لاستحمي أن أكلمهم . فخري مروان إلى الباب » والناس بر كب يعضهم بعضا . فقال : ما شأتكم كأنم اجتمعتم لنبب »> شاهت الوجوه » كل إنسارن آخذ بأذن صاحبه» جَئْتم تريدون أن تنزعوا ملكنا من أيدينا » اخرجوا عنا أما والله لثن رمتموتا ليمرن” عليكم أمر لا يسرك » ولا تحمدوا غب رأيم ارجعوا إلى منازلك » والله ما نحن مغلوبين على ما في أيدينا . ١‏ هذه مساجلات كلامية جرت بين اثنين من أكبر أصحاب رسول العَكيٌ » آثرنا أن ننقلها » بدل أن نلخصبا » أو أن نعلق على الأحداث التي دفعت إلى تلك المساجلات وإن كان قد تدخل فيها بغير منطق الإسلام من م يكن مكانة الصاحمين الجلملين اللذين نالا صهر رسول الله مَِعٍ والمشيرين بالجنة. ولا نبلغ مبلغ من يوجه لوما لمثل عثان في تقواه » وعلى في جباده»ولكنا نقول في مروان انه كان يلبب الفتنة » ويضع فيها الوقود الذي يلببها » ويذكيها في أسلوب جاهلي » ويسمي الخلافة في عمان ملكا له » والخلافة والملك مختلفان في سببها وفي السمطرة وفي ثراتها . الفتنة التي فرقت القلوب ولم تمرق الوحدة : وفعت الفتنة التي فرقت القلوب وإن حانت الوحدة الإسلاممة م تتمزق » لقد كانت بعد موت عثان فئتان إحداهما عادلة » والأخرى باغبة ونازعت الباغئة صاحب الح » واقتتلت الطائفتان » وقد قال تعالى : .1١١؟ الطبري جاه ص‎ )١( 18 وان طائفتان من المإمنين اقتتلوا فأصلحوا بينها فإن بغت إحداها على الأخرى » فقاتلوا التى تمغى حتى تفىء إلى أمر الله » فإن فاءت فأصلحوا بينها بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين » إنا المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويم واتقوا الله لملكم ترحمون » » وإن خروج البفاة لايمد نقضا للوحدة » لآن المعنى الأخوي لا بزال قائمًا » ولو كان النصر الدنيوي للمغاة » وإن كانوا في البغي الذي أعقب مقتل الإمام عثان رضي الله تبارك وتعالى عنه » لم ينتصرواءبل كان الجع بعد ذلك في عبد أحد سبطي رسو ل الله يله » وهو الحسن رضي الله عنه » وكرم الله تعالى وجه أبسه في الجنة » وصلى الله تعالى على جده وسلم : ولو كان الحكم الذي انتهى إليه الآمر لم يكن قد اننهى إلى من هو خير المؤمنين » ومن كان حكه عدلاً ومن كان هو من أهل السبق في الإسلام لكان خيرا » ولكن الوحدة بهذه الفتنة وذلك المغي قد اهتزت وم تزل »يبل استمرت قائمة © والفتوح الإسلامية قد استمرت باسم كلمة الإسلام والسلام الحق » فقد كانت الجموش الإسلامية بقيادة قتيبة بن مسلم قد وصلت إلى الصين شرقا»ووصلت غرباً بقيادة موسىيننصير إلى الأندلس غصن الإسلامالرطيب» وفتحته > وزادت الغصن حماة بروح الإسلام » واستمر المسامون سائرين » حتى تجحاوزوا جنوب فرنسا . ولا نستطيع أن نقول إن الحكم كان عدلاً في كل نواحيه » ومن كل الولاة » وحسبنا أن نرى الطاغبة الحجاج بن بوسف الثقفي لكي نقرر أن العدل لم يكن شاملا . ولكن تحب أن نقول إن الوحدة الإسلاسة كانت قائمة » وإن كانت على دخن » خروج الخوارج الفينة بعد الأخرى » ولكن كانت تزول بالحروب الجزئية التي كانت بين مقر الحكم وبينهم . كيل وسمى حكهم ابن تيمبة خلافة ملكية » وليست خلافة نبوية » لآنه لم تكن غة ببعة اختبارية » بل كانت ملكا وراشاً يتلقاه خلف الحاكم أو ولي عبده من سبقه . وإن الوحدة » وإن كانت » فققد ضخمت في ثناياها أسباب الفرقة التق أخذت تنمو جيلاً بعد جيل حتى أتت من بعد بأثأم الثمرات » ذلك بأن العدل لم يككن سائداً » وم تكن الروح الدينية سائدة » وإن كانت الآلسنة ترددها » فالوحدة كانت تفم في حشاها ما .هدمها بعد حين . وإنه مع ذلك بدت العصبية العريبة تأخذ طريقها إلى الحباة » وإنها إن م تفرق الدولة الإسلامبة وتجعلها أجزاء فقد أوجدت ثغرة في القاوب وثغرة القلوب تؤدي إلى الإنقسام » وإن طال الزمان » ويعد المدى . #” ل تفبأ الني َم هذه الفتن وذكرها عليه السلامفي أحاديث صحيحة وردت عن رسول الله عَللثَرٍ » منها ما رواه البخاري عن زينب بنت جحش أنها قالت استيقظ الني ملت مرا وجبه يقول : « لا إله إلا الله » ويل للعرب من شر قد اقترب » . ولقد جاء في صحبح البخاري « عن أبىي هريرة قال:قال رسول الله جَيِْعْ ستكون فتن القاعد فمها خير من القائم» والقاثئم خير من الساعي من تضرف لها تستشرفه نمن وجد فبها ملجأً أو معاذا فليعذ به . كنا عند عمر رضي الله عنه » فقال : أيكم يحفظ حديث رسول اللهعلاع في الفتنة فقلت أنا» قال : إنك لحري" و كيف ممعته يقول فتنة الرجل فيأهله وماله وولده ونفسه وحاره » يكفرها الصيام والصلاة والصدقة » والأمر 1١4+ بالمعروف والنبي عن المنكر » فقال عمر رضي الله عنه : ليس هذا أريد إنما أريد التي تموج كموج البحر فقلت مالك وها يا أمير المؤمنين > إن بينكوبينها باب مغلقا » قال فيكسر الباب أو يفتح قلت بل يكسر » قال ذلك احرى ألا" يغلق أبدا . هذه أحاديث من ثهائل النبوة تثبت عل الني عَلِئْوٍ بوحي من. الله تعالى بأمر هذه الفتن التي وقعت من بعده» واستمرت تجيء فتنة بعد فنة » وتتولد وأحدة من أخرى ٠.‏ تؤثر فمها ٠‏ ولقد روى مسلم عن حذيفة أيضا . « تعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عودا » فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء '' »> وأي قلب أنكرها نكتت نكتة بيضاء حتى يصير قلب أبيض مثل الصفا » فلا بذره فتنة مادامت السموات والأرض »© والآخر أسود مرياد '؟) كالكوز مجخيا '' لا يعرف معروفا » ولا ينكر منكراً » إلااما أشرب من هواه » وفي هذا الحديث كما قال حذيفة مخاطب أمير المؤمنين عمر : « إن يدنك وبينها بايا مغلقاً » يوشك أن يكسر » فقال عمر أكسراً لا أبا لك »فلو أنه فتح كان لعله يعاد . هذه نبوءات النبي علقم وهذه من ثهائل النبوة . وهنا يسأل سائل » لماذا كانت هذه الفتن ؟ » ولماذا أخير الني علئر 1 أما الإحابة عن السؤال الأول » فإنه متعلق بإرادة الله تعالى » وال لا يسأل عبا يفعل » كما قال تبارك وتعالى لا يسأل عبا يفعل »2 وهم يسألون . )١(‏ النككتة : الآثر. (؟) المرياد الذي يكون لونه بين السياض والسواد . (») والمحدخي المائل عن الاستقامة » أو هو المنكوس . ١4.١ ولككن يحب علمنا أن نعم أن ذلك لحكة أرادها » وهو العلم الحككم الذي لا يخفى عليه شيء في السماء ولا في الأرض © وهو السميع اليصير . وانا نحاول أن نتعرف هذه الحكة » كما نتعرفها في الادواء التى تصيب المؤمن اختباراً لإمانه وكشفا لبقينه وكما تختبر الآمم بالبأساء والضراء » كما قال تعانى ‏ أم حسبتم أن تدخلوا الجنة » ولما يأتككم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء > حتى يقول الرسول » والذين آمنوا معه» مق نصر الله الا إن نصر الله قريب» فهي نوع من ابتلاء الله تعالى لتصق ل النفوس» وتتعود المجاهدة» وتتعرف الخير» فتأمر به والشر فتنبى عنه» كا قال تعالى : © ونبلوم بالشر والخير فتنة # . ولا شك أن الفتن تكشف النافقين » وتصقل قلوب الممنين » فيزدادوا إيمانا» ويتحفزون للأمر بالمعروف والنبي عن المنكر أو يفوضون الأمور لله » إذا كان شح مطاع » وهوى متبع » والزمان يمل الفتنة يأكل بعضها بعضا وتخبو نارها » وماذا بعد ذلك إلا الحق دقام » والعدل يستقر . وأما الإجابة عن السؤال الثاني » وهو السبب في اخبار الني عر » فإنما هو لبيان علاجها في أوقاتها وفيها إشارات إلى من يثيرونها » وأنا أحياناً تكون من قوم ظاهري الإيمان والتشدد ولكن عةوهم منحرفة » وقلوبهم ملتوية » وهم في جملة حالهم غير مدركين » ولا فاقبين . ولقد كان الناس كثيراً ما يسألون عن قابل الأمور فجيبهم الني عل » أخرج الشيخان: البخاري ومسم ‏ وأبو داود عن حذيفة بن المان: كان الناس يسألون رسول الله مَلِتَعٍ عن الخير » وكنت أسأله عن الشير مخافة أن يدر كني > فقلت يا رسولالله إنا كنا في جاهلية وشر »© فجاءة الله تعالى بهذا الخير » فبل بعد هذا الخير من شير ؟ قال : نعم قلت فبل بعد ذلك السر من خير ؟ قال : نعم ؛ وفيه دخن »> فقلت وما الدخن ؟ قال قوم يستذون بغير ل ساتي > وهتدون بغير هدبي > تعرف منهم وتدذكر » قلت فبل بعد ذلك الخير من شر؟ قال نعم» دعاة على أبواب جيم » من أجابهم إليها قذفوه فيها > قلت يا رسول الله » نما تأمرني إن أدر كني ذلك ؟ قال تلزم جماعة المسامين وإمامهم > قلت : فإن م تككن جماعة ولا إمام » قال : فاعتزل تلك الفرق كلبا » ولو أن تعض بأصل شحرة » حتى يدر كك الموت وأنت على ذلك ©». وترى من هذا أن الني عَم كان يجيب » ويكشف عنا ينكون > وما بلغي للمؤمن في هذه الفتن . ولقد روي عن على كرم الله وجبه في الجنة أنه قال : « قال رسول الله يله : كيف بكم : إذا فسق فتياتكم » وطغى نساوع» قالوا يا رسولالله» وإن ذلك لكائن ! قال نعم وأشد » كيف أنتم إذا م تأمروا بالمعروف وم تنهوا عن المنكر » قالوا يا رسول الله : وإن ذلك لكائن > قال نعم وأشد » كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونميتم عن المعروف » قالوا يا رسول الله » وإن ذلك لكائن» قال نعم وأشد» كيف بي إذا رأيتم المعروف منكرا» والملككر معروقاً قالوا با رسول الله وإن ذلك لكائن » قال نعم » وهنا نرى أنرسول الله يلتم لم يذكر الآشد في الحال الأخيرة » لأنه لا يوجد أشد من ذلك في أحوال الأمم » إذ تفسد الأخلاق وتفسد النفوس » وتفسد المدارك حق برى الخير شراً » والشسر خيراً » وبذلك تصل الحال إلى أبعد اغوار الجاهلة والله هو المنجي . وقد أدر كنا ذلك الزمان الذي تنبأ به رسول الله يَِقٍّ » صرة نرى كل أمر معكوساً » وكل حتق منكوسا » وقد فسدت الأمور» وشاهت العقول » وطمس النور > ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظم . الخلافة والوحدة : 4 - رأينا أن الماعة الإسلامية خرجت من الفتن موحدة القوى © قد 1١4 اتحبت شرقا وغربا في الفتوح حتى وصلت ششرقا إلى الصين»وغربا إلى الحيط » لا تصيب منه الإحساس بل تمس السطم » ولا تتجاوز الظاهر » وتصل إلى ولعل الفضل في بقاء الوحدة هو ما سمي في التاريخ الإسلامي الجاعة » وقد كانت الماعة تلتف حول من تسمسه خليفة أو تسمه أمير المؤمنين » سواء أكان قد تولى بشروط الخلافة النبوية » كما سماها ابن تيمية أم تولاها امم الملك والسلطان » ووجبت طاعته » إذ أن جمهور الفقهاء قرروا أن كل من تغلب © ورضيته الماعة وجبت طاعته وقد ممى ابن تممبة:٠من‏ تولى منغير أن يستوفي الشروط النبوية في الخلافة سمى ذلك خلافة ملوك . ومها تكن الأسماء » فإن اسم الخلافة كان له دخل كبير في بقاء الوحدة الإسلامية» ولو م يككن العدل هو الذي يحكمها » ويسيطر علبها“وقد وجب علمنا أن نتككلم في الخلافة وأسباب الحكم . لقد تكلم ابن خلدون فبلسوف الإسلام الاجتاعي في الفرق بين الخلافة » والملك الفاسد » والملك الصالح فقال : « إن الملك الطبعي هو حمل الكافةعلى مقتضى الغرض والشهوة » والسباسي” هو حمل الكافة على مقتضى النظر العقلي والخلافة هي حمل الكافة على مقتضى النظر الشرعي في مصالحهم الآخروية والدنيوية الراجعة إليها » إذ أن أحوال الدنيا ترجم كلها عند الشارع الى اعتبارها بمصالح الآخرة » فبي في الحقيقة خلافة عن صاحب الشرع في حراسة الدين » وسياسة الدنيا » . هذه تفرقة ابن خلدون بين الملك الفاسد » والملك الصالح » والخلافة ولا تكون إلا حكا صالحا » ما دام القائم عليها محققاً لقاصدها وأغراضها . 44 وان الخلافة كانت حقيقة تتحقق فيها الخواص التي ذكرها ابن خلدون في عبد الراشدين جميعا » فقد كانوا منفذين لأحكام الشريعة »يحملون الناس عليها » ويقممون الحدود » وكان ذلك أن الخلافة حت انقلبت ملكا عضوضاً في عبد معاوية بن أبي سفبان » وتحقق الآثر الصحمح عن الني علقم » إذ قال فيا يروى عنه يلتم : « الخلافة بعدي ثلاثون » ثم تصير ملكا عضوضاً » وما للخلافة النبوية من هذه المنزلة في حراسة الدين » وإقامة حدود الله والرقابة على تنفيذ الشرع الشريف كانتمن قبسيل فروض الكفاية يحب على الكافة إقامة خليفة » بحبث يأتمون » إن لم يعملوا على إقامته أو لم يقم . قال ابن حزم في كتايه الفصل اتفق جميع أهل السنة » وجميسع المرجئة وجميع الخوارج على وجوب الإمامة » وإن الآمة عليها واجب الانقياد لإمامعادل يقهفيها أجكام الله تعالى ' ويسوسهم بأحكام الشريعة التي آتى با رسول الله عِلِتعٍ حاشا النجدات من الخوارج » فانهم قالوا : لا يازم الناس فرض الإمامة » وإئما عليهم أنيتعاطوا الحق فيا بينهم » وهذه فرقة ما نرى بقي منهم من أحد وهم المنسوبوت الى نجدة بن. عويمر الحنفي بالهامة » وقول هذه الفرقة ساقط يكفي في الرد عليه وإبطاله إجماع كل من ذ كرت على بطلانه » والقرآن والسنة قد وردابايحاب الإمام » من ذلك قول الله تعالى : . ف يا أها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطبعوا الرسول وأولي الأمر منك.» » | مع أخاذيث كثيرة صحاح في طاعة الأمة » وإحاب الإمامة . وقد تككم بعد ذلك في وجوب إقامة إمام واحد لعامة المسامين » وقال إنه عجمع عله “وهو معقول المعنى » لكي تنحقق الوحدة الإسلامدة في الحكم» كا هي واجبة » ولكن أجاز بعض الزيدية إقامة إمامين إذا اقتضت المصلحة ولكنه لم يذكر غالفة هؤلاء لأنه لا يرى لهذا الرأي اتباعاً . 48 ش ٠‏ الوخدة الاسلامية(١١)‏ ويقول في ذلك « ثم اتفق من ذكرنا ممن برى فرض الإمامة على أنه لا يحوز كون إمامين في وقت واحد في العالم » ولا يحوز إلا إمام واحد » إلا عمد بن كرام السجستاني وأا الصباح السمرقندي وأصحاهيم » فإنها أجازا كون إمامين وأكثر في وقت واحد . واحتج هؤلاء بقول الأنصار » أو من قال منهم يوم السقمفة لامهباجرين منا أمير » ومن أمير > واحتجوا أيض] بأمر على والحسن مع معاوية رضي الله عنهم . وكل هذا لا حجة لهم فبه » لآن قول الآنصار رضي الله عنهم ذلك كا ذكرن لم يكن صوابا » بل كان خطأ أداهم إليه الاجتباد » وخالفهم فيه المباجرون »2 ولا بد إذا اختلف القائلان على قولين متناقضين من أن يككون أحدههما حقا» والآخر خطأ» وإذا كان ذلك كذلك »> فواجب رد ما تنازعوا فيه إلى ما افترض الله عز وجل الرد إلمه عند التنازع»إذ يقول سبحانه: فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول» إن كنتم تؤمنون بالله والموم الآخر # فنظرن في ذلك فوجدنا رسولالله صلى الله تعالى عليه وسلم قد قال : « إذا بويع لإمامين فاقتلوا الآخر منها » » وقال تعالى : 8 ولا تكونوا كالذين تفرقوا » واختلفوا من بعد ما جاءهم البدنات # > وقال تعالى : ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحم »4 . وإذا كان إمامان فقد حصل التفرق المحرم > ووجد التنازع » ووقعت المعصبة - فصح أن قول الأنصار رضي الله عنهم - خطأ ٠‏ رجعوا عنه إلى الحق »> وعصمهم الله تعالى من الّادي عليه . وأما أمر على والحسن » ومعاوية » فقد صح عن النبى صلى الله تعالى عليه وسم أنه أنذر يخارجة تخرج من طائفتين » وأنه تقتلها أولى الطائفتين بالحق » فكان قاتل تلك الطائفةعلى" « السابق إلى الإمامة فبو صاحب الحق بلا شك» وكذلك أنذر عليه السلام بأن عماراً تقتل الفئة الباغية » فصح بعد أنه 1١.5 صاحبها وأن من نازعه فيبا فهو مخطىء » فعاوية . مخطىء !! لأنه يجحتبد» ولا حجة في خطأ الجتبد » فبطل قول هذه الطائفة أيضا » . ونحن مع جمهور الفقباء والمحدثين في أنه لا يصح إقامة إمامين في عصر واحد »2 لأن الخلافة جامعة للوحدة الإسلامية » ولا يمكن أن تكون جامعة» ومة إمامان » وان اختبار سسدنا عمر انفسه ولمن بعده لقب أمير المؤمنين يومىء إلى الإمامة تككون عامة » لا تختص محزء من الأرض الإسلامية » بل تعمها لتكون الوحدة الجامعة » وليتحقق قول الي عل « المؤمن للمؤمن كالينان يشد بعضه بعضا » . ها ذكر الفقباء شروط) فممن يتولى هذا المنصب بعضها متفق عليه » االلصب »> وأشار إلى المحتلف فيه منبا > فقال : « وأما شروط هذا اللنخصب فبي أربعة : العم والعدالة والكفاية وسلامة الحواس » واختلف في شرط خامس » وهو النسب القرثي » . وقد اشترط ابن حزم أن يكون رجلا لقول الني عَلِتَهٍ : « لا يفلح قوم أسند أمرم إلى امرأة » . وأحسب أن ذلك الشرط متفق علمه بين عاماء المسامين * و يذ كروه لبداهته » ولككن نص عليه ابن حزم من بينهم » فكان تصريحاء با هو مفهوم عند الجيع © وما استقر عليه رأي الجيع . أما الخلاف الذي ذكره ابن خلدون في النسب القرشي » فبو خلاف مترامي الأطراف مختلف النواحي قال فيه ابن حزم : « اختلف القائلون على وجوب الإمامة في قريش »> فذهب أهل السنة وجمبع الشيعة وبعض المعتزلة » ١47 وجمهور المرجئّة إلى أن الإمامة لا تجوز إلا في قريش عامة من ولد فهر بن مالك » ولا تحوز فيمن كان أبوه من غير بني فبر بن مالك » وإن كانت أمه من قريش» ولا في حليف ولا في مولى» وذهب الخوارج كلهم وجمهور المعتزلة» وبعض المرجئة إلى أنها جائزة في كل من قام بالكتاب والسنة » والواجب أن يقدم الحشي لأنه أسبل لخلعه إذا حاد عن الطريق » . وكأنه لا يصح عند هؤلاء أن يكون للإمام عصبية تدافم عنه » ولذلك استحسنوا أن يكون من لا عصبية له وان ابن حزم ليسترسل في ببان الاختلاف في اشتراط القرشية » فبعد أن يذكر الخلاف في أصل الشرط » يذكر الخلاف بين من اشترطوه » فقال رضي الله تبارك وتعالى عنه : واختلف القائلون إن الإمامة لا تحوز إلا في قريش > فقالت طائفة هي جائزة في كل ولد فهر وهذا قول أهل السنة وجمهور المرجئة » وبعض المعتزلة» وقالت طائفة لا تجوز إلا ني ولد على بن أبي طالب ... وبلغنا عن بعض بني الحارث بن عبد المطلب أنه كان يقول لا تجوز الخلافة إلا في بني عبد المطلب خاصة “ويراها في جميع ولد عبدامطلب » وم أبو طالب وأبو لهب » والحارث والعباس وبلغنا عن رجل كان بالأردن أنه يقول : لا تحوز الخلافة إلا في بني أمئة بن عبد مس * ورأينا كتاباً مؤلفا لرجل من ولد عمر بن الخطاب رذي الله عنه يحتج بأن الخلافة لا تجوز إلا لولد أبي بكر وعمر رضي الله عنها . ومع هذا التفريع والتفصيل الذي ذكره ابن حزم رضي الله عنه لا يذكر الخلاف عند من يرون أنها في ولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه » فقد اختلفوا » ففريق قال : كل ولد لعلى جوز أن نكون خليفة » ولو كان منغير فاطمة فمحمد بن الحنفبة نودي له بالخلافة » وهو ليس من أولاد فاطمة . ومنهم من قال : إن الخلافة من ولد على من فاطمة من أولاد الحسن أو الحسين » وأولئك هم الزيدية » ومنهم من قرر أن تكون الخلافة من أولاد علي من الحسين > وأولئك م الإمامية الاثنا عشرية والإمامنة الإسماعيلية 1١44 اومها يكن أمر الخلاف بين الذين م يحوزوا الإمامة إلا في القرشين» ففن الثابت أن جمبور علماء المسامين برون أن الخليفة من قريش>ومنعدام أقل عدداً وأضعف ناصراً . نا وححة هؤلاء الكثرة من العاماء حديث «الأغئمة من قريش » وفي رواية « الآمراء في قريش » . هذا الحديث يحتملأن يكون تذؤاً بأمر يكون في المستقبل “مثل«الخلافة بعدي ثلاثون ثم تكون ملكا عضوضا » فيكون مؤداه أن الإمامة الجديرة بأن تكون امامة المسامين الذين ترعى مصالحهم ©» وتقم حدود الله تعالى هي في قريش > ولقد صدقت نبوءة الني ملت » فإن الراشدين كانوا الأمة حقا » وأربعتهم من قريش . ويحتمل ان يكون بياناً لحم شرعي بإثبات أن الخلافة أو الإمامة لا تكون إلا في قريش . ونقول إن المفسرين للحديث اتحبوا هذين الاتجاهين » واستمع إلى ما يقوله ابن حجر العسقلاني في شرح حديث ابن عمر عن الني ملام ٠‏ لا لوال هذا الأمر في قريش ما بقي اثنان » التقدير لا بزال هذا الأمر فلا يسمى بالخليفة إلا من يككون من قريش الا أن يسمى أحد من غيرهم غلية وقبرا » وأما أرن يكون المراد به الأمر » وإن لفظه لفظ الخبر ثم قال ابن حجر . قال النووي حك حديث ابن عمر الى يوم القيامة ما بقي من الناس اثنان» وقد ظبر ما قاله َلثم فمن زمنه إلى الآن م تزل الخلافة في قريش من غير مزاحمة لهم على ذلك ومن تغلب على الملك بطريق الشوكة لا ينكر أن الخلافة في قريش »> يدعي أن ذلك بالنسابة عنهم » . ثم قال ان ححر : « هذا الحديث خبر عن المشروعية > أي لا تنعقد الإمامة الكبرى إلا لقرشئي مها وجد منهم أحد » وكأنه جنح الى أنه خير يمعنى الأمر . هذا » وإننا ننتبي من ذلك التفسير إلى أن الحديث يحتمل أن يكون 146 تنيؤاً » وأنه لصادق » ويحتمل أن يكون تكلفا فيه أمر بألا يككون إمام في الإمامة الكبرى إلا من قردش . وانه مع هذا الاحتّال لا يمكن الاستدلال به على أنه لا تنعقد الخلافة أو الإمامة الكبرى إلا لقرئي . وانه على فرض أن الحديث فيه تكليف أو أمر »2 فإنه من المؤكد أرن الروايأت تضافرت على أن أولوية قريش مقبدة بعدلهم » واقامتهم الحق » بل ان طاعة كل متول مقيدة بذلك » ومن ذلك قوله عَلِقٍَ مخاطباً قريشا : وأنتم أولى الناس بهذا الأمر ما كنتم على الى الا" أن تعدلوا عنه فتلحوا كا تلحى هذه الجريدة » ومن ذلك أيضا قوله ملت « استقيموا لقريش ما استقاموا لكم فإن م يستقيموا فضعوا سيوفك على عواتقك © فأببدوا خضراءهم > فإن لم تفعلوا فكونوا زراعين أشقياء » . وإن الأخبار يفهممنها أن القرئي أولى من غيره إذا تساوى ممغيره كفاية وعدلاً » فإن م يكن في كفاية غيره وعدالته » فغيره أولى © ويؤيد ذلك ما روي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أنه قال إن أدر كني أجلي » وأبو عبيدة حي استخلفته » فإن أدر كني وقد مات أبو عبيدة استخلفت معاد بن جبل » ومعاذ بن جبل غير قرشي » وما كان لعمر الفاروق أن يخالف أمراً أمر به الرسول مَلِقَرٍ » إذا كان خبر الأئمة في قريش قصد به الأمر والتكليف . ولقد قال يلت :« إسمعوا وأطبعوا » وإن استعمل علمم عبد حشي كأن رأسه زبيبة » » هذا وإن أبا بككر رضي الله عنه عندما ناقش الأنصار في أمر الخلافة م يستدل يخبر « الأمراء في قريش أو الآئمة في قريش » > إنما استدل بالمصلحة » فقال رضي الله عنه لا تدين العرب إلا لهذا الحي من قريش . ولو كان هذا الخبر المروي قاطعاً في الدلالة على أولوية قريش بالخلافة » ما ترك الخبر وأخذ بالرأي القائم على المصلحة العامة ماهير المسامين . ١6 وننتبي من هذا إلى أن شرط القرشية ليس ثابتا في دلالته على وجه القطع لأن الاحّال دخل الدليل » وإذا دخل الاحتال يبطل الاستدلال » كا ذكرتا من قبل . أما الكفاية والعدالة فشرطان لازمان لا ريب فى ذلك » لآن الإمامة » وإن كانت أمراً ديننا هي في ذاتها أمر مصلحي أقم لمصلحة الكافة » ولا يمكن أن تستقم الأمور مع الظل » ولا أن يحقق مصلحة العباد من ليس ذا كفاية » فلا يمكن أن تتحقق الخلافة النبوية بدونها . وهنا شرط قد أغفل في أكثر عصور التاريخ الإسلامية وهو الاختبار بالشورى والبايعة فإن ذلك الشرط أغفل في غير عبد الراشدين . وإن المبايعة عقد يقوم بين الإمام » وبين المسامين على أن يلتزم القيام بتنفيذ الشرع» ويلتزموا بطاعته »ويتمثل تنفيذ هذا العقد في قول الإمام عمر : أعيئوني ما أطعت الله فنك » وقد كان اختيار أبي بكر في سقيفة بنيساعدة» وتّت الممايعة عندما سارع إلببا عمر حسم لمادة الخلاف وقطعا للنزاع أو إنهاء»وأبو بكر عندما عبدإلى عمر رضي الله تباركوتعالىعنه| أخذ البيعة له » حق لا يتفرق أمر ااؤمنين . وإن عمر بن الخطاب يشترط قبل المايعة أن يكون ثمة شورى لمسامين تننبي باختيار من يسيرون في مبايعته » وذلك لبتحقق قوله تمالى : «إوأمرم شورى بينهم » فلا يباغتالناس بالممايعة بل تكون مجاوبة ومشاورة ينتهون فبها الى مبايعة من برونه أهلاً » فالمبايعة مُرة الاختيار » ولا تكون الثمرة قبل أصلبا » ولقد قال عمر رضي الله تبارك وتعالى عنه « من بايع رجلا بغير شورى المسامين فلا ببايع هو ولا الذي بايعه » . الوحدة مع الولاة والعصاة : - إن الوحدة الإسلاممة غاية تستهدف »2 والخلافة العادلة التي تعد ١6١ الإمامة من ذرائع وجودها » وإقامتها على قسطاس مستقم » ولذلك أجع العاماء على اشتراط العدالة » وليس العصاة من أهل العدالة » فيم بلاريب لبسوا أهلا للإمامة العظمى ©» وإذا تولوا وهم عدول ثم فسةوا عن أمر ريهم أتسقط توليتهم من تلقاء نفسها » أم يبقون ولاة في تلك الولاية الكبرى » ولو سادهم الفسق والفجور . ولكنه تغلب وحم أو م أو ولي على أنه عدل 0 فانتكشف أمره ع( فظبر فاسقا 0 أو كان عدلا » وحاد عن منهاج العدل وسبحان مقلب القلوي » ومها يكن وصف فسقه أو عصمانه . أولها: أن برد جميع أمره بأن ترفض ولابته 6 فلا بطاع في طاعة 04 ولا معصية لآن توليه ظ لم وطاعته ولو في عدل إقرار وثانيها : وهو أقواها وأبعدها نظراً وعليه الأكثرون أن يطاع في الحى ولا يطاع في معصية لقول النبي عله : « لا طاعة لحاوق في وثالئها : إن الفاسق إذا كان هو الإمام الأعظم يطاع في الطاعة » ولا يطاع في المعصية وإن كان الفاستى ليس هو الإمام الأعظم » بل أحد ولاته في الأقالم » أو من دون ذلك » فإنه ترد طاعته في عدل أو ظلٍ لأن الإمام الأعظم لا يمكن تغبيره إلا بفتنة » والفدنة مزق الوحدة الإسلامية » ومن دونه يمككن تغبيره بدون قثنة . فلا بد من حماية العدالة والوحدة معا . ١6 ويختار الأكثرون من العلماء الرأي الوسط »© ومنهم ابن تسمية ٠‏ . وان ذلك يدفم إلى النظر في أمرين : أولهما : حال ما إذا لم تتوافر في الامام الأعظم الطاعة في أمر امتز سلطانه وكانت الفتنة » ولا ضير في ذلك بالنسبة لما فيه من تنفيذ لكتاب الله وسنة رس وله لكر » فإن الطاعة - في الحقيقة - للكتاب والسئة»وأما حمث يأمر بمعصية فإن الخحالفة تكون للكتاب والسنة وطاعتها أولى من طاعة الرجال مها يكن ثأنهم . والثاني : الفتنة التي تترتب على رد كل ما يأمر به الإمام الأعظم » أضرارها أعظم من طاعته في غير معصية » وترتيب الأمور لتغميره » ولهذا رجح رأي المجهور وابن تيمية . إذا لم يكن من هو أهل للإمامة : - قد تبين أن الإمامة لها شروط شرعية بعضها متفق عليه» وبعضها مختلف فبه » فأما المتفق عله فبو العدالة » والكفاية » وأن يكون ذلك باختمار الأمة » وقد تبين أن شرط القرشة مختلف فيه . فإذا لم تتوافر الشروط كاملة » أكون أمر المسامين فوضى من غير حام» ولا شك أن شرط الخلافة م يعد محققا ؟ يشير ابن قيسة في كتابه « منهاج السنة » » ودقرر أن الذبن يستوفون الشروط المؤهاة للخلافة هم الذين يسمون خلفاء » وأما الذين يتولون فإنهبم يسمون ماوكا » ولا دسمون خلفاء » ولكن يكون الرضا يبحكبم الضرورة لأن الحم بين المسامين خير من أن يتركوا فيفوضى» وان الطاعة واجبة هؤلاء )١(‏ «ملباج السنة وج؟ بلص 5لا 2 ام. 1١6 فها يقومون به من أداء أوامر الدين واجتناب نواهيه لأن هذه الولاية خير من الفوضى على أي صورة كانت ويعد من سمي أميراً أو خليفة من حكام الأموبين والعساسين ملوكا » ويقول في ذلك : « والذي في السنن » الخلافة بالاموة ثلاثون ( سنة ) ثم يصير ملكا » . ويقول في حك يزيد بن معاوية الذي استباح حرمات أهل المدينة » وقتل الإمام الحسين أفجر قتلة : يعتقد أهل السنة أنه ملك المسامين » وخليفتهم في زماهم » وصاحب السبف » كا كان أمثاله من خلفاء بني أمية » ويني العباس فيزيد في ولايته هو واحد من هؤلاء الملوك المستخلفين في الأرض » . وهو برى كجمبهور أهل السنة أنه تحب طاعة هؤلاء الملوك المستخلفين » وإن ل يكونوا خلفاء نبوة لعدم استيفاهم شروط الخلافة النبوية الصحبحة » فبجب طاعتهم والخضوع لحكميم لأنهم ولاة الأمر وان الرأي الغالب في الفقه الإسلامي أن كل متغلب تحب طاعته » حتى يعدون ملوك المسامين ما داموا الجاكئين » ولا ينازعهم عدل أمين قد استوفى شروط الخلافة النبوية » ولأنهم يقيمون المع والأعياد » ويقيمون الحدود وينظمون الولايات ويغزون أعداء المسامين > ويدافمون عن أرض الإسلام . وكونهم - أو بعضهم - فجارا لا ينع تقديم الطاعة لهم » ما دامت الطاعة لا معصمة فبها » أو لدست الطاعة في ذات المعصمة والفحور ٠.‏ ويقول ابن تيمبة في هذا « والصواب الجامع في هذا الباب أن من حم أو قسم بعدل نفذ حكه وقسمته ومن أمر بمعروف أو نهى عن منكر أعين على ذلك إذا لم يكن في ذلك مفسدة راجحة»وانهلا بد من اقامة المعة والماعة» فإن أمكن تولية إمام بر لم ححز تولبة فاجر » ولا مبتدع يظهر بدعته » فإن هؤلاء يجب الإنكار عليهم بحسب الإمكان » ولا تجوز توليتهم » فإن لم يمحكن ١64 إلا تولية أحد رجلين : أحدها فيه دن وضعف عن الجهاد » والآآخر قفمه منفعة في الجهاد مع ذنوب له »> كانت تولمة هذا الذي ولايته أنفع للمسامين - خيراً من تولية من ولابته أضضر على المسامين» وإذا لم تمكن صلاة المعة والجماعة وغيرهما إلا خلف الفاحر © والممتدع صلمت خلفه» . وقبل أن نترك كلام ابن تيمية في هذا المقام نذكر حوله أموراً ثلاثة الأمر الأول :أنه أشار إلىأنه يحب اتباع الآمربالمعرو ف والناهيعن المنكرما نكن في الاتباعمفسدة راجحة؟ونجيب عن ذلك بأنالمفسدة تكون حمث يترتب على الاتباع فتنة وحيث بيترتب على اتباع الداعي تخذيل عن الجبهاد باضعاف الثقة في القائد » أو الحاكم الذي يجابه الأعداء » والح أن الاستنكار في هذه الحال لا يكون من قسسل الأمر بالمعروف والنبي عن المنكر » بل يكون من قبييل الدعوة إلى فتنة . 1 الأمر الثاني: أنه ينظر في الولاية والردد فيمن يختار لها إلى نفع المدامين فمن يكون أكثر نفعاً يطاع في غير معصية ولو كانت له ذنوب > ومن يكون ضعيفاً فإنه لا يولى لأن ضعفه على المؤمئين . ولقدسئل الإمام أجمدعن اميرينفي الجهاد أحدهماقويبرتكب وزراً والآخر ضعيف تقي © مع أيها يعمل المؤمن فقال رضي الله عنه: « مع القوي الموزور لأن فسقه على نفسه ٠‏ وقوته لمسامين » ولا يعمل مع الضعيف التقي » لأرن تقواه لنفسه وضعفه على المؤمنين . الأمر الثالث : أن ابن تيمبة وغيره من جمهور الفقهاء يرون أن قيام الوحدة الإسلامية من غير تمزيق هي في ذاتهه! مقصد قائم بذاته » وأن إقامة الدولة المَوحمّدة للأمة الإسلامبة وحمايتها من أعدانا » وسد الثغور وتنفيذ النظم التي لا تحانف لإثم » وتثيبت دعائمها- ١6 بذلك العدل التّقي القوي كان ذلك هو الدين في لبه وصمسه » وإن م يمكن إقامة التقي الذي يحمي الذمار ويحسن التدبير » ووجد الأمير الحسن الرأي والتدبير » وإن لم يكن تقيا يحب طاعته في غير معصية » لأنالطاعة فيهذا الحال أداء لواجبديني. وإن ابن تيمية في هذا يتبع رأي الإمام أحمد الذي ذكرتاه آنفا . ويقول ابن تيمية في تأصيل فكرة الطاعة لمن يتولى أمر ال مؤمنين » ولو م يكن مستوفياً شروط الإمامة ومنبا القرشية في نظره » قال الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا أطبعوا الله » وأطيعوا الرسول وأولي الآمر متم # » وفي الصحبحين عن أبي ذر قال : « إن خلبلي أوصاني أن أسمع وأطيع وإن ولي علمم عبد حشي مجدع الأنف » . وروى البخاري أن رسول الل عتم قال . « اسمعوا وأطبعوا » وإرتف ولي علمم عبد حشي مجدع الأنف» وروى البخاري ان رسول الله تقال : « اسمعوا واطيهوا » وان استعمل علد عبد حيشي كأن رأسه زبيبة » . وقي حجة الوداع يقول : «إن استعمل عليكم أسود مجدع الأنف يعمل بكتاب الله فاسمعوا وأطيعواء 2١‏ , ويهذا ينين أن فقباء المسامين الذين يحكي تفكيرهم ابن تيمية كانوا حريصين على الوحدة الإسلامية من أن تتمزق يسبب عدم تولي من لا يستوفي شسروط الولاية كأملة . الفتنة والوحدة : م لم ينظر جمهور الفقهاء الى الثورات التي تقوم > ولو كان الحكام ظالمين »نظرة راضية إلا ما أثر عن أبي حشيفة من رضاه على ثورة زيد بن علي . متباج السئة ج ؟ ص 0م‎ )١( ١5 رضي الله عنه » وإبراهم بن عبدالله بن حسن أخي محمد النفس الزكية فقد أثر عنه رضي الله عنه أنه لم يستنكر الثورة من هذين الإمامين » والمشهور في تارمخه أنه أبدها ؛ ولعل ذلك لحبته لآل البيت » وللمظام التي نزلت يهم » وقام بها الأمويون منقتل يزيد وجيشه للحسين بن علي واستباحتهمدينة رسول الل مِلِتَعٍ » ثم قام بها من بعدمم العباسيون وقد كانت دعوتهم ابتداء تقوم على الانتصاف من بنى أممة » إذ ظاموا آل الميت »© إلا أن جمهور الفقباء كانوا يقفون موقف الحباد في الفتن » ما لم ينهوا عن أمر مقرر في الشريعة » ولما هؤلاء أم جند أبي جعفر » فقال رضي الله عنه : « إن خرجوا على مثل عمر أبن عبد العزيز فقاتلهم » وإن لم يكن مثل عمر بن عبد العزيز ' فدعهم ينتقم الله من ظالم بظالم ثم ينتقم من كليها » . وفي الواقع ان الفتن تقطع أوصال الدولة» وتؤرث الاحن 4ولا تقم حقا» ولا تخفض باطلاً » وانه بقع في الفوضى التي تنشئها الفتنة من المفاسد » ما لا بقع من حا مفسد في استبداد سنين . إن الحم المنتظم على أي صورة من صوره خير من الفوضى » ولاعدل مع الفوضى ؟ قررنا » ولا خير قط في فوضى > وقد يكون خير في حم الفاسقين . وان الاستقراء في التاريخ يثبت لنا أنه لم تكن فتنة فتئة أقامت عدلا » أو خفضت ظلما » بل انها تفتح الباب لدعاة البغي والعدوان والفساد . وان السعي في التغبير واجب »© ولكن يكون بالإرشاد والموعظة الحسنة أو سجن . وان كلمة الحق في هذه الحال جباد» ولقد قالالني لَه :« أفضل الجهاد 1١617 كامة حى لسلطان جائر » » وروي أنه قال ملِشَيٍ : « خير الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قال كامة حق أمام سلطان جائر فقتله » . وان كلمات الحى إن تضافر عليها أهل الايمان كان الحا مضطراً لأن يغير من حاله إن كان ظالما ٠‏ فإن أصوات الاستنكار تجعل الظالم يتردد في ظامه » أو يستخفي في فسقه » فإن الحكام بريدون المد دامًا » فإن محدوا من محود عليهم بالمحمدة ويضن بالملامة استمرؤوا ما يصنعون » وإن وجدوامن لا يضن بالملامة ضعفوا عن الاسترسال في غمهم » وخافوا على حكمهم . ويقول ابن تيمية حاكيا رأي أتة السئة في الفتن والثورات : المشهور عن مذهب أهل السنة أنهم لا يرون الخروج على الأممة وقتالهم بالسيف » وإن كان فيهم ظلم » كا دلت على ذلك الأحاديث الصحبحة المستفيضة عن الني عَظِكرٍ » لآن الفساد في القتال والفتنة أعظم من الفساد الحاصل بظامهم بدون قتال ولا فتنة » فيدفع أعظم الفسادين بالتزام الأدنى » ولعلنا لا نكاد نعرف طائفة خرجت على ذي السلطان إلا وكات في خروجها من الفساد ماهو أعظم من الفساد الذي أزالته » والله تعالى لم يأمر بقتال كل ظالم » وكل باغ كيفما كان » ولا أمر بقتال الباغين ابتداء » بل قال تعالى : 8 وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينها» فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حق تفيء إلى أمر الله» فإن فاءت فاصلحوا بينهما بالعدل » وأقسطوا إن الله يحب المقسطين # فلم يأمر بقتال الباغية ابتداء» وفي صحمح مسلم عن أم سامة رضي الله عنها أن رسول الله ملت قال 00 سكون أمراء فتعرفؤون وتنكروت ( فمن عرف برىء ومن أنكر سم » ولكن من رضي وتايم أثم » قالوا : أفلا نقاتلهم » قال عليه الصلاة والسلام : دلا » مطلقا » فقد نهى رسولالله علا عن قتالهم مع أنهم يأتون أموراً منكرة . وف الصحمحين عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه :م انض سترون بعدي ١همل‎ أئرة وأموراً تنكروتما » قالوا : نما تأمرنا با رسول الله ؟ قال : تؤدون الحق الذي علمم وتسألون الل الذي لم » . وقد قال عَلِئمٍ : « من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئاً منكراً لمعصية الله فلنكره ما يأقي من معصية » ولا ينزعن يدا عن طاعة » 3" . م - وهنا نحد عاماء المسامين » وخصوص] عاماء الماعة مقتيسين من أوامر الني مَِلِتَمْ ووصاياه كانوا يتجهون الى تحقيق الغاية الاولى وهي الوحدة الاسلامية» فكانوا يقررون وجوب طاعة الحكام ولو تولوا بغير المنهاج الشرعي وبغير الشورى التي أمر بها القرآن الكريم في قوله تعالى #8 وأمرهم شورى بينهم4 »© بل كانوا يأمرون بطاعة الولاة » ولو كانوا عصاة » على ألا يطبعوا ما يأمرون به من المعاصي » فكانوا يرون الطاعة فها لا معصية فيه ويردون مافه معصية . وكانوا إلا الأقلين منهم يكرهون الثورة على الحكام » لانها تؤدي إلى الفتنة ' والفتنة تؤدي إلى التفرق > والفرقة في أي صورة من صورها لا تجوز فكل ما يؤدي الها لا نحوز . وان ذلك الذي قالوه هو صريح ما دعا إلبه الني صلى الله تعالى عليه وسم © وقد روينا بعض أقوال الرسول الكري الذي ما كان ينطق عنالهوى «وإن هو إلا وحي يوحى» . وإن الفقباء إد بقررون الطاعة المطلقة في غير معصية برون وجوب تغبير الحا م الظالم ولككن من غير فتنة » بل يرون ان ذلك يتم بالارشاد والكامة الجاهدة » فعلى العاماء جهاد بألسنتهم كجباد الحاربين يسبوفهم » وقد قلنا في غير هذا المقام : « إن ألسنة العاماء وهم يغضبون للحق » تعمل ما لا تعمل السسبوف العضاب » . . «منهاج السنة »وج ؟ 2 ص لام‎ )١( ١66 فبي جبادهم » وهي أمر الل تعالى » اذ قال تعالى فما أخذه سسحانه وتعالى على العاماءليبينته الناس ولا يكتمونه . فكانوا يسينونويدعون إلى الحق ويقولون كامته لا يخافون في الل لومة لاثم . ونقصد بالعاماء الذين يقولون الحق لذات الحق » لا يبغون اتجاراً في دين الل ولا علواً فى الأرض ولا فساداً . 1 اووس ميد الوجسهة ؟م - هذا هوالبابالثالث من يحثنا»وقد تكلمنا في تكوءنحمد ملك الوحدة ثم تكلمنا على استمرارها في عبد الراشدين وأشرن إلى بعض الفتن التي أصابت النفس العرببة » ولم تصب الوحدة الاسلامية التي كونها جمد مَلِثَّرٍ على أسس من التآلف والتقوى . ثم كيف استمرت الوحدة في عبد ملوك بني أمية وملوك بي العباس على تعرضها للوهن » وكيف /م يؤثر فبها عصاة الملوك ما دامت قلوب أهل الايمان مطمئنة راضية حك الله » نافرة عن حم الطاغوت . والآن نتكلم عما أصاب الآأمة من وهن فى النفوس استمكن » حتى تفرق المسامون بعد الاجماع » وقد بقول قائل : إن الموضوع هو الوحدة الاسلاممة فكيف نجعل الفرقة عنصراً من عناصر القول فه » والوحدة والفرقة نقيضان لا يجحتمعان » ونجسب عن ذلك بأن المسامين متفرقون قد توزعتهم الارض » وحمل بعضهم السيف على دءض » ونريد أن تعود الوحدة حذعا كا بدأت . ولا يمكن أن نذكر مقومات الاعادة من غير أن نعرف أسباب التفرقة حتى نتلافاها في وحدتنا الى نرجو أن يوفق الله تعالى المسامين لاعادتها فإرنف المسامين لا يصلح آخرم إلا با صلح به أولهم » وحدة في غير انقسام وائتلاف في غير انفصام » وجمع لا تفرق فيه بل يكونون كا قال الني عِلْْع : «مثل ا الوحدةالاسلامية )١١(‏ المؤمنين في توادهم وتراحمهم كدثل الجسد إذا اشتكى عضو منه تداعى له سائر الجسد بالسهر والحى » ويتحقق قوله يلتم : « المسم أخو المسلم » لا يظامه ولا يسابه ولا خذله». ولذلك وجب أن نذكر أسباب الانقسام » ولن نحصي هذه الاسباب في ذلك البحث الموجز » كا لا نستطيع أن نعرف مى ابتدأت تلك الاسباب . إن الظواهر الاجتاعية نراها واضحة جلية © ولككن إن أردت أن نعرف متى وجدت تعصى علينا الأمر » ولا يكون البحث فيه هين لنا » كمن يرى شحرة عالية متدلية الاغصان فإنه براها عالية شامخة تهتز وتتايل “ولكن لا مرف امتداد جذورها »> وإن أحصى فروعبا . ونحن إذا نظرنا إلى أسماب الفرقة الإسلامية التيهي ناتئة ظاهرة مشؤومة فاننا نرجع إلى بروز أول الفتن فإنها وإن كانت لم تؤثر في الوحدة » كأمر ظاهر فإها بلا شك » كانت أساسا . الأمور حلها صعب » حتى نرى 5 ثارها بارزة للعبان » اذ أن هذه الأسباب تتفاعل حتى تكون مزيحاً يظبر أثره » ثم لا يككون اختفاء بعد ظهور الآثر. الاسباب المعنوية : عم إن الوحدة ائتلاف فكل ما بناني الائتلاف » ويوجد النفور إنما هو سير في طريق الفرقة » والاسباب المعنوية كثيرة متضافرة » تكائفتحتى اعذكرت بها النفس الإسلامية » فاستعدت للافتراق بعد الاجتاع » والاعمال التي قام بها الحكام في الفرقة فانما حرثت أرضها لهم الامور المعنوية . وقد ظن الكثيرون أن السبب الأكبر هو قيام العصبية العربية من سباتها وانبعائها من مرقدها » ولا شك أن ذلك جزء من الاسساب » ولكنها جاءت ١51 في هذه المرة ليست تنازعا بين مضرية وربعبة » وان ظبهر شىء من ذلك في الفرق الإسلاسة . وراء ذلك > ومن وراء الفرقالإسلامية » الملوك وشهواتهم » واتخاذ كل ملك حيزاً من الارض يذود دونه أحتى أكوا جميعاً » وتفرق المسامون وجاء التتار فا أبقوا ملكا على ملكه » وأبادوا كل الملوك وم سسقوا منهم دياراً ولا نافخ ثار 5 4م - نقصد بالموالي غير العرب الذين دخلوا في الإسلام وسموا موالي ما ذكرنا من أن الذين يسامون من غير العمرب كانوا بعقد موالاة » وهو دشبه عقد الاخاء مع عربي ؛ يحبث يكون في ضمن أسرة هذا العربلىي وتعقل عنه تلك الاسرة العربية » وعند الحنفية ترثه إذا مات عن غير وارث من الاقارب ©» على خلاف بينهم وبين بعض من الفقباء على ما ذكرة عند الكلام على عقد الموالاة . وليس اراد من الموالي العتقاء أو نحو ذلك » انما فهم ذلك من لا يعرف التاريخ الإسلامي على وجبه » ولا يعرف أحكام الفقه المأخوذة من ادي النبوي في هذا . وقد قلنا في موضعه إن الموالاة بين المسم غير العربي » والعربي » كالاخاء بين المباجري * والانصاري . ولقد كان شدخ الفقهاء أبو حنيفة النعمان من موالي بني تم » ولذلك كان يقال عنه أبو حنيفة التبمي » ولقد روي أن بعض التيمبين الذين ينتمي اليهم أبو حنيفة . قال للامام الأعظم : أنت مولاي » فقال له الامام المعتز بالله ادل عامه : « أنا والله أشرف لك منك لىي» أي أنذالك التيمي يتشرف بعقدالموالاة هذا أكثر ما يتشرف به أب حنيفة رضي ال عن . واعجمي إلا بالتقوى » كا صرح القركن لكر 9 قرر الني الامين » وقد تلونا فها مضى الآيات الواردة في ذلك »> وروينا الاحاديث الموضحة التىكانت توجه أهل الإسلام لآن يندمجوا في الإسلام » ولا يكون فارق إلا بالتقوى . وكان الناس كذلك في عبد الراشدين » وإرت كانت بقايا العصبية تبدو أحياناً في تفاخر لا ينفع وقد يضر . يروى في هذا أن سامان الفارسي كان يحلس مع قوم يذ كرون شرف نسبهم العربي » فقال له بعض الحاضرين : ابن من أنت ؟ فقال المومن التقي سامان : « أن ابن الإسلام » فبلغ ذلك عمر ابن الخطاب » فبكى وقال : وأن ابن الإسلام . وبيذلك كان الاندماج » وكانت الوحدة » أو السير في طريقها حتى يبلغ الإسلام غايته . هم - ولكن ما إن جاءت الدوله الاموية » وقد كانت عربسة ل وكانت شديدة التعصب للعرب » ولم تغط الموالي حقهم الكامل في الإسلام » وأرادت الإسلام عريبا » ول تفهم أنه دين الكافة » لآن الله بعث حمداً بشيراً ونذيراً للكافة “لا لقوم دون قوم » ولا جيل دون جيل » بل هو دين الخليقة إلى يوم الدين ولشدة التعصب للعرب من الدولة الآهوية روي انه في الجبش ما كانيقسم لغير العربي إذا اشترك في الجهاد » مع أن حكمه على غير العربي » كالعربي على سواء » بل كان يرضخ له إذا جاهد مع الجاهدين أي يعطى عطاء غير مقدور من غير أن يقتسم من العرب . وتلك في حك الإسلام قسمة ضيزى» ما كانت عدلاً لآن الجهاد على المجيع ١54 والغنائم للجميع لكل فيها سبم معلوم وحظ مقسوم » وتلك جاهلية في الإسلام وما كانت لتجوز في ظل خليفة أو من هو قائم مقام الخليفة . وإن غير العرب لبعدهم عن السلطان في العبد الأموي انصرفوا إلى الفقه والعلوم يشكل عام» ولما ابتدأت الترجمة في آخر العصر الاموي»واخذالفكر الفارسي. يغزو الفنكرالعربي كان المواليهم الذين يحملون عبءذلكويسيرونيه. ومع ذلك كان الآمويون ينفسون عليهم ذلك ويتبرمون به . جاء في كتاب مناقب أبيحشيفة لمكي »من حديث جرى بينعطاء التابعي وهشام بن عبد الملك الذي كان يسمي نفسه امير المؤمنين » ولا يقول امير ' العرب وحدهم وهذا الحديث هو : ش قال عطاء : « دخلت على هشام بن عبد الملك بالرصافة فقال با عطاء » هل لك عل بعاماء الأمصار . قلتبلى با أمير ا.ؤمنين ققال تمن فقيه أهل المدينة ؟ قلت نافم مولى عبدالل بن عمر قال: نمن فقيه مكة » قلت: عطاء بن أبي رباح » قال : أمولى هو أم عربي ؟ قلت : بل مولى > قال : فمن فقبه أهل الممن ؟ قلت : طاووس بن كيسان . قال : مولى هو أم عربي ؟ قلت : بل هو مولى . قال : فمن فقمه أهل المامة ؟ قلت : محبى بن كثير . قال : مولى أم عربي ؟ قلت لا بل هو مولى » قال : فمن فقيه أهل الشام ؟ قلت : مكحول . قال : مولى أم عربي ؟ قلت : لا بل هو مولى »© قال : فمن فقيه أهل الجزيرة.؟ قلت : مبمون بن مبران » قال : مولى أم عربي ؟ قلت لا بل مولى . قال : فمن فقيه خراسان؟ قلت : الضحاك بن مزاحم. قال: مولى أم عربي ؟ قلت لابل مولى.قال:فمن فقهأمل البصرة؟ قلت : الحسن وابن سيرين قال : موليان أم عربيان ؟ قلت : لا بل مولبان . قال : فمن فقيه أهل الكوفة ؟ قلت : ابراهم النخمي © قال : مولى أم عربي ؟ قلت : عربي . قال هشام : كادت تخرج نفسي »2 ولا تقول واحد عربي » . وكان التعصب ضد غير العرب من المسادين يبدو نفسيا لا من الحكام 16 والأمراء فقط كا رأيت من هشام بن عبد الملك بل كان من الشعوب والولاة الذين دون الأمير » فقد كانوا ينفسون كبشام على اخوائهم غير العرب مكانتهم ة » وسبطرتهم على العلوم الإسلامية © إذ أنهم قد فقدوا السلطان السامي » فاستعاضوا عنه بالسلطان العلمى » وهو أتعد أثراً » وأقوى تأثيراً وقد امتدت العصبية العربية الى أول العصر العباسي » فاستمرت حق كان عصر المأمون . روى صاحب العقد الفريد : « قال لي ابن أبي ليلى . قال لي عبسى بن مومى سُديد العصبية » من كان فقيه العراق ؟ قلت : الحسن بن أبى الحسن . قال : ثم من ؟ قلت : عمد بن سيرين » قال : نما ها قلت : موليان » قال : تمن كان فقيه مكة ؟ قلت : عطاء بن أبي رباح » ومجاهد » وسعيد بنجمير وسلان بن يسار قال : نما هؤلاء ؟ قلت : موال » قال : فمن فقهاء المديئة؟ فقلت : ز يدبن أسم > وجمد بن المنكدر ونافع بن أي نيح . قال : فمن مؤلاء ؟ قلت : موال, ر » فتغير لونه » ثم قال : فمن أفقه أهل قباء ؟ قلت : ربيعة الرأي . وابن في أبي الزناد قال : فيا كانا ؟ قلت من الموالي فاريد وجبهه ثم قال : فمن فقيه الممن ؟ قلت : طاووس وابنه © وابن مثيه . قال :و هؤلاء ؟ قلت : من الموالي » فانتفخت أوداجه وانتصب قاتًا . قال : فمن كا ن فقمه خراسان؟ قلت : عطاء بن عبدالله الخراساني .قال : فمن كانعطاء هذا ؟ قلت : مولى > فازداد وجبه تربداً » واسود اسوداداً حتى خشيته .ثم قال : فمن فقيه الشام ؟ قلت : مكحول قال : فا كان مكحول هذا ؟ قلت مولى فتنفس الصعداء . ثم قال : فمن فقبه الكوفة ؟ فوالله لولا خوقفه لقلت الحم بن عتبة » وحماد بن أبي سلهان » وللكني رأيت فيه الشر فقلت: ابراهم النخعي والشعبي» قال فا هما ؟ فقلت عرببان .فقال : الله | كبروسكن عاش 10١‏ , . طبع الازهرية‎ ١٠5+ العقد الفريد لابن عبد وبه - ج؟ ص‎ )١( ك1 - ولا شك أن تلك الصورة التي رويت عن حام الحلين الأكبر » وعن أمراء للمسامين » تصور ألما نفسياً لكثيرين من العرب » 0 العم » وخصوصا عم الإسلام » وبالأخص عل الفقه الذي هو ذا تتبع [5 الني عَلِثوٍ » وإنه إذ كان الاخلف ني جانب العرب كان التقدم 0 جانب غير العرب ولعل الأمر العظم الذي كان يخشى على الإسلام منه ليس هو أن يكون العم في غير العرب لأنه لا يزال علم الإسلام في المسامين وإن كانوا غير عرب » وإنما الذي كان يخشى منه على الاسلام » هو أن العقول غير العربية معبا دراسات أخرى وتقاليد موروثة » وأكثر أولئك من غير العرب متأثرون بها » وتسري في اقوالهم و كتبهم» شاعرينبها أو غير شاعرين» وبذلك يثيرون في الاسلام أموراً ليست من جوهره بل تنافمه » وليست من دعائه » بل ربا تهدمه ' ولذلك كانوا » أو على الأقل المخلصون المدر كون منهم » يخافون على الحقائق الإسلامية . أن تشوهها عجمة أولئك الأعاجم . ولا شك أننا إذفرضنا حسن النبة في أولئك العاماءمن غير العرب_ولا بد أن نفرض ذلك - فإن عقوهم قد تككون مأخوذة بماضيهم » وتسري اليبا حك التقاليد والعادات الموروثة ويح الثقافة الثابتة» وإن الافكار الراكزة لا تخلع خلما . وإنه بلا ريب كان يجحوار أولئك الذين تأثرو ايحضاراتهم نوعان قد يكوتان متماينين : أوهما - أولئك الذ, بن أخلصوا دينهم لله » وقدموا في الإسلام عاماً غزيراً وفكراً قويا كأبي حنيفة النعمان » ومثل كثيرين من الحدثين » وعلماء السلف كالحسن البصري »2 وابن سيرين » وتافع مولى عبدالل بن عمر . وغيرهم كثير . والفريق الثاني - أولئك الذين حنقوا على الإسلام» لأنه أزال ملكهم» وقوض 2 يذل دواتهم » وجعلهم تابعين » بعد أن كانوا متبوعين وم ينظروا إلى الإسلام إلا من هذه النظرة غير المادية بل الغاوية . ولقد ذكر ابن حزم أن أسباب الفرقة حقد أهل فارس على الإسلام “فقد قال : رضي الله تبارك وتعالى عنه في خروج طوائف عن الإسلام « والأصل فيخروج أكثر هذه الطوائف عن ديانة الإسلام أن الفرس كانوا من سعة الملك وعاو البد على جميع العرب وجلالة الخطر في أنفسهم حت أنهم كانوا يسمون أنفسهم الأحرار والأبناء وكانوا يعدون جميع الناس عبيداً لهم فاما امتحنوا بزوال الدولة عنهم على أيدي العرب » وكانت العرب عند الفرس أقل الأمم خطراً تعاظمت الأمور وتضاعفت لما المصببة » وراموا كيد الإسلام باللحارية في أوقات كثيرة ففي كل ذلك كان يظهر الله الحتى فأظبر قوم منهم الاسلام» واستّالوا أهل التشيم باظبار محبة آل البيت ؛ واستشناع ظلم على رضي الله عنه ثم سلكوا بهم مسالك شتى © حتى أخرجوم عن الإسلام ... » من أجل ذلك كان يتخوف كثيرون من أن يكون قادة الفكر في الفقه والعقمدة » والخلافة من غير العرب وإن كان الصادقون في إعاهم منهم على سواء فلا فضل لعربي على أعجمي » ولا لأعجمي على عربي إلا بالتقوى ..» وفي الحتى ان غير العرب خدموا الإسلام في جملة أحوالهم والذين دخلوا في الإسلام ظاهراً وأخفوا الكفر باطنا ظبر أمرم كالمقنم الخراساني » وغيره ممن حاربوا المسامين في صدر الدولة العياسية . ومها يكن آمر هؤلاء منغير العرب»فانه بلا شك كان لهم دخل عظم في الفرق الاملامية حاشا الخوارج > وان الفرق الإسلامية ما عدا من ذكرتنا كان حماتها ودعاتها من غير العرب » ولا يعد من الفرق الإسلامية الماعة الذين اعتصموا بكتاب الله وسنة رسوله يَلِتَع وم مخوضوا مع الخائضين . "4 الفرق الاسلامية من اسباب الفرقة لم - إن الفرى الإسلامية وانقسامها كانت منذرائع الفرقة وفك الوحدة الإسلامية » وهي وغيرها من الاسباب المءنوية تصيب الجسم المحاعي * كا تصصب الأمراض جسم الحي تكن فبه » وما دام المسم قوياً » فان حيويته تخفبا ع فإذا كان الضعف »> ووهن العظم وعرق اللحم فانه حينئذ تظهر الأمراض» ويتضاعف الوهن » ويتد التخاذل » وتتقطع الأوصال»و كذلك قد كان على ما سنبين إن شاء الله تعالى : روي أن الني متم قال : ٠‏ افترقت المبود على احدى وسبعين فرقة » وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة » وستفترقأمتي على ثلاثوسبعين فرقة » وفي بعض الروايات عدم ذكر النصارى »© وفي بعضها زيادة كلها في النار إلا واحدة . وقال المقبلى في كتابه « العم الشامخ » حديث افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة رواياته كثيرة يشد بعضها بعضاً » بحيث لا تبقى ريبة في حاصل معثاه . وإن ذلك الحديث الذي تزى رواياته بعضها ببعض لا نرى أن كامةسبعين للاحصاء » وإن كان التتبع والاستقراء قد يصل بها إلى ذلك العدد » ولكن تقول إن العدد الكثرة » وقد تكون فوق السبعين > فان عدد السبعين يذكر في اللغة للتكثير . قال تعالى : 98 استغفر لهم أو لا تستغفر لحم > إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم # . وإن نشأة الفرق الإسلاممة ابتدأت غير عربية » واننا اذ نرجع إلىالوراء قلملآ نحدها كذلك » والوقائم تؤيد ما نقول . إن الدعوة لعلي كرم الله تعالل وحبه في عبد دي النورين عئان رضي الله 156 تمارك وتعال عنهايتدأت فيالامصار بإشاعة السوء عنولاة سمدتا عئان رضي الله عنه » ومن أظبر من تولوا كبر هذا عبد الله بنسبا الببودي فقد أخذ هو ومن معه يشيعون قالة السوء عن عؤان وشيعته ويذ كرون بالير علياً وآله . ومن هذا المندت غير العربي نبتت نابتة الشعة . وإن من الشيعة من برجع بتاريخ ابتداء الث بع إلى وفاة الني يلم » إد أن فريقاً من الصحابة كانوا يرون علما أولى الخلافة من أي بكر رضي الله عنهما » وذكروا أن من هؤلاء الزبير بن العوام » وعمار بن باسر ويعد ابن أبي الحديد في شرحه لمنبج البلاغة عدداً كبيراً . ويزحمون بذلك أن منبت التشيع عربي قرشي “ وليس فارسياً كا يذكر الكثيرون من المؤرخين > وسواء أصح هذا الخير أ م لم يصح فانه من الم كد الواقع أن التشيع م يظبر كفرقة قائمة بذاتها إلا في آخر عبد علي كرمالله وجبه في الجنة وكان الغلو معه وعلى كل حال هو لم يظبر على أشده إلا بعد مقتله كرمالله وجبه في الجنة » واشتد وتزايد بعد مقتل الحسين رضي الله عنه وصلى الله تعالى على جده وسلم > وبكته الأمة كلها . وإنا بعون الله تعالى نتعرض في يحثنا هذا إلى الفرق السياسية » فانها هي التي كانت تثير الفتن ابتداء » ثم صارت من بعد ذلك جرحا في جنب الدولة» حتقى ترقت مزقاً وتفرقت دولاً » أو جزيئات من دول وأظهر الفر ىالسماسية التي ظبرت . الشيعة والخوارج : وجبه > وفي حربه مع البغاة عقب واقعة صفين التي أثار بها معاوية الفتنة في جيش على كرم الله وجبه في الجنة وجزى الله الذين وضعوا أول ثامة في الإسلام» وإن هاتين الفرقتين وغيرهما من الفرق التي تجعل جزءاً منعملهاسياسيا ١ تجعل الدين أساسا فيها تدور حول محوره » فتبعد عن لب الدين أو تقترب » ولككنها في حالي القرب والبعد تحمل الدين هو الأساس الذي تبني عليه قونها في السياسة . ولذلك كان يقترن بآراا في السساسة الدينية آراء في الاعتقاد » فكثرة الشيعة تنحو نحو المعتزلة في ,١‏ رامُم في الاعنقاد ومنهم من يدرسون الفروع دراسة عمية مبناها مذهبهم الدى ملق يعتنقونه “ولذلك وجدت آراء للشعة نسبوا أصولها الى الإمامين زيد بن على زين العابدين © وأبي عبدالله جعفر الصادق بن جمد الباقر بن على زين العابدين وقد أثر عن الخوارج الاباضية آراء في الفروع تابعوا فبها إمامهم عبدالله بن إباض . الشيعة والدولة التى قامت بأسمها : - الشبعة 5 ذكرناءوكا يقرر عماء تاريخ الفرق أقدم الفرق الإسلامية وقد أشرنا الى أنهم ظهروا بمذهبهم السيامي في آخر عصر عئان رضي الله عنه» وئما وترعرع فيعبد علي كرم الله وحبه في الجنة “إذ كان كاما اختلط رضي الله ولما جاء العصر الأموي وقعت المظالم على العلويين واشتد نزول أذى الأمويين بهم فثارت دفائن الحبة لحم » ورأى الناس في علي وأولاده شهداء هذا الظم فاتسع نطاق التشيع وكثر انصاره . وقو ام هذا المذهب المبادىء الّتية : أولها ‏ أن الإمامة لا تفوض الى نظر الأمة» لأا ليست من المصالح التي تفوض للناس» ويتعين القائم مه بتعرينهم بل هي ركن الدين »وقاعدة الإسلام» ولا يمكن اغفالها بل يحب تعبين الإمام لهم من الني عَلِثْمِ ويكون معصوماً من الكائر ١٠١‏ )١ 7‏ مقدمة ابن خلدون . ٠.‏ ١ ثانيها - أن علي بن أبي طالب كارن هو الخليفة الحتار من الني علدو » وبدعي الشبعة أنهم لنسوا وحدهم الدين قالوا ذلك بل ادعوا أنه كارك بقول ذلك عمار بن ياسر والمقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري » وسامان الفارمي وجابر بن عبدالله » وأبي - كعب وحذيفة بن المان » ويريدة » وأبوأيوب الأنصاري » وسبل بن حنسف » وعثان بن حنيف © وأبو اليثم بن النتبّهان» وخزعة بن ثابت > وأبو الطفيل عامر بن وائلة » والعباس بن عبد المطلب ويئوه ©» وبدذو هائم كافة » وكان الزبير بن العوام من القائلين ذلك » ثم رجم ومن بني أمية سعيد بن العاص . المبدأ الثالث : تفضيل علي على كل الصحابة : والشمعة ليسوا على رأي واحد بعد اتفاقهم على المباديء السابقة > بل منهم الغالون في تقدير علي وينيه » وروي عنهم أنهميكفرون الشبخين | بايكر وعمر . وملهم المعتدلون المقتصدون »© وقد حى ابن أبي الحديد في شرح نبج الملاغة تحلة المعتدلين الذين يعد نفسه منبم » قال : « كان أصحابنا أصحاب النجاة والخلاص والفوز في هذه المسألة » لأنهم سلكوا طريقا مقتصدة . قالوا : هو ( أي على ) أفضل الخلق في الآخرة » وأعلاهم منزلة في الدنيا وأكثرهم خصائص ومتاقب » وكل من عادآه أو حاربه أو أبفضه فانه عدو لله سبحانه وتعالى » خالد في النار مع الكفار والمثافقين إلا أن يُكون ممن قد ثبتت تويته » ومات على تولمه وحمه»فأما الافاضل من المهاجرين والانصار الذين أوتوا الامانة قبله » فلو أنكر امامتهم» وسخط فعلبم » فضلاً عن أن يشهر عليهم السبف أو يدعو إلى نفسه لقلنا نهم من الهالكين © ما لو غضب عليهم رسول الل علش » ' لأنه قد ثبت أرن رسول الله لت وآله قال : « حربك حربىي وسامك سامي » » وأنه. قال : « اللبم وال من والاه » وعاد من عاداه » وقال له : « لا حبك إلا مؤمن ولا يبفضك إلا منافق» » ولكنا رأيناه رضي إمامتهم وبابعهم » وصلى خلفهم » واتكحهم وأكل فيئهم » قم يفنل يكن لنا أن نتعدى فعله » ولا نتجاوز ما اشتبر عنه » الا ترى انه لما برىء من معاوية برئنا منه ولما لعنه لعناه ولما حم بضلال أهل الشام ومن كان فبهم من بقايا الصحابة كعمرو بن العاص »> وعبدالله ابنه » وغيرههما حكنا أيضاً بضلالهم » والحاصل اننا م نجعل بينه وبين الني ملام وآله إلا رتمة السوة وأعطيناه كل ما عدا ذلك من الفضل المشترك بينه وبينه » ولم نطعن فيأ كابر الصحابة الذين لم يصح عندنا أنه طعن فيهم » وعاملتاهم بما عاملهم به عليه السلا للف « .٠٠ ا(‎ وإن هذا الذي ذكره ابن أبي الحديد هو مذهب الإمام زيد رضي الله عنه الذي ذكر عنه»ييد أن الإمام زيداً رضي الله تبارك وتعالى عنه صرح بأمرين لم يصرح بها ابن أبيالحديد أوهما أنه تجوز امامة المفضول »> ولذلك جوز إمامة أبي بكر وعمر وإن كان على أفضل منها فى نظر الشبعة جميعا » وهذا فهم ضنا من كلام ابن ألي الحديد » وإن لم يصرح به لانه دكر أن علياً كرم الله وجبه في الجنة بايعها بامامتها . وثانها - أن الزيدية يشترطون أنيطالب من يكون إمامابالدعوة لنفسه» فليست الإمامة بوصاية من الني عَلِقَعٍ » ولكنبها بالاختبار من أولاد على من فاطمة ودريتهم ٠‏ هذا وإن الشيعة كان لحم أثر في وحدة الآمة وكان منهم أمراء في بعض باليمن»وقد امتد تاريخهم في اليمن إلى الإمام أحمد بن يحى الذي ينسب إلى الإمام اهادي > وكان يأخذ بمذهب الشيعة الزيدية » وهو من أَمْتهم . وكان منهم من كان له أثر في أيام التتار مما قد نعرض له في عصر الفرقة وآثارها ومن أجل هذا وجب ذكرهم ببعض من التفصيل الموجز المناسب . . شرح منهج البلاغة لابن أبي الحدود‎ )١1( قفالا ونا نتعرض لفرق الدوارج » لآأنه قذي على دعواتهم > ولم يكن هم مزيمد ذلك إلا فرقة في حنوب الجزائر تنسب الى عبدالله بن إياض » لآن لها مذهما فقبسا فبي باقنة ببقائه . فرق الشيعة : 5 - تعددت فرق الشيعة على نحل مختلفة » منهم الغلاة » ومنهم أمة مقتصدة » كا ذ كرنا ومنهم من خرجوا بتشبعهم عن الإسلام » لانم أهوا علياً رضي الله عنه واعتقدوا يحلول الألوهمة فيه وفي الأوصماء من بعده وملهم من قال إن النبوة كانت لعلى ثم أخطأ جبريل » ونزل على عمد »© لآنه يشببه كا يشبه الغراب الغراب ؟ . ولككن الشبعة في العصر الحاضر ينكرون أن أولئك منهم ونحن نضرب يحدون محيصاً عن الاعتراف بهم . وإن الذين يعتبرونهم ليسوا أمة واحدة » بل منهم غلاة » وإن م يخرجوا وانا نذكر الذين لم يخلعوا الربقة ويعدون من أهل القملة . الكيسانية : -6١‏ ولثم أتباع الختار بن عبيد الثقفي » وقد كان خارجيا ثم صار من شيعة على كرم الله وحبهه وقد قدم الكوفة مع مسلم بن عقيل الذي أرسل الحسين بن علي رضي الله عنه| ليعلم حالها » و'يمْلم ابن عمه بأمرها. ولككن قبض عليه عببدالله بن زياد والى الكوفة من قبل يزيد بن معاوية رضربه وحسه ؛ إلى أن استشيد الحسين وارتكب كبر هذا عببدالله بن زياد ولذا قال الحسن البصري باكياً . « ماذا دهى هذه الآمة قتل ابن دعسّها ابن ١/4 وقد شفع لمختار زوج أخته عبدالل بن عمر » فأطلق سراحه ومنذ ذلك الوقت »© أخذ يعمل على الأخذ يثأر الحسين إما انتقاما لنفه لحيسه > وإما غضبة لله ولقد أثر عنه أنه قال وهو عائد الى الحجاز . « سأطلب بدم الشهيد المظاوم المقتول سيد المسامين » وابن بنت سيد لموسلين الحسين بن علي » فوربك لأقتلن بقنلد عدة من قث على دم يحبى بن زكريا». ثم لحق بابن الزبير وبايعه-على أن يولمه أعماله إذا ظبر » وقاتل معه أهل الشا م الى أن مات يزيد ثم عاد إلى الكوفة . عاد الى الكوفة على أنه مبعوث من جمد بن الحنفية الذي سماه المبدي » وقال للناس : المهبدي الوصي بعثني للم أمين. ووزيراً»وأمرني بقتل الملحدين» والطلب بدم أهل بيته » والدفع عن الضعفاء » وقد ذكر مد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب لآنه ولي دم الحسين إذ هو كان أقرب آل البيت الراشدين إلبه من الرجال ولان ابن الحنفية كان ذا منزلة بين الناس وكان كا قال الشبرستاني في الملل والنحل : ٠‏ كثير المم غزير العرفة رواد الفككر» مصيب النظر في العواقب»وقد أخبره أبوه أمير المؤمنين علي أبي طالب رضي الله عنه أخمار الملاحم » . ولكن الختار لم يلتم بعد ذلك الجادة والاعتدال في دين الله تعالى وأخذ يتكبن ويسجع سجع الككهان ولذلك أعلن جمد بن الحنفية البراءة منه علىاللاً من الأمة » إذ عرف خبيئة نفسه . ومما قال الحتار : « أما ورب البحار » والنخيل والأشجار » والمبامه والقفار » والملائكة الأبرار لأقتلن كل جمار»يكل لدن خطار»ومبند بتار ». وقد أخذ الختار يحارب أعداء العلويين » وأكثر من القتل الذريع فبهم « وم يعم أن أحداً اشترك في الجبش الذي استشهد فيه الحسين إلا قله »فحسيه ذلك في نفوس الناس » فالتفوا حوله » وقاتلوا معه . - ١766 ولكن أرسل إليه عمد الله نْ الزمير أخاه مصعب ا تفاقم أمره 2( وقاتله وقتله بعد أن انتصر عليه وخلاصة مذهب الختار هذا الذي هو مذهب الكيسانية . وخلاصة المبادىء التي يؤمن بها الكيسانية ما يأتي : أولها - أنهم يؤمنون برجعة الإمام الذي اختير من الني لت » ثم كان الاختمار على من بعده » فكان الأول عليا) والثاني الحسن والثالث الحسين» ألا إرت الأثمة من قريش ‏ ولاة الحقى أريمة سواء علي والثلائية من بنيه ‏ هم الأسباط ليس بهم خفاء قسبط سبط إمان وير وسبط غييته كربلاء وسبط لا بذوق الموت حى يقود الخيل بلتنعبه اللواء تغيب لا برى عنوسم زمانا برضوى عله عسل وماء وثانسها ‏ المَّدّاء » وهو أن الله سبحانه يغير إرادته تبعا لتغير علمه » وقد أخذ بهذا غيره من الشيعة لآنه كان يدعي الاخبار عن المغيب في المستقبل فبخبر فتجيء الوقائع بغير ما أخبر » فقول قد بدا لربم . والممدأ الثالث : أنهم قالوا بتناسخ الأرواح كالهنود»وهو خروج الروح من حساك 6 وحلوكها فق حسدك آخر . ونكتفي من الكيسانية بهذا القدر » لأنهم طائفة انقرضت » وم يكن ها أن من بعد في تاريخ الوحدة الإسلاممة سلما أو إيحاباء وقد غمرهم التاريخ» فلم يعرف لهم ني ثناياه أتباع . لحمل الزيدية : 7 - وهم الدين يتتسبون إلى الإمام زيد بن علي زين المابدين الذي خرج على هشام بن عبد الملك » وخذله أهل العراق » فقتل في مبنة ؟١١ه‏ . وقد كان خروجه على أثر مشادة عنيفة بينه وبين هشام بن عبد الملك . وإن مذهب الإمام زيد رضي الله تبارك وتءالى عنه أقرب المذاهب الى الجاعة في الإمامة » وهو مختلط في الفروع بمذهب الماعة » وقوام المذهب الزيدي 5 روي عن الإمام زيد يتلخص في المبادىء الآتبة أونها : ان الإمام معرف من النبي يِل بوصفه » لا باسمه وأوصافالإمام التي قالوها : انه لا بد أن يخرج للناس > ويبايعوه » وأرنى يكون علويا فاطميا » ورعاً » عادلاً »سخيا » يخرج داعنا الناس لنفسه وقد خالفه في شرط الخروج داعياً بعض الشيعة » وناقشه في ذلك أخوه عمد الباقر « على قضية مذهبك والدك ليس إماما فإنه م يمخرج » . ثانيها: أن هذه عندهمهي للإمام الأمثلالذي لا يتصور فيالامامة أعلىمنه. ثالثها : انه تحوز امامة المفضول » إذا اختار أهل الحل والعقد ذلك » فإذا اختاروا إماما لم يستوف بعض هذه الشروط وبايعوه صحت إمامته » ووجبت طاعته > ولزمت العامة ببعته » ولذا لم يكفر ول يفسى الإمامين أبا وكان زيد.يرى « أن على بن أبي طالب أفضل . الصحاية إلا أن الخلافة فوضت لابى بكر » لمصلحة رأوها » وقاعدة دينبة راعوها من تسكين ثائرة الفتنة » وتطيبب قلوب العامة فإت عبد الحروب التي جرت في أيام النبوة كان قريبا وسيف أمير المؤمنين على عله السلاممندماء المثر كين لم يحف»والضغائن في صدور القوم من طلب الثأر ما هي » فما كانتالقلوب تمل اله كل الميلولا تنقاد له الرقاب كل الانقياد » وكانت المضلحة أن يكون انقدام بهذا من عرف 5ظ الوحدة الإسلامية. (؟١)‏ باللين والتودد والتقدم بالسن" 6 والسبق 2 الإسلام 2 والتقرب من رسول الله ماق ١‏ و 1 ولكن الذي ظل راكزاً في نفس شيعة العراق هو ألا يقر شيعي بامامة الشخن قال البغدادي في كتابه الفرق بين الفرق ننصرك على أعدائك يعد أن تير نا برأيك فيأبي بكر وعمر اللذين ظاما حدك على بن أبي طالب قال زيد « إني لا أقول فه) إلا خيراً » وإِنما خرجت على بني أمية الذين قتلوا جدي الحسين » وأغاروا على المدينة يوم الحرة » ثم رموا بست الله در المنحنيق والنار » ففارقوه عند ذلك ٠.‏ وكان الامام زيد رضي الله تارك وتعالى عنه برى جواز اقامة امامينإذا تباعدت الاقالم » ونحن نرى أن ذلك يتنافى مع الوحدة الإسلامية التي ندعو الها » إذ أنه يحب أن يكونالراعى لامؤمنين واحداً » ولا تتحقق الوحدة» إذا توزعت الإمامة . ونحن نرى أنه لا نيز النزاع بينها حرصاً على الوحدة . لآنه أول إمام بارز بين أئمة الشبعة بل بين علماء المسامين » دعا الى الوحدة الإسلاممة أو بعبارة أدق دعا الى ألا تفترق الأمة الإسلامية وكان يقول رضي الله تعالى عنهوعن آبائه الكرام«لو أني علقت في الثرياءوقطعت جزءاً جزءاً على أنتجتمع أمة جمد مَِلِنَوٍ » لرضيت » فكيف يقال إنه يحيز الفرقة » وقد كانت نينت نابتتها ولم تكن قد تحاوزت كل معقول إسلامي والأحاديث النبوية تمنع ذلك منعا بات . مه - ولقد كان أتباع المذهب الزيدي قليلين » ولكنهم كانوا يعملورن . الملل والنحل للشبرستاني عند الكلام في فرقة الزيدية‎ )١( ١74 ويظبرون بناء على مذهبه من وجوب أن يظبر الإمام معلنا نفسه داعبا . وقد ظبر من بعد مقتل زيد ابنه يحيى » حرج على الأمويين ولككن قتل في آخر عبد الأمويين ما قتل أبوه من قبل . والمذهب يجمل أولى الناس بالخلافة أبناء على من فاطمة > سواء أكانوا من ذرية الحسين أم كانوا من ذرية الحسن »2 ولذا خرج ولدا عبد الله بن حسن “على المنصور وخرج علمه بالمدينة همد النفس الزكية » وقيل إن دعوته كانتمينية على أحقيته أولاً » وعلى ظلٍ أبي جعفر اللملصور ثانياً » وأن ببعته أخذت بإكراء ثالثاً . ولقد كان الإمام مالك بالمدينة بروي أحاديث رسول الله علخ وبدراس مسائل الفقه » فروى حديث : لدس امستكره يان » فكان يعتمد على ذلك جمد النفس الزكية * وقد نهي مالك عن روايته » فلم ينته » و كيف يمتنع إمام دار الحجرة عن رواية حديث الرسول . ولذلك أنزل أبو جعفر المنصور بالإمام مالك أشد الأذى بعد مقتل جمد النفس الزكية . أما أخوه إبراهم فقد خرج بالكوفة > وكان الإمام أبوحشيفة يؤيده فى مجالسه العاسة » وقد أخذها علمه أيضاً أبو جعفر المنصور » وكان يقربص به حتى أنزل به أنى > إذ سجنه سجنا اتصل بموته » وكان يضربه أعوان أبي جعفر في محسه > وم برحموا شخوخته . وهكذا نجد أن ذلك المذهب كان له أثر في استنكار ظلم الخلفاء » وكانت الدعوة العملية التي اشتبر بها تجعله واضح الحركات © وم يكن كل عمل أتباعه في بث النحل الهادمة في نفس الشعب » كا نسب إلى غيره من دعاة التش, الآخرين وإن كانت قد ظهبرت من بعد ذلك 2 ففي دول منفضلة » لا في انتفاضات تذهب بعد الهزيمة » وإن كان للمذهب الزيدي دولة من بعد > كا ستشير . المنل الجارودية : 4ه - وان المذهب » وإن كانت له بعض تلك المظاهر العملية » فإنه أخذ بعد مقتل عبد الله بن حسن يتغير عند بعض أتباعه بالأخسذ من الشيعة فقد ظبرت فيهم فرقة الجارودية وهم أصحاب أبي الجارود بن المنذر العيدي » وقد خرجوا عن آراء الإمام زيد » وإن قالوا بإمامته » فقد قالوا إن الرسول نص على الإمام بالوصف » وقالوا ان إمامة غيره لا تجوز » لآن الوصف كان واضحا لا ينطبق على غير على » وححكوا بأن الصحابة ضلوا إذ اختاروا غيره » وبذلك رفضوا إمامة الشيخين »© وكانوا بذلك من الرافضة » والإمام زيد م يقرر أن هناك مهدي من العلويين وسيظهر في آخر الزمان » فزاد هؤلاء ذلك » ويقولون برجعة الإمام كالإمامية . والجارودية قد اختلفوا فيا بينهم اختلافا كثيراً . ويقول الذويختي فبهم : سموا كلهم في الجملة زيدي إلا أنهم مختلفون فها بينهم ف القرآن والسنن والشرائع والفر انض والأحكام ا 66 - ودؤلاء شد استمساكاً نآراء الإمام ربد من الجارودية»وإن خالفوه في بعض الأمور » وهم أصحاب سليان بن جرير » وكان يقول : « ان الإمامة شورى فما بين الخلق » ( ويصح أن تعقد الخلافة يعقد رجلين من الآمة على أن يكون من خبار المسامين ) . وإمامة المفضول تصح عند هؤلاء كالامام زيد مع وجود الأفضل 2 وان الامامين أبا بككر وعمر رضي الله عنها كان اختمارهها اجتباداً منبما وممن . طيع استانبول‎ ٠.٠ فرق الشيعة للنويختي ص‎ )١( ١م‎ بابعوهما » وهو خطأ لا يصل إلى درجة الفسق »> وأنهم لذلك ينزهون أنفسهم عن الطعن فيها ولكنهميتناولون بالطعن ذا النورين عؤان بن عفان» ويكفرانه ويذهب بهم الغلو المذهبي إلى أن يكفروا أم المؤمنين عائشة»وطلحة بنعبدالله والزبير بن العوام « كبرت كلمة تخرج من أفواههم > إن يقولون إلا كذيا ». وقد استنكروا على الإمامية والكيسانية القول بالبداء » كا استنكره الإمام زيد . واستنكروا مبدأ التقبة بغير ضرورة ملحئة » لأهم وجدوا الذين يدعون الاخذ بالتقية » يقولون ما يكون مالآة للظالمين » وليس بحق > ولا ضرورة تدعو إلى القول © فإذا أقم الدليل على بطلانه ادعوا أنهم قالوا ما قالوا تقبة. وأن القول ممالآة انما كان من المدعين للتشيع لا من 1 ل البيت أنفسهم » رضوان الله تبارك وتعالى عنهم . البكرية : 5 - وثم أتباع كثير النووي الأبتر »وقد وافقه على رأيه الحسن بنصالح وهم في آرائم كالسلبانية » ولكنهم لم يكفروا سيدنا عئانرضي الله عنه» بل توقفوا في شأنه » وقالوا إن ماضمه يجعله من أهمل الجنة فهو من العششرة المشرين بالجنة » وكان له فضل في نصرة الإسلام بما له من مواقف سامية . ولككنه في خلافته ولى الظالمين من بني أمبة » وترك شورى عمر »فتحيروا بين ماضيه قبل الخلافة وحاله في نظرهم بعدما فتوقفوا ووكلوا أمره إلى أحم الحا كنين . وجوزوا إمامة المفضول وترك الأفضل ولكنهم اشترطوا رضا الافضل » وقد يكون اختلاف بين نظرهم »2 وما روي عن الإمام » فالإمام زيد نظر ١41 إلى المصلحة 2 لا إلى رضا الإمام على الحرد » وإن كان كلامه قد يفيد أنه أقر إمامة الشبخين لرضا من على كرم الله وجبه .ولقد اشترطوا في ولاية الامام صباحة وجبه » وهو شرط أولوية © فاذا دعا اثنان لأنفسها بالخلافة وقد تساويا في كل..شيء » ولكن أحدها أصبح من الآخر » كان أولى . وقد حوزوا 9 يكون ثمّة إمامان من أولاد قفاطمة »؛ ويكون كل واحد منها واجب الطاعة ويقولون قولاً غريبا » وهو أنه يجوز أن يفت أو يحكم أحدهما بغير ما يحم الآخر » وكل منه) يصيب في اجتباده » وإكف أفتى ا ستحلال دم الآخر ١”‏ 0 وهذا رأي غريب > وهذا يؤدي الى أن يستحل فريئى من المسامين دم الآخرين وكيف يستباح دم مس بالرأي » ثم ان هذا الرأي يؤدي الى الفرقة التي لا يقملها الامام زيد الذي كان يود جمع المسامين » ولو كان يتعليقه في الثريا وتقطيعه حزءاً جزءاً . وان الذي يتصور مع الوحدة الاسلامية بالنسبة لوجود امامين هو أن يكون كل واحد منها في اقلم من الارض ويتعارفان ولا يتنافران » 6 حدث في تاريخ الزيدية في الحم على ما سنبين > إن شاء الله تعالى . ولقد وصف الشهرستاني رأي هذه الطائفة منالزيديين فيقوهم في الامامين بأنه ه خبط » تقام دول على أساس المذهب الزيدي #ة-في القرن الثالث الحجري أخذت بد العباسين تبن عن أن تدير دولة الاجزاء المتطرفة تتناثر من قمضتها جزءاً جزءاً . . الملل والنحل للشورستاني ب ؟ ص م١؟ هامش الفصل‎ )١( ما أحدها يني والآخر غير ذلك » أما المذهبالذي يبني فبو المذهب الزيدي» وأما المذهب الآخر فبو مذهب بعض الغلاة من القرامطة . والمذهب ظبر منه إمامان جليلان امتازا بالعم وقوة الدين - أوهما ‏ أبو جمد الحسن بن على بن الحسن » وينتبي الى الحسن رضي الله عنهم جميماً » ويلقب في التاريخ الزيدي بالأطروش » لطرش أصبب به ويسمى الناصر الكبير تميزاً له عمن جاء بعده باسم الناصر . ولد سنة 5٠7‏ من بعد الفحرة وتوفي مئة ؛.لاه»وقد كان الذين يظبرون ويعلنون أنفسهم من الزيدية » يقاتلون ويقتلون أما هو فقد اتخذ العم سبيكه » وم يظبر بنحلة سساسية» وان كان عامه في العقائد والفروع على مقتضى المذهب الزيدي. وقدتتيعه العباسيون ليقتلوه»وخصوصا] المتوكل الذي كان ناصبيا»ناصب آل علي العداء » ففر الى أرض الجبل والديم » وكان أهل هذه البلاد غير مسامين » فاتخذها مستقراً لدعايته إلى الاسلام » وتعليمهم فروعه على أساس المذهب الزيدي » فكان بذلك ينشر الاسلام وينشر العم الزيدي معه » واستقر له الحكم بالخلافة الاسلامية وبهذا يعد الناصر محبي الامامة الزيدية وأول إمام استقامت له الامامة في بقعة من الارض وان كانت نائية . ولقد قال في ذلك الشهرستاني دم ينتظم أمر الزيدية » حتى ظهر في خراسانناصر الأطروش » فطلب مكانه لبقتل فاختفى » واعتزل الى بلاد الديم والجبل وهم م يتحلوا بدين الاسلام » فدعا الناس الى الاسلام على مذهب زيد بن علي » فدانوا بذلك ونشووا علمه » وبقيت الزيدية في تلك البلاد ظاهرة » وكان يخرج واحد بعد واحد من الائمة » ويلى أمره ١١‏ إذن هؤلاء الزيدية اضافوا إلى الاسلام بلاداً » ولكنها مستقلة عن الدولة . ص ١١؟ على هامش الفصل‎ ١ اللل والنحل للشبرستاني ج‎ )١( اذل العباسية التي كانت تتتبع الزيدية » وتقتلهم . فأنشؤوا لأنفسهم إمامة » وثولوا اماما يعد امام . ولا نستطيع أن نقول ان إنشاء هذا الإقلم وقيام دولة شبعية زيدية فيه اقتطاع حرء من الدولة الككيرى للإسلام 0 ولكن بلا ريب يتنافى مع الوحدة الإسلامية الجامعة التى لا تختلف فببها النزعات الدينية » وإن كان ذلك م يصحبه تناحر أو تنازع مع الدولة العباسية التي كانت تفم اجماعة الكبرى الإسلامية » قبل أن تتفرق عنها الاقالم . اففادي : 4ه - في الوقت الذي كان ناصر الأطروش ينشىءملكا سماه إمامة زيدية في الديم ولم يكن تابعاً لبني العباس كانالمهادي ينشىء دولة في البمن»والهادي ينتوي في نسبه الى الحسن بن علي » وقد ولد في سنة ه4؟8ه وتوقي سنةمه؟ه أي أنه عاش نحو ثلاث وخمسين سنة © أنشأ دولة أو إمامة كانت باقة1ثارها الى سنة ١84٠‏ ه . وقد ولد بالمدينة » وقام هادياً مرشدا يدعو الى الله والى طريق مستقم »© وكان فقيها باحثا يرجع اليه العاماء من كل الطوائف الإسلامية يسألونه » فبجمبهم »ويستفتونه فبفتبهم »وكانيرد برسائل قبمة أثرت عنه 7'. وقد ذهب الى اليمن سنة ١٠م؟‏ ه »© فوجد فيها أرضاً خصبة » فبذر فمها بذراً طببا نقيا من العم السلفي الصالحوكانيبث المذهب الزيدي النقي فيلبابه . وقد عاد الى الحجاز بعد أن تعلقت به القلوب »© وصار له اتباع من أهل الممن . والسمن في هذه الأيام لم تكن محل عناية ملوك بني العناس > وقد استفل ذلك قوم » اشتبروا في التاريخ الإسلامي بامم القرامطة » فكانوا يساورون . راجع بعض هذه الرسائل في كتاب الإمام زيد محمد أبي زهرة‎ )١( ١45 اليمن » ويريدون أن يقتلعوه منالحتكومة العباسية “و الأهالييتبرمون بالقرامطة وما يفعلون . لدلك اتحهوا الى الحادي وأرادوه إماماً هم » قذهيوا المه ف بلاد الححاز» وأخرجوه من تحرابه في المدينة الطاهرة - وفاء إليهم. فبايعوه على الامامة» فعاهدهم عبداً سلفياً وقال فمه : 0 «أبها الناس افي اشترط لي أربعا على نفسي . الحم بكتاب الله وسنة رسوله علا ؛ والآثرة لم على نفسي فيا جعله بيني وبينم » أوثر فلا أفضل عليم » وأقدمم عند العطاء. قبلى 2 وأتقدم عليم عند لقفاء عدوي وعدوم 'وأمْترط لنفسي علمكم اثنتين : النصبحة لله في السر والعلانية ٠‏ والطاعةلأمري على كل حالاتم ما أطعت الله تعالى فم فان خالفت فلا طاعة لي عليكم وإن ملت وعدلت عن كتاب الله وسنة نبيه ملم فلا حجة لي علمم فهذه سبيلٍ أدعو الله على بصيرة أنا ومن اتبعني . ٠‏ بهذه الببعة تقدم » وأخذ على نفسه ما أخذ من العهود » ووفى » وحاول أن يجمع بين المسامين » وكان يقول « لوددت أن الله اصلح هذه الأمة » وأني جعت يوم وشعت يوما » . وبهذا يتين أنه ما أراد ملكا » إِما أراد إصلاح الآمة '» وإرادة اصلاحبا جمم كلمتها » وتحقيق وحدتها ' كا تر كبا الني عَلِتعٍ والراشدون من بعده . ليطمئنوا » وإذا اطمأنوا اثتلفوا واذا ائتلفوا كانت الوحدة قردية »ولاتكون بعسدة غير دانمة . وعلى رأس العدالة - العدالة الاجماعية » فنظم بيت المال وجمع الزكوات وبعد أن أقام العدل عمل على وحدة الممن » وما يحاورها من البلدان » وضم نجران إلى اليمن . ١146 وأقام الحدود كلها » وم يعف منبا كبيراً لكبره» بل نفذها في غيرهوادة وبعد أن جمع القلوب » وأقام العدل » ونفذ الشرع اتحه إلى الجباد فجاهد القرامطة » وقد أخذوا يعيثون في الأرض فساداً . ولقد وقع الإسلام بين الغلاة في الشرق والغرب » ففي الغرب كان القرامطة » يساورون حدود اليمن وبريدون أن يقنصوها من حاكم بغداد الذي كان لا يزال يسمي نفسه خليفة » وإن وهنت يده عن أن تقبض على ناصبة في أرضه . وفي المغرب كان الباطنية الذين أنشأوا الدولة الفاطمية » واستولوا على مصر » وشرق ملكهم وغرب »2 تقدم.الهادي للقرامطة » وحاريهم خمس سئين دأبا . دولتان منفصلتان عن حم بغداد : - ونلاحظ هنا أن الزيدية أقاموا دولتين : إحداهما دولة الناصر الأطروش » وأقامها في الديل والجبل وتعاقب فبها من بعده خلفاؤه؛ولا تقول انه انتزعها من ملك العباسيين ببغداد » ولكن تقول انهم أقاموها في مكان لا سلطان لأحد من المسادين عليه » وم يكن بينهم وبين الح العباسي مغالبة . والثانبة في اليمن : وقد أقامها الحادي » واستمرت قائمة الى حوالي سئنة ١خ‏ ه وآخرهم أحمد بن يحبى وقد تخلفت في آخر عبدهم . ولا يقال انهم انتزعوها من أبدي العباسيين » لآن القرامطة قد غلبوا على ما ح وها وكانوا يقصدون أن يغلبوا علها » فجا, الحادي وخلفاوه فأزالوم » حتى كانت جهودم من بعد في المغرب . ونلاحظ هنا أيضاً أن الأطروش » والحادي » كلاهما كان يلقببلقبالإمامة » وم يكن لدتبعية للدولة العباسية في العراق . لخدلا وكلا إمامي الزيدية كان يعترف لصاحبه » وان ذلك فبه تطبيق لامذهب الزيدي الذي نحيز إقامة إمامين فق قطرين متيأعدين . وإن الأسباب قد توافرت لاقامة هاتين الدولتين » فالناصر أدخل الإسلام ف اقلم م تند المه بد الدولة العداسية التى قصرت في ذلك الإبان والحادي نشر راية العدل والاصلاح في وسط التخاذل والفساد » وأزال القرامطة من ةكة ٠‏ فم يمكنهم من أن يقطعوا البلاد لفالية الشيعة كا كان حي الباطنية في الإسلامية وذهمت الوحدة . الامامية من الشيعة ٠‏ - هذه الطائفة التي تحمل اسم الشيعة الإمامية يدخل في ععومبا أكثر المذاهب الشبعية التي سارت في التاريخ > ولا بزال كثيرونمنها إلى الآن في العالم الاسلامي في ايران والعراق » وما وراءها من باكستان واندونيسيا والهند . ويدخل في حكبا طوائف ل تنحرف في اعتقادها إلى درحة أن تخالف نص من نصوص القرآن ؛ إلى أي أمر عم من الدين بالضرورة . وتشمل طوائف أخرى فبها انمحراف سُديد . الامامية . وأئهم يقولون أن الآمة عبنوا من الني لقع بالشخص » لا بالوصف »> فعين الني ملاعلب وهو يعين من بعده بوصية من الذي عَلِتوٍ »و كذلك من بعده الخ . وقد أجمع الامامية على إمادة على كرم الله تعالى وجبه في الجنة »> وأنها ١ما/‎ قد ثبتت بالنص عليه بالذات من الني يِلُِوٍ نصا ظاهراً ويقينا صادقاً من غير تعريف بالوصف »2 بل بالعين . قالوا : « وما كان في الدبن أمر أهم من تعمين الإمام » حق يفارق عليه السلام الدنيا على فراغ قلب من أمر الآمة » فانه إذا كان قد بعث لرفع الخلاف » وتقرير الوفاق » فلا ححوز أن يفارق الامة ويترك الناس هملآ؛ برى كل واحد منهم طريقا » ولا يوافقه علمه غيره ... بل يحب أن يعين شخصا هو المرجوع النه » وينض على واحد هو الموثوق به والمعول عليه ''' . وعلي هو الذي عين بنص نبوي . ويستدلون على ذلك بأدلة من السنة“يعتقدون صدق سندهاء وباستنباطات من أعمال النبي ملٍِْ » اختص عليا كرم الله تعالى وجبه في الآخرة . ولدس هذا المقام مقام توضمح المذهب » فليرجع اليه في مواضعه '"' . وكا اتفق الإمامية فيا بينهم على أن الامام علي كرم الله وجبدوصي الني لشم بالنص قررم! أن الأوصياء من بعد على هم أولادهمن فاطمة: الحسن » ثم الحسين رضي الله عنه) » ثم اختلفوا من بعد ذلك على فرق مختلفة في الامةبعد هؤلاء » بل قيل "انهم اختلفوا من بعد ذلك على أكثر من سبعين فرقة . وأظبرها فرقتان » وهما الباقمتان الاثنا عشرية » والاسماعيلية . الاثنا عشرية : 5 - ترى الاثنا عسرية ان الاوصماء إثنا عشر وصياً » وأن الوصي أو الإمام بعد الحسين ابنه علي زين العابدين ومن بعد على زين العابدين مد الباقر ابنه » ومن يعد حمد الباقر » جعفر بن مد الباقر . . الملل والنحل للشهرستاني‎ )١( (؟) واجع في هذا كتاب الفرق بين الفرق وكتاب تاريخ الذاهب الاعتقاد والسياسة محمد‎ . الي زهرة‎ ١44 ومن بعد جعفر اينه موسى الكاظم © ثم على الرضا ثم مد الجواد » ثم علي اهادي ثم الحسن العسكري ثم جمد ابنه وهو الإمام الثاني عشر . ويعتقدون أنه دخل سرداباً في دار أبسه بسر" تمن" رأى > ولم يعد إلى الآن» وقد اختلفوا في سنه عند اختفائه » فقيل كانت سنه أريع سنين » وقيل كانت تان سنين » وقال بعضهم أو أكثرهم : كان في هذه السن عالماً ما يحب أن يعه الإمام » وان ذلك يتفق مع أصل المذهب في عم الأوصياء لأنهم يقولون : ان عمهم إلحامي لا كسي . وقال آآخرون كان الك لأهل مذهيه . والاثنا عثسرية بوجدون الآن في العراق وعددم كثير يقارب النصف وم يسيرون على مقتضى المذهب الاثنا عشري في عقائدهم » ونظمبم في أحكام الأسرة من الزواج وأحكام الأولاد والمواريث والوصايا والأوقاف والزكوات والعمادات كلبا . وكذلك أكثر أهل ايران على المذهب الاثنا عشري . وملوم من يقيمون في لبنان وسوريا وكثير من البلاد الاسلامية » وهم على ود مع إخوانهم من أهل الماعة ولا ينافرونهم . وان الامامية الاثنا عشرية كغيرهم من الامامية يفرضون في الامام سلطاناً مقدسا يأخذه بايصاء الني صلى الله تعالى عليه وسم » فكىا أن ولابته للامة كانت بوصاية تنتبي إلى الني صلى الله تعالى علبه وسم فتصرفاته كلبا مشتقة من صاحب هذه الوصاية . ونكتفي من بيان المذهب بذلك وليرجع الى بقية البحث في مصادره . الاسماعيلية : ب ؟ - والاسماعيلية طائقة من الامامية كا ذكرن » وهي منيثة في أقالم 166 متفرقة من البلاد الاسلامية » وبعضها في جذوب افريقية ووسطبا » وبعضها في بلاد الشام » وكثير منها في الهند » وباكستان » وكان لما دولة الفاطميين ني كانت مر المغرب إلى مصر > وحككمت معها الشام والقرامطة الذين سسطروا وقتا ما على ءعدة أقالم اسلامية كانوا منهم وإن م تكن الهم دولة قائمة بذاتها وهذا المذهب ينتسب إلى إسماعبل بنجعفر الصادق © وعدد اسماعيل يفترقون عن الاشا عشرية » إذ يعدون الوصي بعد جعفر الصادق ابنه موسى الكاظم » ثم تكون الوصاية من بعده في أولاده » أما الامماعيلية فبعدون اسعاعيل هو الوصي بعد أينه جعفر بن حمد . وبلاحظ أن اسماعيل مات قبل أبيه جعفر > ولكنهم قالوا ان حعفراً نص عليه » فكان إعمال النص بأن تبقى الامامة في عقبه » فان النص الذي يقوله الامام إعماله أولى من إهماله إذ أن أقوال الامام عندهم كنصوص الشارع عام فلا عحب في قولهم هذا . وقد انتقلت الامامة عن طريقاسماعيل إلى ابنه جمد المكتوم » وهذا أول الائمة المكتومين أو المستورين اذ هم يقولون إن الاماميصح أن دكون مستوراً » ولا ينع ذلك من امامته وتحب طاعته ومن بعد مد المكتوم ايئه جعفر المصدق » ويعده ابنه الحبسب وبعده اينه عبدالله المبدي الذي ظبر . في شمال افريقيا وملك المغرب ثم كان من عقبه من انشأ الدولة الفاطمية في مصر . وقد نشأ مذهب الاسماعملة بالعراق كغيره من المذاهب الشعسة »© واضطبد فيه كا اضطهد غيره من المذاهب الشيعية أو بالأحرى الرجال الذين كانوا يظهرون دعاة له وخرج المعتنقون له تحت تأثير الاضطباد إلى بلاد فارس وخراسان © وما وراء ذلك كالهند وتر كستان وان هؤلاء الاسماعبلية قد اتصلوا بأهل المذاهب القديمة » فاتصلوا بالكلدان والبراهمة والفلاسفة الاشرافبين ومنهم من أوغل في دراسة هذه المناهج » ومنهم من أخذ منها وكان ممقدار إيغاله وأخذه يكون ل بعده عن الاسلام أو قربه منه » فبعضهم أذ بقدر لم يفارق به الاسلام » وبعضهم أخذ بقادير جرته الى الخروج عن الاسلام . وانهم قد أحاطوا أنفسهم بالسرية في تفكيرهم » ومبادلتهم الآراء » وكانت تظبر أحماناً ما كان من القرامطة وغيرهم » ولكنهم يسستون ما يبيتون فا كانوا يستأنسون بالناس . وانه بلغ لهم من الكتّان حد أن كنوا يكتبون الرسائل » ولا يعلنورن اسماء كاتبيها » كا ترى في رسائل اخوان الصفا التي اشتملت على عم غزير وفلسفة عميقة » فقد ذكر المؤرخون انهم هم الذبن كتبوها » ولم يعرف العلماء الذين كتبوها » وهي تسرفهم لو ظهروا » ولعليم معروفون عندم '') , وقد سموا الناطنة أو الباطنبين » وذلك لاتجاههم الى الاستخفاء » عن الناس وقد ابتدا الاستخفاء بسبب الاضطباد » أو خشية الاضطباد “ولكنهم من بعد ذلك استمرؤوه وألفوه » واتخذوه سبيلا للتدبير المحكم ومنهم. طائفة .سموا في التاريخ باسم الحشاشين » وقد ظبرت أعمالهم في إبان الحروبالصليبية وإبان حروب التتار وكان بعضها سوءاً على الاسلام والمسامين » وقد لاقى منهم صلاح الدين الأيوبي العنت الكمير . ومن أسباب تسميتهم بالباطنية انهم قالوا بالإمام المستور » وقد استمر امامهم مستوراً » الى ان ظبر متغلءا في المغرب » ثم اجتاز شعال افريقيا الى مصر . ومن الاسباب أيضا أنهم يقولون إن لاقرآن ظاهرا» وباطنا » وان للباطن باطناً حتى نصل إلى سبعة بواطن وما عند الإمام من اسرار عم باطن . وقد شاركبم في هذا الاثنا عشرية » وهو الجزء الخاص بعلم الباطن وار عم الظاهر . )١(‏ راجع في اخبار الاسماعيلية كتتاب أصول الشيعة » وكتاب تاريخ المذهب والاعتقادية السياسية محمد أبي أمين زهره » والشافي الشريف الرتفى . 115١ ٠‏ - وقد بنبت الآراء التي د ممق يعتنقونها على ثلاثة مبادىء » شار كهم في بعضها الاثنا عشرية أونها - الفيض الالحي من المعرفة الذي يفيض الله تعالى به على الائمة فبجعلهم قتضى إمامتهم فوق الناس عاماً واحتسابا » وقربا من الني للع » وربه » فعندهم عم الشريعة قد أوتوه دون الناس . والثاني - ان الإمام لا يلزم أن يكون ظاهراً معروفا » بل يصح أرن يكون خفياً مستوراً » ومع ذلك تحب طاعته. وإن المبدي الذي هدي الناس في قابل الأيام » وانلم بظهر في جيل بن الاجيال » فانه لا. بد ظاهر من حوراً وظاما . الثالئة ‏ ان الإمام ليس مسؤولاً أمام أحد من الناس »© وليس لأحد من الناس أن يمخطئه فما يقول من اقوال » وفما بأقي من افعال » ففعله دائم خير لاشر قبه » لأن عنده من العلم ما ليس عند.غيره ومن هذا اللمبدأ قرروا أن الائمة معصومون »2 لا بمعنى انهم لا يرتككبون خطايا فقط » بل بعنى أعمق من ذلك »وهو ان ما نسميه نحن خطايا قد يكون عندهم من العم ما يثير السبيل هم فيه ويككون سائغا بالنسبة لهم » وليس سائغاً لغيرهم من الناس . وليس في هذه المباديء التي ذكرنها ما يخرجهم من إطبار الاسلام الى غيره » فلدس فيها ما يصح أنه خالف أمراً. صريحاً في الكتاب أو السنة . ولا شك أن بعض نواحي ي التفكير التي غند الباطنية ليس فيها ما يصح أن يكون كفراً صر#ا » وأقصى ما نقول فيه انا لا نعرف بها كن ولا اسنة . ولكن في أهل هذا التتكير وجدة من + خلعوا الريقة » وكانت السرية لي اتخذتا هذه الفرقة مدرحة هذا الخروج ففي ظلها فرضت آراؤم »وكانت سيبا في أن وجد الحاكمية » وهم أولئك الغلاة الذين تجاوزوا حدود الاسلام » 1١1 ولقد غالى بعضهم في معى الاشراق الروحي الالهي » حتى زعم أن الاله يحل 5 نفس »© ودعا إلى عبادته ( أي الاما م4)ء الحاكئية اله الطائفة الحاكمية وقد ادعى أن الاله حل فيه . وقد اختفى الحام » ثم مات أو قتل على اختلاف الرواة » وان الراجح أنه قته بعض أقاربه » ولكن أنكر مريدوه واتباع مذهيه الذي ظبر بعد موته - أنه مات »© وزعموا أنه يعيش مستوراً عن الماس » وانه سيرجعوقد سمت الطائفة الي تتبعه بالماكمية » والدروز الدين يكثرون بلبنان وسوريا لهم صلة و ششقة بالحاكمية » وان كنا نظن ان كثيرين م: نهم لا يقولون ما يقول الحاكمية في الحاكم وإن , بعض المؤرخين يقول إن الذي وسوس إلى الحا م أن مخرج على الناس هذه الآراء الغالية رحل فارسى اموه جره الدرزي ٠‏ ومهما يكن من أثر الحاكم » فإن بعض الدروز يعلنون آراءهم » ولا نجد قبها ما ينافي الإسلام وملهم من نت له مواقفف مشهورة ة مذكورة في الدفاع عن الإسلام مثل المرحوم شكيب ارسلان 2 وكتترو[كف ستخفون بآرا جم واعمالحهم والله أعلم حالهم : وجوار الحاكمدة والدروز فرقة تسمى النصيرية لا تنسب نفسها للإسماعملية » والكلام في هذه الطائفة كثير » ونضرب الآن صفحا عن ذكره» وليرجع إلى الكلام فيها في مصادره 2 . )١(‏ مراجعة تاريخ المذاهب الاعتقادية والسياسية في الإسلام وكتاب أبن تممية وكلاهما محمد ابي زهرة . كل الوحدة الإسلامية (؟١)‏ نتائج الطائفية : ٠‏ - كان يبدو بادي الرأي أن الاختلاف الطائفي اختلاف عامي ونظري فقط »والاختلاف النظري أو العامي ليسمن ثأنه أن يفرق الجماعات» ولا يمزق الوحدة : ولا حمل بأسها بينها شديداً » لأن الاختلاف العامي لا يتجاوز مواطن التفكير » ومواضم النظر . ولكن الاختلاف الطائفي الشيعي أدى الى أن تنشأ دول تفك الوحدة التي عقدها النبي عار ٠‏ ووثقها عليه مه السلام 2 بالاخاء 2 والموالاة 2 3 أشر 7 من قبل . وم تكن تبعة هذا الاختلاف أو الافتراق تفع على الشبعة وحدهم » بلعلى العباسبين لأنهم لم يعالجوا الأمر بالتلاقي على أحكام القرآن والسنة » بل عالجوه 3 يعالج الملوك الاردين عليوم أ( تال والقئل ودث الميون 2 وتذبع الناس بالسعاية ونحخوها . فمبروا في الاستتار والاستخفاء وديروا ماديروا في ظل الكتان» واتخذوا من ظلامه درقة اتقوا بها' سيف القتال ودبروا أمرهم» وأحكوا التدبير . وصارت دعوىق الإمامة متنازعة بين ثلاث دول متفرقة ٠.‏ أولاها : إمامة الناصر الأطروش في بلاد الديم والجبل » وهو يدعي أنه إمام * وإن كان لا ينازع إمامة بني العباس » لأنه في أرض تائية عنهم »> فمها فضل الانشاء . والثانية : إعامة الحادي 2 وهي في السمن 0 وامتدت الى ما تحاوره » و تكن لتنقص الأرض من أطرافبا على بني العباس » بل كان لما الفضل في القضاء على القرامطة الذين كانوا يقضون مضاجم العباسيين . وهاتان الامامتان ظهرتا ف القرن الثالث المحري »وتوطدت دعام الحادي » حتى بقي ما سمي الإمامة الى بضع سنين خلت . لحل وفي القرن الرابع الحجري ظبر إمام الفاطميينالذيانبعث مزبين الباطنيين أو الاسماعيليين وابتدأ حكه في المغرب ثم انتقل إلى مصر » وأخذ الشام » واستمر حكم الى أن قضى عليهم الأبوسون فق القرن السادس المجري . وبذلك صارت الإمامةالى القر نالسادس الحجري مضطربا بي نأربعة أَعْدَمُ أمير المؤمنين العبامي والإمام الناصر الأطروش وذريته » والإمام الحادي وذريته * والمعز لدين الله وأو لاد الى أت أدال الله منهم بالدولة الأبوبية . وكان سلطان الخليفة العيامي اسعيا » وليس حقيق.ا يتبم في الحم والسلطان . تقطع الدولة في العبد العباسي كانت الطائفية لها الأثر في تفريق الوحدة من الناحمة العملية » على النحو الذي ذ كرناه » فقامت دول وانفككت الوحدة الاسلامية التي كانت تَثلبا الخلافة » ولو اسمبا » وم تكن للخلافة النبوية حقيقة قائمة بل كانت الملكية هي المتح.كمة ؛ وان تسمت بالخلافة وامرة المؤمنين . ولقد قلت ان الوحدة كانت قائمة في عبد ملوك بني أمبة » وان كانت على دخن »> لأنه لم يككن حم الاسلام قائمًا على الوجه الاكمل »2 ولآنها لم تقم على أصول الاختبار بالشورى الاسلامية ٠.‏ فاما آل الأمر إلى بني العباس » وكانوا أقرب رحماً بالني صل الله تعالى , 0 » وان يكونوا في حكديم أعدل ا ولك ن كارا أقل تعصبا مؤلاء ؛ وأولاه بن تسعوا باخلفاء عن بي ال الحكم الأموي بالأندلس : 5 - والدولة العباسية في إبان قوتها » ونشأتها القوية الفتية » وفي عبد ه15 ذلك أنه عندما نزل الاضطباد العباسي بالأمويين » وتتبعوهم قتلاً وتشريداً » جزاء ما قدمت أيدهم بالنسبة لآل على كرم الله وجبه في الجنة وان كان العياسيون ساروا على مثل منبجيم . في هذا الوقت » وفي عصر أبي جعفر المنصور » فر عبدال رحمن بن معاوية ابن هشام بن عبدالملك الى الأندلس وم يكن العرب الذين بها »؛ قد اقتنعوا بالتغيير والتبديل في العراق والشام والمديئة » قدانوا لعمد الرحمن بالطاعة وارتضوه حاكما عليهم » وسمي في التاريخ بسد ال رحمنالداخل » ومماه أبو جعفر المتنصور تقديراً حمته وإعجاباً به صقر قريش . ظهر صقر قريش في الأندلس فاستولى عليها وضبط الأمور وجمعها تحت سلمطان واحد ٠.‏ واقترنت الحضارة الأندلسة بالدولة المروانية هذه في ذلك الوادي الخصيب » حتى لقد قال ابن حزم إن دولة بني أمية بالأندلس كانت أنيل دول الإسلام » وأنكاها في العدو » وقد بلغت من العز والنصر ما لا زيادة عليه ''' . وم يككن الملوك الأموبون المروانون بالأندلس يدعون أنفسهم اسم الخلفاء أو أمراء المؤمنين بل كانوا ملوكاً » وم يدعوا الخلافة حتى لا نكون بين جماعة اسامين خليفتان » وم يكن قد انفتق الارق » فلم يريدوا أن يكونوا المتدعين للافتراق . ولككن ضعف أمر الخلاقة العياسية » واستيد بالخلفاء منهم الفرس © ثم الأتراك وضعف شأنتهم وخرج بالامامة أو الامرة عليهم الناصر الأطروش والحادي في القرن الثالث » ثم نشأت الدولة الفاطمية على يدي المبدي الذي انتقل أحدفاده من بعذده إلى قعص . )١(‏ ذفح الطب بج م ص ألا 155 رأى هذا عبد الرحمن الناصر في مطلع المائة الرابعة من التاريخ اللحجري » فعندئذ ادعى الخلافة لنفسه > ولقب نفسه بلقب أمير المؤمنين » ثم صار ذلك اسماً لمن جاء بعده من ملوك بني أمية في ذلك الإقلم الخصيب . وفي عبد عبد الرحمن الناصر هذا بلغ ذلك الإقلم الإسلامي الذروة في المز والسؤدد والرفعة » وأخاف الفرنجة وأرهمهم » وامتد سلطانه في البلاد ولكن ما بعد ارتفاع الشمس في كيد السماء إلا زواها » فإنه قد سار على الأمر من بعده ابنه الحم على منهاجه وسياسته » فم تضعف الآندلس . ولكن م يدم ملكه طويلاً كأببه » إذ أنءأباه عاش ملكا وخليفة نحو خمسين سنة © أما الحم فقد عاش خليفة ست عشرة سنة فقط . ولقد اعترى الحم بعد ذلك ضعف إذ تولى غلام كالشأن في كل الحم الورائي » إذ قد يتولاه الضعفاء كنا يتولاه الأقوياء . ولنترك هذا إلى موضعه في دراسة تاريخ الأندلس . وإن المقصود بذلك السباق الذي سقناه كيف ابتدأ تفرق الوحدةالاسلامية بعد العصر الأموي مباشرة وفي عصر فتوة العصر العبامي وازدهاره . ولقد ضعف بعد ذلك الخليفة العبامي وكانت تتساقط أحزاء دولته » حتى 1ل الأمر إلى الافتراق الذي نعاني منه الآن تفرق كلمة المسامين » وأن يكون بعضهم حربا على بعض أو على الأقل لا يشعر كل اقلم منهم بما يعانيه الإقلم الآخر أو يشعر ولككن ينظر اليه نظر من لا .همه الأمر فبه » والني ِلِثَرٍ يقول « من لا متم بأمور المسامين فليس منهم » . الدولة الطولونية ثم الأخشيدية : ٠‏ أخذت الاقالم بعض الاستقلال عن دولة العباسين » فأحمد بن ١5ا1/‎ طولون توللى مصر ومن بعده أولاده » وكان خاضعاً للرولة العباسسة يثنادي وكانت دولته وراشة لم حاء الاخشيدية كذلك 2 ومؤٌؤسس الدولة الأول أحمد بن طولون » كان ابوه مملوكا تركيا » أهدي. الى المأمونين الرشيد وكات من الجنود الاتراك الاكفاء وولد له أحمد سنة .؟ وقد تولى حم مصر من قبل المسيطرين في الدولة العباسة سنة 804 فتولى ادارة الدولة والأعمالالخارجية. وقد استقل مب أحمد سئة 64 >2 ودعي له مب بعد الدعاء لل للخليفة . وكانت وراشة لمن بعده » حتى أخذها كافور الأخشيدي . وكان الأمر قد اضطرب بءضالاضطراب»حق اقتنصتها الدولة الفاطمية. وناوأت العباسية التي لم يككن لها من الخلافة إلا الاسم . الحال في الدولة العباسية : لم + -١‏ وجدت الدولةالعباسية »وهي تحمل في نفسهاعوامل امار هاو اضطرابها. لقد قامت على التأييد الفارمي »فالدعوة الفارسية كانت هي التي تقوم بالدعاية لتلك الدولة . وقد ابتدأت الدعوة علوية » ثم حولت من علوية إلى عباسية . فكانت يسلمب ذلك مربوطة بالعلويين والفار سين معا » فالعلويون كانوا لا يسكتون عنهم » ولا ينون عن الخروج علمهم والقرامطة الذين اتخذوا العلوية مظبراً أقضوا مضجعبم الوقت بعد الآخر » وهكذا . الخراساني الذي انتزع الملك من الاموبين » وأعطاه للسفاح ثم للمنصور » كان أخشى من مخشاه أبو جعفر حتى بادر بقتله > فتغداه قبل أن يتعشاه » وجاء ا مقنع الخراساني فثار على حك المبدي » وتولى نر الزندقة » فتلقاه المبدي 154 حاربه حثى هزمه وقضى على قوته . ودفع المعتزلة اليه يحاربون الزندقة التي كان ييثها المقنع الخراساني وانتصر في المبدانين » ولكن بقي أصل الداء لم يستأصله . وجاء من بعد ذلك عبد الرشيد » فتقرب البه البرامكة زلفى ثم اكتشف أنهم يعملون لفارس لا للعرب * وما تكشف له ذلك نككبهم »> ولكن بعدأن نصروا الشعويمة على العربية . ولما عهد الى الآمين ثم المأمون » وقد كان الثاني أسّن” من الاول » وقعت المعركة سافرة بين العرب والفرس >“ إذ أيد المرب الأمين وقد كان ذا نزعة عربية » وأيد الفرس المأمون » عندما تنازعا وانتبى الأمر بمقتل الأمين وهزعة الجيش العربي » واشاعة قالة السوء عن الأمين . وهكذا كان العنصر العربى يضعف »2 وغير العربلى يقوى ©» وقد اتفذ المأمون من الفرس الححاب والوزراء والقواد وكانت دولته في حقمقتها فارسية وان كانت في زي عربي . ثم جاء المعتصم » فأضاف إلى العنصر الفارسي العنصر التري » وهكذا توالت العناصر غير العربية على السبطرة على الحكم . وقد يقول قائل وما الذي في هذا والاسلامدين عام خالد لكل الاجناس» ولكل. الأجيال » فاذا كان المتغلب عربيا أو المتغلب فارسيا أو تركيا » فهم على سواء » لآن الإسلام سوى بينهم . وان ذلك الكلام ظاهره الحق ولكن عند فحصه يتبين أنه بعيد عنه»ذلك أن الذي نأخذه على نظام المى المغالبة » فك انا أخذنا على الح الأموي التعصب العربى » فانا تأخذ على التغلب الفارسي وغيره التعصب والمغالبة ولو كان الآمر معاونة بين العرب والاعاجم لكان الخير المتفق مع حقائق الإسلام. إن الوحدة الإسلامية تقتضي مزجا يشبه المزج الكبائي » ولا تكورن ١44 خلط) وإن المزج يوجب أن تختفي كل الخواص الجزئية الخاصة يعناصر أجزاء المركب »2 حيث لا يتغلب عنصر على عنصر بل يككونالبارز هو صفات المزيج وحده وكذلك الآمر في الوحدات الاجتّاعية عامة »2 وقي الوحدة الاسلامية خاصة . السامانية : 8 - أخذ كل الدولة العاسية يختفي من الحكم ؛ ففي المغرب > كانت دولة الأدارسة ثم دولة المبدي الفاطمي وأولاده الذين أنشؤوا الدولة الفاطمية 3 وفي الشرق كان يتنازع الحم كثيرون من أولاد فارس »© وغيرهم ٠‏ وكان منهم > الذين استمدوا بملك خراسان وتوارثوه أكثر من سبعين ومائة سنة وكان الملك فبهم وراثياً » وقد قضوا على كل سلطان للخليفة في التنفيذ » وم يق له من الخلافة إلا الاسم . ويقول استاذنا المرحوم الخضري المؤرخ الأول في هذا العصر للإسلام : تنسب هذه الاسرة السامانية الى بهرام جور صاحب كسرى هرمز فهي أسرة عريقة المجد فيالأمة الفارسسة » كان في عبد المأمون منتلك الاسرةأولاد أسد بن سامان وكان اللمأمون برعى حقوق الحرمة لبعض البيوتات فقريهم ورفع من أقدارمم » وكانت بلاد ما وراء النبر مقسمة يينهم يلونها من جبة أمير خراسان » فكان نوح بن أسد في سعرقند وأحمد بن أسد في تفر'غانه » ويحبى بن أسد في الشاس» وأشروسنة » والياس بن أسد في هراة»وكان أحمد بن أسد عفيف النفس » رضي السيرة » لا يأخذ رشوة » ولا أحد من أصحايه » ولما توفي استخلف اينه نصراً على أعمالسمرقند وما وراءها فبقي عاملاً بها...'. » ٠٠١ الدولة العباسية ص‎ ٠ محاضرات تاريخ الأمم الإسلامية‎ )١( 9٠+ وهكذا كما قررئ ان الدولة العساسة كانت تحمل في نفسها عوامل هدمباء وتفريق الناس عن الوحدة الإسلاصسة الجامعة ٠‏ فإن أولاد سامان توارثوا اللك » وصاروا دولة داخل الدولة العياسة . والنتسحة الطبيعمة لهذه السساسة أن يستضعف الخلفاء » وأن يقتلوا خليفة بعد خلمفة 2 أو بالاحرى ملكا ضعبفاً بعد ملك » ويتساقط نفوذهم تساقط الذياب على موائد من ولوهم . ولقد ذكر أستاذنا الخضرى النشسدة الحتمسة لذلك وهو تفرق الوحدة الإسلاسة وتقطع أجزاء الدولة التي كان برجى أن تكون جامعة لأمرهاء مها يكن نوع حكبا »* ومن أي طردق كان سلطان ملوكها . مما تقدم يفهم أن الملاد الشرقية تقلص عنبا ظل الدولة العباسية فعلاً » وإن كان يدعى هم يبعضبها اسما . فكانت الدولة الصفارية بفارس وكرمان وسحستان وخراسان » وكانت الدولة السامانية بسلاد ما وراء النبر.وكان بطبرستان وجرجان الدولة الزيدية وهؤلاء يدعون لأنفسهم بالخلافة ولا يدينون لبني العباس بطاعة . أما بالغرب فقد حدثت قوة جديدة اقتطعت من بني العباس برقة ومصر» وسوريا وهي دولة أحمد بن طولون 7" » وإنه خلف اين طولون وأولاده الأخشديون » وخلف من بعدهم دولة الفاطسين » وقد جاؤوا من المغرب » وهؤلاء ساوروا ملك العباسيين ول يدينوا هم بطاعة » بل أغثررى بينهم بالعداوة والمغضاء . بنو بويه : 1١١٠٠‏ وقد انقيضص سلطان بني العياس » وصار نفودهم العمل والاداري مقصوراً على بغداد وما حوها من العراق وأما بقية الدولة ققد خرج من حيصا من أيديهم » وصارت الولاية الحقيقية للسلاطين والولاة الذين استقلوا بهذه حتى جاء بنو بوبه > وأزالوا ما بقي لهم من سلطان في إدارة بغداد والعراق ‏ وم يبق لهم إلا السلطان الاسمي وصاروا لا يملكون من أمورهم الشخصية أكثرها » وذلك على أيدي بني بويه . وقد ظبرت هذه الأسرة في وقت اضطرب فيه الأمر بين الحكام الذين استلموا النفوذ في بلاد المسرق من دولة بى الساس » وصار الحم فمه من غلب . ولقد أصاب بعضهم الترف والطفغيان » حت أنه جعل له سريراً من ذهب كان يجلس عليه وسريراً.من فضة كان جلس عليه أ كابر قواده . واتخذ شارة الملك الفارسي وما عاثله “» فكان إذا جلس على سر بره الذهي يقف اند صفاً » صفاً يعبدين عنه رهبة أو لنيصوروه للناس مرهوبا . لا يصل اليه أحد إلا الحجاب الذين جعلهم رتب » رتبة فوق رتبة » واتغذ لحل الناس على طاعته السسيل الذي يتخذه كل جمار طاغية » وهو مككون من أمرين أحدهما الخوف الشديد » وبذلك لا يفكر أحد في مقاومته أو مجاببته أو لومه أو نقده » أو أن يقول له اتق » وكان لسان حاله يقول « من قال لى اتى الله قطعت عنقه ». والعنصر الثاني : البذل والعطاء » وإن كان من مال الدولة » وكان بذله لمن يعاونه في سلطانه ويقدمون له مظاهر الطاعة العساء . على شا كلته » وسلكوا مثل طريقه » وأخذ منهم السلطان حد السيف > وما كان منه كان صورة لمغالبات في داخل الدولة الاسلامية اككبرى الى فرقت وحدة المسادين » وقسمتهم فرقا » ودولاً » أو جزيئات من دول . اران انضم إلى نصرة هذا الطاغية أولاد بني بوبه وهم علي والحسن وأحمد » والطامعون دائًا يلحؤون إلى الركن الشديد » ذي الغلب والقوة ويقول في شأنهم أستاذن الخضري . «ولما استقر قدم مرداويج قدم عليه ثلاثة نفر من أعبان الديم .. وم علي والحسن وأحمد أولاد بويه .. وهؤلاء الثلاثة هم الذين أسسوا الآسرة المو.بمة الى امتلكت ناصية بلاد العراق » وما يحبط بها من البلاد الاسلامية وهي التي تكون الدور الثاني من أدوار الخلافة العباسية » . والادوار التي يشير المها المؤرخ العظم > دور قوة الخلفاء. وهو العصر العباسي الاول » عصر الازدهار » والدور الثاني بقاء الخلافة اسم » وتحكم موالي العباسيين من الفارسيين © والاتراك ٠‏ مع بقاء نوع من النفوذ والسلطان ويظبر ذلك في العزل والتولية أحمانا » أما الدور الثالث وهو الاخير » فبو الذي أخذ الك والسلطان فيه بنو بوبه وم يبقوا للخليفة فيه شيئاً . وبنو بويه » قبل أن يؤول اليهم السلطان » م يكن لهم نسب معروف ولكن بعد أن آل كتب لهم تاريخ ونسب ينتبي إلى بهرام جور الملك ٠‏ ولكن أبا الريحان البيروني برجح أن هذا التسب جاء يه سلطاهم يعد أرن صار لهم سلطان وقوة » والذي درنه هو أبو اسحاق بن هلال الصابي » وقد أثر عنه أن بعض الأدباء دخل على ابراه الصابي » وقد اعتكف لكتابة تأر يخ تلك الدولة فسأله ماذا تكتب فقال له «أباطمل أنمقها وأ كاذي ب ألفقبا». استطاع على بن بويه أكبرم أن يصل إلى قلب الطاغية مرداويج حق عينه والما على الكرج » و كتب له بذلك العبود والموائيق . وقد استطاع علي أن يعمل لنفسه © لا لمن ولاه الذي أوجس منه خيفة ». بعد أن فصل عنه » وأحس بذلك على بن مرداويج » فتألب عليه » وانتبى الأمر بينها بوت مرداويج قتله جنوده من الترك اذ كان فظا غليظا » وكان يؤثر قومه من الديم على الترك فثاروا عليه . وانتبى أمر كل المنافسين لعلى بن بويه» فكان في يده ما كان تحت سلطان وجا مرداويج من الأرض > وسير أخاه الحسن إلى بلاد الجبل » ومعه جند قوي . وعين أخاه أحمد وسيره إلى الاهواز » فاستولى عليه » ثم سار إلى واسط واستطاع الاتصال بقواد بغداد فدعوه المها . فدخلبا دخول الظافر القوي في ١‏ عن حمادى الاولى سنة غم” »والخلمفة هو المكتفي »> قبايع أحمد على أن بنادى بالمكتفي على أنه الخليفة وينادى بأحمد بن بوبه على أنه السلطان . وإن الخليفة لم كتف با خلعه على أحمد من لقب السلطان © بل شرف كل بني بويه بالألقاب الفخمة » قلقب عليا أخام الأكبر بلقب عاد الدولة وهو صاحب بلاد فارس »> ولقب الحسن صاحب الري والجبل بلقب ركن الدولة ولقب أحمد صاحب العراق بلقب معز الدولة . ويقول استاذة الخضري « وهذا هو تاريخ الدور الثاني لاخلافة العباسية وهو تاريخ سقوط السلطان الحقبقي من أيديهم » وصيرورة الخليفة منهم رئيساً ديننا » لا أمر له ولا وزير » واتما له كاتب يدير اقطاعاته »> واخراجاته » وصارت الوزارة لمعز الدولة يستوزر لنفسه من يشاء » "3 . حكماً على حد تعبير الفقهاء . وم يكن للمسامين جامعة سياسية أو دينية تحمعبم » يل تفرقت وحدتهم» وم يعودوا في الوجود شيئا قانما بذاته ؛ ومن الحق علينا أن نترك الكامة لأستاذة شخ مؤرخي الاسلام في هذا العصر الخضري اذ يقول رضي الله عنه: « كان السلطان في ذلك الوقت ببلاد الاندلس لني أمية > والقائم بالأمر منهم عمدال رحمن الناصر > وقد لقب بأمير المؤمئين حمنا وصلت خلافة بغداد إلىما وصلت المه من الضعف أمام الآتراك والديالمة الذين سال سيلهم يبغداد . 0 ؟- ص 8لا"‎ ٠٠ الكتاب المذكور بهامش ص‎ )١( 364 وبلاد افريقية للعبيديين الذين تأسست دولتهم على اتقاض الأغلبية » والادارسة والقائم بالأمر منهم ا“ماعدل:بن منصور » وهو ثاني خلفائهم» وكان يلقب بأمير المؤمنين . وبمصر والشام الاخشديون وكانوا #طبون بامم الخلنفة العبامي . ويحلب والثغور سيف الدولة على بن عبدالله بن حمدان الشيباني ويخطب بامم الخليفة العباسي » ثم يحصى رضي الله تبارك وتعالى عنه الأقسام التي كانت في القرن الرايع الهجري > وبذلك تجحزأت الوحدة وتقطعت اسبابهاثئم مختم قوله بقوله : هذه هي القوى الكبرى التى كانت لأسر ملوكمة في الرقعة الاسلامية » فقد تفرق هذا املك الواسع تفرقا غريياً بعد أن كان متاسكا الأعصر كلها» حاضرة كبرى تجمع شتاته » ومما يستحق النظر أن العنصر العربي لم يبق له شيء من الملك إلا ما كان لناصر الدولة وأخيه سيف الدولة الحداني فانها من عنصر عربى »© ومع هذا فقد كان النفوذ والسلطان فما يلمانه منالبلاد للقواد الاتراك وم يكن لما استقلال سياسي ٠‏ بل كان امر بني بويه فوقها » وكانا يذكران اسم معز الدولة في الطبة بعد ذكر الخليفة العباسي '' . 05 نذكرآل سلجحوق بيكامة لأنهم ورثوا بني بوبه » وقاموا من بعدم » ولآن استبلاءهم على بغداد يصور كيف كان الخليفة لا حولله ولا قوة إذ أنه عندما استحم الفساد دعام لانقاذ البلاد» وان الخليفة صار لا يستطبع الحافظة على نفسه » حتى انه كان يودع عند بعض الحكام كوديعة يحافظ عليها » ولآن آل سلجوق عاصروا الحركات الصليبية » وقاوموا فيها» حق أخذ الراية منهم صلاح الدين يوسف الابوبي . ه" وآل سلجوق من تركستان كانوا تحت حم ملك الترك بها» وقد أوجسوا منه خنفة فهاجروا إلى أرض الاسلام ٠‏ وم يككونوا قد دخلوا في الاسلام » فدخلوا فبه وخرجوا من عقائده الجاهلية إلى العقيدة الاسلامية . وقد ريطوا حبالهم يبعض ملوك السامانية » إذ أن أولئك اختلفوا » فاستعان بعضهم بسلحوق رأس الاسرة » فأعانه وأخذ أولاد سلحوق يعملون في البلاد الإسلامية متعرضين للخطر داءاً يعاونون من دستعين بهم . وتفرقوا فيالملاديحكمون ويتسلطون » وكان أظهر أحفاد ساجوقطفر ليك وقد تم له الاستيلاء على أرض إسلامية كبيرة » وهي خوارزم » وخراسان » وبلاد الري ووصلات مقدمات دنوده الى التلاد العراقبة ٠.‏ وفي هذا الوقت كانت الأحوال قد ساءت ف بغداد » لأن آل بويه قد تفرقت كمتهم » وزالت من القلوب هيبتهم فل يمكنهم أرى يحفظوا يغداد لا من عدو طارىء » ولا من لصوصها 2 فأعدوا الملاد لقمول ما دغير من هده الحال '١'‏ وانه في هذه الاثناء جاء بعض من ينار الفاطميين بمصر والشام » والذين تاخم سلطانهم العراق » وحاول هذا أن يدعو للفاطمي المتول أمر مصر بالخلافة على متاير يغداد . عم الخليفة العباسي يذلك؛فكتب الى السلطان طغرلبك السلجوق مستغيثاً وقد كانت هذه أمنيته 4 وكاتبه من بغداد من الافراد والرؤساء ييذلون له جاء طفر لبك الى بغداد وأظبر للخليفة الطاعة وتقدم الخليفة فأمر الخطباء الحرم سنة م44 » واذ صار له السلطان قبض على آخر سلاطين بي بويه . الكتاب المذكور ص 1غ‎ )١( وبذلك اننبت دولتهم » وحل محلهم السلاجقة . وقد قامت فتن وحروب اشترك فيها ضد طغرلبك » بعض بني عمومته » وكانت الحروب بالموصل والجزيرة واشترك ضد طغرلبك بعض العرب»ولكنه تغلب على كل مناوئيه » ورضي بذلك الخليفة الذي ليس له من الامر ثيء . وقد خلم عليه الخلم والشارات . واستمر الأمر في نزاع بين السلاحقة وبعض العرب؛ وبين السلاجقةبعضهم مع بعض أحماناً » والخليفة لا أمر له » حت انه في اثناء المعركة بين يعض العرب والسلاجقة » دخل المناوئون لطغرليك بغداد» ودعوا لخلفة الفاطسين والخليفة العباسي قد خرج عن قصره على أن يكون في ذمسام رئيس القوة العربية قريش بن بدران العقبل ولقد قال استادنا المرحوم ا خضري في ذلك واستذم منه ( أي من قريش بن بدران ) بذمام الله تعالى وذمام رسول الله صلى الله تعالى عليه وسم » وذمام العرب »> فأعطاه ذلك »© ونزع قريش قلدسوته فأعطاها الخليفة ثم حمله الى معسكره وعليه السواد والبردة » وبيده السيف » وعلى رأسه اللواء » وأنزله في خيمة . هذه حال الدولة الى أول القرن السادس الهمحرى »> وقد مزقتها الاهواء وحكمتها العصابات المتغلية فكل ملك بريد أن يكم البلاد ينازل الآخر » والخليفة قد ضاقت يده » حتى صار لا علك إلا عقاره ونشيه »> ولا مه إلا أن تبقى لهتلكالدعة » وصار ينطبق عليه قول الحطيئة في الزبرقانين بدر . دع المكارم لا ترحعل لبغيتهبا واقعد فانك أنتالطاعم الكاسي اكتفى الخليفة بأن يكون آمناً في سربه عند متعته » وتحقيق رغبته وهان أمره حق اذا كانت حرب حوله » لم يكن له فيها ناقة ولا جحل »© وكانوا ينقلونه الى خممة الحرب » كا تنقل النساء والذراري . هذا أمر الخلافة الكبرى التي كانت للسامين » فم يكن غريبا أن يمزقوا /ا؟ كل ممزق وان يككون الخليفة نهب المقتسمين * وهدف المفتصيين » وأنيتحقق فيهم ما قاله البي عَلَِوٍ :«يرشك أن تداعى علي الأممتداعي الآ كلةعلى قصعتها قالوا ومن قلة نحن با رسول الله * قال : بل أنتم الوم كثير » ولككن غثاء كغثاء السبل » ولبنزعن الله من قلوب عدوك المابية منكم »2 ولبذيقكم الوهن * قالوا وما الوهن با رسول قال حب الدنءا و كراهية الموت » . غارة الصليبيين : ١١‏ انتهى القرن الخامس » والمسامون في المشرى على ذلك التدابر والتنازع » ولا جامع جمعهيم » ولا رابط يريطهم » وقانون الغاب هو الذي يحكبم ‏ ولا يستقر الآمر لغالب حتى يبادر إلى الانتقام ممن غلبهم» والمغلوب بتحين الفرصة للانقضاض وهكذا استمرت الحال على ذلك والشعب مأكول من الغالب والمغلوب على سواء ٠‏ ومصااح الآمة ضائعة في كل حال » كانت هذه الحال مغرية للصلبديين لأن يقبضوا قبضة من ذلك النبب الضائع “ور سلهم تيء إلى المسامين وتعرف ح لهم في خفي أمرهم مع ظاهره ول يكن فيه خفاء يحتاج إلى تعرف . أخذ بطرس الراهب يحرض ملوك أوربا على الشرق » ويدعوم إلىالأرض المقدسة » يدعوهم مرة باسم المسدحية ومولد المسبح ؛ وأرض نشأته » وها نشأته » وبها كنائسه ومرة باسم المادة » لآنها تفيض لبنا وعسلاًا » وتقدم هو يجمع » وإن لم يكن منظما » ففتح الطريق للجيوش المنظمة . فاندفعت تلك الجموش »> واستولت على الأرض المقدسة وعاثوا فمها فساداً وقتلاً ذريعاً » ونحب أن نذكر هنا الفضل ارجلين عظلمي الشأن في الإسلام. أحدهما - مود نور الدين زنكي الساجوق » فانه جمع الصفوف من جيش المسامين المنبزم » وأخذ يقاوم الصليبيين » وينازعبم الأرض شبراً شبراً فعاق تقدمهم » ومنعهم من أن يتغلفلوا في اللاد الإسلامية وفي أول الأمر ظنوا ولكنه م يقف عدد دلك » بل أراد أن بسترد منهم بيت المقدسوالارض والرجل الثاني - هو بوسف صلاح الدين الأيوبي الذي كان قائداً من قواد نور الدين » ثم حمل العبء كاملا من بعده » وقد عمل عملين : أولهها أنه قفى على الدولة الفاطمية في مصر لأنه رآها عامل تَحدْديل لا عامل تأيبد ولأن فريقاً من الفاطمسين كانوا على الجيش الإسلامي » وكانوا دتصلون ,الفرنحة الغزاة من وراء 0 ولعليم كانوا على صلة بالفاطمين ٠.‏ العمل الثاني - أنه جمع ال جوع من البلاد الاسلامية وأكثرها من البلاد العربية ٠‏ وأخرج الصليبيين من الأرض المقدسة » وطبرهما من رجسهم » وظامهم الدي كان تشمل النصارى من سكان اليلاد الاسلامسة ولا يقتصر على المسامين . وقد استمرت من يعد ذلك الحروب الصلسة » ولكنها كانت غارات تنايم و يكن فمها انتصار هم حتى كانت مديئة الممصورة مقبرمم الأخيرة في عبد دولة الماليك . التتر : عو وماان خفت ويلات الصليسين » وأخرجوا من الأرض المقدسة وصارت الخر ب من بعد ذلك سحالاً » لا يغلنون ولا يسيطرون إل وإاث لم يقهروا ؛ وتتوالى منهم الغارات »و لكن يتلقاها المسامون بالصبر » وقد أيلوافي ذلك بلاء بحسا . وما ان كان دلك » حى فوحىء اللسرق معن م أدهى وأمر “*وثم المفول أو الثتر» فقد انقضوا انقضاضاً على المالك الإسلاسة المجزأة فحطموها. ولقد اختلف الرواة في سسها فقيل إن بعض المغالبين لخوارزم شاه أحد ملوك المسامين حرضهم عليه “ لشغله بهم وأخذه على غر“ة وهو مشغول بهم » )١4( الوحدةالاسلامية‎ "١ وكان غريبا أن بعين قوما غير مسامين على ملك مس » ولكنه الطمع الذي يعمي ويصم > وضعف الخلق والدين والرجولة تجتمع فيككون منها ذلك . وقيل إن السبب أن جنكيز ملك التتر الوثني عقد مع خوارزم شاه اتفاقاً تحارياً » ارسل عقتضاه رسلا اربعائة ومعهم المتاجر فقتل اتباع خوارزم شاه التحار وأخذوا ما معهم > فأرسل من يذكره ه بعبده فقتله . ولعل ذلك كان السبب ظاهراً » ولكن الطمع في البلاد الإسلامية التي كانت بلاد الخصب والناء والثروة هو الباعث الأول أو الثاني ولكنه كان باعثاً على كل حال . انسايت الجموش النترية المغولية في الأرض. الإسلامية » حق حاءت إلى بغداد » وساروا في طريقهم حدق وصلوا إلى دمشق »© وكانوا من بعد يغداد قد دخلوا في الإسلام ؛ وم يمنعهم من الفساد والاسترسال » حى لقبهم قطز ومن بعده الظاهر بسبرس اللتدقدار . وإن الذي يمنا في هذا المقام هو ما فعلوه في الشرق عامة وفي بغداد خاصة » وفي المسمى حليفة المسامين بشكل اخص ولنترك الكلمة في هذا لان الأثير في كتابه الكامل قال : « لقد بقبت عدة سنين معرضاً عن ذكر هذه الحادثة استعظاماً » كارها لذكرها » وهأنذا أقدم رجلآواؤخر اخرى ؛ تمن الذي يسبل عليه أرن يكتب نعي الاسلام والمسامين » ومن الذي يبون عليه ذلك » فيا ليت أمي م تلدني » ويا لمتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسياً » إلا اني حثني جماعة من الاصدقاء على تسطيرها » وأنا متوقف » ثم رأيت أن ذلك لا يحدي نفما. . فنقول هذا الفصل يتضمن ذكر الحادثة العظمى » والمصببة الكبرى التي عقمت الأيام والليالي عن مثلبا! » عمت الخلائق وخصت السامين فلو قال قائل : ان العالم منذ خلق الله تعالى آدم إلى الآن لم يبتلوا بمثلبا لكا نصادقاء فان التواريخ لا تتضمن ما يقاريها ولاما يدانيها » ولعل الخلق لا برون مثل 5٠ هذه الحادثة » إلى أن ينقرض العام وتفنى الدنيا إلا يأجوج ومأجوج»؛هؤلاء م ييقوا على أحد » بل قتلوا النساء والرجال والأطفال والحوامل » وقتلوا الأجنة وإنا لله وانا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى المظم هذه الحادثة التي استطار شررها » وعم ضررها » وسارت في البلاد كالرياح استديرتها الريح « ان قوما خرجوا من أطراف الصين فقصدوا بلاد تركستان ومنها إلى بلاد ما وراء النبر فملكوها » ثم تعبر طائفة منهم إلى خراسان ©» فيفرغون منبا ملكا وتخريبا وقتلآ وبا » ثم يتجاوزونها الى الري وهمذان إلى حد العراق ثم يقصدون بلاد أذري.حان > وضخربونا ويقتلون أكثر أهلبا » وم بنج منهم الا الشريد النادر ‏ في أقل من سنة “هذا ما لم يسمع مثله ٠‏ ثم قصدوا بلاد قفحاق > وهم من أكثر الترك عدداً 4 فقتلوا كل من وقف لهم » فهرب الباقون الى الغباض ورؤوس الجبال » وفارقوا بلادهم » واستولى هؤلاء التتر عليها » فعلوا هذا في أسرع زمان » ول يلبثوا الا مقدار مسيرهم لا غير ومضى طائفة أخرى غير هذه الطائفة الى غزنة وأعمالها وما يحاورها . من بلاد الهند » وسحستان وكرمان * ففعلوا فبها مثل ما فعل «هؤلاء وأَسْد » هذا مما لم يطرى الاسماع فان الاسكندر الذي اتفق المؤرخون على أنه ملك الدنيا لم يملكها في هذه السرءة » انما ملكها في نحو عشسر سنين » ولم يقتل أحداً » انما رضي من الناس بالطاءة » وهؤلاء ملكوا أكثر المعمورة منالأرض وأجسنه وأكثره عمارة وأهلآً وأعدل أهل الأرض سيرة - في نحو سئة ٠‏ وم بيت أحد من البلاد التي لم يطرقوها » الا وهو خائف يتوقعهم ويترقب وصولهم إلبه » ثم انهم لا يحتاجون الى مده يأتيهم » فانهم معهم الأغنام والبقر والخيل وغير ذلك من الدواب يأ كلون لحومها لا غير » وأما دوابهم التي يركبونها » فانها تحفر الأرض >وافرها » وتأكل عروق النبات ولا تعرف الشعير » فهم إذا نزلوا منزلاً لا يحتاجون الى شيء من خارج . وأما ديانتهم فانهم يسجدون للشمس عند طاوعبا ولا يحرمون شينلا » يأكلون جميع الدواب » حتى الكلاب والخنازير وغيرها » ولا يعرفوننكاحا "1١ بل المرأة يأتسها غير واحد من الرجال »> فاذا جاء الولد لا يعرف أبوه . هذا وصف هؤلاء التتر الذين دخلوا الديار الاسلامبة وأتموا تمزيقها بعد أن مزقها أهلها . دخوهم بغداد : ؛الواننا لا نكتفي بهذا الوصف العام » بل لا بد أن نشير إلى ماكان ببقداد :كيف م الاستبلاء علمبا قائه ينطيق علسبايعض القول » مخربونت سوتهم بأيدهم وأيدي الكافرين ذلك أن وزير الخلفة إيان ذاك كان مؤبد الدين بن العلقمي » وكان شيعيأ متشدداً » ذلك أن السلاجقة والبوييمين من قبلهم كان فيهم تشبع » و كانوا يحمون الشيعة » يا كانوا يحمون ذات الخليفة العباسي » واذا كانت سياستهم قد منعتهم من أن يعينوا خليفة شيعيا فاتها لم تمذعهم من أن يعينوا وزيراً شيعيا . لقد كانت الفتنة قائمة على أشدها بين أهل السنة والشيعة » والتتر يساورون بغداد » وتال السذيون من الشيعة » وتغليوا عليهم » فأحّنّق ذلك ابن العلقمي . وبغداد في هذا الوقت »© كاذت مبتلاة من داخلها » كا هي في بلاء من خارجبا » ففي الخارج كان التتر » وهم وحدهم بزيلون كل حضارة أو فبهم الكفاية الكامة لذلك » ولقد مالآهم من داخل بغداد البهود والنصارى الذين نقموا على الإسلام إذ آواهم وحماهم و كفل لهم الحرية الدينية من غير اضطبهاد أو أذى . وكان فبها أبن العلقمي الناقم على الستبين وخليفتهم » ولو كان خلمفة بالاسم لا بالحقيقة فدفعه حقده وحب الانتقام أن يذتارمالأة التتر عبد ةالشمس على اخوانه المسامين عبدة الوإحد القبار » لقد عمل على اضعاف المسامين عن المقاومة . ؟ 1 كان في بغداد مائة ألف جندي معبم السلاح والعدة والعتاد » و كانفيها الامراء الأكابر الذين كان فيهم حمية الأسود الكواسر » فأخذ في تقليلالعدد حتى نزل إلى عشرة آلاف » ثم أطمع التتر وكشف لهم الحال وضعف الرجال. وم يكتف يذلك الذي قدمه » بل انه عندما أقملوا كالوحوش الضارية حسّن للخليفة مصالختبم على أن يتر كم نصف خراج العراق ويكون لاخليفة النصف ٠»‏ فرضي » وذهب الخليفة لمفاوض » فاعاده هولاكو قائدهم مذموما مدحوراً » إذ أشار الوزير العلقمى على هولاكو الا يقمل المصالحة لأن الخلمفة ينقضها بعد سنة» وأشار عليه بأن يقته فقته وأيد العلقمي في قوله هذا نصير الطومي الذي كان في صحبته * ليكون كاشفا لال البلاد الإسلامية التي يفتحها . قتل الخلمفة باشارة وزيره ابن العلقمي وانساب التتر يقتلون ويخربون» وم ينج من أهل بغداد إلا اليبود » والنصارى» ومن لجأ إلى العلقمي ''' فبؤلاء وحدهم كان لهم الأمان . هذه صورة لذلك العصر » وكسف كان المسامون والبلاء بلاء » و كان ما يفعله التتر ابادة لا تبقي ولا تذر » ولا تفرق بين مذهب ومذهب ©* إد نهبت بحلة الرافضة أهمل مذهب ابن العلقمي »> ونهبت دور ناس لهم قرابات بابن العلقمي > فأثار ذلك حنقه وهاجه » ولعله ندم على أنه دير ما دبر مما كانت عاقبته وخيمة على الإسلام وأهله ولات ساعة مندموانه مع هذه الثورةالبشعة المؤلة صورة أخرى أشد شناعة وأشد اقتتاما وهي تبين كيف كان أثر التعصب الطائفي إذ فرق المسامين أولاً“وقدمهم لقمة سائغة للعدو أخيراً » ولا حول ولا قوة إلا ,الله . ١ ص‎ ١١ تاريخ المداية والنباية لابن كثير ب‎ )١( يلف الخلافة من بعد بغداد : ٠6‏ - دخل التتار حلب بعد بغداد » وذههوا إلى دمشى »2 فاسدولوا عليها سنة 564 من الحجرة ودخلوها » ولكنهم لم يمكثوا بها أفدا طويلاً » فقد جاءت الجموش المصرية في آخر رمضان من السنة نفسها بقيادة ملكبا المظفر قطز > فقد بلقه أنهم قاصدوه ٠‏ فبادرهم قبل أن يبادروه » وتغدام قبل أن يتعشوه فالتقى الجبش المصري في عين جالوت بالجيش التتري فانهزم التتر لأول مزة وتبعتهم الجبوش المصرية تذيقهم بعض ما أذاقوه الآمنين » فقتلوهم وشردوهم » حتى انذعروا في البلاد فارين . وم يكتف المصريون باجلام عن دمشق بل أجلوهم بقيادة الظافر بيبرس من بعد قطز عن الملاد العربية كلبا وثفورها » وبذلك تككسرت تلك الصخرة التى جاءت من الصين هاوية على رؤوس الناس عامة والمسامين خاصة وهنا يحب أن نذكر أن الاسلام وصل الى قلوب هؤلاء التتر » وذاقوا بشاشته بعد فترة من الزمان . هذه المكانة التى نالتبا مصر بانتصارها على التتر لأول مرة » اتحه التفكير إلى أن تكون دار الخلافة بعد العراق وأن تكون القاهرة بدل يغداد . أراد الظاهر أن يعد الخلافة الاسلامية وأن حمل موطنها القاهرة » وقد شغر منصب الخليفة ثلاث سئين من سنة 505ه إلى سنة 6ه > حيث بويع المستنصر العبامي خليفة ليسير في سيامة بني العباس . وان اقامة خلمفة مها نكن ضعفه فمها رمز للوحدة » وعسى أن يكون الرمز حقدقة . وكان المظنون أن تعود الخلافة اسما لا معنى له » وشكلا لا حقيقة له » ولكن المستنصر أرادها قوة موحبة » وأن يعبد للاسلام معناه 6 والشكل محشيقيه "14 وقد استفاد الظاهر من وجود الخليفة عنده ؛ وهو صاحب السلطارن الشرعي في نظر الأكثرين والجهور الأعظم » وقد جعل المستنصر الظاهر سلطان المسامين عامة لا سلطان مصر وحدها . تقدم الخليفة لبثيت سلطانه وسلطان من عنّنه بقفوة السسيف » فقتل ساعن » بدل أن يقتل ضعيفاً مستخذيا . باع من بعده الظاهر أخاه الحا م في الثاني من المحرم سنة 55١‏ ه . وفي الموم التالي لتوليه ارتقى المنبر يوم المعة » وخطب داعبا إلى الوحدة والجهاد » وجاء في خطبته ما يدل على ألمه » ورغبته في الوحدة الإسلامية » فقد جاء فمبا : د إعاموا أن الإمامة فرض من فروض الإسلام » والجهاد محتوم على جميع الأنام » ولا يقوم علم الجهاد إلا بإجتّاع كامة العبياد » ولا سيبت الحرم إلا بانتباك الحارم » ولا سفكت الدماء إلا بارتكاب الجراتم » فلو جاهدتم أعداء الإسلام » لما دخلوا دار السلام » واستباحوا الدماء والأموال» وقتلوا الرجال والأطفال » وسبوا النساء والبنات » وأيتموهم من الآباء والأمبات » وهتتكوا حرم الخليفة والحريم » وعلت الصبحات من هول ذلك اليوم العظم » فك من شيخ خضبت شيبته بدمائه » وم من طفل بككى فلم يرحم لبكائه » فشمّروا عباد الله عن ساق الجد في إحباء فرض الجهاد » واتقوا الله ما استطعمٌ » واسمعوا وأطبعوا خيراً لأنفسم » ومن يوق شح نفسه فأولئك مم المفلحون »> فلم ببق معذرة في القعود عن أعداء الدين » والمحاماة عن المسامين » وهذا السلطان الملك الظاهر هو السيد الأجل الكامل العادل المجاهد المؤيد » ركن الدنيا والدين قد قام بنصر الإمامة عند قلة الأنصار » وشرئد جيوش الكفر بعد أن جاسوا خلال الديار » وأصبحت الخلافة ,بمته منتظمة العقود »والدولة العباسة متكاثرة الجنود » فبادروا عباد الله تعالى إلى شكر همذه النعمة » وأخلصوا نباتكم تنصروا » وقاتلوا أولياء الشبطان تظفروا » ولا يزعجم ما 16 جرى » فالحرب سجال » والعاقية للمتقين » والدهر يومان © والأجر لمتقين» جمع الله تعالى على االدى أمرك » وأعز بالإسلام نصرم » وأستغفر الله لي ولامسامين » فاستغفروه إنه هو الغفور الرحم » ''' .. ونرى في هذه الخطبة دعوة إلى الجهاد في ظل الظاهر برس » وقد اثتملت من الثناء عله ما اشتملت »© وفيها دعوة إلى جمع الكلمة . ولكن هل عاد تالخلافة العباسبة كا ايتدأت »© إن عيشها في ظل ساطان لا بحري فيها دماء الحماة » ولا يحمي مواتها ؛ لأنها تككون طائعة له ولذلك استمرت تتمادلها أيدي السلاطين من الماليك حتى جاء آل عَمان واقتطعوها وادعوها لأنفسهم فكانوا يلقبون بأمراء الؤمنين»والدول الإسلاميآ الاندلس والمغرب : ك١‏ - كانت مصر يعد أن فتحبا الله تعالى على المسامين في عبد أمير المؤمنين الفاروق عمر بن النطاب رضي الله عنه المكان الذي كانت تنبعث منه جموشالفتح الإسلامي إلى شمال إفريقياء وعبرت البحر إلىالاندلس»وانسابت فمها الجبوش الاسلامية حتى وصلت إلى جنوب فرنسا » واحتلته أكثر من عشرين عاما » ولذلك نرى في سكان جنوب فرنسا ما يدل على أنهم من بقايا اولئك الغزاة . وانه مع اتساع ذلك الفتح ترك الفانحون الجمسال في شمال الاندلس إلى الغرب فاتخذت مثابةاوى المها المنبزمون من الوندال ورجال الكنيسةوامراء الملاد الذين نحوا من حدالسيف » وما كان العرب ليبتموا بسكان هذه الجبال لآ:هم كانوا اقوياء مسيطرين » وإن كان هؤلاء نكونون داء مخشى أن ينفجر وقتا ما » فإن قوة الجسم تهزمه لا حالة . . البداية والنباية لابن كثير الجزء الثالث عشير ص م58‎ )١( الملضن ولكن حكام الاندلس من يعد عمد ال رحمن الناصر ٠‏ كان فيهم ضعف © تمنهم من من الغمر في الشبهوات محترع منها احتراعاً 2 ومن م دمفهمس في حرام أترفه النعم ؛ واسترخى بالعدش الفاكه» وذهب البأس العربي » وزاد الطين بلة الفتن الى توالت . ولما تولى بعض الخلفاء بولاية العبد في سن العاشرة استولى على الحكم الوزير أبو منصور العامري © وفيه بأس وقوة © وم يسترح في حياته بنعم » وكان سكان الجبال ابتدأوا يقتطعون أجزاء من أرض المسامين »؛ فردهم على أعقابيم خاسربن ٠.‏ ولكن من بعده اضطريت الامور » فالامويون اختلفوا فما بينهم » ثم كان انحلال الحى الاموي ©» ونجيء ملوك الطوائف » وصار كل اقلم له حاكمه » فتفرق المسامون في الاندلس » والعدو يترصدهم وينقص الارض عليهم من أطرافها ولكن المرابطين بالمغرب جاوُوا بقيادة أميرهم بوسف بن تاشفين » وأزال الحكم المتفرى > وقاوم الفر نحة » ولككن يحيىء من بعد دلك الموحدون ومخرجون المرابطين . وهكذا أصبحت الأندلس عرضة للتفرق والانقسام » وغارات المسامين من المغرب > وغارات الفرنضحة من الشال يقتطعون من تحت أيدهم الارض مدشة مديئة . وفي هذه الاثناء كان عماد الدين زنكي 0 وصلاح الدين الأبربي» يردوركت جحافل الصللسين عند ببت المقدس » حق بنتزعوه منهم »© وتشسعوهم حى أجلوم » أو أضعفوهم فجاءت فلول منهم وانضموا الى المفيرين على المسامين في الأندلس . فكانت حريهم صليبية ؛ تتعاون على المسامين » والمسامون متفرقون ليس "1 / هم غرض مقصود » ولاجامعة تجمعهم » بل تفرقوا أيدي سبأ » فرقهم الهوى ابتداء ثم مزقهم الضعف انتهاء » لأنه لا وحدة توسّد لهم الغايةو المقصد وأعداؤم قد توحدت غايتهم . لقد أرسل المسامون بالأندلس يستغيئون بن يظنون فيهم قدرة على النجدة فلم يحدوا إلا الاليك في مصر » مع بعد الشقة » وعظم المشقة في الاغاثة فأرسل حكام الماليك الى الترك الءؤانبين الذين يمثلون القوة الاسلاميةالكبرى» أرسلوا المهم يستحثونهم على معاونة إخوانهم المسامين لبنقذوهم وهم يعذبون وتفتش وتفتت محاكم التفتيش قلوبهم . ومن الغريب أن المسامين كان محدث هم ذلك كله » وجموش سلمانالقانوني تدك أسوار فننا فيا دكا »وما كان كل ذلك إلا لأن الوحدة الإسلامية تفرقت دعد اجتّاع » وصار حب الغلب هو المسبطر > وليس الرغبة في إعزاز الإسلام والمسامين » والرغبة في إعلاء كامة الدين » ونسي الميع قول الني متم : , المسم أخو المسل لا يحقره ولا بسامه ولا يخذله » والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه » » فاستاصر المسم في الكريهة والشديدة فلم ينصروه لآنه لا وحدة لامسامين . لا نقصد بموت اللغة العربية ضماعبا » ولكن نقصد بذلك أرن اللغات الأعجمية من الفارسية والتركبة والروممة وغيرها من اللغاتالتى كانت قد طوتها اللغة العربية في ظلها ايان علو شأن المسادين » والإسلام » واعتبار القرآن الجامع بينهم » ولو تنزلف! وقلنا ما يجمع الصليب النصارى »والتامود السبود » سنا موضع ظن في القول » ولكن نعوذ بالله من هذا التشببه الذي يخطر بالمال » فالقرآتن أعلى لأنه حدق وغيره باطسل » ولا يشبه الحق بالباطل . لقد كانت اللغة العربية هي الجامعة بين الشعوب الإسلامدة تجمعهم دينا » لآنها وعاء الإسلام » إد هي لغة الني علا * وبها نزل القرآن . ومن الفروض أن يعرف المسلم من اللغة العربية قدراً يصحح به دينه . وهي لغة التفاهم بين المسامين » وبها يتعارفون © ويتلاقون > ويحجتمءون ©» وقد كان لعاماء الفرس وغيرهم المقام في العلوم الإسلامية التي دونوها باللغة العرببة . ش ولا تفرق الحم الإسلامي » واضطرب بسيطرة أهواء الملوك والحا كين وسسطرة قانون الغلب بدل قانوت الإسلام » لما صارت الأمور كذلك > كانت اللغة العربية جامعة » وكان المسم يسير بين المسامين » لا يحد فيهم جاهل لأنه يعرف خطابهم © وتجمعه بهم لغة القرآن ولمادا ضعفت اللغة ضعفاً يصح أن تعبر عله بالموت ل وإن كارن الموث لا يمكن تحققه ؟ لانها لغة القرآن © وما بقى القرآن 2 فبي باقمة > وانها إذا اعتراها عارض الفناء جددها القرآن وأعادها » ان لم يكن 6 ابتدأت فإن الحاولة تحددها > وتمدها بعناصر العم . ونجسب عن هذا السؤال الخائر » وهو لماذا ضعفت العربية أو أوشكت 3 -. ونقول في الجواب انه سنة الوجود تجعل اللغة كائناً حب ككل الاحماء وحماة الحي تتبع المكان والبيئة التي يعيش فيها » فإن كانت تمده بالغذاء القوي قوي © وأن ضعفت ضعف »2 فكان ضعف العرب في وسط ذلك الخفم الذي كان في العصر العبامي ©» وما -وله مؤدياً إلى ضعف اللغة » والناس انما يحاولون تقليد الأقوياء في لغتهم » فبنطقون ا ينطق القوي > فإن كان فصبح اللسان قلدوه * وإن كان ملتوي الببان حاكوه > وإ لثرى ذلك يحري بين أيدينا » فاما ضعف العرب ضعفت معهم لغتهم » ولولا القرآنماتت ولكنه باق فبقيت 8 إنا نحن نزلنا الذكر » وإنا له لحافظون * . الل وضعف العربية كان له مظبران » ولكل مظبر سبب قائم بذاته»أولهما: العمامية : - ابتدأ الذين يتكلمون العربية من كبار المتكلمين يلحنون » فلا ينطقون بالفصحى سلمة من الخطأ في أواخر الكامات أو بنيتها وقد لوحظ ذلك في العصر الاموي » بل في آخر عصر الراشدين . حتى أن اللحن ترتب علمه أمران احده] خير » وهو ضبط العربية بعلم النحو الذي يكون مقياساً لضبط آخر الكامات »والصرف الذي يضبط بنيتها . ولقد كان اللحن من الخطباء غير كثير في عبد الأمويين » ولكنه أخذ يكثر ويزيد في عبد العباسيين » حتى لقد روى ابو عمرو الشبباني قال :«تكم ابو جعفر المنصور في مجلس فيه أعرابي فاحن فصر ('' الأعرابي اذنيه فلحن مرة أخرى أعظم من الاولى فقال الاعرابي : أف لهذا ما هذا » ثم تكلم المنصور » فلحن الثالثة » فقال الأعرابي : اشبد لقد وليت ه فا الأمر بقضاء وقدر . ١‏ وعن الواقدي : صلى رجل من آل الزبير خلف المنصور 4 وقرأ ألهاكم التكائر » فلحن في موضعين » فاما سم التفت الزبيري إلى من محانبه » وقال : د ما كان أهون هذا القرثي على أهل '"' »2 . وأخذ اللحن يفشو » حق أخذ الناس يتحللون من الفصحى إلى العامية » حت لا يتعرضوا لتخطئة النحاة » ومن لف لفهم » كا نرى في الخطبة بالعامية في مواطن الفصحى »2 وهبوط الببان العربي . وان فشو العاممة لهذا السبب » ولدخول الأعاجم الذين كانت تلتوي . معني صرها صرقبا للاستاع‎ )١( 6 ألسنتهم بالفصحى فلا تحسنها » فاما كثر اختلاط العرب بالأعاجم ازداد فشو العامبة و كانت البلاد العريبة تدخلها العحمة » ولكن نجوارها الفصحى أما فارس » وخوارزم » وخراسان وغيرها من بلاد الأعاجم فان العربية كانت العامة » ونجوارها كانت لغتهم السائدة المسطرة . 9 - استبقظت الشعوبية قوية لجبة » وهي التي تفضل الأعاجم على العرب » وقويت في العصر العباسي الثاني الذي صار الحكم فيه لغير العرب وإن كانت بذورها قد وجدت في العصر الأموي » ولككن ل تظهر نباتاً قد خرج نبته ثم أخرج شطأه إلافي العصر العبامي الأول » ثم استوى على سوقه بعد ذلك في العصر العباسي الثاني في الدول التابعة للخلافة العباسية التي استبدت بالملك والسلطان » فكان جزءاً من ساستها أن تضعف ثأن العرب وأن تعلي العنصر الديامي » ثم العناصر الأخرى غير العرب » وما كانت لسان الاكثرين منهم تطوع للعرببة » وتطوع لها لغتبم الأصلية . وكانت اللغة العربية القريبة من الفصحى حيث لا تككون حضارة » تسيرها العجمة . وكان البدو من العرب والقريبون منهم يتشددون فالعربية» وكانوا حريصين على ألا يساكنوا الأعاجم > حت لا يؤثروا في لغتهم بالعدوى ويقول الفيروز آنادي صاحب القاموس الحبط في مادة عككد ارن عكاد جيل باليمن قرب مدينة زييد »> وأهله باقون على اللغة الفصيحة وقد زاد شارحه مرتفى الزببدي» ولا يقم الغريب في بلادهم أكثر من ثلاث لبال خوفاً على لسانهم ولسان البدو النازلين في الجنوب من شبه الجزيرة العربية لا بزال الى اليوم قريب من الفصيح > ويشبهه في بعض الوجوه''' وإن ذلك التشده في العريبة في مقابل النزعة الشعوبية التي بدأ تتدعو الى غير العربتة حقداً وعجزاً ومها يككن من الشعوبية فإن سيل العامتة-م يوقف . . ناريخ الآدب العربي في العصر العبامي ص 4 للاستاذ الرحوم نجاقي‎ )١( ؟ ولما قبض آل بويه على الحم طغى سيل العامية في العراق العربي» ونزحت العناصر العريبة عنها » هروبا من الطغيان الاعجمي ومن بقي في العراى اندمج في الاعاجم بالتزاوج وكل ذلك زاد العامية انتشاراً » والفصحى افولاً . أما في غير البلاد العرببة فإن حظ العربية حت العامية أخذ ينقص؟و كما انقيضت العربية ولو عامية انبسطت لغة الأقالم وسيطرت »2 واستيقظت من من سباتها وقامت من مرقدها . وقد نمت تلك الحال سريعا» نما ان امتد نفوذ بني بويه في الأقالمالشرقية حتى نشطت اللفات الأخرى واستردت حماتها » وطوردت اللغة الءرببية من يلاد سكنتها وازدهرت فمها حتى صارت بلادها وها هو ذا المتني في القرن الرابع المجري خرج قاصداً فإرس » نما كاد يغادر يغداد ويدخل أرض فارس حق هاله الآمر» فم ححد لسانا عربيا يخاطبه ول وجد لسانا أعحسا » وقد قال في وصف الحال عند شعب بوان . مغاني الشمب طبباً في المغاني بمنزلة الرببع من الزمارن ولكن الفق العربي فيب!ا غريب الوجه واليد والاسان ملاعب جنة لو سار قبها سلمان لسار يترجمان )١'‏ وم يكن للعربية الفصحى نصب إلا في بعض المكاتبات والرسائل تكون بين بغداد » وغيرها من البلدان وكان أواءك الملوك من الأعاجم يحرصون على تشجيع الكاتبين بالعربية في الأدب وإن لم يكن مترسلاً بل كان السجميسوده ولذلك كان من بين هؤلاء الأعاجم من الأدباء من زخر بهم عم الآدب » مثل مقامات الخوارزمي ومقامات بديع الزمان الهمذاني فكانت اللغةالعربية وعاء الادب في الملة . ش ولكن نحوار ذلك وجد من كان يتعصب للفارسسة في الأدب ©» فشجم . الكتاب المذكور‎ )١( برض | الذين يسجلون أديهم باللغة الفارسة »> ومن هؤلاء » أو من أولمم السلطان على أن يكتب الشاهنامة بالفارسية » وعلى أوزان الشعر العربي . وان الفرس من ايام بني بويه ومن شايههم أخذوا هجرون العربية ليحيوا لغتهم » ومنهم من جهل العربية جبلاً تاما » ومنهم من كان يعرف اللغتين » ولككن خطابه ومعاملاته بلغته » لأا اللغة الق عادت إلى الشعب » بعد افتراق عنه » وإن كان إلى خير منبها » وهي لغة القرآن . وكانت اللغة التركبة تحد لها حياة وقوة في وسط المترك اللغوي بين العربية والفارسية » وصارت لسان الترك حتى إذا آلت الخلافة الاسمية إلى آل عؤان رفعوا التركبة » وفرضوها على كل الأقالم الإسلامية الخاضعة » ثم كان أن انسلخت عن العربية حتى في الشكل والكنابة ولا حول ولا قوة إلا الل . خلاصة و ذئيجة : . اننا الآن مفترقون » بل بيننا تناحر وتنازع في بعض نواحمنا‎ - ٠ » وان ذلك داء اعترانا بعد أن لم يكن » وعارض عرض على أصل كماننا‎ ورأينا مقدساتنا كيف تتهدم بأيدي أعداء الله واعداء الحق » وأعداء‎ » الاسلام » ووجدن من لن اقوالهم ومراميهم أنهم يرومون البيت الحرام‎ وروضة الني من ؛ وقال قائلهم بعد أن استولوا على أيلما والمسحد الاقصى»‎ لقد صار الطريق إلى مكة والمدينة مفتوحاً وهم متفقون على باطلهم » ونحن‎ . متفرقون متنازعون على حقنا‎ داء لا بد من أن نعالجه » ولكي نعالجه لا بد من معرفة الكبان الاصبل لالوحدة الإسلامية الذي اعتراه الداء » ولا بد أن نه ف كيف دخل الداء » ولا بد أن نعرف حقبةته وذاته » فليس الطبيب الماهر هو الذي يستطيع أن اوفرض يكتب الدواء إنما الطبيب النطاميهو الذييستطيم أن يكشف الداء » وقوة المناء الجسمي» وأصل تكوينه » وابعاده » وما أثر فمه في الماضي »© ومابؤثر فبه في الحاضر ْ ولذلك اتمبنا إلى أصل تكوين الوحدة الاسلاممة » فذكرتا تكوين الاي صلى الله تعالى عليه وس ٠‏ و كيف ألف الله تمعالى قلوب المؤمنين 2» وك.ف حولم من عداوة على شفا حفرة من النار » إلى وحدة مجمعبا الحبة» وتقربهم من نعم الجنة » وعز الدنما » والغلب العادل : والفتح الممين . ثم ذكرنا كيف استمرت هذه الوحدة بعد أن انتقل الاسلام بالعرب فجعلهم يندجون في غيرهم من الأمم » و كيف صار كل الوحدة في عبد الراشدين رضوان الله تعالى عنهم »؛ وكيف كانت الماواة تجمع » والعدالة تقوي الوحدة » و كيف كانت الآأمة كلها عرباً وعجماً كالجسد الواحد اذا اشتكى عضو منه تداعى له سائر الجسد بالسهر والمى » وكيف زالت الحجزات بين الأقالم الاسلامية التي كانت تدين بالقرآن » وحم 5 الذي كان الخلفاء من أصحاب ,'سول الله تعالى الأولين لا ينطقون إلا يه ٠‏ ولا يصدرون إلا عن كتابه وسنة رسوله صلى الله تعالى عليه وسلم . وخيرات البلاد الاسلامية يفيض بعضها على بعض »2 لا يحتكدر اقلم على اقلم » ولا يضن قوم بفيض خيرهم على الآخرين» والتعارف يربطهم»والمساواة العادلة تجمعهم » والتعاون على البر والتقوى قوتهم التي يدرعون بها أمام اعدائم > وبه بهاجمون الششر فى مواضعه ٠‏ وتحقق فيهم قول الله تعمالى فيا أها الناسإنا خلقناكم من ذكر وانئى» جعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمك عند الل أتقاكم » ان الله علم خبير # . ومن تكوين الوحدة وقيامها عامنا كيف يمكن إعادتها » و كيف يستطيع الحكم المصلح أن يعيد امع المتفرق إلىوحدته والنفور المستحم الىالائتلاف. وقد صورنا كيف أخذ سوس الفرقة يتغلغل في الأمة الاسلامية »؛ وكيف 1 حلت الاقليمبة محل الوحدة الاملامية » وم تستطع أن تعيش معها » والعدل يوجب أن بأتلفا » لآن الوطنية يوجب الاسلام فيها ألا يعتدي الوطني على غيره » فان ذلك هو العصبية المقبتة وقد روينا في ذلك قول النبى صلى الله تعالى عليه وسم « ان العصبية أن يعين قومه على الظلم » وبينا أن عناية كل وطني بوطنه في ظل الاسلام » والجع الاسلامي يجحعل من الأوطان القوية المتحدة قوة للجاعة الاسلامية » اذا كانت المبعة لنصرة الاسلام واستحابت كل الأوطان القوية . ولقد ذكرة التفرق و كمف دخل شيدا فشيئا إلى الماعات الاسلامية » حتى نسي الناس الاسلام الجامع » وم يذكروا الا الوطنية الجاحة المفرقة . واننا بعد أن سرنا في تلك الرحلة الشاقة رحلة التفرق والانقسام فابتدأة من وحدة جامعة في عبد الراشدين ثم سارت في الدانية في العصر الآموي » ثم وجدنا اجزاء الجسم بتساقط بعضها عضواً عضواً » حتى صارت أشلاء متفرقة وأخذت الذئاب تنوشها شلوا شاوا » ثم أخذت تفترسها جميعاً * حق انتهبى الآمر فلم نجد جما متلاقيا » بل وجدة أجزاء تنوشها ذئاب الغرب بل الشرق أيضاً . وما جاء القرن الرابع عر الحجري الموافق له المتمم للعششرين الميلادي » ولا يوج- اقلم اسلامي مستقل » أو غير خاضع لنفوذ دولة أخرى غربية لا ترجو للاسلام وقاراً » بل انها صلمسية في ثوب جديد من الصلمسة » حمق ان ملك الانجليز عندما قابل المنتصر في فلسطين قال له لقد اتتصرت في آخر حرب صليبية » والقائد الفرنسي في الشام زار قبر صلاح الدين الأيوبي وقال : ها نحن أولاء قد عدن با صلاح الدين . ١‏ - والآن نلخص اسباب التفرق » بل التجزوٌ والسير في طريق الفناء » كا رأينا في سير التاريخ الذي سقناه فوا بلي : - أولبها - وهو أعظمها أثراً “فساد الحم عند الحكام» وصيرورتهملكية لي الوحدة الاسلامية (0 )١‏ تتغالب مع غيرها » وتطبيق قانون الغابة على المسامين بعضهم مع بعض » فلم يفرق الحكام بين حم نبوي يستمد اصوله من الاسلام » وحم الغلب والقهر. وان فساد الحم نحم من ثلاثة عناصر خالفة كل الخالفة لأحكام القرآن » وسنة الني صلى الله تعالى عليه وسلم . ٠‏ (أ) اهمال الشورى عند تعيين الحام » وفي حكمه » فان الله تعالى يقول « وأمرثم شورى بسنهم » وان ذلك يقتضي ألا مختار الحاكم إلا بشورى المؤمنين وان تكون بعد الشورى حرية اللمبايعة وأن يوفي الحاكم يحق البيعة ويوفي المحكوم بحقها » وحقبها من الحاكم العدل وألا يبلك الحرث والنسل وأن يعمل ما فيه خير المسامين » وأن يستشير حتما أهل الرأي والخبرة » على حسب النظام الذي يناسب الزمان » وحقها على الحكوم الطاعة في غير معصية الله تعالى أو يا قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسم في المنشط والمكره الا أن يؤمر بمعصية » ومن حت المبايعة النصيحة لأولي الأمر ارنف امتطوا أو جاروا » وذلك من قبل الأمر بالمعروف والنبي عن المنكر » ولقد قال صلى الله عليه وسم : « لتأمرن بالمعروف ولتنبون عن المنكر ولتأخذن على بدي الظالم ٠‏ ولتأطرنه على الحى أطرا » أو ليضرين الله تعالى قلوب بعضكم ببعض ثم تدعون فلا يستجاب لكم » . (ب) ومن عناصر الفساد جعل الحكم وراثيا ‏ يتلقاه الخلف عنالسلف» كأن الشعوب مادة تورث » وأن الحكم حقى ينتقل من مالك الى مالك » وما نظر الاسلام إلى الشعوب هذه النظرة » وقد وصف الرسول هذا النوع من الحم بأنه ملك عضوض » وانه ترتب على جعل الحم ورائيا أن تولاه غامان لا يدر كون * ويتلعب بهم وقد ننج من اهمال الشورى » وصيرورة الحم استبداديا في إقامته » وفي نظامه © إهمال رأي الجاعة الإسلامية إهمالاً تام » فانقطع الاتصال بين الحا كم والمحكوم » وطعى الحاكم وذل المحكوم . ومن فساد الحكم اهمال الأحكام الإسلامية » فتشيع الحاباة » وتباح الدماء رض وبمل القصاص ٠‏ وتهمل الحدود التى أمر الله تعالى باقامتها » وإقامتها فريضة محكة لا مناص من اتباعها والقيام يحقها . اج ) ومن فساد 0 المغالية التي كانت بين حكام الأقالم » يحيث ينظر حاكم كل اقلم إلى الآخر نظ ر المقريص الذي بريد الفتك بصاحبه © فإن لم يسبقه سبقه ٠‏ والسابق والمسبوق في النار (د) وشر مظهر من مظاهر الفساد في الحكم الإسلامي أن يستعان بغير اسم على الس » كا استعان الفاطميون على الابوبسين بالصليسين » وكا استعان بن العلقه ي بالتقد على من مي خليفة المسلمين » وكما رويمن أن أول من فتح أعين النتر على المؤمنين » وال ناقم أو ملك غائم . ومن ذلك النوع مالآة الحم المسلم مع غير المسلم ضد بعض المسادين » وقد كان ذلك في الماضي » فكان الملك الأموي عالىء الروم في في القسطذطينية » وهو على عداوة مع العباسبين » فكان هؤلاء يذهي.ون إلى الانداس وبادونهم وأولئك يكرمون وفادتهم » وكان العباسدون يالئون شارلمان وغيرهمنالفرنحة الدين يساورون الاندلسين ويحاولون أن مخرجوهم من ديارهم . ومن هذا النوع. سككوت الحاكم المسلم القوي عن معاونة من يستفيث من ضعفاء المسامين » كا فعل العئانبون مع أهل الاندلس» وم يستغيثون ولامغيث وتركهم سلم الأول وسلوان القانوفي حتى شردوا » ومزقوا كل مزق » وذهبت دولة الاندلس » غصن الإسلام الرطيب . الطائعية : اا - والسدب الثانٍ من الاسباب التي فرت المساين الطائفة » وكانت الطائفية أولطر بق أتحه بالمسامين إلى الفرقة والانقسام » ولكنالمموا ل الأول رد على صاحمه » وذلك لآن الجدار الإسلامي كان قوياً » يحطم من محاول أركت يحطمه » ولكن الأثر امتد لما بعده . 7 فالطائفية ظبرت في أسباب مقتل الشببد ذي النورين عماذرضي اللّتبارك وتعالى عنه » وقد رأيت مما سقنا كيف ترتب علمها انه تادى بالأمر من ليس الإسلامي من خلافة نبوية إلى ملك عضوض متوارث . ولقد كانت الطائفية سسا في الفتن أو الثورات اللمأوالية على بني أمبة أولاً ثم بني العباس اننا » ونحن لا نقول ان الذين ثاروا على الحم الاموي كنوا أقل فضلاً من ملوك بني أممة » تما كان زيد بن على استاذ أبي حنشيفة أقفل فضلاً من هشام بن عبد الملك و كذلك ما كان عمد النفس الزكية ولااخوه ابراهم أقل فضلاً من أبي جعفر المنصور ؛ولكن مها تكن أسبابالخروج عادلة في ذاتها » فإن الخروج © وفشله بؤدي إلى أمرين لا محالة . أحده) - ترهين شأن الوحدة * وبلبة افكار المسامين نحو حكامهم ومن ثانيها - ان الخروج وان أضعف الثقة في الحكام يزيد الحكام عنفا » ويزيد الشعب ضعفا وما ذلك من المصاحة في سشيء . وقد ترتب على الطائفية أن انقسمت الحكومة الاسلامية الى حكومات متفرقة ٠‏ فكان الأدارسة بالمغرب ثم الفاطمية بالمغرب ومصر والشامءوأخذت تنقص الآرض من أطرافبها على العباسيين » وكل ذلك على حساب الوحدة الاسلامة . وكان من 5ثار الطائفية ان قامت دولة الناصر الأطروش بالديم والجبل » وقامت دولة الهادي ومن بعده بالسمن » وتوارث ذلك بوه من بعده . ولا ننظر أي هؤلاء أعدل » وأقوم للحتى والقسطاس »© ولكنها فرقة على أي صورة كانت ومن التفريق يدخل الضعف » وتذهب قوة المع » ويكون أمر المسامين من بعد فوضى لا رايطة تربطهم . لبرض وانه في وسط الثورات الطائفية » أو الانقسام يسبب الطائفية وجدث النحل الفاسدة سبلها للدخول في جماعات المسامين هادمين ٠‏ مثيرين فتنة القول والاعتقاد » يا كان الأمر في القرامطة وغيرهم من الفئات التي تسبل دخول الانحلال الديني الى القلوب » فضلاً عن الفرقة والانقسام وجعل بأس المسامين سنهم شديداً » وقد أخذهم الأعداء الذين كانوا يتربصون بهم من كل جانب . وقد ذكرة في صلب البحث أثر الطائفية في حرب التقر وزوال الدولة العباسية وفي حرب الصليببين ؛ وم يكن أثر الطائفية مقصور] على ما ذكرة هنا » وما ذكرناه من قبل » بل كان لها أثر أشد وأفمل وأقوى تأثيراً » وربما كان تفرق الحكام أثراً من آثاره » وذلك في أمرين : أحدهها ‏ الافتراق النفسي »© فقد كانت كل طائفة- تحسب نفسها مسامين منفصلين عن الآخرين » وكل فرقة تحسب أن اتباعبا هم وحدهم المسامون » ولقد وحدنا في بعض كتب الشيعة |: نهم لا يعدون غيرهم من المسامين مؤمنين» وان كانوا يعدونهم من أهل القبلة ووجدنا ان الشيعة لا يقبلون شبادة واحد من السنة ولو كان في ذاته عدلاً مستقم السيرة » ويقبلوكف شبادة الشيعي » وبردوتن بها شهادة السني ٠‏ ولو كان الشيعي فاسقا في ولا نريد أن نقول ان ذلك حت أم باطل ولمكن نقزل انه قرقة ف انقو وقد أدى في الماضي إلى أن يكون لكل دولة » ويؤدي في الحاضر إلىالضرر الدائم المستمر » اللهم ألف القلوب في الحاضر © كما ألفتها في الماضي » اللبم انك رؤوف بعبادك » فلا تمكن ذئاب الأرض منهم قابلآ »كا تمكنوا سابقاً. الأمر الثاني - اختلاف الاحكام المطبقة > فالشيعة لهم اجتهاد فقبي » والسنبون لهم اجتهاد فقبي وان ذلك لا خطر فيه في ذاته » ولكن له أثر في الفرقة والانقسام في داخل الدولة الواحدة وقد كان المستعمرون يوسعون الهوة بين الشبعة والسنة في كل بد يحكونه » ونريد ألا يكون هذا الباب مفتوحا يلج الشر منه دائما » ولا نريد أن نمحو الاختلاف المذهي فهو ميراث 15 يكون تركة مثرية من الفكر الإسلامي » وجب احماؤه في الدراسة » وتخفيفه في العمل » والله بكل ثيء حفيظ . ١٠‏ - ذكرن كيف ماتت اللفة العربية في الأقالم الإسلامية غير العربية في المسرى »> ولكنها استمرت باقية في العراق والشام » ومصر © وشمال افريقية على عجدة دخلت فيها »ولكنبها على أي حال استمرت اقبة . وان حاول المستعمرون في العصر الحديث ان نزيلوها » فالجزائر قد حوريت فيبها اللغة العربية » حاريها الفرنسدس إذ استولوا عليها أمداً غير قصير» وحاربوها في المغرب . ولكنها استيقظت في كل بد حوربت فمه» وأخذت تنبض من الككبوة الت اسقطوها فببها » وانها سائرة بعون الله تعالى ناممة قافُةوصارت عربة بالتعرب بعون الله تعالى . أما في المشرق وبلاد العئاندين فقد زالت اللغة المرسسة زوالاً كاملاً » وم تعد لغة التخاطب » ولا لغة الدولة » وان كانت مستمرة بين كثيرين من العلماء الذين عنوا بدراسة القرآن » أو الدراسات الإسلامية يشكل عام » فباكستان غلبت فيها الاردية والافغان وابران سادتها الفارسية » والعؤانبون وبلاد الاتراك سادتها التركية» والمسامون فى الهند والصين يتكامون بلغاتهم » ولا يعرفون من العربية الاما يصححون به صلاتهم من حفظ الفاتحة وخطبة اجمعة في تلك البلاد الشرقمة ما عدا تركما واندونيسسا وفمها نحومائة ملبون مسلم أو يزيدون عن ذلك كثيراً أو قليآ » وهم كذلك يتخاطون بلغتهم ولا يتخاطبون بلغة القرآن . ومسامو الشرق الذين لا يتخاطبون بلغة القرآن يبلغون نحو ستائة ملمون أو يزيدون » ولا يجمعهم بالمسامين إلا اسم الاسلام » وان جهل اللغة العربية في تلك الاقالم جعل أطراف البلاد لا يعرفون أحكام الاسلام في الاسرة كرض والمعاملات المالمة » بل العقمدة ذاتها يؤمئون ,الله على حرف أو انحراف 4ولا يتصلون بالعم الاسلامي الذي برفم درجاتهم الفكرية والنفسية . وانه في أطراف اندونيسيا » تتزوج المسامة البوذي والمسبحي »2 وغيرهما» ولا تعرف أن ذلك محرم علمها ويتزوج المسلم الوثنية » ولا يعرف أن ذلك حرام عليه لانه لم يقرأ قوله تعالى «إولا تنكحوا المسر كات حتقى يمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة وأو أعجبتكم “ولا تنكحوا المشر كين حتى دؤمئنوا » ولعبد مؤمن خير من مشسرك ٠‏ ولو أعجبكم» أولئك يدعون إلى النار » والله يدعو الى الجنة والمغفرة باذنه# وم يحدوا من يصلبم بالثقافة الاسلامية » ولا يصل البهم العم الاسلامي الا بلغاتهم التي تنقصها الثقافة القرآنية والنبوية وانه من المناظر التي تؤذي الحس أنه في بيت الله الحرام حيث مجتمع المنامورن للتعارف في ضمافة الرحمن » وحمث مهبط الوحى ومنزل النبوة » تجدالمسامين لا يستطيع بعضهم أن يخاطب الآخرين > إلا باللغة الانجليزية لغة من حكموا بغير الحق ارضهم > وحاربوا في خفية الأمر دينهم الذي ارتضوه » وكذلك الذين استعمرهم الفرنسيس يتكلمون بلغة الفرنسيس »2 وليس فبهم من تذهب همته الى أن يحج ببت الله الحرام » وهو يعم العرببة ليستطيع مخاطبة أهله . واننا نحد في المؤقرات الاسلامية لا رواج للغة العربية الا بين العرب »> ونجد سكان افريقيا وآسيا من المسامين يتكلمون الانجليزية والفرفسية . وان المؤقرات التق هي مظبر الوحدة نجدها مظبر التفرق » ولا حول ولاقوة الا بالله . 000 تذيض كيف تتكون الوحدة اللآن ٠١4‏ - ان التفرق والتنايذ هو الظاهرة القائمة الآن » وقد كان للسسمين عذر من قبل لانه كانت كل البلاد الاسلاممة » ان استثنينا دولة آل عؤان تحت السيطرة الاحنسة نهصر والهند وكان المسامون نحو مائة وعثشسرين ملبون مسم بها » تحت سلطان الدولة الاتحليزية» وشثمال افريقيا»وكل البلاد الاسلامية بها كانت خاضعة لفرنسا أو لانجلترا . ولما خرجت الشامات والعراق من سلطان العئاننين تلقفتها فرنساوانحلترا» وكان العراق من نصلب الانجليز خاصة * ولكن بعد الحرب العالمية الثانية أخذت الدول الاسلامية تنحرر من الاستعمار الصلبي تحباد شُعويها ودماء أهلها » حتى تسم الأمر حكام منها » فصارت الباكستان دولة مستقلة » وهي تضم الآن نحو ماثة ملبون مسلم / واندونيسيا مثلها أو أكثر » وافغانستان وابران > كلها بلاد اسلامية تحررت من النير الاجني الفعلي » وتحررت مصر» وثمال افريقية » والبلاد الاسلامبة التي كانت تحت المي الانجليزي أو الفرنسي أو البلجيي . وهكذا رفع الأجني بده » أوردت بده مغلولة . ولكن الأجني الغريب ربى ناسا من أهل البلاد » كان يقريهم إلبه » ويدنيهم > وقد آل أمر الحكم في هذه البلاد إلى أولئك الذبن كان قد اصطفاهم اعداء الاسلام » وأولئك يؤمنون يمن اختاروهم » ولذلك كانوا على ولاء مع أولئك . رضنا وصار المسامون اليوم تتفرق حكوماتهم نهم من يوألون الغرب في حاترا وامريكا » ؤيرقون فمهم » ويجملون لهم نفوذأ بغير الجبوش التي تحوب الديار؛ ولكن بالاتجاه الفككري *؛ والمعوتات المالبة والعسكرية على أساس ألا يعملوا فبها إلا ما بريده الدين اعطوهم ؛ ومن هؤلاء من بوالون الشرى ؛ ويدممدولن منهم المال والسلاح ء ويتكامون بنغمتهم 0 ومجعلون أنفسهم لهم تبعاً “ومنهم دتو سطون فمسلون لهذا تآأرة ء. وللآخر أخرى . وبذلك اخثار حكام المسامين التبعبة » وم تفرض علهم » والمتبوع دام لا يشجع الاسلام بل لا بريد أن نكون تأمعة للاسلام خالصا ٠‏ والشعوب ليست وراء الحكام » بل هم منفصلون عنهم شعوراً وإيانا » ه١٠‏ - وأول الطريق أن ننخلم من نير الاجني » فلا يقال عن حاكم ما انه ينزع منزعا غريباً وانه ذو الحظوة عند أمريكاءأو النجلترا “أو غيرها »‏ بل تكون نزعته اسلامية خالصة »2 ولا يقال عن حاكم آخر انه ينزع نحو الشرق هو الذي يوجه سياسته وهو منه بمنزلة التابع من المتبوع » ولكن نريدهإسلامياء ولسنا نريد أن تقطع العلاقات بين أي حاكم » وأي أجني » بل نريد أن بكون الحاكم أيا كان لونه رئيس أو ملكا » أن تكون كلمة الإسلام هي العلما » وأن تكون العلاقات كلها دون العلاقة الإسلامية يحيث تكون هي الرابطة الاولى » المها تتجه النفوس وتتحرك ها الغارات . ويكون الإسلام هو المستغرق للنفس المستولي عليها الذي لا تعرف سلطاتا لغيره » مها يككن سلطان القوى » ولكن حكام المسامين لا يزالون في غرة من أمر الذين أذاقوا البلاد الإسلامية الوبال» مع أن نات العداء لا تزال واضحة للمسان > فقد عملوا في الحاضر ما ل يعملوا في الماضي . وفيق لقد أخرجوا المسامين من ديارهم واموالهم في بقعمة من أرض الإسلام ( فلسطين ) ومزقوا أهلبا كل ممزق » وتركوم يأ كلهم العري والجوع » فلا مأوى يِوُوهم » ولا أرض يستقرون بها » ولقد يكون ذلك كالمبضع يقطعفي بالألم فتكون له ارادة ولكن م يتحرك المسامون لذلك ء وتركوا الأمر للعرب وحدم » وكأنهم ليسوا مسادين » والعرب أنفسهم تدايروا. نمنهم من له هوى مع أمريكا التي كان ذلك القطع تحت سمعها وبصرها » وأيدت المفسدين من المبود ولا تزال تؤيدهم وتطغيهم » ومن العرب الذين بزحمون انفسهم ينتمون لني متم من يرالون المهود باطناً ويوالون الامريكان ظاهراً وباطتاً . اننا الآن تحررنا من نير الاجني الذي يعادينا » وسامنا أمورنا لأولماء منا ولكنهم لم تككن أعمالهم للإسلام خالصة كلها ول يعملوا للوحدة كاملة مع أننا أيا كان سبب ذلك المع » وان الاقلم الذي لا يدخل في كتلة لا نكاد نرى له وجوداً بينهم ولكن الاقالم الإسلامية تنفرد فوا بينها » ويحاول يعضها أن يدخل في حلف من أحلافهم فبكون كالواغل بين شرب يتبرمون به » ولا سقونه تما شيربون . ان روح العصر توجب على المسامين أن يتجمعوا في وحدة حول كتاب الله تعالى وسنة رسول الله » لأن الله تعالى يناد.هم من وراء الخلود في قوله تعالى كا تلونا : © با أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقفاته » ولا قوتن إلا وأنتم مسامون > واعتصموا حمل الله جميعا » ولا تفرقوا » واذكروا نعمة الله علكم إذ كنتم اعداء فألف بين قلويم » فأصبحمٌ بنعمته إخوانا و كنتم على شفاحفرة من النار فأنقذكم منبا » كذلك يبين الله لك آياته لعل تبتدون © . انه لا بد أن مجتمع بعد طول الافتراق » لأن الآمة الإسلامية تقوم فيها الروابط على وسحهدة الدين والعقمدة 6 ووحدة المنادىء الخلقية الفاضلة» والنظم تارض الأجتّاعية العادلةٌ والعيادات الجامعة » وفي كل يوم يمر يشعر المسلم بالوحدة ؛ ان أدى السادات على وحببا » فتلك الوحدة في قلبه آناء الملل وأطراف النبار ٠‏ فانه فى الصلوات الس يتحه إلىالكعبة المكرمة قبلة المسادين اجمعين» فاذا كان وهو يؤدي هذه الصلوات يشعر بأنه واحد من الوف اللابين الذين «تحبون إلى هذه القبلة * فيشعر بأن قله مرتبط بالله رب العالمين رب الخلق اجمعين » ومرتبط بالمسامين في بقاع الأرض هذه القبلة التي توحد قلوهم ومشاعرهم وإذا كان ذلك الارتباط بالمكان في الصلاة » فبناك ارتباط بالزمان 5 شعيرة اخرى منشعائر الإسلام وهي الصوم » فإنه إذا جاء رمضان» وروي هلاله في مكان الزم به جماعة المسامين في كل بقاع الأرض فمكون ذلك اشعاراً لهم بأنهم أمة الله تعالى دعاهم إلى الوحدة فيها » كا أوجب العقل والششرع وحدانية الله تعالى » فالصوم يوحد المسامين باتحاد زمان العمادة 6 أن الصلاة توحدهم بمكان الاتجاه فيها » وفي الحج تلتقي جماعات من كل اقلم اسلامي في بدت الله الحرام » في ضمافة الله سمحانه وتعالى » ويتعارقون فيعرف كل اقلم آلام الآخرين وآمالهم » ويتصل بأحساسهم ومشاعرهم > ويعرف ما يحتاج اليه كل اقلم » وما يفيض من خيراته » ليمد به الآخرين » وبذلك تتحقق في الحج أمور ثلاثة هي من رحمة الله تعالى بأمة عمد َك - أونها ‏ اتحاهبم موحدين متحدين لريهم وإقامة نسكه » وتذكر أبي الانساء اير اهم ؛ والقمام بالمناسك وأداء العبادة الجماعية والاجماعية والروحمة وتعرف مهابط الوحمي » ومنازل الرسالة . ثأنيها ‏ التعارف الانساني » وقوة التآخي » والشعور بأن المسامين جسم واحد . ثالثها ‏ التعاون في دفع الضر » وجلب الخير » والتعاورن في الكسب الطبب » والتعاون في أخذ خيرات الأرض بحيث يأخذ كل إقلم ما عند الآخرين » وقد وجه الله سبحانه وتعالى الحجمج إلى ذلك يجوار أداء النسك» فقال تعالى : ل ليس علد جناح أن تبتفوا فضلاً من رب » فإذا أفضتم من إدارض غرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام » واذكروه كا هدام © وإن كنتم من قبله لمن الضالين © واقرأ قوله تعالى : # وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا » وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق » ليشهدوا منافع لهم“ ويذكروا امم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الانعام فكلوا منها وأطمموا البائس النقير © . نعم جاء النص الكريم بأن الحج مع النسك الاعظم » يشهد المسامون فيه منافع لهم »وأي منفعة أجل وأعظم من التعارف والتعاون على البر والتقوى » وأن يعملوا على أن يفيض أهل كل إقلم على غيرهم بما ليس عندهم . وقد كانت الاسواق التجارية بجنة وعكاظ وذو امجاز في مومم الحج 2 يتبادلون فها البضائع » فلنتبادل نحن الصفقات المثمرة التي تتعاون فييبا الشعوب الإسلامبة وإن الذي ننتبي منه بعد التعرف للعبادات الإسلامية أنها تومىءأو تصرح بالاخوة الإسلامية » ويؤديالقيام بهاعلىوجبها إلى شعور كلمسم بأن المؤمنين اخوة حك الإسلام وأنالاخوة الإسلامية فوق الجنسيةوالعنصرية. وان أسياب هذه الاخوة قائمة » وان العقائد والتكليفغات وحدها كافية لإقامة وحلة إسلامية . ولقد قال في ذلك باعث النبضة الإسلامية في العصور الحديثة : جمالالدين الأفغاني « أما وعزة الحق »> وسر العدل لو ترك المسامون أنفسهم بما هم عليه من عقائد مع رعاية العلماء العاملين لتعارفت أرواحبهم » واتفقت آحادثم ». ولكن واأسفاه على المسامين كانت الشعوب في جانب وحكامهم في جانب آخر فقلوب بعضالحكام مع بعض من الأجانب»وآخرون مع جانب آخر>وقد توزعت المسامين في الماضي الأمم الغربية » فسيطروا عليها © وأدنوا حكنا نحن المسامين من كانوا يدنونهم > وبعد عن الحم .من كانوا يعادو:هم 7” الوحدة الاسلامية ووحدة العقيدة : - تقوم الوحدة الإسلامية على وحدة الدين » والدبن عقيدة وعبادة» وفضملة > وتعاون على البر والتقوى وعدل . فإذا قلنا إن الوحدة الاسلامية تقوم على الدين » فمؤدى الكامة أن تسود العقندة المنزهة » والعمادة المتجبة الى الله » والتعاون بين آحادهما بل بينها وبين الناس اجممين ما داموا يعملون في سبيل الخير » والفضيلة التي تحمل الانسان لا برتع في مراتع الشر » ولا يفسد في الأرض » ولا ينخلم عن إنسانيته إلى أن ينزو نزو القردة » وينهل كالخنزير من معاطن النتن > ثم هذا بؤدي إلى العدالة بين القريب والبعيد والعدو والولي؛والمسم وغير المسلم»فالعدالة قانون الله وقانون الإسلام » وقانون الانسانية السامية » لقد قال تمالى فيالنبي عن ظل العدو البغيض 88 ولا يحرمتم شنآن قوم على ألا تعدلوا » اعدلوا هو 'أقرب للتقوى © وانه إذا قامت الوحدة الإسلامية على أساس الدءن » وأخذ المسامون جمعاً بأخلاق الإسلام الي عامها القرآن» وأوصى بها همد عللر » دهمت أكثر شرور العام » وكان المساءموت كما ابتدؤوا مثلاً عالمة للفضيلة والانسانية العالية . وقد فقد العالم ذلك بتفرق المسادين » وتأخرهم عن الصف الأول في بني الانسان » واحتل الصف الأول من تخلقوا بأخلاق القردةفي نزواتهم »“والخنازير في مقاذرهم وإن الاخوة الإسلامية تقوم على عناصر ليس فبها اعتداء على أخد» ولا تعصب ضد أحدءإما تقوم علىثلائة مسادىء كلبا يتصل بالأخلاق والفضملة. / أولها - شعور بالأخوة بين المسامين بعضهم مع بعضهم © يتحقق فيها قوله تعالى : 8 إِنا المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويك»واتقوا الله لعلكترحمون# وألا نكون منبا إعتداء على غيره إلا إذا اعتدى على إقلم منبم / ثانيها - وحدة ثقافية ولغوية واجتاعبة » حق يتضافروا جميعاً على محاربة إيضضا المذاهب الهدامة . ومنع شيوعبا بين المؤمنين خاصة » وبين الناس عامة؛حق ا الثبا - ألا يكون من اقلم إسلامي حرب على اقلم آخر > أيا كانت أساليب هذه الحرب سواء أكانت بالاقتصاد » أو بالتحالف على مسامين . وقد يقول قائل إن هذه الوحدة مخالفة لنواميس الاجتاع » ان الجتمعات ف الأمم تقوم على وحدة الجنس » أو الاقتصاد » أو وحدة المكان * كما في أمركا » ودؤلاء المسامون في اقالم شت في الأرض ؛ فكيف تجمعهم وحدة دينمة مع تفرقهم قٍِ الأرض ؛ وتدوع اقتصادهم » وتخالف عنادرهم »> وذقول في الجواب عن ذلك : 2 ان قيام الاجماع الإسلامي على ممادىء الفضملة ووحدة العقمدة هو أمثل الطرق لتكون الماعات الدولمة » ون لا نريد بالوحدة تكوين دولة » انما تككون مجتمع اسلامي من عدة أقالم . ولا يعد الاجتاع العنصري أو الاقتصادي أو المكاني أمثل الاجتاعات لتككوين الأمم » وذلك لأن الماعة الواحدة لا تنكون وحدة إلا إذا اتحدت المشاعر والمنازع النفسية » ولا تككون هذه المشاعر تحت سلطان تبادل الممافع فقط » بل لا بد مع تبادل المنافع من اتحاد المشاعر النفسية » وذلك لأرن تبادل المنافع يحقق اتحاداً وقتباً عند قيامه » وبزول بزواله » وهو عرض غير دائم » وإذا قامت أمة على أساس التبادل الاقتصادي أو الاشتراك في المنفعة المادية » فائها تكون غير مندمج آحادها بعضهم في بعض . وان الاجمّاع في مكان واحد مع اختلاف العناصر يكون اجتاعاً يحمل في نفسه عوامل اتحلاله اذالم تكن معان روحية تلع قوة العنصرية وتدفعها .فلا بد من أن يظل العنساصر الختلفة دين مهذب لأن العنصرية تفرض دائمًا تفضيل عنصر على عنضر »© ومع هذا التفضيل الاعتداء علىغير هذا العنصر. والعنصرية كرض شكل من أشكال التجمع الحيواني » اذ تجتمع فصيلة من الفصائل وتقفاتل الاخرى »> وتحتاز مكانها الذي تقم فيه لتغالب الآخرين » ويذلك كانت الخروب المستمرة حبك لا يكون دبن جامع 0 ولا تهذيب مائع . فليس التجمع على أساس العنصرية إلا بقية من بقايا الدوانية المتخلفة في الإنسان . وانا لنرى ذلك واضحا في الدول التى تعامل الشعوب على اساس الوانها » وليست فكرة الشعوب اللملونة والشعوب البيضاء الا صورة التحكم العنصرية » ودقية من بقايا الحموانية المتخلفة » بل أخص صفات الْموان . أما الاجتاع باسم الدين » أو بعبارة أخص الاجتاع باسم الإسلام » فهو اجتّاع لا يقوم على المغالبة » بل على الاخوة العامة بين المسامين»والمودة الراحمة بينهم » والتعاون الإنساني الكامل معهم ومع غيرهم من الدول التي لا تمءتدي » ولا تح بامم العصمية أو العنصرية . فبذا الاجماع الإسلامي تنكون منه أمة متحدةالمشاعر الانسانية العالية » متجهة نحو الفضيلة » والمثل العليا التي تنزع بالروح الانسانية نحو الملكوت الأعلى » ويمخضع فيها الانسان لخالق الاكوان وحده» وعندئذ يعلو الإنسارن عن المغالبة إلا إذا اعتدي عليه فالدقاع يكون واجباً في هذه الحال » ويككون ذلك من الفضملة ومئع الفساد في الأرض » ا قال تعالى : واولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض » ولكن الله ذو فضل . على العالمين * . ” وإنه في الوحدة الاسلامية التي يككون أساسها تطبيق الدين تككون العدالة الحقيقية التي لا تفرق بين جنس وجنس » ولا بين لون ولون » إذ لا عنصرية في الإسلام » بل الذي فيه : كلك لآدم » وآدم من تراب» والناس سواسية كأسنان المشط . امرض وإن المجتمع القائم على المنصرية هو في أمريكا الشمالبة » وإن قيم! لعبرة لأولي الابصار » ففيها قد صارت الآمور فوضى في الأخلاق وفي النفوس » والانطلاق مقرر للسض والحرمان والاضطباد مفروضان على السود » قانك واجد ظاما على السود لا بقل عن ظضل الجاهلية الأولى» ومادون من قوانين ظاهرها المساواة في الحقوق والواجبات ٠إنما‏ هي خطوط مسطورةعلى قر اطيس» ليس لما في العمل مظهر يدل على وجودها » ولذلك هوى الجتمع الأمريي من تاحمة الى وضبط النفس إلى ما لم مو المه مجتمع إنسانيفي عصر حضري . إن العلو في المجتمعات الفاضلة كالمجتمع الإسلاميان تحققت وحدة المسامين» إنما يقوم على أساس فعل الخير والتقوى » لا على أساس نبل الدم © تقوم هذه الجتمعات الإسلامية على أساس احترام الكرامة الإنسانية التي هي حقىمشترك بين بني الانسان » كا قال تعالى : © ولقد كرمنا يني آدم وحملناهم في البر والبحر » ورزقناهم من الطسبات» وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً # وإن الفضملة إذا سادت ذهب التناحر ؛ وسكت قانون الغلب . وانما تقوم الفضملة الشخصية والاجتاعية في ظل الإسلام الذي يدعو إلى التعاون الانساني العام . والذي يدعو إلى التسامح العادل » يعد تمع الرذائل. ونحب أن ننمه إلى كلمة عامة نقول فمها إن الأديان السماوية كلها التي جاء بها الرسل من الله لا تدعو إلى التناحر © ولا تحرض عليه ٠‏ والتعصب الذي يؤدي إلى الفرقة والانقسام بين البشر» ليس منشوه قوة التدين»أو الاستمساك بالحقائق الدينية السلممة انما هو من ضعف الاعصاب الذي يؤدي إلى هوس في التفكير وليس من التدين . وإذا كان التاريخ يذكر تماحراً بين الناس بامم الأديان > فليس ناشئاً عن الدين نفسه وانما هو ضعف الاعصاب عند الدين يتزحمون باسم الدبن » وضلال في الفيم . ؟؛٠‎ وفوق ذلك قد يتحول الدين عند الذين لا يدر كون حقائقه » إلى معنى يشبه الجنسية العنصرية » ولا يكون حمنئذ التناحر منبعثا من ذات الدين » ولا من مسادثه ؛ بل من العمنصرية الى ليست لوس الدين » والدين منبا براء » وهم بمقدار تناحرهم يتخلفون عن مبادىء دينهم . وان الإسلام يبث في النفس معنى الخير © وممو الفضملة ٠‏ وحصب التعاون والتعارف بين بني الانسان » فشمار الإسلام هو التعارف » ولذا قال عليه السلام : خير الإسلام أن تقرأ السلام على من عرفت * ومن لم تعرف > ووراء التعارف التعاون على البر والتقوى 2 والتعاون على دفع الفساد » ولقد قال سبحانه وتعالىل 8 وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم المدوان »# هذه حقائق مقرره تشير إلى معنى التحمع الإسلامي والرحهدة الإسلاممة 2( وانه لا عصبية ولا جنسية » ولا اقلسة » بل محبة ومودة » واقرأ قله وك ان لله عباد ماهم بأتسياء ولا شهداء يغنطهم الانبباء والشهداء لمكائهم مزالله يوم القبامة » قبل من هم با رسول الله ؟ قال قوم تحابوا في الله من غير أرحام تربطهم »ولا أموال بتعاطوتها © والله انهم لنور ؛ وانهم لعلى نور لا افون إذا خافالناس » ولا يحمزنون إذا ححزنالناس, ألا إن أولماءاشلا خوفعليهم» ولا هم محرنون . هذه هي الوحدة الإسلاممة الي نريدها . غ4" الوحدة الاسلامية )١١(‏ شكلهيا - إننا نريد من الوحدة أن تتحقق معاني الاخوة»والتعاونالاجتاعي والاقتصادي والحربي والسيامي »> والثقافي » رلكن كيف تتحقق هذه الأمور أتتحقق باحماء الخلافة الإسلاممة كا كانت في عبد الراشدين ؟ إن ذلك هو الاجتماع الامثل خصوصا] أنه قد وردت به الآثار » وكارن علمها الصحابة أجمعون . ولكن أيمكن الأخذ بها في هذا العصر »2 وأيمكن تحقى شروطباء وهل من المصلحة بعد أن توزعت الأرض المسامين ذلكالتوزع أن تكون لهم دولة واحدة © برجع فببا الحم الى إمام هو أعظم الولاة ؟ ونقول في الجواب عن هذا اننا لا نرى أن تكون الوحدة قائّة على دولة واحدة لها حكومة مسيطرة على كل المسامين » فإن ذلك لا يمككن مع الوضع المندسي للبلاد الإملامية في الأرض » وخصوصا] ان الأراضي الإسلامية ليست متصلة الاجزاء » وان الأقالم كا ذكرنا عندما امتد البها الفتح الإسلامي كانت ها شخصياتها والإمام له السلطان عليهاوالتنظم الكامل غير يعبد عنه» ولكنه في عماله وحكومته له استقلال ذالي . وإننا إذا اتجحبنا الى تكوين الوحدة الإسلامسة » فإننا نتحه الى أن تكون مناسبة للعصر » ولا ننسى المبادىء الإسلامية © فإننا إذا تأثرنا بروح العصر » إنما هو في شكل الوحدة لا في جوهرها ٠‏ فلسنا من يخضعون أحكام الإسلام 54 لروح العصر ولكن الاسلام أمرنا بالقيام بحقائق مقررة © وترك لنا أساليب تحقبقها » فنجتهد في تعرف أقرها توصلا لهذه الحقائق » فمن روح العصر نستمد الطريق الموصل وما يمككن أن يكون عليه شكل الوحدة »© ولا نسوغ لأي أحد أو نظام أن يتحك ني أي حقيقة شرعبة امم أنها تناسب العصر أو لا تناسبه فحقائق الإسلام ثايتة مستقرة ولا يوز التغسير فبها أو التبديل . إن الوحدة الي تدغها لا تمس ساطان أي سلطان يقوم ,بالق * وينفذ الأحكام الإسلاة 5 حوهرها ولليما 2 ولا 22 شكل المكم في في أايإ إقلم إسلامي بالقدر الدي عمل الوحدة أمرا قائاً 5 »هأ د م دقيم العدل ويتقذ الحق في رعيته ولا برهقهم من أمرهم عسراً »؛ فلكل اقلم اسلوب حكه إن معنى الوحدة الإسلامية هو الذي نريده وهو غايتنا » وهو أن نمتبر و هي ممادىء الإسلام وشسعائره 6 وعمادته وعضمدته » إد هو دين الوحدةالجامعة الشاملة » ك) هو دين التوحمد الكامل » الخالص من كل شرك إن الوحدة الإسلامية هى غايتنا ل وب أن يتفيأها كل مسم 2 ومن لم يؤمن بأن المسامين أمة واحدة » فقد عاند نصوص القرآن ودخل في عداد وساءت مصيراً # . لقد تفرةنا في الماضي » فأكلتنا ذئاب الأرض »2 وأصابنا الذل » ومزقنا شر ممزق »> وإذا كانت العنصرية المقمتة قد فرقدنا * فالقرآن الآن يجمعنا » كا كان ينبغي أن يجمعنا من قبل ©» وإذا كان هوى الحكام وحب الغلب ضيعنا وضيعهم في المافي » فإنه يحب أن تمع في ضل الإسلام ووحدته ٠.‏ م5 - إذنا د قلنا لا تقصد بالوحدة دولة واحدة 0 ولكن تردد أخوة شاملة » وإذا كانت الخلافة الكبرى يمكن أن تكرن من غير أن يكون رض للسامين دولة واحدة > بل تكون أقالم مختلفة في ظل اتحاد كامل » فاته يمكن وجودها في الظام الذي يتصور جامعاً »* وذلك على أساس ألا يكون الاختبار مدى الحياة » بل يكون على نوبات زمنسة متبادلة » وعلى أساس أن القرشية أو العربية ليست بشرط »2 فقد عامت أن الحديث «الأئمة في قريش» إخبار بأنباء المسنقبل » وليس تكيفياً » وهو كقول الني مَكَمِ : ٠‏ الامامة بعدي ثلان » نم تكون ملكا عضوضا » ثم قوله إن الأمر في قريش ما استقاموا » فان اعوجوا لحوا كما باحى الشحر أو ىا قال لتر : وهكذا نحن لا نرى ذلك الشرط » لا لأنه لا يتفق مع زماننا » ولا لآنه لا يتفق مع المساواة العادلة التي نص عليها الني عِلِتَر » ولا لاضطراب الانساب وجبلها . وعدم معرفتها على وجه البقين حتى ادعى القرشية بل الهاثمية من جعل لغير المسامين عليه ولاية » لا نبعد شرط القرشة لشيء من هذا “ولكن نبعده»لآن الني يكم فما روي عنه لا بدل دلالة قاطعة على أنه أمر تكليفي © يحب الأخذ به » وتحب مراعاته » عند الببعة وتقد الطاعة إذ أنه يا ذكرنايحتمل أن يكون النص للتكليف * ويحتمل أن يكون للاخبار > وهو ما ترجحه » وإذا دخل الدليل الاحمال بطل الاستدلال»فلا دليل يازم بالقرشة “وخصوصا أنه قد وردت نصوص أخرى تدل على جواز أن تكون الإمامة من غير قريش » فكان عدم أخذط شرط القرشية ليس فيه رفض لأمر مقرر » إذ لا يوجد أمر من الني لع . هذا وإنا لا نحد أن الخلافة بعد الراشدين لم تكن محققة للوحدة الإملامية لأنها صارت ملكمة » لا خلافة نموية . إن الوحدة الإسلامية يمكن تحقيقبا من غير خلافة » ولكن يكن أ يككون للخلافة موضع فيها على أنها ليست الركن » بل على أنها مظهرالوحدة. وانه إذا تحققت الوحدة في السياسة والحروب © والاقتصاد فقد قامت الوحدة قوية منتجة مثمرة » وتتحقق هذه العناصر في أن يكون أمر جامم» وهو الجامعة الإسلامية . "44 أجاب سح لاسا 8 - لقد تادى الإمام جمالالدين الافغاني وصحية إلى الجامعة الإسلاممة » ولم تذهب دعوته صرخة في واد > بل كانت منببة للغافلين موقظة للنائمين » وإذا كانت الشعوب ل تستجب لها في ابانها » فلأنها كانت سابقة لأوانها “وما يسب صاحب الفكرة أن يكون سباق » وإن م يتحقق له ما يبغي وما بريد » ما دامت الفككرة في ذاتها صحبحة واجبمة التنفيذ » وتارك التنفيذ ملوم مقصر © أو مغلوب معذور »2 ول يمنع تنفيذ تفكير الإمام وصحبه الأكرمين » إلا جبل المسامين » وعدم إدراكهم مغبة استسلامهم للمستعمرين الذين كانوا لا يألونهم خبالا ني دينهم » وذات أمرهم > وفوق ذلك كان العدو الاجنبي الصلبي جائاً فوقهم » لا يستطيعون أن يتصرفوا إلا فما يرضى عنه » ولا يرضى عن أن يكون جمع المسامين حقيقة » يتفقون فيا بينهم ولايختلفون فانه في الوقت الدي كان يصمح فيه جمال الدين الصبحات التي كانت تنفد إلى القلوب كان رئيس اكبر دولة غير اسلامية تحم المسامين وتناوتهم > يقف أمام نواب هذا البد » ويأخذ كتاب الله » ويقول ما دام هذا الكتاب في الوجود فإنه لاسلام . والآن قد قبض الاجني يده » وإن كان كثيرون من الحكام يسيرون في ركاب بعض الدول غرباً وشرقاً» ويصدرون عن أمرهاءني شأنهم و شأن الرعايا المغلويين يحكمهم . ولكنا في كتابتنا هذه نتجه الى الشعوب ذاتها» لقد كانت الحجبمن الحكام لكتن والاجانب تحول بين الإمام جمال الدين والشعوب والآن يسوغ لنا أن نتجهالى الشعوب نواجهها بأمر دينها الذي ارتضته واتبعته » وضاعت وأكلها اعداءالل تعالى وأعداء الإسلام يوم أن تركت أمورها إلى حكام طغوا على الشعوب © واستكانو! للبوى أولاً » وشغلوا عن الشعوب » واتجهوا الى مرضاة الأقوياء ثانا »ثم استساموا وذلوا وهانوا على الناس ثالثا »ورضوا بألقاب الملك والسلطان» وكانوا الطاعمين الكاسين . إن الشعوب هى التق يحب أن تنهض »© ويحب أن يكون الحكام منهم ظاهراً وباطنا وقوة وإعانا» ويكونوا على الأعداء لا على المؤمنين » وأن يكونوا أذلة للمؤمنين اعزة على الكافرين . وإذنا إذا قلنا الجامعة الاسلامية فإننا لا تريد جامعة الحكام أيا كانوا » تتألف منبم كبفها كانوا » وتصدر عن أمرهم » سواء كان صادراً عن الشعوب المؤمنة » أم كان صادراً عن حكمبم الذي يتجافى مع إرادة الشعوب. وإذا كنا نريد لنا شعبية * فإننا لا تباعد الحكام عنها مطلقاً » إنما ريد الحكام الذين يختارون من شعويهم » ولسنا تيعد الملوك أو الأمراء » أو من يشبههم إِنما نريد الحكومات المقيدة بإرادة الشعوب أي كانت ملكية أم جمهورية فإرادة الشعوب تتحقق في الحك الملككي»ك تتحقق في الهم الجبوري فالوراثة الملككية لا تمنع من أن يكون الشعب هو الحاكم وأن يكون الوزراء مثلين له»غير خارجين عن أمره » كا نرى في الحكومة الانجليزية» والبلجيكية والدول الاسكندتافية » فإن هذه الحكومات رؤؤساوّها ملوك تتوارثون فمها الملك خلفا عن سلف» ولكن الشعوب هي التى تحم وكا تقول القاعدة القانونية الدستورية « الملك يلك ولا يحم » . اننا نريد من الحكومات الإسلامية أن تتمككن الشعوب من تحمل التبعة في الحم » ولقد جربنا حم الحكام منفردين عن الشعوب إذ ليس عندهم في الحم ارادة » فأدى الأمر الى الضماع » وإلى الفرقة والانقسام » وإلى أن تنداعى علينا الامم تداعي الأكلة على قصعتها فلم يبق لنا إلا أن نترك الآمر للشعوب لضن الإسلامية » وانها لرشيدة لن تضل» وان ذلك حك الإسلام إذ يقول الله تعالى' 9 وأمرهم شورى بينهم #© ويقول تعالى أيضاً مخاطباً نسه : وشاورهم في الأمر » فإذا عزمت فتوكل على الله # ولقد جاء في كتاب السياسة الشرعبة لابن اتممبة : « قد روي عن أبى هريرة رضي الله عنه قال : دم يكن أحد أكثر مشورة من النبي مِلِفْعٍ » وقد قيل إن الله أمر بها نبسه ليتألف قلوب أصحايه ولبقتدي به من بعده > وليستخرج منهم الرأي فا لم ينزل فيه وحي من أمر الحرب والأمور الجزائية وغير ذلك »> فغيره يلام أولى بالمشورة »> وقد أثنى الله تعالى على المؤمنين بذلك في قوله تعالى ١‏ وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون » والذين يحتنبون كبائر الاثم والفواحش »> وإذا ما غضبوا هم يغفرون » والذين استجابوا لبهم » وأقاموا الصلاة» وأمرهم شورى بينم » ومما رزقناهم ينفقون # وإذا استشارم 2 فإن بين بعضهم ما بجحب اتباعه من كتاب الله وسنة رسوله يِل أو اجماع المسامين » فعليه اتباع ذلك ولا طاعة لأحد في خلاف ذلك ؛ وإن كان عظها في الدين والدنباء قال تعالى: 8 يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر مني » فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون ,الله والموم الآخر » ذلك خير وأحسن تأوي3 » . وان كان أمر قد تنازع فيه المسامون » ينبغي أن يستخرج من كل منهم تعالى : و فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول * ان كنتم تؤمنون الله واليوم الآخر > ذلك خير » وأحسن تأويلاآ # . والتأويل فوق أنه قد يراد به تفسير الشريعة ومعرفة الأمر فمها يطلقعلى معرفة المآل *» كما قال تعالى : ف هل ينظرون إلا تأويله “؛ نوم يأتقي تأويل دقول الدين نسوه من قبل » قد جاءت رسل ربنا بالق > فبل لنا من سفعاء وض فمشفعوا لنا » أو نرد فنعمل غير الذين كنا نعمل » قد خسروا أنفسهم “وضل عنهم ما كانوا يفترون» . والتأويل هنا المآ ل بلا ريب »> وإن الآخذ بكتاب الله تعالى وسنةرسوله يِلَِوٍ وبالشورى في فبمها وبناء المصالح الدنيوية عليها مزغير خلع للربقة » ولا خروج عن الجادة المستقيمة ينتهي بالمسامين الى أحسن مآل وإلى خير حال » وإنه بضدها تتميز الأشاء» لقد جعلنا القرآن مبحوراً» وتر كنا سنة الني ملاع وراء ظهورة » فالتقمتنا أفواه الشر ٠وتوزعنا‏ الظالمون في الأرض وصصرنا فرصة المنتهزين > يتسابتى أعداء الله تعالى وأعداء الحى الينا ليستذلوة » ونحنالآعزة يكتاب الله تعالى وبديننا « ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين » . "144 20 الشور ىأسام رايا يليام و .م١‏ - إن الجامعة الإسلامبة يحب أن تبنى على الشورى » لآنها الأصلني كل أمر جامع لاساءين » لآن الحسي الإسلامي » لا يقوم على أساس افناء الواحد في الماعة » حيث لا يكون له رأي في تكودنها > وإِنما يقوم على أن المجاعة القوية هي التي تتكون من آحاد اقوياء » فالبناء القوي لا يبنى إلا من لبنات قوية صلية » تتاسك كل لبنة مع أختبا » حق تقوم الدعائم قوية ثايتة الأركان . وإن الشورى تربي الشعور بالوحدة » وحمل التبعة » وإنه بالشورى يحس كل واحد حق الماعة عليه » وحتى الإسلام الذي أوجبه في غير شطط »2 ولا يجاوزة للحد » ولقد روي عن الني كع أنه قال : « ما خاب من استخار » ولا ندم من استشار ٠‏ فالشورى كتب الله فمها التوفيق . والاستبداد أياً كانت صورته كتب الله تعالى فمه اضعاف النفوس » وفساد المآل » ولا يمكن أن ينبض الاستيداد بأمر لا تنبض به الشورى . وإن بدا نجاح الاستيداد في أمر م الأمور 3 فإنه نجاح الى زوال ان 1 تؤدده الشعوب خلصة مؤُمنة حرة ف التأييد وإن المستبدين المخاصين 0 وقلل ما مم ينتبوة الى الرجوع الى المجاعات في مآل أمرهم » وال باوُوا مخسران مبين . ولذلك يحب لتحقيق الأمر دشأن تحقيق الجامعة الإسلامية أن يحكون الحم ني كل إقلم إسلامي حر تمام الحرية قدخلع سلطان الاجني فب هالشعب وحاكمه- يجب أن يكونالحم اين فمه قائما على الشورى » لا يستبد الحاكم بالحكوم » ولا تهمل إرادة الشعوب. لأن في ذلك إذلانها » ولا يعتز الإسلام بذليل قط © وإن الإستبداد صورة'من صور الاسترقاق » ولا يصح أن يسترق المؤمنون تحت حم الإسلام » ولا ندري بأي سلطان يفرض الحام على المحكوم حكما لا يكون مستمداً من كتاب الله تعالى » ولا سنة رسوله عمد يلع . إن مدا الذي كان يوحى إلبه كان يستشير في كل أمر لم ينزل به وحي » وذلك كا قال ابن تبمية وغيره لبعم الحكام من بعده أنه لا يستقم أمر المسامين إلا بالشورى » ولبعل كل إنسان أنه ان استبد برأيه يخطىء . وإن اصاب وأصلح »© فإنه قد أخطأ أيضاً » لأنه مقدار استبداده يكون اذلاله الشعب » وإذا ما ذل الشعب فإنه يستسلم » والاستسلام للحا كم سديل للاستسلام للاجنبي وإذا كات المستبد عادلاً » فان الإستسلام له يؤدي الى الإستسلام للظالم » ودكون من بعد ذلك الشر المستطير ٠.‏ وإن الاستبداد يمنع الأمر بالمعروف والنبي عن المنكر » وهما عماد الرأي العام الفاضل » فالاستيداد والأمر بالمعروف والنبي عن المتكر نقيضان لا يجتمعان » والامر بالمعروف والنبي عن المنكر شريعة الإسلام “ومهذب الماعة الإسلامبة وخاصتها » قال تعالى : و كنتم خير أمة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المتكر وإن الشورى ذاتها من قبيل الآمر بالمعروف والنبي عن المتكر وإذا م تكن منه » ملازمة له ٠‏ لأن المشاورة استرشاد من الحاكم للمحكوم > وهي من من النصصحة لله » ولأولي الأمر ٠‏ وإن الذي فرق الآمة الإسلامبة ذلك التفرق بعد أن جمعها الني مَلِتَمٍ هو اهمال إرادة الشعوب فقد امات القلوب »؛ واضطربت النفوس » فانصرفوا عن أن يرشدوا الحاكم» لآن شعار المستبد الغاثم «من قال اتى الله قطعت عنقه». نا وإن الذين جعلوا غير المسامين يتوزعون في الأرض الإسلامية بينهم هم الحكام المستبدون » ولو راجعت أسباب سقوط الأقالم الإسلامية في أيدي غير المسامين لوجدته استبداد حكامهم » وتفرقهم مشاعر وإحاباً ؛ وعددم إحساسهم بالوحدة الجامعة » وهذا الثاني ثمرة الأول » فإذا شعر المسم بأنه لا رأي له في أمر بلده هانت عليه إذ قد استسل لاستبد عادلاً أو ظاناً . وإننا ونحن نعمل على أن نجتمع البوم يحب أن نتفادى عيوبالماضي» وان الجسم السلم لا يستعيد قوته إلا اذا سلم من الأمراض التي اضعفته ونقي من الادواء التي أرهقته ٠‏ رقد أرهق المسامين الاستبداد » فتجحب أن يصلحوا بحم القرآن . 56١ تنيز الأ يكام الاسلاضقوام اجا » إن الجامعة الإسلامية ليست اجتاع أبدان لقوم سموا المسامين‎ - ٠١ وانما هي اجتّاع أقوام يدينون بدين واحد . فالجامع بينهم دين » ولا يمد‎ الدين جامعاً إلا إذا تحقق في ذات نفسه » وقامت دعائمه ونفذت أحكامه في‎ خاصة الآحاد » وذلك بالعبادات التبذيبية » الصلاة والصوم © وبالعبادات‎ وأحكام الاسرة‎ ٠ الاجذاعية الزكاة والحج » والصدقات والنذور والكفارات‎ التي تولى بيانها القرآن الكرم » وفصل ما يحتاج منها لتفصيل الني الأمينفقد‎ » تولى القرآن ببان أحكام الزواج والحللات والمحرمات » وحقوق الزوجين‎ وأحكام الطلاق وأحواله و1ثاره » وأحكام الأولاد من رضاعة ونفقة وغيرهما‎ وبين الني عَلِقْم احكام الاقارب وحقوقهم في ببان مجمع بين التقنين‎ . والحكة منه‎ وبين القرآن الكرم أحكام الميراث »© ول يترك فيها اجمالاً إلا قلي بينته السنة النبوية الشريفة » وهكذا كانت احكام الاسرة كلها من القرآن الكريم مع بيان السنة النبوية الطاهرة » لآن الاسرة قوام الجاعة » وامجتمع القوي ينى على أسر قوية » ولذلك كانت عناية القرآن بالاسرة » وتولى احكامها القرآرن © وبينها أكثر ما بين العبادات » لأن الله تعالى العلم الخبير الذي أحاط كل شيء علا » عل أن أحكام الآسرة في الإسلام ستكون موضع المباجحمات من لا برجون للإسلام وقاراً . ويسير اولثك وراء الدين » أشربوا حب المدنية الغربيبة »> وأرادوا أن ضارا يحملوا الاسرة الإسلامية تحم بأحكام الكندسة التي منءت الطلاق »> ومنمت تعدد الزوجات ٠.‏ وكان غريباً أن ينادي بعض المسيحيين انه لا يمنع الأسرة الأوربية من الاتحلال إلا اباحة تعدد الزوجات » واباحة الطلاق » بيئا يصك آذانهم ذلك النداء » ويستحاب له هنالك نحد منالمافرنحين هنا من يلحون في ضرورة تقسد تعدد الزوحات أو ملعة » وتقسد الطلاى أو منعه 8 المعاملات : ٠,‏ - وفي المعاملات المدنية المالية يحب أن يكون الإسلام هو الذي يحكم بالقرآن والسنة » فأحكام العقود ٠‏ والحقوق والالتزامات يحب أن تسن تحت ظل القرآن > ملا تككون العقود الحرمة . في القرآن والسنة » فلا تباح العقود الربوية في المبوع » فربا المبوع حرام بالسنة لما ورد في كتب السنة الصحاح . والذهب بالذهب مثلاً يمثل يدا ببد ٠‏ والفضة بالفضة مثلاً يمثل بدا ببد والبر بالبر مثلآ يمثل بدا ببد ‏ والتمر بالتمر مثلا » يمثل بدا ببد » والملح بالملم يدأ يبد وفي رواية الشعير بدل الملح . الى آخخر ما ورد في ذلك من أحاديث تؤكد هذا الممنى » وببان للفقباء في علة النحريم المطردة التي يبني عليها القياس في غيرها . وربا الببوع هذا ثبت تحريمه بالسنة © أما النوع الآخر من الربا وهو ربا الجاهلية ؛ وهو ربا الديون > وهو الزيادة في الدين في نظير الزيادة في الاجل» فإن تحريمه ثبت في القرآن الكرم ابتدأ تحريمه في مكة © فقد قال تعالى في سورة الروم المكبة “9إوما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فاولئك هم المضعفون "> »4 ونزل التحريم القاطع في القرآن الكريم بعد الهجرة النبوية » فقد قال تعالى : 8 يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة » والربا هو الزيادة » ولا شك أن م نككرار الزيادة سئة بعد سنة يضاعفها اضعافاً مضاعفة فالمضاعفة في الزيادة لا في أصل الدين كا فهم بعض الذين يأخذون بالألفاظ الظاهرة من غير تمحيص لعناها » وتعرف دقيق لمناها » ولا حاولة لإدراك الحكة من تحرم الربا . ولقد حاءت من بعد ذلك نصوص قاطعة في التحريم » قال تعالى : الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كا يقوم الذييتخبطه الشبطان من المس » ذلك يأنهم قالوا انما البيع مل الريا » وأحل الله البيع وحرم الرا نمن جاءه موعظة من ربه فانتبى فله ما سلف وأمره إلى الله » ومن عاد فأولئك أصحاب الدار ثم فبها خالدون يمحق الله الريا ويربي الصدقات ٠‏ والله لا يحب كل كمار أثم ؛ ان الذين آمنوا وعملوا الصالحسات وأقاموا الصلاة وآ توا الزكاة لهم أجرهم عند رهم » ولا خوف عليهم » ولا هم يحزنون » با أهسا الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بتي من الربا إن كنتم مؤمنين ٠‏ فإن م تفعلوا فأذنوا حرب من الله ورسوله » وإن تبتم فلكم رؤوس أموالج لا تظامون ولا تظامون » وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة » وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعادون » واتقوا يوم ترجعون فمه إلى اللدثم توفى كل نفسما كسبت» وم لا بظامون # . هذا نص قرآني قاطع في تحريم ربا الديون » وهو ربا الجاهلية » وقدسئل الإمام أحمد بن حنبل ما الربا الذي لا يسم مسالا أن يجبله : قال رضي الله تعالى عنه أن تعطي الرجل دينا » وتزيد في الدين نظير الأجل » ولككن ناسأ من استهوتهم المدنية الاوربية بعجرها ويحرها قد حسيو! أن نظام الفائدةيقوم عليه النظام الاقتصادي في العام ؛ فكيف غرمه» وينسى اولك أنالاستعمار الأوربي كان يدخل وراء الربا » وأن الرب! نظام عودي * وأنت الاستعمار يتخذه ذريعة لمآربه لدخوله أي بد اسلامي. تمصر احتلت بالربا ويلادافريقيا كلها وبعض آسما كان الريا فيها أحبولة الشيطان التي اصطاديها ملوك المسادين وحكامهم وقد يقول قائل المقلدين للفرنحة كيف نتخلص من الريا » وقد سال "64 سيله » وعم > ونقول لهم قد تنبأ النى َلك بذلك »© فقد روى الإمام احمد بن حنبل عن الني عِلِتْهْ انه قال : « يأتي الناس زمان يأ كلون فيه الربا » قيل الناس كاهم يا رسول الله ؟ قال النبي الكريم : من ل بأ كله ناله غباره 6 . وان ذلك من دلائل النموة» فإن هذا هو زماننا الذي ابتلمنا به والذيتفرقنا فبه » وأكلتنا ذئاب الأرض وانه إذا كنا نحرم الربا في كل صوره » فانا ايضاً نحرم القمار والميسر في كل مظاهره فقد وجدنا عقود القمار التي تسمى التأمينات التي تعقد بينالآحاد والشر كات تسير مع الربا جنبا لجنب © وهو يلازمها فعقود التأمين على على الحياة » وعقود التأمين على البضائم من القبار » وليس منه التأمينات الاجتاعية التي يتضافر فبها جماعة من الناس في ظل الدولة» أو بتنظممها فيأن يكفلوا لكلمنتهلكبضاعته »أوتذهب نفسه ويترك عبالآضباعا»على أن يؤديكل واحد جزءاً من المال بشكل رتبب شهري أو سنوي » وأن تكون الفائدة للمجموع تصرف من هذه المصارف »2 والسارة على المجموع» فإن ذلك تعاون» والله تعمالى يقول :‏ وتعاونوا على البر والتقوى » ولا تعاونوا على الإثم والعدوان © . وقد يقول قائل إن النظام الاجتاعي يقوم على الاقراض »2 والاقتراض » ولا يتم ذلك إلا بالفائدة وإن التأمينات بكل صورها ضرورات اقتصادية » ولا مناص منها » فكيف تريد أن جهمل ذلك الجامعة الإسلاسة إهمالا » إنها بذلك تهدم البناء الاجتاعي »2 ولا يمكن أن تقوم مدنية بغيره إسلامية كانت أو غير إسلامية » ونحن نقول في الجواب عن ذلك : إننا نريد مدينة فاضلة تخاو من سحت الفائدة وسحت القار معاً » وليس فمها خير لا يمككن أن يتحقق من دونها » فإذا كان الشر ينتج خيراً » فالخير لا ينتج إلا خيراً وهو خير لا يشوبه شر . وإذا اريد نظام إسلامي » فإنا نقيمه على أساس التعاون > ومصارف تان الإدخار التي يكون نظامها قامًاً على التعاون بين المقرضوالمقترض» بينالممرف ومن يعامله » فإن خسيرا خسيرا معا وإن كسنا كسبا معا . ومكون منه التأمين على البضائع ويكون منه القرض الحسن الذي لا فائدة فمه » ولا ما يشبه الفائدة . وأما التأمين على النفس فمكون بالتأمين الماعي الذي هو التعاون على الصورة التي ذكرتاها وفي الملة نريد أن تكون الجامعة إسلامية في نظمها “وفي احكامبا وتأليفها . الزواجر الاجتاعية : » ونقصد بالزواجر الاجتّاعبة العقوبات التي تككون مجحوار الجرائم‎ - ١٠ : ونقول في دلك‎ لقد د الإسلام حدوداً ووضع نظماً للعقوبات » وتولى القرآن الكريم ببانها » وببان نوعبا » ومقاديرها » واوجب على القائٌين على الأمر تنفيذها. وقد أوجب الله سبحانه وتعالى القصاص »> وذكره على أنه شبريعة ثابتة في الديانات السماوية كلهاء وجعل ذلك علاجاً للنفس البشرية التي من طبعهاالحسد» ويدفعها الحسد الى ارتكاب الجرائم» والاعتداء » وذكر قضة ابني آدم إذ قتل احدهما أخاه لآنها قربا قربانا » فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخرء و لنترك القول لبان الله تعالى في كتابه > إذ بقول تعالت كلماته : ش واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق » إذ قربا قربانا » فتقبل من أحدههما » وم يتقبل منالآخر » قال لافتلنك » قال : ا:#ا يتقبل الله من المتقين » لثن بسطت الي يدك لتقتلني ما أنا بباسط بدي اليك لأقتلك الي أخاف الله رب العالمين » اني أريد أن تموء باثئمى وإثمك » فتكون من أصحاب النار » وذلك جزاء الظالمين » فطوعت له نفسه قتل أخه فقتله ٠»‏ فأصبح من الخاسرين » كه؟ فبعث الله غراباًببحثفي الأرض ؛ ليريه كمفبوارى سوءة أخمهكقال با ويلق أعحزت أنأ كونمثل هذا الغراب“فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين». هذه جرية ترتبت على الحسد» وهي تدل على أن الحسد يدخل حت في ممدان التقرب » وانك لترى أن أكثر الجرائم الانسانية تترتب على حسد في النفس »> يترتب عليه حقد كمين يدفع إلى الابذاء » ولذا قال سبحانه بعد أن قص ذلك القصص الحكم : «إمن أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحماها فكأنما أحيا الناس جميما » واقد جاءتهم رسلنا بالبينات » ثم إن كثيراً منهم بعد دلك في الأرض لمسرفون © . ولقد قال سبحانه وتعالى 8 ولكم في القصاص حياة با أولي الألباب 4. وجاء النص بالقصاص في الاطراف والجروح مع القصاص في النفس» فقال تعالى : 8 وكتينا عليهم فيها أن النفس بالنفس © والعين بالعين » والأنف بالأنف » والأذن بالأذن والسن بالسن » والجروح قصاص »2 ففن تصدق به فهو كفارة له » ومن لم يحم بما أنزل الله » فأولئك مم الظالمون » . ولقد نفذ الي للم عقوبة القصاص في الاطراف» 5 نفذ عقوبة القصاص في النفس »2 وكا قرر القرآن . وان الإسلام يقرر انه لا يذهبدم هدرا»ولقد رويعن على كرم أللتوجيه في الجنة « لا يطل دم في الإسلام ». ولذلك شرع الإسلاء نظام القسامة » وهو أنه اذا قتل قتمل » ولم يعرف قاتله حلف من أهل الحي أو القرية التي وجد فيها القتيل خمسون من أمل . العدل والثقة » يحلف كل واحد أنه ما فته » ولا يعل له قات » فإذا حلفوا كانت الدية لأولماء المقتول » بأخذونها من بيت المال » على أساس أنه واجب الدولة أن تحافظ على الدماء » وما كان القتل الذي لا يعرف فيه القاتل إلا اه 1 الوحدة الإسلامية )١١(‏ بتقصير من الدولة » فحق عليها أن تضمن دية من قصرت في حماية أرواحهم وهم في رعايتها » أو من أهل الحي . وأما أن تؤخذ من أهل الحي فلأنه يحب عليهم أن يتعاونوا في مقاومة الجرائم » ورعاية الأخمار » والضرب على أيدي الاشرار » وذلك من قبيل التعاون على البر والتقوى » وكل تعاون على الفضملة ومحاربة الرذيلة تعاون على البر والتقوى وهو مطلوب » والسككوت عن هذا التعاون يككون إهمالاً لأمر واجب الأداء على أن كل مجرم أو قاتل يكون معروفاً في قريته أو الحي الذي يسكنه في مدينة» فلا يمكن عادة أن تحبله خسون من العدول»ويكون الجاني قد عرف من غير تحسس ولا تتيع للعورات © ولا فتح باب للنمسمة والسعاية والفساد . الحدود : ٠4‏ - هذا بالنسبة للقصاص » وهو العقوبات الى يكون الاعتداء فمها على حقوق العباد » أو التي يكون فيها الاعتداء على حق للعباد غالب . وأما العقبات التي تكون حقا لله تعالى فبي التيتسمى في الاصطلاحالفقبي بالحدود » والفرق بينها وبين القصاص أن القصاص قابل للعفو » بل حبباليه القرآن الكريم في قوله تعالى في ختام آية القصاص : «ؤفن تصدوبه فبو كفارة له © وقوله تعالى : © فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء اليه بإحسان # أما الحدود فانه لا يحري فيها العفو لأرن ولي الأمر هو الذي يتولاها » وهي .حت لله سبحانه وتعالى »ولآن إقامتها عبادةوالمفو فبها يكون تخلياً عن العبادة » واقامتها قيام بواجب الأمر بالمعروف والنبي عن الماحكر فجراتم الحدود منكرات * وانكار العقوبة عليها إثم » وقد وضع الله تعالى هذه العقوبات » فلا يجوز لوال أو إمام أن يتخلى عن القيام بها“وهذهالحدود حاربة للرذائل » وتحاربة الرذائل واجبة على أولي الأمر في المسامين » ولقد "4 قال الني عَِلِقَه : « من رأى من منكراً » فليغيره ببده » فإرن م يستطع فبلسانه » فإن لم يستطع فبقلبه » وذلك أضعف الايمان » ولا شك أن ولي الأمر هو أقدر الناس على التشير ببده . والتغمير بالد له صورتان : الصورة الأولى المنم من الفعل عند الهم به » وأخذ السبيل إليه وذلك عمل والي الحسبة » فهو الع وقوع الجراثم قبل وقوعبا » فإذا وقعت أخذ بصاحبها الى القضاء لمنفذ حم اشتعالى فبه . والصورة الثانبة أن يحم عليه بالحد الذي وضعه القرآن الكريم »© وبينته السنة النبوية»وهو العقوبةالتى قررها القرآن لتكون حداً بين الفضيلة والرذيلة» وبين الصلاح والفساد ؛ وقد طالب الني عِلِتمٍ باقامة الحد إذا ظهرت الجريمة من غير تحسس »> ولا فتح باب للسعاية والنسيمة ولذلك يقول ملف : ديا معشر الناس من ارتككب شيا من هذه القاذورة فاستتر فهو في ستر الله تعالى » ومن أبدى صفحته أقمنا عليه الحد » . وإن الحدود هي حمى الله تعالى » ومن حام حول المى أوشك أرنف بقع فيه . إننا لن نكون أمة إسلامسة إلا إذا اقمنا حدود الله » وحب أن تككون سياسة الجامعة الإسلامية في محاربة الفساد » قائمة على تنفيذ هذه الحدود التي لا مناص من تنفيذها » ولا سبيل لتركها وراءتا ظبريا »© م هو الحال الآن » إلا أن بعض الأقالم الإسلامية تقول انها تقم الحدود» وتنفذ الأحكام الشرعية جملة وتفصيلآ » وان صح أن هذا الاقلم أو غيره يق الحدود وينفذ الشرع فما يتعلق بها » فانا نرجو أن يكون ذلك حك عام)» لا هوادة فبه » لأننا إذا لم نقم الحدود ل يكن يجتمعنا اسلاميا» ولا تتكون قطجامعة اسلامية » لأن الجامعة كبان معنوي » وليست تجمعاً مادياء والاجتاع الممنوي لدان يحب أن تقوم فيه الرابطة المعنوية » وهي الدين» وأحكامه المستمدة من كتاب الله تعالى » وسنة نمه يلم والحدود كالقصاص ثآبتة بالنصوص » ولا مصدر لها إلا الكتاب ؛ تعرض القرآن لما جميعا»وعين العقوبات في أكثرها» و حددت السنة الباقي » وكان أصل تحر الجرائم في القرآن > فالسنة النبوية بينت أثر الجرعة » وما برتبه الشارع علمها في الدنيا . ه١٠‏ - والحدود التي نص القرآن على عقوبتها حد الحرابة أو قطلم الطريق » وحد السرقة » وحد الزنى » وحد القذف > واللمان إن" علد" حداً > والبغي . : والحدود التي بينتها السنة حد شرب الخمر » وحد الردة . وحد الحرابة ثدت بقوله تعالى : < ءا جزاء الذين يحاربون الله ورسوله » ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيدهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لحم خزي في الدنيا » وهم في الآخرةعذاب عظم > إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم »# وهذا الحد للذين ينتقضون على النظام العام في الداخل » ويخرجوتف بقوة لمغتصبوا الناس أموالهم © ويقتلوا حيث يكونون في مأمن من أن يغيث فريستهم مغيث »© ويسمون قطاع الطريق وتكون لهم قوة في افسادهم واكثر الفقباء يحصرون المجرمين الذين يعاملون هذه المعاملة فيمن تخرجون لأخذ المال سرقة أو اغتصاباً » أو يقتلون الآنفس في جمم قوي »2 يغالبون به قوى الدولة ويعمم الامام مالك جراتم هؤلاء المجرمين فبشمل اسم الحرابة » من يحتممون في قوة لتك الأعراض أو الاتجار فيها وفي المحدرات وانهم يشهون في الجلة العصابات الامريكية التي تضيق الدولة الامريكية بقضها وقضمضها .هم>» وقد عالجهم الإسلام بتلك العقوبات القاسية التي تحعلهم عبرة الممتبرين . نعم انها عقوبات قاسية » ولكنها زاجرة رادعة» وهي تتكافأ معجرائهم لأنهم يقضون أمن الدولة » وفريستهم الوادعون الذين لا حول لهم ولا قوة 1 ومع وجودم لا أمن ولا سلام » ولا تستطيع الدولة تمكين الناس من أرنت يعدشوا في سلام في حلهم وترحاهم » والحد الثاني وهوالسرقة ثبت بقوله تعالى والسارق والسارقة فاقطعوا أبدهما » جزاء بما كسما نكالاً من الله © والله عزيز حك » تمن تاب من بعد ظامه » وأصلح فان الله يتوب عليه » ان الله غفور رحم © . وان العقوبة يلا سك قاسية » ولكن يلاحظ أتهبا فيمن يسشادون السرقات بدليل سقوط العقاب بالتوبة على ما فهم من اقتران التوبة بالعقاب احمد بن حنبل وبعض الشافعية وروي منسوباً للشافعي » وهو ما نمل المه» ويلاحظ أن الني عتم قال : ادرؤوا الحدود بالشبهات ما استطعتم» وإننا لو احصمنا ما اتفق على قطعه الأثمة من الفقهاء » لوجدة أنه لا يبلغ نصف العشر من السارقين > ولكن قطع يد واحدة في اقلم يكفي لردع السارقين » وتقليل هذه الجريمة إلى حد ألا تكاد تحكون »2 واعتبر ذلك يحال الحجاز الذي يطبق فيبا هذا الحد . والحد الثالث حد الزنى » وقد ثبت بقوله تمالى : 8 الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منها مائة جلدة ولا تأخذك بها رأفة في دين الله » إنف كنتم تؤمنون ,الله والبوم الآخر » وليشهد عذابها طائفة من المؤمنين» الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة » والزانية لا ينكحما إلا زان أو مشرك > وححرم ذلك على المؤمنين »© . وإن العقوبة التى قررها الله سبحانهوتعالى في ذلك الحد 2 إنما هي لسكون الجتمع فاضلا » ولبعيش في ظل الفضية ولبحفظ النسل » ولكيلا تفسد الانساب » ولكملا تعم الرذائل . والكلام في ذلك مفصل في الكتب التي بينت هذا "١‏ . لكض والحد الرايع حد القذف »© وقد ثبت بقوله تعالى : «1 والذين يبرمورنف الحصنات ثم م يأتوا بأربعة شبداء فاجلدوهم ثمانين جلدة» ولا تقبلوا لهمشبادة أبداً » وأولئك مم الفاسقون » إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا» فإن الله غفور رحم» وإن هذا جاء عقب ببان حد الزنى © وذلك لبحمي الجتمع من الترامي بالفحشاء » ورمي الحصنات الغافلات بالفاحشة» وإذا شاع ذلك فسد امجتمع » وهانت الرذيلة على النفوس » فأقدم علبها من كان يتصون عنها»ولقد جاء في القرآن في سباق بان الافك الذي افك به على أم المؤمنين عائشة إن الذين يحبون أن تشبع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب ألم في الدنيا والآخرة » والله يعلم وأنتم لا تعانون# ويقول سبحانه وتعالى في هذا السباق أيضاً : © إن الذين يرمون الحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة "١‏ # . وإن الذين بروجون الفسى في أزمان الانمحراف يتخذون من القذف ذريعة لمآريهم > وإنه حمما انتشر الزن في أمة » أو استهان الناس بأمرهء لازمه الترامي به » وفسد الجو » وكان الرأي العام فاسداً مرذولا وم يكن فاضلا مقبولاً » وإن الرأي العام الفاضل .بهذب النفوس ‏ والرأي العام الفاسد يحبي الرذائل » ويحركض علبها » ويستغل الناس فيه داعي الخير »ثم يستحى اللعنة التي ذكرها الله تعالى لبني إسرائيل » إذ قال تعالت كلف 7 : : ل لمن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى بن مريمذلك بما عصوا وكنوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه » لبئس ما كانوا يفعلون » . والحد الخامس عند من اعتبره حداً اللعان » وقد جاء كشعبة من القذف ©» فحد القذف يكون إذا رمى بالزنى امرأة ليست زوجته » أما اللعاذفنكون إذا رمى زوجته » وبقول قنه سبحاته : « والذين برمون أزواجهم ؛ وم يكن هم شيداء إلا أنفسهم “ فشهادة أحدهم أريع شهادات بالله 0 إنه من . الكتاب المذكور‎ )١( خض الصادقين » والخامسة أن لعنة الله علمه إن كان من الكاذيين » ويدراً عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بلله إنه لمن الكاذبين » والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين »© . هذا هو اللعان » وإذا تحالفا » فرق بينها تفريقاً أبديا إلا أن تكذب نفسه »> وبعض الفقباء قال : لا يعودان » ولو كذب نفسه لأن الثقة بين الزوجين قد فقدت » والعلاقة الزوجمة قائُة على الثقة والمودة ولا يمكن أن تنحقق المودة إلا مع الثقة » « وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته ١»‏ . حد البغي : وهذه حدود خمس قد ثبتت بالقرآن “وقريب منها في الثبوت حد المغي» وهو يمنا في بحثنا بالنسبة للجامعة العربية » وقد ثبنت جرة المغي في قوله تعالى :‏ وإن طائفتان من الممنين اقتتلوا فأصلحوا بينها » فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى »> حقى تفىء إلى أمر الله » فإن فاءت فأصلحوا بينها بالعدل » وأقسطوا إن الله يحب المقسطين » إنما المؤمنونإخوة فأصلحوا بين أخويم » واتقوا الله لمل ترحمون » . ويحب أن نقف عند هذه الآية وقفة قصيرة وننبه في م ذه الوقفة إلى أمرين : أحدهها ‏ أن الفقباء يفرقون بين المغاة » وقطاع الطريق أو أهلالحرابة أن أهل الحرابة بريدون الفساد لذات الفساد»من غير أن يعتمدوا فيخروجهم على تأويل ديني » وهم لا بريدون السلطان» انما يريدون السلب والنببوالقتل فهم يحرمون »> قد وجد فيهم الاتفاق الجنائي . أما البغاة فإنهم يخرجون بتأويل » ولا بريدون القتل والسلب » وانتهاك الحرمات 2 إنما بريدون أن يجعلوا لأنفسهم سلطاناً » وقد يخرجون باجتباد » . الكتاب الملذكور‎ )١( رض وقد يخرجون طالبين للسلطان» وقد نص القرآن على ذلك وهو أنه على جماعة المسادين فرض كفاية أن يصلحوا بينهم » فان عجز أهل الرأي من الماعة عن الاصلاح فانه يكون على الماعة ممثلة في قوتها أن تقاتل البغاة لأن خروجهم يككون فتنة » والفتنة تقمع بالسيف . الأمر الثاني أن هذا النص الكريم برشدة إلى ما حب أن تتبعه الجامعة الإسلامية بالنسبة للذين يبغون على طائفة من المؤمنين بغير الحتى » فإن هذا البغي يككون موجبا إلى احدى الطائفتين ابتداء» وهو في نهايته يكونموجباً إلى الجامعة الإسلاممة كلها . ولذلك يككون عليها أن تبتدىء بالاصلاح بين الطائفتين » فإن استمر البغي ٠‏ أو تبين بغي إحداههما > فإن على الجامعة أن تقاتل الباغية حتى تفيء إلى أمر الل» فإن فاءت » فإن على الماعة من بعد ذلك أن تعمل على مضع القلوب التي تنافرت » والنفوس الت تدابرت > وذلك بالتأليف والتقريب » ولذلك قال سبحانه وتعالى :ل فإن فاءت فأصلحوا بينها بالعدل » وأقسطوا إن الله يحب المقسطين 4 . وإن النتيجة الموّ كدة لذلك أن يكون للجامعة الإسلامبة قوة رادعة » ترد بغي الباغي وتنصف المظاوم وتّنع التقاتل بين المسامين بعضهم مم بعض » لكي يتحقق نص الآية ويتحقق قوله عَلِفَعٍ : « المسامون تتكافا دماوهم “ويسعى بذمتهم أدناهم وم د يد على من سواهم » وقوله عات : المسم أخو المسل لايحقره» ولا يظاه » ولا يسامه ولا يخذله » ومن كان في عون أخنه كان الله تعالى في عونه ». ٠9‏ - وهناك حدان آخرارن ثبت مقدارهما بالسنة »2 ولكن أصل التحريم الذي هو أساس التجري قد ثبت بالقرآن وهما حد الشرب وححد الردة فسرب المر ثب تتحريْه القاطعالذي لا بجال للريب فيه بالقرآن إذ يقول سبحانه تعالت كلاته : 8 يا أا الذين آمنوا إنما الخمر والميسر » والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتذوه لعلك تفلحون » إِما يريد الشبطان لض أن يوقم بينم العداوة والبغضاء في المر والميسر > ويصدم عن ذكر الله وعن الصلاة فبل أنتم منتهون » أطيعوا الله وأطبعوا الرسول »> واحذروا » فإن تولمتم » فاعاموا أنما على رسولنا البلاغ المبين#» فبذا النص قاطع في التحريم » وقد تولى النبي يِل ببان مقدار الحد ونوعه » فققد روي أنه ضرب شارما أربعين نعلا » فقدره بعض الفقباء بؤانين ضربة 2 لآن النمل جزءان > وقدره يعض الفقهاء بأربمين على حسب ظاهر اللفظ © ورأى على بن أبي طالب أن يكون ثانين جلدة آخذاً ذلك من النص ومن اجتباد فقبي > فقال إنه إذا شرب هذى » وإذا هذىافترى » وحد الافتراء ( أي حد القذف ) ثمانون - فحد الشرب بهذا القماس العلوي ثمانون . ولقد روي أن الني يلقو قال في .ثأن شاربالخر « إذا شرب فاضربوه » فإدا عاد فاحلدوه فاذا عاد فاقتلوم 86 وقد روي أن بعض المسامين قال للني عمللقَعٍ : « إننا نعيش بأرض برد » ونستدفىء بالخمر أفتشرب قال : لا * قالوا إنهم لا يطبعون فقال عليه السلام وفي الحديث الأول نراه يلم تدرج في العقاب » فجعل عقاب أول مرة بالضرب فإذا عاد كان الجلش. » فإذا عاد الثالثة كان القتل » لأن ذلك جحود بالتحريم فاشبه الردة . ١‏ وفي الحديث الثاني كان قتالهم لآنهم ححدون » ويحادون امر الله وطاعة الرسول . | ٠١‏ - الردة هي الخروج عن الإسلام » والإسلام لا يككره الناس على الدخول فيه فالقرآن الكريم ينفي الاكراه في الدين » وينبى عنه > ققد قال تعالى : 8 لا إكراه في الدبن»قد تبين الرشد من الغي © من يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله » فقد استمسلك بالعروة الوثقى » ويقول تعالىمخاطبانبيه : «إنك 356 لا تهدي من أحببت ولكن الله .هيدي من يشاء» » ويقول سبحانه : 8 أفأنت تكره الناس » حق يكونوا مؤمنين # . ولككن من دخل في الإسلام لا يخرج » لآنه لا يمككن أن يكون قد دخل بنيته مخلصاً ثم يخرج > إنما الذي يدخل ثم يخرج > هو من يظبر الإسلام ثم يخرج منه توهينا لشأنه » ولإمهام الناس بأنه لا يتبعه لآن الحق في غيره »وقد حدث في صدر الإسلام يوم أن صارت كلة الله تعالى هي العليا » وصار هذا الدين الكريم دين أهل القوة والغلبة أن دخل الناس فيه أفواجاً » ومنهم من دخل » وقلبه مطمئن بالإيمان » ومن دخل اتباعا للقوة رغبا ورهباً > ومنهم من دخل في الإسلام ليفسده على أهله > فكانت حماية العقيدة » وحمايةالإخلاص في طلبه توجبان أن يدخل حراً » وتوجبان أن توصد الآبواب على من اختار الضلال على الهدى » والنفاق على.الإعان » فكانت العقوبة الشديدة الرادعة التي تحمل من يريد الدخول في الإسلام على أن يدخل مؤمنا 2 وكان عليه أن يقدر الخروج قبل الدخول . لذلك كان العقاب الشديد الرادع الزاجر » وهو القتل للرجل »> والجدسس حتى تتوب للمرأة . وكانت شرعبة هذا العقاب بقول الني عَِلَِمٍ » فقد قال عليه السلام :«من بدل دينه فاقتلوه » . وقوله يلتم : « لا يحل دم امرىء مسم إلا في إحدى ثلاث : النفس بنفس »2 وزنمة ثسب »© وردّة بعد إمان » . وقد قاتل أبوبكر الصديق المرتدين » وم ينكر ذلك عليه أحد من الصحابة » بل اشتركوا معه وعاونوه » وردّوا الردة في كل أنواعها . قد يقول قائل : إن ذلك لغرض الطاعة » وانهم قد خرجوا على الدولة » فح عليه أن يحملبم على الدخول في الطاعة ولزوم الماعة » ولذلكقال لهم: « إما سم محزية » وإما حرب مجلية » . لض وذلك حق لا ريب فيه » وكا أنه يدل على ذلك يدل أيضا على أن القاثون النظامي للدولة الإسلامية الذي يعد أساساً لقيامها هو الإسلام » وهو الرابطة الوثيقة التي تربط أجزاءها آحاداً وأقالم » وكل دولة تعد الخارج على قانوتها المنظم ها خائنا أو خارجاً » فيحل قتله . والإسلام في قتله المرتد لا يخرج عن ذلك . وأولئك الذين يقولون إن قتل المرتد ضد حرية الدين نقول الهم غير مترددين إن قتل المرتد بعد استتابته هو من قبيل حرية التدبن » وان تكون حرية سليمة قائمة على إدراك الحقائق » انها لمنع التلاعب بالأديان واتخاذنما هزوا ولعبا » مما يؤدي إلى اضطراب في تطبيق القوانين » واضطراب في الأسرة . واعتبر ذلك محال الملاد التى أهملت عقوبة الردة » فقد صارت الأمور فيها إلى فوضى » يريد رجل أن يترك امرأته » فبدخل في الإسلام لأنه بييح الطلاق » ثم يطلقبا وهو ما دخل في الإسلام حقيقة وانما أعلن ذلك ليقضي لبانته » وقد ضج المندينون من ذلك . ولو كانت العقوبة الإسلامبة تطمق ما ظبر ذلك الفساد » ولا اضطربيت الاحوال ذلك الاضطراب ؛ وما اتخذت الأديان هزواً ولعنا »> وقد اقترحنا علاجاً فمذا الفساد أن أوضع عقوبة أبا كانت » وإن كنا نرى أن عقوبة الإسلام هي الأردع والأمثل . احكام القرآن والسنة تعم البلاد الاسلامية : م١‏ - إن الاحكام الثابتة بالقرآن والسنة » سواء أكانت لتنظالعلاقات بين الناس » أم كانت للزواجر الاجتاعية واجبة فكل حم ثابت بالقرآن أو السئة يحب أن يكونفيضمن النظامالعام الذيلا ختلف فيه أقلمعناقلم “فلايصح أن يحرم اقلم الربا » ويسيحه اقلم آخر » فانه حينئذ لا تككون جامعة يلض اسلامية » لآن أساس الجامعة الإسلامية هو تنفيذ أحكام الإسلام جتمعين لا متفرقين »> وإلا كانت الفرقة أشد وأقوى » لأن مؤداه أن بعض الشعوب الإسلامية تكون مستبيحة ما حرم الله > والأخرى طائعة » ولا اجاع بين عاص للاسلام وطائع له » وإن الذين غلبوا على ديارة من الفرنجة وغيرهم هم الذين سبلوا لابنائنا الخروج على المبادىء الإسلامية لبلتهمونا» ولمفرقوا دينناء ويفسدوا أمرن » وما جمعه الله تعالى لا يقل التفريق وما فرقه اعداء الدين لا يقبل التصديق . هذا بالنسبة للاحكام التي ثبتت بالكتابوالسنة ؛فإنه لامراء فيعمومتطبيقها نما الذيقديكون الحم فيهفياقلمغيرهني اقلم “فبو فباوراء الككتاب والسنة من اجتهاد في أبواب التعزير » وما تقوم عليهالمصالح فيالمعاملات فإن كل اقلم أدرى بمصالحه » بشرط ألا يخرج عن نص شرعي » أو يخالف ما عل منالدين بالضرورة وما انعقد عليه اجماع المسامين مما .حرمه الدين أو أباحه ونص على أنه حلال > فا جاء النص بأنه حلال لا بجال لتحريه » حتى لا بيقع في النبي في قوله تعالى : 8 ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب » . «م؟ - ومن الناس من يثيرون اعتراضا تحت تأثير الأفكار الأوربية التي تهاجم الإسلام » فمقولون إن الضمير العالمي » لا يقبل تشويه الاجسام بقطع الابدي والأرجل من خلاف » أو بصلب الجناة » فان ذلك تعذيب للبشر » وهكذا .... برحمون الجناة » ولا يرحمون فريستهم »2 ولقد رد عليهم النبي كلقع يقوله : « من لا برحم لا برحم » ورد الله تعالى عليم في حلد الزاة » بقوله تعالى : © ولا تأخذم بها رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بلله واليوم الآخر # . ونقول ما هذا الضمير العالمي أهو الضمير الذي أباح سفك دماء الأبرياء » أم هو الضمير الذي سوغ اخراج المؤمنين من ديارهم وأموالهم يأ كلهم العري لضن والجوع » وأن لا مأوى لمم . إنه لا يوجد ضمير عالمي يستنكر المنكر»ويقر العدل وينع الظل » إنما هو قانون الغابة الذي لا يرعى إلا ولا ذمة > ولا خلقا ولا فضيلة . وإن قطم الإيدي لا يوجد تشويا بل ينع الجريمة » وم من أيدي نساء قطعها السراق ليأخذوا حليها » وكم جرية قتل وقعت في السرقات باكراه» وكم أجسام شوهت في سبيل كال جرية » إن كل ذلك يقع يسبب جرعة السرقة » فبل تشويه الأجسام يساح للمجرمين » ويحرم على العادلين الذين بريدون أن ينعوا الفساد ؟ وأولئك الدب بن يستكثرون عقوبة الحرابة للعصابات نسأهم ٍ انتبكت العصابات الحرمات ف المدن الأمريكية الككبرى » حتى أن قائل الأمريكارنف يقول إنبعض العصابات لها ميزان من المال يبلغ في مقداره موازنة الولاية التي تعيش فها تلك العصاية ٠.‏ إننا في هذا المقام نتصح أمريكا أن تأخذ محم القرآن > فإن تنفيذه في واحدة منها يقضي على جميعها » ولكنهم تعودوا أن يدافعوا عن الجريمة » ولا برتضوا الفضملة ؛ ولو أكانت علاجاً لداء عن دم » كشأن كل من استمرأ الشر واستطابه » فإنه لا يذوق الخير ولا يستطببه . إننا ضعفنا واستخذينا عندما كنا نسترضى أعداءنا على حساب الدين والقرآن » فصرن نهبا مقسوما » يتقاسمنا الأعداء » وتنوشنا ذثاهم . ألا فلترجع لديننا » ولا يصح أن تكون جامعة الإسلام مستمدة للأحكام من غير الإسلام » ولا نستمد الأاحكام من الإسلام » إذا جعلنا القرآرف مبجوراً » وإذا كان قائلهم بقول « إذا كان القرآن في الأرض قلا سلام » » فنحن نقول مقالة القرآن ما دام القرآن قامًا يطاع في مكه » فالسلام يقوم» ولا استسلام في الأرض إنما نصر الضعفاء » ودفع الظلم > وسيادة الفضيلة » ونقول للذين يريدون إرضاء أعداء الإسلام باسم الضمير العالمي > وخشية ملام 55 الناس نقول لهم : أتخشون الناس » والله أحى أن تخشوه » توبوا إلى الله » وساهموا في بناء الوحدة الإسلامبة » ولا تحكونوا معاول هدم في بتبانها » وتعاونون أعداء الله وأعداء الحق في تقويضها » كا كانوا » وكا هم كائنون . وم( - وقد يقول قائل : إننا إذا جممنا الأقالم الإسلامية في ضل القرآن والسنة » فبأي المذاهب تكون الجامعة © وما القانون المسطور الذي تنفذ أحكامه ؟ إن الناس الآن لا ضعون إلا لقانون مسطور » فلس لدى كل إنسان من عامة الناس القدرة على فهم نصوص القرآن » وجمع المروياتعن رسول الل مل » فإن ذلك اجتباد » ولا بد أن يكون الاجتباد لأهله من أهل العم بالقرآن واللغة والسنة » ومن لهم قدرة على الفهم © والاستنباط » ولدس ذلك متوافراً إلا للخاصة من أهل الذكر »ولقد كان منذ عصر الصحاية رضوان الله تعالى عليهم أجمعين فيهم الجتهد الذي يفت كعلى بن أبي طالب » وعمر بن الخطاب » وعبد الله بن مسعود » وعبد الله بن عباس » وزيد بن ثابت »> ومعاذ بن جبل »© وفمهم المستفتي الذي لدس عنده دراية هؤلاء . نما السبيل إلى قانون مسطور *؛ وما المذهب الذي مختار ؟ ونقول في الجواب عن ذلك انه قد قدمت بحوث كانت فيها دعوة لآن تكون الشريعة الإسلامية أساسا للقوانين في البلاد الإسلامية » نما نقوله الآن ليس بدعاً من الفكر » ولا بديئاً من القول نقوله » ولكنا فبه متبعون» وحن من يسمعون القول فيتبعون أخسنه»وقد دعا الى هذا الأمر مؤْتمر جمع البحوث الإسلامية في انعقادين من انعقاده . وقد حرك ذلك جمع السحوث » لاتخاذ الأهبة » فألف لجنة لتقنين الشريعة ووضعبا في قانون مسطور . وقد سنت لنفسها منهاجا مستقها قوياً . ( أ) جعلت لكل مذهب لجنة فرعية »> مؤلفة من رجال الفقه والقانون فرجال الفقه يجمعون الأحكام في المذاهب » ورجال القانون يضعون الأحكام في الصبغة القانونية » وذلك لدربتهم على هذا . جضن فاخترنا لجنة فرعبة لمذهب أبى حنيفة وثانبة لمذهب مالك » وثالثة لمذهب الشافعي > ورابعة لمذهب أحمد بن حنبل > وخامسة للشيعة الاماممة والزيدية والظاهرية والاياضية . وإن هذه اللجان تسير في طريقها قدما ٠‏ في عزية ناهضة > وقلوبمؤمنة مخلصة وإن هذه اللجان الفرعبة سارت في علبا » تكلوها عناية الله . هذا ويلاحظ أن الأكام التي دلت عليها النصوص القرآنية لا اختلاف فيها » وإذا كان اختلاف ففي دلالة بعض الألفاظ التي تحتمل عدة معمان» والقرآن حمال وجوه كلها احق “ وكلبا خير » ولا حيرة فبها » ولا ما يشبه الحيرة . وأحكام الأحاديث فوا يتعلق بالعبادات الاختلاف فيها جزئي وقليل جداً » وهو في بعض التفريعات » ولا يككون في أمر جوهري قط » إنما هو في بعض السنن في الأركان » ويعض النوافل . وإن السير في طريق امع ليس بعسير » بل هو تألمف بين مؤتلف »ولس جمعا لآمر مختلف » والله يوفق العاملين للوحدة الاسلاممة المقدسة . تقض الفساف في /جابعت الاملاميئة - إنه لا تتحقى الوحدة الإسلامية الجامعة إلا بتوجيب» النفس الإسلامية إلى اتحاه واحد > وقد بسنا ذلك فى وحدة العقمدة ؛ ووحدة الحم الإسلامي المأخوذ من القرآن والسنة > بأن يككون الجبع خاضمين لحكهاكما قال عليه الصلاة والسلام : « تركت لك ما إن أخذتم به لا تضلون من بعده أبداً » كتاب الله وسنت » ؛ فذلك هو لب الاجماع » وبغيره لا تكونف جامعة إسلامية » وسمها ما سْئْت من غير أن تكون جامعة إسلامية » بل سمها ؛ جامعة شرقبة © أو جامعة عرببة » لا تفلح جامعة من غير أن يكون الإسلام هو العروة التي تربطها ٠‏ والجانب الذي يركن البه » فالأحكام المقررة في الإسلام هي عماد الهم » ودعامته ٠‏ إن الوحدة الثقافبة تتضمن وحدة التفكير بين الأقالم الإسلامية . وفي الحق ان أصل هذه الوحدة ثابت في الجلة » ولكنه موثق يأفكار غريبة عند بعض المثقفين في الأقالم الإسلامية على مقدار تأثرهميأفكار الغرب» إذ يخلطونا بالمقائد » وانه يحب أن نقرر هنا أنه لا بوجد وحدة بين آحاد أهل دين © أو أهل مذهب اقتصادي أو اجتاعي كما يوجد بين عامة المسامين» وإخواتهم المؤمنين بشريعة القرآن . ولقد قدر لى وأنا في الندوة الإسلاميةالتي انعقدت في لاهور في آخر دلسمير سنة لام6وا » وأول ينابر سنة 64و9١‏ أن ألتقي بالوفود التي نزحت من البلاد الإسلامية على اختلاف الطوائف فبها » نما برفض وجدت ثغرة فكرية تحول بيني وبدنهم » لا فرق في ذلك بين جماعي و شيعي » ولا بين صبني وروسي وترفي ٠‏ وإذا كانت هناك فواصل بين أحد من الحاضرين » فإنها كانت بيننا وبين زتادقة هذا المصر الذين يتسمون بأمعاء إسلامية » كرجل كأن مهدام أحكام آية المواريث > ويدعي أنها وقتمة » وأمثاله من نبذ المؤتمرون كلامهم » كما كان ينبذ الشواذ في صحراء الجاهلية . وإن السبب في ذلك الاتحاد الفكري | و تقاربه هو وحدة المصدر وهي نصوص القرآن > وأقوال الني علد وإن كان كة اختلان في طريق اروانها لا في أصلها. ونقول انهم يتفقون فكريا ف هذا الأصل ولككن الاكثرين مع الأسف عند العمل يتجانفون الاثم فلا يعملون بأحكام القرآن والسنة مع الايمان بأنها ْ الأصل “ ونزيد أن يقترن الفك ر بالعمل »© فلا تككون الثقافة واحدة » والعمل غير واحد . 1 إن وجود أصل ١‏ الوحدة في الثقافة الإسلامية أمر ثابت لا مجال للريب فمه فنواة الوحدة الثقافمة الإسلامية والنفسية ثابت في كل البلاد الإسلامية مهما تختلف فيها الطوائف والمذاهب» انما الآمر الذي نريده هو العمل على انماءهذه الوحدة » وايحاد مجتمع فكري موحد يبنيدعائثم الإسلام ويقف حاجزاً دون النزعات المنحرفة التي يحاول الاجني وصنائعه أن تتغلفل في نفوس المسامين » ودث الريب ف الحقائق الإسلاسة ونحارب الذين اصطفاهم اعداء الإسلام 6( لمحلوا عراه . 1 وإننا في هذا السبيل نجه إلى أمور : : جمع التراث الاسلامي‎ )١( -14١‏ يحب جم تراث الماضي في كل البلاد الإسلامية » لا فرق في ذلك بين ما تركه فقباء الامصار » وما تركه علماء الشيعة الامامية والزيدية » بل وذق الوحدة الإسلامية (م١)‏ الاسماعبلية من مذاهب وآراء من فروع » وأصول العقبدة مما لا يؤثر في أصل التوحبد الذي هو ر كن العقبدة الإسلامية مع شهادة أن جمداً رسول الله . إن ذلك هو تراثنا جميعاً لا تراث طائفة واحدة مناء وإذا كان الأورسون الذين لا يؤمنون بالإسلام يتجبون إلى تلك المذاهب يدرسونها » فنحن أهلها أولى بها ويعامها . وقد يقول قائل : « إن في بعض هذه المنقولات » ما يتحاق عن بعض اللقررات الإسلاممة الثابتة . ونقول في الجواب عن ذلك ان اعلانها قد يكون سبلا للقضاء علسبهاءلآن الذور يمبت ما لا ينمو إلا في الظلام » وانها تحمل في نفسها أحمانا كثيرةدليل بطلانها » ويذلك يتنع الناس من اعتناقها والأخذ بها وان على المؤمنين يجتمعين أن هدوا الضال » لا أن يتركوه في غيبب من الخطأ لا ححد فيه رثاداً . وان أكثر هؤلاء (يصطنعهم اجني»وأصل الاخلاص ثابت فبهم »و كثيرون منهم طلاب حى فعلينا أن نبين الطريق إلى النور“وخطؤم لا يمنع أنيكونوا معنا » ولقد قال الإمام على بن ابي طالب كرم الله تعالى وجهه في الجنة : « ليس من طلب الحق فأخطأه ‏ كمن طلب الباطل قأصابه » . ومها يكن في بعض الآراء من مخالفة للمنقول والمعقول فهو من التركة التي نقوم علبها » ولا نهمل التركة » لأن فيها يعض الزيوف »© بل يحب أن تفحصها فحص الصيرفي ليستبعد زيفها » ويحفظ جمدها . واننا هذه الدراسة للتركة الإسلامية الثرية من غير محاولة لتفضيل طائفة على أخرى نحقق مقاصد ثلاثة : )١(‏ وصل ماضي الآأمة يحاضرها * فإن كل حضارة لها إطار من الافكار والموروثات تصلما بين الحاضر والغابر » وإن تقدم هذه الآمة يحب أنيكون متصلاً بتاريخها » كا قال الإمام جمال الدين الافغاني حكم الإسلام » وأول فض داع إلى الوحدة الإملامية في عصرة » وباعث الوعي الفكري في كل بلاد الإسلام ٠.‏ (ب) وألا يكون العام الإسلامي منحازاً في جانب من جوانبه » يحبث لا يتجه إلى الجانب الآخر © ولا يتعرف ما فيه ٠‏ فتلك عصمبة مذهيية أو طائفية تلتقي مع المصبية الجاهلية في نتائجها ومراتها وان خالفتها في منبعبا وأسبابها ؛ فتلك نلعرة” جنسية نسبية »“وهذا انمراففكري وتعصب مذهي. (ج) أن تتقارب الطوائف الإسلامية » فان دراسة التراث الإسلامي كله من غير تحزئة » حسث تدرس كل طائفة ما عند الاخرى - يقرب ما وين الطوائف » ويزيل تلك النعرة غير الطبيعمة الى خلفتها الاختلافات القدعة في الماضي . ١‏ وإن هذا يتحقق لنا به هدف مقصود»وهوالتقريب ما بينالطوائف»بحمث يككون خلافها مذهبياً كالخلاف بين الحنفية والمالكية والحنابلة» ونحن في مصر ندرس بعض اراء الإمامية على أساس أنه مذهب يؤخذ منه »> وكذلكتدرس الزيدية بل ندرس بعض آراء الإياضية . ان التقريب بين الطوائف الاسلامية يحب أن يكون غاية مقصودة في الجامعة الاسلامية » إن أسباب الخلاف قد زالت ٠»‏ ومن الخطأ أن يبقى الخلان الطائفي مع زوال أسبابه » وكيف يكون بيننا تنافر فككري يسيب أن عليا أفضل من أبي بكر وعمر »2 أو أنها أفضل منه « تلك أمة قد خلت لحا ما كسبت» ومعاذ الله تعالى أن|يكون من أو لك الابرار من اركب خطيئة أو إن نهو الاسلام »* ولقد سثل الامام الشافعي عن أهل صفين » فقال رضي الله عنه واقعة قد كفاني الله شبودها » فاماذا لا أبرىء لساني من الخوض فبها . اننا نقول مع الاسف الشُديد ان الخلاف الطائفي يشبه أن يكون نزعة عنصرية » وان الذين بريدون, الكمد للمسامين يتخذون من ذلك منفناً يتفذون نمض منه الى صفوفهم » ليقطعوا الوح دة الاسلامية » فيجب أرى تسد الطريق أمامهم . وقد حرب المسامون ذلك في الماضي الدي ذكرتاه 0 فسجب أن نعتير به ان الخلاف بين الطوائف ليس في أمر ما يتصل بعقمدة التوحمد وبشهادة أن لا اله إلا الله مد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ولا بالأصول التي تعتبر لب الدبن كالصلاة والصوم والحج والزكاة » وغيرها مما جاء به نص القرآن الككريم » وجل الخلاف الطائفي ليس في مسائل تتعلق باللب > وان ادعت بعض الطوائف أتها من اللب . هذه الأمور نرى أن الطوائف الاسلامية يحب أن تنفق وتتلاقى على محبة من الله ورضوان »© تحت ظل كتاب الله تعالى» والسنة الصحمحة » والمقررات الاسلامية التي عامت من الدين بالضرورة . انه لا مانع من أن تختلف » ولكن اختلاف آحاد في مسائل عاسة » ولا يكون اختلافنا اختلاف جماعات وطوائف تفرق شمل الآمة » وتحملبا قطعا متنابذة متنافرة . تحويل الطائفية الى مذهبية : +4 - للسنا نقصد محق الطائفية » وإدماج المذاهب الاسلامية في مذهب واد » فان ذلك لا يجوز ولو جاء لا يتكون عمل ذا فائدة لآن إدماج المذاهب في مذهب واحد ليس عملا علساً عند العاماء فان كل مذهب جموعة من المعلومات أقيمت على مناهحه » تتجه في جموعبا إلى النصوص الاسلامية والمناء عليها » وهو رات جهود لآ كابر العاماء في كل مذهب وكل إدماج قبه خض افناء » وليس من المصلحة الغاسة في شيء افناء تلك الجهود الفكرية التيقامت في ظل القرآن والسنة الثابتة . يحب أن تكون كل الجبود قائة على أصولها » برجع اليها ومختار أصلحها العمل » وأكثرها ملاءمة مع مصالح الانسان فيكل الأزمان » وأقواها اتصالا بالقرآن مع بقاء المصدر في موضعه يرجع البه . وفوق ذلك فان المذاهب الاسلامية تراث عامي هو لمجبيع اأسامين » لا لطائفة من الطوائف » ومن المصلحة العاسة © الاستحفاظ علمه للبيقى تراثا خالداً . وان الآمم الأوريبة على اختلاف قواننها تدرس القانون الروماني » والشرائع القديمة » لأنها ثقافة لا بد منها » فكيف نفكر في إهمال جزء من ثقافتنا العالية التي كانت في القرون الماضية في ظل الاسلام » وحملت معببا صور الفكر في تلك القرون . وفوق ذلك فان إدماج المذاهب بعضها في بعض فوق أنه لا يصح أرن يكون - لا يمكن أن يكون بل هو أمر لا ينال » اذ أن أساس الادماج هو الاتفاق على مذهب واحد » وان الاتفاق في الفروع على رأي واحد امر غير ممكن » بل هو من قبيل المستحمل الذي لا يدرك » فانا اذا خلصنا الفقباء من التعصب المذهي لا يمكن أن نقدر اتفاقهم في منازعهم الفكرية » وبيثاتهم الاجاعية . وهنا يور اعتراض يبدو باديء الرأي وجيب » وهو كيف يمكن محو الطائفية » وبقاء المذاهب التي تحملبا هذه الطوائف ؟ ونحن نقول في الجواب غن ذلك: إن المذهب ليس ملازما للطائفة ملازمة لا يقبل الانفكاك عنها » ولا يتصور له وحود من غيرها »> فان الطائفة جماعة تتجمع حول مذهب تعتنقه » وتدعو البه » ويعد كل من لا يعتنقه ارجا عنها » وليس منها . أما المذهب فهو جموعة علسة تبقى حافظة كيانا ثابتة» لأنه تراثفكري فض وهو أمر معنوي منفصل في التصور عن الجماعة التي تعتنقه » فإذا دعوة إلى يحو الطائفية نمعنى ذلك ألا يكون ذلك التجمع الذي يخنص في موضع من الأرض بعنوان طائفي » ويعد المتجمعون أنفسهم موجوداً منفصلاً عن غيره من المسامين . وإذا انفصل المذهب عن الطائفية كان لكل مسلم أن يعتنقه أو بعضه من غير أن يدخل في تجمع طائفي > فيصح للسني أنيأخذ بفروع الفقه فيمذهب الإمام زيد من غير ان يعد شيعياً زيديا » وأن يتبع الإمام جعفر الصادق فيا صح النقل فبه عنه » من غير أن يككون اماميا اثنا عشيريا أو اسماعيلياً » ويصح أن يختار بعضاً من المذهب من غير أن يدخل في طائفته . وان ذلك ينمي المذهمب ؛ وحسية » وينشره © ويكثر اتباعه » فإرل انمحيازه في طائفة معينة » قد يكون حجابا يمنع غيرها من أن يدرك ما في هذا المذهب من أراء قممة صالحة ذات فائدة خاصة » أو ذات دلمل أقو ىأو أكثر ملاءمة للناس من غير مخالفة للنصوص ولا للمقررات الشرعمة الثابتة التى لا يصح لعام أن يخالفها . ْ وانه من الح علينا أن نقول : إن مصر منذ نحو من اربعين سنة تقد اخذت نظام الاسرة من المذاهب الختلفة ؛ فأخذت من الإمامية واالمالكية والحنابلة » وتحللت من التقبد بمذهب أبى حنسفة > فاجتازت بذالك المحاجزات المانعة » غير ملتفتة للمنزع الطائفي . ففي الطلاق المعلق اخذت ذهب الشيعة الامامية » فم توقعه على تغبير قلبل فيه اذ التفتت إلى مقصد المعلق» وأخذت بأن الطلاق الثلاث لا بقع إلا طلقة واحدة ©» وهو أحد الآراء في مذهب الامام حعفر الصادى ملذهب الإماممة » وقد قمل إنها اخذت من فتاوى ابن تيسة » وهو قد صرح في فتاويه بأنه اخذ من مذهب الامامية © وإن م يصرح ياسمهم فقد صرح باسم أنمتهم . يفف وفي القانون رقم 707 لسنة ١44‏ وهو قانون الميراث اخذ بمذهبالامامية في جعل المبراث مول المتاقة أو كا سماه الإمامية مولى النعمة إذا لم يكن وارث بالنسب أو السبب . وفي القانون رقم 7١‏ لسنة ١44+‏ » وهو قانون الوصبة أخ_نذ بمذهب الإمامبة في جواز الوصبة للوارث . والمشروع الذي وضعته الجنة الأحوال الشخصية التي ألفتها رياسة الجمهورية سنة 145٠‏ © أخذت من مذهب الامامية أن الطلاق لا بقع إلا أمام شاهدي عدل» وأخذت من مذهب الظاهرية انه لا بقع في غيبة الزوجة إلا بعد عامها. وهكذا اجتازت مصر كل حاجز عنعها من اعتبار الامامةمذهاً لاطائفة وانه يحق لبعض العاماء في مصر » أن يفاخروا العام الإسلامي بأنهم أزالوا الحجزات التي تفرى بين الامة الاسلامية في الفروع © وكانت في هذا ترجح تلك المذاهب بالدليل أحماناً وبرعاية المصالح أحماناً ما دامت لا تعارض نصاً من النصوص الشرعمة . (؟) التعارف الاسلامي : ١4+‏ - نقصد بالتعارف الاسلامي أن يعرف كل مسم في أي اقلم من الأقالم الاسلامية . أو على الأقل يمكنه أن يعرفه في دراسة للكتب أو برحلات يقوم بها > أو نحو ذلك من طرق التعارف المحتلفة » وان السبيل لذلك أن تككون عند كل اقلم اسلامي دراسة كاملة لغيره من الأقالم » كش يدرس الاقلم ذاته » فان كلل أرض الاسلام ملك لكل المسامين » ولا يحوز أن يحبل انسان أرضه » فان جبل أرضه فقد سفه نفسه . وإنه لذلك يحب أن تدرس تاريخ دخول الاسلام في كل اقلم اسلامي » وكيف كانت حاله » وما أقامه فبه من حضارات عادلة » وما قوضه من عادات أو تقاليد ل تككن عادلة » فبعرف تاريخ الاقلم في جاهليته واسلامه . ايض وتعرف حال كل اقلم » وما فيه من ينابيع الثروة والخير » وحال هذا الاقلم في معاملاته الخارجية » وما ينبغي أن تكون عليه بعد الوحدة » الجامعة » فمئلاً تعرف المنافع الطبيعية للثروة في اندونيسيا وما فيها. من خيرات الأرض ما لو تسابق المه المسامون لعمت فائدته لحم بدل أن يكون لاعداء الاسلام في البلاد التي تتريص للاسلام بالمكيدة تديرهها» وبالشديدة تنزها . ان كل معدن أو ركاز في باطن أرض اسلامية هو للسامين أجمعين » وليس لأهل الاقلم الا حصة فيه بمقدار نسبته في تعداد المسامين . وانه لأجل أن يكون هذا التعريف كاملا يحب : (أ) أن دكونمن خمن مناهجالتدريس فيالمدارس الاعدادية والثانوية موضع لدراسةتاريخ كل اقلم اسلامي وحغرافمته الطميعية والاقتصادية»وماتصدره من خيرات » وما تكتنزه أرضها من فازات وانه لمن التخاذل الاسلامي الذي بعد عاراً أن يدرس الطالب المسم جغرافية انجلترا وفرنسا وامريكا وتاريخ هذه الملاد » ولا يعرف تاريخ باكستان ولا اندونيسيا » ولا تعدادهما لنا ان نقول ليس العار في دراسة البلاد الاجنيبة » لآأن هذه الدراسة عم ولا عيب ولا عار في تعرف عام من أي جانب كان » انما العب كل العبب » والعار أن يحبل تاريخ بلاد الإسلام » وإذا ذكرت لا .يعرفها المثقف إلا عن طريق الفرنجة » وعامهم في ذلك شانه تحري كتابة ألا يذكروا الحقائق كاملة » أو لا يذكروها سليمة كل السلامة » بل انهم ينقصون عدد المسامين ' فبها » ويطففون فيهم . لقد ورد عن الني عِكِتْمٍ أنه قال : « إذا التقى المسامان فم يتعارفا نقص من ايمانها » فكيف تكون الحال»و نحن نجبل اهل الاسلام» وم أملنا وأرضهم وهي أرضنا . لكلا إن الدين الاسلامي دين التعارف» ولقد روينا من قبل أن النى ملك قال: د خير الاسلام أن تقرأ السلام. على من عرفت ومن لم تعرف » وللحديت معنى يؤدى من لفظه » ومعنى .بفهم بالاشارة. وهو أن التعارف الاسلامي واحب . وان الطلبة يحب أن ببنأوا وهم صغار على أن يفتحوا عبونهم إلى المسامين» لنكون الإسلام واهدافه في قلويهم منذ نعومة أظفارهم . (ب) وانه من طريق التعارف الاسلامي ايفاد يعرث عاسة من عامصاء المسامين أهل الخبرة في طبائع الاشاء لبدرسوا أراضي الاسلام » وما عساه يكون فيها من خير ينفع الخبع © ولا-يقتصر نفعه على الاقلم » وانه نحب مع ذلك القيام بتقومم للبلاد الاسلامية » تحصى فيه مواردها > وسكانها»وتبين احواهم الاجتاعية » وقد همت يذلك يعض ال مماعات» وأن تنظم رحلات ' مستمرة من شباب الأمة وكرو لها » ليعرفوا اخوانهم في أقالم الاسلام» يحيث بوجد إحساس عام » بالاقباء المستمر . إن كثيرين من المسامين يتجهون إلى المصايف الأورببة ».والاثرياء ينفقون امواللهم اسرافاً وبدار أهنالك في فرنسا وسويسرا المهودية في منزعبا » وفي تعصبها * وايطاليا » وهكذا .. بينا في البلاد الاسلامية مضايف ومشات تبواها الانفس © وفيها متعة الرحلة» ومتعة السباحة والاصطياف » ومئعة اللقاء الاملامي . ْ ونريد أن نذكر أمراً جديراً بالاعتبار » واستخلاص العبرة والموعظة هو أن الأورسين والأمريكان يستمتعون بالذهاب الى اسبانيا » حق ذكروا أنها أكبر يلد يستفيد من السباحة » حتى قدروا مورده من السباحة باحو ملبارمن الدولارات أو يزيد » وما الذي يستمتع به الامريكيون في اسبانيا » انهم يستمتعون بأمرين . أولما ‏ جمال الآثار التي تركها العرب وربما يككون ذلك امحل الثاني » لا بالمحل الأول - رثانيها - وهو المحل الأول أن يستمتعوا بأنهم أخرجوا العرب » وخولوا مساجدم إلى كنائس» ومآذنهم إلىأجراس » وهذا النوع من .المتعة هو بالمجل الأول لا امحل الثاني فاعتيروا يا أوليالأيصار. "4١ (ج) وهناك طريق للوحدة والتعارف مفروض في الاسلام ان أدركنا معناه » وعرفنا مغزاه ومرماه » وهو الحج الى ببت الله الحرام » فانه فريضة محكمة باقبة الى يوم القيامة والحج كا أشرنا من قبل هو طريق للتعارف الاسلامي لو نظم على وجهمه الشرعي الصحيح » وكان المسامون الأولون حريصين على أن حملوا منه سبلا للتعارف الاسلامي » والروايات للاحاديث النبوية والدراسات الفقببة » وانك لترى أن أبا حنيفة يلقي بالك في موسمه ويتذا كران مسائل الفقه > ويلتقي بالأوزاعي في سوق الخباطين يمكة» واحمد ابن حنبل يلتقي بالشافمي ويلقي عليه فقبه في الببت الحرام » وكان ابو حشيفة يلتقي بالامام جمد الباقر » واينه الامام جعفر الصادق » ويأخذ عنها » وهو يحج الى ببت الله الحرام . وقد كان الخلفاء الراشدون حريصين على أن برأسوا موسم الحج بأنفسهم» وظل عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه حريصا علىأن لتقي بعمالالأمصار في موسم الحج طول خلافته » وكان يتعرف أحوال الحجاج ومن وراءهم من أهالي الأقالم » وكان ينل إلى الحجاج من كل اقلم اسلامي يتعرف شُؤونهم وأحوالهم > ومعاملة الولاة هم » وكان يخطب في عرفات خطبة جامعة » يبين فيها علاقة الحام بالمحكوم » وقد سن الني صلى الله تعالى عليه وسلَم في خطبة الوداع سنة التعريف بالاسلام وبحقائقه في موسم الحج . الامصار بعضهم ببعض فبتذاكرون مسائل العم وأحوال المسامين وقد ضرينا على ذلك الامثال فما ذكرن من بعض لقاء الاتئمة » وهكذا كان الحج في الماضي مثابة للتعارف الاسلامي » قبل لنا أن نطلب إلى حكام الاقالم الاسلامية الالتقاء فيه ليتشاوروا فيا بينهم » وانه لن تكون لنا قوة في الأرض إلا اذا حققنا مقاصد الاسلام في عباداته ٠‏ واننا نطالب الحكومة التي تنولى الآن ولاية البلاد في الحجاز » وسدانة رذن الحرمين الشريفين أن تعمل على أن كن المسامين من أن يتعرف بعضهمببعض» وأن تتعرف بالعاماء الذين يقومون بفريضة الحج » وتقم ندوات علمية بينهم» فالفقهاء يحتمعون في ندوات تتدارس الفقه الاسلامي » والاقتصاديون يحتمعون في ندوات لدراسة الاقتصاد الاسلامي » والعمل على تنفيذ أحكام القرآن » وكذلك المهندسون والأطباء » وبذلك يكون الحج طريقاً للتعارف والمعرفة كا كان الببت الحرام مثابة للناس وأمناً » وبذلك يشهد المسامون منافع هم . ان هذا أمر يمكن تنفيذه من الآن » وانه سينظم على وجه أكمل » اذا قامت الجامعة الاسلامة ! (*) اللغة العربية : 4 - انمعرفة الداءسبيلمعرقة الدواء»رقد عامنا أن إماتة اللغة العردية في الأقالم الاسلامية » واحماء اللفات الاقليسة كان هو الداء الذي عمل على تفريق المامين » وذهاب ريح الدولة الاسلامية » وان ذاك يشير حتما إلى أن من الأصول الاولى للجامعة الاسلامية إحماء اللغة العربية في كل الأقالم الاسلامبة » لقد كان المسامون مجتمعين يوم ان كانت لغة الدولة » ولضمة الحكومات في الاقالم » فكان حقا عليها أن تردها الي مكانتها » لأنها لغفة القرآن أولا » ولغة الاجتاع الاسلامي ثانيا » ووعاء العم الاسلامي الث » فلا بد أن نعد هذا الوعاء لمككون للمسلمين أجمعين . وانه مع هذا الاعتبان التاريخي لا يتم التعارف بينالمسلمين إلا إذا وجدت لغة جامعة بينهم » بحيث ينزل المسلم في أي اقلم اسلامي * فلا يتعذر عليه ولا نقصد بذلك إماتة اللغات الاقليمية التي انبعت مع الشعوبية فيالقرون الخوالي » كا أسلفنا في اسباب التفرق » حت لا تتحرك العصبيات الاقليسة التي يحاول أعداء الاسلام أن يحاربوا يها الوحدة الاسلامية بتأجيج نيرانها وانما اقذينا نريد أن يتعلم المسل المثتقف يجحوار لغة اقليمه اللغة العربية التي هي الجامعة بين المسلمين » وهي لغة القرآن » اننا نرى الشباب المثقف في البلاد الاسلامية يتعم مع لغة قومه لغة اوربية أو لفتين » فلو قلنا ان على المسمٍ اللثقف أرن يكون في ذلك شطط أو ارهاق » ولا تكون قد اعتدينا على قوسسته » وان كان يحب أن يكون نظره الى قومه من وراء نظره الى الاسلام » قلا يصح أن يعين قومه على خفض كلمة الاسلام » وتعارف المسلمين » اننا لنرجو أن يكون في قلبه موطن لدينه فوق تعصبه لقومه» والا كان معينا قومه علىالظم وتلك هي العصبية الجاهلية » واذا كنا لا نعارض في انبعاث القومبة أو في بقاما فانا نريدها قوة للمسلمين » وبذلك يكون قومه في حماية المسلمين » لا في حماية أجنسية لا تريد به الا الخبال » والضياع » كا ضاع من قبل . اتنا ننزل في أي بقعة من أرض الاسلام فنجد من يستطيع التككل بالانجليزية أو الفرنسة » ولذلك لا يكون الانجليزي أو الفرنسي غريبا في أرضالاسلام ببنا العربي اذا نزل في أرض اسلامية يككون غريباً اذالم حد الانجليزية أو الفرنسية أو يحد مترجماً بينه وبين أخيه المسم . واذا دخل الانجليزي أو الفرنسي اقليما اسلامياً وجد من المسلمين من يسارع بالتحدث اليه بلغته مفاخراً بذلك ونحن لا نريد أن نلغى نلغي تعل الانجليزية أو الفرنسية كما لا نلغي اللغة القومية للاقلم » ولكن نريد أن يكون للغة العرببة مكان مثل الانجليزية أو الفرنسية ليتمكن المسل من أن يخاطب أخاه المسم المثقف من غير توسط مترجم »2 أو توسط لغة أخرى . أليس من العار أنه في البيت الحرام ومببط الوحي في مومم الحج » حبث يلتقي المسل العربي بالملم الهندي » لا يستطبع احدهما أن يخاطب الآخر إلا بالانحليزية أو الفرنسية . وألدس من الغراية أن يدعو الله عالم السر واخفى باللغة العربية “ويخاطب 84 اخاه المسلم بالانمجليزية أو الفرنسية » وإذا لم يكن العربي مجيدا لهاتين اللغتين كان المترجم بينه) . إن وجود لغة جامعة أمر لا بد منه في تكوين الجاممة الإسلامية » وإذا كان لنا أن نختار لغة فأى اللغات نختار ؟ إن المداهة تقول اللغة العربية “بل ان بعض القراء - يحد غرابة في توجمه هذا السؤال » إذ لا موضع له » لآن الأمر المتبقن الذي تقره البداهة لا يسأل عنه » ويكون السؤال عنه غريباً في المنطق والعقل . ولسنا ندعو إلى العربية إحساء للعصمية العريسة أو لآي معنى يتصل بذلك » ولكن ندعو الها » لأنما أولاً لغة القرآن ©» ولغة السنة ثانيا» ولغة العبادة الإسلامية ثالث » فبل من المسامين من يصلى بغير قراءة الفالتحة بالعريبة * وهل من المسامين من يكبر تكبيرة الاحرام في الصلاة بغير العربية» وهل في المسامين من يحرم في الحج »؛ ويلي بغير اللغة العربية » وهل من المسامين من دتلو القرآن بغير اللغة العريبة » ويعتير تلاوته عمادة . لقد أوجب الامام الشافمي كا ذكرنا على كل مسم أن يعرف قدراً من العربية يصحح به دينه » وعلل ذلك ينزول القرآت باللغة العربية » لا بلغة غيرها » لأنه كيف يسوغ لشخص لا يعرف العربية أن يقرأ سورة الفاتحة من غير أن يفهم ما اشتملت عليه من حمد لله وضراعة اليه » ويبان وحدانيته ورحمته » وكال سلطانه » وكيف يسوغ له أن يقول : الله أكبر من غير أن يعرف معناها وكيف يسوغ لخطيب أن يخطبعلى منبر خطبةالجعة بالعربية من لا يفبمونها » بل كيف يسوغ ومن بالله والموم الآخر أن يتلو القرآن أويستمع اليه من غير أن يعرف آيات الترغسب والترهيب »2 والآبات الكونية » والآيات التي تبين الاحكام الشرعية من نكاح وطلاق وميراث » ومعاملات » وحدود وقصاص . لذلك ند أن اللغة العرببة هي تجمع المسامين في الحاضر © كا جمعتهم في نكا الماضي »© فلسنا والمد لله ندعو للعربية تعصبا للعرب ولككن ندعو المهاتعصاً للاملام » ورغبة في الوحدة الإسلامة . وإن المسامين المخلصين في كل بقاع الأرض يدر كون هذه الحقيقة ويؤمنون بها » والمثقفون منهم يعامون ذلك عل المقين إلا أولئك الذين طمس الله على يصائرهم فمموا وصموا ا انها لا تعمى الأيصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور» . إن بعض هؤلاء الأعاجم الذين لا يعرفون من العربية شيئا سوغوا لأنفسهم الاحتهاد معتمدين على القرآن وحمده ؛ وهم لا يعرفون كلمة واحصدهة عربية وانهم قوم بور » أو كا قال الفخر الرازي مقتبساً من القرآن لأمثالهم : دانهم قوم سدى 2ل بهتدوا ول يستمعوا إلى كلمة الحق التي تهدهم » . إن اللغة العربية ليست لة القرآن والسنة فقط * بل لغة التراثالاسلامي كله » فالفقباء على شتى مناهجهم ومذاهيهم قد دونوا عامهم باللغة المرببة » وكذلك الفلسفة الإسلامية والتصوف الإسلامي » وتفسير القرآن والحديث كل اولئك كان باللغة العربمة . ١‏ وكيف يترك مثقف اسلامي علوم فخر الدين الرازيوعلوم الغزالي“وعلوم مود جاد الله الزخشري » وعلوم أبي بكر الرازي الشهير بالجصاص» وغيرهم من كبار علماء فارسوخراسان» وعلاء ما وراء النهر الذين دؤنوا باللفةالمريية كنوزاً من العم وآثار الفكر الاملامي » سواء أ كانت في المعقول أم كانت في المنقول . نعم إن بعض الآ ثار العاسة أوالآديية كان يصدر بغيراللغة العربية “ولكنه نادر ندرة تجعله غير مذ كور في الحساب » وكان في عصر محاربة اللغة العريبة ومحاولة احاء اللغات القومية » وليس على أي حال شيئا مذكوراً . ه4١‏ - إن إهمال اللغة العريبة اههال لصدر تاريخنا » وما ينيغي ثقف كنا مسلم أن يحبل تاريخ الاسلام » ولا يلبق بمثقف مسم أن يقرأ عدة تراجم بالانجليزية لخطباء المونان والرومان وخطب الاتجليز » و كتاباتهم » ولا يقرأ خطب رسولالل يلثم » وخطب على بن أبي طالب وعمر بن الخطاب»وخليفة رسول الله صديق هذه الآمة . ولكن هذه الأمور الغريبة صار تأمراً مألوفا عندأولئك الذين استضعفوا أنفسهم وارتضوا أن يكونوا تابعين لاعداء الإسلام » وذيولاً لدولهم . إن الشعوب الإسلامية على تباعد أقطارها كل لغاتها متأئرة باللغة العرسة » فالفارسية فبها الفاظ عريمة كثيرة والأردية لغة باكستان أو لغة الهنود عامة» فيها الفاظ عربية تبلغ نحو ستين في كل مائة أو تزيد . ظ وذلك لآن اللغة العربية كانت هي اللغة الجامعة في الماضي » حق كارف الافتراق » فعندئذ ضاق ظلها » أو تقلص »2 واقتصر على من يتكلم العربية صحبحة أو عامية ©» وإن ندر الأول . ولا أقول ذلك لآنها كانتالمظهر الاجتاعي والتلاقفقط>بل أقولذلك» هذا ولأن تعلم العربية للمسم اسبل من تمل أي لغة اخرى بالنسبة لتلك الاقالم » لكثرة الألفاظ العربية في تلك اللغات » ولأنهم يتلون القرآن » بل منهم من يحفظونه وهو باللغة العربية . ولذلك قال بعض أهل الخبرة :« إن الماكستاني يستطبع أن يتعم العربية وينطق بها في مدة لا تزيد على ستة أشبر مها تككن سنه » ومهما يككن مقدار ثقافته . ولقد حاولت باكستان أن تجعل اللغة العربية لغتها الرسمية بدل الانجليزية التي لا تزال الآن اللغة الرسممة لهذه البلاد المسلمة ولككن حال دون ذلك أوائك الذين لا يزال يعشش في رؤوسهم الآجني لتفكيره ونزوعه . وانه يحوار أولئك الذين ملا رؤوسهم الحضارة الأوربمة ونزعاتها بوح_د دكا وهم مضعف ينوهمون معه صعوبة تعلم العرببة »2 وغواش. من المواجز التي تحاجز بين الما كستاني » وبين دينه الدي توجب حقائقه المقررة معرفة العربية لمن بريد أن يتعرف شؤون دينه من مصادرها العرببة » من القرآرن..والسنة النبوية“والفقه الذي استنبطهالأئمة الاعلام “وغير ذلك مما يتصل بالدين معرفته. وانه مما يثير السرور في دعض النواحي الإسلاممة بالنسية للغة العربية أن كثير بن من العلاء المتخصصين في الدراسات الإسلامبية من الهند وباكستان وفارس وافغانستان وغيرها يعلمون العرببة ويدرسوتا . ولقد وجدة ليبيا عندما خلءت نير الاجني » وقذفت به في البحر » واستعانت جامعاته! ومعاهدها بمن يدرس العلوم الإسلامية في ذلك البسد العربي » كان ممن استعين بهم بعض الشبان والككبول من علماء الهند المسلمين » وبعضهم من تلاميذنا الذين كانوا يؤثرون أرن يدرسوا. العلوم الإسلامية. باللغة العربية . ش - إذا كان حقا على كل مسل أن يتعم حظأ من من العريية يصحح به دينه » كا قرر الإما م الشافعي رضي الله عنه » وكا شرحنا من قبل فانه حق على كل من يعرف العربية أن ينهض لتعليمها » وان .تعليمها لمن يبلا من المسلمين فرض كنفاية على جماهير العارفين بالعريبة عامة » فعلى غير العرب أن ينوا الاسباب لتعلمها » وعلى العرب أن يتقدموا لتعلممها . إن كثيرين من البلاد الاسلامية يريدون معرفة العربية لغة دينهم ليفهموا القرآن العظم من لغته وليتصلوا بمصادر الشرع من غير وساطة تتوسط . وهناك الماعات الكثيرة التي ندبت نفسها لهذا العمل الجليل » لأعرف أن بعض العاماء من الهند ونا كستان يقومون بوضع معجم رادا الأردية » ليسبل على من يحفظ القرآن أن يعرف بلغته معنى مايقرأ » حفظة القرآن فيهم عدد كبير يضمن تواتر القرآن. حفط ولارة في الأجبال . وأن وحود هذاا بلا ريب دقيد من د الأردة عر "84 العريبة » فإنه بهذا يحفظ عدداً كبيراً من الالفاظ » ومقابلها العربي في أفصح وأبلغ كلام في الوجود . إن جماعات في الماكستان تنشىء المدارس بإمداد أهل الخير » ولكنها لا تحد العدد الكافي من مدر”مى العربية » فعلى البلاد العريية مجتمعة أن ترسل المعلمين اليها فإن تعم العرببة وتعليمها فريضة محمكة » قال عليه السلام : « تعلموا العربية وعاموها الناس » . ولا تسقط هذه التبعة إلا إذا أجمنا أمر الني عَلِقُمٍ : وهي لسان القرآن . قال تعالى : ف نزل به الروح الأمين على قليك لنكون من المنذرين بلسان عربي مبين »© . (؛) ترجمة العلوم الى العربية : ١0‏ - قد يقول قائل ان تللم اللغات الحية في البلاد الإسلامية أمر لا بد منه » لأنها لغات العلم الكوني والإنساني وهذا العم في تحدد مستمر > وزيادة دائمة » وقد تغلغلت آثاره في كل الجتمعات الإنسانية » ومما انتهى البه العم غرائب »> لو ذكرت لأهل القزن الماضي لكانت من العجائب المعجزات »2 ولا يزال مخطو إنى الأمام » والتخلف عنه تخلف عن ركب الإنسانية »وما يسوغ أن تتخلف الجامعة الإسلامية عن الر كب السائر» وإلا كانت مأكولة لا محالة» وكأنها تحتمع لتؤكل » ولتلتهم » فلا بد من دراسة اللغات الحبة بين المثقفين فيها » وإذا كان العلم بالعربية فرضا كفائيا » فإ نحسب أن العم الكوفيقرض كفائي أيضا » لأنه لا تستغني عنه الماعات > ولا بد أن يتولى كل اقلم من يتاع الزيادة المستمرة في علم الككون وعلم الإنسان » والصناعات © وما بستخرج من المواد الخام التي أودعبا الله تعالى باطن الأرض »© إن ذلك أمر لا بد منه وليس لنا أن نخالفه » وإن ذلك لكائن في كل البلاد اللتحضرة . ولكنه لا كفي أن يكون بين المسامين متخصصون في هذه العلوم » متتبعون لما بزاد فبها » وما تكشفه العقول الباحثة بل لا بد مع ذلك من أن 45 الوحدة الاسلامية )١١(‏ تترجم هذه العلوم الى اللغة العربية لنستفيد منها إنماء وحموية ©» ونجدد في عامها » ولقد كان الأقدمون من اسلافنا يقومون بنقل العلوم إلى العربية “وقد أبلى في ذلك غير العرب من المسلمين بلاء حسنا » فان سينا والفارابي وان رد وابن طفبل > وغيرهم من العلماء » جعلوا اللغة العربية تزخر بالعلم » حتق صار العلاء المسلعون أساتذة الغرب » في ذلك » فنقلوا لهم منطق أرسطو » وسياسته » وسياسة افلاطون فما مموه المديئة الفاضلة . ولقد كانت دار الحكة ببغداد» ملوءة بعلاء الفلسفة » والترجمة لكل العم الهندي في تصوفه» والعلم البوناني في منطقه » وموازين البيان » كا نرى في كتاب الشفاء لابن سيناء كانت الترجمة قائمة على قدم وساق »> حتى حالت عليها الحال » كا قال تعالى ذإ وتلك الأيام نداوها بين الناس 4 وما ضعفت العريبة إلا يوم ضعف المسلمون » وتخاذلوا عن نصرتها » وعن القيام يحقها واناًا المستمر » كا فعل السلف »> وقد تركوا لنا في ذلك تركة قويمة مثرية بالعم الفلسفي في كل نواحيه . إن اللغات الحية تتبادل العلم وما ينتحه العلاء » فانه لا يظبر كتابعلمي في لغة من اللغات » حتى تحده فيها قبل أن تنتبي طبعته في لغته . وإن أهل كل لغة عندهم قسم قائم بالترجمة يتتبع الجديد من الكتب التي تحمل جديداً من العلم فيسارعون بنقله الى لغتهم » ان لم يكن بالترجمة المتتبعة المتقصية فبالتلخيصات الوافية » ويتولونه بالدراسة والفحص »> وان العم لا يصح ان تقوم الحاحزات الاقلئسة دونه » وكا قال صاحب كتاب اصبل القرن التاسع عسر الذي ترجم الى العربية بعنوان التريية الاستقلالية ه ارنف العم كالماء والهواء لا يقع في قبضة أحد » فبو حق شائع للانسانية كلها » لهذا يحب أن يحتبد المسامون »2 لا فرقفي ذلك بين أعجمي النسب وعرييه في تغذية اللغة العربية بالعلم الجديد لنسير في الركب » ولا يمكن أن يكون لنا مدنية إسلامية تفي وتكفي إلا إذا ذخرت لغة الجامعة الاسلامية بالعلوم. 1 إن الجامعة الإسلامية يحب أن تتبع ما ينتجه العم في الطبيعة والكيمباء وعل الأحباء » وعم الفضاء » فينقل إلى لغتنا العرببة الإسلامية التى هي لغة جميع المسامين » لا فرق بين عربي وأجني . ولا يقال إن العرب أولى بالقيام بهذا الواجب » لأنما لغتهم » لا يهال ذلك » لأنها لغة الإسلام » وليست لغة قوم دون قوم > ونحن نريد منالمسامين خصوصا المثقفين أن يكونوا على علم كامل بالعربية » ونريد لما الثراء بالعلوم الحكونية وعلومالحياة . ولقد كان الذين تولوا نقل العلم المندي والفارمي والموتاني إلى العربية من الأعاجم في أنسايهم » وإن كانوا عربا بإسلامبم » والأورببون لا يعبرون عن العم الإسلامي إلا بالعلم العربي وإن كان الذين قاموا به من سلالة فارسية أو بربرية » أو غير ذلك . وقد يقال ان اللغة العرببة الترجمة اليها قائة على قدم وساق »2 والجامعة العربية تتولى ترجمة كتب إلى العريبة وذلك القول حق لا ريب فيه » فإرن كبار الأدباء يترجمون . 1 ْ ولكن الكتب المترجمة في الآداب » لا في العلوم » وفي البحوثالاجتاعية لا في المحوث الكونية » والجامعة العربية في قسمبا الثقافي ‏ تخرج عن ذلك النطاق » بل سارت في ذلك الدرب » بل انها ترحجمت بعض الكتب الأدسة والاجتاعية التي سبق أن ترجمت من قبل » ولم تحر إحصاء بما ترجم » حتى يكون عملها إنشاء ولا يكون تكراراً . إننا نريد أن تزخر لغة الإسلام بالعلم » وتتولى ذلك الجامعة الإسلامية » لمتحقق الاكتفاء الذاتي بين الأقالم الإسلامية . وكا قلت إن تعم اللغات الحبة لا تغني عنه الترجمة » فإن النقل عن عللغة يقتضي معرفة هذه اللغة » ولقد نقل البنا عن المرحومالأستاذ الشيخ عبدالعزيز لي جاويش العالم العربي الأديب أن من ترجم كتابا من لغة إلى لغة بده » فقد نقل عل أهل هذه اللغة إلى بلده » وهذا ما نريده . إن دور الدراسة والإنتاج يحيء دائماً بعد دور الترجمة » إن ذلك مو الترتيب الطبيعي . لقد ابتدأت الترجمة في آخر العصر الأموي > وازدهرت في العصرالعياسي خصوصا] عصر المأمون » وبعد أن زخخرت العريمة بالترجمة كانت الدراسة والبناء على العم الذي نقل إلى المسامين » ولذلك كان من فلاسفة المسامين الذين تكاموا في أرسطو وأفلاطون من لا يعرف البوتانية . كذلك نحن في همذا العصر إذا زخرتالبلاد الإسلاميةالتي تككون لفغتها الرسميةالعربيةفيا بي نأقاليمها وفي داخلبا بالعلوم»إذا أمكن وتحقق ذلك » فإنه سيكون بعون الله تعالى من بين المسامين عاماء في الكون يكشفون من خواص الادة ا يكشف عاماء الغرب © ويغذون العم » 5 تتغذى لغتهم به . واننا نلاحظ أن في بعض الدول العربية أراد القائمُون على الجامعات فيها أن يدرس الطب *؛ وأن تدرس العلوم الكونية باللغة العربية ليسبل فهمها » ولتزخر العريبة بذتائج عامهم » ولتتسع الترجمة في هذه » ولتتكون مكتبة عرسة ف هذه العلوم : وقد نفذت ذلك جامعات” في الدول العربية » ولكن إستتكرت ذلك مصر » وما كان استنكارها » إلا لأنهم استثقلوا ذلك » وأخفوا هذا بأرن . قالوا » ان اللغة العربية عاجزة عن أن تتسع لمذه العلوم » وما كان العجز إلا فيهم » ولا حول ولا قوة إلا الله . وان إدخال العلوم الكونية في اللغة العربية ليس يدعا أو جديداً » إنما هو في المدارس الثانوية منذ زمن بعيد » ولككن في المدارس العربية » وخصوصا بعد أن خرجت من الحم التركي » وخلعت الربقة الأجنبية » ولا يزال بعضها من استقل قريب يرزح تحت نير اللغة الأجنبية » وان الله تعالى منقذ لغة القرآن » وان ترجمة الل الكوني والطبعي إلى اللغة العربية يقتفي أمرين : يلض أحدهها - نقل كل المعلومات إلى اللغة العربية بالألفاظ التي تتسعلها ألفاظ اللغة العربية من غير إجهاد ولا إعنات . ثانبه| - الاتجاه إلى تعريب الألفاظ الافرنحية بصقلها يصقل عربي » فإن ذلك يزيد اللغة نماء . (ه) جماعة علمية : 4 - ابتدأت مصر من بين البلاد الإسلامية إلى تكوين ممم البحوث اجتّاعه إلا سنة ١49‏ لأحوال كانت خاصة بمصر أو بالأحرى بالبلاد العربية وفي معناها العسيق كانت تعم العام الاسلامي كل' لآنه يتصل ينكسة الجبوش المصرية سنة ١959‏ “وقد أخذ المبود أعداء الله وأعداء الإنسانية يبت المقدس وقال طاغوتهم : الآن قد فتح الطريق لمكة والمدينة حيث جِمان الني صلى الله تعالى عليه وسلم > وفي أعقاب ذلك حرق المسجد الأقصى مسرى الني صلى الله تعالى عليه وسلم » ولذلك كان الأمر المانع من الانعقاد أمراً يهم المسامين أجمعين . كانت المومرات الخفسة التي عقدت يدعى الها مثلون لأربعين دولةاسلامية لا يتحرى فيها مذهب » بل انها جامعة في الملة للمذاهب الإسلامية منحنفية وشافعية ومالكدة » وجعفرية » وزيدية . ولقد قرر كل مؤتمر قرارات كثيرة تهم المسامين جميعاً > وخصوصا فها يتعلق بالمسجد الأقصى » وانتباك الحرمات الإسلامية في فلسطين © وإيلباء أرض الله المقدسة التي جين بنو إسرائيل أن يدخلوها في عبد مومى » وقالوا لموسى > اذهب أنت وربك فقاتلا إن ها هنا قاعدون . ولقد كانت القرارات تكنب وتحرر » وارجع اليها في قرارات المجمع من أول مؤقر إلى الأخير . ولككن لا تنفذ “ومها يكن الأمر في ذلك » فان راض عدم تنفمذ قراراته ليس بتقصير من المجمع » ولكن الذين يحيئون اليه من الوفود الإسلامبة يحضرون إلمه على أنه مؤتمر دعوا المه » وساهموا فيمناقشاته أو م يساهوا ثم ينفض > ويعودون إلى بلادهم . والحق أنهم لا يستطيعون أن يفعلوا شيئا » لأن فعل أي شيء يوجب أن يكون للحكام رأي فبه » وأن يكونوا مؤيدين له ولكنهم في جانب » والذين حضروا في جانب آخر » وما أحسب أن وفداً منهم حاول أن ينفذ أمراً مما قرره المؤمر كانشاء صندوق لتأيمد المقاومة أو نحوه . ومها يحكن الأمر في جمع البحوث الإسلامية الذي أنثأته حكومة القاهرة » وتولت تكوين أعضائه » فانه يصلم أن يكور نراة لتكوين جمع إسلامي شامل » لا يكون تحت رعاية دولة اسلامية واحدة » بليكون تحت رعاية الجامعة الإسلامية ممثلة في مجلسها الذي سنتكلم في تكوينه منبعد. وان الخواطر التي تحول في نفوسنا بالنسبة لهذا المجمع المرتقب > أنيكون ممثلاً لكل المسامين من أقصى الصين الى الحمط > وأن يكون للأقلنات الحق في رفع أمورها وببان أحوالها لذلك الجمع » وأن يسكون فبه ممثلون لها » يكون لهم المق في تعرف أحوال المسلمين » وبيارن أمورهم © والنظر في رفم الظم عنهم . إن الملاحظ أن المجمع القائم » وكله خير » وإن لم يكن فيه كل الخير » أن أعضاءه جميعا من الملاد العربية فليس فيه عضو من باكستان » ولا الحند » ولا افغانستان ولا ايران » بل ان بعض البلاد العربية غير ممثلة فبه > فليدس فيه عضو من البلاد الحجازية » ولا من سوريا » ببنا فيه عضوان من لبنان ٠2‏ وربما يكونون ثلاثة وليس فيه عضو من المذهب الجعفري 2 ولا المذهمب الزيدي » وان كان الجعفرية يدعون إلى مؤتمره » وليس فيه أعضاء منالمسامين في وسط آسيا » وإن كان يدعى إلى المتمر عاماء من فضلاتمهم » ويككون بهم ين التعارف الإسلامي » وإن م يكن كامة *' لأنه لم يكن بين كل المسامين أو كل عام 8 - إن مع البحوث الإسلامية كان في الاصل الباعث عليه أنيكون جامعا للدراسةالعلمية الإسلامية في كل البلاد الاسلامية» ولنكون حلقة اتصال عامي اسلامي بين المسامين أجمعين . وما كان يؤدي ذلك الواجب إلا إذا كان له استقلال في دراسته عن كل الأقالم » حتى عن مصر التي أنشأته » وقد حافظ الذين أشرفوا عله على استقلاله » فكانت آراؤه لا تتقمد بالآراء الى تدعو إلى بعضها الحكومة المصرية ذاتها . ْ وإن ذلك بلا ريب فخر لحكومة مصر » وللمشرفين عليه » إذ لم يحاولوا أن يفرضوا عليه آراء معمنة » وان الاستقلال الفككري في جماعة عاسِة هو طريق نجاحها . وإذا كان ثم من تحاهل هذا الاستقلال » أو تجحاهل قراراته » فان ذلك لا يضير المجمع > وقد انتهى إلى قرارات عاسة أعلنها » ودرس أموراً أخرى وحاول أن بنرك فيها عاماء المسامين في كل البلاد الاسلامبة » فله قرارات في نظام الفائدة ونظام التأمين بكل ضرويبه » وقد أرسل إلى العلاء نتبحة هذه ادام ف انم > فم يد يا إلا بين عدد قلي » »لا يمككن أن ذقول : إنهم يمثلون الفكر الإسلامي قشلا كاملا . وان ذلك المجمع أراد أن ينشىء له مراكز اسلامية في كل بد اسلامي » وتتولى هذه المرا كز دراسة الاسلام والمسامين دراسة علمية »كل هر كزيدرس حال الاسلام في بلده» ويعمل على تثقيف شعبه والشعوب القريبة منهبالاسلام. ولككن ل يتم شيء من ذلك » لآنه حب أن تتوافر مع رغبة الشعمب ارادة الحكومة ومعاونتها وقرر أن ينشأ في كل بيد اسلامي صندوق مالي لبمسد 56 المجاهدين 20 الفداثيين المرابطين دول الأرض المقدسة لمحعلوها سي زعاذاً على يحتلمها » وهم بريدون منها أن تككون لبنا وعسلآً . وأردنا أن ننشىء مكاتب للدعوة العامة إلى الجباد» لأن العدو احتلجزءاً من أرض الاسلام بل من أقدسها على المسلمين » فأصبح الجهاد فرض عين على كل قادر على حمل السلاح 0 بل على كل مسم ومسلمة كل فيحدود مايستطيع بسفه استجابة لقول النى ملل : « جاهدوا اشر كين بأنفسم وأموالكم وألسذتي » واننا إن تقاعسنا عن الاستجاية لله ولنداء رسوله عِلِقْوٍ القنانحن المسامين بانفسنا إلى التبلكة “أو م نستمع إلى أمر الله تعالى في قوله :فو أنفقوا في سبيل الله » ولا تلقوا بأيديم إلى التبلكة »و أحسنوا إنالله يحب الحسنين©. لقد دخل العدو بيت المقدس » وتحقق نبأ الله تعالى في القرآن : 8 إن أحستتم أحستتم لأنفسم وإن أسأتم فلبا فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهم » ولمدخلوا المسجد كما دخلوه أول 'مرة » ولمتبروا ما علوا تتبير 0 عسى ربك أن برحمك » وإن عدتم عدن » وجعلنا جبنم للكافرين حصيراً © . لقد دخلوا المسحد وتبروا ما علوا تَد تتبيرا » بل حرقوه > قبل تعود إلى الله تعالى ونجتمع ؟ هل ننتظر إلى أن يذههوا إلى الروضة الشريفة »© والمسحد الحرام بعد المسحد الأقصى ؟5. قرر جمع البحوث الاسلامية أو قرر مؤقّره الاخير وما قبله انشاءمكتب لبيان ذلك » ولكن لم ينشأ المكتب 2 ول يبدأ العمل . ٠‏ - ولقد ذكر من قبل في ذلك البحث أن مع البحوث الاسلامية نواة مجمع أوسع شولا “وأعم نفعا وأكثر عملا 2 ولكن ثمة معوقونلابوٌمةون به » فقد حدث أن أحد المسؤولين ذهب إلى أحد المتمرات الاسلامية في آسما ودعا إلى نقيض ما قرر المجمع في مصر > نعم إن المومر م بوافق على ما طلب 1 ولككن هذا صور أن المجمع في مصر يوجد من لا يمن به > ويعضهممنالمشتغلين بالمسائل الاسلامية ومن له إشراف عليه . وإذا كان نواة للمجمع المرموق المطلوب» فاته يلا ريب حب أن يكون في ظل الجامعة الإسلامية » ومجلس إدارتها الذي سنتكم عنه قريسا » لكي يكون له الاستقلال الكامل » وإن كانت حكومة مصر قد راعت استقلاله ابتداء » ول يمس استقلاله إلا أخيراً » وان كان مسا خفيفاً . وانه إذا كان في ظل الجامعة الاسلامية » وقد تكونت »> فان قراراته ستكون موضع التنفيذ » إذ أن الحكومات الاسلامية ستكون منفذة لقراراتها » وقرار الهمئات المستظلة بظلبها الوارف . وإنه يحب أن يكون له فروع في البلاد الإسلامية كلها تتولى دراسة الاقلم وحاله الحاضر » وما يحتاج العم الاسلامي فيه » ويكون لفرع امجمع نوع إشراف على الدراسات الدينية في تلك البلاد » وتوجمهها حيث لا تكورن مجانبة لما تدعو إلمه مقاصد الجامعة الاسلامية التى هي القوة المسطرة على الثقافات كلها . 000 وغير بعد ما ذكرنا من أنه حب أن تكون مثا لكل الامم الإسلاممة في مركزه العام » بحسث يككون المركز العام له أعضاء »> مثلون للمجامعالفرعية وإن المجمع الرئيسي وفروعه يجب أن يعنى عناية خاصة بالأقليا تالإسلامية في كل البلاد » بحيث يدها بالثقافة الإسلامية » ويعينها على رفع الظم إن كان» ويسبل ها الانتقال إلى بد اسلامي قريب إن لم بتيسر رفع الظم » لكيلا يعدشوا مستضعفين في الأرض » والله تعالى يقول : ل إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم » قالوا فم كنتم ؟ قالوا كنا مستضعفين في الأرض » قالوا أل تكن أرض الله واسعة فتباجروا فيها ' فأولئك مأواهم جبنم وساءت مصيرا » إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حملة ولا يتدون سبللا » فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم » وكان الله عفواً غفور؟ » فض ومن يهاجر في سبيل الله يحد في الأرض مراغماً كثيراً وسعة » ومن يخرج من ببته مهاجراً الى الله ورسوله » ثم يدركه الموت > فقد وقع أجره على الله » وانه يحب على المجمع بعد دراسته أن يبلغ مجلس ادارة الجامعة الاملامية حمال هؤلاء المستضعفين » وليستعد لعمل ما ينبغي عله سياسياً ودولياً » بل حريياً إن أوجبت الحال » حتى لا يمخذل. مسلا في موضع يحتاج فيه الى النصرة » فإن رفع الضم هو سديل العزة . تأكلها ذئاب الانسانية ول تمنعها قوتها الحربية من التردي وإن حاول حكامها » الجماعة العامية أوسع شمولا : وهو الملمه لما يحب من الدراسات الدينية :عامة » والبه ينتبي التجمع العامي الديني للاسلام » إذا كان كذلك » فإن الماعة العلسة اثمل في موضوعاتها من مع البحوث وفروعه » وإن سئت فقل إن جمع البحوث الاسلامية مع شموله هو وفروعه»عندما توجد» شعبة من الماعة العلمية»إذ هو شعبة العلمالاسلامي واحماء تراثه» ونشره» وتثقبف المسلمين بالثقافة الاسلامية الصحبحة »و الماعة العلمية يدخل في عموم موضوعاتها » إذ انها تشمل على كلعلوم الحباةوالدين. فبي التي تنظم الدراسات الاقتصادية » والدراسات الهندسية» والدراسات الكونية والطسيعصة والدولية وهكذا .... إنه لا بد أن نتسلح بكل ما يتسلح به أعداء الاسلام» وم الآنيتسلحون بالعلى » بل إن سلاحهم ثرة لعلومهم فاذا لم نعد لهم العدة ضعنا بينهم > والله تعالى يقول : 9 وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة4 »2 وقوة هذا العصر العلم » "534 فهو قبل شجاعة الشجعان » بل ان شجاعة الشجمان لا تغني شيئا يحواره . وان هذه الماعة العامة المكونة من كل خبراء العلم في الهمندسة والطب والكون > والطبيعبات » والكياويات »© والفضاء وغيرهم من أهل الخيرة. وان عمل هذه الماعة العامة اولاً دراسة ما تحت يدها من العلوم ونشره في الأوساط العاسة في الملاد الإسلاممة » ومتابعة تنفيذ. لدى الجبات ذوات الاختصاص . ثانا - متابعة الدراسات الحختلفة فى اللغات الحسمة ودراستبا والإشارة إلى ترجةما ينبغي ترجمته منها ٠‏ وما يكون قره فائدة للم في البلاد الإسلامة في دأب ومن غير قصور . ثالث - تشجيع الدراسات الخاصة »© وتهيئة الاسباب للدارسين ١‏ الباحثين في الطب وسائر العلوم . رابعا ‏ أن يكون لهذه الماءة فروع في كل الأقالم الإسلامية توافييبا بالبحوث المبتكرة » والمتبعة » وما يستجد في الملاد الأجنبية من معلومات في الكون والانسان . اننا يحب علمنا أن نساير ركب العم » ولا نتخلف عنه » فان مز يتخلف عنه يعيش في ضلالة عساء » لا يعرف فنها ما بعوقه وما نحسه . إنه قد أثشىء في مصر مراكز قومية للبحث العاني > وهي يسبيل أت » ولكن انتاج التابع » وأحيانا تحيئنا الصحف السبارة يخبر عن طبيب مصري ينسب إليه اخ تراع دواء أو مهندس ينسب إلبه إبتداع آلة من الآلات . ونتمنى أن يعم ذلك البلاد الإسلامية وأن ييكون العمل إسلاميا»ء والانتاج إسلامياً . لقد علم أسلافنا اوربا علم الطب » وغيره » ولا نريد أن نعود معامينهم كا ابتدأة » ولكن نريد أن نسابقهم في الركب »© ولا نتخلف عنم » إنما لك يذهب ضياعا من يكون وراء القافلة التي تسير » لا يصح أن نرضى بمقام الحلفين عن العلم » بل نريد السبق البه » فلهم عقول ولنا عقول . إن المتعصبين من الأورببين » ومن لف لفهم ينسبون تخلفنا الى ديننا » كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً # ولو عكسوا لكانوا منصفين » لأننا ما تخلفنا إلا يوم تركنا ديننا » ول نتدير قرآن ربنا » وهو الذي يحث. على العم » ويطلب النظر في الكون . إن أول آية نزلت من القران الكريم الدعوة إلى العلم » ودراسة الانسان اقرأ قوله تعالى : ا اقرأً باسم ربك الذي خلى » خلق الانسان من علق » اقرأ وربك الأكرم الذي عل بالقلم » عم الإنسان مالم يعم . # وان الدعوة إلى النظر في الكون منثورة في القرآن لا تكاد تحد سورة من سوره إلا وجدت فبها دعوة إلى النظر. اقرأ قوله تعالى : #قل انظروا ماذا في السموات والأرض .# واقرأ قوله تعالى : 9 أفم ينظروا إلى الساء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج » والأرض مددتاها والقينا فيها رواسي »> وانبتنا فيها من كل زوج بهمج » تبصرة وذكرى لكل عبد منبب » ونزلنا من السماء ماء مباركا » فأنبآنا به جنات وحب الحصيد » والنخل باسقات لحا طلع نضيد رزقا للعباد » وأحممنا به بلدة ميتا » كذلك الخروج # وهكذا تحد الكثير من تلك الآيات البينات في القرآن الكرم » ولكنا تر كنا التبصرة » وتبصر أعداؤة فسرة وراءهم » قبل لنا أن نعم عم الكون © وأن يكون لنا معشر المسامين جماعة تقودة البه . عونو الومثرة الا فصِسَادد ٠69‏ - قلنا اننا نقتبس احكام الوحدة ونظمبها مما سنه الفاروق في عصره رضي الله عنه » فقد كان لكل اقلم شخصيته وأمير المؤمنين مسيطر عليهم » وموجه أوامره اليهم » خصوصا ما يتصل ببيان الأحكام الشرعية » فكانت مدينة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم هي التى يصدر عنها ببان الأحكام الشرعية . وكان الاقتصاد الاسلامي «تصلاً بين أجز اء الدولة غير منقطع » وقدأشرة إلى ذلك عند الكلام في حم الأقالم الاسلامية في عبد الفاروق » ومن بعده في عبد عمان وعلى » ثم من بعد ذلك في عبد الملوك الذين حكموا باسم الخلافة الإسلامية » وكانت الوحدة الاقتصادية قائمة حتى بعد تفرق المسلمين » فلويكن ثة جمارك مانمة » ولا مكوس ظالمة » إلاما ايتدع من ذلك في عبد العغانبين . وإن الارتباط الاقتصادي جزء جوهري من الوحدة الإسلامبة » لأن قوى الأمم في هذا العصر تقوم على الاقتصاد » فأمريكا مثلآ قوتها قامة على الاقتصاد الأمر يكي »> وإن مواردها أعظم الموارد » ومصانعها من أعظم المصانم » والاقتصاد أداة من أدوات الحرب بل هو أقوى عدة . وهو في كثير من الأحيان يبعث الحروب » وليست الحروب الآن في أكثرها إلا تنازعا على ينابيع الثروة في الأرض فحيها كانت هذه الينابيع ا اشرأبت اليها الاعذاق » وتحركت المطامع نحوها » وكان التكالب للوصول اليها أو الاحتفاظ بها » والمغالبة المستمرة في خفاء واعلان هي للاستملاء على ركاز الأرض ومعادتها . وانه بسبب تفرقنا الذي انتج ضعفنا قد صارت يناببع الثروة عندة التي هي في حوزتنا وفي أرضنا وني ملكنا معشر المسامين موضم تنافس أعدائنا » بل قد أخذها الذين يقاتلوننا جبراً وني الخفاء» يأخذونها منا لتككون قوة لهم بمدون بها أعداءنا » وحكامنا يصادقون الذين يديرون قتلنا ويغتالون الخير في أرضنا » ويأخذونه أخذاً لماء ولا يلقون البنا إلا الفتات المتساقط من أيدهم. يحعلون منا أدوات الاستغلال » وآلالات العمل » والنتائج لهم » فنحن مسخرون لهم » وما ابقوا إلا لهذه السخرة » وأضعفوتا وأمدوا اليبودوغيرهم بالاسلحة التي يقتلوننا بها » وليمكنوهم من الاستملاء على الأرض المقددسة » ويفتحوا لهم الطريق إلى البيت الحرام » والروضة الشسريفة الطاهرة . لذلك كان لا بد أن يكون لنا اقتصاد موحد لبنتفع المسم يخيرات أرضه ويذهب عنه رق الاستغلال بعد رق الاستعهار » ورق السخرة الى تجملنا هن المسلمين كاننا عبيد الأرض>وإن الوحدة الاقتصادية تنقاضان أن نتعاون جميعا على استغلال يناببع الثروة التي تجود بها ارضنا والتي تكتنزها في اطنبا لتكون لنا أولاً وبالذات » ولا يكون لغيرة إلا ما يفيض عن الاقالم الإسلامية » بعد أن تستوني حاجاتها منها . إن الاجني يستولي على نفط الحجاز كله وعلى تفط الكويت كله وعلىنفط العراق كله » وعلى نفط ابران كله » ولا يعطي أهل البلاد إلا القليل» ويجعل له أصدقاء من يطوعون أنفسهم لصداقته » ويؤثرونه على قومهم ولا يؤثرون قومهم ودينهم علبه. ويتعللون بالتعلات لتبرير تلك الصداقات وانه لمن المؤسف حقاً وصدقا أن مدخرات الدول المنتحة للنفط ترسل إلى المصارف الأوربية» وتختزن في خزائنها» وتنفق من غلاتها تلك الدول فيا يفبدها ولا يفيدا > فبي نكي تأخذ منا الأصل »وتأخذ بعض رات الأصل من اموالنا » وكل هذا يستخدم ضدنا »وبرسل أسلحة تستعمل للفتك بنا في ممادين القتال » ولازعاج الآمنين. وف الجتممات الدولية يلوون السنتهوم بالباطل» وإن وجد في بعضبم شعور بالحق جمجموا وم يتكادوا » لآن العداوة المستكنة في قلويهم؛ تحعلهم يترددون في الحق . وإن رأينا من بعضهم كلمة » فليست للانصاف المجرد » انما هي من قبيل المغالبةفي أمرن أو الرغبة في أمر بريدون أخذه بتلك الكلمات المعسولة. ١6+‏ - إن البلاد الإسلامية قد جمعت خيرات الدنيا » ففبها ممادن الأرض » فاذا اتجبنا الى استخراج كل هذا من أرضنا لأنفسنا فاقمنا المصانم» حيث يكون وقودها نحوارها » وجمعنا حصاد الأرض »> وزرعناها بالقسطاس بيننا كانت لنا قوة » وكان لنا العيش الوفير والخير الكثير » وما كنا عالةعلى غيرة في قوتنا أحانا » ولا كا في ثُرات أرض مثلبا عندنا » وما كنا من بعد ذلك أجراء لغيرنا » وكأننا الغرباء في ديارنا . اتنا لا نستطيم الانتفاع يخيرات أرضنا الا إذا تعاونا جميعا على استغلال ينابيع الثروة » ولا يكون لغيرنا منها الا ما يكون فائضاً عن حاجة كل إقلم إسلامي كا أششرنا . لقد كان المسلمون الأولون يعرفون ذلك التعاون في صدر الإسلام » ومن بعده حتى تفرقوا وتدابروا » وتدخل عدو الإسلام فيا بينهم » فصاروا تابعين لغيرهم» ليس هم ارادة في شؤون أموالهم ولا تصريفها » يؤكلون» ولا يأ كلون ويسخرون لمنافع غيرهم » ولا ينتفعون » ويتنازع الأعداء على أرضهم > كما تتنازع الذئاب على قطيم من الشاء . إن التعاون الإقتصادي الذى أوحمه القرآن » وهو الذى يكون الوحدة الاقتصادية » يتقاضان أموراً : ' ١‏ أولها ‏ أن يكون أهل الخيرة الذين ينظمون الاقتصاد في أرضنا منا لا من غيرنا ما دامت فينا الكفايات » وإذا نقصت كفايات رجالنا - زودتاهم و بالعلم في بعوث نبعثها » أو برجال ندعوهم بزودوتنا ما ينقصنا من علم على أن يكون توجبهبم لنا ».وتحت ممعنا ويصرة . واننا إذا اتحبنا مضطرين إلى إحضار خبراء من غيرة » نطلبهم من البلاد التي لم تجرب عليها شرا » أو تككون مصاحتها في أن يقوم الاقتصاد بيننا على أسس سليمة » وعلى أي حال نشدد الرقابة عليهم ولا نترك الأمر فرطاً. ثانمها أن تكون الم سسات الاستغلالمة منا » وتكون رؤوس أموالها منا ء لا من غيرنا » فتكون لنا بالرجال والمال» فان الاجانب عنا لايريدوننا الا مسخرين » ولا يليثون إلا قليلآً حتى يتخذوا أمواهم سبيلاآً للتحك فينا » كذلك كانوا يفعلون في الماضي » واتهم بتريصون بنا الدوائر لتقم فها وقمنا فبه من قبل» فعلينا أن نتخذ من الماضي عبرة » وإلا وقعنا فريسة في أبدهم» إن شركات النفط في الأراضي الإسلامية ليست في أرض الإسلام » انما هي في انحلترا وامريكا » ويحب علبنا أن نحعلها في أبدينا بشركات منا » فان كسبت هذه اأؤسسات نلنا الكسب كاملآ » وان خسرت خسرنا وعالجنا أسباب الخسارة . إن هذه الشركات تستمدحكوماتها القوة منبا » وتمدها حكوماتها بالقوة. ثالثها ‏ إن التعاون الاقتصادي أو الوحدة الاقتصادية التي نتغماها توجب أن يكون للساين نقد موحد » يكون للتعامل فما بين الاقالم الإسلامية بعضها مع بعض ولا يلفى بذلك النقد الاقليمي » بل انه يبقى ليسول التعامل بين الشعب في الاقلم . فنكون تحوار النقد الاقليمي نقد موحد جامع تنسب البه كل النقود الاقلممية بمقاديرها » فيقدر فيه الدينار العراقي والكويتي »© والليرة السورية * وغيرها من النقود الاقليسة . وذلك سبل التعامل بين البلاد الإسلامية من غير أن يتخذ النقد الاجني وسيطا قي التعامل الإسلامي فيرفع ويخفض على حسب ما بريده الاجانبفينا. ين مصرف إسلامي عام : | ٠64‏ - رابعها - يحب أر يكون للسامين مجتمعين مصرف كالمصرف المركزي في امريكا ولككن يكون هذا إسلاميا خالص » ويقوم على مايحله الإسلام » وما يحرمه يكون ممنوعاً » وان ذلك المصرف مجحب أرن يكون خالياً من إبداع النقود بفائدة » فإن مؤمر محمم البحوث الإسلامية قرر فها قرر أن فوائد المصارف ربا » ما دام المقرض يأخذ الفائدة من غير أن يعرض للخسارة » وقد جاء ذلك القرار في المؤةر الأول وقد أبده المؤقروت»وأرسل إلى علماء المسلمين في كل البقاع الإسلاممة » فلم ينكر ذلك أحد من علاء الدين وإن ضج حوله بعض علاء الاقتصاد الذين بؤمذون بالاقتصاد الحاضر المشوب بالمهودية أ كثر من إيمانهم بالقرآن الكريم > وميادىء الإسلام . وإن المصرف يقوم بأعمال جليلة منها : (أ) أنه يمد المؤسسات الإسلامية التي تستخرج خيرات الأراضي الإسلامية من ينابيعها » والموؤسسات التي تصنع هذه الكنوز التي تخرجها الأرض»ويسهل تبادل السلع بين المسلمين . على أنه في إمداده للمؤسسات الإنتامة لا يستغلها بالفائدة » بل يكون شريكا لهذه المؤسسات إن ريحت شاركبا بسهم مقدر في ريحبا > وإن خسرت كان عليه من الخسارة بمقدار ما أسهم في رأس ماها المستفل . وقد حقق ذلك صديقنا المرحوم الاستاذ مد عبدالله الخولٍ » وقد قام في مصر مصرف ابتدأ صغيراً وحرم الفائدة تحريما قاطعا » وسار على نظام الاقراض مع المشاركة في الكسب ان كسب من اقرضه » وعلى تحمل الخسارة معه قدار ما أعطى ان خسر . وقد قام ذلك المصرف بأعمال جليلة » واتسع نطاقه » وانتقل من مدينة الى مدينة »“ولكن سرعان ما حاريه الذين يؤمنون بالاقتصاد الربوي المبودي » م الوحدةالاسلامية (٠؟)‏ أكثر من إيمانهم بالقرآن » فوئدت فكرته في مبدها » بعد أن بدا خيرها . لغيرة . (ب) ومدار أعمال ذلك أنه يسهل تبادل النقد الموحد بين البلاد الإسلامية » ويكون له فروعفي كل بلد إسلامي » ليسهل التبادل النقدي» ولا يكون ثمة عسر في ذلك التبادل . (ج) أنه يسبل نذقل حاصلات البلاد الإسلامية بعضها الى بعض » مع ومن الحق علمنا أن نقول: إننا وجدت بادرة خير تتجه بالمسامين الى الوحدة الاقتصادية . فقد كان من قرارات الوتمر الإسلامي الذي انعقد في باكستان في الشهر انتديتهم الحكومات لحضور ذلك المومر - » تكوين مصرف إسلامي وعبدوا الى المندوب المصري أن يعمل على إعداد مشروع لإنشاء هذا المصرف مع من أولما - أن يكون الخبراء الاقتصاديون الذين يعينون برأي المندوب الممري الفاضل من الذين يؤمدون بالقرآن © أكثر من إيمانهم بالاقتصاد المولود في أحضان النهود ثانيها ‏ أن يكون ذلك المصرف خالياً من المعاملات الربوية » وإلا لم يكن إسلاميا » بل يكون له من الإسلام الاسم دون الحقيقة . وصار مصرفاً ككل المصارف > وفائدته تكون سماسمة لا دينبة » والله الحادي الى سواء السبيل ٠.‏ لا جمارك بين المسامين : ه6١‏ - وخامسها أن تزال المحاجزات ال حر كمة بين المين » فلا مكوس ولا ما يشمهها تؤخذ من الحاصلات الزراعية » والمعادن التي تصدر من بد إسلامي الى آخر :وذلك لأننا أمة واحدة نحم الإسلام » وهو الهم الذي لا ترذى حكومة غيره » وإن المكوس أو الهارك هي نوع من الاحتكار وتؤدي إلمه > والني ل قال « المتكر خاطىء »2 والجالب مرزوق » فإذا نحن فتحنا الأبواب لأخذ كل إقلم حظه من خيرات الإقلم الآخر» فقد فتحذا باب الجلب »2 وغلقنا باب الاحدكار» وتحسب المآل فتحنا باب الرزق الحلال» وغلقنا باب الحرام . وإن عمر بن الخطاب الذي فتحت أول ما فتحت فيعبده الأقالم» ما كان يضع محاجزة بين اقلم وآخر » لآن خيرات الأرض مالك الآرض والسموات توزع على عمال الله كل بحسب حاجته . وإذا كان لا بد من وضع جمارك » فعلى ما يخرج من الديار الإسلامية الى غير المسامين » فإنه لا يصدر إلى غير المسامين إلا ما يفضل عن حاجاتالمسامين جميعا » فلا تصدر مادة تككون نادرة في إقلم إسلامي إلا بعد أرن يستوفي حاجته ولا يستورد من بد غير إسلاميمادة تكون موفورة في اقلم إسلامي» ولو كان الاقلم المستورد محتاحا الى هذه المادة © فانه يستوردها من الاقلم المسم . ولذلك يحب أن تكون دراسة اسلامية شاملة لخيرات كل اقلم ») وما يحتاج اليه مما لا يكون عنده » ويرسل فائض خيره إلىمن يحتاج البه» ويرسل النه من فائض غيره ما لا يكون عنده . وبذلك يتحققى الاكتفاء الذاتي للاسامين »2 وأرضهم تكفيهم » ويفيض منها فائض يرسل في تنظم دقيق إلى غيرهم . نيتنا إن الأراضي الاسلامية في آسية وافريقية » وبعض أوربا فبها من الخيرات ما يكفي البلاد الاسلامية الضر وري منما والحاجي والترفمبي ٠.‏ من امريكا » ومن فرنسا » بل من اسُتراليا » وهي في أشد الحاجة » بينا الجزائر وحدها تستطيع أن تمد البلاد العرببة كلها » وهي تتجاوز المائة في الحسبة » وتمحبا أجود تمح » ولكنها تصدره بالثمن لغير المسامين » وقيبيل لتشتري به أسلحة »© ولعله من بعد ذلك يباع للسادين " وهكذا غير القمح مما يحتاج اليه » ولا يستغنى عنه » يحتلب من البلاد الاوربية » ولعله في الأصل بحجلوب من أرض إسلامية » والوسيط يتحم في المسامين شراء وبيعا » فهو يشتري بأبخس الاثمان » أو بأقل ما يمكن أرن يشتري به » ويتحك فيه » ويضن به على الملاد التي تحتاج المه من البلاد الإسلامية حتى تخر له صاغرة » ويشترط لها ما شاء من الشروط لأنها محتاجة البه » وهي في الحقيقة غنية بأرضها من الاقالم الإسلامية إف اتحبت إلى توحمد الغاية . إن الأرض الاسلامية في كل الأقالم الإسلامية تكفي أهلبا » ولا تحتاج قط إلى غيرها » وغيرها هو الذي يحتاج المها . إن البلاد الإسلامية فيها كل الأجواء » ففها النباتات التى لا تنبت إلا في الاجواء الحارة ل وفمها الدوحات 5 الأشحار القوية المعسدة الجذور فيالأرض الي تكثر في البلاد الباردة وفيها المعادن والكنوز » وفيها كل ما يتصور أن تنتحه أرض » ولككن كان الاستعمار في الماضي يرمها من كراتها ويستبد هو بكل خيراتها » وما يبقبه لا يكفي إلا ما يقم الأود. وإنه إذا كانت الوحدة الاقتصادية بين البلاد الإسلامية لا تحتاج إلىغيرها» وغيرها يحتاج إلى ما عندها وإننا إذا اعتمدة على أرضنا وعلى أنفسنا اتحبنا ا إلى استخراج كل يناببع الثروة في بلادة » فإذا كنا لا نطالب أمريكا بقمحبا ولا روسما بما عندها » وم نستجد من هنا وهناك » قاتنا لا محالة واجدون في ارضنا كل شيء وسنعمل على استخراجه » فنستخرج من السودان ما نطيب به أرضه ونحمي مواته » وان فيه سبعة ومائة ملمون من الأفدنة صالحة للزراعة وفيها أطمب الفاكبة الت تترك من غير جني >» حتى تتعفن » وتصير مصدر داء » بدل أن تحني منها مرا يانم » وطعاما شهنا » والعراق قبه نحو ستة وثلاثين ملمونا من الأفدنة » لا بزرع منها إلا نحو سبعة» والباقي واحمات شاسعة قد أهلناه ولا تأخذ منه قليلا ولا كثيراً » ونتككفف مع ذلك أيدي الذين لا يألوننا إلا خمالاً . اننا حينئذ نحبي موات أرضنا » ونستنبت نياتها » ونستغل خيراتها . وانه إذا كان لدينا » الاكتفاء الذاتقي » وقد صار فينا مبندسون» وصناعمهرة أقنا المصانع لتصنيع بلادة » وأصبحنا لا نحتاج إلى آلات نستوردها » ولا إلى معدات نطلبها » بل نقدم لغيرنا ما يفيض عن حاجات الاقالم الإسلامية » ونمد الانسانية بككل طاقاتنا » ولا تكون فرصة تنتبز ولا منالاً لمن بريدة اتباعا له من هذا المعسكرأو ذاك المعسكر؛بل نكون سادة في أنفسنا»وسادة لما وهبنا الله تعالى من خيرات » ولا نكون طعمة يتطعمها غيرنا . الججرة ٠‏ - يقول الله تعالى مرشداً هادياً : © هو الذي جعل لي الأرض ذلولاً » فامشوا في مناكبما وكلوا من رزقه» وإلمه النشور» أأمنتم من في السماء أن يخسف بي الأرض * فاذا هي تور > أم أمنتم من في السماء أن يرسل علي حاصبا فستعامون كيف نذير » يحرضنا القرآن الكرم على ألا نككون احلاس الأرض »> بل نهاجر حمث السعة ورغد العيش » ويقول سبحانه فوا تلونا آنفاً وإنه يلاحظ أن الأمريكان الآن با لهم بأخذون أبئاءة البهم » ليعمروا ديارهم > ويقوموا بالواجبات التي تتقاضاها الحياة عندهم . وإنه في الوحدة الإسلامبة يحب أن تككون الحجرة الى أرض الإسلام > فيباجر أهل الخبرة من الاقالم التي فمها عم مادي بالحياة وما فيا من مادة ليستخرجوا ينابيع الثروة فيها » ويمنموا أن يحىء اليهم الذين يستغلوسم لانفسهم » ويتعرفون البنابيع ليستلبوها . نريد أن تهاجر هذه الكفايات العامة الى الاقالم الإسلامية > وفيها الخير العمم » والنفع العظم > وارضاء الله سبحانه وتعالى » ورضوانه تعالى اكبر . وإنه فوق هحرة العاماء في داخل البلاد الإسلامية حسث دتوافر في كل بلد إسلامي رجال من أهل الخبرة في الزراعة والصناعة ©» وإدارة الدور اللمالية » خصوصا في الشعوب المتخلفة فيا . لضن إنه فوق هذه الحجرة العلبة » حب أن يفتح باب الحجرة “من البلاد الآهلة بالسكان إلى البلاد القليلة في أعدادهاءلآن السكان في البلاد الإسلامية يتكاثفون في إقلم » ويقلون في اقلم » وكا يفيض كل إقلم إسلامي بما عنده من فائض إلى الاقالم » فخير فائض هو الأنفس الشرية فالبد الذي لا تتناسب أرضه مع عدده لقلمتها نسبيا بالنسبة لعدد السكان تفيض بالأيدي العاملة على البلادالتي تقل فيها هذه الأيدي . إن كل الأراضي الإسلامية في جموعبها بزيد على ما يحتاجه كل السكان لو تعاونت كل الاقالم في توزيع سكانها على حسب الحاجات . اثنا تجد بعض الملاد الإسلاممة قد اكتظ بسكانه» حق بلغ أقصى درجات الككظة . ونحد بعض البلاد الإسلامية خالا من بعمرها » كا ذكرظ فق السودان » وفي العراق ©» ومثلها كثير . فإذا فتح باب الحجرة » ونظمت »© وأحس كل مسم أنه إذا انتقل الى أرض من أرض الإسلام“إنما ينتقل الى أرضه ولا يكون غريباً بها » فإن ذلك يكون فيه الخير»وتستخرج خيرات المسامين » ولا تكون مجاعة في بلدإسلامي ويمن الغرب بأنه يسارع الى اغاثته» وهو يأخذ ماله» ويدفعه الى هذهالخمصة. وبهذه الحجرة وبا ذكرة ينتفع المسامون بكدل قواهمومواردهم من زراعية» وصناعية » ومعدنية » وإنسانية اللبم هيىء لنا من أمرن رشداً » واذهب عنا الأهواء التي فرقتنا » واهدن الى ما يجمع الشمل » ويككشف الغمة . 1١ دصل ةالنياس جار ١69‏ - نقصد بوحدة السياسة الخارجية أنتكون علاقة الأقالم الإسلامية متحدة في عداوتها وولاءًا 0 وذلك يقتضي أمرين : أحدها ‏ ألا يكون بين أي اقلم وآخرمن الآقالم الإسلامية خلافسيامي يحمل أحدهها يناوىء الآخر في سساسته بالنسية للعلاقات الخارجية » ولكل سماسته الداخلمة » ونظمه الدستورية والقانونية بشرط ألا تتكون على خلاف القرآن والسنة فالاحكام الثايتة بالقرآن والسنة من غير تأويل عامة بالنسبة للسلين اجمعين ويتبع ذلك بلا ريب أن تكون الشورى هي أساس النظام وعلى أساسها يكون النظام » ومن غير تدخل في أصل الحم أيكون في بيت يتحقق مبدأ الشورى في الاختيار وفي الأحكام » وتنفيذها » فلا استبداد ولا ما بيه ولا ما يؤدي المه بأي صورة من الصور . ثانيهها - ألا يدخل أي اقلم من الاقالم الإسلامية في أي اتفاق سيامي منفردا » لأن ذلك قد يؤدي الى أن يتخالف المسامون في اتفاقاتهم > فيوالي هذا دولة يعاد.ها اقلم آخر من الاقالم » فسداً للذريمة لا يحوز الاتفاق الانفرادي لآي ولاية أو اقلم إسلامي » حتى يكون الجبع على ولاء واحد » عبد ملوك المسامين : عندما كانت الوحدة الإسلامية قائمة» وإن لم يكن النظام 17 إسلاميامن كل الوجوه على ما أششر من قبل “إننا نريد وحدة فبها حرية الاقالم في إدارة شؤونا » ولكن ها وحدة جامعة هي الجامعة الإسلامية وقد ينكون هذا استثناء جزئي بأن يكون اقلم ناء وقد اضطرته الأحوال لأن يعقد عقد عدم اعتداء مم الدولة التي تحاوره ٠‏ فإن ذلك يجوز أن بيقع ولكن يحب إعلام مجلس إدارة الجامعة الإسلامية . ونجلس الإدارة أن يوافق عليه ليكون موثقا من الجامعة الإسلامبة » ويشترط اوافقته آلا يكون فبه ما يمس اقلماأو ولاية إسلامية . وإن الوحدة في السماسة الخارجمة توجب أن يكون المسامون مجتمعين قوة دولبة موحدة * فلا تشذ واحدة منها عن الأخرى . وقد يكون من الخير أن يكون لكل إقلم صوت مستقل في الجتمعات الدولية ولكنهم عند التصويت في أي أمر يحب أن يكون صوتهم متحداً » لمكونوا قوة مرهوية حسب حسابها » وإن ذلك التكتل يقم في المجتمعات الدولية على بقاء كل دولة من الكتلة بصوتها الذي تنديه » فدول أمريكا الجنوسة كور كتلة دولمة» ولكل دولة صوتها المستقل مع اتحادها جميعا » وهي تتفق قمل التصويت »2 والدول الاشتراكية تككون 5ت دولية » ولكل دولة صوتها » ولكنها متحدة في السماسة العامة والاتحاه السياسي العام . وإن ذلك المبدأ يسيرعلى أساس أن الوحدة الإسلامية لدست دولةواحدة» ولكن لكل إقلم شخصيته مع الاتحاد العام في العمل والغاية ورقعة البلاد . الأحلاف : هه٠١‏ - أساس السياسة للوحدة الاسلامية أن تكون محايدة في الملة » لأنه معتنازع المآرب والغايات فيدول العام لا يصح أن تنحاز لمجموعةمنالدول ضد جموعة أخرى » لآنها لا تككون عاملة للإسلام » يل تحكون عاملة لمن انحخازت إليه . ام ولذلك لا يصح أن تشترك الوحدة الإسلامية في أي حلف »2 وذلك ما يأتي : انها ان اندبحت فى حلف فقادة الحلف » والدول العظمى فيه هي التي تسيره » وتوجبه » وفي هذه الحال تفقد جزءاً من استقلانها السيامي » ولأنها تككون سائرة مع القوي » ظم أو عدل » استقام أو اعوج 2 واعتير ذلك حال بعض الدول الإسلامية التى دخلت في حلف الاطلنطي » فإنها لا سير سساسته » وليست عندها الطاقة لأن تسير سساسته » أو يكون لما دخل في تسميرها » ولقد حدث أن أسلحة الاطلنطي كانت مسخرة لضرب البلاد الإسلامية التي تريد أن ترفع نير الاستعار عنبا » كالجزائر » فإن أسلحة ذلك الحلف هي التي كانت تضرب ثورة الجزائر الى انتبت بأن ألقت بالاستععار في البحر المتوسط . ْ وانه عندما أراد اعداء الحق انشاء.حلف مموه حلفا إسلامياً كان المقصود منه أن حمل المسامين جمسعافيقيضة الأمريكان الذين لا برجون للإسلام وقاراً » وسياستهم ضد الإسلام على خط مستقم . وثانمآ ‏ ان الاحلاف تحمل الجامعة الإسلامية تتعرض للوجوم من كاركب الحلف ضدم . وثالثا - ان هذه الاحلاف في واقعبا في هذه الايام تناقض مبدأ الاسلام في الأصل في العلاقات بين المسامين وغيرهم هو السم » إذ يقول الله تعالى : « يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السم كافة » ويقول سبحانه تعالت كلاته : © وإن جنحوا للسلم فاجئح لما وتوكل على الله # وفوق ذلك فإن الاحلاف المسكرية في حروب هذا العصر الذيأساسه التغالب “ولا يتحرى العدل“بل بقع في الظم » هو تعاون على الاثم والعدوان » والله تعالى يقول : © وتعاونوا على البر والتقوى » ولا تعاونوا على الاثم والعدوان *» . 4 ورابعا - ان الاسلام دعا إلى ألا يقاتل المسامون من لا يقاتلون » يل يكون غير منحاز » ولقد قال تعالى بعد الأمر بقتال المعادين للاسلام الذين يمتدون على المسامين قال سبحانه : 8 إلا الذين يصلون إلى قوم بينم وبينوم ميثاق»أو جاؤوم حصرت صدورم أن يقاتلوم 2 أو يقاتلوا قومهم» ولو شاء الله لسلطبم علمك فلقاتاوم » فإن اعتزلوم فم يقاتلوم > والقوا المكم السلم © نما جعل الله لي علبهم سبيلاً # ويأمر المسامن بألا يقاتلوا من يلقي السلام » فبقول سبحانه : 8 يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله » فتسنوا ولا تقولوا لمن ألقى إل السلام : لست مؤمناً » تبتغون عرض الحباة الدنيا » فعند الله مغائم كثيرة » كذلك كثتم من قبل نمن الله علمك »© فتسينوا» إن الله كان با تعلمون خبيراً # . وهكذا نحد النصوص القرآنبة واعمال الني ملِدَمٍ تدل على أن التحالف الذي يدعو إلى التكتل » وأن يكون المتحالفون ضد طائفة من الناس © ولا يكون أساس انتحالف دفع الظل » ومنع الأذى » بل يكون الآساس هو المغالبة بين مذهيين » أو اتجاهين © أو نوعين من الناس » ويكون فيه روج عن الإسلام وبذلك يفترق الحلف عن اايثاق الذي يكون لامودة والمعاونة . العهود أو المواثيق أو الأحلاف الفاضلة : ٠8‏ - إذا كانت الحالفات مم غير المسامين لا تحوز ٠‏ فالمعاهدات تحوز» وفرق بين الحلف والمعاهدة » لأن الحلف اتفاق على الحرب »2 والاتفاق على الحرب مع غير المسامين يحر الإقلم الإسلامي إلى أن يحارب » سواء أكانت الحرب جائزة في الإسلام أم لا » لآن الحرب في الإسلام لا تجوز إلا لدمفع الاءتداء » أو لدفع الفساد في الأرض كا قال الله تعالى ‏ ولولا دفع الّالناس بعضبم ببعض لفسدت الأرض »2 واككن الله ذو فضل على العالمين 4 فالحرب الاسلامية حرب فاضلة تدفع الها الفضيلة وتظلبا الفضية » وذلك غيرمضمون 16م في الأحلاف المطلقة التي تكون ضد مذهب »> أو ضد جماعة » أو تكورل عونا للقوى في الأرض غربية وشرقية ونحو ذلك . وان هذا يدفما إلى أن نقول إن نوعا آخر من الحالفات العادلة يحوز » كالمحالفة التى تحكون للعمل على معاونة الضعفاء » كحلف الفضول الذي عقد في مكة قببل البعئة المحمدية » فقد عقد في دار عبدالله بنجدعان حلفقوامه أن المتحالفين يتحالفون لمنصرن الضعيف على القوي » وليأخنفن على يدي القوي» ما رسا حراء وشبير » وما بل بحر صوفة . فان هذه محالفة دفعت المها الفضماة والنخوة العريبة » وهو فضملة في ذاته ولذا قال فيه الني ملم ه حضرت بدار عبدالله بن جدعان حلفا » ما يسرني به حمر النعم » ولو دعبت به في الإسلام لأجبت » فبذا النوع من الأحلاف لا يوجد مع الأسى والأسف » اما الذي بوجد هو الأحلافالآثمة التي يتحالف فمها الاقوراء » لبجتازوا العالم » ويفرضوا على الناس ما يفرضون»وهي أحلاف في أساسها كا ذكرنا تعاون على الاثم والعدوان . وهذا النوع الذي نستنكره »© وندعو الجامعة الاسلامية إلى ألا تؤيده غير الحلف الفاضل الذي أقره الني لاه » وندعو الجامعة الاسلامية أرن تكون الجامعة الدولية التي تحث على الفضماة في الماعات » 5 بحث الإسلام على الفضملة بين الآحاد. وان نصرة الضعفاء ولو كانوا غير مسامين أشدانواع البر تقريبا إلى الّتعالى فلقد قال يََْه : « ابغوني في ضعفائم » فائما تنصرون وترزقون بضعفائم لأن المدل خلق الإسلام » والله تعالى يقول :8 إن الله دأمربالمدل والاحسان وايتاء ذي القربى » وشهى عن الفحشاء والمدكر والمغي يعظلم لعلم تذكرون » . هذا هو الأمر بالنسبة للاحلاف حلالها وحرامها . مض أما العبود الموثقة » فانها تكون انهاء للحرب »> أو تنظيا للسم وانه كان لا بد للإسلام من أن يضبط العبود والمواثيق » لأنه جاء لنقض ما يكون باطلاآً » وسن ما يكون حقا > وينظمه . وان المعاهدات قبل الإسلام كا هي الآن يتخذها القوي لفرض سلطانه على الضعفاء » حتى إذا قوي الضعيف نبذها » وقاتل لاخراج نفسه من ذل الضعف إلى غطرسة القوة وهي الآن كذلك ك) أشرن من قبل »2 والإسلام دين العدل لا يفرض المعاهدات إلا لمنع الحرب > أو لانهاء القتال » أو لتنظم سلم عادل . وإذا كان الإسلامقد قرر فيا قرر أن الأصل في العلاقات بين المسامينوغيرهم هي السلم » حق يكون اعتداء أو فساد يحب دفعه »> فالمعاهدات تكورن لانهاء حرب عارضة » والعود إلى حال السم الدائم وإقرار بها وتثدبت لدعامها لكبلا يون بعد ذلك اعتداء إلا أن يكون نقضاً لعبد . ولقد كان رسول الله يِلِتع يعقد العبود والمواثيق لتثببت السم فعقد مع نصارى ثران وعقد مع المهود الذين كانوا ينقضون عبد الله من بعده مرثاقه. ولقد جاء في كتاب كتبه لليهود يئدت فيه عبده » جاء فيه : « لي ذمة الله وذمة رسوله » على أنفسكم»وديني » وأموالكم»ورقيقك وعلى كل ما ملكت أعانكم» لا يطأ أرضم جيش ولا تحشدون ولا تحشرون» من سافر منكم فهو في أمان الله » وأمان رسول الله عِلِيّوٍ « لا إكراه في الدين » . وهذا عبد تفيض معائيه بالأمان والحرية » ولكنهم نقضوه » وتآمروا مع المشر كين » والشديدة » تحمط بالمدينة » والملاء بلاء » وما حزاء الخمانة إلا أن ينذل بهم ما كانوا بريدون أن ينزلوه يخباناتهم لله ولرسوله » وللحق والذمة وقد كان الصحابة من بعد رسولالله بِقَع يعقدون الملماهدات لموادعة يتلذى والمسالمة لل ولمنع الحخرب “؛ ومن هذه المعاهدات معاهدة الإمام مر رضوالله تعالى عنه لأهل ايلماءه بيت المقدس » وقد جاء فيها ما نصه: هذا ما اعطى عبدالُ عمر بن الخطاب أهل ايلماء من الأمان“أعطام أمانا لأنفسبم»ولآموالهم ولكنائسهم وصلبانهم > وسقممها وبريكها » وسائر ملتها» أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم » ولا ينقص منبها » ولا من حيزها ولا من شيء م أموالهم » ولا يكرهون على ديذهم 0 ولا يضار أحد هلهم ل ولا سكن بايلساء أحد من المهود . المعاهدات لا تقر الظام : - إن المصاهدات الاسلامية تكون لأمرين . أوما تثبيت السم والعمل على استمراره » وثانيها ‏ اقامة العدل ومنم الظلم » ولذلك لا يقرر الاسلام إطلاق أيدي من يعاهدونه من الملوك أو الكبراء في ظللمَ الرعايا وارهاقيم . وإن الفقباء المسامين قد نظروا في المعاهدات التي تعقد صم الملوك أو الحكام وقرروا أنها تككون على أساس العدل » ومصلحة الرعايا قبل مصلحة الملوك والحكام » ولذلك كان العبد قائًا على أن يعدلوا مع رعايام 2 ولا « إذا طلب ملك الذمة العقد على أن يترك حك في أهل ملكةه با شاء » من قتل أو صلب أو غيره مما لا يصلح في دار الإسلام » م يحب الى ذلك » فها يرجع الى المعاملات فشرطه يمخلاف موجب عقد الذمة باطل » فإن اعطى الصلح والذمة على هذا بطل من شروطه مالا يصح في الإسلام » لقوله عَككعْ : «كل شرط ليس في كتاب الله باطل » وهكذا نرى أن فقباء المسادين عند إقرارهم العبود والمواثيق التي تسوغيقاء الوك على عروشهم يمكون في رعاياهم مع بقائجم في عبد مع المسامين يشترطون "14 العدل » لأن الشروط التي تقبل في الملماهدات هي الشروط العادلة وكل شرط فيه ظلم للرعايا يككون باطلآً » وفي موضع اللغو » ويببح للمسامين التدخل عه . وإن ذلك هو الذي يحب أن تعطبه الجامعة الإسلامية في عبودها لتضرب الامثال للناس في إقامة العدل ودفع الظم » ولتكونجامعة أسست على تقوى من الله ورضوان » ولمنشر العدل » ويذهب الظم » ولتملاً الدنا عدلاً »كا ملت زوراً وظاما . الوفاء بالعبود : أ)15- الوفاء بالعمبود أمر أوجبه الإسلام »© وحث عليه »ولو كان صاحب العبد. مركا ولقد قال تعالى في ذلك © كيف يكون المشر كين عبد عند الله فاستقيموا لهم » إن الله يحب المتقين . » ولقد جاء الأمر الصريح ,الوفاء بالعهد في قوله تعالى : © وأوفوا بالعبد » إن العبد كان مسؤولا © . وإن دين الفضملة والعدالة يوجب الوفاء بالعبد»ولقد قال تعالى : « يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود # والوقاء بالعبد في ذاته فوق أنه عدالة وفضملة هو قوة » والنككث في العبد ضعف »ولقد قال تعالى مو كد وجوب الوفقاء بالعبد: ف وأوفو بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنة ً تنقضوا الأعان بعد تو كيدها » وقد جعلتم لله علي كفيلا ' إن الله يع ما تفعاون ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون عاتم دخلا بينم » أن تكون أمة هي أربى من أمة إنما يبلوم الله به وليبدنن لم يوم القبامة ما كنتم فيه تختلفون » ولو شاء الله لجعلم أمة واحدة»ولكنالله يضل من يشاء » وهدي من يشاء » ولتسألن عما 515 كنتم تعملون ولا تتخذوا أمانم دخلا بيكم » فتزل قدم بعد ششوتها * وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله » ول عذاب عظم # . وإن هذا النص فيه تشديد على وجوب الوفاء بالعبد » وتغليظ لنقضه » ونشير الى أن أسْد النقض ما كان بين شعب وشمب »© وبريد الناقض أرن بزداد قوة »أو أرن تككون رقعة أرضه أقوى . وإن الآية الكريمة تدل على أمور : أولها ‏ أن العبد الذي يذكر فيه اسم الله » أو يمقد يامم الإسلام هو عبد الله تعالى » تمن ينقضه »2 فإِنًا ينقض عبد الله تعالى وميئاقفه 2 فجرمه عظم » وليس اعتداؤه مقصوراً على من نقض عبده . ثانبها - أن العبد في ذاته قوة * والتزامه قوة » لأنه يأمن فيه جانب الاعتداء » وأمن الاعتداء يثبت دعاتم السلام » والسلام تطمئن فيه الشعوب» وتستقر ©» ولذلك شه من ينقض عبده محال المقاء الى تغزل غزها تحكه » وتقويه » ثم بعد ذلك تنقضه انكاثا أي اجزاء صغيرة متفرقة مشعثة» وذكر أن النكث فيه زلل للقدم بعد ثبوتهاء إذ أنها تثبت بالسلم الذي أوجدهالعبد» وفي السلم قوة وثبات » والنقض إزالة للآمن والثبات المستمر » والاطمئنارن الدائم . ثالثبا - أن النص الكريم يشير الى ما يدفم الى النقض من طبائع الملوك الدين لا يبغون سلاماً » وهو ارادة إتساع رقمة الملك » وثماء القوة على أساس من الظم والارهاق . ولذلك قال تعالى :‏ أن تكون أمة هي أربى من أمة» أي لا يصحأن تدفعم الرغبة في زيادة الرقعة » وكثرة عدد المحكومين > وقوة الماد على النقض » لأن النقض زلل يؤدي الى الضعف » وإلى الانزعاج المستمر » والى الخوف » والى التعرض لتبلكة الهرب > وضعف ثقة الناس» ومى ضعفت ثقة ارك الناس في دولة لا يطمئن البباء ولقد وصفت احدى الدول الكيرى المعاهدات بأنها قصاصات أوراق » فاما احتاجت الى عقد المعاهدات ل تجحد من يطمئنالى عبودها فنفرت متها كل الدول»وكل القوى وإنه يحب على المسامين ألا ينقضوا العبد إلا إذا ظهرت بوادر الخبانة » ولا يصح النقض جرد خوف عدم الوفاء منغير بوادر الخمانة »“ولقد روي أن ااؤمنين شكوا الى الني استعداد المثسر كين بعد صلح الحديبية » فقال لهم نر : « وفوا لحم واستعينوا الله عليهم ». ولكن إذا ظبرت الخبانة » وقامت اماراتها وجب أن ينبذ اليهم عبدهم» ويعلنوا بيذلك وهذا ما يدل عله قوله تعالى «هوإما تخافن من قوم خمانة » قانيذ إليهم على سواء أي برد عليهم عبدهم © ويعلنون . الخلاصة : ١+‏ - أما بعد ٠‏ فإنه يحب أن تتحقق الوحدة الإسلامية في السماسة الخارجمة »وتقوم على أساس من الحم الإسلامي الصحبح ؛ والمصلحة الإسلامية التي يدعو الها الإسلام » وأن يكون العدل أضلا من أصول هذه العلاقات » فإنه الميزان للدى والمقياس؛ والميزان الذي لا يخطىء » وهو مبدأ الإسلام في المعاملات الانسانية آحاداً وجماعات . وإنه يحب التنببه هذا الى أمر ذي شأن » وهو مبداً س مبادىء الإسلام المقررة الثايئة . ذلك الأمر أنه إذا حصل اعتداء على الأقلئات الإسلامية من الدولة التي تعيش فبها فانه يحب على الجامعة الإسلامءة » أن تنصل بهذه الدولة لتمنع الظم الواقع على تلك الأقلبة المسامة » فإن المسم أخ المسم لا يحقره ولا يظامه ولا مخذله ولا يسامه » كا صرح الني عَلِ . وإن الني عل قرر ذلك المدأ الجليل » فلا مناص منه» وذلك أن الي عل أرسل الجموش الإسلامية لقاتلة الروم » عندما تبين أنهم قتلوا من دخلوا فس الوحدة الاسلامية (١؟)‏ ف الإسلام من الغساسنة في الشام » فكان القتال المرير في غزوة موتةوتبوك » ثم جبهز جيش أسامة في آخر حماته » وأوصى بأن ينفذ بعد وفاته . وان ايذاء المسامين » كا هو واقع في بعض الملاد الافريقية فتنة لهم في دينهم » وقد قاتل الني ميلع قريشا » لأنهم كانرا يفتنون المؤمنين في دينهم والفتنة أشد من القتل » وقد قال تعالى «« وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة » ويكون الدين لله © . انه يحب أن تككون الجامعة الإسلامية عر لمسامين في قلتهم و كثرتهم » لمكونوا أمة وسطع الخير في هذا العام الذي يموج بالفتن ويموج بالشر » 6 قال الله تعالى : ط و كذلك جعلنا م أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليم شبيداً 4 فلنكن تلك الآمة الوسط + وهي الثلى . زغرى مستي ة كشن 5ذظ مدو وحدة الجيوش في الجامعة الاسلامية : ١+‏ - لسئا من رجال الحرب » ولا من العارفين لأسالميه » ولا من عنوا بدراسة تاريخ الحروب العااية من عهد نسال إلى عيد هندنديرج > وم ندرس إلا تاريخ الحروب الإسلامية في غير استقصاء لمناهمحها »2 ولا تعرف دقيق لأسالببها » ولذلك نترك الكلام في ذلك إلى أمل الخبرة في الحروب الذين مارسوا بعضها » ودرسوا جلها » وهم في ذلك بيحوث في مجالاتها » وكلامهم فبها هو الجدي في مثل هذا الموضوع . ولكنا نريد أن نقول كلمة صغيرة في هذا المقام فبا يتعلق بالوحسدة الإسلاممة * وما تتبعه الجامعة الإسلامية مشيرين غير مبينين » لأننا لا ملك الببان » ولكبلا تكون كحاطب ليل . (أ) انه يحب أن يكون للسامين وحدة رئيسية لجبوشهم » هي التي تدبر » وهي التي تهبيء » وهي التى تحيب عند أول هبعة »2 وتكون قوة الجيش للمسادين جميعا » لا لقوم دون قوم » ولا اقلم دون اقلم . ( ب ) وانه يحب أن يكون في كل اقلم اسلامي قوة تحمي الإقلم من غارات من يحاورونه حتى لا يراد يسوء » وأن يكون في كل إقلم وزارة للحرب . الفا ولكن يحب أن يكون نظام هذا الجيش الاقليمي خاضء_) للجامعة الاسلامية » وأن يكون تحت اشراف مجلس جامعة الدول الاسلامية والجيش ( <) وححب أن تزود القوى الاسلامية كلها ؛ بالمواد الفتا كة التي تكون في قدرة كل دولة » فان ذلك يدخل في مضمون قوله تعالى # وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة # » فان القوة تختلف في الحاضر عنها في الماضي وان تزويد القوى الاملامية بككل ذلك فرض كفاية » لا يصح أن تتخلى عنه الجامعة الاسلامية » وان ذلك يقتضي أن بتحه عاماء البحث والدراسة الى متابعة ما تتسلح يه الجبوش في البلاد الختلفة » ولا يني علماء المسادين عن هذه المتابعة » على أن تصنع في الديار الاسلامية » انه لا يمككن أن تكون الآمة حربسة اذا كانت تستمد اسلحتها من فضل غيرها » فقد يعطي > وقد ينم > وهو في العطاء والمنع لا يلاحظ إلا مصلحته هو وان هذا الفرض الكفائي يحب على الآمة مجتمعة » ومثلة في مجلس ادارة الجامعة الاسلامية » ويحب على الخصوص على العاماء الباحثين الذين يؤهلون لذلك وعلى الآمة الاسلامية مجتمعة أن تهبىء لهم الأسباب * بأن تعد لهم المعامل التي يحرون فبها تجاربهم » والمواد التي تتككون منها » والمال الذي يحتاجون المه . إن البلاد الاسلامية أرضها غنية بككل م! يمكن أن تكون منه تلك الاسلحة الحتلفة » وان البلاد التي تستخدم الذرة بكل انواعها » يأخذورن. من افريقبة ومن غيرها المواد المكونة لها . ولسنا نطلب ذلك ليكون من الجامعة الاسلامية اعتداء » بل هو لدقع الاعتداء والمحارب مأخوذ بسلاح محاريه فيجب أن يكون في يده ما يماثل ما في بد خصمه » وان الممسّدي ان شعر بذلك تردد في اعتدائه > أو امتنمعنه» فالاستعداد أنفى للاعتداء » ويحمل الممتدي يتردد فمه . واعتبر ذلك با بين أمريكا وروسيا » فكلتاهها لا تفكر في الاعتداء على 4 الاخرى مع شدة التنازع المادي » واختلاف المذهب الاجتاعي » لأن كاتها تخشى ما عند الأخرى . فنحن نريد السلاح لا لنعتدي »> ولكن نريده لنكون في أمن منه > وان الشر يدفم بمثله » وكا قال على رضي الله عنه » و كرم الله وجبه في الجنة . « ادفعوا الحجر من حيث جاء فانه لا يدفع الشر إلا شر مثله ». ويعبارة أخرى لا ينع الشر الا الاستعداد لدفعه» وابلغ أنواع الاستعداد هوالاستعداد العامي في تلك الحرب العاسة . وان وجد شر قاتل » وهو الحرب بالممبدات » لأن الدذين فقدوا سلطان الضمير الانساني يحاربون بالآفات التي تهلك الحرث والنسل » وتبيد الزروع في منابتها » فبجب علينا أن ندرس هذا لنعاملهم بالمثل إن أقدموا عليه . واذا كنا في بعض كتاباتنا قررة أن الإسلام لا يعمل على الاعتداء على الشعوب الآمنة » ويمنع إتلاف الزرع وإتلاف الحبوان من النعم في غير مأ كلة» فان ذلك كان في الحروب الماذمة التى كانت لا تتجاوز معسكر السلطان » أما الآن فان الحرب حرب شهوب » ولأننا نريد أن نع الأذى عن الشعوب الاسلامية » بل نريد أكثر من ذلك أن فنع التفكير في الأذى . مجلس للقيادة ( د ) وانه يحب مع ما سبق أن يكون ثمةمجلس للقيادة الحربيةالاسلامية يجتمع فيه أولئك القواد من الأقالم الاسلامية يمثل كل اقلم عضو أو عضوان أو أكثر » وأن يكون هناك قائد اسلامي عام » يضع الخنطط بالاشتراك مع أهل شورى الحرب . ( ه ) وانه يحب مع ذلك أن تككون في الجامعة قوة للأمن داخلية فها بين المسامين بعضهم مع بعض »2 وليكن من بين الشعوب الاسلامية في التكوين السيامي مجلس للامن مكون من أعضاء يمثلون الأقالم الاسلامية وأن يكون لهذا الجلس قوة قائمة تمنم اعتداء اقلم على اقام . بارس فإذا اعتدى إقلم على إقلم كان مجلس الأمن » أو عليه أن يتدخل انع الاعتداء » بل انه يحب أن يتدخل عند حصول الاختلاف الاقليمي » وذلك تحقيق لقوله تعالى : 8 وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينها» فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله » فإارنف فاءت فأصلحوا بينها بالعدل وأقسطوا » إن الله يحب المقسطين » إنما المؤمنون إخوة » فأصلحوا بين أخويك »2 واتقوا الله لعلك ترحمون #» . فبذه القوة الإسلامية التي تكون تابعة» مجلس أمن الدول الإسلاميةتتكون لتقردع الجاني ولتحمله على الجادة » ولتفيء إلى أمر الله . إننا لا نضمن إخلاص كل الحكام » ولا نضمن الدخيل المفسد > فلا بد من قوة رادعة © والله سبحانه بكل ثيء محبط . بحلس الجامعة الاسلامية : ١4‏ - هذه العناصر الختلفة من تنفيذ احكام الله تعالى التي وردت بها النصوص الشرعية » ووحدة السياسة الخارجية وتنظم العلاقات بين الأقالم الإسلامية ثم تنظم الحرب »2 وكل ما يتعلق بها » ومنع البفي من إقلم علىإقلم كل هذا يحتاج إلى رياسة موجبة » تتفق مع بقاء شخصية كاملة لكل اقلم في أرضه ودائرته . وإن هذه الرياسة لا يمكن أن نجعلها لواحد منفرداً عن أهل الشورىفقد جربنا ذلك في حى الملوك الذين تسموا بامم الخلفاء إذ انهم كانوا ينفردورت بالاحكام » ومن حولهم ظل هم 0 لا إرادة لهم يحوار إرادتهم 0 وإدا كانت هم إرادة » فائما يحطون بها على هوى هؤلاء الملوك الذين سعوا أنفسهم خلفاء وأمراء المؤمنين . وإذا كانت خلافة كخلافة أبي بكر وعمركفاتهم كانوا يستشيرون4وما كان أهل شورام يقولون غير الحقمرضاةلموى أحد وكان لعمر نوعان منالشورى. | شف أحده) - الشور ى الخاصة “وهي التي كان «صطفي بها كبار عاماء الصحابة مثل على بن أبي طالب » والمياس بن عبد المطلب» وعمد اللهين مسعود وعبدالله ابن عباس وزيد بن ثبت ومعاذ بن جمل “وهؤلاء كانوا يستشارون فما يستغلق من الأمور . وثانسه) - شورى عامة » كان يدعو فمها الى ظاهر المدينة كل المالغين الراشدين من أهل المدينة » وذلك في المسائل التي لا تعالج حالاً خاصة > بل يككون فيها تقرير لأمر داثم » أو تكون علاجا لحال لها خطر وثأن . ومن ذلك ما دعام لأجله عندما أراد أن بترك أرض العراق وفارس في أيدي زراعبا » فقد جمع أهل البلاد وقال لهم رأيه » واستمعوا الى رأي مخالفيه الذين كانوا بريدون تقسممها كغنيمة . وقد استمرت المناقشة بثلاثة أيام »“وانتبت بالخضوع لرأي عمر رضي ا ّعنه عندما ساق لمم الآية الدالة على أن الأرض تبقى في ايدي الزراع » وخراجها يكون لمسامين ممثلين في ولي الأمر وبمت مال المسامين . ومن شوراه رضي الله عنه العامة أن بلغه تكاثر أهل فارس على المساميق » فأراد أن بخرج بنفسه الى الغزو فجمع أمل المدينة ليستشيرهم 2 ذلك » فتكاموا في ذلك »> وأشار عليه علي رضي الله عنه >2 وكرم الله وجبه في الجنة بأن يبقى » حق لا يككون ما يدع وراءه من العورات أشْد مما يلقى المسلمون»وحتقى لا يشتد كلبهم على الجبوش الاسلامية ويقولوا هذا أصل العرب ‏ إن قتلناه » تفرقوا » فنزل عمر رضي الله عنه عند ذلك الرأي . 6 - من بعد أن جاء ملوك بني أمبة » ثم ملوك بني العباس » وان تسمى ملوك الدولتين بأسماء الخلفاء وأمراء المسامين ‏ من بعد ذلك أههملت الشورى فتحم الفرس والترك . وانحلت الوحدة الإسلامية » على ما ذكرةا مما أثر في هذا الاجتّاع الاسلامي وتفرق بعده المسامون . يشاوا لذلك كان لا بد أن تكون الرياسة الإسلامية لغير واحد . وقد تنتهي الى واحد يختار من بينهم لمدة » وليس لمدى الحماة » وقد نعد هذا هو خليفة المسامين » ونعده أمير المؤمنين » ويكون أميراً لهم حقا وصدقا . ولكن كيف يتكون هذا المجلس الذي ترجع إلبه أمور ثامائة مليون مسم موزعين في الأرض » يتكون هذا المجلس من عناصر ثلاثة . رجال لهم خبرة في السياسة والادارة ونظم الدول » ورجال لهم عل في الإسلام » ورجال لهم خبرة في الحروب ٠.‏ وهؤلاء يكونون أولي الأمر فمنا الذين أمرة الله تعالى بطاعتهم» إذ يقول: هيا أا الذين آمنوا أطبعوا الله » وأطيعوا الرسول وأولي الآمر منكم “فإن تنازعتم في شيء » فردوه إلى الله والرسول » إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويا » ألم تر إلى الذين يز مون أنهم آمنوا بما أنزل اليك » وما أنزل من قبلك » بريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت» وقدأمروا أن يكفروا به » وريد الشيطان أن يضلبم ضلالاً بعيداً وإذا قبل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المثافقين يصدون عنك صدوداً 4. وإن أولي الأمر الذين أمرا بطاعتهم صنفان » العاماء الذين يتعرفون الأحكام من كتاب الله تعالى وسنة رسوله . والثاني الحكام . وهذا ما يقرره العاماء وابن تيمية في هذا » إذ يقول « وأولو الآأمر في مذا! صنفان العاماء والامراء » وهم الذين اذا صلحوا صلح الناس © فعلى كل منها أن يتحرى ما يقوله وما يفعله طاعة لله ورسوله » واتباع كتاب الله تعالى» ولدس معنى كون العلماء من ولاة الأمر أن أقوالحم حجة في ذاتها » فليسوا كالأحبار عند اليهود والنصارى أقوالهم حجة في ذاتها ءانما هم مستسطون مفسرون للكتاب والسنة» وليس كلامهم حجة إلا عقدار سلامته في استخراج الح من مصدره»فالمصدر هو الأصل المتبع » ولقد كان شيخ الفقهاء أبو حنفة يقول : « ليس لأحد أن بأخذ بقولنا إلا إذا عل من أبن أخذة » . لكين والأمراء هم الكام » ويدخل فيهم الحاريون » فهم امراء الحرب أو ولاتها . كيف يختار مجلس الادارة : 067 سس ختار غير ال حربمين ْ يحلس الادارة وثم العاماء والدين يديرو السياسة الإسلاسة » ويوثقون الصلات بين الاقالم المتلفة » وبعرفون حاحجات كل اقلم » ويراقبون شُؤونه “ويوثقون العلاقات الاقتصادية»مختارون بالانتخاب وختارون مدير السياسة بالانتتخابمنالجالس النيابية في كل إقلم فكل اقلم يختار يجلسه الشابي واحداً أو اثنين»لبمثل الاقلم في محلس ادارة الجامعة الإسلامية. ومختار الجلس الأعلى الإسلامي في كل إقلم اسلامي اثنين من العاماء أو أكثر » وذلك للرقابة على تنفيذ القوانين الاملامية » في ظل القرآن والسنة وما ينغي اتباعهفي الاقلم . وان مجلس الجامعة الاسلامية هو الذي يختار من يرى أن يضمهم اليه من قادة الحروب ومن يبرى الأمور فبها ويلاحظ أنه ينبغي أن يكورن بجلس الجامعة مثلة فبه كل المذاهب الإسلامية » فيكون فبه سلماء من المذهب الزيدي وآخرون من المذهب الجمفري > وغيرهم من المذهب الالاضي > ثم المذاهب الأربعة » ولا يلزم أن يبعث كل اقلم في مذهبين مختلفين » بل بلاحظ أرن يكون جموع أعضاء الجلس فببم هؤلاء الممثلون لمذاهب لا أن يختار كل اقلم مثلين له من كل المذاهب » فان ذلك تحمل العدد كثيراً » و كلما كان في دائرة معقولة من حمسث العدد كان الاتفاق أقرب ©» وننبه إلى أمرين جديرين بالاعتبار : أولما - ان هذا الجلس يختار رئيسا له . وأيمّد؛ ذلك الرئيس هو الامام الاعظم للمسامين أو هو الخليفة أو هو أمير المؤمنين » كا أشرنا من قبل > على أ أن يكون اختياره لأمد معلوم كا قلنا من قبل » ولا ينكون مدى الحياة . ثانسها - أن اختيار هذ الرئيس يكون باكثرية خاصة » وهي الثلثارن للحاضرين على الأقل » ويعزل بثلها أيضاً » وقرارات المجلس تككون مازمة لكل المسامين » ولا تحوز مخالفتها . هذا واتنا نرى أن يككون مكان مجلس الادارة هو المدينة المطبرة » حيث جنان رسول الله صلى الله تعالى عليه وس »2 ولأنها المدينة التي كان يقم بها الني صلى الله تعالى عليه وسم أستكام الاسلام » ولآنها كانت موطن الخلفاء الراشدين الثلاثة أبي بكر وعمر وعؤان » وما خرج علي عنها إلا لأجل الحوادث . أما بعد : فهذه خواطر عرضت أبديتها » وقد دفعني البها أمران : أوهما ‏ ما نراه الآن من التدابر بين المسامين » حتى انه ينظر حكام القوم من المسامين الى اخوانهم من المسامين نظرة من لابريطه به رابطة » ويؤثرون ولاء غير المسلم على ولاء المسلم » وتنزل النازلة بقوم من المؤمنين » فلا يحس بأنه منهم » وهم منه » ونجد هذا الفريق يوالي تلك الدولة من أعداء الله والامان » ونجد الآخر يوالي دولة أخرى » بينها وبين الأولى عداوة » ونحن تبع لما في عداوتها . وإن تحمابا فليس .لنا معهم أمر براعى » وخيراتنا لغيرا > وال تعالى يقول : « لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولباء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ومحذرم الله نفسه .»# الأمر الثاني ما نراه في تاريخنا وما أسعفنا به ديتنا من وحدة إسلامية مكنتنا من أن نهاجم الباطل في مواطنه» فأزلنا حم الأكاسرة » وحررة شعويهم » وأزلنا حم الرومان في الششرق » ورفعنا راية الحرية والمساواة : فق بالمؤاخاة التي كانت بيئنا » والحبة التي كانت تربط بيننا » والتي كانت يتأم المؤمن في الشرق لما ينزل بأخيه في الغرب © حتقى تحقق فينا قوله ِنع : مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو منه >2 تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى . وإن تلك تلك الخواطر التي سقناها لا ندعي أنها نظام وضعناه > ولكنا استمليناه من حال المسامين في عبد عمد ملت » وعبد الراشدين أحبوا السنة وأماتوا المدعة . وقد يقول قائلون اننا خماليون » لأن الواقم لا يؤيدة » وكان يحب أن نوائم بين ما ندعو اليه وما يمكن تحقيقه . ونحن نقول ان المبادىء الثابتة لا يمككن أن تستمد من واقع هو الداء الذي تشكو منه » وإذا كانت دعوتنا الرجوع الى حالنا في عبد النبي والراشدين خسَالمّة » فإنه لا إصلاح قط » ولا سببل الى الرجوع الى عزة الدبن » وقوة البقين» وخير لنا حمنئذ أن نستبدل بدين العزة دينا آخر نتسريل فيه سربال الذلة » إن الحكة القديئة تقول : « إِنما يصلح آخر هذه الآمة بما صلح به أوهاغ». إن العمل يحمل الأمور حقائق واقعة ثابتة » فلنعملوقل اعملوا فسيرى الل عملم ورسوله والمؤمنون . # ف ِِ المقدمة الصفحة الوحدة الاسلامبة : تككوينهاء قمامهاء انقسامهاء طريقة جمعها ١١‏ تبيبد تكوين الوحدة الاسلامية في عبد البي عكر الى يثرب المحرة تام الوحدة في عصر الني عَكلتّع الاتجاه بالدعوة إلى غير العرب الوحدة الاسلامية في عبد الراشدين الفرقة بعد الوحدة كف تتكون الوحدة الآن شكلما الجامعة الاسلامبة الشورى أساس الجامعة الاسلاممة تنفيذ الأحكام الاسلامية قوام الجامعة الثقافة في الجامعة الاسلاممة الوحدة الاقتصادية الفحرة وحدة السياسة الخارجمة وحدة اللجبوش بجلس الجامعة الاسلامية ١ ومع‎ 15 . /عم‎ ده‎ ١.١ 1 أكا وفرفا ردق 14 بذ يفف ١‏ لف نلف رذق اهف